الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 1185 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 43 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 664
تفاصيل الحدث:

هو عَمرُو بن العاصِ بن وائلِ بن هاشِم بن سُعَيْدِ –بالتصغير- بن سهمِ بن عَمرِو بن هُصَيْص بن كعبِ بن لُؤَيٍّ القُرشيُّ السَّهميُّ، أميرُ مِصْرَ، يُكَنَّى أبا عبدِ الله، وأبا محمَّد، أَسلَم قبلَ الفتحِ في صَفَر سنة ثمانٍ، وقِيلَ: بين الحُديبيَة وخيبر، ولمَّا أَسلَم كان النَّبِيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يُقَرِّبُه ويُدْنِيهِ لِمَعرفتِه وشَجاعتِه. ووَلَّاهُ غَزوةَ ذاتِ السَّلاسِل، وأَمَدَّهُ بأبي بكرٍ وعُمَر وأبي عُبيدةَ بن الجَرَّاح، ثمَّ اسْتَعمَله على عمَّان، فمات صلَّى الله عليه وسلَّم وعَمرٌو هو أميرُها، ثمَّ كان مِن أُمراءِ الأجنادِ في الجِهادِ بالشَّام في زمن عُمَر، وهو الذي افتتَح قِنَّسْرين، وصالَح أهلُ حَلَب ومَنْبِج وأَنْطاكِيَة، ووَلَّاهُ عُمَرُ فِلَسْطين، ووُلِيَّ عَمرٌو إمِرَةَ مِصْرَ في زمن عُمَر بن الخطَّاب، وهو الذي افتَتَحها وأبقاهُ عُثمانُ قليلًا ثمَّ عزَلهُ ووَلَّى عبدَ الله بن أبي سَرْحٍ، ثمَّ لم يَزَلْ عَمرٌو بغيرِ إمْرَةٍ إلى أن كانت الفِتنَة بين عَلِيٍّ ومُعاوِيَة، فلَحِقَ بمُعاوِيَة فكان معه يُدَبِّرُ أمْرَهُ في الحربِ إلى أن جَرى أَمْرُ الحَكَمَيْنِ، ثمَّ سار في جيشٍ جَهَّزَهُ مُعاوِيَةُ إلى مِصْرَ فوَلِيَها لمُعاوِيَة مِن صَفَر سنة ثمانٍ وثلاثين إلى أن مات سنة ثلاثٍ وأربعين على الصَّحيح. تُوفِّي وهو ابنُ تِسعين سنة. وفي صحيحِ مُسلمٍ مِن رِواية عبدِ الرَّحمن بن شِماسَةَ قال: فلمَّا حَضَرَت عَمرَو بن العاصِ الوَفاةُ بَكى، فقال له عبدُ الله بن عَمرٍو ابنُه: ما يُبكيكَ؟ فذَكر الحديثَ بطُولِه في قِصَّةِ إسلامِه، وأنَّه كان شديدَ الحياءِ مِن رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم لا يَرفَعُ طَرْفَه إليه. وذكَرها ابنُ عبدِ الحَكَم في فُتوحِ مِصْر، وزاد فيها أشياء مِن رِواية ابنِ لَهِيعَةَ.

العام الهجري : 686 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1288
تفاصيل الحدث:

في سادس ذي الحجة توجَّه الأميرُ عَلَم الدين سنجر المسروري المعروف بالخياط متولي القاهرة، والأميرُ عز الدين الكوراني، إلى غزوِ بلاد النوبة، وجرَّدَ السلطانُ قلاوون معهما طائفةً مِن أجناد الولايات بالوجهِ القبلي والقراغلامية، وكتب إلى الأمير عز الدين أيدمر السيفي السلاح دار متولِّي قوص أن يسيرَ معهما بعُدَّته ومن عنده من المماليك السلطانية المركزين بالأعمال القوصيَّة، وأجناد مركز قوص، وعُربان الإقليم: وهم أولاد أبي بكر وأولاد عمر، وأولاد شيبان وأولاد الكنز وبني هلال، وغيرهم، فسار الخياط في البَرِّ الغربي بنصف العسكرِ، وسار أيدمر بالنصفِ الثاني من البر الشرقي، وهو الجانبُ الذي فيه مدينُة دنقلة، فلما وصل العسكرُ أطرافَ بلاد النوبة أخلى ملك النوبةِ سمامون البلادَ، وكان صاحِبَ مكرٍ ودهاء، وعنده بأس، وأرسل سمامون إلى نائبه بجزائر ميكائيل وعمل الدو واسمه جريس، ويُعرف صاحب هذه الولاية عند النوبة بصاحب الجبل، يأمره بإخلاء البلادِ التي تحت يده أمامَ الجيش الزاحف، فكانوا يرحلونَ والعسكَرُ وراءهم منزلةً بمنزلة، حتى وصلوا إلى مَلِك النوبة بدنقلة، فخرجَ سمامون وقاتلَ الأمير عز الدين أيدمر قتالًا شديدًا، فانهزم ملكُ النوبة وقُتِلَ كثيرٌ ممن معه، واستشهد عدَّةٌ من المسلمين، فتبع العسكَرُ مَلِكَ النوبةِ مَسيرةَ خَمسةَ عَشَر يومًا من رواءِ دنقلة إلى أن أدركوا جريس وأسروه، وأسَرُوا أيضًا ابنَ خالة الملك، وكان من عظمائِهم، فرتَّبَ الأميرُ عِزُّ الدين في مملكة النوبةِ ابنَ أختِ الملك، وجعل جريس نائبًا عنه، وجرَّد معهما عسكرًا، وقرَّرَ عليهما قطعةً يَحمِلانها في كلِّ سَنةٍ، ورجع بغنائم كثيرة ما بين رقيق وخيول وجمال وأبقار وأكسية.

العام الهجري : 1402 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1982
تفاصيل الحدث:

أبو الوليد سعد صايل هو عسكريٌّ فِلَسطيني، وُلِدَ في قرية كفر قليل (محافظة نابلس)، وتلقَّى دِراسته الابتدائيةَ والثانوية في مَدينة نابلس، والتحقَ بالكُلِّية العسكرية الأُرْدنية سَنة 1951م، وتخصَّص في الهندسة العسكريةِ، ثم أُرسِلَ في دوراتٍ عسكريةٍ إلى بريطانيا سنة 1954م (هندسة تَصميم الجُسور وتصنيفها)، وبريطانيا سنة 1958م، والولايات المتحِدة سنة 1960م (هندسة عَسْكرية متقدِّمة)، وعاد إلى الولايات المتحدة سَنة 1966م، فدرَسَ في كُلِّية القادة والأركانِ. تدرَّج أبو الوليد في عددٍ مِن المناصب العسكريةِ في الجيش الأُرْدني، إلى أن أُسنِدَت إليه قِيادة لواء الحسين بن علي وكان برُتبةِ عقيدٍ. انتسَب صايل إلى حركةِ التحرير الوطني الفِلَسطيني (فتح)، وفي أحداثِ أيلول سنة 1970م بين القواتِ الأُرْدنية وقُوات الثورةِ الفلسطينية، التحَقَ بالقواتِ الفلسطينية، فأُسنِدَت إليه مناصبُ عسكرية هامَّة، وقد عُيِّن مديرًا لهيئة العملياتِ المركزية لِقُوات الثورة الفلسطينية، وعُضوًا في القيادةِ العامة لِقُوات العاصفةِ، وعضوًا في قِيادة جهاز الأرض المحتلَّة، بعْدَ أنْ رُقِّيَ إلى رُتبة عميد، كما اختِيرَ عضوًا في المجلسِ الوطني الفلسطينيِّ، وانتُخِبَ في اللجنة المركزيةِ لحرَكة فتْحٍ في مُؤتمرِها الذي عُقِدَ في دمشقَ سنة 1980م. شارك أبو الوليد في إدارةِ دَفةِ العمليات العسكريةِ لِقُوات الثورة الفلسطينية في تصدِّيها للقوات الإسرائيلية في لُبنان، ولُقِّبَ بمارشال بَيروت. اغتِيلَ سعد صايل بتاريخ 29/9/1982 في عمليةٍ تعرَّض لها بعد انتهائِه من جَولة على قُوات الثورة الفلسطينية في سَهل البقاع بلُبنان، وقد رُقِّيَ إلى رُتبة لواءٍ، ودُفِنَ في مقبرة الشُّهداء في مُخيَّم اليرموك بدمشقَ. وتَخليدًا لِذِكرى أبي الوليد أَطلَقَت السُّلطة الوطنية الفلسطينية اسمَه على العديدِ من المعالِمِ الوطنية في غَزَّة والضفةِ الغربية؛ مِثلُ الأكاديميةِ الأمنيةِ في أريحا، ومواقعَ للقُوات الأمنيةِ في غَزة، ومدرسةٍ في مَدينة نابلس، وعِدة أماكنَ أُخرى.

العام الهجري : 267 العام الميلادي : 880
تفاصيل الحدث:

ابتدأ شَرُّ عمر بن حفصون، الذي أعيا الخلفاءَ أمرُه، وطالت في الدنيا فتنتُه، وعَظُم شَرُّه، فقام في هذه السنة على الأميرِ محمد بناحية رية. فتقدَّم إليه عامر بن عامر، فانهزم عامرٌ وأسلَمَ قُبَّته؛ فأخذها ابن حفصون، وهو أوَّل رُواقٍ ضَرَبه؛ فاستكنَّ إليه أهلُ الشر. وعزل الأميرُ محمد عامرًا عن كورة رية، وولَّاها عبد العزيز بن عباس، فهادنه ابن حفصون، وسكَنَت الحالُ بينهما. ثم عُزِل عبد العزيز، وتحرَّك ابن حفصون، وعاد إلى ما كان عليه من الشَّرِّ، وخرج هاشم بن عبد العزيز إلى كورة رية يطلُبُ كُلَّ من كشَفَ وَجهَه في الفتنةِ وأظهرَ الخلاف، وأخذ رهائِنَ أهل تاكرنا على إعطاءِ الطاعة.

العام الهجري : 295 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 907
تفاصيل الحدث:

هو أبو إبراهيمَ إسماعيلُ بنُ أحمدَ الساماني أميرُ خراسان وما وراء النَّهرِ، شَهِدَ عَهدُه ظهورَ السَّامانيين كقوَّةٍ في المنطقة. وهو ابنُ أحمدَ بنِ أسد، ويرجع نسَبُه إلى سامان خدا الذي أسَّس سلالةَ السَّامانيين والذي ترك المجوسيَّة واعتنقَ الإسلامَ، ويُعتبَرُ إسماعيل أبًا روحيًّا للقوميَّة الطاجيكية، كان عاقلًا عادلًا، حسَنَ السِّيرةِ في رعيَّتِه، حليمًا كريمًا، يلقب بعد موته بالماضي، وهو الذي كان يُحسِنُ إلى إمامِ أهلِ الحديث في عصرِه محمَّد بن نصر المروزي ويعَظِّمُه ويُكرِمُه ويَحتَرِمُه ويقوم له في مجلسِ مُلكِه، فلما مات تولَّى بعده ولدُه أحمدُ بنُ إسماعيل بن أحمد الساماني, وأرسلَ إليه المكتفي باللهِ عهْدَه بالولاية وعقَدَ لواءَه بيَدِه‏.‏

العام الهجري : 1442 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 2020
تفاصيل الحدث:

وُلِدَ الأميرُ خليفة بن سلمان آل خليفة عام ١٣٥٤هـ الموافق 1935م. وابتُعِثَ للدراسةِ في بريطانيا على فتراتٍ مُتقَطِّعةٍ حتى عام 1959. تدرَّج في المناصِبِ وُصولًا إلى رئيس الوزراء في عَهدِ أخيه الأكبر الشَّيخ عيسى بن سلمان آل خليفة (عاهل البحرين ١٣٨١هـ - ١٤٢٠هـ - الموافق 1961م- 1999م)، وهو المنصِبُ الذي ظلَّ يحتَفِظُ به في عهد الملك حمد بن عيسى آل خليفة، حتى وافَتْه المنيَّةُ. وكان عَمَّ مَلِكِ البحرين حَمَد بن عيسى آل خليفة، والشَّقيقَ الأصغرَ للأمير السابق عيسى بن سلمان آل خليفة. تُوفي -رحمه الله- في مستشفى مايو كلينك في الولاياتِ المتَّحِدةِ، عن عمرٍ ناهز 84 عامًا.

العام الهجري : 1222 العام الميلادي : 1807
تفاصيل الحدث:

هو علي كيخيا باشا بغداد كان وزيرًا لسليمان باشا الكبير والي بغداد سيره سنة 1213 على رأس حملة لغزو الأحساء والقطيف، لكِنَّ حملته على الرغم من قوته الهائلة إلَّا أنها باءت بالفشلِ، ولَمَّا قُتل سليمان باشا الكبير تولى بعده علي كيخيا ولاية بغداد، ولَمَّا استقر في الملك ودان له غالبُ رعايا العراق من الحضر والبادي، وثب عليه خمسة من غلمانِه وهو في الصلاة فقتلوه, فقام كيخيا سليمان فقتَلَهم, ولم يتِمَّ لهم أمر واستقَرَّ كيخيا سليمان في ولاية بغداد حتى أتاه التقريرُ من استانبول.

العام الهجري : 101 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 720
تفاصيل الحدث:


هو عُمَر بن عبدِ العزيز بن مَرْوان بن الحَكَم بن العاص بن أُمَيَّة بن عبدِ شَمس القُرشِي الأُمَوي، أَميرُ المؤمنين، أُمُّهُ أُمُّ عاصِم لَيْلَى بِنتُ عاصِم بن عُمَر بن الخَطَّاب، ويُقال له: أَشَجُّ بَنِي مَرْوان. وكان يُقال: الأَشَجُّ والنَّاقِصُ أَعْدَلا بَنِي مَرْوان. فهذا هو الأَشَجُّ، بُويِعَ له بالخِلافَة بعدَ ابنِ عَمِّه سُليمان بن عبدِ الملك عن عَهْدٍ منه له بذلك. ويُقال: كان مَولِدُه في سَنَة إحدى وسِتِّين. دَخَل عُمَرُ بن عبدِ العزيز إلى إصْطَبْل أَبيهِ وهو غُلامٌ، فضَرَبَهُ فَرَسٌ فشَجَّهُ، فجَعَل أَبوهُ يَمسَح عنه الدَّمَ، ويقول: إن كُنْتَ أَشَجَّ بَنِي أُمَيَّة إنَّك إذًا لَسَعيد. أوَّل ما اسْتُبِينَ مِن عُمَر بن عبدِ العَزيز حِرْصُه على العِلْمِ ورَغْبَتُه في الأَدَبِ -أنَّ أباه وَلِيَ مِصرَ وهو حَديثُ السِّنِّ، يُشَكُّ في بُلوغِه، فأَرادَ إخْراجَه معه، فقال: يا أَبَه، أَوَ غَيْر ذلك لَعلَّه يكون أَنفَع لي ولك؟ تُرَحِّلُنِي إلى المَدينَة فأَقْعُد إلى فُقَهاء أَهلِها وأَتَأَدَّب بآدابِهم. فوَجَّهَه إلى المَدينَة، فقَعَد مع مَشايِخ قُريش، وتَجَنَّبَ شَبابَهم، وما زال ذلك دَأْبُه حتَّى اشْتَهَر ذِكْرُه، فلمَّا مات أَبوهُ أَخَذه عَمُّهُ أَميرُ المؤمنين عبدُ الملك بن مَرْوان فخَلطَه بِوَلدِه، وقَدَّمَه على كَثيرٍ منهم، وزَوَّجَه بابْنَتِه فاطِمَة. وَلَّاه الوَليدُ وِلايةَ المَدينَة، ثمَّ جَعلَه على الحِجاز مِن 86 – 93هـ، ثمَّ بُويِعَ بالخِلافَة بعدَ سُليمان بِوَصِيَّةٍ منه له, انْتَشَر في عَهدِه العَدلُ والمُساواةُ، ورَدُّ المَظالِم التي كان أَسلافُه مِن بَنِي أُمَيَّة قد ارْتَكَبوها، وعَزْلُ جَميعِ الوُلاة الظَّالِمين ومُعاقَبتُهم، كما أعاد العَمَل بالشُّورَى، كما اهْتَمَّ بالعُلومِ الشَّرعِيَّة، وأَمَر بِتَدوين الحَديثِ النَّبَوِيِّ. اسْتَمَرَّت خِلافَتُه سَنتينِ وخَمسة أَشهُر وأربعة أَيَّام سار فيها بسيرة الخلفاء الراشدين, تُوفِّي عُمَرُ عن تِسعٍ وثَلاثين، وقِيلَ أَربعين سَنَة، وكان سَبَبُ وَفاتِه أنَّه سُقِيَ السُّمَّ، وذلك أنَّ بَنِي أُمَيَّة قد تَبَرَّموا وضاقوا ذَرْعًا مِن سِياسَة عُمَر التي قامَت على العَدْل، وحَرَمَتْهُم مِن مَلَذَّاتِهم وتَمَتُّعِهم بِمِيزات لا يَنالها غَيرُهم، ورَدّ المَظالِم التي كانت في أَيديهِم، وحالَ بينهم وبين ما يَشتَهون، فكاد له بَعضُ بَنِي أُمَيَّة بِوَضْعِ السُّمِّ في شَرابِه، فوَضَع مَوْلًى له سُمًّا في شَرابِه، وأُعْطِيَ على ذلك أَلفَ دِينارٍ، فأُخْبِرَ أنَّه مَسموم، فقال: لقد عَلِمتُ يومَ سُقِيتُ السُّمَّ. ثمَّ اسْتَدعَى مَولاهُ الذي سَقاهُ، فقال له وَيْحَك، ما حَمَلَك على ما صَنعتَ؟ فقال: ألفُ دِينارٍ أُعْطِيتُها. فقال: هاتِها. فأَحْضَرها فوَضَعها في بَيتِ المالِ، ثمَّ قال له: اذْهَب حيث لا يَراك أَحَدٌ فَتَهْلَك.

العام الهجري : 1404 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1984
تفاصيل الحدث:

حِزْبُ العُمَّال الكُردستانيُّ هو حِزبٌ سياسيٌّ كُرديٌّ يساريٌّ مُسلَّحٌ، ذو توجُّهاتٍ قوميَّةٍ كُرديَّةٍ وماركسيَّةٍ - لِينينيَّةٍ، هدفُهُ إنشاءُ ما يُطلق عليه الحِزبُ دولةَ كُردستانَ المستقِلَّةِ. ويُعتبر الحِزبُ في قائمة المُنظَّماتِ الإرهابيَّةِ على لوائح الولايات المُتَّحدةِ، والمملكة المُتَّحِدة، والاتِّحادِ الأوروبيِّ، وتُركيا، وإيرانَ، وسُوريَة، وأُستراليا. تأسَّس في عام 1978م، وبدأ حركةَ تمرُّدِهِ المُسلَّحةِ ضدَّ السُّلطة المركزيَّةِ من أجْلِ إقامة دولةٍ كُرديَّةٍ مُستقِلَّةٍ في جنوب شرقِ الأناضولِ 15 آب / أغسطس 1984م، جاعلًا المسألةَ الكُرديَّةَ أبرزَ مُشكلةٍ تُواجهُها تركيا. وقد تحوَّلت مطالبُ حِزبِ العُمَّال الكُردستانيِّ في سبيل الحُصول على استِقلال المِنطَقةِ الكُرديَّةِ في تركيا إلى مطالبَ بإقامةِ حُكمٍ ذاتيٍّ في إطار نظامٍ فِيدراليٍّ.

العام الهجري : 701 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1302
تفاصيل الحدث:

كثُرَ فَسادُ العُربان بالوجه القبلي، وتعَدَّى شَرُّهم في قَطعِ الطَّريقِ إلى أن فَرَضوا على التجَّار وأرباب المعايش بأسيوط ومنفلوط فرائِضَ جَبَوها شبه الجماليَّة، واستخَفُّوا بالولاة ومنعوا الخراجَ، وتَسَمَّوا بأسماء الأمراء، وجعلوا لهم كبيرينِ أحدهما سَمَّوه بيبرس، والآخر سلار، ولبسوا الأسلحةَ وأخرجوا أهلَ السُّجونِ بأيديهم، فاستدعى الأمراءُ القُضاةَ والفُقَهاءَ، واستفتَوهم في قتالِهم، فأفتَوهم بجواز ذلك، فاتَّفَق الأمراء على الخروج لقتالِهم وأخْذِ الطرق عليهم، لئلا يمتَنِعوا بالجبالِ والمفاوزِ فيَفوتَ الغَرَضُ فيهم، فاستدعَوا الأمير ناصر محمد بن الشيخي متولي الجيزية, وغيرَه من ولاة العمل، وتقَدَّموا إليه بمنع الناسِ بأَسرِهم من السفر إلى الصعيدِ في البَرِّ والبحر، ومَن ظَهَر أنه سافر كانت أرواحُ الولاة قبالةَ ذلك، فاشتَدَّ حِرصُهم، وأشاع الأمراءُ أنَّهم يريدون السَّفَرَ إلى الشام، وكُتِبَت أوراق الأمراء المسافرين، وهم عشرونَ مُقَدَّمًا بمضافيهم، وعيَّنوا أربعة أقسام: قسمٌ يتوَجَّهُ في البر الغربي من النيلِ، وقِسمٌ في البَرِّ الشرقي، وقِسمٌ يركب النيل، وقِسمٌ يمضى في الطريق السالكةِ، وتوجه الأميرُ شمس الدين سنقر الأعسر إلى جهة ألواح في خمسةِ أمراء، وقرر أن يتأخَّرَ مع السلطان أربعةُ أمراء من المقَدَّمين، وتقَدَّمَ إلى كُلِّ مَن تعَيَّنَ لجهة أن يضَعَ السَّيفَ في الكبير والصَّغيرِ والجليل والحقير، ولا يُبقُوا شيخًا ولا صبيًّا، ويحتاطوا على سائِرِ الأموال، وسار الأميرُ سلار في رابع جمادى الآخرة ومعه جماعةٌ من الأمراء في البر الغربي، وسار الأميرُ بيبرس بمن معه في الحاجر في البر الغربي على طريق الواحات، وسار الأميرُ بكتاش أميرُ سلاحٍ بمن معه إلى الفيوم وسار الأميرُ بكتمر الجوكندار بمن معه في البرِّ الشرقي، وسار قتالُ السبع وبيبرس الدوادار وبلبان الغلشي وعرب الشرقية إلى السويس والطور، وسار الأميرُ قبجق ومن معه إلى عقبةِ السَّيل، وسار طقصبا والي قوص بعرب الطاعةِ وأخذ عليهم المفازاتِ، وضَرَبَ الأمراءُ على الوجه القبلي حلقةً كحلقةِ الصيدِ، وقد عُمِّيَت أخبارُهم على أهل الصعيد، فطَرَقوا البلادَ على حينِ غَفلةٍ مِن أهلها، ووضَعوا السيفَ في الجيزيَّة بالبر الغربيِّ والإطفيحية من الشرق، فلم يتركوا أحدًا حتى قَتَلوه، ووسطوا نحو عشرة آلاف رجلٍ، وما منهم إلَّا من أخذوا مالَه وسَبَوا حريمه، فإذا ادَّعى أحدٌ أنَّه حَضَريٌّ قيل له قل: دقيق، فإن قال بقاف العَرَبِ قُتِلَ، ووقع الرعبُ في قلوبِ العُربان حتى طَبَّق عليهم الأمراءُ، وأخَذوهم مِن كُلِّ جِهةٍ فَرُّوا إليها، وأخرَجوهم من مخابِئِهم حتى قَتَلوا مَن بجانبي النيلِ إلى قوص، وجافت الأرضُ بالقتلى، واختفى كثيرٌ منهم بمغائِرِ الجبالِ، فأُوقِدَت عليهم النيرانُ حتى هلكوا عن آخِرِهم، وأُسِرَ منهم نحوُ ألف وستمائة لهم فلاحات وزروع، وحَصَل من أموالهم شيءٌ عَظيمٌ جدًّا تفَرَّقَتْه الأيدي، وأُحضِرَ منه للديوان ستة عشر ألف رأسٍ من الغنم، من جملةِ ثمانين ألف رأسٍ ما بين ضأن وماعز، ونحو أربعةِ آلاف فرس واثنين وثلاثين ألف جمل، وثمانية آلاف رأس من البقر، غيرَ ما أُرصِدَ في المعاصر، ومن السِّلاحِ نحو مائتين وستين حملًا ما بين سيوف ورماح، ومن الأموالِ على بغالٍ مُحَمَّلة مائتين وثمانين بغلًا، ثم عاد العسكَرُ في سادس عشر رجب، وقد خلت البلادُ بحيث كان الرجلُ يمشي فلا يجِدُ في طريقه أحدًا، وينزِلُ بالقرية فلا يرى إلا النِّساءَ والصِّبيانَ والصِّغارَ، فأفرجوا عن المأسورينَ وأعادوهم لحِفظِ البلاد، وكان الزَّرعُ في هذه السنة بالوجه القبلي عظيمًا إلى الغاية، تحصَّلَ منه ما لم يُقدَرْ قَدرُه كَثرةً.

العام الهجري : 1358 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1939
تفاصيل الحدث:

حربٌ كونيَّةٌ مُدَمِّرة شاركت فيها معظَمُ دول العالم، استمَرَّت ست سنوات من 1 سبتمبر 1939م إلى 2 سبتمبر 1945م انطلقت شرارةُ هذه الحرب مع هجومِ ألمانيا على بولونيا في 17 رجب 1358هـ/ 1 سبتمبر 1939م؛ ليتسع ذلك الخلاف بإعلانِ كُلٍّ مِن فرنسا وإنجلترا الحربَ على ألمانيا، ثم تشكَّلَ طرفا النزاع من حِلْفَين: الأول دُولُ الحُلَفاء على رأسِها كُلٌّ من بريطانيا وفرنسا وروسيا الشيوعية، ثم انضمَّت إليهم أمريكا وغيرها من دول أوربية أخرى، والطرف الثاني دُوَل المحور وأبرز من يمثِّلُها ألمانيا النازية بقيادة هتلر، وإيطاليا الفاشية بقيادة موسوليني، والنمسا واليابان ومن التحق بهم من دول أخرى أو شعوب تبحث عن الخلاصِ مِن نِيرِ الاستعمار الأوربي، وقد تعددت أسبابُ ومراحل هذه الحرب الكونية التي بدأت بغزو ألمانيا لبولندا، وانتهت بإلقاء قنبلتين ذريتين على اليابان، وشَمِلَت الحرب معظمَ أراضي القارات الأربع، وشارك فيها أكثر من 100 مليون جندي، وسَخَّرَت الدول الكبرى كلَّ طاقتها الاقتصادية والعسكرية والتقنية والبشرية، كما أسهم استخدامُ سلاح الجو وتطوره المحموم أثناء الحرب بين الدول الكبرى -لتحقيق أكبر قدر من النصر والمكاسب- في مضاعفة الخسائر البشرية والمادية أثناء سنوات الحرب وبعدها؛ حيث بلغت الخسائِرُ في الأرواح أكثر من 60 مليون قتيل، وعشرات الملايين من الجرحى والمشوَّهين والمشرَّدين الذين تم تدمير مدُنِهم بالكامل، ومن أبرز أسباب الحرب: أسبابٌ غيرُ مباشِرة للحرب، منها: 1/ الأزمة الاقتصادية في أعقاب الحرب العالمية الأولى وما خلَّفَتْه من تدهور لاقتصاديات الدول الأوربية خاصة ألمانيا. 2/ معاهدة فرساي بشروطها القاسية التي استهدفت إضعاف ألمانيا عسكريًّا. 3/ خرق هتلر منذ وصوله إلى السلطة سنة 1933م لشروط فرساي عندما رفع عددَ جنود بلاده عن المتاح له باعتمادِ التجنيد الإجباري، وتطوير عتاده الحربي. 4/ ضمُّ هتلر لعدة مناطق بأوربا، كإقليم السار سنة 1936م، النمسا سنة 1938م. 5/ قيامُ تحالف بين الديكتاتوريات الثلاث ألمانيا وإيطاليا واليابان منذ سنة 1937م؛ لتنفيذ برنامج الحزب النازي. 6/ انسحاب الدول الثلاث ألمانيا وإيطاليا واليابان من عصبة الأمم 7/ توسُّع اليابانية في جنوب شرق آسيا (الصين). وأمَّا الأسبابُ المباشرة فأهمُّها: زيادة توتُّر العلاقة بين ألمانيا وفرنسا بعد عقد الأخيرة تحالفًا عسكريًّا مع الاتحاد السوفييتي والذي اعتبرته ألمانيا موجَّهًا ضِدَّها، فصَمَّم هتلر على استعادة عدة مناطق كانت قد انتُزِعَت منه بدعوى أن أغلبيةَ سكانه ألمان، فأعلنت فرنسا وإنجلترا الحرب على ألمانيا، فتضافرت العوامِلُ غير المباشرة مع المباشرة فاندلعت حربٌ كونية ثانية. وقد مرَّت الحرب في مرحلتين: الأولى: بين عامي 1939م و1942م، وتميَّزت هذه المرحلة باعتماد الحرب الخاطفة وشَمِلَت عدة جبهات في آسيا وأوربا، كالهجوم الإيطالي الألماني على فرنسا واكتساحها وتوقيعها هدنة مع دول المحور، وشَنِّ دُوَل المحور هجومًا جويًّا على المدن الإنجليزية بما فيها لندن، دام ثلاثة أشهر نتج عنه خسائر بشرية ضخمة، واحتلال إيطاليا ألبانيا ويوغسلافيا واليونان ودخولها مصر، لكن الإنجليز تمكَّنوا من طرد الإيطاليين من مصر رغم تركُّز الألمان في عدة مناطق من مصر، والهجوم الألماني على الاتحاد السوفييتي وتدميرها للسلاح الجوي السوفييتي على الأرض ووصول الألمان إلى مشارف موسكو، وعجزهم في التقَدُّم بسبب قساوة المناخ والمقاومة السوفيتية، وخلَّف هذا الهجوم خسائِرَ مادية وبشرية هائلة، والهجوم الياباني على القواعد الأمريكية بالمحيط الهادي عام 1941م، وإعلان روزفلت الحربَ على اليابان, وبفضل اعتماد ألمانيا أسلوبَ الحرب الخاطفة واستعمال دول المحور أسلحة جديدة متطورة جوًّا وبرًّا وبحرًا حققت ألمانيا وحليفاتها انتصارات كبيرة خلال هذه المرحلة. أما المرحلة الثانية من الحرب فقد تميزت بشمولية الحرب لأراضي القارات الأربع، وبحار ومحيطات العالم خاصة بعد دخول الولايات المتحدة الأمريكية الحربَ، ورغبة كلِّ معسكر في الانتصار؛ فقد انتصر الحلفاء في معركة العَلَمين بمصر عام 1942م, وتقَدَّمت القوات الإنجليزية نحو طرابلس حيث التقت بجيوشِ الحلفاء القادمة من الدار البيضاء، وبالتالي طرد قوات المحور من ليبيا ومصر وتونس سنة 1943م، وانتصار المقاومة السوفييتية في ستالينغراد على ألمانيا، وتحرير الجيش الأحمر للأراضي السوفيتية، وتشكيل التحالف الأكبر بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي وإنجلترا، وشن هجوم على الألمان حُرِّرَت بموجبه فرنسا وتسلمت ألمانيا، وإعلان الحرب على اليابان، فكثفت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي هجومهما على اليابان برًّا وبحرًا وجوًّا ما بين 1944م و1945م نتج عنه هزائم متتالية لليابان وإغراق 4 حاملات طائرات يابانية، واستعاد الحلفاء عدةَ مناطق في غينيا الجديدة، والفلبين، ولَمَّا رفضت اليابان الاستسلامَ بعد الإنذار الموجَّه لها من الولايات المتحدة تم إلقاءُ قنبلتين ذريتين على هيروشيما في 6 أغسطس، وناجازاكي في 9 أغسطس سنة 1945م ما أسفر عن استسلام اليابان. كان استخدام القنبلة الذرية آخِرَ فَصلٍ من فصول هذه الحرب، وقد ساهم التفوق اللوجستيكي الأمريكي والمقاومة السوفييتية في تغيُّرِ الحرب لصالح الحلفاء، وكان من أبرز نتائج هذه الحرب: تغيُّرُ موازين القوى على الصعيد العالمي، وتغيُّرُ خريطة أوربا حيت توسَّعت مساحةُ عدة دول كبولونيا، بلغاريا، فرنسا، ويوغسلافيا، وكذلك الاتحاد السوفييتي، في حين فقدت دول أخرى جزءًا من أراضيها، كالنمسا، وألمانيا، واليابان، كما تم تقسيمُ ألمانيا إلى أربع مناطِقِ نفوذ خاضعة للدول الأربعة المنتَصِرة في الحرب: إنجلترا، فرنسا، الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد السوفييتي، وبنفس الطريقة قُسِّمَت برلين وفيينا؛ ومن أجل تجاوُزِ مخلَّفات الحرب الضخمة أنشأت الدولُ العظمى أثناء عقد مؤتمر سان فرانسيسكو سنة 1945م هيئةَ الأمم المتحدة.

العام الهجري : 708 العام الميلادي : 1308
تفاصيل الحدث:

ورد الخبَرُ بأن متمَلِّكَ قُبرُص اتَّفق مع جماعة من ملوك الفرنج على عمارةِ ستين سفينة لغزو دمياط، فجمع السلطانُ الناصر بن قلاوون الأمراءَ وشاوَرَهم، فاتَّفَقوا على عمل جسرٍ مادٍّ مِن القاهرة إلى دمياط خوفًا من نزولِ الفرنج أيَّامَ النيل، وندب لذلك الأمير جمال الدين أقوش الرومي الحسامي، وأمر ألا يراعي أحدًا من الأمراءِ في تأخيرِ رجالِ بلاده، ورسَمَ للأمراء أن يُخرِجَ كُلٌّ منهم الرجالَ والأبقار، وكتب إلى الولاةِ بالمساعدة والعمل، وأن يخرُجَ كُلُّ والٍ برِجاله، وكان أقوش مَهيبًا عبوسًا قليلَ الكلام، له حُرمةٌ في قلوب الناس، فلم يصل إلى فارس كور حتى وجد ولاةَ العَمَل قد نصبوا الخِيَم وأحضروا الرجالَ، فاستدعى المهندسينَ ورَتَّب العمل، فاستقَرَّ الحال على ثلاثمائة جرَّافة بستمائة رأس بقر وثلاثين ألف رجل، وأحضر إليه نوَّابُ جميع الأمراء، فكان يركب دائمًا لتفقُّد العمل واستحثاث الرِّجال، بحيث إنَّه فقد بعضَ الأيام شادي الأمير بدر الدين الفتاح ورجالَه، فلما أتاه بعد طَلَبِه ضَرَبه نحو الخمسمائة عصاةً، فلم يغِبْ عنه بعد ذلك أحَدٌ، ونكَّلَ بكثيرٍ مِن مشايخ العربان، وضَرَبهم بالمقارعِ وخَزَم آنافَهم وقطَعَ آذانهم، ولم يكَدْ يسلَمُ منه أحد من أجناد الأمراءِ ومنشدي البلاد، وما زال يجتَهِدُ في العمل حتى أُنجِزَ الجسر في أقَلَّ مِن شهر، وكان ابتداؤُه من قليوب وآخره بدمياط، يسيرُ عليه الراكِبُ يومين، وعَرضُه من أعلاه أربعُ قَصَبات، ومن أسفَلِه ستُّ قصبات، يمشي ستة فرسان صَفًّا واحدًا، وعَمَّ النفع به، فإنَّ النيل كان في أيام الزيادة يعلو حتى تنقَطِعَ الطُّرُقاتُ ويمتَنِعَ الوصول إلى دمياط، وحضَرَ بعد فراغه الأميرُ أقوش إلى القاهرة، وخُلِعَ عليه وشُكِرَت هِمَّتُه، ووقع الاتفاقُ على عمل جسر آخَرَ بطريق الإسكندرية، ونُدِبَ لعمله الأمير سيف الدين الحرمكي، فعمر قناطِرَ الجيزة إلى آخر الرمل تحت الهَرَمين، وكانت تهَدَّمت، فعم النفعُ بعمارتِها.

العام الهجري : 760 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1359
تفاصيل الحدث:

كانت قريةٌ بحوران- وهي خاص لنائب الشام وهم حلبية يمن، ويقال لهم بنو لبسة وبنو ناشي- وهي حصينة منيعة يضوي إليها كلُّ مُفسدٍ وقاطع ومارق، ولجأ إليهم أحَدُ شياطين رويمن العشير، وهو عمر المعروف بالدنيط، فأعدوا عددًا كثيرة ونهبوا ليغنَموا العشير، وفي هذا الحين بدَرَهم والي الولاة المعروف بشنكل منكل، فجاء إليهم ليرُدَّهم ويهديهم، وطلب الوالي منهم تسليمَ عمر الدنيط، فأبوا عليه وراموا مقاتلَتَه، وهم جمع كثير وجَمٌّ غفير، فتأخَّرَ عنهم وكتب إلى نائب السلطنة ليمُدَّه بجيشٍ عونًا له عليهم وعلى أمثالهم، فجهَّزَ له جماعة من أمراء الطبلخانات والعشراوات ومائة من جند الحلقة الرماة، فلمَّا بغَتَهم في بلدهم تجمَّعوا لقتال العسكر ورموه بالحجارة والمقاليع، وحَجَزوا بينهم وبين البلد، فعند ذلك رمَتْهم الأتراك بالنبال من كل جانب، فقتلوا منهم فوق المائة، فَفَرُّوا على أعقابهم، وأَسَر منهم والي الولاة نحوًا من ستين رجلًا، وأمر بقطع رؤوس القتلى وتعليقها في أعناق هؤلاء الأَسرى، ونُهِبَت بيوت الفلَّاحين كلهم، وسُلِّمَت إلى مماليك نائب السلطنة، لم يفقَدْ منها ما يساوي ثلاثمائة درهم، وكرَّ راجِعًا إلى بصرى وشيوخ العشيرات معه، فأخبر ابن الأمير صلاح الدين ابن خاص ترك، وكان من جملةِ أمراء الطبلخانات الذين قاتلوهم بمبسوط ما يخصُّه، وأنه كان إذا أعيا بعض تلك الأسرى من الجرحى أمر المشاعلي بذبحِه وتعليق رأسِه على بقية الأسرى، وفعل هذا بهم غيرَ مَرَّة حتى إنه قطع رأس شاب منهم وعَلَّقَ رأسه على أبيه، شيخٍ كبير، حتى قَدِمَ بهم بصرى، فشنكل طائفة من أولئك المأسورين، وشنكل آخرين، وقتل الآخرين وحبس بعضهم في القلعة، وعلَّق الرؤوسَ على أخشابٍ نَصَبها حول قلعة بصرى، فحصل بذلك تنكيلٌ شديد لم يقع مثلُه في هذا الأوان بأهل حوران، وهذا كلُّه سُلِّطَ عليهم بما كسَبَت أيديهم، وما ربُّك بظَلَّامٍ للعبيدِ!

العام الهجري : 93 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 712
تفاصيل الحدث:

كان سَبَب ذلك أنَّ عُمَر بن عبدِ العزيز كَتَبَ إلى الوَليد يُخْبِرُه عن أَهلِ العِراق أنَّهم في ضَيْمِ وضِيقٍ مع الحَجَّاجِ مِن ظُلْمِه وغَشْمِه، فسَمِع بذلك الحَجَّاجُ فكَتَبَ إلى الوَليد: إنَّ عُمَر ضَعيف عن إِمْرَةِ المَدينَة، وإنَّ جماعَة مِن أَهلِ الشِّقاق مِن أهلِ العِراق قد لَجَأوا إلى المَدينَة ومَكَّة، وهذا وَهْنٌ وضَعْفٌ في الوِلايَة، فاجْعَل على الحَرَمَيْنِ مَن يَضْبُط أَمْرَهُما. فكَتَبَ الوَليدُ إلى الحَجَّاج: أن أَشِرْ عَلَيَّ بِرَجُلينِ. فكَتَب إليه يُشِيرُ عليه بعُثمان بن حَيَّان، وخالِد بن عبدِ الله، فوَلَّى خالِدًا مَكَّة، وعُثمانَ المَدينَة، وعَزَل عُمَر بن عبدِ العزيز، فخَرَج عُمَرُ بن عبدِ العزيز مِن المَدينَة في شَوَّال فنَزَلَ السُّويْداء، وقَدِمَ عُثمانُ بن حَيَّان المَدينَة لِلَيْلَتَيْنِ بَقِيَتا مِن شَوَّال مِن هذه السَّنَة.

العام الهجري : 262 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 876
تفاصيل الحدث:

قدم يعقوبُ بن الليث في جحافِلَ فدخل واسط قهرًا، فخرج الخليفة المعتَمِدُ بنفسه من سامرَّا لقتاله، فتوسط بين بغداد وواسط، فانتدب له أبو أحمد الموفَّق بالله- أخو الخليفة- في جيشٍ عظيم على ميمنتِه موسى بن بغا، وعلى ميسرته مسرورٌ البلخي، فتقاتلوا قتالًا شديدًا، وقد ظهر من أصحابِ يعقوب كراهةٌ للقتال معه؛ إذ رأوا الخليفةَ يُقاتِلُه، فحملوا على يعقوبَ ومَن قد ثبت معه للقتالِ، فانهزم أصحابُ يعقوب، وثبت يعقوبُ في خاصَّةِ أصحابه، حتى مَضَوا وفارقوا موضِعَ الحرب، وتَبِعَهم أصحاب الموفَّق، فغَنِموا ما في عسكرهم، وكان فيه من الدوابِّ والبغال أكثَرُ من عشرة آلاف، ومن الأموالِ ما يُكَلُّ عن حَملِه، ومِن جُرُب المِسك أمرٌ عظيمٌ، وتخلَّصَ محمد بن طاهر من الأسر، وكان مُثقَلًا بالحديد، وخلع عليه الموفَّق، وولَّاه الشرطةَ ببغداد بعد ذلك.