الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 1037 ). زمن البحث بالثانية ( 0.005 )

العام الهجري : 1 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 622
تفاصيل الحدث:

لمَّا تَمَّتْ بَيعةُ العَقبةِ أمرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مَن كان معه بالهِجرةِ إلى المدينةِ، فخرجوا أَرسالًا، كان مِنَ السَّابقين للهِجرةِ بعدَ العَقبةِ الثَّانيةِ مُصعبُ بنُ عُميرٍ, ثمَّ عامرُ بنُ رَبيعةَ حَليفُ بن بني عَدِيِّ بنِ كعبٍ، معه امرأتُه ليلى بنتُ أبي حَثْمَةَ بنِ غانمٍ، ثمَّ عبدُ الله بنُ جَحْشٍ بأهلِهِ وأخيهِ عبدِ بنِ جَحْشٍ أبي أحمدَ، وكان ضَريرًا، وكان منزلُهما ومنزلُ أبي سَلمةَ بقُباءٍ في بني عَمرِو بنِ عَوفٍ، فلمَّا هاجر جميعُ بني جَحْشٍ بنِسائهِم فعَدا أبو سُفيانَ على دارِهم فتَمَلَّكَها، فذكر ذلك عبدُ الله بنُ جَحْشٍ لمَّا بَلَغَهُ لِرسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "ألا تَرضى يا عبدَ الله أن يُعطِيَك الله بها دارًا في الجنَّةِ خيرًا منها؟ قال: بلى. قال: فذلك لك". فلمَّا افتتح رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مكَّةَ كَلَّمَهُ أبو أَحمدَ في دارِهم، فأبطأَ عليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال النَّاسُ لأبي أَحمدَ: يا أبا أَحمدَ، إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَكرهُ أن تَرجِعوا في شيءٍ أُصيبَ منكم في الله، فأَمْسَكَ عن كلامِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم. وكان بنو غَنْمِ بنِ دُودانِ أهلَ إسلامٍ قد خرجوا كُلُّهم إلى المدينةِ، ثمَّ خرج عُمَرُ بنُ الخطَّابِ، وعيَّاشُ بنُ أبي رَبيعةَ في عِشرين راكبًا فقَدِموا المدينةَ، وكان هشامُ بنُ العاصِ بنِ وائلٍ قد أَسلمَ، وواعد عُمَرَ بنَ الخطَّابِ أن يُهاجِرَ معه، وقال: تَجِدُني أو أَجِدُك عند أَضاءةِ بني غِفارٍ، ففَطِنَ لهشامٍ قومُه فحبسوه عن الهِجرةِ. ثمَّ إنَّ أبا جهلٍ والحرثَ بنَ هشامٍ خرجا حتَّى قَدِما المدينةَ ورسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم بمكَّةَ، فكَلَّما عيَّاشَ بنَ أبي رَبيعةَ وكان أخاهُما لِأُمِّهِما وابنَ عَمِّهِما، وأَخبراهُ أنَّ أمَّهُ قد نَذرتْ أن لا تَغسِلَ رأسَها ولا تَسْتَظِلَّ حتَّى تَراهُ، فَرَقَّتْ نَفْسُهُ وصدَّقهُما وخرج راجعًا معهُما، فكَتَّفاهُ في الطَّريقِ وبلغا به مكَّةَ، نهارًا مُوثَقًا، ثمَّ قالا: يا أهلَ مكَّةَ هكذا فافعلوا بسُفهائِكُم كما فعلنا بسَفيهِنا هذا. فحَبَساهُ بها إلى أن خَلَّصَهُ الله تعالى بعد ذلك بدُعاءِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم له في قُنوتِ الصَّلاةِ: "اللَّهمَّ أَنْجِ الوليدَ بنَ الوليدِ، وسَلمةَ بنَ هشامٍ، وعيَّاشَ بنَ أبي رَبيعةَ". ولمَّا أراد صُهيبُ بنُ سِنانٍ الهِجرةَ قال له كُفَّارُ قُريشٍ: أَتَيْتَنا صُعلوكًا حَقيرًا فكَثُرَ مالُك عندنا، وبلغتَ الذي بلغتَ، ثمَّ تُريدُ أن تَخرُجَ بمالِك ونَفسِك، لا والله لا يكونُ ذلك. فقال لهم صُهيبٌ: أَرأيتُم إن جَعلتُ لكم مالي أَتُخَلُّون سَبيلي؟ قالوا: نعم، فقال: فإنِّي قد جَعلتُ لكم، فبلغ ذلك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال: "رَبِحَ صُهيبٌ، رَبِحَ صُهيبٌ". ثمَّ تتابع المهاجرون بالهِجرةِ إلى المدينةِ إلى أن هاجر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم.

العام الهجري : 952 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1545
تفاصيل الحدث:

استولى العثمانيون على تلمسان بقيادة حسن بن خير الدين بربروسا، وذلك في أواسط شعبان، وأخرج منها الأمير أحمد ابن الأمير عبد الله ووزيره منصور بن أبي غانم ولَحِقا بدبدو، واستمرَّت تلمسان في يد العثمانيين إلى أواسط صدر المائة الثالثة عشرة.

العام الهجري : 1029 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1620
تفاصيل الحدث:

انتصر الجيشُ العثماني أيام عثمان الثاني الذي أعلن الجهادَ ضِدَّ بولونيا-بولندا- فأرسل جيشًا من الانكشارية بقيادة الوزير غازي إسكندر باشا، وتمكَّن العثمانيون من إبادة الجيش البولوني الذي كان يبلغ قوامُه ستين ألف جندي، ولم ينجُ من المعركة إلا أربعُمائة جندي بولوني فقط! وكان سبب المعركة هو تدخُّل بولونيا في شؤون إمارة البغدان من المجر. لكنْ حدَثَ الصُّلحُ بعد ذلك بناءً على رغبة بولونيا، وطلب الانكشارية الذين تَعِبوا من مواصلة القتال.

العام الهجري : 1013 العام الميلادي : 1604
تفاصيل الحدث:

جدَّدت الدولةُ العثمانية امتيازاتِ فرنسا وإنجلترا، على مثلها، كما جَدَّدت الاتفاقيةَ مع بولونيا- بولندا- بحيث تمنعُ الدولة تتارَ القرم من التعدي على بولونيا، وتمنع بولونيا القوزاق من التعدِّي على الدولة العثمانية، وتحصَّلت هولندا على امتيازات واستغلت ذلك في نشرِ الدُّخَان داخِلَ ديار الإسلام، وبدأ تعاطيه من قِبَل الجنود، فأصدر المفتي فتوى بمَنعِه فهاج الجندُ وأيَّدَهم الموظَّفون، فاضطر العلماءُ إلى السكوتِ عنه، وهكذا أصبح الجندُ ينقادون خلفَ شهواتهم ويعتَرِضون على العلماءِ.

العام الهجري : 688 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1289
تفاصيل الحدث:

جرَّد السلطان قلاوون الأميرَ عِزُّ الدين أيبك الأفرم أمير جاندرا إلى بلاد النوبة، ومعه من الأمراء قبجاق المنصوري وبكتمر الجوكندار، وأيدمر والي قوص، وكثير من الأمراء، وسائرُ أجناد المراكز بالوجه القبلي، ونواب الولاة، ومن عُربان الوجهين القبلي والبحري عدة أربعين ألف راجل، ومعهم متمَلِّك النوبة وجريس، فساروا في ثامن شوال، وصَحِبَتهم خمسمائة مركب ما بين حراريق ومراكب كبار وصغار تحمِلُ الزاد والسلاح والأثقال، فلما وصلوا ثغر أسوان مات متمَلِّك النوبة ونائبه، فدُفِن بأسوان، فطالع الأميرُ عز الدين الأفرم السلطانَ بموته، فجَهَّزَ إليه من أولاد أخت الملك داود رجلًا كان بالقاهرة ليملِّكَه، فأدرك العسكرَ على خيل البريد بأسوان وسار معه، وقد انقسموا نصفين: أحدهما الأميرُ عز الدين الأفرم وقبجاق في نصف العسكرِ مِن الترك والعَرَب في البر الغربي، وسار الأمير أيدمر والي قوص والأمير بكتمر بالبقية على البر الشرقي، وتقَدَّمَهم جريس نائب ملك النوبة ومعه أولاد الكنز؛ ليؤمِّنَ أهل البلاد ويجهِّز الإقامات، فكان العسكرُ إذا قَدِمَ إلى بلد خرج إليه المشايخ والأعيان، وقَبَّلوا الأرض وأخذوا الأمان وعادوا، وذلك من بلد الدو إلى جزائر ميكائيل، وهي ولاية جريس، وأما ما عدا ذلك من البلاد التي لم يكن لجريس عليها ولاية، من جزائر ميكائيل إلى دنقلة، فإنَّ أهلَها جلوا عنها طاعة لمتمَلِّك النوبة، فنهبها العسكرُ وقَتَلوا من وجدوه بها، ورَعَوا الزروع وخرَّبوا السواقي إلى أن وصلوا مدينةَ دنقلة، فوجدوا المَلِكَ قد أخلاها حتى لم يبقى بها سوى شيخ وعجوز، فأخبر أنَّ المَلِكَ نزل بجزيرةٍ في بحر النيلِ بُعدُها عن دنقلة خمسة عشر يومًا، فتتبعه والي قوص، ولم يقدِرْ مركب على سلوك النيل هناك لتوعُّرِ النيل بالأحجارِ. وفي جمادى الأولى من عام 689 هـ وصل أيدمر والي قوص ممَّن معه إلى اتجاه الجزيرة التي بها سمامون ملك النوبة، فرأوا بها عدة من مراكب النوبة، فبعثوا إليه في الدخولِ في الطاعةِ وأمَّنوه فلم يقبَلْ، فأقام العسكرُ تجاهه ثلاثة أيام، فخاف سمامون من مجيءِ الحراريق والمراكبِ إليه، فانهزم إلى جهةِ الأبواب، وهي خارجةٌ عن مملكتِه، ففارقه السواكرة وهم الأمراء وفارقه الأسقُفُ والقُسوس، ومعهم الصليبُ الفِضَّة الذي كان يُحمَلُ على رأسِ الملك، وتاجُ الملك، وسألوا الأمان فأمَّنَهم أيدمر وخلَعَ على أكابِرِهم، وعادوا إلى مدينةِ دنقلة وهم جمعٌ كبير، وعند وصولهم عبر الأمير عزُّ الدين الأفرم وقبجاق إلى البر الشرقي، وأقام العسكرُ مكانه، واجتمع الأمراءُ بدنقلة، ولبس العسكرُ آلةَ الحرب وطلبوا من الجانبينِ، وزُيِّنَت الحراريق في البحر، ولعب الزرَّاقون بالنِّفاط، ومدَّ الأمراء السماط في كنيسةِ أسوس أكبَرِ كنائس دنقلة وأكلوا، ثم ملَّكوا الرجلَ الذي بعثه السلطانُ قلاوون وألبسوه التاجَ، وحلفوا وسائِرَ الأكابرِ، وعينوا طائفةً من العسكر تقيمُ عندهم وعليها بيبرس العزي مملوكُ الأمير عزِّ الدين، وعاد العسكرُ إلى أسوان بعدما غاب عنها ستة أشهر، وساروا إلى القاهرةِ في آخر جمادى الأولى بغنائِمَ كثيرة، وأما سمامون فإنَّه عاد إلى دنقلة مختفيًا، وصار بطريقِ باب كلِّ واحد من السواكرة ويستدعيه، فإذا خرج ورآه قَبَّلَ له الأرضَ وحلف له، فما طلع الفجرُ حتى ركِبَ معه سائرُ عَسكرِه، وزحف سمامون بعسكره على دار الملك، وأخرج بيبرس العزي ومَن معه إلى قوص، وقَبَض على الذي تمَلَّك مَوضِعَه وعرَّاه من ثيابه، وألبسه جلدَ ثورٍ كما ذُبِحَ ولَفَّها عليه، ثمَّ أقامه مع خشبةٍ وتركه حتى مات، وقُتِلَ جريس أيضًا، وكتب سمامون إلى السلطانِ يسأله العفو، وأنَّه يقوم بالمقرَّر وزيادة، وبعث رقيقًا وغيره تقدمةً فقَبِلَ منه، وأقرَّه السلطانُ بعد ذلك بالنوبةِ.

العام الهجري : 635 العام الميلادي : 1237
تفاصيل الحدث:

ورد الخَبَرُ باستيلاء الصالح نجم الدين أيوب بن الكامل على سنجار ونصيبين والخابور، وقدم رسول الخليفة بمالٍ إلى الملك الكامل، ليستخدِمَ به عسكرًا للخليفة، فإنَّه بلغه توجه التتر إلى بغداد، فقام الملك الكامل لَمَّا سلم إليه كتاب الخليفة، ووضعه على رأسه، وكان جملةُ ما حضر من المال مائة ألف دينار مصرية، فأمرَ الملك الكامل أن يخرج من بيت المال مائتا ألف دينار، ليستخدم بها العساكر، وأن يجرَّد من عساكر مصر والشام عشرة آلاف، نجدةً للخليفة، وأن يكون مُقَدَّم العساكر الناصر داود بن الملك المعظم، وألا يُصرَف مما حضر من المال شيء، بل يعاد بكمالِه إلى خزانة الخليفة، فتولى استخدامَ الأجناد الأميران ركن الدين الهيجاوي، وعمادُ الدين بن موسك، وأن يكونا مع الناصِرِ داود في خدمته، فاستخدم الناصرُ العسكر، وسار إلى بغداد، وهم نحو ثلاثة آلاف فارس.

العام الهجري : 713 العام الميلادي : 1313
تفاصيل الحدث:

توجَّهت تجريدة- خَيْلٌ لا رَجَّالة فيها- إلى مكَّة صحبة الأمير سيف الدين طقطاي الناصري والي قوص، وسيف الدين بيدوا، وعلاء الدين أيدغدي الخوارزمي، وصاروجا الحسامي، وتوجه دمشق سيف الدين بلبان البدري مع الركب، وأضيف إليهم عِدَّةٌ من الأجناد، وذلك بسَبَبِ الشريف حميضة بن أبي نمي، فإنَّه كَثُرَ ظُلمُه، ثم قَدِمَ الخبر من مكة بقَتلِ أبي الغيث في حَربٍ مع أخيه حميضة، وأنَّ العسكرَ المجرَّد إلى مكة الذي وصل إليها في رجب واقع حميضة وقَتَل عِدَّةً من أصحابه، فانهزم حميضة وسار يريد بلاد خربندا، فتلَقَّاه خدبندا وأكرمه، وأقام حميضة عنده شهرًا، وحَسَّن له إرسال طائفةٍ مِن المغول إلى بلاد الحجاز لِيَملِكَها، ويخطب له على منابرها، وكان السلطانُ الناصر قد أنعم على محمد بن مانع بإمرةِ مهنا، فشَنَّ حميضة الغارات على مكَّة وأخذ جمالَ مهنا وطرده، فسار مهنا أيضًا إلى خدبندا، فسُرَّ به وأنعم عليه.

العام الهجري : 918 العام الميلادي : 1512
تفاصيل الحدث:

اهتمت الدولة العثمانية بشمال أفريقيا خاصة بعد دخول الجزائر تحت نفوذها في عهد السلطان سليم الأول، وظهر في ساحة الجهاد في شمال أفريقيا قائدان تركيان عظيمان هما الأخوان عروج باشا، وخير الدين بربروسا باشا, ويظهر دور الأخوين المجاهدين بمحاولة تحرير بجاية من الحكم الإسباني سنة 918 (1512م)، وقد نَقلا لهذا الغرض قاعدة عملياتها ضد القوات الإسبانية في ميناء جيجل شرقي الجزائر بعد أن تمكَّنا من دخولها وقتل حماتها الجنوبيين سنة (1514م) لكي تكون محطة تقوية لتحرير بجاية من جهة، ولمحاولة مساعدة مسلمي الأندلس من جهة أخرى، ويبدو أن الأخوين قد واجها تحالفًا قويًّا نتج عنه العديد من المعارك النظامية، وهو أمر لم يتعاداه لكن أُجبرا عليه بفعل الاستقرار في حكم الجزائر، وزاد من حرج الموقف قتلُ عروج في إحدى المعارك سنة 924 (1518م) مما اضطر خير الدين للبحث عن تحالف يعينه على الاستقرار والمقاومة سواء لدورها البارز في ساحة البحر المتوسط، أو لأن القوى المحلية في الشمال الأفريقي كانت متعاطفة معها.

العام الهجري : 1276 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1860
تفاصيل الحدث:

هو سليمان باشا الفرنساوي، أو الكولونيل سيف، اسمه "الكولونيل أوكتاف جوزيف انتلم سيف" ولِدَ عام 1788م في مدينة ليون بفرنسا وهو ضابطٌ فرنسي جاء إلى مصر مع الحملةِ الفرنسية، وبقي بها واعتنق الإسلامَ، وهو من بقايا حروب نابليون. عندما فكر محمد علي في بناء جيشٍ مصريٍّ حديث يحافِظُ على إنجازاته عَهِدَ إليه بتكوينِ النواة الأولى من الضباط، واختار له أسوانَ حتى يبتَعِدَ الطلاب عن القاهرة ومؤثِّراتها والمؤامَرات التي كانت تحاكُ فيها. وقد لاقى "الكولونيل سيف" متاعبَ جمةً خلال تدريب طلابِ هذه المدرسة، خاصةً وأنهم لم يعتادوا الطاعةَ المُطلقةَ لرؤسائهم, كما لم يتعودوا أن يتعَلَّموا فنون الحرب الحديثة، وكان "سليمان الفرنساوي" شديدَ الإعجاب بالجندي المصري، ويُؤثَرُ في ذلك قوله: "إن المصريين هم خيرُ من رأيتُهم من الجنود؛ فهم يجمعون بين النشاط والقناعة والجَلَد على المتاعب، مع انشراحِ النَّفسِ وتوطينها على احتمالِ صُنوف الحِرمان، وهم بقليلٍ مِن الخبز يسيرون طوالَ النهار يحدوهم الشَّدوُ والغناءُ. ولقد رأيتُهم في معركة "قونية بالشام" يبقون ساعاتٍ متوالية في خطِّ النار محتفظين بشجاعةٍ ورباطةِ جأشٍ تدعوان إلى الإعجابِ، دون أن تختلَّ صُفوفُهم، أو يسري إليهم المَلَل أو يبدو منهم تقصيرٌ في واجباتهم وحركاتهم الحربية". وظل سليمان باشا في خدمةِ الجيش المصري بعد وفاة محمد علي حتى صار القائِدَ العام للجيش المصري في عهد الخديوي عباس، واستمَرَّ في عمله أيامَ عباس الأول وسعيد باشا، وعاش بين المصريين وقام بمصاهرتِهم، فتزوَّج إحدى بناتِه "محمد شريف باشا" الذي يُطلَق عليه المصريون أبو الدستور، وأنجب منها فتاةً تزوجت من "عبد الرحيم صبري باشا" وأثمر هذا الزواجُ فتاةً أصبحت ملكةً على مصر وهي "الملكة نازلي" أم الملك الراحل" فاروق الأول". وتقديرًا من المصريين أقاموا لسليمان الفرنساوي تمثالًا في ميدان أطلق عليه اسمه، كما أطلقوا اسمه على أحد شوارع القاهرة الرئيسية حتى قامت ثورة يوليو فأطاحت بالتمثال، وغيَّرَت اسم الميدان والشارع، وأطلقت عليهما اسم "طلعت حرب" رجل الاقتصاد المصري الشهير. ومع ذلك لا يزالُ المصريون يفَضِّلون استعمال اسم (شارع سليمان) ربما وفاء منهم لذكرى رجل كانت له اليدُ الطولى في بناءِ أوَّلِ جَيشٍ مصريٍّ حديثٍ.

العام الهجري : 397 العام الميلادي : 1006
تفاصيل الحدث:

اشتَدَّ الغَلاءُ بالعراقِ، فضَجَّ العامَّةُ، وشَغَّبَ الجُندُ وكانت فِتنةٌ.

العام الهجري : 838 العام الميلادي : 1434
تفاصيل الحدث:

هو السلطان شهاب الدين أبو المغازي أحمد شاه بن أحمد بن حسين شاه بن مهمن شاه ملك كلبرجة من بلاد الهند، وكان من خير ملوك تلك البلاد عدلًا وفضلًا وسياسة، له مآثر بمكة معروفة، أقام في الملك أربع عشر سنة، ثم قام بعده ابنه أحمد الملقَّب ظفر شاه.

العام الهجري : 196 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 812
تفاصيل الحدث:

كان الأمينُ قد أرسل عبدالملك بن صالح بن عليٍّ إلى الشام ليجمَعَ له الجُندَ، لكنَّه توفي في الرقَّة، فتولى أمرَ الجُندِ الحُسينُ بن علي بن ماهان، فعاد بهم إلى بغداد، ورفض القدومَ على الأمين الذي أرسلَ إليه من يُحضِرُه، فاقتتل الطرفانِ وانهزم الجمعُ الذين أرسَلَهم الأمين، فخلَعَ الحُسَينُ الأمينَ يومَ الأحدِ لإحدى عشرة ليلةً خلَت من رجب، وأخذ البيعةَ للمأمونِ مِن الغدِ يوم الاثنين، فلما أصبح الناسُ يوم الأربعاء طلبوا مِن الحُسين بن عليٍّ أُعطِياتِهم واختلفوا عليه، وصار أهل بغداد فرقتينِ؛ فِرقةً مع الأمينِ، وفرقةً عليه، فاقتتلوا قتالًا شديدًا، فغلب حزبُ الخليفة، وأسَروا الحُسَين بنَ علي بن عيسى بن ماهان وقَيَّدوه، ودخلوا به على الخليفة ففكُّوا عنه قيودَه، ثم إنَّ الأمينَ عفا عن الحسين وولَّاه الجُندَ وسَيَّرَه إلى حلوان، فلما وصل إلى الجِسرِ هرب في حاشيتِه وخَدَمِه، فبعث إليه الأمين من يرُدُّه، فرَكِبَت الخيولُ وراءه فأدركوه فقاتَلَهم وقاتلوه، فقتلوه لِمُنتَصف رجب.

العام الهجري : 94 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 713
تفاصيل الحدث:

هو سَعيدُ بن جُبَير بن هِشام الأَسَدِيُّ الوالِبِيُّ مَوْلاهُم الكوفيُّ، أبو محمَّد، كان وِعاءًا مِن أَوْعِيَة العِلْم, قال خُصَيف: كان أَعْلَمَهم بالقُرآن مُجاهِد، وأَعْلَمَهم بالحَجِّ عَطاء، وأَعْلَمَهم بالحَلال والحَرام طاووس، وأَعْلَمَهم بالطَّلاق سَعيد بن المُسَيِّب، وأَجْمَعَهم لِهذه العُلوم سَعيد بن جُبير. لقد مات سَعيد بن جُبَير وما على ظَهْر الأرضِ رَجُل إلَّا يَحتاجُ إلى عِلْمِ سَعيد, وكان ابنُ جُبَير يقول بعدَ أن تَخَفَّى عن الحَجَّاج: (وَدِدْتُ لو أنَّ النَّاس أَخَذوا ما عِندي مِن العِلْم فإنَّه ممَّا يُهِمُّني). كان سَبَبَ قَتْلِ الحَجَّاج لابنِ جُبَير خُروجُه مع عبدِ الرَّحمن بن محمَّد بن الأشعث، وكان الحَجَّاج قد جَعَله على عَطاء الجُنْد حين وَجَّه ابنَ الأشعث إلى مَلِك التُّرْك رتبيل لِقِتالِه، فلمَّا خَلَعَ ابنُ الأَشعث الحَجَّاجَ كان سَعيدُ بن جُبَير فيمَن خَلَعَ، فلمَّا هُزِمَ ابنُ الأشعث ودَخَل بِلادَ رتبيل هَرَب سَعيد بن جُبَير إلى أَصْبَهان، فكَتَب الحَجَّاجُ إلى عامِلِهِ بِأَخْذِ سَعيد بن جُبَير، فخَرَج العامِل مِن ذلك بأن أَرسَل إلى سَعيد يُعَرِّفُه ذلك ويَأمُره بمُفارَقَتِه، فسارَ عنه فأَتَى أَذْرَبِيجان فطالَ عليه القِيامُ فاغْتَمَّ بها، وقد تَخَفَّى ابنُ جُبَير عن الحَجَّاج اثنا عَشَر سَنَةً، كان يَحُجُّ ويَعْتَمِر في كُلِّ سَنَةٍ فَتْرَةَ تَخفِّيه إلى أن خرج في مكَّة, فكان بها إلى أن وَلِيَها خالدُ بن عبد الله القَسري، فأشار مَن أشار على سَعيد بالهَرَب منها، فقال سَعيدٌ: والله لقد اسْتَحْيَيْتُ مِن الله، مم أَفِرُّ، ولا مَفَرَّ مِن قَدَرِهِ. فأَرسلَه خالدٌ القَسري إلى الحَجَّاج، ثمَّ إنَّ الحَجَّاج قَتَلَه، وقِصَّتُه مَشهورَة، ولم يَبْقَ الحَجَّاج بعدَ قَتلِه كَثيرًا، وكان يقول بعدَ ذلك: مالي ولابنِ جُبَير. فرَحِمَ الله سَعيدَ بن جُبَير.

العام الهجري : 151 العام الميلادي : 768
تفاصيل الحدث:

ثار في الشرق من الأندلس رجلٌ من بربر مكناسة، كان يعلِّمُ الصبيان، وكان اسمُه شقنا بن عبد الواحد، وكانت أمُّه تُسمى فاطمة، وادَّعى أنَّه من ولد فاطمةَ رَضِيَ الله عنها، ثم مِن ولَد الحُسين بن علي رضي الله عنهما، وتَسمَّى بعبد الله بن محمَّد، وسكن شنت برية، واجتمع عليه خلقٌ كثير من البربر، وعظُمَ أمرُه، وسار إلى عبد الرحمن الداخِل الأموي فلم يقِف له وراغ في الجبالِ، فكان إذا أمِنَ انبسط، وإذا خاف صَعِدَ الجبال بحيث يصعُبُ طَلبُه، فاستعمل عبد الرحمن على طليطِلة حبيبَ بن عبد الملك، فاستعمل حبيبٌ على شنت برية سليمانَ بنَ عثمان بن مروان بن أبان بن عثمان بن عفان، وأمَرَه بطلب شقنا. فنزل شقنا إلى شنت برية، وأخذ سليمانَ فقتله، واشتدَّ أمرُه، وطار ذِكرُه وغلب على ناحية قورية، وأفسدَ في الأرض فعاد عبد الرحمن الداخل فغزاه في سنة 152 بنفسِه، فلم يثبُتْ له فأعياه أمرُه، فعاد عنه وسيَّرَ إليه سنة ثلاث وخمسين بدرًا مولاه، فهَرَب شقنا وأخلى حصنَه شطران، ثم غزاه عبد الرحمن بنفسِه سنة 154، فلم يثبُتْ له شقنا، ثم سيَّرَ إليه سنة خمس وخمسين أبا عثمان عبيد الله بن عثمان، فخَدَعه شقنا وأفسد عليه جُندَه، فهرب عبيد الله، وغَنِم شقنا عسكرهَ وقتلَ جماعةً من بني أميَّة كانوا في العسكر. وفي سنة خمس وخمسين أيضًا سار شقنا بعد أن غَنِم عسكرَ عُبَيد الله إلى حصن الهواريين المعروف بمدائن، وبه عاملٌ لعبد الرحمن، فمكرَ به شقنا حتى خرج إليه، فقتله شقنا وأخذ خيلَه وسلاحَه وجميعَ ما كان معه، ثم بقي أمرُه مستمرًّا إلى أن اغتالَه بعضُ أصحابه سنة 160

العام الهجري : 3 العام الميلادي : 624
تفاصيل الحدث:

كعبُ بنُ الأَشرفِ رجلٌ مِن طَيِّءٍ وأمُّهُ مِن يَهودِ بني النَّضيرِ. كان شاعرًا يَهجو النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم وأصحابَه ويُحرِّضُ عليهم ويُؤذيهِم، فلمَّا كانت وقعةُ بدرٍ كُبِتَ وذُلَّ وقال: بطنُ الأرضِ خيرٌ مِن ظَهرِها اليومَ. فخرج حتَّى قَدِمَ مكَّةَ فبَكى قَتلى قُريشٍ وحَرَّضهُم بالشِّعرِ، قال جابرُ بنُ عبدِ الله: قال: رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَن لِكعبِ بنِ الأَشرفِ؟ فإنَّه قد آذى الله ورسولَهُ». فقال محمَّدُ بنُ مَسلمةَ: يا رسولَ الله، أَتُحِبُّ أن أَقتُلَهُ؟ قال: «نعم». قال: ائْذَنْ لي فَلْأَقُلْ. قال: «قُلْ». فأَتاهُ فقال له، وذَكَر ما بينهما، وقال: إنَّ هذا الرَّجلَ قد أراد صَدقةً وقد عَنَّانا. فلمَّا سمِعَه قال: وأيضًا والله لَتَمَلُّنَّهُ. قال: إنَّا قد اتَّبعناهُ الآنَ، ونَكرهُ أن نَدعَهُ حتَّى ننظُرَ إلى أيِّ شيءٍ يَصيرُ أَمرُهُ. قال: وقد أردتُ أن تُسلِّفَني سَلفًا. قال: فما تَرْهَنُني؟ قال: ما تريدُ؟ قال: تَرهَنُني نِساءَكُم. قال: أنت أَجملُ العربِ، أَنَرهنُك نِساءَنا! قال له: تَرهَنُوني أولادَكُم. قال: يُسَبُّ ابنُ أَحدِنا، فيُقالُ: رُهِنَ في وَسَقَينِ مِن تمرٍ، ولكنْ نَرهَنُك اللَّأْمَةَ -يعني السِّلاحَ- قال: فنعم. وواعَدهُ أن يَأتِيَهُ بالحارثِ، وأبي عَبْسِ بنِ جَبْرٍ، وعبَّادِ بنِ بِشْرٍ، قال: فجاءوا فَدَعَوْهُ ليلًا فنزل إليهِم، قال سُفيانُ: قال غيرُ عَمرٍو: قالت له امرأتُه: إنِّي لأَسمَعُ صوتًا كأنَّه صوتُ دَمٍ. قال: إنَّما هذا محمَّدُ بنُ مَسلمةَ، ورَضيعُهُ، وأبو نائِلَةَ، إنَّ الكريمَ لو دُعِيَ إلى طَعنَةٍ ليلًا لأَجابَ. قال محمَّدٌ: إنِّي إذا جاء فسَوف أَمُدُّ يَدي إلى رأسِهِ، فإذا اسْتمكَنتُ منه فَدُونَكُم. قال: فلمَّا نزل نزل وهو مُتوَشِّحٌ، فقالوا: نَجِدُ منك ريحَ الطِّيبِ. قال: نعم تَحْتِي فُلانةُ هي أَعطرُ نِساءِ العربِ. قال: فتأذنُ لي أن أَشُمَّ منه، قال: نَعم فَشُمَّ. فتناوَل فَشَمَّ، ثمَّ قال: أَتأذنُ لي أن أَعودَ، قال: فاسْتمكَنَ مِن رأسِهِ، ثمَّ قال: دُونَكُم. قال: فقَتلوهُ". (....ثمَّ أَتَوْا النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم فأَخبَروهُ).