الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3041 ). زمن البحث بالثانية ( 0.004 )

العام الهجري : 1338 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1920
تفاصيل الحدث:

هو الأمير سعود بن عبد العزيز بن متعب بن عبد الله بن علي بن رشيد من فخذ آل جعفر من عبده من قبيلة شمر، عاشر حكام إمارة جبل شمر في حائل، خلال الفترة من 1908 إلى 1920م. ولِدَ بحائل عام 1898م تولى سعود حكم حائل وعمُرُه 11 سنة تحت وصاية خاله الأمير حمود بن سبهان السبهان الذي مارس دور الحاكم الفعلي للإمارة إلى أن تولَّى الأمير سعود آل عبد العزيز الحكم رسميًّا في حائل 1914م وفي عام 1915 خاض معركة جراب ضِدَّ الملك عبدالعزيز وانتصر فيها. لقي سعود مصرعه على يد ابن عمه عبد الله بن طلال، ثم تولى بعده حكم حائل عبد الله بن متعب بن عبد العزيز.

العام الهجري : 1024 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1615
تفاصيل الحدث:

هو محدِّث حلب شيخ الإسلام عمر بن عبد الوهاب العرضي، أوحدُ وقته في فنون الحديث والفقه والأدب، أخذ عن محمود البيلوني، ورضي الدين الحنبلي، وبه تخرج، ومن أفخر أسانيدِه روايتُه عن والده عبد الوهاب عن زكرياء عن ابن حجر، ومن أعظم مؤلفاته "شرح الشفاء" في أربعة أسفار ضخامٍ، سماه "فتح الغفار بما أكرم الله به نبيه المختار" اشتغل به نحو اثنتي عشرة سنة، وله "مناهج الوفا فيما تضمنه من الفوائد اسم المصطفى"، وله معجم كبير، وشرحٌ على ألفية السيوطي في الاصطلاح. كانت وفاته بحلب 16 شعبان.

العام الهجري : 3 ق هـ الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 620
تفاصيل الحدث:

بعدَ وفاةِ أمِّ المؤمنين خَديجةَ بنتِ خويلدٍ رضي الله عنها والتي كانت مِن نِعَمِ الله الجَليلةِ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، تَزوَّج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سَودةَ بنتَ زَمْعَةَ بنِ قَيسِ بنِ عبدِ شمسِ بنِ عبدِ وُدِّ بنِ نصرِ بنِ مالكِ بن حِسْلِ بنِ عامرِ بن لُؤَيٍّ، القُرشيَّةَ، تَزوَّجها بمكَّة قبلَ الهِجرةِ، وكانت ممَّن أسلمَ قديمًا, وهاجرتْ الهِجرةَ الثَّانيةَ إلى الحَبشةِ، وكان زوجُها السَّكرانَ بنَ عَمرٍو، وكان قد أَسلمَ وهاجر معها، فمات بأرضِ الحَبشةِ، أو بعدَ الرُّجوعِ إلى مكَّة، فلمَّا حَلَّتْ خطبَها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وتَزوَّجها، وكانتْ أوَّلَ امرأةٍ تَزوَّجها بعدَ وفاةِ خَديجةَ، وكانتْ في العَقْدِ السَّادسِ من عُمُرِها وقتَها، ولمَّا أراد النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم طلاقَها صالَحَتْهُ بأنْ وَهبتْ نَوْبَتَها لِعائشةَ رضي الله عنها فأَمْسَكها، ولمْ يُصِبْ منها ولدًا حتَّى مات صلى الله عليه وسلم.

العام الهجري : 2 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 624
تفاصيل الحدث:

شرع الله سُبحانه وتعالى زكاةَ الفِطرِ, وهي واجبةٌ على كُلِّ مُسلمٍ حُرٍّ أو عبدٍ، ذَكَرٍ أو أُنثى، صغيرٍ أو كبيرٍ مِنَ المسلمين قادرٍ عليها. والحِكمةُ منها تَطهيرُ الصَّائمِ ممَّا عسى أن يكونَ قد وقع فيه أثناءَ الصِّيامِ مِن لَغْوٍ أو رَفَثٍ، وإعانةٌ للفقراءِ على إدخالِ السُّرورِ عليهم في يومِ العيدِ.

العام الهجري : 13 العام الميلادي : 634
تفاصيل الحدث:

كان الرَّسولُ صلَّى الله عليه وسلَّم قد أَجْلى اليَهودَ مِن المدينة تِباعًا؛ وذلك لِنَقْضِهم العُهود، واسْتِثارتِهم الفِتَن والحُروب، وقد كان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: (لا يَجتَمِع دِينانِ في أرضِ العَربِ). وكانت اليَهودُ قد اسْتقرَّت في خَيبرَ وما حولها بعدَ جَلائِهم مِن المدينةِ، وبقوا على ذلك حتَّى قام عُمَر بإجلائِهم مِن خَيبرَ إلى الشَّامِ عملًا بحَديثِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وأمَّا نصارى نجران فقد أجلاهم عمر إلى الشَّام لما كثُر عددُهم وعَظُمَ خطرُهم على معقْل الإسلام.

العام الهجري : 46 ق هـ العام الميلادي : 577
تفاصيل الحدث:

لمَّا بَلَغَ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثَمانيَ سنواتٍ توُفِّي جدُّه عبد المطلب. وكان عبدُ المُطَّلِب لمَّا حَضَرته الوفاةُ أوصى ابنَه أبا طالبٍ بحِفظِ رسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وحياطَتِه، والقيامِ عَليهِ، وأوصَى به إلى أبي طالِبٍ؛ لأنَّ عبدَ الله -والِدَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- وأبا طالبٍ كانا لأُمٍّ واحدةٍ، فلمَّا مات عبدُ المطلب كان أبو طالِبٍ هو الذي يَلي أمْرَ رسولِ اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعد جدِّه. ورَوَى ابنُ سعدٍ، وابنُ عساكِرَ عن ابن عبَّاسٍ رَضي اللهُ عنهما، وغَيرِه، قالوا: لمَّا توُفِّيَ عبدُ المطلب قَبَضَ أبو طالبٍ رسولَ اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فكان يكونُ معه، وكان يُحِبُّه حبًّا شديدًا لا يُحِبُّ وَلَدَه مِثله، وكان لا يَنامُ إلَّا إلى جَنبِه، وكان يَخُصُّه بالطَّعامِ، وكان عيالُ أبي طالِبٍ إذا أكلوا جميعًا أو فُرادَى لم يَشبَعوا، وإذا أكَل معهم رسولُ اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شَبِعوا. وكان أبو طالِبٍ إذا أراد أن يُغدِّيَهم أو يُعشِّيَهم يقول: كما أنتُم حتى يَحضُرَ ابني. فيَأتي رسولُ اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيأكُلُ معهم فيُفضِلون من طَعامِهم، وإن لم يَكُن معهم لم يُشبِعْهم، وإن كان لَبنًا شَرِبَ هو أوَّلَهم ثم يتناوَلُ العيالُ القَعْبَ -إناءٌ ضخمٌ كالقَصْعةِ- فيَشرَبون منه فيُروَون عن آخِرِهم من القَعبِ الواحِدِ، وإن كان أحدُهم لَيَشرَبُ قَعبًا وَحدَه، فيقول أبو طالبٍ: "إنَّكَ لَمُبارَكٌ!".

العام الهجري : 7 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 628
تفاصيل الحدث:

أرسل الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم بكِتابٍ إلى قَيصرِ الرُّومِ وكان حاملَ الكِتابِ هو دِحيةُ بنُ خَليفةَ الكَلبيُّ، فلمَّا كان مِن قَيصرَ ما كان أجاز دِحيةَ بنَ خَليفةَ الكَلبيَّ بمالٍ وكِسوَةٍ، ولمَّا كان دِحيةُ بحِسْمَى في الطَّريقِ لَقِيَهُ ناسٌ مِن جُذَامَ، فقَطعوها عليه، فلم يتركوا معه شيئًا، فجاء دِحيةُ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قبلَ أن يَدخُلَ بيتَه فأخبرَهُ، فبعَث رسولُ الله صلى الله عليه وسلم زيدَ بنَ حارثةَ إلى حِسْمَى، وهي وَراءَ وادي القُرى، في خمسمائةِ رجلٍ، فشَنَّ زيدٌ الغارةَ على جُذامَ، فقَتل فيهم قتلًا ذَريعًا، واسْتاقَ نَعَمَهُم ونِساءَهُم، فأخذ مِنَ النَّعَمِ ألفَ بَعيرٍ، ومِنَ الشَّاةِ خمسةَ آلافٍ، والسَّبْيِ مائةً مِنَ النِّساءِ والصِّبيانِ. وكان بين النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وبين قَبيلةِ جُذامَ مُوادَعةٌ، فأسرعَ زيدُ بنُ رِفَاعةَ الجُذاميُّ أَحَدُ زُعماءِ هذه القَبيلةِ بتَقديمِ الاحْتِجاجِ إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وكان قد أَسلمَ هو ورِجالٌ مِن قومِه، ونَصَروا دِحيةَ حين قُطِعَ عليه الطَّريقُ، فقَبِلَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم احْتِجاجَهُ، وأَمَر بِرَدِّ الغَنائمِ والسَّبْيِ.

العام الهجري : 127 العام الميلادي : 744
تفاصيل الحدث:

في هذه السَّنَة ثارَ بعضُ اليَمانِيَّة على مَرْوان بن محمَّد في حِمص وتَدمُر وكذلك في فِلَسطين، فقام بإرسالِ مَن يَقمَعُهم مُستَعينًا بالقَيْسِيَّة، كما خَرَج في الكوفَة عبدُ الله بن مُعاوِيَة الطَّالِبي على بَنِي أُميَّة وبايَعَه بعضُ أَصحابِه ثمَّ هَرَب معهم إلى حلوان وغَلَب على الرَّيِّ وأَصبَهان وهَمدان، وفي الأندَلُس ثارَ بعضُ القَيْسِيَّة بقِيادَة ثَوابَة بن سَلامَة الذي تَولَّى بعدُ إِمارةَ الأندَلُس.

العام الهجري : 256 العام الميلادي : 869
تفاصيل الحدث:

ظهر بمصرَ إنسانٌ عَلويٌّ ذُكِرَ أنَّه أحمد بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن طباطبا، وكان ظهورُه بين الرقة والإسكندرية، وسار إلى الصعيد، وكثُر أتباعه، وادَّعى الخلافة، فسَيَّرَ إليه أحمد بن طولون جيشًا فقاتلوه، وانهزم أصحابُه عنه، وثبت هو فقُتِل، وحُمِلَ رأسُه إلى مصر.

العام الهجري : 162 العام الميلادي : 778
تفاصيل الحدث:

خرج عبد السلامِ بن هاشم اليشكري، وهو من الخوارج الصفرية في الجزيرة، وقَوِيَ أمرُه، وأحرز النصرَ على عددٍ مِن قُوَّاد المهدي وجيوشِه، ثم سار إليه شبيب بن واج المروذي، فانهزم أولًا، ثم طلب الدعمَ مِن المهدي فأمَدَّه وأعطى كلَّ جندي ألفَ درهمٍ معونةً له، فنفر إليه وقاتَلَه مرة أخرى، فهزمه وفر عبد السلام إلى قِنَّسرين فتبعه إليها وتمكَّنَ منه وقتلَه.

العام الهجري : 28 ق هـ العام الميلادي : 595
تفاصيل الحدث:

اختلفتْ الأقوالُ في عُمُرِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وعُمُرِ خَديجةَ حين زَواجهِما، فقِيل: كان خمسًا وعِشرين. وقِيل: سبعًا وعِشرين. وقِيل: ثلاثين. وقِيل: غيرَ ذلك، وأمَّا عُمُرُ خَديجةَ فكذلك تضاربتِ الأقوالُ بين خمسٍ وثلاثين وأربعين وغيرِ ذلك، لمَّا سمِعتْ خَديجةُ رضي الله عنها بالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وبأمانتِه و أخلاقِه الكريمةِ، فقد جاء في رِوايةٍ: أنَّ أُختَ خَديجةَ قد اسْتَكْرَتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وشَريكَه، فلمَّا قَضَوْا السَّفرَ بقِي لهم عليها شيءٌ، فجعل شَريكُه يأتيهِم ويتقاضاهُم، ويقولُ لمحمَّدٍ (صلى الله عليه وسلم): انطلقْ. فيقولُ: اذهبْ أنت، فإنِّي أستحيي. فقالتْ مَرَّةً -وقد أتاهُم شَريكُه-: أين محمَّدٌ لا يجيءُ معك؟ قال: قد قلتُ له، فزعَم أنَّه يَستحيي، فذكرتْ ذلك لأختِها خَديجةَ، فقالتْ: ما رأيتُ رجلًا قَطُّ أشدَّ حياءً، ولا أَعَفَّ ولا......من محمَّدٍ (صلى الله عليه وسلم). فوقع في نَفْسِ أختِها خَديجةَ، فبعثتْ إليهِ، فقالتْ: ائْتِ أبي فاخطُبْ إليهِ. فقال: أبوكِ رجلٌ كثيرُ المالِ وهو لا يفعلُ. قالتْ: انطلقْ فالقِه وكَلِّمْهُ، ثمَّ أنا أَكفيكَ. وقد تزوَّجها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم وهي ثَيِّبٌ.

العام الهجري : 34 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 655
تفاصيل الحدث:

أوَّلُ بَدْءِ نُشوءِ جُذورِ الفِتنَةِ هو بخُروجِ عبدِ الله بن سَبَإٍ يَهوديٍّ مِن صَنْعاءَ، أَظهَرَ الإسلامَ ثمَّ رحَل إلى الكوفةِ والبَصرَةِ والشَّامِ يُحاوِلُ أن يُؤثِّرَ في النَّاسِ؛ لكن لم يَلْقَ تَجاوُبًا حتَّى رحَل إلى مِصْرَ وبدَأ يُشَكِّكُ في عَقيدةِ النَّاسِ، ويَزْعُم عَودةَ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وأنَّه أَحَقُّ بالعَودةِ مِن عيسى صلَّى الله عليه وسلَّم، ثمَّ بدَأ بالدَّعوَةِ لعَلِيِّ بن أبي طالبٍ، فزَعَم أنَّ له الوِصايَةَ، ثمَّ بدَأ بالطَّعْنِ في خِلافةِ عُثمانَ، ثمَّ انْضَمَّ إلى القافِلَةِ بعضُ الذين تَكلَّموا في سعيدِ بن العاصِ أميرِ الكوفةِ، فرَحَلوا للجزيرةِ، وكان عبدُ الله بن سَبَإٍ يُراسِل كلَّ مَن استطاع أن يُؤثِّرَ عليه في الأمْصارِ، وكان عُثمانُ قد اسْتَشار أُمَراءَهُ في هؤلاء المُنحَرِفين، فاسْتَقَرَّ رأيُ عُثمانَ على تَرْكِهِم، حتَّى جاء وفدُ مِصْرَ مُعتَمِرًا وفي نِيَّتِهم مُناقشةُ عُثمانَ وخَلْقُ البَلْبَلَةِ في المدينةِ، وقد كان ذلك أوَّلَ حُدوثِ فِتنَةِ قَتْلِ عُثمانَ بالشَّكْلِ الواضحِ.

العام الهجري : 7 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 629
تفاصيل الحدث:

قال ابنُ عبَّاسٍ رضِي الله عنهما: قَدِمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابُه مكَّةَ، وقد وَهَنَتْهُم حُمَّى يَثْرِبَ، قال المشركون: إنَّه يَقدُمُ عليكم غَدًا قومٌ قد وَهَنَتْهُم الحُمَّى، ولَقوا منها شِدَّةً، فجلسوا ممَّا يَلِي الحِجْرَ، وأَمرَهُم النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يَرمُلوا ثلاثةَ أَشواطٍ، ويَمشوا ما بين الرُّكنَينِ، لِيَرى المشركون جَلَدَهُم، فقال المشركون: هؤلاء الذين زَعمْتُم أنَّ الحُمَّى قد وَهَنَتْهُم، هؤلاء أَجلدُ مِن كذا وكذا. قال ابنُ عبَّاسٍ: ولم يَمنعْهُ أن يَأمُرَهُم أن يَرمُلوا الأشواطَ كُلَّها إلَّا الإبْقاءُ عليهم. وفي هذه العُمرَةِ تَزوَّجَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بمَيمونَةَ بنتِ الحارثِ رضي الله عنها.

العام الهجري : 1283 العام الميلادي : 1866
تفاصيل الحدث:

هو الأميرُ طلال بن عبد الله العلي الرشيدي الشمري، ثاني حُكَّام إمارة حائِل، فقد خَلَف أباه بشكلٍ سلِسٍ وبموافقة عمِّه عبيد بن عبد الله الذي كان المرشَّحَ لخلافة أخيه عبد الله؛ إذ كان يُتوقَّعُ أن يتولى عبيد بن عبد الله أخو عبد الله وعمُّ طلال: حُكمَ حائل بعد وفاة الأمير عبد الله. فقد كان عُبيد المؤسِّسَ الثاني للدولة، ولكِنَّ عبيدًا رشَّح طلالًا للحكم بعد وفاة عبد الله، ووافق جماعةَ حائل مواطِنوها على تسلُّم طلالٍ للحكم، وفي عهده بدأت حائل تنعَمُ بفترة رخاءٍ؛ فقد أدخل كثيرًا من التحسينات على حُصون المدينة، وبنى المسجِدَ الجامع والسُّوقَ، وخطط الحدائِقَ الجميلة. وأراد أن ينهَضَ بالتجارة والصناعة، فاستحضر التجَّار من البصرة وواسط وغيرها من المدن، والصُّنَّاعَ من المدينة واليمن ومصر وتركيا، ومنحهم المحلاتِ والأراضيَ، ودخل في علاقاتٍ تجارية مع مدن أخرى من بلاد العرب وفارس، وسَيَّرَ قوافل من قوَّاتِه لحفظ أمن الطرق التجارية التي تمرُّ بمنطقته. أصيب بمرض مزمنٍ في آخر أيامِ حياته مات على أثرِه، وقيل إنَّه مات منتحرًا بعد أن حكم الجبل على مدى عقدين من الزمن، كانت فترة رخاء وسلام عامٍّ، ما جعله يحظى بمحبَّة شعبه بشكل كبير واستثنائي، وخلفه في حكمِ حائل أخوه متعب بن عبد الله.

العام الهجري : 33 ق هـ الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 591
تفاصيل الحدث:

وقع حِلفُ الفُضولِ في الشَّهرِ الحرامِ, تَداعتْ إليهِ قبائلُ من قُريشٍ, بَنو هاشمٍ، وبَنو المطَّلبِ، وأسدُ بنُ عبدِ العُزَّى، وزُهْرَةُ بنُ كِلابٍ، وتَيْمُ بنُ مُرَّةَ، فاجتمعوا في دارِ عبدِ الله بنِ جُدْعانَ التَّيميِّ؛ لِسِنِّه وشَرفِه، فتعاقدوا وتعاهدوا على ألَّا يجدوا بمكَّة مظلومًا من أهلِها وغيرِهم من سائرِ النَّاس إلَّا قاموا معه، وكانوا على مَن ظلمهُ حتَّى تُرَدَّ عَليهِ مَظلمتُه، وشهِد هذا الحِلفَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وقال عنه: (لقد شَهِدتُ في دارِ عبدِ الله بنِ جُدْعانَ حِلفًا ما أحبُّ أنَّ لي بهِ حُمْرَ النَّعَمِ، ولو أُدْعى بهِ في الإسلامِ لأَجبتُ). وهذا الحِلفُ تُنافي رُوحهُ الحَميَّة الجاهليَّة التي كانت العصبيَّة تُثيرها، ويُقال في سببِ هذا الحِلفِ: إنَّ رجلًا من زُبَيْد قَدِم مكَّةَ ببِضاعةٍ، واشتراها منه العاصُ بنُ وائلٍ السَّهميُّ، وحَبس عنه حقَّه، فاستعدى عليهِ الأَحلافَ عبدَ الدَّارِ ومَخزومًا، وجُمَحًا, وسَهْمًا وعَدِيًّا فلم يَكترِثوا له، فَعَلَا جبلَ أبي قُبَيْسٍ، ونادى بأشعارٍ يصِف فيها ظلامتَه رافعًا صوتَه، فمشى في ذلك الزُّبيرُ بنُ عبدِ المطَّلب، وقال: ما لهذا مَتْرَكٌ. حتَّى اجتمعوا فعقدوا الحِلفَ الذي عُرف بحِلفِ الفُضولِ, ثمَّ قاموا إلى العاصِ بنِ وائلٍ فانتزعوا منه حَقَّ الزُّبيديِّ. وسببُ تَسميتِه بهذا الاسمِ: أنَّ ثلاثةً من قبيلةِ جُرْهُمَ هُم: الفضلُ بنُ فَضالةَ، والفضلُ بنُ وَداعةَ، والفضلُ بنُ الحارثِ؛ قد عقدوا قديمًا نظيرًا لهذه المُعاهدةِ، فلمَّا أَشبهَ فعلُ القُريشيِّين فعلَ هؤلاء الجُرهُميِّين الأُوَلِ المُسَمَّوْنَ جميعًا بالفضلِ سُمِّيَ الحِلفُ: حِلفُ الفُضولِ.