الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 707 ). زمن البحث بالثانية ( 0.005 )

العام الهجري : 354 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 965
تفاصيل الحدث:


بتشجيعٍ مِن البُويهيِّينَ عَمِلَت الشيعةُ في العاشر من محرَّم مآتِمَهم وبِدعَتَهم، وغُلِّقَت الأسواقُ وعُلِّقَت المُسوحُ، وخَرَجت النساءُ سافراتٍ ناشراتٍ شُعورَهنَّ، يَنُحْنَ ويلطمْنَ وجوهَهنَّ في الأسواقِ والأزِقَّة على الحسين، وهذا تكُلُّفٌ لا حاجة إليه في الإسلامِ، ولو كان هذا أمرًا محمودًا لفعله خيرُ القرون وصَدرُ هذه الأمة وخِيرتُها، وهم أولى به، وأهلُ السنة يَقتَدونَ ولا يَبتَدِعونَ، ثمَّ تسَلَّطَ أهلُ السنةِ على الرَّوافِضِ فكَبَسوا مَسجِدَهم مسجد براثا الذي هو عشُّ الروافضِ، وقتلوا بعضَ من كان فيه من القَوَم.

العام الهجري : 515 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1122
تفاصيل الحدث:

سقط بالعراق جميعه من البصرة إلى تكريت ثلج كبير، وبقي على الأرض خمسة عشر يومًا، وسُمكُه ذراع، وهلكت أشجارُ النارنج، والأُترج، والليمون.

العام الهجري : 442 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1050
تفاصيل الحدث:

كان أبو منصورِ بن عَلاءِ الدَّولةِ، صاحبُ أصبهان، غيرَ ثابتٍ على طَريقةٍ واحدةٍ مع السُّلطانِ طغرلبك، كان يُكثِر التَّلَوُّنَ معه، تارةً يُطيعُه ويَنحازُ إليه، وتارةً يَنحرِف عنه ويُطيعُ المَلِكَ الرَّحيمَ البويهي، فأضمر له طُغرلبك سُوءًا، فلما عاد من خُراسان لِأَخذِ البلادِ الجَبليَّةِ من أَخيهِ إبراهيمَ ينال، واستولى عليها عَدَلَ إلى أصبهان عازِمًا على أَخذِها من أبي منصورٍ، الذي سَمِع بالخبرِ، فتَحَصَّن بِبَلدِه، واحتَمَى بِأَسوارِه، ونازَلَهُ طُغرلبك في المُحَرَّم، وأقام على مُحاصَرتِه نحوَ سَنَةٍ، وكَثُرَت الحروبُ بينهما، إلا أنَّ طُغرلبك قد استولى على سَوادِ البلدِ، وأَرسلَ سَرِيَّةً من عَسكرِه نحوَ فارس، فبلغوا إلى البَيضاء، فأغاروا على السَّوادِ هناك وعادوا غانِمينَ، ولمَّا طال الحِصارُ على أصبهان، وأخرَبَ أَعماَلها، ضاق الأمرُ بصاحبِها وأَهلِها، وأرسلوا إليه يَبذُلون له الطَّاعةَ والمالَ، فلم يُجِبهُم إلى ذلك، ولم يَقنَع منهم إلا بِتَسليمِ البلدِ، فصَبَروا حتى نَفَدَت الأقواتُ، ونَفَدَ الصَّبرُ، وانقطعت المَوادُّ، وسَلَّموا البلدَ إليه، فدَخَله وأَخرَج أجنادَه منه وأَقطَعَهم في بلادِ الجبلِ، وأَحسنَ إلى الرَّعِيَّة، وأَقطعَ صاحبَها أبا منصورٍ ناحيتي يزد وأبرقوية، وتَمَكَّن من أصبهان ودَخَلها في المُحَرَّم من سنة 443هـ واستَطابَها، وأقام فيها.

العام الهجري : 579 العام الميلادي : 1183
تفاصيل الحدث:

لَمَّا ملك صلاحُ الدين حلَب كان بقلعةِ حارم- وهي من أعمالِ حلب- أحَدُ المماليك النوريَّة، واسمه سرحك، وولَّاه عليها الملك الصالح عماد الدين إسماعيل، فامتنع مِن تسليمها إلى صلاح الدين، فراسله صلاحُ الدين في التسليم، وقال له: اطلُبْ مِن الإقطاع ما أردت، ووعده الإحسانَ، فاشتَطَّ في الطلب، وتردَّدَت الرسلُ بينهما، فراسل الفرنجَ ليحتميَ بهم، فسَمِعَ مَن معه من الأجناد أنَّه يراسِلُ الفرنج، فخافوا أن يسَلِّمَها إليهم، فوَثَبوا عليه وقَبَضوه وحبسوه، وراسلوا صلاحَ الدين يَطلُبونَ منه الأمان والإنعام، فأجابهم إلى ما طلبوا، وسَلَّموا إليه الحصنَ، فرتب به دزدارًا: بعضَ خواصه، وأما باقي قلاعِ حلب، فإنَّ صلاح الدين أقرَّ عين تاب بيد صاحبها، وأقطع تَلَّ خالد لأميرٍ يقال له داروم الباروقي، وهو صاحِبُ تل باشر، وأمَّا قلعة إعزاز، فإنَّ عماد الدين إسماعيل كان قد خَربَها، فأقطعها صلاحُ الدين لأميرٍ يقال له دلدرم سلمان بن جندر، فعَمَرها. وأقام صلاحُ الدين بحلب إلى أن فرغ مِن تقرير قواعِدِها وأحوالِها ودِيوانِها، وأقطع أعمالَها، وأرسل منها فجمع العساكِرَ من جميع بلادِه.

العام الهجري : 786 العام الميلادي : 1384
تفاصيل الحدث:

نظَّمَ القائِدُ الوزير تيمور طاش باشا فِرَق الخيَّالة العثمانيين المسمَّاة سياهيه أو سياه- على نظام جديد، واختار أن تكون أعلامهم باللون الأحمر الذي لا يزال شعارَ الدَّولة التركية حتى الآن، وأقطع كلَّ نَفَرٍ منهم جزءًا من الأرض يزرعه أصحابه الأصليون مسيحيين كانوا أو مسلمين في مقابلة دَفعِ جُعْلْ مُعَيَّن لصاحب الإقطاع، وذلك بشرط أن يسكنَ الجنديُّ في أرضه وقت السلمِ ويستَعِدَّ للحرب عند الاقتضاءِ على نفقَتِه، وأن يُقَدِّمَ أيضًا جنديًّا آخر معه، وكان كل إقطاع لم يتجاوزْ إيراده السنوي عشرين ألف غرش، يسمى تيمار، وما زاد إيراده على ذلك يسمى زعامت، وكانت هذه الإقطاعات لا يرثها إلَّا الذكور من الأعقابِ، وإذا انقرضت الذرية من الذكور ترجِعُ إلى الحكومة، وهي تُقطِعُها إلى جندي آخر بنفس هذه الشروط

العام الهجري : 20 العام الميلادي : 640
تفاصيل الحدث:

أوَّلُ مَن دخَل أرضَ الرُّومِ أبو بَحْرِيَّةَ عبدُ الله بن قيسٍ، وقِيلَ: أوَّلُ مَن دخَلَها مَيْسرَةُ بن مَسروقٍ العَبْسِيُّ، فسَبَى وغَنِمَ.

العام الهجري : 1394 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1974
تفاصيل الحدث:

انضمَّت جمهوريةُ الصومال إلى جامعة الدول العربيةِ، وقد استقلَّت أرض الصومالِ عن الإدارة الإيطاليةِ في 1 يوليو 1960م، وحصلت على عضويَّةِ الأمم المتحدة في 20/ 9 / 1960م.

العام الهجري : 461 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1069
تفاصيل الحدث:

في لَيلةِ النِّصفِ من شعبان كان حَريقُ جامعِ دِمشق، وكان سَببُه أنَّ غِلمانَ الفاطِميِّين والعَبَّاسِيِّين اختَصَموا فأُلقِيَت نارٌ بِدارِ المُلْكِ، وهي الخَضراءُ المُتاخِمَةِ للجامعِ مِن جِهَةِ القِبلَةِ، فاحتَرقَت، وسَرَى الحَريقُ إلى الجامعِ فسَقطَت سُقُوفُه وتَناثَرت فُصوصُه المُذَهَّبَةُ، وتَغيَّرَت مَعالِمُه، وتَقَلَّعَت الفُسَيْفِساءُ التي كانت في أَرضِه، وعلى جُدرانِه، وتَبدَّلَت بِضِدِّها، وقد كانت سُقوفُه مُذهَّبَةً كُلَّها، والجَمَلُونات مِن فَوقِها، وجُدرانُه مُذَهَّبَة مُلَوَّنَة مُصَوَّرٌ فيها جَميعُ بلادِ الدنيا، بحيث إنَّ الإنسانَ إذا أراد أن يَتَفرَّج في إقليمٍ أو بَلدٍ وَجدَه في الجامعِ مُصَوَّرًا كهَيئَتِه، فلا يُسافِر إليه ولا يُعنَى في طَلَبِه، فقد وَجدَهُ من قرب الكعبة ومكة فوق المحراب والبلاد كلها شَرقًا وغَربًا، كلُّ إقليمٍ في مكانٍ لائقٍ به، ومُصَوَّر فيه كل شَجرةٍ مُثمِرةٍ وغيرِ مُثمِرة، مصور مشكل في بُلدانِه وأَوطانِه، والسُّتورُ مُرخاةٌ على أَبوابِه النافذةِ إلى الصَّحْنِ، وعلى أُصولِ الحِيطانِ إلى مِقدارِ الثُّلُثِ منها سُتورٌ، وباقي الجُدرانِ بالفُصوصِ المُلوَّنَة، وأَرضُه كُلُّها بالفُصوصِ، ليس فيها بَلاطٌ، بحيث إنَّه لم يكن في الدنيا بِناءٌ أَحسنَ منه، لا قُصورَ المُلوكِ ولا غَيرَها، ثم لمَّا وَقعَ هذا الحَريقُ فيه تَبدَّلَ الحالُ الكاملُ بِضِدِّهِ، وصارت أَرضُه طِينًا في زَمنِ الشِّتاءِ، وغُبارًا في زَمنِ الصَّيفِ، مَحفورةً مَهجورةً، ولم يَزَل كذلك حتى بُلِّطَ في زَمنِ المَلِكِ العادلِ بن أيوبَ، أخي صَلاحِ الدين الأيوبي.

العام الهجري : 892 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1487
تفاصيل الحدث:

لما كان النصف من شهر ربيع الثاني من هذا العام خرج ملك قشتالة إلى أرض المسلمين قاصدًا مدينة بلش مالقة، فلما سمع ملك غرناطة محمد الزغل بنزوله على مدينة بلش ندب أهل غرناطة ومن أطاعه من أهل تلك الجهات وترك طائفةً تقاتل أهل البيازين، وخرج يريد نصرة أهل بلش، وذلك يوم السبت الرابع والعشرين لربيع الثاني من عام التاريخ، فلما سار قريبًا منها وجد العدو قد سبقه بالنزول عليها، ودار بها من كل الجهات فقصد الأمير حصن منتميس فنزله بحملته وأقام به بعض الأيام فطلبه الناس أن يسير بهم نحو العدو للقائه فتوجه بهم إليه فرتبهم، وكان ذلك عشية النهار فدخل عليهم الليل بالطريق فبينما هم سائرون إذ قامت كرَّة ودهشة فانهزموا في ظلام الليل من غير لقاء عدو ولا قتال، وكانت على ذمة أمير غرناطة فنزلها فرجعوا منهزمين مفلولين إلى محلتهم، فباتوا ليلتهم تلك وفي الغد أتاهم الخبر أن العدو استخلص مدينة بلش فسُقط في أيديهم وانهزموا من غير أن يلقوا عدوًّا، ورجع كل واحد منهم إلى وطنه, ولما استولى العدو على مدينة بلش دخلت في ذمته جميع القرى التي تلي بلش وقرى جبل منتميس وحصن قمارش، وخرج أهل بلش من بلدهم مؤمَّنين وحملوا ما قدروا عليه، وذلك بعد قتال شديد وحرب عظيمة، فمنهم من جوزه العدو إلى أرض العدوة، ومنهم من أقام في بعض تلك القرى، ومنهم من سار إلى أرض المسلمين التي بقيت بالأندلس.

العام الهجري : 331 العام الميلادي : 942
تفاصيل الحدث:

وصلت الرومُ أرزن وميافارقين ونصيبين، ثم طلبوا منديلًا مِن كنيسة الرها يزعمونَ أنَّ المسيحَ مسَحَ به وجهَه، فارتسمت صورتُه فيه، على أنهم يُطلِقونَ جميع من سَبَوا من المسلمين، فاستفتى الخليفةُ الفقهاءَ، فمِن قائلٍ: نحن أحقُّ بعيسى منهم، وفي بَعثِه إليهم غضاضةٌ على المسلمين ووهنٌ في الدينِ، فقال علي بن عيسى الوزير: يا أميرَ المؤمنينَ، إنقاذ أسارى المسلمين من أيدي الكُفَّارِ خَيرٌ وأنفَعُ للناس من بقاءِ ذلك المنديلِ بتلك الكنيسة، فأرسل لهم المنديلَ وفُكَّ الأسارى.

العام الهجري : 573 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1178
تفاصيل الحدث:

هبَّت ببغداد ريحٌ عظيمة، ثم زَلَزلت الأرض، واشتَدَّ الأمرُ على الناس حتى ظَنُّوا أنَّ القيامةَ قد قامت، فبَقِيَ ذلك ساعة ثم انجَلَت، وقد وقع كثيرٌ من الدور، ومات فيها جماعةٌ كثيرة.

العام الهجري : 1296 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1879
تفاصيل الحدث:

تولى خير الدين التونسي منصِبَ رئاسة الوزراء في الدولةِ العثمانيةِ. ولد خير الدين في القفقاس لعائلةِ تليش الأباظية الشركسية، حوالي عام 1820م. تعهَّده والي تونس الداي أحمد، وهيأ له فُرَصَ الاستزادة من العلوم، فأكَبَّ على دراسة الفنون العسكرية والسياسية، والتاريخ والعلوم الشرعية، وأتقن اللغاتِ العربيةَ والتركية والفرنسية. أصبح رئيسًا لمكتب العلوم الحربية بباردو عام 1840م، ثم أصبح رئيسًا لفرقة الفرسان في الجيش التونسي. وعيِّن مديرًا لِمَصرف الدراهم التونسي. وفي عام 1849م رقِّيَ إلى رتبة ومنصب أمير لواء الخيالة في تونس، وفي عام 1855م أنعَمَ عليه الباي المشير محمد باشا برتبة الفريق؛ لإنقاذه تونس من قرضٍ مالي ثقيل كاد الباي السابق أن يندفِعَ إليه. ثم عيَّنه وزيرًا للبحرية عام 1857‏م حيث أجرى عدَّةَ إصلاحات إدارية. وساهم في صياغةِ وإصدار قانون (عهد الأمان) التونسي عام 1857م. وشارك في وضع الدستور التونسي عام 1860‏م. وعند إنشاءِ مجلس الشورى التونسي المنتَخَب كان خير الدين باشا الرئيس الفعليَّ للمجلس من عام 1861‏م. اصطدم مع سياسة الباي الجديد محمد الصادق فقَدَّم استقالتَه من الوزارة ومِن رئاسة مجلس الشورى عام 1862م وفَرَض على نفسه العزلةَ السياسية لمدة تسع سنوات بين عامي 1862م و1869م. وكان من نتائج عزلته تلك تأليفُه الكتاب الشهير الذي أسماه ((أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك)) والذي تمَّ طبعُه في تونس عام 1867 ‏م. بعد ذلك شارك مندوبًا عن تونس في اللجنة المالية المختلطة المشكَّلة لتحصيل ديون الدُّول الأوروبية من تونس، فاستطاع الحدَّ من نفوذ اللجنة وتدخُّلِها في شؤون الدولة. ‏وفي أكتوبر 1873م عيِّنَ وزيرًا أكبر لتونس (أي رئيسًا للوزراء) فسَنَحَت له فرصةُ تحقيق برامجه الإصلاحية التي طرحَها في كتابه (أقوم المسالك) واستطاع نقل تونس من حالة الكرب والضيق والفوضى إلى حالةٍ مِن الأمنِ والرخاء والنظام. وتصدى بحزمٍ للمطامع الأجنبية في بلادِه، وخاصة المطامح الفرنسية والإيطالية المتنافسة. ولكِنَّه فوجئ بمعاتبة الباي له وغضبه من سياسته في التحمُّسِ لإعانة الدولة العثمانية في حَربِها ضِدَّ روسيا، فقَدَّم استقالته من رئاسة الوزارة في يوليو1877م. ‏وبعد استقالته ضَيَّق عليه الباي الخناقَ ومنعه من الاتصال بالناس، فكان معتقلًا في منزله. وقد سافر للعلاجِ ثم عاد إلى تونس وظَلَّ شِبهَ مُعتَقَل حتى استدعاه السلطانُ العثماني عبد الحميد الثاني فسافر إلى الأستانة في رمضان 1877م حيث استقبله السلطانُ وعَيَّنه وزير دولة بعد رفضِه منصب وزير العدل. ولكِنَّه فوجئ في صباح يوم 4 ‏ديسمبر 1878م بتعيينه رئيسًا لوزراء الدولة العثمانية. وكانت الدولةُ العثمانية وقتَها في ضيقٍ وحَرَجٍ كبير؛ فالجيش الروسي يقِفُ على عتبات العاصمة استانبول، والأسطول البريطاني في مضيق البوسفور، والاقتصادُ متدهور، وهناك المشكلةُ الأرمينية، ومشاكِلُ في قبرص والبوسنة! فسارع خير الدين باشا إلى عقد اتِّفاقٍ مع الروسِ يضمَنُ مصالح المسلمين في بلغاريا وروملي الشرقية،كما انسحب الأسطولُ البريطاني مِن مَضيقِ البوسفور، وسَوَّى الخلافات مع النمسا، وحُلَّت مشكلة الأرمن، واستبدل بالخديويِّ إسماعيل ابنَه توفيقًا في مصر. وقد اختلف كثيرًا مع السلطان عبد الحميد الثاني ورجالِ حاشيته إبَّانَ توليه رئاسة الوزراء، فكان أن عُزِلَ مِن منصبه في شعبان 1296 ‏هـ ( 1879 ‏م) وعاش بعدها بعيدًا عن السياسة حتى توفِّي بعد عشر سنوات في الأستانة عام 1889‏م ودفِنَ في جامع أيوب، إلا أن الحكومة التونسية بادرت في عام 1968‏م إلى نقل رُفاته ودفنه في تونس تقديرًا لخِدماتِه، وقد أطلق عليه الشَّعبُ التونسي لقب ((أبو النهضة التونسية)).

العام الهجري : 522 العام الميلادي : 1128
تفاصيل الحدث:

هو وزيرُ الديار المصرية العبيدي، الملك أبو عبد الله المأمون بن البطائحي الرافضي، ويقال: إنَّ أباه كان من جواسيس الأفضل بالعراق، وإنه مات ولم يخلِّفْ شيئًا، فتزوَّجت أمه وتركته فقيرًا، ثم صار من أجناد المشارقة, وهو ممَّن خدم المستنصر، وإنه الذي لقبه بالمأمون. وترقى به الحال إلى المُلك، وهو الذي أعان الآمر بالله على الفتك بالوزير أمير الجيوش الأفضل السُّني، وولي منصبه، وكان المأمون شهمًا مِقدامًا، جوادًا بالأموال، سفَّاكًا للدماء، عضلةً من العضل، ثم إنَّه زين لأحد إخوة الآمر قَتلَ الآمر، ودخل معهما أمراء، فعرف بذلك الآمر، فقبض على وزيره المأمون في ليلة السبت لأربع خلون من شهر رمضان سنة519، وقبض على إخوته الخمسة مع ثلاثين رجلًا من أهله وخواصِّه، ولَمَّا اعتُقِل المأمون وُجِد له سبعون سرجًا من ذهب مرصع ومائتا صندوق مملوءة كسوة بدنه. ووجد لأخيه المؤتمن أربعون سرجًا بحُلي ذهب وثلاثمائة صندوق فيها كسوة بدنه، ومائتا سلة ما بين بلور محكم وصيني لا يُقدَر على مثلها، ومائة برنية (فخار كبير) مملوءة كافور قنصوري؛ ومائة وعاء مملوء عودًا، ومن ملابس النساء ما لا يُحَد. حُمل جميع ذلك إلى القصر، وصُلِب المأمون مع إخوة الآمر سنة 522. وقيل: إن سبب القبض عليه أنه بعث إلى الأمير جعفر بن المستعلى، أخي الآمر، يعزِّيه بقتل أخيه الآمر ووعده أنه يُعتمَدُ مكانه في الحكم، فلما تعذَّر ذلك بينهما بلغ الشيخَ الأجَلَّ، أبا الحسن علي بن أبي أسامة، كاتب الدست، وكان خصيصًا بالآمر قريبًا منه، وكان المأمون يؤذيه كثيرًا. فبلَّغ الآمرَ الحالَ، وبلَّغه أيضًا أن بلغ نجيب الدولة أبا الحسن إلى اليمن وأمره أن يضرب السكة ويكتبَ عليها: الإمام المختار محمد بن نزار. ويقال: إنه سمَّ مِبضَعًا ودفعه لفصَّاد الآمر، فأعلم الفصَّاد الآمر بالمِبضَع. وكان مولد المأمون سنة 478، وقيل سنة تسع. وكان من ذوي الآراء والمعرفة التامة بتدبير الدول، كريما واسع الصدر، سفاكًا للدماء، شديد التحرُّز، كثير التطلع إلى أحوال الناس من الجند والعامة؛ فكثر الواشون والسعاة بالناس في أيامه. وكان المأمون شديد المهابة في النفوس وعنده فطنة تامة وتحرز وبحث عن أخبار الناس وأحوالهم، حتى إنه لا يتحدث أحد من سكان القاهرة ومصر بحديث في ليل أو نهار إلا ويبيت خبره عند المأمون، ولا سيما أخبار الولاة وعمَّالهم. ومشت في أيامه أحوال البلاد وعمرت، وساس الرعايا والأجناد وأحسن سياسته، إلا أنه اتُّهِم بأنه هو أقام أولئك الذين قتلوا الأفضل وأعدَّهم له وأمرهم بقتلِه؛ ليجعل له بذلك يدًا عند الآمر، ولأنَّه كان يخاف أن يموتَ الأفضل فيَلقى من الآمر ما يكرهه؛ لأنه كان أكبر الناس منزلةً عند الأفضل ومتحكِّمًا في جميع أموره. وكان مع ذلك محبَّبًا إلى الناس؛ لكثرة ما يقضيه من حوائجهم ويتقربُ به من الإحسان إليهم، ويأخذ نفسه بالتدبير الجيد والسيرة الحسنة.

العام الهجري : 942 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1535
تفاصيل الحدث:

لم تلبث تونس كثيرًا تحت يد العثمانيين حتى اتفق شارل الخامس (شارلكان) ملك إسبانيا وأسبان برشلونة ورهبان مالطة على الحرب واستعادة تونس التي كانت تحت يد الإسبان قبل أن يستعيدها خير الدين بربروسا العام الماضي، مستغلين انشغال العثمانيين بحربهم ضد الصفويين الرافضة، فتوجَّه الجيش بقيادة شارلكان نفسه ملك إسبانيا بحملة بحرية كبيرة، تكوَّنت من ثلاثين ألف مقاتل إسباني وهولندي وألماني ونابولي وصقلي، على ظهر خمسمائة سفينة، وركب الإمبراطور البحرَ من ميناء برشلونة، وعندما رست سفُنُه أمام تونس قامت المعارك العنيفة بين الطرفين، لم تكن قوة خير الدين كافيةً للرد على هذا الهجوم، فكان تعدادُ جيشه سبعةَ آلاف جندي عثماني وصلوا معه، ونحو خمسة آلاف تونسي، كما تخلَّف الأعراب عن الجهاد، فكانت النتيجة الحتمية أنَّ استيلاء شارل على معقِل حلق الوادي مرسى تونس، ونصَب الإسبان حليفَهم الحسن بن محمد الحفصي حاكمًا عليها، وعملًا بمنطوق المعاهدة كان الحسن بن محمد سيسلِّم بونة والمهدية إلى شارل الخامس، فاستولى على بونة، وبما أنَّ المهدية كانت في حوزة العثمانيين فإنَّ الحسن لم يستطع الوفاءَ بعهده، فاشترط الإسبان عليه أن يكون حليفًا ومساعِدًا لفرسان القديس يوحنا بطرابلس، وأن يقوم بمعاداة العثمانيين، وأن يتحمل نفقات ألفي إسباني على الأقل يُترَكون كحامية في قلعة حلق الواد، وعاد شارل الخامس إلى إسبانيا بعد أن ارتكبوا أفظع الجرائم في تونس عند دخولهم فيها، مُظهرين الحقدَ الدفين، فجعلوا جامِعَ الزيتونة إسطبلًا لخيولهم، وأحرقوا المساجِدَ والكتب النادرة فيها، غير قتلِهم النساء والأطفال!!

العام الهجري : 200 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 816
تفاصيل الحدث:

لَمَّا هزَمَ هَرثمةُ بنُ أعين أبا السرايا ومن كان معه من وُلاة الخلافة، وهو محمد بن محمد، وشَى بعضُ الناس إلى المأمون أنَّ هرثمة راسلَ أبا السرايا وهو الذي أمره بالظُّهور، فاستدعاه المأمونُ إلى مروٍ فأمر به فضُرِبَ بين يديه ووُطِئَ بطنُه، ثمَّ رفع إلى الحبس ثم قُتِلَ بعد ذلك بأيام، وانطوى خبَرُه بالكلية. ولَمَّا وصل بغدادَ خبَرُ قتلِه عَبَثَت العامَّة والحربيَّة بالحسن بن سهل نائب العراق، وقالوا: لا نرضى به ولا بعمَّاله ببلادنا، وأقاموا إسحاقَ بن موسى المهدي نائبًا، واجتمع أهلُ الجانبين على ذلك، والتفَّتْ على الحسَنِ بن سهل جماعةٌ من الأمراء والأجناد، وأرسل من وافق العامَّةَ على ذلك من الأمراء يحرِّضُهم على القتال، وجرت الحروبُ بينهم ثلاثةَ أيام في شعبان من هذه السنة، ثم اتفق الحالُ على أن يعطيهم شيئًا من أرزاقهم يُنفِقونها في شهرِ رمضان، فما زال يَمطُلُهم إلى ذي القعدة حتى يُدرِك الزرع، فخرج في ذي القَعدة زيدُ بن موسى الذي يقال له زيدُ النَّار، معه أخو أبي السرايا، وقد كان خروجُه هذه المرة بناحية الأنبار، فبعث إليه عليُّ بنُ هشام نائبُ بغداد عن الحسَنِ بن سهل- والحسَنُ بالمدائن إذ ذاك- فأُخِذَ وأُتِيَ به إلى عليِّ بنِ هشام، وأطفأ اللهُ ثائِرتَه.