الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3316 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 2 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 623
تفاصيل الحدث:

غزا رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم غزوةَ بدرٍ الأولَى حتى بَلَغ واديَ سَفَوانَ؛ حيث خَرَج رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على رأسِ ثلاثةَ عَشَرَ شهرًا من مُهاجَرِه يَطلُب كُرزَ بنَ جابِرٍ الفِهريَّ، وحَمَل لِواءَه عليُّ بنُ أبي طالِبٍ رَضي اللهُ عنه، وكان أبيضَ، واستَخلَفَ على المدينةِ زيدَ بنَ حارِثةَ، وكان كُرزٌ قد أغار على سَرحِ المدينةِ -الإبِلِ والمَواشي التي تَسرَحُ للرَّعيِ بالغَداةِ- فاستاقَه، وكان يَرعَى بالحِمَى، فطَلَبه رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتى بَلَغ واديًا يُقالُ له: "سَفَوانُ" من ناحيةِ بَدرٍ، وفاتَه كُرزٌ ولم يَلحَقْه، فرَجَع إلى المَدينةِ.

العام الهجري : 259 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 873
تفاصيل الحدث:

أنفذ قائدُ الزنجِ عليَّ بن أبان المهلبي، وضمَّ إليه الجيشَ الذي كان مع يحيى بن محمد البحراني، وسليمان بن موسى الشعراني، وسيَّرَه إلى الأهواز, وكان المتولي لها بعد منصور بن جعفر رجلًا يقالُ له أصعجور، فبلغه خبَرُ الزنج، فخرج إليهم، والتقى العسكرانِ بدشت ميسان، فانهزم أصعجور، وقُتِل معه كثيرٌ، وجُرِح خلقٌ كثيرٌ من أصحابه، وغرق أصعجور، وأُسِرَ خَلقٌ كثيرٌ، فيهم الحسن بن هرثمة، والحسن بن جعفر، وحُمِلَت الرؤوسُ والأعلام والأسرى إلى الخبيث، فأمرَ بحَبسِ الأسرى، ودخل الزنجُ الأهواز، فأقاموا يُفسِدون فيها ويَعيثون إلى أن قَدِمَ موسى بن بغا.

العام الهجري : 504 العام الميلادي : 1110
تفاصيل الحدث:

لما فتح الفرنج معظم بلاد الشام عَظُمَ خوفُ المسلمين منهم وبلغت القلوبُ الحناجِرَ، وأيقنوا باستيلاء الفرنج على سائر الشام لعدم الحامي له والمانع عنه، فشرع أمراء بلاد الشام في الهدنة معهم، فامتنع الفرنج من الإجابة إلا على قطيعة يأخذونها إلى مدة يسيرة، فصالحهم الملك رضوان، صاحب حلب، على اثنين وثلاثين ألف دينار وغيرها من الخيول والثياب، وصالحهم صاحب صور على سبعة آلاف دينار، وصالحهم ابن منقذ، صاحب شيزر، على أربعة آلاف دينار، وصالحهم علي الكردي، صاحب حماة، على ألفي دينار، وكانت مدة الهدنة إلى وقت إدراك الغَلَّة وحصادها.

العام الهجري : 602 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1206
تفاصيل الحدث:

هو الأميرُ مجيرُ الدين طاشتكين بن عبد الله المقتفوي المستنجدي, أميرُ الحاج وزعيم بلاد خوزستان، كان شيخًا غاليًا في التشَيُّع، وكانت الحلة الشيعيَّة إقطاعَه، وكان شجاعًا قليلَ الكلام، يمضي عليه الأسبوعُ لا يتكلم فيه بكلمةٍ، وذُكِرَ أنَّه حج بالناس ستًّا وعشرين سنة، كان يكونُ في الحجاز كأنَّه مَلِكٌ، وقد رماه الوزيرُ ابن يونس بأنه يكاتب صلاحَ الدين فحبَسَه الخليفة، ثم تبيَّنَ له بطلان ما ذكر عنه فأطلقه وأعطاه خوزستان، ثم أعاده إلى إمرة الحَجِّ،‏ توفي بتستر ثاني جمادى الآخرة وحُملَ تابوتُه إلى الكوفة فدُفِنَ بمشهد عليٍّ لوصيَّتِه بذلك.

العام الهجري : 719 العام الميلادي : 1319
تفاصيل الحدث:

كانت وقعةٌ عظيمةٌ بين التتار بسَبَبِ أنَّ مَلِكَهم أبا سعيد بن خربندا كان قد ضاق ذرعًا بنائبه الأمير جوبان وعجَزَ عن مَسكِه، فانتدب له جماعةً من الأمراء عن أمرِه، منهم أبو يحيى خال أبيه، ودقماق وقرشي وغيرُهم من أكابر الدولة، وأرادوا كبسَ جوبان فهرب وجاء إلى السلطانِ الناصر محمد بن قلاوون, فأنهى إليه ما كان منهم، وفي صُحبتِه الوزير علي شاه، ولم يزل بالسلطانِ حتى رضي عن جوبان وأمَدَّه بجيشٍ كثيف، ورَكِبَ السلطان معه أيضًا والتقوا مع أولئك فكسروهم وأسروهم، وتحَكَّم فيهم جوبان فقَتَل منهم إلى آخِرِ هذه السنة نحوًا من أربعين أميرًا.

العام الهجري : 733 العام الميلادي : 1332
تفاصيل الحدث:

استنجد محمَّدُ الرابع بن إسماعيل مَلِكُ غرناطة بأبي الحَسَنِ علي بن عثمان مَلِك بني مرين لاستردادِ ثَغرِ جبل طارق من الأسبان الذين استولوا عليه سنة 709 فاستجاب أبو الحسَنِ لهذه الدعوة وأرسل جَيشًا بقيادةِ ابنه أبي مالك، فحصَلَت معركةٌ بَحَريَّةٌ أمام جبل طارق هُزِمَ فيها القشتاليون واستسلمت حاميةُ الجبل فاسترَدَّها المسلمون من الأسبان، ثم بعد فترة تم اغتيال محمد الرابع بن إسماعيل بتحريضٍ من مُنافِسيه في المُلكِ، فتَمَّ استخلاف أخيه أبي الحَجَّاج يوسف الأول بن أبي الوليد إسماعيل، وهو فتى في السادسة عشرة من عُمُرِه.

العام الهجري : 755 العام الميلادي : 1354
تفاصيل الحدث:

قَدِمَ دمشقَ عليُّ بن الحسن بن أبي الفضل بن جعفر بن محمد بن كثير الحلبي الرافضيُّ، وأقام بها سنواتٍ، فاتفق أنَّه شَقَّ الصفوف والناسُ في صلاةِ جنازةٍ بالجامِعِ الأمويِّ وهو يلعَنُ ويسُبُّ من ظَلَم آلَ مُحمَّدٍ، فانتَهَره عمادُ الدين ابنُ كثيرٍ، وأغرى به العامَّةَ، وقال: إنَّ هذا يسُبُّ الصحابةَ، فحملوه إلى القاضي تقي الدين السبكي فاعترف بسَبِّ أبي بكر وعمر، فعَقَدوا له مجلسًا، فحكَم نائِبُ المالكي بضَربِ عُنُقِه بعد أن كُرِّرَت عليه التوبةُ ثلاثةَ أيامٍ، فأصَرَّ فضُرِبَت عُنُقُه بسوق الخيلِ وحَرَق العوامُّ جَسَده

العام الهجري : 938 العام الميلادي : 1531
تفاصيل الحدث:

بعد أن طرد العثمانيون ملكَ النمسا فرديناند من المجَر؛ لتدخله في أمورِها وحصارِهم لفيينا سنة936. عاد ملك النمسا بجيشه هذا العام ودخل بودابست، لكنه لم يستطع أن يستوليَ عليها؛ بسبب مقاومة الحامية العثمانية فيها، فلما سار الخليفةُ سليمان بجيشه نحو المجر ليُخرج منها ملك النمسا طلب الملك فرديناند من الخليفة الصلحَ فوافق عليه وعلى الرجوع بجيشه, وذلك لِما بلغه من قوة استعدادات شارلكان الدفاعية، وأنَّ سفنًا بحرية تابعة لشارلكان والبابا احتلَّت بعض المواقع في شبه جزيرة المورة اليونانية التابعة للدولة العثمانية؛ لذلك آثر الخليفة سليمان أن يوقِعَ المعاهدة مع النمسا.

العام الهجري : 1178 العام الميلادي : 1764
تفاصيل الحدث:

استطاع الهولنديون أصحابُ شركة الهند الشرقية الهولندية أن يدخُلوا الخليج العربي عن طريقِ تحالُفِهم مع الإنكليز، ثم إن الهولنديين أرادوا التوغُّلَ بتجارتهم وأطماعِهم أكثَرَ من ذلك، فاستطاعوا الظهورَ في البصرة بعد أن عرفوا أنَّ التجارةَ فيها رابحةٌ، فمدُّوا نشاطَهم إلى العراق، وأرسلوا سفُنَهم إلى البصرة، واستطاعوا أن يأخذوا السوقَ من الإنكليز وخاصة بوجود الامتيازات الممنوحة لهم من قِبَل علي باشا من أسرة آفراسياب، ووصل أمرُ الهولنديين في البصرةِ إلى أن أصبحوا يمنَعون الإنكليز والبرتغاليين من الوصولِ إلى البصرة بالقوة، حتى انسحبت مضطرةً شركةُ الهند الشرقية الإنكليزية تاركةً الساحةَ أمام الهولنديين الذين أصبحوا هم المسيطرين على البصرةِ تجاريًّا وعسكريًّا.

العام الهجري : 1185 العام الميلادي : 1771
تفاصيل الحدث:

حاولت روسيا أن تعقد مع تركيا عهدًا مقتضاه استقلالُ القرم وأن تستولي روسيا على قلعة كرتس وبناء قلعة في مدخل بحر أزوف، وأن تكون الملاحةُ حرَّةً لروسيا في جميع موانئ الدولة التركية في البحر الأسود، وأن يكون لتلك الدولةِ حَقُّ حماية المسيحيين الأرثوذكس في تركيا، فرفضت تركيا هذا الشرطَ الأخير، فعاد الجفاء بين الدولتين على ما كان عليه، فتقدَّم الصدر الأعظم محسن زاده باشا وانتصر على الروسِ بجوار بزارجق ووارنة، وصَدَّهم أيضًا علي باشا الداغستاني أمام روسجق، ودحرهم عثمان باشا دحورًا عظيمًا، وقتل منهم تسعة آلاف وأسرَ الجنرال وينين، وقُتل الجنرال واسمان من جرحٍ أصابه.

العام الهجري : 1404 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1984
تفاصيل الحدث:

اقتحمتْ مجموعةٌ من مُقاتلي الإنقاذِ (الجَناح العَسْكري للجَبْهة الوطنيَّة لإنقاذِ ليبيا) مُعَسكَرَ باب العزيزيةِ في طرابلس، وقد اشتبكتْ هذه المجموعةُ مع قُوَّات ليبيَّةٍ وأجنبيةٍ تحرُسُ المُعَسكَرَ لفترةٍ تراوحتْ بين خَمسِ وسَبعِ ساعاتٍ استُخدمت فيها كافَّةُ الأسلحة، وقد قُتل جميعُ الذين اشتركوا في العملية من المُقاتِلينَ وعددُهم ثمانية، ولم يتمكَّنْ بعض الموجودين في المُعَسكَرِ من الفَرار عبر أحد المخابئ السِّريَّةِ، إلا بعدما تدخَّلت قُوَّات مُدرَّعة، وحَرَس أجنبيٌّ، وعلى الأخصِّ الألمانُ الشرقيُّون، وسقط في هذه المعركة من الجانب الآخر عددٌ يتراوح بين 100 و120 شخصًا ما بين قَتيلٍ وجَريحٍ، وقد انضمَّ عددٌ من الجُنود الليبيِّينَ إلى جانِبِ المُقاتِلينَ.

العام الهجري : 1406 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1985
تفاصيل الحدث:

بالتَّعاوُنِ مع مليشياتِ الحيِّ النُّصَيريِّ في بعل محسن في طرابلس، أقدمتِ القُوَّاتُ السُّوريَّةُ على حِصارِ ودكِّ مدينةِ طرابلس عاصمةِ أهل السُّنَّة في شمال لبنان. وكانت قد ارتكبتْ مَجزرةً في مُخيَّماتِ بيروت قبل ذلك بأُسبوعٍ، وعلى مَدارِ 20 يومًا ذكرتْ وِكالاتُ الأنباءِ: أنَّ أكثَرَ من مِليونِ صاروخٍ وقذيفةٍ دمَّرت أكثَرَ من نِصف مباني المدينةِ وجعلتْها معزولةً عن العالَمِ، وساهمتِ القُوَّاتُ اللُّبنانية الكتائبيَّةُ النَّصْرانيَّةُ في الحِصارِ، ومَنعِ الوَقودِ والدَّقيقِ عن طرابلس، وقد قُتِل في هذه المجزرةِ عِدَّةُ آلافٍ، وفرَّ من المدينة أكثرُ من 300 ألف نسمةٍ، وحُلَّت الأحزابُ الإسلامية، وتمَّ توقيعُ الاتفاقِ على نَزعِ سِلاحِها بواسطةِ إيرانَ.

العام الهجري : 1408 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1987
تفاصيل الحدث:

أخذت أوضاعُ الرئيس التُّونسيُّ الحبيب بورقيبة تزداد سُوءًا جِسميًّا ونفسيًّا، حتى أثَّر ذلك على قراراته الرئاسية، وتقدَّمت به السِّنُّ حتى فقد الرصانة في تسيير الحُكم كما فقَدَ المنطقَ، وأخذ تأثيرُ الحاشية يَظهر على القرارات السياسيَّة، فقام في 16 ربيع الأول 1408هـ / 7 تشرين الثاني 1987م الوزيرُ الأوَّل زين العابدين بن علي بتنحيةِ الرئيس الحبيب بورقيبة وتسلَّم السُّلطة، وأخذ بإزالة العَهدِ الماضي، فأزال التماثيلَ التي ملأتِ الشَّوارعَ للحبيب بورقيبة، وأخرَجَ كثيرًا من قادة التيَّار الإسلامي من المُعتقلات، ولكنَّه لم يلبث على هذا طويلًا؛ إذ رجع، فسار على نفس الطريق الذي سار عليه سَلَفُهُ.

العام الهجري : 1425 العام الميلادي : 2004
تفاصيل الحدث:

إعلانُ اختتام مفاوضات الهيئة الحكومية الدولية المعنيَّة بالتنمية (IGAD) بشأن السلام في السودان من قِبَل حكومة السودان والجيش الشعبي/الحركة الشعبية لتحرير السودان، جيجيري، نيروبي، 19 نوفمبر 2004م، وينصُّ اتفاقُ نيفاشا بكينيا الذي وقَّعَتْه حكومةُ الخرطوم مع قرنق في 9 يناير/ كانون الثاني 2003م على وضع حدٍّ للحرب الأهلية التي دارت في جنوب السودانِ أكثرَ من 20 عامًا، وعلى أنْ تُشكَّل حكومةٌ انتقاليةٌ لمدة ست سنوات، يُخصَّص 52% من حقائبها لحزب البشير وطه، و28% للحركة الشعبية التي يتزعمها قرنق، و14% للفصائل الشمالية، و6% للفصائل الجنوبية.

العام الهجري : 571 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1176
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ العلَّامةُ، الحافِظُ الكبيرُ المجَوِّد، مُحَدِّثُ الشام، ثِقةُ الدين، أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين المعروف بابن عساكر، الدمشقي الشافعي صاحب (تاريخ دمشق). من أعيانِ الفُقَهاء الشافعيَّة، ومُحَدِّث الشام في وقته. غَلَب عليه الحديثُ فاشتَهَر به وبالَغَ في طلبه إلى أن جمعَ منه ما لم يتَّفِق لغَيرِه، حتى صار أحدَ أكابر حُفَّاظ الحديث ومن عُنِيَ به سَماعًا وجمعًا وتصنيفًا، واطِّلاعًا وحفظًا لأسانيده ومتونِه، وإتقانًا لأساليبه وفنونه، صاحِبُ الكتاب المشهور (تاريخ دمشق) الذي حاز فيه قَصَب السَّبْق، ومن نظَرَ فيه وتأمَّله، رأى ما وصَفَه فيه وأصَّلَه، وحَكَم بأنَّه فريدُ دَهرِه في التواريخ، هذا مع ما له في علوم الحديث من الكُتُب المفيدة، وما هو مشتَمِلٌ عليه من العبادة والطرائق الحميدة, وله مصنفاتٌ كثيرة منها الكبار والصغار، والأجزاءُ والأسفار، وقد أكثَرَ في طلب الحديث من التَّرحال والأسفار، وجاز المدن والأقاليم والأمصار، وجمع من الكتبِ ما لم يجمَعْه أحدٌ مِن الحُفَّاظ نسخًا واستنساخًا، ومقابلة وتصحيحَ الألفاظ. قال الذهبي: "نقلتُ ترجمته من خَطِّ ولده المحدِّث أبي محمد القاسم بن علي، فقال: وُلِدَ أبي في المحرم سنة 499، وعَدَدُ شيوخِه الذي في معجمه ألف وثلاثمائة شيخ بالسماع، وستة وأربعون شيخًا أنشدوه، وعن مائتين وتسعين شيخًا بالإجازة، الكل في معجمه، وبضع وثمانون امرأة لهن مُعجَم صغير سَمِعْناه. وحدَّث ببغداد، والحجاز، وأصبهان، ونيسابور, وصنف الكثير, وكان فَهِمًا، حافِظًا، متقِنًا ذكيًّا، بصيرًا بهذا الشأن، لا يُلحَقُ شَأنُه، ولا يُشَقُّ غُباره، ولا كان له نظيرٌ في زمانه. وكان له إجازاتٌ عالية، ورُوي عنه أشياءُ من تصانيفه بالإجازة في حياته، واشتهر اسمُه في الأرض، وتفقَّه في حداثته على جمال الإسلام أبي الحسن السلمي وغيره، وانتفع بصحبة جده لأمه القاضي أبي المفضل عيسى بن علي القرشي في النحو، ولازم الدرسَ والتفقُّه بالنظامية ببغداد، وصنف وجمع فأحسن, فمن ذلك تاريخ دمشق في ثمانمائة جزء. قلت (الذهبي): "الجزء عشرون ورقة، فيكون ستة عشر ألف ورقة", وجمع (الموافقات) في اثنين وسبعين جزءًا، و(عوالي مالك)، والذيل عليه خمسين جزءًا، و(غرائب مالك) عشرة أجزاء، و(المعجم) في اثني عشر جزءًا, و(مناقب الشبان) خمسة عشر جزءًا، و(فضائل أصحاب الحديث) أحد عشر جزءًا، (فضل الجمعة) مجلد، و(تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الأشعري) مجلد، و (المسلسلات) مجلد، و (السباعيات) سبعة أجزاء، (من وافقت كنيته كنيةَ زوجته) أربعة أجزاء، و (في إنشاء دار السنة) ثلاثة أجزاء، (في يوم المزيد) ثلاثة أجزاء، (الزهادة في الشهادة) مجلد، (طرق قبض العلم)، (حديث الأطيط)، (حديث الهبوط وصحته)، (عوالي الأوزاعي وحاله) جزءان, (الخماسيات) جزء، (السداسيات) جزء، (أسماء الأماكن التي سمع فيها)، (الخضاب)، (إعزاز الهجرة عند إعواز النصرة)، (المقالة الفاضحة)، (فضل كتابة القرآن)، (من لا يكون مؤتمنًا لا يكون مؤذِّنًا)، (فضل الكرم على أهل الحرم)، (في حفر الخندق)، (قول عثمان: ما تغنيت)، (أسماء صحابة المسند)، (أحاديث رأس مال شعبة)، (أخبار سعيد بن عبد العزيز)، (مسلسل العيد)، (الأبنة)، (فضائل العشرة) جزءان، (من نزل المزة)، (في الربوة والنيرب)، (في كفر سوسية)، (رواية أهل صنعاء)، (أهل الحمريين)، (فذايا)، (بيت قوفا)، (البلاط)، (قبر سعد)، (جسرين)، (كفر بطنا)، (حرستا)، (دوما مع مسرابا)، (بيت سوا)، (جركان)، (جديا وطرميس)، (زملكا)، (جوبر)، (بيت لهيا)، (برزة)، (منين)، (يعقوبا)، (أحاديث بعلبك)، (فضل عسقلان)، (القدس)، (المدينة)، (مكة)، كتاب (الجهاد)، (مسند أبي حنيفة ومكحول)، (العزل)، (الأربعون الطوال)،  (الأربعون البلدية) جزء، (الأربعون في الجهاد)، (الأربعون الأبدال)، (فضل عاشوراء) ثلاثة أجزاء، (طرق قبض العلم) جزء، كتاب (الزلازل)، (المصاب بالولد) جزءان، (شيوخ النبل)، (عوالي شعبة) اثنا عشر جزءًا، (عوالي سفيان) أربعة أجزاء، (معجم القرى والأمصار) جزء، وغير ذلك, وسرد له عدة تواليف. قال: وأملى أبي أربعمائة مجلس وثمانية. قال: وكان مواظبًا على صلاة الجماعة وتلاوة القرآن، يختم كل جمعة، ويختم في رمضان كل يوم، ويعتكف في المنارة الشرقية، وكان كثير النوافل والأذكار، ويحاسب نفسه على لحظة تذهب في غير طاعة، كان يجري ذكره عند ابن شيخه، وهو الخطيب أبو الفضل بن أبي نصر الطوسي، فيقول: ما نعلم من يستحِقُّ هذا اللقب اليوم يعني: (الحافظ) ويكون حقيقًا به سواه. وقال القاسم: لما دخلت همذان أثنى عليه الحافظ أبو العلاء، وقال لي: أنا أعلم أنه لا يساجِلَ الحافظ ابن عساكر في شأنه أحد، فلو خالط الناسَ ومازجهم كما أصنع، إذًا لاجتمع عليه الموافِقُ والمخالف, وقال لي أبو العلاء يومًا: أي شيء فتح له، وكيف ترى الناس له؟  قلت (الذهبي): "هو بعيد من هذا كله، لم يشتغل منذ أربعين سنة إلا بالجمع والتصنيف والتسميع، حتى في نُزَهِه وخلواته"  ثم قال أبو العلاء: ما كان يسمَّى ابن عساكر ببغداد إلَّا شعلةَ نار؛ من توقُّدِه وذكائه وحُسنِ إدراكه. قال أبو المواهب: لم أرَ مثله ولا من اجتمع فيه ما اجتمع فيه من لزوم طريقة واحدة مدة أربعين سنة، من لزوم الجماعة في الخمس في الصف الأول إلَّا من عذر، والاعتكاف في رمضان وعشر ذي الحجة، وعدم التطلع إلى تحصيل الأملاك وبناء الدور، قد أسقط ذلك عن نفسه، وأعرض عن طلب المناصب من الإمامة والخطابة، وأباها بعد أن عُرِضَت عليه، وقِلَّة التفاته إلى الأمراء، وأخْذ نفسه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لا تأخُذُه في الله لومة لائم. قال لي: لَمَّا عزمت على التحديث، واللهُ المطَّلِعُ أنَّه ما حملني على ذلك حُبُّ الرئاسة والتقدم، بل قلت: متى أروي كُلَّ ما قد سمعته، وأيُّ فائدة في كوني أخَلِّفُه بعدي صحائف؟ فاستخرتُ الله، واستأذنت أعيانَ شيوخي ورؤساء البلد، وطُفت عليهم، فكُلٌّ قال: ومن أحقُّ بهذا منك؟ فشرعت في ذلك سنة ثلاث وثلاثين" كانت وفاة ابن عساكر في الحادي عشر من رجب، وله من العمر ثنتان وسبعون سنة، وحضر السلطان صلاح الدين الأيوبي جنازتَه ودُفِنَ بمقابر باب الصغير، وكان الذي صلى عليه الشيخُ قطب الدين النيسابوري.