الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2497 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 1372 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1952
تفاصيل الحدث:

قدَّمت الدولُ العربية احتجاجًا إلى هيئة الأمم المتحدة، وإلى فرنسا؛ على الأعمال التي تقومُ بها فرنسا في المغرب، ورفعت مذكرات الاحتجاج من السعودية ومصر وسوريا والأردن، غير أنَّ فرنسا رفضت كلَّ ذلك، وأما مَلِكُ المغرب الملك محمد الخامس فقد قام بتقديمِ مذكِّرة إلى رئيس فرنسا أيَّدَ فيه مطالِبَ شَعبِه بالاستقلال، وإلغاء الحماية الفرنسية، ورفضت فرنسا كلَّ ذلك أيضًا، وقدَّمت العراق مذكِّرةً إلى هيئة الأمم المتحدة، وطلبت عرضَ القضية عليها وأيَّد العراق ثلاث عشرة دولة، وأعلن حزب الاستقلال واتحاد النقابات في المغرب الإضرابَ العامَّ تضامنًا مع تونس التي أضربت بسَبَبِ مَقتَلِ فرحات حشَّاد على أيدي السلطات الفرنسية، فاستغَلَّ الفرنسيون الفرصةَ وقاموا بمذبحةٍ في مدينة الدار البيضاء ذهب ضحيَّتَها أربعة آلاف مواطن، كما اعتقلوا زعماء حزب الاستقلال، ورؤساء اتحاد النقابات في المغرب، وأعلنوا حلَّ حزب الاستقلال، وعطَّلوا الصحف العربية، وقاموا بإجراءات تعسُّفية، وتفاقَمَ الوضع أكثر بعد أن نفى الفرنسيون الملكَ محمد الخامس إلى كورسيكا من قِبَل فرنسا في شهر ذي الحجة من هذا العامِ، فتضافر معظَمُ شعب المغرب وهَبَّ لتأييد المَلِك والعمل على إعادته، وانقض الثائرون على عددٍ كبير من المتعاونين مع فرنسا والموالين لها، ففتكوا بهم، وتجاوز الأمرُ الحمايةَ الفرنسية ووصل إلى منطقة الريف؛ حيث الحماية الأسبانية. وحاول الفرنسيون اغتيالَ بعض الشخصيات فزاد الاضطراب وقاطع السكانُ البضائعَ الفرنسية، ونشأ جيشُ التحرير السري الذي استطاع أن يقومَ ببعض العمليات الناجحة على ثكناتِ الجيش الفرنسي وعلى بعض مؤسَّساته، بل وصل إلى اغتيال بعضِ أفراده.

العام الهجري : 93 العام الميلادي : 711
تفاصيل الحدث:

هو أَحَدُ المُكْثِرين مِن الرِّواية عن النَّبِيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وليس بِغَريبٍ فهو خادِمُ النَّبِيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، دَعَا له النَّبِيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بِطُولِ العُمُر والبَرَكَة في المالِ والوَلَدِ، فكان له الكَثيرُ مِن الأوَّلادِ زادوا على المائة، وقِيلَ: كان له بُستانٌ يُثْمِرُ مَرَّتَيْنِ في السَّنَة. وكان سَكَنَ البَصْرَةَ وبَقِيَ فيها إلى أن تُوفِّي فيها، وهو آخِرُ الصَّحابَة مَوْتًا فيها، وكان قد آذاهُ الحَجَّاجُ فكَتَبَ إلى عبدِ الملك يَشْتَكِيه فكَتَبَ عبدُ الملك إلى الحَجَّاجِ فاعْتَذَر له وأَحسَن إليه، فرَضِيَ اللهُ عن أَنَسٍ خادِم النَّبِيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وأَرْضاهُ.

العام الهجري : 435 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1043
تفاصيل الحدث:

ورد إلى القُسطَنطينية عددٌ كثيرٌ مِن الرُّوسِ في البحر، وراسَلوا قسطنطين مَلِكَ الروم بما لم تجْرِ به عادتُهم، فاجتمعت الرومُ على حَربِهم، وكان بعضُهم قد فارق المراكِبَ إلى البَرِّ، وبعضُهم فيها، فألقى الرومُ في مراكِبِهم النَّار، فلم يهتدوا إلى إطفائها، فهلك كثيرٌ منهم بالحَرْق والغَرَق، وأمَّا الذين على البَرِّ فقاتلوا، وصَبَروا، ثم انهزموا، فلم يكن لهم ملجأٌ، فمن استسلم أولًا استُرِقَّ وسَلِمَ، ومن امتنَعَ حتى أُخِذَ قهرًا قطع الرومُ أيمانَهم، وطِيفَ بهم في البلَدِ، ولم يَسلَمْ منهم إلَّا اليسيرُ مع ابنِ مَلِك الرُّوس، وكُفِيَ الرُّومُ شَرَّهم.

العام الهجري : 763 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1362
تفاصيل الحدث:

قام أميرٌ مِن أمراء بني نصر يُدعى أبا سعيد محمد، وكان زوجَ أخت السلطان إسماعيل الثاني، فثار على صهره إسماعيلَ وقَتَله وأعلن نفسَه مَلِكًا باسم محمد السادس، ولكنه لم يلبَثْ أن ثار عليه أهلُ غرناطة فخلعوه فهَرَب من غرناطة إلى ملك قشتالة ولم يلبث أن قُتِلَ هناك، ثمَّ إن الوزير المريني عمر الفودودي جهَّزَ محمد الخامس الغني بالله بقوَّة فجاز بها إلى الأندلُسِ مع وزيره لسان الدين ابن الخطيب ودخل غرناطة واسترَدَّ مُلكَه بعد هروب محمد السادس، وعَهِدَ بالوزارة إلى ابن الخطيب.

العام الهجري : 1340 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1922
تفاصيل الحدث:

التقى الإنجليزي برسي كوكس مع الملك عبدالعزيز في المحمرة، وأكَّد الإنجليزُ على ضرورة إقامةِ حدودٍ بين نجد والعراق، وطالب الوفدُ النجديُّ رسمَ الحدود اعتمادًا على التقسيم القَبَلي المعروف للبدوِ، وتمَّ توقيعُ المعاهدة التي جَعَلت قبائِلَ المنتفق والظفير والعمادات من عنيزة تبعَ العراق، وجعلت شمر تابعةً لنجد، إلا أنَّ الملك عبدالعزيز رفض إبرامَ الوثيقة لأنَّ الظفير بزعامة حمود بن سويط قد احتَمَوا به ورفضوا الانصياعَ للعراق. وتم اعتمادُ ترسيم الحدود بين الطرفين في اتفاقية العقير كمُلحَق لمعاهدة المحمرة.

العام الهجري : 1380 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1961
تفاصيل الحدث:

اتَّسَعت أعمالُ إدارة المعارف بعد وفاة الملك عبد العزيز فجُعِلت وزارةً كسائر وزارات الدولة، وتولاها الأميرُ فهد بن عبد العزيز، وفي عهده أُنشِئَت جامعة الرياض، ثم تولى الوَزارةَ الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، ثم تولاها أخوه حسن بن عبد الله آل الشيخ الذي توسَّع نطاقُ جامِعة الرياض في عَهدِه، فشَمِلَت كليَّات العلوم والصيدلة والآداب والتجارة والزراعة، ثم الهندسة، وأُنشِئَت جامعة الملك عبد العزيز الأهلية في جُدة، والجامعة الإسلامية في المدينة المنورة.

العام الهجري : 1384 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1964
تفاصيل الحدث:

اجتمع العلماءُ في منزل مفتي الديار السعودية محمد بن إبراهيم آل الشيخ, ثمَّ عَقَدوا اجتماعًا مع الأمراءِ في فندق الصحراء بالرياض, ثم صادق مجلِسُ الوزراء على قرارين: فتوى العُلَماء بمبايعة ولي العهد الأمير فيصل مَلِكًا للبلاد, ورسالة وقَّعها جميعُ أفراد الأسرة المالكة تبايع الأميرَ فيصلًا ملكًا للبلاد. كما بايع الملِكَ الجديد أعضاءُ مجلس الشورى، وممثِّلو أهمِّ مناطق المملكة، ثمَّ توجَّه أعضاءُ الحكومة برئاسة الأمير خالد بن عبد العزيز إلى الملك سعود لإعلامِه بالقرارِ.

العام الهجري : 4 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 626
تفاصيل الحدث:

تُسمَّى هذه الغزوةُ ببدرٍ الآخِرةِ، وبَدرٍ الصُّغرى، وبدرٍ الثانيةِ، وبدرٍ المَوعِدِ؛ للمواعَدةِ عليها مع أبي سُفيانَ بنِ حربٍ يومَ أُحدٍ؛ وذلك أن أبا سفيان لمَّا انصَرَف منِ أُحدٍ نادى: "إنَّ مَوعِدَكم بَدرٌ، العامَ المُقبِلَ".
فلمَّا كانتِ السَّنةُ الرابِعةُ من الهِجرةِ، خَرَج الرسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بألفٍ وخَمسِمئةٍ من أصحابِه إلى بدرٍ ومعه عَشَرةُ أفراسٍ، وحَمَل لِواءَه عليُّ بن أبي طالِبٍ رَضي اللهُ عنه، وذلك في انتِظارِ قُدومِ قُرَيشٍ حَسَبَ المَوعِدِ المُحدَّدِ منذ وَقعةِ أُحُدٍ مع أبي سُفيانَ زعيمِ قُريشٍ.
وانتَظَرَ المسلمون ثمانيةَ أيَّامٍ دونَ أن تَقدَمَ قُرَيشٌ، وكان أبو سُفيانَ قد خَرَج بألفينِ ومعهم خمسون فرسًا، فلمَّا وَصَلوا مرَّ الظَّهرانِ على أربعينَ كَيلًا مِن مكةَ عادوا بحُجَّةِ أنَّ العامَ عامُ جَدبٍ، وكان لإخلافِهِمُ المَوعِدَ أثرٌ في تقويةِ مكانةِ المسلمين وإعادةِ هَيبَتِهم.
وقد واصَلَ المسلمون إرسالَ سَراياهم إلى الأنحاءِ المُختَلِفةِ من نَجدٍ والحِجازِ لتَأديبِ الأعرابِ، فقاد أبو عُبيدةَ بنُ الجرَّاحِ سَريَّةً إلى طيِّئٍ وأسَدٍ بنَجدٍ، فتَفَرَّقوا في الجبالِ دونَ أن يقعَ قتالٌ.
وقاد الرسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جَيشًا من ألفِ مُقاتِلٍ في شهرِ ربيعٍ الأوَّلِ من سنةِ خَمسٍ باتِّجاهِ دُومةِ الجَندَلِ، وقد بَلَغه وُجودُ تَجمُّعٍ للمُشرِكين بها، ولكِنَّ الجَمعَ تفرَّق عندما عَلِموا بقُدومِ المسلمين الذين أقاموا أيَّامًا في المِنطَقةِ بَثُّوا خِلالَها السَّرايا، فلم يَلقَوا مُقاومةً ورَجَعوا إلى المدينةِ بعد أن وادَعَ في العَودةِ عُيينةَ بنَ حِصنٍ الفَزاريَّ.

العام الهجري : 230 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 845
تفاصيل الحدث:


كان سببُ ذلك أنَّ بني سُليم كانت تُفسِدُ حولَ المدينة بالشَّرِّ، ويأخذون ما أرادوا من الأسواقِ بالحجازِ بأيِّ سِعرٍ أرادوا، وزاد الأمرُ بهم إلى أن وقَعُوا بناسٍ مِن بني كِنانة وباهلة، فأصابُوهم، وقتلوا بعضَهم، فوَجَّهَ محمَّدُ بن صالح- عامِلُ المدينةِ- إليهم حمَّادَ بنَ جريرٍ الطبري، وكان مَسلَحةً لأهل المدينة، في مائتي فارسٍ، وأضاف إليهم جندًا غيرَهم، وتَبِعَهم متطوِّعة، فسار إليهم حمَّاد، فلَقِيَهم بالرويثة، فاقتتلوا قتالًا شديدًا فانهزمت سودانُ المدينةِ بالنَّاسِ، وثَبَت حمَّادٌ وأصحابُه، وقُرَيشٌ والأنصارُ، وقاتلوا قتالًا عظيمًا، فقُتِل حمَّادٌ وعامةُ أصحابِه وعَدَدٌ صالحٌ مِن قريشٍ والأنصار، وأخذ بنو سُلَيم الكُراعَ والسِّلاحَ، والثياب، فطَمِعوا ونهبوا القُرى والمناهِلَ ما بين مكَّة والمدينة، وانقطع الطريقُ. فوَجَّه إليهم الواثِقُ بغا الكبيرَ أبا موسى في جمعٍ من الجند، فقَدِمَ المدينةَ في شعبان، فلَقِيَهم ببعض مياه الحرَّة من رواء السورقية قريتِهم التي يأوُون إليها وبها حُصون، فقتل بغا منهم نحوًا من خمسين رجلًا وأسر مِثلَهم، وانهزم الباقون، وأقام بغا بالسَّورقية، ودعاهم إلى الأمانِ على حُكم الواثق، فأتوه متفَرِّقين فجَمَعَهم، وترك من يُعرَفُ بالفسادِ، وهم زُهاءَ ألفِ رجل، وخلَّى سبيل الباقين، وعاد بالأَسْرى إلى المدينة، فحبَسَهم ثم سار إلى مكَّة. فلما قضى حَجَّه سار إلى ذاتِ عِرقٍ بعد انقضاء الموسِمِ، وعرض على بني هلالٍ مِثلَ الذي عرضَ على بني سُليم، فأقبلوا وأخذ من المفسدينَ نحوًا من ثلاثمائةِ رَجُلٍ، وأطلق الباقين، ورجع إلى المدينةِ فحَبَسَهم.

العام الهجري : 312 العام الميلادي : 924
تفاصيل الحدث:

دخل أبو طاهر القرمطيُّ الكوفةَ، وكان سببُ ذلك أنَّ أبا طاهر أطلقَ مَن كان عنده من الأسرى الذين كان أسَرَهم من الحُجَّاج، وفيهم ابنُ حمدان وغيره، وأرسل إلى المقتَدِر يطلُبُ البصرة والأهواز، فلم يجِبْه إلى ذلك، فسار من هَجَر يريد الحاجَّ، وكان جعفرُ بن ورقاء الشيبانيُّ متقلِّدًا أعمالَ الكوفة وطريق مكَّة، فلمَّا سار الحُجَّاج من بغداد سار جعفر بين أيديهم خوفًا من أبي طاهر، ومعه ألف رجلٍ من بني شيبان، وسار مع الحُجَّاج من أصحاب السلطانِ القائِدُ ثَمل الخادِمُ صاحب البحر، وجنِّي الصفوانيُّ، وطريف السبكريُّ وغيرهم، في ستَّة آلاف رجل، فلقيَ أبو طاهر القرمطيُّ جعفرًا الشيبانيَّ، فقاتله جعفر، فبينما هو يقاتلُه إذ طلع جمعٌ من القرامطة عن يمينه، فانهزم من بين أيديهم، فلقِيَ القافلةَ الأولى وقد انحدرت من العَقَبة، فردَّهم إلى الكوفة ومعهم عسكرُ الخليفة، وتبعهم أبو طاهرٍ إلى باب الكوفة، فقاتلهم فانهزم عسكرُ الخليفة، وقَتَلَ منهم، وأسَرَ جنِّيًّا الصفوانيَّ، وهرب الباقون والحُجَّاج من الكوفة، ودخلها أبو طاهر، وأقام ستَّة أيَّام بظاهر الكوفة يدخُلُ البلد نهارًا فيقيمُ في الجامع إلى الليل، ثمَّ يخرج يبيتُ في عسكره، وحمل منها ما قدَرَ على حَملِه من الأموال والثِّياب وغير ذلك، وعاد إلى هَجَر، ودخل المنهزمون بغداد، فتقدَّم المقتَدِر إلى مؤنسٍ المظفَّر بالخروج إلى الكوفة، فسار إليها، فبلغها وقد عاد القرامطةُ عنها، فاستخلف عليها ياقوتًا، وسار مؤنِسٌ إلى واسط خوفًا عليها من أبي طاهرٍ، وخاف أهلُ بغداد، وانتقل الناسُ إلى الجانب الشرقيِّ، ولم يحجَّ في هذه السنة من الناسِ أحدٌ.

العام الهجري : 364 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 974
تفاصيل الحدث:

أبو القاسمِ الفَضلُ ابنُ المُقتَدر جعفر بن المعتضد أحمد بن الموفق الخليفة العباسي. ولدَ سنة 301 وبويع بالخلافةِ بعد خَلعِ المُستكفي نفسَه سنة 334، وأمُّه اسمُها مشغلة أمُّ ولد. كان مقهورًا مع نائب العراقِ ابنِ بُوَيه مُعِزِّ الدولة الذي قرَّرَ له في اليومِ مائة دينار فقط. ولَمَّا اشتَدَّ الغَلاءُ المُفرطُ ببغداد، اشتري المطيعُ لله لمعِزِّ الدولةِ كر دقيقٍ بعشرين ألف درهم, وفي سنة 360 فُلِجَ المُطيعُ، وبطَلَ نِصفُه، وتمَلَّكَ في أيَّامِه بنو عُبَيدٍ مِصرَ والشَّام، وأذَّنُوا بدمشق " بحيَّ على خير العمل "، وغلت البلادُ بالرَّفضِ شرقًا وغربًا، وخَفِيَت السنَّةُ قَليلًا، واستباحت الرومُ نصيبين وغيرَها، فلا حولَ ولا قوَّةَ إلا بالله، ولَمَّا تحكَّم الفالِجُ في المطيعِ دعاه سبكتكين الحاجِبُ التركيُّ إلى عزلِ نَفسِه، وتسليمِ الخلافةِ إلى ابنِه الطائِعِ لله، ففعل ذلك في ثالثَ عشر من ذي القعدة سنة 363, ولَمَّا استفحل بلاءُ اللُّصوصِ ببغداد، ورَكِبوا الخيل، وأخذوا الخفارةَ، وتلقَّبوا بالقُوَّاد. خرج المطيعُ وولده الخليفةُ الطائِعُ لله إلى واسط فمات المطيعُ هناك في المحرم سنة 364 بعد ثلاثة أشهر من عزلِه. وعمره 63 سنة، فكانت خلافته ثلاثين سنة سوى أشهر. وفي أيَّامه سنة 316 تلقَّب عبد الرحمن الناصر صاحبُ الأندلس بأمير المؤمنين. وقال: أنا أحقُّ بهذا اللقبِ مِن خليفةٍ تحت يدِ بني بُوَيه. قال الذهبي: " وصدق النَّاصِرُ؛ فإنَّه كان بطلًا شُجاعًا سائسًا مَهيبًا، له غَزَواتٌ مَشهودةٌ، وكان خليقًا للخلافةِ"

العام الهجري : 464 العام الميلادي : 1071
تفاصيل الحدث:

وَقعَ نِزاعٌ بين فِرقَتينِ، فِرقةِ العَبيدِ وعَرَبِ الصَّعيدِ، وفِرقةِ الجُنْدِ مِن التُّركِ والمَغارِبَةِ، ورَأسُهم ناصرُ الدَّولةِ ابنُ حمدان التَّغلبيُّ، فالتَقوا بكومِ الريش، فهَزمَهم ابنُ حمدان، وقَتَلَ وغَرَّقَ نحوًا من أربعين ألفًا. ونَفَدَت خَزائنُ المُستَنصِر على التُّركِ، ثم اختَلَفوا، ودامت الحَربُ أيامًا، وطَمِعَ التُّركُ في المُستَنصِر، وطالبوه حتى بِيعَت فُرُشُ القَصرِ، وأَمتِعَتُه بأَبخَسِ ثَمَنٍ، وغَلَبَت العَبيدُ على الصَّعيدِ، وقَطَعوا الطُّرُقَ، وكان نَقْدُ الأَتراكِ في الشهرِ أربعَ مائة ألف دِينارٍ، واشتَدَّت وَطأةُ ناصرِ الدَّولةِ، وصار هو الكُلُّ، فحَسَده الأُمراءُ، وحارَبوهُ، فهَزَموه، ثم جَمَعَ وأَقبلَ فانتَصَر، واضمَحلَّ أَمرُ المُستَنصِر بالمَرَّةِ، وخَملَ ذِكْرُهُ. وبَعثَ ابنُ حمدان يُطالِبُه بالعَطاءِ، فَرآهُ رَسولُه على حَصيرٍ، وما حوله سِوى ثلاثةِ غِلمانٍ. فقال: أما يكفي ناصرَ الدَّولةِ أن أَجلِسَ في مثلِ هذا الحالِ؟ فبَكَى الرسولُ، ورَقَّ له ناصرُ الدَّولةِ، وقَرَّرَ له كلَّ يومٍ مائةَ دِينارٍ, وتَفرَّق عن المُستَنصِر أَولادُه، وأَهلُه من الجوعِ، وتقرفوا وتَفَرَّقوا في البلادِ، ودامَ الجَهْدُ عامين، ثم انحَطَّ السِّعْرُ في سَنةِ خمسٍ وسِتِّين. قال الذهبيُّ: "كان ناصرُ الدَّولةِ، يُظهِر التَّسَنُّنَ، ويَعِيبَ المُستَنصِرَ لِخُبْثِ رَفْضِهِ وعَقِيدَتِه" قال ابنُ الأَثيرِ: بالَغَ ابنُ حمدان في إهانَةِ المُستَنصِر، وفَرَّقَ عنه عامَّةَ أَصحابِه، وكان غَرضُه أن يَخطُبَ لأَميرِ المؤمنين القائمِ، ويُزيلَ دَولةَ الباطنِيَّة، وما زال حتى قَتَلَهُ الأُمراءُ، وقَتَلوا أَخوَيهِ فَخْرَ العَربِ، وتاجَ المعالي، وانقَطَع ذِكْرُ الحمدانية بمصر بالكُلِّيَّةِ"

العام الهجري : 482 العام الميلادي : 1089
تفاصيل الحدث:

هو شَمسُ الأئمَّةِ أبو بكرٍ محمدُ بن أحمدَ بن سَهلِ السَّرخسي، صاحِبُ ((المبسوط)) بَرَعَ في الفِقهِ وعِلْمِ الكلامِ والأُصولِ والمُناظَرَةِ، أَحدُ الفُحولِ الأئمَّةِ الكِبارِ أَصحابِ الفُنونِ، لَزِمَ الإمامُ شَمسُ الأئمَّةِ أبا محمدٍ عبدَ العزيز الحلوانيَّ حتى تَخرَّجَ به وصارَ أَنظَرَ أَهلِ زَمانِه وأَخذَ في التَّصنيفِ وناظَرَ الأَقرانَ فظَهرَ اسمُه وشاعَ خَبرُه. سُجِنَ بسَببِ فَتوى له وبَقِيَ في سِجنِه خمس عشرة سَنةً تقريبًا، وكان يُملِي على طُلَّابِه من سِجنِه كِتابَه ((المَبسوط)) في الفِقهِ وهو كِتابٌ كَبيرٌ جِدًّا في الفِقهِ الحَنَفيِّ، وله شَرح ((السير الكبير))، ثم ذَهبَ إلى سمرقند بعد خُروجِه من السِّجنِ وبَقِيَ فيها. قال ابنُ قطلوبغا: "قال في ((المسالك)): حُكِيَ عنه أنه كان جالسًا في حَلَقةِ الاشتِغالِ فقِيلَ له: حُكِيَ عن الشافعيِّ أنه كان يَحفَظُ ثلاثمائة كَرَّاس. فقال: حفظ الشافعي زكوة ما أحفظ. فحُسِبَ حِفظُه فكان اثنى عشر ألف كَرَّاس. قلتُ: وقد شاع عنه أنه أَملَى ((المبسوط)) من حِفظِه وهو أربعة عشر مُجلَّدًا، أَملاهُ من خاطِرِه من غَيرِ مُراجَعةٍ إلى شيءٍ من الكُتُبِ" وشَرحَ ((السير الكبير)) في جُزأَينِ ضَخمَينِ، أَملاهُما وهو في الجُبِّ كان مَحبوسًا فيه بسَببِ كَلمةٍ نَصَحَ بها. وكان يُملِي عليهم وهم على أعلى الجُبِّ يَكتُبون ما يُملِي عليهم. فلمَّا وَصلَ إلى بابِ الشروطِ حَصَلَ الفَرجُ فأُطلِقَ؛ فخَرَجَ في آخرِ عُمرِه من "أوزكند" إلى "فرغانة" فأَنزَلهُ الأَميرُ حَسَنٌ بمَنزِلِه، فوَصلَ إليه الطَلَبةُ، فأَكملَ الإملاءَ في دِهليزِ الأَميرِ." وقد اختُلِفَ في سَنةِ وَفاتِه فقِيلَ: في هذه السَّنَةِ، وقِيلَ: في سَنةِ 486هـ.

العام الهجري : 527 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1133
تفاصيل الحدث:

حصر المسترشد بالله مدينة الموصل في العشرين من شهر رمضان، وسبب ذلك ما تقدم من قصد الشهيد زنكي بغداد، ثم قصد جماعة من الأمراء السلجوقية باب المسترشد بالله، وصاروا معه فقَوِي بهم، واشتغل السلاطين السلجوقية بالخُلف الواقع بينهم، فأرسل الخليفة الشيخ بهاء الدين أبا الفتوح الأسفراييني الواعظ إلى عماد الدين زنكي برسالة فيها خشونة، فقبض عليه عماد الدين زنكي وأهانه ولقيه بما يكره، فأرسل المسترشد بالله إلى السلطان مسعود يعرِّفه الحال الذي جرى من زنكي ويُعلِمه أنه على قصد الموصل وحَصْرها، وتمادت الأيام إلى شعبان، فسار عن بغداد في النصف منه في ثلاثين ألف مقاتل، فلما قارب الموصل فارقها أتابك زنكي في بعض عسكره وترك الباقي بها مع نائبه نصير الدين جقر دزدارها والحاكم في دولته، وأمرهم بحفظها، ونازلها الخليفة وقاتلها وضَيَّق على من بها، وأما عماد الدين فإنه سار إلى سنجار، وكان يركب كل ليلة ويقطع الميرة عن العسكر ومتى ظفر بأحد من العسكر أخذه ونكل به، وضاقت الأمور بالعسكر أيضًا وتواطأ جماعة من الجصاصين بالموصل على تسليم البلد، فسُعي بهم فأُخذوا وصُلبوا، وبقي الحصار على الموصل نحو ثلاثة أشهر ولم يظفر منها بشيء ولا بلغه عمن بها وهن ولا قلة ميرة وقوت، فرحل عنها عائدًا إلى بغداد، فقيل: إن نصرًا الخادم وصل إليه من عسكر السلطان وأبلغه عن السلطان مسعود ما أوجب مسيره وعوده إلى بغداد، وقيل: بل بلغه أن السلطان مسعودًا عزم على قصد العراق، فعاد بالجملة، وأنه رحل عنها منحدرًا في شبارة في دجلة فوصل إلى بغداد يوم عرفة.

العام الهجري : 529 العام الميلادي : 1134
تفاصيل الحدث:

حصر ابن ردمير الفرنجي مدينةَ أفراغة من شرق الأندلس، وكان الأمير يوسف بن تاشفين بن علي بن يوسف بمدينة قرطبة، فجهَّز الزبير بن عمرو اللمتوني والي قرطبة ومعه ألفا فارس، وسير معه ميرة كثيرة إلى أفراغة، وكان يحيى بن غانية، الأمير المشهور، أمير مرسية وبلنسية من شرق الأندلس، ووالي أمرها لأمير المسلمين علي بن يوسف، فتجهَّز في خمسمائة فارس، وكان عبد الله بن عياض صاحب مدينة لاردة، فتجهز في مائتي فارس، فاجتمعوا وحملوا الميرة وساروا حتى أشرفوا على مدينة أفراغة، وكان ابن ردمير في اثني عشر ألف فارس، وأدركه العجب، ونفذ قطعة كبيرة من جيشه. فلما قربوا من المسلمين حمل عليهم بعضُهم وكسَرَهم، وردَّ بعضَهم على بعض، وقتل فيهم، والتحم القتال، وجاء ابن ردمير بنفسه وعساكره جميعها مدلين بكثرتهم وشجاعتهم، وعظم القتال، فكثُرَ القتل في الفرنج، فانهزم ابن ردمير وولى هاربًا، واستولى القتل على جميع عسكرِه، فلم يسلم منهم إلا القليل، ولحق ابن ردمير بمدينة سرقسطة، فلما رأى ما قُتِل من أصحابه مات مفجوعًا بعد عشرين يومًا من الهزيمة، وكان أشدَّ ملوك الفرنج بأسًا، وأكثرهم تجردًا لحرب المسلمين، وأعظمهم صبرًا، كان ينام على طارقته بغير وطاءٍ، وقيل له: هلا تسرَّيت من بنات أكابر المسلمين اللاتي سَبَيتَ؟ فقال: الرجلُ المحارب ينبغي أن يعاشِرَ الرجال لا النساء، وأراح اللهُ منه وكفى المسلمين شَرَّه.