هو السلطانُ إبراهيم بن مسعود بن محمود بن سبكتكين صاحب غزنة وغيرها من بلاد الهند. وكان ملِكًا عادلًا مُنصِفًا منقادًا إلى الخيرِ، كثير الصدقات، كريمًا مجاهدًا، عاقلًا شُجاعًا حازِمًا، حسنَ السيرة، ذا رأيٍ ودهاء متين. كان يقول: "لو كنتُ بعد وفاة جدي محمود لما ضعف مُلكُنا، ولكني الآن عاجِزٌ أن أستردَّ ما أُخِذَ منا من البلاد؛ لكثرة جيوشهم". كان لا يبني لنفسه مكانًا حتى يبنيَ لله مسجدًا أو مدرسة. قال الفقيه أبو الحسن الطبري: "أرسلني إليه بركيارق في رسالة، فرأيتُ في مملكته ما لا يتأتى وصفُه"، وقيل: كان يكتب بخطِّ يده كل سنة مصحفًا يرسِلُه مع الصدقات إلى مكة، ومات وقد جاوز السبعين. وأقام مَلِكًا ثنتين وأربعين سنة، ولما توفي خلفه ابنُه علاء الدولة أبو سعيد مسعود الثالث زوج بنت السلطان ملكشاه.
هو الملك إيلغازي نجم الدين بن الأمير أرتق بن أكسب التركماني، صاحب ماردين، وحلب، وميافارقين، كان هو وأخوه الأمير سقمان من أمراء تاج الدولة تتش صاحب الشام، فأقطعهما القدس، وجرت لهما سِيَر، ثم استولى إيلغازي على ماردين. وكان ذا شجاعة ورأي وهيبة وصيتٍ، وجوادًا محترِمًا للمسلمين. حارب الفرنج غير مرة، وأخذ حلب بعد أولاد رضوان بن تتش، واستولى على ميافارقين وغيرها قبل موته بسنة, وهو أول من تملك ماردين، واستمرت في يد ذريته. توفي إيلغازي بميافارقين، فانقسمت دولته إلى أقسام؛ فابنه حسام الدين تمرتاش استقل بماردين وديار بكر، وابنه شمس الدين سليمان استقل بميافارقين، وسليمان بن عبد الجبار بن أرتق بن أخي إيلغازي استقل بحلب، ونور الدين بلك بن بهرام بن أخي إيلغازي استقل بخرتبرت.
هرب تاجُ الدَّولةِ بهرام وزيرُ الحافظ لدينِ الله الفاطمي صاحِبِ مِصرَ، وكان قد استوزَرَه بعد قَتلِ ابنِه حَسَن، وكان نصرانيًّا أرمنيًّا، فتمَكَّنَ في البلاد واستعمَلَ الأرمن وعزل المُسلِمين، وأساء السيرةَ فيهم وأهانَهم هو والأرمنُ الذين ولَّاهم وطَمِعوا فيهم، فلم يكُنْ في أهلِ مِصرَ مَن أنِفَ ذلك إلَّا رضوان بنُ الريحيني؛ فإنَّه لَمَّا ساءه ذلك وأقلَقَه جَمَعَ جَمعًا كثيرًا وقَصَد القاهرة، فسمِعَ به بهرام، فهَرَب إلى الصعيد مِن غيرِ حَربٍ ولا قتال، وقصَدَ مدينةَ أُسوانَ فمَنَعَه واليها من الدُّخولِ إليها وقاتَلَه، فقَتَل السودانُ مِن الأرمنِ كثيرًا، فلمَّا لم يَقدِرْ على الدخولِ إلى أسوان أرسل إلى الحافِظِ يَطلُبُ الأمانَ فأمَّنَه، فعاد إلى القاهرةِ، فسُجِنَ بالقَصرِ، فبَقِيَ مُدَّةً، ثمَّ ترَهَّبَ وخرج من الحَبسِ. وأمَّا رضوانُ فإنَّه وزر للحافِظِ ولُقِّبَ بالمَلِك الأفضَلِ، وهو أوَّلُ وزيرٍ للمِصريِّينَ لُقِّبَ بالمَلِك.
هو الملك المنصورُ عِزُّ الدين فروخ شاه بن شاهنشاه بن أيوب صاحِبُ بعلبك ونائِبُ دمشق لعَمِّه الناصر صلاح الدين الأيوبي، وهو والِدُ الأمجد بهرام شاه صاحِبِ بعلبك بعد أبيه، وإليه تُنسَبُ المدرسة الفروخ شاهية بالشرقِ الشمالي بدمشق، وإلى جانبِها التربة الأمجديَّة لولده، وهما وقفٌ على الحنفية والشافعية، وقد كان فروخ شاه شجاعًا شَهمًا عاقلًا، ذكيًّا كريًما مُمدَّحًا، امتدحه الشعراءُ لفضله وجُودِه، وكان من أكبر أصحاب الشيخ تاج الدين أبي اليمن الكندي، عَرَفه من مجلس القاضي الفاضل، فانتمى إليه، وكان يحسِنُ إليه، وللعماد الكاتب فيه مدائِحُ، وكان ابنه الأمجد شاعرًا جيدًا، ولَّاه عم أبيه صلاحُ الدين بعلبك بعد أبيه، واستمَرَّ فيها مدة طويلة، ومن محاسِنِ فروخ شاه صُحبَتُه لتاج الدين الكندي
هو المَلِك سيف الدين بكتمر, صاحِبُ خلاط، مملوك الملك ظهير الدين شاه أرمن. استولى على أرمينية، وكان محاربًا للسلطان صلاح الدين، فلما بلغه مَوتُه، أسرف في إظهارِ الشَّماتة بموته, فأمر بضَربِ البشائر، وفَرِحَ فرحًا كثيرًا، وعمل تختًا جَلَس عليه، ولَقَّبَ نفسه بالسلطان المعظم صلاح الدين، وكان لقَبُه سيف الدين، فغَيَّرَه، وسمى نفسه عبد العزيز، فلم يُمهِلْه الله تعالى، وظهر منه اختلالٌ وتخليط، وتجهز ليقصِدَ ميافارقين يحصُرُها، فأدركته منيَّتُه، قُتِلَ بكتمر أول جمادى الأولى، وكان بين قَتلِه وموت صلاح الدين شهران، وكان سبب قتله أنَّ هزار ديناري زوج ابنَتِه, وهو من مماليك شاه أرمن ظهير الدين، كان قد قَوِيَ وكَثُرَ جَمعُه، وتزوج ابنةَ بكتمر، فطَمِعَ في الملك، فوضع عليه مَن قَتَله، فلما قُتِلَ ملك بعده بلادَ خلاط وأعمالَها.
هو الملك المنصور قطب الدين محمد بن زنكي بن مودود بن عماد الدين زنكي، صاحب سنجار، وكان كريمًا، حسنَ السيرة في رعيته، حسَنَ المعاملة مع التجَّار، كثيرَ الإحسان إليهم، وأمَّا أصحابه فكانوا معه في أرغد عيش؛ يعُمُّهم بإحسانه، ولا يخافون أذاه، وكان عاجزًا عن حفظ بلده، مسلِّمًا الأمورَ إلى نوابه, ولما توفِّيَ قطب الدين مَلَك بعده ابنُه عماد الدين شاهنشاه، وركب الناسُ معه، وبقي مالكًا لسنجار عدةَ شهور، وسار إلى تل أعفر، وهي له، فدخل عليه أخوه عمر بن محمد بن زنكي، ومعه جماعة، فقتلوه، وملك أخوه عمر بعده فبَقيَ كذلك إلى أن سَلَّم سنجار إلى الملك الأشرف، ولم يمتَّع بملكه الذي قطع رحمه، وأراق الدم الحرام لأجله, ولَمَّا سلم سنجار أخذ عِوَضَها الرقَّةَ، ثم أُخِذَت منه عن قريب، وتوفِّيَ بعد أخذها منه بقليلٍ.
سار الحاجب علي حسام الدين، وهو النائب عن الملك الأشرف بخلاط، والمقدَّم على عساكرِها، إلى بلاد أذربيجان فيمن عندَه من العساكر، وسببُ ذلك أنَّ سيرة جلال الدين كانت جائرةً، وعساكرُه طامعةً في الرعايا، وكانت زوجتُه ابنةَ السلطان طغرل السلجوقي، وهي التي كانت زوجةَ أوزبك بن البهلوان، صاحب أذربيجان، فتزوجَّها جلال الدين، وكانت مع أوزبك تحكُم في البلاد جميعها، ليس له ولا لغيره معها حكمٌ، فلما تزوجها جلال الدين أهملها ولم يلتَفِتْ إليها، فخافته مع ما حُرِمَته من الحكم والأمر والنهي، فأرسلَت هي وأهل خُوَيٍّ إلى حسام الدين الحاجب يستدعونَه ليسَلِّموا البلاد، فسار ودخل البلاد، بلاد أذربيجان، فمَلَك مدينة خوي وما يجاورها من الحصون التي بيد امرأة جلال الدين، وملك مَرَنْدَ، وكاتبه أهلُ مدينة نقجوان، فمضى إليهم، فسَلَّموها إليه، وقَوِيَت شوكتُهم بتلك البلاد.
في حينَ كان التفاعُلُ بين الإسلام والنوبة يأخُذُ دَورَه في أسوان وجنوبها حيث انتشرت اللغةُ العربيَّةُ وكثُرَت المساجِدُ وكان ملوكُ النوبة يفرَحونَ للهَجَماتِ الصليبية على مصر، ثمَّ لما جاء عهد المماليك خضعت النوبة تحت حكمِهم، فكان أهلُها يؤدُّونَ الجِزيةَ السَّنَويَّةَ ولكِنَّهم كانوا يمتنعون أحيانًا، فحصلت بينهم حروبٌ، ثم لما كان كرنبس الذي حاول التمَرُّدَ على المماليك فأرسلوا جيشًا يرافقه أمير نوبي مسلم اسمه عبدالله برشنبو، فنصبوه على عرش النوبة سنة 716 وحاول كرنبس المفاوضةَ لتنصيب ابن أخيه المسلِم كنز الدولة شجاع الدين لكِنَّهم رفضوا فصارت النوبة في قبضة المسلِمِ، فكان من نتيجة ذلك انتشار الإسلام والعربية بين النوبيِّينَ، فبدأت تتحَوَّل الكنائِسُ إلى جوامِعَ وأشهرُها الكنيسةُ الكبرى في دنقلة، ثم تولى كنز الدولة, ولم يتسلم الحكمَ بَعدَه على النوبةِ أيُّ نَصرانيٍّ.
بعد مَوتِ أبي سعيد تولى أربا كاؤن معز الدين لكنَّه لم يدُمْ سوى ثلاثة أشهر، حيث كان حَسَنُ بن حسين بن أقبغا بن هولاكو معتقَلًا في بلاد آسيا الصغرى، فأُطلِقَ سَراحُه بعد موت أبي سعيد فانطلق إلى بغداد فخلع أربا كاؤن هذا وجرت بينهم حروبٌ كثيرة كان نهايتها خلع أربا كاؤن وتنصيب محمد بن عنبرجي الإيلخاني، وتمكَّن حسن بن حسين من بغداد وتبريز وأسَّسَ الدولة الجلائرية، ثمَّ إنَّ حسن بن دمرداش سار من آسيا الصغرى فغلب على تبريز وقَتَل محمد بن عنبرجي، فسار حَسَنُ بن حسين الجلائري إلى بغداد واستقَرَّ بها، واستقر ابن دمرداش في تبريز ونَصب صاتبيك أختَ أبي سعيد سلطانةً على تبريز وزَوَّجَها أحد أسباط هولاكو واسمُه سليمان، ثم إنَّ أولاد جوبان الذي كان نائبًا لأبي سعيد استولَوا على أذربيجان وتبريز.
هو السُّلطانُ المَلِكُ المعِزُّ حسين بن أويس ابن الشيخ حسن بن حسين بن آقبغا بن أيلكان، المنعوت بالشيخ حسين، سلطان بغداد وتبريز وما والاهما، وكان سبط القان أرغون بن بوسعيد ملك التتار، ولِيَ سلطنة بغداد في حياة أبيه؛ لأنَّ والده أويسًا كان رأى منامًا يدُلُّ على موته في يومٍ مُعَيَّن، فاعتزل المُلْكَ وسَلْطَنَ ولَدَه هذا، ودام الشيخُ حسين هذا في الملك إلى أن قتَلَه أخوه السلطان أحمد بن أويس وملك بغداد بإشارة الشيخ خجا الكجحاني في هذه السنة، ولقد كانت العراقُ في أيامه مطمئنَّةً معمورة إلى أن مَلَكَها أخوه أحمد بعده، فاضطربت أحوالُها إلى أن قُتِلَ، ثمَّ مَلَكَها قرا يوسف وأولادُه، فكان خراب العراق على أيديهم، وبالجملةِ فكان الشيخ حسين شَهمًا شُجاعًا حَسَن السياسة, وهو آخِرُ ملوك بغداد والعراق من المغول.
نزل ملك البرتقال من الفرنج على مدينة سبتة في ثلاثمائة مركب، وأقام مدة بجزيرة فيما بينها وبين جبل الفتح يقال لها طرف القنديل، حتى ملَّ المسلمون الذين حُشِروا بسبتة من الجبال، ونفدت أزوادهم، وعادوا إلى ديارهم، فطرقها عند ذلك الفرنج، وقاتلوا المسلمين، وهزموهم، وركبوا أقفيَتَهم، وعبروا باب الميناء فتحَمَّل المسلمون بما قدروا عليه، ومرُّوا على وجوههم، فتملك البرتقال سبتة في سابع شعبان. وكان لذلك سبب هو: أن موسى بن أبي عنان لما ملك سبتة أعطاها لأبي عبد الله محمد ابن الأحمر، فنقل منها العدد الحربية بأجمعها إلى غرناطة، فلما استرد بنو مرين سبتة ساءت سيرة عمَّالهم بها، وكثر ظلمهم؛ فوقع الوباء العظيم بها حتى باد أعيانها، وكان من فساد ملك بني مرين وخراب فاس وأعمالها ما كان، فاغتنم الفرنج ذلك ونزلوا على سبتة، فلم يجدوا فيها من يدفعُهم.
كان الأمير مانع المريدي الجدُّ الأعلى لأسرة آل سعود يقطُنُ ببلدة الدروع من أعمال القَطيف بشرق الجزيرة العربية، وكان يربطُه بابن درع رئيسِ حجر اليمامة صلةُ نسب، فدعا ابنُ درع مانعًا وأقطعه من أملاكه مرتَفعًا في وادي حنيفة يشتمل على قريتي المليبيد وغصيبة- تبعد 12 ميلًا عن الرياض- فاستقر مانع مع صحبِه وأهله في هذه المنطقة، وبنوا مساكنَهم وسَمَّوها الدرعية، على اسم بلدتهم الأولى في القطيف. كان ذلك في سنة 850هـ ثم توالى أبناءُ مانع وأحفادُه على إمارة الدرعية والقرى التي حولها, ولم يتجاوزوها إلى مناطقَ أخرى إلى أن آلت الإمارةُ إلى محمد بن سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان سنة 1139هـ /1727م. وبعد أن تمَّت المعاهدة التاريخية بينه وبين الإمام محمد بن عبد الوهَّاب سنة 1157، وبدأت بذلك الدولةُ السعودية الأولى.
هو العلامة الشيخ تقي الدين أبو بكر بن أحمد بن محمد بن عمر الدمشقي الشافعي، المعروف بابن قاضي شهبة نسبةً إلى جده عمر الذي كان قاضيًا بشهبة من قرى حوران. ولد أبو بكر سنة 779، انتهت إليه الرئاسة في فقه مذهبه وفروعه، وكان وليَ قضاء دمشق وخطب في واقعة الجكمي للملك العزيز يوسف، فحقَدَ عليه الملك الظاهر جقمق ذلك، وعزله، إلى أن مات، بعد أن تصدى للإفتاء والتدريس سنين كثيرة، وانتفع به غالبُ طلبة العلم بدمشق، وصنَّف التصانيف المفيدة، من أشهَرِها تاريخه المشهور باسم الإعلام بتاريخ أهل الإسلام، وله طبقات الشافعية، وبه مناقب الشافعي، وله الكواكب الدرية وهو في سيرة نور الدين الشهيد الزنكي، وله طبقات الحنفية، وله طبقات النحاة واللغويين، وله ذيل على تاريخ ابن كثير. توفي في ذي القعدة بدمشق فجأة.
لما فقد الأمير أبي الحسن علي بن سعد بصَرَه، تنازل عن المُلك لابنه أبي عبد الله محمد الثاني عشر الملقب بأبي عبد الله الصغير، الذي كان قد ثار على أبيه السنة الماضية, وبعد أن تولى الحكم قام بانتهاز فرصة هزيمة الإسبان أمام أمير مالقة عمه أبي عبد الله الزغل, فخرج بقواته واتجه إلى قرطبة، مجتاحًا في طريقه عدة حصون وهزم الإسبان في عدة معارك محلية، وحين عودته وبيده الغنائم الكثيرة أدركه الإسبان وقاتلوه مرة أخرى وهزموه وأسروه وقتلوا عددًا كبيرًا من أمرائه وفرسانه، فقام الملك أبو الحسن باستدعاء أخيه أبي عبد الله محمد بن سعد الملقب بالزغل؛ ليتولى ملك غرناطة عوضًا عن ابنه المأسور أبي عبد الله الصغير.
بلغت إمبراطورية سنغاي أوْجَ قوَّتها في عهد الأسقيين، وأبرزهم محمد الكبير وابنه داود، وقد كانت إمبراطوريتهم انتشرت وتوسَّعت حتى وصلت إلى مالي ومشارفِ المجيد، ولامست الصحراءَ الكبرى، وانتصروا على الموسي ومالي والطوارق وبني حسان، حتى جاء أحمد الذهبي زعيمُ السعديين في المغرب الأقصى وجهز جيشًا ليس بالكبير، وكان مؤلَّفًا من ثلاثة آلاف جندي، مات أكثَرُ من نصفهم في طريقهم إلى السنغاي؛ بسبب سوء الأحوال وما أصابهم في الطريق من مشقَّات، ثم استطاع هذا الأميرُ بمن بقي معه أن يدخلوا عاصمةَ سنغاي غاو، ودمَّروها واحتلُّوا تمبكتو وغوغو أيضًا، فتراجع فيها تألُّقُ المسلمين وبقي سلاطينُ المغرب محتفظين بممتلكاتهم فيها حتى نهاية القرن الثاني عشر الهجري، أمَّا من بقي من الأُسرة الحاكمة الأسقية، فبقوا يحكمون على رأس دولةٍ قليلة الشأن في المناطق الجنوبية التي لم يَطُلْها الاحتلال.