الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 1781 ). زمن البحث بالثانية ( 0.008 )

العام الهجري : 615 العام الميلادي : 1218
تفاصيل الحدث:

لما عاد الفرنجُ من حصار الطور أقاموا بعكَّا إلى أن دخلت هذه السَّنةُ، فساروا في البحرِ إلى دمياط، فوصَلوا في صفر، فأرسوا على بر الجيزة، بينهم وبين دمياط النيل، فإنَّ بعض النيل يصب في البحر المالح عند دمياط، وقد بني في النيل برجٌ كبير منيع، وجعلوا فيه سلاسِلَ من حديد غلاظ، ومدُّوها في النيل إلى سورِ دمياط لتَمنَعَ المراكِبَ الواصلة في البحرِ المالح أن تصعَدَ في النيل إلى ديار مصر، ولولا هذا البرجُ وهذه السلاسل لكانت مراكِبُ العدو لا يقدِرُ أحَدٌ على مَنعِها عن أقاصي ديارِ مِصرَ وأدانيها، فلمَّا نزل الفرنجُ على بر الجيزة، وبينهم وبين دمياط النيل، بَنَوا عليه سورًا، وجعلوا خندقًا يمنعُهم من يريدهم، وشرعوا في قتال من بدمياط، وعملوا آلات ومرمات، وأبراجًا متحركة يزحفون بها في المراكب إلى البرج الذي في النيل ليقاتلوه ويملكوه، وكان البرجُ مشحونًا بالرجال، وقد نزل الملك الكامِلُ بن الملك العادل، وهو صاحِبُ ديار مصر، بمنزلة تُعرَفُ بالعادلية، بالقرب من دمياط، والعساكِرُ متصلة من عنده إلى دمياط، ليمنع العدُوَّ من العبور إلى أرضهم، وأدام الفرنجُ قتال البرج وتابعوه، فلم يظفروا منه بشيءٍ، وكُسِرَت مرماتهم وآلاتهم، ومع هذا فهم ملازمون لقتاله، فبَقُوا كذلك أربعة أشهر، ولم يقدروا على أخذه، ثم تمكنوا من أخذه فقطعوا السلاسِلَ لتدخُلَ مراكبُهم من البحر المالح في النيل ويتحكموا في البر، فنصب الملك الكامِلُ عِوَضَ السلاسلِ جسرًا عظيمًا امتنعوا به من سلوكِ النيل، ثم إنهم قاتلوا عليه أيضًا قتالًا شديدًا، كثيرًا، متتابعًا حتى قطعوه، فلما قطع أخذ الملكُ الكامل عدَّةَ مراكب كبار وملأها وخرَقَها وغَرَقها في النيل، فمَنَعت المراكِبَ من سلوكه، فلما رأى الفرنج ذلك قصدوا خليجًا هناك يُعرَف بالأزرق، كان النيل يجري فيه قديمًا، فحفروا ذلك الخليج وعَمَّقوه فوق المراكبِ التي جُعِلَت في النيل، وأجروا الماء فيه إلى البحر المالحِ، وأصعدوا مراكِبَهم فيه إلى موضعٍ يقال له بورة، على أرض الجيزة أيضًا، مقابل المنزلةِ التي فيها الملك الكامل ليقاتلوه من هناك، فإنَّهم لم يكن لهم إليه طريقٌ يقاتلونه فيها، كانت دمياط تحجز بينهم وبينه، فلما صاروا في بورة حاذوه فقاتلوه في الماء، وزحفوا غيرَ مَرَّة، فلم يظفروا بطائل، ولم يتغيَّرْ على أهل دمياط شيءٌ؛ لأن الميرة والأمداد متَّصلة بهم، والنيلُ يحجُز بينهم وبين الفرنج، فهم ممتَنِعون لا يصلُ إليهم أذى، وأبوابُها مفتحة، وليس عليها من الحَصرِ ضِيقٌ ولا ضرر.

العام الهجري : 1257 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1841
تفاصيل الحدث:

حدثت معركةُ بقعاء بين زعماء القصيم وجبل شمر، وملخَّصُها أن غازي ضبيان رئيسُ الدهامشة من عنزة أغار على ابن طوالة من شمر، فأخذ منهم إبلًا وأغنامًا لأهل حائل، فأغار عبد الله بن علي بن رشيد رئيس الجبل على غازي فأخذ منهم إبلًا كثيرةً، فغضب لهم أميرُ بريدة؛ لأن غازيًا من أهل القصيم، فنادى أمير بريدة في حرب ابن رشيد، وكان أهل القصيم قد اتَّفَقوا فيما بينهم لمحاربة كلِّ من يقصدهم بعداوة مهما كانوا، وأجمعوا على حرب ابن رشيد، وكان معهم حلفاءُ وأتباعٌ، فأغاروا على شمر فأخذوا منهم أموالًا كثيرة من الإبل والغنم والأثاث، فأشار يحيى بن سليم أمير عنيزة لعبد العزيز أمير بريدة: دعنا نرجع؛ فهذا العز والنصر كفاية، فأقسم ألَّا يرجِعَ، فتجهز يحيى بن سليم بجنودٍ كثيرة من أهل عنيزة وأتباعهم وتجهَّز عبد العزيز أمير بريدة بأهلِ بريدة وجميـع بلدان القصيم واجتمعوا على موضعِ ماء يسمى (بقعاء) ليقاتِلَ ابن الرشيد في بلده حائل، فساروا إلى الجبل ونزلوا بقعاء المعروفة في جبل شمر، فخرج إليهم أهلها فأمسكوهم عندهم، ونزلت عُربان عنزة على ساعد -الماء المعروف عند بقعاء- فلما علم بذلك عبد الله بن رشيد أمر أخاه عبيد العلي وفرسانًا معه أن يُغيروا على عربان عنزة، فشَنُّوا عليهم الغارة قبل الفجر فحصل قتالٌ عظيم بينهم، مرة يهزِمُهم العربان، ومرة يهزمهم عبيد وأتباعه هذا، ويحيى وعبد العزيز في شوكة أهل القصيم ينتظرون الغارةَ في بقعاء إلى طلوع الشمس، فلما لم يأتهم أحدٌ والقتال راكد على أصحابهم، فزع يحيى بن سليم بالخفيف من الرجالِ وأهل الشجاعة على أرجُلِهم، فلما وصلوا فإذا عبد الله بن رشيد ومعه باقي جنوده قد ورد عليهم مع أخيه عبيد، فانهزم عربان القصيم لا يلتَفِتُ أحد على أحد، وتبعتهم خيول شمر يأخذون من الإبل والأغنام، وتركوا يحيى بن سليم ومن معه في مكانِهم لا ماء معهم ولا رِكابَ، فلما رأى عبد العزيز ومن معه ذلك انهزموا وركبوا ركائبَ يحيى ومن معه وتركوهم، ثم وقع القتال بين يحيى وابن رشيد ثم أُسِرَ في نهايتها يحيى بن سليم وقُتِل. وقد قُتِلَ في هذه المعركة كثيرٌ من رؤساء أهل القصيم ووجهائهم وتجَّارهم، وغَنِمَ فيها ابن رشيد كثيرًا من المال والسلاح.

العام الهجري : 1366 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1947
تفاصيل الحدث:

كانت قضيةُ تقسيم الهند بين المسلمين والهندوس قضيةً شائِكةً جِدًّا، وبقيت سنواتٍ عِدَّةً بين أخذ ورد ومقترحات ومشروعات ومفاوضات وتدخلات بريطانية، وما إلى ذلك، وكان من آخِرِها اللجنةُ الوزارية المؤلَّفة من ثلاثة بريطانيين مهمَّتُهم المباحثة مع زعماء الهند، وأجرت المحادثات وادَّعت أن الشعب باستثناء الرابطة الإسلامية يرغَبُ في وحدة الهند، وأنهم سيرون موضوعَ استقلال باكستان، وزعموا أنَّ إقامةَ دولة باكستان لن يحلَّ المشكلة، وإن كان ففي حدود أضيق مما يطالب به الانفصاليون، وقام مجلِسُ الرابطة الإسلامية برَدِّ مقترحات هذه البَعثة الوزارية، والتي من بينها تقسيمُ البنجاب والبنغال، وقامت مظاهراتٌ واشتدت في كلِّ أرجاء الهند، وعَمِلَ الهندوس خلالها على قتلِ كُلِّ من يُنسَب إلى حزب المؤتمر الهندي من المسلمين، وفتكوا بالتجَّار القادمين من دلهي، ثم دُعِيَ الأطراف الممثِّلون عن حزب الرابطة والمؤتمر وطائفة السيخ للسفَرِ إلى لندن للمشاورة، واستمَرَّ النزاع فأعلنت بريطانيا عن خطة جديدة؛ ففي 25 شعبان 1366هـ / 14 تموز قُدِّمَ إلى المجلس النيابي البريطاني قرارُ استقلال الهند مؤلَّفًا من عشرين مادة وثلاثة جداول، ثم حاز القرارُ على التصديق الملكي في 29 شعبان، وجاء فيه: تنشأ اعتبارًا من 27 رمضان 1366هـ / 14 آب دولتانِ مستقلَّتان من طراز الدومنيونات (مستعمرات لها نظام حكم ذاتي واستقلال وحكومة خاصة مع بقائها تحت التاج الملكي البريطاني) في الهند تُعرَفُ إحداهما بالهند، وثانيهما باكستان، وسيكونُ في كل دولة حاكِمٌ يدير الدومنيين، ويتم تعيينُه من قِبَلِ صاحبِ الجلالة، (وتم تعيين محمد علي جناح حاكمًا عامًّا على باكستان)، ثم جرى خلافٌ حول بعض المقاطعات، مثل: جوناكاد (التي أخذها الهنودُ بالقوة العسكرية بمباركة إنجلترا ) وحيدر أباد (التي أيضا أخذها الهنودُ بالقوة العسكرية عام 1367هـ بسكوت إنجلترا وعصبة الأمم) وكشمير (التي ما يزال الخلاف عليها قائمًا إلى اليوم) ونيبال وبوتان وسيلان وسكيم (وهذه مقاطعات لم تدخُلْ ضِمنَ التقسيم، وإنما شَكَّلت دولًا مستقلة، ولكن سكيم انضمت للهند عام 1396هـ) وغوا (احتفظ بها البرتغاليون كميناء تابع لهم) وبونديشيري (احتفظ الفرنسيون بهذا الميناء)، ومن الجدير بالذكر أن هذا التقسيم لم يتمَّ بسهولة؛ فقد عمل الهندوس على تفريغ أكبر قدر من عصبيَّتِهم قبل أن يُفلِتَ المسلمون من أيديهم، فأقاموا الحواجز التي تمنع وصولَ المسلمين وارتكبوا المذابِحَ الشنيعة، وأحرقوا القطارات التي تنقل المسلمين إلى باكستان، حرقوا وسَبَوا ودمَّروا القرى ومحطات السكك، وفعلوا ما تقشعر منه الأبدانُ وخاصَّةً في دهلي والبنجاب الشرقية.

العام الهجري : 1367 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1948
تفاصيل الحدث:

 هو عبد الله بن أحمد بن الوزير، وزير الإمام يحيى حميد الدين، وهو ثائِرٌ من دهاة اليمن وأعيانها وشجعانها، من أسرة علوية النسب هاشمية, ومن عُلَماء الزيدية من أهل صنعاء. ولد سنة 1302هـ بقرية بيت السيد، ودرس بهجرة بيت الوزير. كان من مستشاري الإمام يحيى حميد الدين وثقاته، أرسله سنة 1343هـ على رأس جيش لإخضاعِ جموعٍ مِن العصاة في الجوف شمال صنعاء، ووجَّهه إلى التهائم، فاستسلمت له باجل والحُدَيدة، وضبط موانئَ ابن عباس والصليف واللحية وميدي، وأرسله الإمام يحيي سفيرًا عنه إلى الملك عبد العزيز آل سعود سنة 1353هـ فعاد بمعاهدة الطائف، وحجَّ في آخر هذه السنة التي حدثت فيها مؤامرة بعض اليمانيين لاغتيال الملك عبد العزيز. كانت له إمارةُ الحُدَيدة بضع سنوات، فاستقدمه الإمام يحيى إلى صنعاء فجعله عنده بمكانةِ رئيس الوزراء فاتَّسع نفوذه بين زعماء اليمن، من علماء وقواد وأمراء وقضاة، ولما مَرِض الإمام يحيى طَمِعَ في الملك، فاتصل ببعض الناقمين، فدبر له من قتله في ظاهر صنعاء سنة 1367 هـ، وأبرق إلى ملوكِ العرب ورؤسائهم يخبرُهم بأن الإمام يحيى قد مات وأنَّ الإمامة عُرِضَت عليه فاعتذر، ثمَّ اضطرَّه ضَغطُ الأمة إلى قبولها، وأنَّه نُصِّب إمامًا شرعيًّا وملكًا دستوريًّا، فارتاب ملوك العرب، فتريَّثوا في قَبول دعواه حتى انجلى لهم الأمرُ أن الإمام يحيى مات مقتولًا وأنَّ دَمَه في عنق ابن الوزير. وكانت البيعةُ قد عُقِدَت له في قصر غمدان، وتلقَّب بالإمام الهادي إلى الله، وألَّف مجلسا للشورى من ستين فقيهًا، جعل سيف الحق إبراهيم ابن الإمام يحيى رئيسًا له، وأرسل إلى سيف الإسلام أحمد- وهو كبير أبناءِ الإمام يحيى ووليُّ عهده- يدعوه إلى البيعة، ويهَدِّده إن تخلف. وكان سيف الإسلام أحمد في حجَّة يومئذ، فلم يجِبِ ابن الوزير، ودعا إلى نفسِه وإلى الثأرِ لأبيه، وعجز ابنُ الوزير عن إحكام أمرِه، فزحفت القبائِلُ على صنعاء تسلبُ وتنهَبُ. واعتصم هو بغمدان، وانتشرت الفوضى. وأبرق إلى ملوكِ العرب يستنصِرُهم لكِنَّهم لم يجيبوه، وما هي إلا 24 يومًا مدة ابن الوزير في الإمامة والملك (18 فبراير- 14 مارس 1948) حتى كان أنصار الإمام أحمد بن يحيى في قصر غمدان، يعتَقِلون ابن الوزير ومن حوله. وحملوا إلى حجة؛ حيث أمر الإمام أحمد بقتله وقتل وزيرِ خارجيته الكبسي، فقُتِلا بالسيف في صبيحة الخميس 29 جمادى الأولى 1367هـ

العام الهجري : 138 العام الميلادي : 755
تفاصيل الحدث:

بعد أن انهزم عبد الله بن علي (عمُّ المنصور) على يدِ أبي مسلم، وبقي في البصرة، قام بالدعوة لنفسِه، وبويع، ولكن لم يتمَّ له شيءٌ، فاستجار بأخيه سليمان الذي كان أميرًا للبصرة، ثم إنه بقي كذلك حتى أظهر الطاعةَ للمنصور، ثم عزل المنصور عمَّه سليمان عن إمرة البصرة، فاختفى عبد الله بن عليٍّ وأصحابُه خوفًا على أنفسهم، فبعث المنصورُ إلى نائبه على البصرة، وهو سفيان بن معاوية، يستحِثُّه في إحضار عبد الله بن علي إليه، فبعَثَه في أصحابه فقُتل بعضُهم، وسُجِن عبد الله بن علي عمُّه، وبعَث بقيَّة أصحابه إلى أبي داود نائب خراسان فقتَلَهم هناك.

العام الهجري : 293 العام الميلادي : 905
تفاصيل الحدث:

عمِلَ أبو عبد الله الشيعيُّ على تنظيم جماعتِه، حتى التزموا طاعتَه، ثم بدأ في سنة (289هـ - 901م) في مهاجمةِ دولة الأغالبة، التي دَبَّ فيها الضَّعفُ؛ بسبب سوء وضعِ آخِرِ حكامِها زيادةِ الله الثالثِ الذي قَتَل والِدَه وقرابته، مع انهماكه في اللَّهوِ، ودخل معها في عِدَّة معارِكَ وتوالت انتصاراتُ أبي عبدالله الشيعيُّ على دولة الأغالبة خاصةً بعد هرب زيادةِ الله إلى مصر، فسَقَطَت في يد أبي عبدالله الشيعيِّ قرطاجنَّة، وقسنطينة، وقفصة، ودخل رقادة عاصمة الأغالبة عام 296هـ - 26 من مارس 909م). وبذلك انتهت دولة الأغالبةِ بشَمالِ أفريقيا وتهيَّئَت البلادُ لقيامِ دولة الفاطميِّينَ.

العام الهجري : 365 العام الميلادي : 975
تفاصيل الحدث:

لَمَّا استقَرَّ الأمرُ لأفتكين التركي في الشام ولم يستجِبْ لطَلَبِ المعِزِّ الفاطميِّ ليكونَ نائبًا له فيها. عزم المعِزُّ على المسير إليه ليأخُذَها منه، فبينما كانت العساكرُ تُجمَعُ للمُعِزِّ إذ توفِّيَ، وقام بعدَه ولدُه العزيز، فاطمأنَّ عند ذلك أفتكين بالشام، واستفحل أمرُه وقَوِيَت شوكتُه، ثمَّ اتَّفقَ أمرُ المِصريِّينَ على أن يبعثوا جوهرًا الصقليَّ لقتالِه وأخْذِ الشَّامِ مِن يده، فعند ذلك حلَفَ أهلُ الشام أنَّهم معه على الفاطميِّينَ، وأنهم ناصِحونَ له غيرُ تاركيه، ثُمَّ حصَلَت حروبٌ بينهم كان حاصِلُها استنجادَ أفتكين بالقرامطةِ، ولكِنْ كانت النهايةُ هي هزيمَتَهم أمامَ الفاطميِّينَ، وأُسِرَ أفتكين، وسُيِّرَ إلى مصرَ فأُكرِمَ فيها.

العام الهجري : 407 العام الميلادي : 1016
تفاصيل الحدث:

احتَرَق مسجِدُ سامِرَّا المشهورُ بمِئذنتِه المُلتَوية، كما احتَرَق مَشهَدُ الحُسَينِ بنِ علي بكَربَلاءَ وأروقتُه، وكان سبَبُ ذلك أنَّ القومةَ أشعلوا شمعتينِ كَبيرتينِ، فمالتا في اللَّيلِ على التأزيرِ- الخشَبِ المُحيطِ بالشَّمعَتَينِ- ونَفِذَت النَّارُ منه إلى غيرِه حتى كان ما كان، ثمَّ بعد ذلك احتَرَقَت دارُ القطن ببغدادَ وأماكِنُ كثيرةٌ بباب البصرة، وفيها ورَدَ الخبَرُ بتشعيثِ الُّركنِ اليَمانيِّ من المسجِدِ الحرامِ، وسُقوطِ جِدارٍ بينَ يَدَي قَبرِ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالمدينةِ، وأنَّه سَقَطَت القُبَّةُ الكبيرةُ على صَخرةِ بَيتِ المَقدِس، وهذا مِن أغرَبِ الاتِّفاقاتِ وأعجَبِها. العِبَر في خبَرِ مَن غَبَر (2/ 214)

العام الهجري : 458 العام الميلادي : 1065
تفاصيل الحدث:

سار ألب أرسلان من مرو إلى رايكان، فنَزلَ بظاهِرِها، ومعهُ جَماعةُ أُمراءِ دَولتِه، فأَخَذَ عليهم العُهودَ والمَواثِيقَ لِوَلَدِهِ ملكشاه بأنَّه السُّلطانُ بعدَه، وأَركبَه، ومشى بين يَديهِ يَحمِلُ الغاشيةَ، وخَلعَ السُّلطانُ على جَميعِ الأُمراءِ، وأَمرَهُم بالخُطبةِ له في جميعِ البلادِ التي يَحكُم عليها، ففعل ذلك، وأَقطَع البِلادَ، فأَقطَع مازندران للأَميرِ إينانج بيغو، وبلخ لأخيه سُليمان بن داود جغري بك، وخوارزم لأخيه أرسلان أرغو، ومرو لابنِه الآخر أرسلان شاه، وصغانيان وطخارستان لأخيه إلياس، ووِلايةَ بغشور ونواحيها لِمَسعودِ بن أرتاش، وهو من أَقاربِ السُّلطانِ، ووِلايةَ أسفرار لِمَوْدُودِ بن أرتاش.

العام الهجري : 705 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1305
تفاصيل الحدث:

خرج نائِبُ السلطنة بمن بقي من الجيوشِ الشاميَّة، وقد كان تقَدَّمَ بين يديه طائفةٌ من الجيش مع ابن تيميَّة في ثاني المحرم، فساروا إلى بلاد الجرد والرَّفضِ والتيامنة والدروز فخرج نائبُ السلطنة الأفرم بنفسه بعد خروجِ الشيخ لغزوهم، فنصَرَهم الله عليهم وأبادوا خلقًا كثيرًا منهم ومِن فِرقَتِهم الضالَّة، ووَطِئوا أراضيَ كثيرةً مِن صُنعِ بلادهم، وعاد نائِبُ السلطنة إلى دمشقَ في صحبته الشَّيخُ ابن تيمية والجيش، وقد حصل بسبَبِ شهود الشيخ هذه الغزوةَ خَيرٌ كثيرٌ، وأبان الشيخ علمًا وشجاعةً في هذه الغزوة، وقد امتلأت قلوبُ أعدائه حسدًا له وغَمًّا.

العام الهجري : 737 العام الميلادي : 1336
تفاصيل الحدث:

كان سلاطينُ العُثمانيِّينَ حَريصينَ على أن يَبنُوا في كُلِّ بَلَدٍ يَفتَحونَه مَسجِدًا، ويُخَصِّصونَ له الأئمَّة والفقهاء، وينشرون الإسلامَ بين أهل هذا البلد، وكان أوَّلُ مسجد أمر ببنائه سنة 687 في عهد أرطغرل والد عثمان، وكان ذلك قبل إعلانِ الدولة رسميًّا. وفى عهد أورخان بن عثمان تم تشييدُ مسجد بورصة، وألحق به بناءًا كبيرًا ليكونَ مَدرسةً للعُلومِ الشَّرعية. وفي سنة 737 سَقَطت مدينةُ أزميت في يد العثمانيين, فبنوا فيها مسجدًا كبيرًا، وبجواره مدرسةٌ ضخمة لتدريس العلوم وعُهد بإدارتها للشيخِ داوود القصيري الذي تعلَّم في مصر، واعتَبَرَ بعض المؤرخين الغربيين هذه المدرسةَ أوَّلَ جامعةٍ عُثمانية.

العام الهجري : 1427 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 2006
تفاصيل الحدث:

أصبحت القوةُ العسكريةُ الأمريكيةُ-الأوروبيةُ هي التي تُباشرُ مهامَّ العملِ العسكري لأفغانستانَ، وأطلقوا عليها اسمَ "قوة المساعدة الأمنية الدولية (ISAF)"، وتتكوَّنُ قوة الإيساف من 32 ألفَ جنديٍّ، ينتمون إلى 37 بلدًا، ثم تسلَّمَ حلف الناتو قيادة قوة المساعدة، وأصبحت هذه القوةُ مسؤولةً بالكامل عن الأمن في جنوب أفغانستانَ، ثم أُضيفت منطقة شرق أفغانستانَ إلى مسؤوليات قواتِ الناتو.
وأصدرَ مجلسُ الأمن الدولي العديد من القراراتِ الدوليةِ على نحوٍ أدَّى إلى توسيع صلاحيَّات قوات الإيساف وهياكلها، بما يُساعدُ على تملُّص القوات الأمريكية تدريجيًّا عن المسؤولية، وذلك حتى أصبحت كلُّها تقريبًا في يد حلف الناتو.

العام الهجري : 122 العام الميلادي : 739
تفاصيل الحدث:


لمَّا أَخَذ زَيدُ بن عَلِيٍّ زين العابدين بن الحُسينِ البَيْعَةَ ممَّن بايَعهُ مِن أَهلِ الكوفَة، أَمرَهم في أوَّلِ هذه السَّنَة بالخُروجِ والتَّأَهُّبِ له، فشَرَعوا في أَخذِ الأُهْبَةِ لذلك. فانطَلَق رَجلٌ يُقالُ له: سُليمان بن سُراقَة. إلى يُوسُف بن عُمَر الثَّقَفي نائِب العِراق فأَخبَره - وهو بالحِيرَةِ يَومَئذٍ - خَبَرَ زَيدِ بن عَلِيٍّ هذا ومَن معه مِن أَهلِ الكوفَة، فبَعَث يُوسُف بن عُمَر يَتَطلَّبه ويُلِحُّ في طَلَبِه، فلمَّا عَلِمَت الشِّيعَةُ ذلك اجْتَمعوا عند زَيدِ بن عَلِيٍّ فقالوا له: ما قَولُك -يَرحمُك الله- في أبي بَكرٍ وعُمَر؟ فقال: غَفَر اللهُ لهما، ما سَمِعتُ أَحدًا مِن أَهلِ بَيتِي تَبَرَّأَ منهما، وأنا لا أَقولُ فيها إلَّا خَيرًا، قالوا: فلِمَ تَطلُب إذًا بِدَمِ أَهلِ البَيت؟ فقال: إنَّا كُنَّا أَحَقَّ النَّاس بهذا الأَمرِ، ولكنَّ القَومَ اسْتَأثَروا علينا به ودَفَعونا عنه، ولم يَبلُغ ذلك عندنا بِهم كُفرًا، قد وُلُّوا فعَدَلوا، وعَمِلوا بالكِتابِ والسُّنَّة. قالوا: فلِمَ تُقاتِل هؤلاء إذًا؟ قال: إنَّ هؤلاء لَيسوا كأُولئِك، إنَّ هؤلاء ظَلَموا النَّاسَ وظَلَموا أَنفُسَهم، وإنِّي أَدعو إلى كِتابِ الله وسُنَّةِ نَبِيِّهِ صلَّى الله عليه وسلَّم، وإحياءِ السُّنَنِ وإماتَةِ البِدَع، فإنْ تَسمَعوا يكُن خَيرًا لكم وَلِي، وإنْ تَأْبَوا فلَستُ عليكم بِوَكيل فَرَفضوه وانصَرَفوا عنه، ونَقَضوا بَيْعَتَه وتَرَكوه، فلهذا سُمُّوا الرَّافِضَة مِن يَومِئذ، ومَن تابَعَه مِن النَّاس على قَولِه سُمُّوا الزَّيْدِيَّة ثمَّ إنَّ زَيدًا عَزَم على الخُروجِ بِمَن بَقِيَ معه مِن أَصحابِه، فَوَاعَدَهم لَيلةَ الأَربعاء مِن مُسْتَهَلِّ صَفَر، فبَلَغ ذلك يُوسُف فأَمَر عامِلَه بأن يَحبِس النَّاسَ في المَسجِد لَيلَتها حتَّى لا يَخرجوا إليه، ثمَّ خَرَج زَيدٌ مع الذين اجتمعوا معه فسار إليه نائِبُ الكوفَة الحَكَمُ وسار إليه يُوسُف بن عُمَر في جَيشٍ، وحَصل قِتالٌ في عِدَّةِ أَماكن بينهم حتَّى أُصيبَ زَيدٌ بِسَهم في جَبهَتِه ثمَّ دُفِن، ثمَّ جاء يُوسُف وأَخرَجَه وصَلَبَه، وقِيلَ: بَقِيَ كذلك طَويلًا ثمَّ أُنزِلَ وحُرِق، فما حصل لزيد بن علي هو نفس ما حصل للحسين بن علي رضي الله عنه في كربلاء.

العام الهجري : 422 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1031
تفاصيل الحدث:

هو الخليفةُ أبو العَبَّاسِ أحمَدُ بنُ الأميرِ إسحاقَ بنِ المُقتَدِرِ جَعفرِ بنِ المُعتَضِدِ العباسيِّ البغداديِّ. ولِدَ سنة 336. وأمُّه اسمُها: تمني, ماتت في دولتِه، وكان أبيضَ كَثَّ اللِّحيةِ يَخضِبُ, دَيِّنًا عالِمًا متعَبِّدًا وقورًا، مِن جِلَّةِ الخُلفاءِ وأمثَلِهم. عَدَّه ابنُ الصَّلاحِ في الشَّافعيَّة؛ فقد تفَقَّه على أبي بشرٍ أحمَدُ بنُ محمَّدٍ الهَرَويِّ. قال الخطيبُ البغدادي: "كان القادِرُ باللهِ مِن السِّترِ والدِّيانةِ، وإدامةِ التهَجُّدِ باللَّيلِ وكثرةِ البِرِّ والصَّدَقات على صِفةٍ اشتُهِرَت عنه" وكان قد صَنَّفَ كِتابًا في الأصولِ ذكر فيه فضائِلَ الصَّحابةِ على ترتيبِ مَذهَبِ أهل الحديث, وأورد في كتابِه فضائِلَ عُمَرَ بنِ عبد العزيز، وإكفارَ المُعتَزِلة والقائلينَ بخَلقِ القُرآنِ, وكان الكِتابُ يُقرأُ كُلَّ جُمعةٍ في حلقةِ أصحابِ الحديث. قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميَّةَ: "كان في أيَّامِ المتوكِّلِ قد عَزَّ الإسلامُ حتى ألزَمَ أهلَ الذِّمَّةِ بالشُّروطِ العُمَرِيَّة وألزموا الصِّغارَ، فعَزَّت السُّنَّة والجماعة, وقُمِعَت الجَهميَّةُ والرَّافِضةُ ونحوهم، وكذلك في أيَّامِ المُعتَضِد، والمُهتدي، والقادرِ بالله، وغيرِهم من الخُلفاِء الذين كانوا أحمَدَ سِيرةً وأحسَنَ طريقةً مِن غَيرِهم, وكان الإسلامُ في زَمَنِهم أعَزَّ، وكانت السُّنَّةُ بحَسَبِ ذلك" أمَرَ القادِرُ باللهِ بعَمَلِ مَحضَرٍ يتضَمَّنُ القَدحَ في نَسَبِ العُبَيديَّة، وأنَّهم منسوبونَ إلى ديصان بنِ سعيدٍ الخرَّميِّ، أخذَ عليه خُطوطَ العُلَماءِ والقُضاة والطَّالبيِّينَ، كما استتابَ فُقَهاءَ المُعتَزِلة، فأظهروا الرُّجوعَ وتبَرَّؤوا من الاعتزالِ والرَّفضِ والمقالاتِ المخالفةِ للإسلامِ. تُوفِّيَ القادِرُ بالله وكانت خلافتُه إحدى وأربعينَ سَنةً وثلاثةَ أشهُرٍ وعشرين يومًا، وكانت الخلافةُ قَبلَه قد طَمِعَ فيها الديلَمُ والأتراك، فلَمَّا وَلِيَها القادِرُ بالله أعاد جِدَّتَها، وجَدَّد ناموسَها، وألقى اللهُ هَيبَتَه في قلوبِ الخَلقِ، فأطاعوه أحسَنَ طاعةٍ وأتَمَّها، فلمَّا مات القادِرُ بالله جلَسَ ابنُه القائِمُ بأمرِ الله أبو جعفرٍ عبدُ الله، وجُدِّدَت له البيعةُ، وكان أبوه قد بايَعَ له بولايةِ العهدِ سنةَ 421، واستقَرَّت الخلافةُ له، وأوَّلُ مَن بايَعَه الشَّريفُ أبو القاسِمِ المرتضى، وأرسل القائِمُ بأمرِ اللهِ قاضيَ القُضاةِ أبا الحسَن الماوَرديَّ إلى المَلِك أبي كاليجار؛ ليَأخُذَ عليه البَيعةَ، ويَخطُبَ له في بلادِه، فأجابَ وبايَعَ، وخَطَب له في بلادِه.

العام الهجري : 584 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1188
تفاصيل الحدث:

هو الأميرُ الكبيرُ، العلَّامة فارِسُ الشام، مجدُ الدِّينِ، سلالةُ الملوك والسلاطين مؤيَّدُ الدولة، أبو المظفَّر أسامة بن الأمير مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ الكناني الشيزري. وُلِدَ بشيزر سنة 488. أحد الشعراء المشهورين. قيل: كان يحفظ من شعر الجاهليَّة عشرةَ آلاف بيت. قال الذهبي: "سافر إلى مصر, وكان من أمرائِها الشيعة، ثم فارقها وجرت له أمورٌ، وحضر حروبًا ألَّفَها في مجلَّدٍ فيه عبر". قال يحيى بن أبي طيئ الشيعي في (كتابه تاريخ الشيعة): "كان ابن منقذ إماميًّا، حسن العقيدة، إلَّا أنه كان يداري عن منصبه، ويُتاقي". كان ابن منقذ عُمُره تاريخًا مستقلًّا وحده، وكانت داره بدمشق، وكانت مَعقِلًا للفضلاء ومنزِلًا للعلماء، وله أشعار رائقة، ومعانٍ فائقة، ولديه عِلمٌ غزير، وعنده جُودٌ وفضل كثير، وكان من أولادِ ملوك حصن شيزر، وهذا الحِصنُ قريب من حماة، وكان لآل منقذ الكنانيين يتوارثونَه من أيام صالح بن مرداس، ثم انتقل إلى مصر فأقام بها مُدَّةً أيام الفاطميين، في وزارة العادل ابن السلار، واتصل ابن منقذ بعبَّاس الصنهاجي، فحَسَّن له قتل زوج أمه ابن السلار، فقتله، ثم ولَّاه الظافر الوزارة فاستبد بالأمرِ, ولَمَّا علم الأمراء والأجناد أنَّ قَتلَ ابن السلار  مِن فِعلِ ابن منقذ، عزموا على قتله، فخلا بعباسٍ، وقال له: كيف تصبِرُ على ما أسمع مِن قَبيحِ القول؟ قال: وما ذلك؟ قال: الناسُ يزعمون أن الظافِرَ يفعَلُ بابنك نصر، وكان نصر خصيصًا بالظافر، وكان ملازمًا له ليله ونهاره، وكان من أجملِ النَّاسِ صُورةً، وكان الظافِرُ يُتَّهَم به، فانزعج لذلك عبَّاسٌ وعَظُم عليه، وقال: كيف الحيلةُ؟ قال: تقتُلُه فيذهب عنك العار، فذكر الحالَ لولده نصر، فاتَّفقا على قتلِ الظافر فقَتَله نصر, ثم عاد ابنُ منقذ إلى الشام، فقدم على الملك صلاح الدين في سنة 570, وله نَظمٌ في الذِّروة, منه ديوانُ شعر كبير، وأشعار في مدح السلطان صلاح الدين، وله كتاب لباب الآداب، والبديع، وأخبار النساء، وغيرها، وكان صلاح الدين يفَضِّل ديوانه على سائر الدواوين، وكان في شبيبته شَهمًا شجاعًا، قتل أسدًا وَحدَه مُواجَهةً. توفِّي في هذه السنة ليلة الثلاثاء الثالث والعشرين من رمضان، عن عمر ست وتسعين سنة، ودُفِن شرقي جبل قاسيون.