الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3041 ). زمن البحث بالثانية ( 0.008 )

العام الهجري : 124 العام الميلادي : 741
تفاصيل الحدث:

كان بَدءُ الدَّعوَة مِن قِبَل محمَّد بن عَلِيِّ بن عبدِ الله بن عَبَّاس، ووَصَلت الدَّعوة إلى خُراسان، ثمَّ لمَّا تُوفِّي محمَّد بن عَلِيٍّ في عام 124 هـ سار بالأَمرِ مِن بَعدِه ابنُه إبراهيمُ وساعَد في قُوَّةِ الأَمرِ ظُهورُ أبي مُسلِم الخُراساني الذي كان يَخدِمُ في سِجْنِ يُوسُف بن عُمَر أَحدَ المَسجونين بِتُهمَةِ الدَّعوَة العَبَّاسِيَّة وكان بُكيرُ بن ماهان أَحَدَ الدُّعاة الكِبار للدَّعوَةِ العَبَّاسِيَّة في خُراسان قد اشْتَراهُ أبا مُسلِم وأَرسلَه إلى إبراهيم بن محمَّد فأَعطاهُ لأبي موسى السَّرَّاج لِيُؤَدِّبَه فسَمِعَ منه وحَفِظ، وقِيلَ غير ذلك في نَسَبِ أبي مُسلِم، وقِيلَ: إنَّ إبراهيم طَلَب منه تَغيير اسْمِه حتَّى تَتَمكَّن الدَّعوة العَبَّاسِيَّة فالله أعلم.

العام الهجري : 808 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1405
تفاصيل الحدث:

لما فُقِدَ الملك الناصر وقتَ الظهر من يوم الأحد خامس عشرين ربيع الأول بادر الأمراء بالركوب إلى القلعة، وهم طائفتان: الطائفة التي خالفت الناصر وحاربته، ويرجع أمرُهم إلى الأمير يشبك الدوادار، والطائفة الأخرى هي التي وَفَت للناصر، وكبيرهم الأمير الكبير بيبرس ابن أخت الظاهر، وحاربت يشبك الدوادار ومن معه، فلما صار الفريقان إلى القلعة، منعهم الأمير سودون تلى المحمدي أمير أخور من صعود القلعة، وهم يضرعون إليه من بعد نصف النهار إلى بعد غروب الشمس، ثم مكَّنهم من العبور من باب السلسلة، وقد أحضروا الخليفة والقضاة الأربعة، واستدعوا الأمير عبد العزيز بن الظاهر برقوق، وقد ألبسه سعد الدين إبراهيم بن غراب الخِلعة الخليفتية، وعمَّمه، فعهد إليه الخليفة أبو عبد الله محمد المتوكل على الله بالسلطنة، ولقَّبوه الملك المنصور عز الدين، وكنَّوه بأبي العز، وذلك عند أذان عشاء الآخرة، من ليلة الاثنين سادس عشرين ربيع الأول، وقد ناهز الاحتلام، وقام سعد الدين إبراهيم بن غراب كاتب سر مصر بأعباء المملكة، يدبر الأمراء كيف شاء، والمنصور تحت كفالة أمِّه، ليس له من السلطنة سوى مجرد الاسم في الخطبة، وعلى أطراف المراسيم.

العام الهجري : 397 العام الميلادي : 1006
تفاصيل الحدث:

لَمَّا أخرج يمينُ الدَّولةِ مَحمودُ بنُ سبكتكين عساكِرَ إيلك الخان مِن خُراسان، راسَلَ إيلك الخان قدرخان بن بغراخان مَلِكَ الختل؛ لقرابةٍ بينهما، وذكَرَ له حالَه، واستعانَ به واستنصَرَه، واستنفَرَ التُّركَ مِن أقاصي بلادها، وسار نحو خُراسان، واجتمع هو وإيلك الخان، فعَبَرا النَّهرَ، وبلغ الخبَرُ يمينَ الدَّولة، وهو بطخارستان، فسار وسبَقَهما إلى بلخ، واستعَدَّ للحَربِ، وجمع التُّركَ الغُزية، والخلج، والهند، والأفغانية، والغزنوية، وخرج عن بلخٍ، فعسكَرَ على فَرسَخينِ بمكانٍ فَسيحٍ يصلُحُ للحَربِ، وتقَدَّمَ إيلك الخان، وقدرخان في عساكِرِهما، فنزلوا بإزائِه، واقتتلوا يومَهم ذلك إلى اللَّيلِ، فلمَّا كان الغَدُ بَرَزَ بَعضُهم إلى بَعضٍ واقتَتَلوا، واعتَزَل يمينُ الدَّولةِ إلى نَشزٍ مُرتَفعٍ يَنظُرُ إلى الحَربِ، ونزل عن دابَّتِه وعَفَّر وجهَه على الصَّعيدِ تُواضعًا لله تعالى، وسأله النَّصرَ والظَّفَر، ثمَّ نَزَل وحمَلَ في فيلَتِه على قَلبِ إيلك الخان، فأزالَه عن مكانِه، ووقعت الهَزيمةُ فيهم، وتَبِعَهم أصحابُ يمينِ الدَّولة يقتُلون ويأسِرونَ ويَغنَمونَ، إلى أن عبَروا بهم النَّهرَ، ومن المعلومِ أنَّ إيلك خان التركي طَمِعَ في بلاد يمينِ الدَّولة الغزنوي لَمَّا كان الأخيرُ يغزو بلادَ الهندِ.

العام الهجري : 403 العام الميلادي : 1012
تفاصيل الحدث:

هو خَلَفُ بنُ عَبَّاس الزهراوي الأندلُسيُّ، طبيبٌ وعالمٌ وخبيرٌ بالأدويةِ المُفرَدة والمُرَكَّبة، وكان طبيبَ البَلاطِ في عهدِ الحُكمِ الثَّاني الأُمويِّ، كان مِن أهلِ الفَضلِ والدِّينِ والعِلمِ، وعِلمُه الذي سبَقَ عِلمَ الطِّبِّ, وله تصانيفُ مَشهورةٌ في صناعة الطب، أفضَلُها كتابُه الكبيرُ المعروف "بالزهراوي" وله كتابٌ كبيرٌ مَشهورٌ كبيرُ الفائدة، سمَّاه كتاب "التَّصريف لِمَن عجَزَ عن التَّأليف" في 30 جزءًا. ذكرَه ابنُ حَزمٍ وأثنى عليه، وقال: "ولئِنْ قُلنْا: إنَّه لم يُؤَلَّفْ في الطِّبِّ أجمَعُ منه للقَولِ والعمَلِ في الطبائِعِ، لَنَصْدُقنَّ". وكان أكبَرَ جرَّاحي زمانِه، وهو أوَّلُ مَن ألَّفَ في الجِراحةِ، وأوَّلُ مَن استعملَ رَبطَ الشِّريانِ بخَيطِ الحرير، له اهتمامٌ بجراحة العيونِ، اخترع كثيرًا من الأدواتِ الجراحيَّةِ، وكان له الفَضلُ في معرفة كيفيَّةِ جراحةِ كثيرٍ مِن العمَليَّات، وصناعة الأدواتِ المُساعدة، وكان بارعًا كذلك بصُنعِ العقاقيرِ والأدويةِ، تُرجِمَت كتُبُه، واقتَبَس منه أطبَّاءُ أوربَّا، وقد استفادوا مِن عِلمِه كثيرًا وخاصَّةً مُختَرعاتِه، بل إنَّ بَعضَ اختراعاتِه يُستعمَلُ إلى اليومِ كما هو، وبعضُها عُدِّلَ قليلًا بما يلائِمُ صناعاتِ اليوم، وقد اختُلِفَ في موتِه، والراجح موتُه في هذا العام عن 79 عامًا.

العام الهجري : 470 العام الميلادي : 1077
تفاصيل الحدث:

كان أَوَّلَهم محمدُ خوارزم شاه بن أنوشتكين، وكان أنوش تكين مَملوكًا لِرَجلٍ من غرشتان ولذلك قِيلَ له: أنوش تكين غرشه، فاشتَراهُ منه أَميرٌ من السَّلجوقيَّة اسمُه بلكابل، وكان أنوشتكين حَسَنَ الطَّريقةِ فكَبُرَ وعَلَا مَحِلُّهُ، وصار أنوشتكين مُقَدَّمًا مَرجُوعًا إليه، ووُلِدَ له محمد خوارزم شاه المذكور، فرَبَّاهُ والِدُه أنوشتكين وأَحسَنَ تَأدِيبَه، فانتَشَأ محمدٌ عارِفًا أَدِيبًا، وتَقدَّم بالعِنايَةِ الأَزَلِيَّةِ، واشتُهِرَ بالكِفايَةِ وحُسْنِ التَّدبيرِ، فلمَّا قَدِمَ الأَميرُ داذا الحبشيُّ إلى خُراسان وهو مِن أُمراءِ بركيارق؛ كان قد أَرسلَهُ بركيارق لِتَهدِئَةِ أَمرِ خُراسان؛ بسَببِ فِتنَةٍ كانت قد وَقعَت فيها من الأَتراكِ، قُتِلَ فيها النائِبُ علي خوارزم، فوَصلَ داذا وأَصلحَ أَمرَ خوارزم، واستَعملَ على خوارزم في هذه السَّنَةِ محمدَ بن أنوشتكين المذكورَ، ولَقَّبَهُ خوارزم فقَصَرَ محمدٌ أَوقاتَهُ على مَعْدَلَةٍ يَنشُرُها ومَكْرَمَةٍ يَفعلُها، وقَرَّبَ أَهلَ العِلمِ والدِّينِ، فَعَلَا مَحِلُّهُ وعَظُمَ ذِكرُه، ثم أَقَرَّهُ السُّلطانُ سنجر على وِلايَةِ خوارزم، وعَظُمَت مَنزِلَةُ محمد خوارزم شاه المذكور عند السُّلطانِ سنجر، ولمَّا تُوفِّي خوارزم شاه محمد، وَلِيَ بعدَه ابنُه أطسز فمَدَّ غِلالَ الأَمنِ وأَفاضَ العَدلَ. 

العام الهجري : 961 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1554
تفاصيل الحدث:

لما دخل السلطان أبو عبد الله محمد الشيخ السعدي إلى فاس سنة 956 وقبض على بني وطاس بها، فرَّ أبو حسون- أخو السلطان أبي العباس أحمد الوطاسي- إلى ثغر الجزائر حقنًا لدمه ومستعينًا بالعثمانيين على السعدي، وكان العثمانيون قد استولوا على المغرب الأوسط وانتزعوه من يد بني زيان، فلم يزل أبو حسون عندهم يفتلُ لهم في الغارات والسنام ويحسِّنُ لهم بلاد المغرب الأقصى ويعظِّمُها في أعينهم ويقول: "إن المتغلِّبَ عليها قد سلبني ملكي ومُلك آبائي، وغلبني على تراث أجدادي، فلو ذهبتم معي لقتاله لكنَّا نرجو الله تعالى أن يتيحَ لنا النصر عليه ويرزُقَنا الظَّفَر به ولا تعدِمونَ أنتم مع ذلك منفعةً مِن ملء أيديكم غنائِمَ وذخائِرَ". ووعدهم بمال جزيل فأجابوه إلى ما طلب وأقبلوا معه في جيشٍ كثيف تحت راية الباشا صالح التركماني المعروف بصالح رئيس، إلى أن اقتحموا حضرةَ فاس بعد حروب عظيمة ومعاركَ شديدة، وفَرَّ عنها محمد الشيخ السعدي إلى منجاتِه، وكان دخول السلطان أبو حسون إلى فاس ثالثَ صفر من هذه السنة, ولما دخلَها فرح به أهلُها فرحًا شديدًا، وترجل هو عن فرسه وصار يعانقُ الناس؛ كبيرًا وصغيرًا، شريفًا ووضيعًا، ويبكي على ما دهمَه وأهلَ بيته من أمر السعديين، واستبشر الناسُ بمقدَمِه وتيمَّنوا بطلعتِه، وقُبض على كبير فاس يومئذ القائد أبي عبد الله محمد بن راشد الشريف الإدريسي, واطمأنت بالسلطان أبي حسون الدارُ، ثم لم يلبث إلا يسيرًا حتى كثرت شكايةُ الناس إليه بالترك وأنهم مدُّوا أيديَهم إلى الحريم وعاثوا في البلاد، فبادر أبو حسون بدفع ما اتَّفق مع الترك عليه من المال وأخرجَهم عن فاس.

العام الهجري : 288 العام الميلادي : 900
تفاصيل الحدث:

لم تنقَطِعْ حركاتُ التشَيُّع ولم تتوقَّف، فقد كانوا متعصِّبين لآرائهم، مؤمنينَ بفِكرتِهم، يزعمونَ أنَّ أحَقَّ النَّاسِ بالخلافةِ أبناءُ عليِّ بنِ أبي طالبٍ مِن نسلِ السَّيِّدةِ فاطمةَ الزَّهراءِ، فإن نالَها غيرُهم فما ذاك إلَّا أمرٌ باطِلٌ يجب أن يُمحى، ونَشِطَ دُعاةُ الشيعةِ في الدعوةِ إلى مذهبهم، وبخاصةٍ في الجهاتِ البعيدةِ عن مركز الخلافةِ، مثل أطراف فارِسَ واليمَنِ وبلاد المغرب. وكان من هؤلاء الدُّعاةِ أبو عبدالله الشِّيعي وهو رجُلٌ مِن صنعاء اتَّجه إلى المغرب بعد أن رأى دويلاتِ الأغالبةِ والأدارسةِ وغَيرِهما تنشأُ وتُقام بعيدًا عن يدِ الدَّولةِ العباسيَّة وسُلطانها، وركَّزَ أبو عبد الله دعايتَه بين البربرِ، وسُرعانَ ما انضَمُّوا إليه في آلافٍ عديدة، فأرسل إلى زعيمِه الفاطميِّ عُبَيدِ الله بن محمَّد. وقال لهم إنَّ عُبَيد الله شريف علوي فاطميٌّ. ولَمَّا عَلِمَ الخليفة العباسي بالأمرِ أمر بمطاردةِ عُبيد الله، والقبضِ عليه، فاضطُرَّ حين وصل مصرَ إلى أن يتنكَّرَ في زيِّ التجَّار، ثم حاول أن يُفلِتَ مِن دويلات شمال إفريقيا، ولكنَّه سقط أخيرًا في يد أميرِ سجلماسة. فاعتَقَله، وكان معه ابنُه محمد وسجَنَهما.

العام الهجري : 567 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1171
تفاصيل الحدث:

هو صاحِبُ مصرَ العاضد لدين الله خاتم الدولة العُبيدية: أبو محمد عبد الله بن الأمير يوسف بن الحافظ لدين الله عبد المجيد بن محمد بن المستنصر، العبيدي الحاكمي المصري الإسماعيلي المُدَّعي هو وأجدادُه أنهم فاطميون. ولد سنة 546. وليَ الحُكمَ بعد وفاة ابن عمه الفائز، وكان أبوه يوسف أحد الأخوين اللذين قتلهما عباس بعد الظافر، واستقر الأمر للعاضد اسمًا، والصالحُ بن رزيك الرافضي كان المتحكِّمَ في الحكم. كان العاضِدُ مليح النظم، قويَّ الرفض، يناظر على الإمامة والقَدَر, وكان سبَّابًا خبيثًا متخلِّفًا شديدَ التشيُّع، متغاليًا في سبِّ الصحابة- رضوانُ الله عليهم أجمعين- وإذا رأى سنيًّا استحل دمه، وسار وزيره الصالح بن رزيك في أيامه سيرةً مذمومة؛ فإنه احتكر الغَلَّات، فارتفع سعرها، وقتل أمراء الدولة خَشيةً منهم، وأضعف أحوالَ الدولة المصرية، فقتَلَ مُقاتِلَتَها، وأفنى ذوي الآراء والحزم منها، وكان كثيرَ التطلع إلى ما في أيدي الناس من الأموال، وصادرَ أقوامًا ليس بينه وبينهم تعلُّق، وفي أيام العاضد ورد أبو عبد الله الحسين بن نزار بن المستنصر من المغرب ومعه عساكر وحشود، فلما قارب بلاد مصر غدرَ به أصحابه وقبضوه وحملوه إلى العاضِدِ، فقتله صبرًا، ووزَرَ للعاضد بعد رزيك بن الصالح, الملك أبو شجاع شاوِر السعدي وهو سُنِّي، ثم استوزر له أسد الدين شيركوه عم صلاح الدين الأيوبي، فلم تطُل أيامه، ومات بالخانوق بعد شهرين وأيام, وقام بعده صلاح الدين الأيوبي الذي شرعَ يَطلُبُ مِن العاضد أشياءَ مِن الخيل والرَّقيقِ والمال ليزيد بذلك مِن ضَعفِه, ثم قبض عليه صلاحُ الدين فحبَسَه في قصره مُضَيِّقًا عليه، لا يعلم كثيرًا مما يجري في دولته، وكان صلاح الدين قد استفتى الفقهاء في قَتلِ العاضد، فأفتوه بجواز ذلك؛ لِما كان عليه العاضِدُ وأشياعه من انحلال العقيدة وفساد الاعتقاد، وكثرة الوقوع في الصحابة والاستهتار بذلك. فقطعَ الخطبة للعاضد، وخطب للخليفة العباسي المستضيء بالله في أول جمعة من المحرم، وتسلَّمَ صلاح الدين القصرَ بما حوى من النفائس والأموال، وقبض أيضًا على أولاد العاضد وآله، فسجنَهم في بيت من القصر، وقمع غلمانهم وأنصارهم، وعفى آثارَهم. هلك العاضد يوم عاشوراء غَمًّا لَمَّا سمع بقطع خطبته وإقامة الدعوة للمستضيء. وقيل: سُقِيَ سمًّا. قال ابن خلكان: "من عجيب الاتفاق أنَّ العاضد في اللغة القاطِع، يقال: عضدتُ الشيءَ فأنا عاضدٌ له، إذا قطعته، فكأنه عاضدٌ لدولتِهم، وكذا كان؛ لأنَّه قطَعَها". قال الذهبي: "تلاشى أمرُ العاضد مع صلاح الدين إلى أن خلعه، وخطبَ لبني العباس، واستأصل شأفةَ بني عُبَيد، ومحقَ دولةَ الرفض, وكانوا أربعة عشر متخَلِّفًا لا خليفة، والعاضِدُ في اللغة أيضًا القاطع، فكان هذا عاضدًا لدولة أهلِ بيته". وبهلاك العاضد انتهت دولة الفاطميين، وكانت جميع مدة ملكهم من حين ظهر المهدي بسجلماسة في ذي الحجة من سنة 299 إلى أن هلك العاضد 272 سنة وشهر تقريبًا.

العام الهجري : 555 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1160
تفاصيل الحدث:

هو الخَليفةُ، أَميرُ المُؤمِنين، المُقتَفِي لأَمرِ الله، أبو عبدِ الله، محمدُ بن المُستَظهِر بالله أبي العبَّاسِ أحمدَ بن المُقتَدِي بالله، بن الذَّخيرَةِ محمدِ بن القائمِ بأَمرِ الله عبدِ الله بن القادرِ بالله عبدِ الله أحمدَ بن الأَميرِ إسحاقَ بن المُقتَدِر، الهاشميُّ، العبَّاسيُّ، البغداديُّ، الحَبَشيُّ الأُمِّ. وُلِدَ في رَبيعٍ الأوَّلِ سَنةَ 489هـ. وبُويِعَ بالإمامَةِ في سادس عشر ذي القعدةِ، سَنةَ 530هـ. كان المُقتَفِي عاقِلًا لَبيبًا، عامِلًا مَهيبًا، صارِمًا، جَوادًا، أَسمَرَ، آدَمَ، مَجْدُورَ الوَجْهِ، مَليحَ الشَّيْبَةِ، مُحِبًّا للحَديثِ والعِلمِ، مُكرِمًا لأَهلِه، سَمِعَ المُقتَفِي من: أبي الحَسنِ بن العَلَّافِ، ومن مُؤَدِّبِه أبي البَركاتِ السيبي. قال السَّمعانيُّ: "وأَظُنُّهُ سَمِعَ (جُزءَ ابنِ عَرَفَة) من ابنِ بيان، كَتَبْتُ إليه قِصَّةً أَسأَلُهُ الإنعامَ بالإذِنِ في السَّماعِ منه، فأَنعَمَ، وفَتَّشَ على الجُزءِ، ونَفَذَهُ إليَّ على يَدِ إِمامِه ابنِ الجواليقي، فسَمِعتُه من ابنِ الجواليقي عنه"، وكان حَمِيدَ السِّيرَةِ، يَرجِعُ إلى تَدَيُّنٍ وحُسْنِ سِياسَةٍ، جَدَّدَ مَعالِمَ الخِلافَةِ، وباشَرَ المُهِمَّاتِ بِنَفسِه، وغَزَا في جُيوشِه. كانت أَيامُه نَضِرَةً بالعَدلِ، زَهِرَةً بالخَيرِ، وكان على قَدَمٍ مِن العِبادَةِ قبلَ الخِلافَةِ ومعها، ولم يُرَ مع لِينِه بعدَ المُعتَصِم في شَهامَتِه مع الزُّهْدِ والوَرَعِ، ولم تَزَل جُيوشُه مَنصورَةً. قال الذَّهبيُّ: "كان مِن حَسَناتِه وَزيرُه عَوْنُ الدِّينِ بن هُبيرَة، وقِيلَ: كان لا يَجرِي في دَولتِه شَيءٌ إلا بِتَوقِيعِه"، ووَزَرَ للمُقتَفِي عليُّ بنُ طرادٍ، ثم أبو نَصرِ بنُ جَهيرٍ، ثم عليُّ بن صَدقةَ، ثم ابنُ هُبيرَةَ، وحَجَبَ له أبو المعالي بنُ الصاحِبِ، ثم كامِلُ بنُ مُسافرٍ، ثم ابنُ المُعوَجِّ، ثم أبو الفَتحِ بن الصَّيْقَلِ، ثم أبو القاسمِ بن الصاحِبِ. وهو أَوَّلُ مَن استَبَدَّ بالعِراقِ مُنفَرِدًا عن سُلطانٍ يكونُ معه. مِن أَوَّلِ أَيامِ الدَّيلمِ إلى أَيامِه، وأَوَّلُ خَليفةً تَمَكَّنَ من الخِلافةِ وحَكَمَ على عَسكَرِهِ وأَصحابِه مِن حين تَحَكُّمِ المَماليكِ على الخُلفاءِ مِن عَهدِ المُستَنصِر إلى عَهدِه، إلا أن يكون المُعتَضِد، فأَقامَ المُقتَفِي حِشمةَ الخِلافَةِ، وقَطَعَ عنها أَطماعَ السَّلاطينِ السَّلجوقِيَّة وغَيرِهم، وكان من سَلاطينِ خِلافَتِه صاحِبُ خُراسان سنجر بن ملكشاه، والمَلِكُ نُورُ الدِّينِ صاحِبُ الشامِ، وأَبوهُ قَسيمُ الدَّولةِ. تُوفِّي المُقتَفِي ثانيَ رَبيعٍ الأَوَّل، بِعِلَّةِ التَّراقِي؛ وكانت خِلافَتُه أَربعًا وعِشرينَ سَنَةً وثلاثةَ أَشهُر وسِتَّةَ عشرَ يومًا، ووَافقَ أَباهُ المُستَظهِر بالله في عِلَّةِ التَّراقِي وماتَا جَميعًا في نَفسِ الشَّهرِ، ثم بُويِعَ المُستنجِدُ بالله ابنُه واسمُه يُوسفُ، وكان للمُقتَفِي حَظِيَّةٌ، وهي أُمُّ وَلَدِه أبي عليٍّ، فلمَّا اشتَدَّ مَرضُ المُقتَفِي وأَيِسَت منه أَرسَلَت إلى جَماعَةٍ من الأُمراءِ وبَذَلَت لهم الإِقطاعاتِ الكَثيرةَ والأَموالَ الجَزيلةَ لِيُساعِدوها على أن يكون وَلَدُها الأَميرُ أبو عليٍّ خَليفةً. قالوا: كيف الحِيلَةُ مع وَلِيِّ العَهدِ؟ فقالت: إذا دَخَلَ على والِدِه قَبَضتُ عليه. وكان يَدخُل على أَبيهِ كلَّ يَومٍ. فقالوا: لا بُدَّ لنا مِن أَحَدٍ مِن أَربابِ الدَّولةِ؛ فوَقَعَ اختِيارُهم على أبي المعالي ابن الكيا الهراسي، فدَعوهُ إلى ذلك، فأَجابَهم على أن يكونَ وَزيرًا، فبَذَلوا له ما طَلَبَ، فلمَّا استَقَرَّت القاعِدةُ بينهم وعَلِمَت أُمُّ أبي عليٍّ أَحضَرَت عِدَّةً من الجَواري وأَعطَتهُنَّ السَّكاكِينَ، وأَمَرَتهُنَّ بقَتلِ وَلِيِّ العَهدِ المُستَنجِد بالله. وكان له خَصِيٌّ صَغيرٌ يُرسِلُه كلَّ وَقتٍ يَتَعَرَّف أَخبارَ والِدِه، فرأى الجَوارِي بأَيدِيهِنَّ السَّكاكِينُ، ورَأى بِيَدِ أبي عليٍّ وأُمِّهِ سَيْفَينِ، فعادَ إلى المُستَنجِد فأَخبَرَهُ، وأَرسَلَت هي إلى المُستَنجِد تَقولُ له إن والِدَهُ قد حَضَرَهُ المَوتُ لِيَحضُر ويُشاهِدَه، فاستَدعَى أُستاذَ الدارِ عَضُدَ الدِّينِ وأَخَذَهُ معه وجَماعَةً من الفَرَّاشِين، ودَخَلَ الدارَ وقد لَبِسَ الدِّرْعَ وأَخَذَ بِيَدِه السَّيفَ، فلمَّا دَخلَ ثارَت به الجَوارِي، فضَرَب واحِدةً منهن فجَرَحَها، وكذلك أُخرَى، فصاحَ ودَخلَ أُستاذُ الدارِ ومعه الفَرَّاشون، فهَرَبَ الجَوارِي وأَخَذَ أَخاهُ أبا عليٍّ وأُمَّهُ فسَجَنهُما، وأَخذَ الجَوارِي فقَتَلَ منهن، وغَرَّقَ منهن، ودَفَعَ الله عنه، فلمَّا تُوفِّي المُقتَفِي جَلسَ المُستَنجِد للبَيْعَةِ، فبَايَعَهُ أَهلُه وأَقارِبُه، وأَوَّلُهم عَمُّهُ أبو طالِبٍ، ثم أَخوهُ أبو جَعفرِ بن المُقتَفِي، وكان أَكبرَ من المستنجد، ثم بايعه الوزير بن هبيرة، وقاضي القضاة، وأرباب الدولة والعلماء، وخطب له يوم الجمعة، ونُثرت الدراهمُ والدنانيرُ.

العام الهجري : 324 العام الميلادي : 935
تفاصيل الحدث:

هو عليُّ بنُ إسماعيلَ بنِ إسحاق بنِ سالم بن إسماعيلَ بنِ عبد الله بن موسى ابنِ أمير البصرةِ بلال بن أبي بُردة ابن صاحبِ رَسولِ اللهِ- صلَّى الله عليه وسلَّم- أبي موسى عبد الله بن قيس بن حضار الأشعري، اليماني، البصري. أبو الحسَن الأشعريُّ المتكلِّم المشهور، وُلِدَ بالبصرة سنة 260، وقيل: ولد سنة سبعين. كان عجبًا في الذَّكاء وقُوَّةِ الفَهمِ. يقولُ الذهبي: "لأبي الحسن ذكاءٌ مُفرِطٌ، وتبحُّرٌ في العِلمِ، وله أشياءُ حَسَنةٌ، وتصانيفُ جمَّة تقضي له بسَعةِ العلم" كان أوَّلَ أمرِه مع المعتزلةِ وتعَلَّم معهم، وعنهم أخذ حتى برع وصار إمامًا فيهم، حتى كان يتولَّى الجدلَ عن شيخِه الجُبَّائي، ولَمَّا برع في معرفةِ الاعتزال، كَرِه الجبَّائي وتبرَّأ منه، فأعلن رجوعَه عن الاعتزالِ وعمَّا كان يعتَقِدُه من معتقداتِهم، فمال إلى الفُقَهاءِ والمُحَدِّثين ثم أخذ يرُدُّ على المعتزلة، ويهتك عَوارَهم. قال الفقيه أبو بكر الصيرفي: "كانت المعتزلةُ قد رفعوا رؤوسَهم، حتى نشأ الأشعريُّ فحَجَرَهم في أقماعِ السِّمسِم" ولكنَّه لم يكُنْ كذلك على مِثلِ ما كان عليه المحَدِّثون من الاعتقادِ، فأصبح يشكِّلُ لنَفسِه مذهبًا مستقلًّا عُرِفَ إلى اليوم بالأشعريَّة، ثم بعد أن ظَلَّ فترةً على هذا المنوال مال بالكليَّة إلى مذهب المحَدِّثين كالإمام أحمد، والبربهاري، وغيرهم في الاعتقاد، ورجع عمَّا كان عليه, وألَّفَ لذلك كتابه الشهيرَ ((الإبانة عن أصول الدِّيانة))، فكانت مراحِلُه ثلاثة: الاعتزالُ، ثم الأشعريَّة، ثم رجع إلى أهل الحديثِ والأثَرِ، ومن مؤلَّفاتِه أيضًا: مقالات الإسلاميين، والرد على المجسمة وغيرها. قال زاهر بن أحمد السرخسي: "لَمَّا قَرُبَ حضورُ أجَلِ أبي الحسن الأشعري في دارِي ببغداد، دعاني فأتيتُه، فقال: اشهَدْ عليَّ أنِّي لا أكَفِّرُ أحدًا من أهل القِبلةِ؛ لأنَّ الكُلَّ يشيرونَ إلى معبودٍ واحدٍ، وإنَّما هذا كُلُّه اختلافُ العبارات" قلت- والكلام للذهبي-: "وبنحو هذا أدينُ، وكذا كان شيخُنا ابنُ تيميَّةَ في أواخِرِ أيَّامِه يقول: أنا لا أكَفِّرُ أحدًا مِن الأمَّةِ"

العام الهجري : 1420 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1999
تفاصيل الحدث:

وُلِدَ الشيخ عبد العزيز في الرياض في الثانيَ عَشَرَ من ذي الحِجة سنةَ 1330ه،ـ ونشأ في بيئة علمٍ وصلاحٍ، حفِظ القرآنَ قبل أنْ يبلُغَ سنَّ البلوغ، وكان قد بدأ يضعُفُ بصرُه إثْرَ مرضٍ أصابَه في عينَيْه حتى فقَدَ بصرَه نهائيًّا سنةَ 1350هـ، وعمرُه 20 عامًا، فزاد ذلك من هِمَّته لطلب العلمِ مُلازمًا العلماءَ بذكاءٍ مُفرطٍ، وذاكرةٍ حادَّةٍ، وسرعةِ بَديهةٍ، واستحضارٍ لمسائل العلمِ، معَ ما أُوتيَ من فِراسةٍ، وكان مُتواضِعًا زاهدًا حليمًا، واسعَ الصدرِ، كريمَ الأخلاق، وبرز -رحمه الله- في علومٍ شَتَّى في: التوحيد، والتفسير، والفقه، والأصول، والحديث، والفِرَق والمذاهب، وكان عالمًا ربَّانيًّا، تلقَّى علومَه على يد عدد من المشايخ مثلِ: الشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ، والشيخ سعد بن حمد بن عتيق، والشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ وغيرهم، وكان قد عُيِّن قاضيًا في الخَرْج، ثم الدلم، ثم أصبحَ بعد وفاة المفتي ابن إبراهيم مفتيًا للملكة العربية السعودية، وكان قد تولَّى التدريس بعد القضاء في المعهد العلمي بالرياض سنةَ 1372هـ، ثم أصبَحَ رئيسًا للجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية سنةَ 1395هـ، بعد أنْ كان نائبًا لرئيسها الأسبق ابن إبراهيم، كانت حياته مليئةً بالعلم والتعليم، قدَّم للأمة الإسلامية خلالَها من علمه وفِقهِه ما نفع اللهُ به المسلمين، ممَّا جعلَه إمامَ عصره بحقٍّ، وقد تركَ تُراثًا كبيرًا في شَتَّى العلوم من فتاوى، وشروح، ودروس في الفقه والتوحيد، وغيرها من فنون الإسلام، ومؤلَّفاتُه شاهدةٌ على صفاء ذهنِه وعِلمِه، وقد جُمعت رسائلُه وفتاواه في مجلَّدات، أمَّا وفاته فقد كان يشكو من عدة أمراضٍ -رحمه الله- ثم في ليلة الخميس ضاق نَفَسُه حتى نُقِلَ إلى مُستشفى الملك فَيْصل بالطائف، حيث تُوفيَ هناك في السابع والعشرين من محرم 1420هـ، ثم صُلِّيَ عليه في المسجد الحرام بعد صلاة الجمُعة، ودُفنَ في مَقبرةِ العدل، رحمه اللهُ تعالى، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيرَ الجزاء.

العام الهجري : 207 العام الميلادي : 822
تفاصيل الحدث:

ثارت بمدينةِ تدميرٍ فتنةٌ بين المُضَرية واليمانية، فاقتتلوا بلورقة، وكان بينهم وقعةٌ تعرَفُ بيوم المُضارة، قُتِل منهم ثلاثةُ آلاف رجل، ودامت الحربُ بينهم سبعَ سنين، فوكَلَ عبدُالرحمن بن الحكم بكَفِّهم، ومَنْعِهم، يحيى بنَ عبدِ الله بن خالد، وسيَّرَه في جميع الجيش، فكانوا إذا أحسُّوا بقرب يحيى تفَرَّقوا وتركوا القتال، وإذا عاد عنهم رجعوا إلى الفتنةِ والقتالِ، حتى عَيِيَ أمرُهم.

العام الهجري : 830 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1427
تفاصيل الحدث:

هو الملك المنصور عبد الله بن الناصر أحمد بن الأشرف إسماعيل بن الأفضل عباس بن المجاهد علي بن المؤيد داود بن المظفر يحيى بن المنصور عمر بن علي بن رسول متملك اليمن, وهو تاسع حكَّام دولة بني رسول باليمن، وحكم سنة واحدة فقط من 829 إلى 830. توفِّي في جمادى الأولى، وأُقيم مِن بَعدِه أخوه الأشرف إسماعيل.

العام الهجري : 1391 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1971
تفاصيل الحدث:

عادَت العَلاقات الدُّبلوماسيةُ بين السُّعودية والجُمهورية اليمنيةِ، وقام رَئيس وُزراء الجُمهورية العربيَّة اليَمَنيةِ عبد الله الحجريُّ بزِيارة الرياضِ. ونصَّ بلاغٌ سُعودي يَمَنيٌّ مشترَك على أنَّ الحُدودَ بين البلدينِ ثابتةٌ ونهائيةٌ، كما نصَّت عليها معاهدةُ الطائفِ عام 1353هـ / 1934م. وأدَّى تقارُب صَنعاءَ مع الرِّياضِ إلى تَحسين عَلاقات اليمنِ الشماليِّ بالولايات المتحِدةِ وبريطانيا وألمانيا الغربيةِ، وإلى إضْعاف روابطِ التعاوُنِ مع البُلدانِ الاشتراكيةِ.

العام الهجري : 1419 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1999
تفاصيل الحدث:

قامت مجموعةٌ من قواتِ الكوماندوس التركيةِ بخطفِ القائد الكردي "عبد الله أوجلان"، وهو في دولة كينيا، وذلك في 15 فبراير 1999م، وأعادته إلى تركيا، في عملية مشتركة بين قوات وَكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، ووَكالة الاستخبارات الوطنية التركية (MIT)، وتمَّ نقلُه بعدَها جوًّا إلى تركيا.
وُلد "أوجلان" عام 1949م، وأسَّس حزب العمَّال الكردستاني ذا الميول الشيوعية، ونفَّذ عددًا من العمليات الإرهابية في تركيا.