الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2458 ). زمن البحث بالثانية ( 0.006 )

العام الهجري : 726 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1326
تفاصيل الحدث:

هو السلطانُ الغالب بالله أبو الوليد إسماعيل بن الفرج بن إسماعيل بن يوسف بن نصر صاحِبُ غرناطة والأندلس من بلاد المغرب، وكان مولده سنة 680، وكان من أجَلِّ ملوك المغرب، واستولى على الأندلُسِ ثلاث عشرة سنة، وملك البلادَ في حياة أبيه الفرج، وكان أبوه متوليًا إذ ذاك لمالقةَ، فلما أراد إسماعيلُ هذا الخروجَ لامَه أبوه، فقبض إسماعيلُ على أبيه، وعاش أبوه في سلطنتِه بعد ذلك عزيزًا مُبَجَّلًا إلى أن مات في ربيع الأول سنة 720 بعد أن شاخ. وقد كان الذي نهض بتمليك إسماعيل هو أبو سعيد ابن أبي العلاء المريني وابن أخيه أبو يحيى، وكان أبو الوليد سلطانًا مَهيبًا شُجاعًا حازِمًا ناهِضًا بأعباءِ المُلكِ عديمَ النظير عظيمَ السطوة، هزم الله جيوش الكفر على يده سنة تسع عشرة وأباد ملوك دين الصليب، ثم وثب عليه ابنُ عَمِّه فقتله في ذي القعدة، ثم قُتِلَ قاتِلُه وأعوانُه في يومهم وذلك سنة 726 وتملك بعده ولَدُه محمد أعوامًا.

العام الهجري : 750 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1349
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ الشيخ علاءُ الدين علي ابنُ القاضي فخر الدين عثمان بن إبراهيم بن مصطفى المارديني الحنفي المعروف بالتركماني، ومولِدُه في سنة 683، كان إمامًا فقيهًا بارعًا نحويًّا أصوليًّا لغويًّا، أفتى ودرَّس واشتغل وألَّف وصَنَّف، وكان له معرفةٌ تامَّةٌ بالأدب وأنواعه، وله نظمٌ ونَثرٌ، كان إمامَ عَصرِه لا سيَّما في العلوم العقلية والفقه أيضًا والحديث، وتصدى للإقراءِ عِدَّة سنين، وتولى قضاء الحنفيَّة بالديار المصرية في شوال سنة 748، عوضًا عن قاضي القضاة زين الدين البسطامي، وحسُنَت سيرته، ودام قاضيًا إلى أن مات، وتولى عِوَضَه ولده جمال الدين عبد الله، من مصَنَّفاته كتاب بهجة الأريب في بيان ما في كتاب الله العزيز من الغريب، والمنتخب في علوم الحديث، والمؤتلف والمختلف، والضعفاء والمتروكون، والدر النقي في الرد على البيهقي، ومختصر المحصل في الكلام، ومقدمة في أصول الفقه، والكفاية في مختصر الهداية، ومختصر رسالة القشيري، وغير ذلك. توفِّيَ يوم الثلاثاء عاشرَ المحَرَّم بالقاهرة.

العام الهجري : 842 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1438
تفاصيل الحدث:

هو الشيخ الإمام الحافظ محدث الشام شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبى بكر بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن مجاهد بن يوسف بن محمد بن أحمد بن علي، المعروف بابن ناصر الدين القيسي الحموي الدمشقي الشافعي. ولد بدمشق سنة 777, طلب الحديث، فصار حافظ بلاد الشام من غير منازع، ووليَ مشيخة دار الحديث بالأشرفية, وصنَّف عدة مصنَّفات؛ منها: تحفة الإخباري بترجمة صحيح البخاري، وعقود الدرر في علوم الأثر، والرد الوافر في الدفاع عن ابن تيمية، وله التنقيح في حديث التسبيح، وله برد الأكباد عند فقد الأولاد، وله فضل عشر ذي الحجة ويوم عرفة، وغيرها من المصنفات الدالة على غزير علمه في الحديث والفقه. كان متأثرًا بشيخ الإسلام ابن تيمية. توفي في الثامن والعشرين ربيع الآخر بدمشق، وقيل: إنه قُتِل شهيدًا في إحدى قرى دمشق.

العام الهجري : 1015 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1606
تفاصيل الحدث:

دعا الشيخ المأمون ابن السلطان أحمد المنصور السعدي تجارَ فاس فاستسلف منهم مالًا كثيرًا وأظهر من الظلمِ وسوءِ السيرة وخُبث السريرة ما هو شهيرٌ به، ثم تتبَّع قوَّاد أبيه فنهب ذخائِرَهم واستصفى أموالَهم وعذَّب من أخفى من ذلك شيئًا منهم، ثم جهز جيشًا لقتال أخيه أبي فارس بمراكش، وكان عدد الجيش نحو الثمانية آلاف، وأمَّرَ عليه ولده عبد الله فسار بجيوشه فوجد أبا فارس بمحلتِه في موضع يقال له إكلميم، ويقال في مرس الرماد، فوقعت الهزيمةُ على أبي فارس وقُتِل نحو المائة من أصحابِه ونُهِبت محلتُه، وفرَّ هو بنفسه إلى مسفيوة، ودخل عبد الله بن الشيخ مراكش فأباحها لجيشه، فنهبت دورَها واستبيحت محارمَها واشتغل هو بالفساد، ومن يشابِهْ أباه فما ظلم!! حتى حُكِي أنَّه زنى بجواري جدِّه المنصور واستمتع بحظاياه، وأكل في شهر رمضان وشَرِب الخمرَ فيه جِهارًا، وعكف على اللذات، وألقى جلباب الحياء عن وجهه، وكان دخولُه مراكش في العشرين من شعبان من هذه السنة.

العام الهجري : 1233 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1818
تفاصيل الحدث:

لما انهار حكمُ الدولة السعودية على يدِ إبراهيم باشا ودُمِّرَت الدرعية، كَثُر في نجد الاختلافُ والاضطراب ونَهْب الأموال وقَتْل الرجال، وتقدم أناسٌ وتأخَّر آخرون، يقول ابن بشر: "قلتُ: وانحل فيها نظامُ الجماعة والسَّمع والطاعة، وعُدم الأمرُ بالمعروف والنهيُ عن المنكر، حتى لا يستطيعَ أحد أن ينهى عن منكرٍ أو يأمُرَ بطاعةٍ، وعُملَ بالمحرَّمات والمكروهات جهرًا، وليس للطاعاتِ ومَن عَمِلَ بها قَدْرٌ، وجُرَّ الرباب والغناء في المجالس وسُفت الذواري على المجامع والمدارس، وعُمرت المجالس بعد الأذان للصلاة، واندرس معرفةُ الأصول وأنواع العبادات، وسُلَّ سيف الفتنة بين الأنام، وصار الرجل في جوف بيته لا ينامُ، وتعذرت الأسفار بين البلدانِ، وتطاير شَرَرُ الفتن في الأوطان، وظهرت دعوى الجاهلية بين العبادِ، وتنادَوا بها على رؤوس الأشهادِ، فلم تزل هذه المحن على الناس متتابعةً حتى أتاح الله لها نورًا ساطعًا وسيفًا لمن أثار الفتن.. تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود.

العام الهجري : 1386 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1966
تفاصيل الحدث:

هو الشيخُ العلامة أبو عبد الله عبد الرحمن بن يحيى بن علي بن أبي بكر المعَلِّمي العتمي اليمني، وُلِدَ في أولِ سنة 1313هـ بقرية المحاقرة التابعة لمحافظة صنعاء، قرأ القرآنَ على والدِه، ثم درس في المدرسةِ الحكومية، وتعلَّم القرآنَ والتجويدَ والحسابَ، ثم قرأ النحو، ثم ارتحل إلى جازان سنة 1336هـ، فترأَّس فيها القضاءَ، ثم ارتحل إلى عَدَن ثمَّ الهند مصحِّحًا لكتب الحديث وعلومه، ثمَّ إلى مكة سنة 1371هـ وكان بارعًا في علم الحديثِ والرِّجالِ والجَرح والتعديل، وله مؤلفات، منها: ((التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل))، و ((الأنوار الكاشفة بما في كتاب أضواء على السُّنَّة من الزلل والتضليل والمجازفة))، في الردِّ على أبي رَيَّة. و ((علمُ الرجال وأهميته))، وله بحوث كثيرة مستقِلَّة، وله تحقيقات، منها تحقيق كتاب الرد على الأخنائي لابن تيمية، والفوائد المجموعة، والجَرح والتعديل وتقدِمتُه، والمنار المنيف في الصحيح والضعيف، وغيرها كثير، توفي رحمه الله في مكَّةَ المكرمة، وعمره ثلاث وسبعون سنة.

العام الهجري : 746 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1346
تفاصيل الحدث:

قَصَد نائِبُ حَلَب سيس لطَلَب الحملِ، وقد كان تكفور صاحِبُها قد كتب في الصالحِ إسماعيل بأنَّ بلادَه خَرِبَت، فسُومِحَ بنِصفِ الخراج، فلمَّا وصل إليه قاصِدُ نائب حلب جَهَّز الحمل، وحضر كبيرُ دولته ليحَلِّفوه أنَّه ما بقى أسيرٌ مِن المسلمين في مملكتِه، كما جَرَت العادة في كل سنةٍ بتَحليفِه على ذلك، وكان في أيديهم عِدَّةٌ من المسلمين أسرى، فبَيَّتَ مع أصحابِه قَتْلَهم في الليلةِ التي تكونُ خلفه في صبيحتِها، فقَتَل كُلُّ أحدٍ أسيرَه في أوَّلِ اللَّيلِ، فما هو إلَّا أن مضى ثلثا الليلِ فخرجت في الثلث الأخير من تلك الليلة ريحٌ سوادء، معها رعدٌ وبَرقٌ أرعَبَ القلوب، وكان من جملةِ الأسرى عجوزٌ من أهل حلب في أسرِ المنجنيقيِّ، ذبَحَها عند المنجنيق، وهي تقول: " اللهُمَّ خُذِ الحَقَّ منهم " فقام المنجنيقيُّ يشرَبُ الخَمرَ مع أهله بعد ذَبحِها، حتى غلَبَهم السُّكرُ وغابوا عن حِسِّهم، فسَقَطَت الشمعةُ وأحرَقَت ما حولها، حتى هَبَّت الريحُ، فتطاير شَرَرُ ما احترق من البيت حتى اشتعَلَ بما فيه، وتعلقت النيران مما حوله حتى بلَغَت مَوضِعَ تكفور، ففَرَّ بنفسه، واستمَرَّت النار مدة اثني عشَرَ يومًا، فاحترق أكثَرُ القلعة، وتلف المنجنيقُ كُلُّه بالنار، وكان هو حصن سيس، ولم يُعمَلْ مِثلُه، واحترق المنجنيقي وأولادُه الستَّة وزوجته، واثنا عشر رجلًا من أقاربه، وخَرِبَت سيس، وهُدِّمَ سُورُها ومساكِنُها، وهلك كثيرٌ مِن أهلِها، وعَجَز تكفور عن بنائِها.

العام الهجري : 75 العام الميلادي : 694
تفاصيل الحدث:

حَكَم الحَجَّاجُ بن يوسُف بعدَ أن قَضى على ابنِ الزُّبيرِ، حَكَم الحِجازَ كُلَّها ثمَّ وَلَّاهُ عبدُ الملك أَمْرَ العِراق بدلًا مِن خالدِ بن عبدِ الله القَسْريِّ، فصارت العِراق للحَجَّاج، وخُطْبَتُهُ فيها مشهورة، فأَمْسَك زِمامَ الأُمورِ فيها بِشِدَّةٍ فدانَتْ له وخَضَعت.

العام الهجري : 161 العام الميلادي : 777
تفاصيل الحدث:

أمر المهديُّ ببناء القصورِ في طريق مكَّة، وأمر بتوسيعِ القُصور التي كان بناها السفَّاح، كما قام بتجديد الأميال والبِرَك ومصانع المياه، وحفر الرَّكايا؛ كلُّ ذلك تسهيلًا للمسافرينَ في طُرُقِهم، كما أمرَ أن تُقصَّرَ كُلُّ المنابرِ إلى قَدْرِ ارتفاعِ مِنبرِ الرَّسولِ صلَّى الله عليه وسلَّم، ولا يُزادَ على ذلك.

العام الهجري : 635 العام الميلادي : 1237
تفاصيل الحدث:

بعد اغتيال محمد بن يوسف بن هود انهارت دولتُه وانتهت، فقامت في غرناطة دولةُ بني نصر من بني الأحمر بعد أن تحرَّرَت من سيطرة بني هود, بزعامة أبي عبد الله بن يوسف بن نصر, ودولة بني الأحمر هي آخرُ دول الطوائفِ في الأندلس.

العام الهجري : 830 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1427
تفاصيل الحدث:

في شهر ربيع الآخر قَدِمَ الخبر بتشتت أهل المدينة النبوية، وانتزاحهم عنها؛ لشدة الخوف وضياع أحوال المسجد النبوي، وقلة الاهتمام بإقامة شعائر الله فيه، منذ كانت كائنة المدينة، فرُسِم الأمير بكتمر السعدي أحد أمراء العشرات إلى المدينة فأخذ في تجهيز حالِه.

العام الهجري : 952 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1545
تفاصيل الحدث:

استولى العثمانيون على تلمسان بقيادة حسن بن خير الدين بربروسا، وذلك في أواسط شعبان، وأخرج منها الأمير أحمد ابن الأمير عبد الله ووزيره منصور بن أبي غانم ولَحِقا بدبدو، واستمرَّت تلمسان في يد العثمانيين إلى أواسط صدر المائة الثالثة عشرة.

العام الهجري : 1235 العام الميلادي : 1819
تفاصيل الحدث:

جاء تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود، فدخل الدرعيَّةَ وتخلَّصَ من ابن مَعمَر، وانتقل إلى الرياض وجعلها مقرًّا لحُكمِه، فقَدِمَت حملاتٌ عثمانية أجبرته على الخروجِ مِن الرياض، واتجه إلى الجنوب وظَلَّ في بلدة الحلوة ثلاثَ سَنَواتٍ يجمَعُ الأنصار.

العام الهجري : 1420 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1999
تفاصيل الحدث:

حَكَمَت محكمةُ أمن الدولة في تركيا على عبد الله أوجلان بالقتل، وصادقت محكمةُ التمييز على الحُكم، ولكنَّ محكمة أمن الدولة التركية حوَّلت قرار القتل إلى الأشغال الشاقَّة المؤَبَّدة مدى الحياةِ عقِبَ إلغاءِ البرلمان التركي عقوبةَ القتل في البلادِ من عام 2002م.

العام الهجري : 1218 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1803
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ عبد العزيز بن محمد بن سعود بن محمد بن مقرن، ولِدَ 1132هـ/1720م ونشأ في الدرعيَّة، ونهل من علومِها الشرعية، ودرس على عُلَماء عصره، وأبرزهم الشيخُ محمد بن عبد الوهاب في العُيَينة، وبعد قدومه الدرعية عام 1157هـ شارك في كثير من المعارك والحروبِ في حياة أبيه, وبعد وفاةِ والده تولَّى الحكمَ سنة 1179هـ, وأكمل بناءَ الدولة ونشر الدعوةَ الإصلاحية التي بدأ بها والده الإمام محمد بمؤازرة الإمامِ محمد بن عبد الوهابِ وتوجيهِه، يقول ابن بشر: "وما يجيءُ إلى الدرعية من دقيقِ الأشياء وجليلِها تُدفَعُ إليه- أي إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب- بيده ويضعُها حيث يشاء. ولا يأخذ عبد العزيز ولا غيرُه من ذلك شيئًا إلا عن أمرِه، بيَدِه الحَلُّ والعقدُ، والأخذ والإعطاء، والتقديم والتأخير، ولا يركب جيشٌ ولا يصدُرُ رأيٌ مِن محمد وابنِه عبد العزيز إلَّا عن قوله ورأيه. فلما فتح اللهُ الرياض واتسَعَت ناحية الإسلام وأمِنَت السبُلُ وانقاد كل صعبٍ من بادٍ وحاضر، جعل الشيخ الأمرَ بيد عبد العزيز وفوَّض أمور المسلمين وبيتَ المال إليه. وانسلخ منها ولَزِم العبادةَ وتعليم العِلمِ، ولكن ما يقطَعُ عبد العزيز أمرًا دونه ولا ينفِّذُه إلا بإذنه" وفي عهدِه امتَدَّ نفوذ الدولة إلى الرياض وجميع بلدان الخرج، ووادي الدواسر في الجنوب، وفي الشمال امتد إلى القصيم ودومة الجندل بالجوف، ووادي سرحان وتيماء وخيبر والعراق, وفي الشرق تمكَّن الإمام عبد العزيز من السيطرةِ على الأحساءِ وإنهاء حكم بني خالد فيها, والبريمي التي كانت خاضعة لحكم قطر لسنوات طويلة، وامتد نفوذُ الدولة وانتشرت الدعوةُ إلى البحرين وعمان عن  طريق ولاءِ قبائل المنطقة ودفْعِها الزكاةَ لدولة الدرعية, وفي الغربِ امتَدَّ نفوذ الدولة إلى شرقي الحجاز, في الجنوب الغربي وصل نفوذ الدولة إلى بيشة والليث وجازان, وقد تحقَّق فيها الأمن والإيمان حتى أَمِنت البلدان والسبل. يقول ابن بشر: "كانت الأقطارُ والرعية في زمنه مطمئنةً في عيشةٍ هنيئة، وهو حقيق بأن يلقَّب مهديَّ زمانه؛ لأن الشخص الواحد يسافر بالأموال العظيمة أيَّ وقت شاء شتاء أو صيفًا، يمنًا أو شامًا، شرقًا وغربًا، في نجد والحجاز واليمن وتهامة وغير ذلك، لا يخشى أحدًا إلا الله فلا يخشى سارقًا ولا مكابرًا. وكانت جميعُ بلدان نجد من العارض والخرج والقصيم والوشم والجنوب وغير ذلك من النواحي في أيام الربيع يسَيِّبون جميع مواشيهم في البراري والمفالي من الإبل والخيل الجياد والبقر والأغنام وغير ذلك، ليس لها راعٍ ولا مراعٍ، بل إذا عَطِشت وردت على البلدانِ ثمَّ تصدُرُ إلى مفالها حتى ينقضيَ الربيع أو يحتاجون لها أهلها". وكانت دولتُهم تُعرَف بدولةِ آل مقرن في الدرعية إلى نهايةِ عهد الإمام عبد العزيز، وفي عهد ابنه سعود الكبير، نُسِبَت الدولة إلى اسم العائلة فعُرِفَت بالدولة السعودية. اغتال الإمامَ عبد العزيز شيعةُ العراق انتقامًا  لِما أصابهم في غزوةِ كربلاء قبل عامين, يقول ابن بشر: "قُتِل الإمامُ عبد العزيز بن محمد بن سعود في مسجدِ الطريف المعروف في الدرعية وهو ساجِدٌ في أثناء صلاة العصر؛ مضى عليه رجلٌ قيل إنَّه كردي من أهل العمادية بلد الأكراد المعروفةِ عند الموصل اسمُه عثمان، أقبل من موطنه لهذا القصدِ مُحتَسِبًا حتى وصل الدرعية في صورة درويش وادَّعى أنه مهاجر, وأظهر النسُكَ بالطاعة، وتعلمَ شيئًا من القرآن فأكرمه عبد العزيز وأعطاه وكساه... وكان قصدُه غيرَ ذلك، فوثب عليه في الصف الثالث والناسُ في السجودِ فطعنه في أبهرِه، رحمه الله، أو في خاصرته أسفلَ البطن بخنجرٍ كان قد أخفاه وأعده لذلك، وقد تأهب للموت فاضطرب المسجِدُ وماج بعضُه في بعض ولم يكن يدرون ما الأمر... وكان لَمَّا طُعن عبد العزيز أهوى إلى أخيه عبد الله وهو في جانبِه وبَرَك عليه ليطعنَه، فنهض عليه وتصارعا وجرح عبد الله جرحًا شديدًا، ثم إنَّ عبد الله صرعه وضربه بالسَّيفِ، وتكاثر عليه الناس فقتلوه، وقد تبين لهم وجه الأمرِ، ثمَّ حُمل الإمام إلى قصرِه وقد غاب ذهنُه وقرُبَ نزعُه لأنَّ الطعنة قد هوت إلى جوفِه، فلم يلبث أن توفِّيَ بعدما صعدوا به القصر رحمه الله تعالى وعفا عنه، واشتد الأمرُ بالمسلمين وبُهِتوا" وذلك في أواخر شهر رجب لهذا العام, كان الأميرُ سعود حين قُتِل والده في نخل له في الدرعية، فلما بلغه الخبر أقبل مسرعًا، واجتمع الناس عنده فقام فيهم ووعظهم موعظةً بليغة وعزَّاهم, فقام الناسُ فبايعوه خاصتُهم وعامتهم، وعزَّوه في أبيه، ثم كتب إلى أهل النواحي نصيحةً يَعِظُهم ويخبرهم بالأمر ويعزِّيهم ويأمرُهم بالمبايعة، وكل أهل بلد وناحية يبايعون أميرَهم لسعود، فبايعه أهلُ النواحي والبلدان ورؤساء قبائل العربان، ولم يختلف منهم اثنان.