الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 1937 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 638 العام الميلادي : 1240
تفاصيل الحدث:

استولى الصالح نجم الدين أيوب على مصر، ثم استولى عمه الصالح إسماعيل على دمشق، ثم إن الناصر داود بن الملك المعظَّم الذي كان أطلق الصالح نجم الدين أيوب مِن أسرِه إلى مصر فمَلَكها على أن يعطيه بعضَ البلاد فخلفه، فانحاز إلى الصالح إسماعيل ومعهم كذلك صاحب حمص، كل هذه الأمور من النزاعات بين أمراء البيت الأيوبي أدت إلى تولد شرارة الحرب بينهم، فخاف الصالح عماد الدين صاحب دمشق من الملك الصالح نجم الدين صاحب مصر، فكاتب الفرنج، واتفق معهم على معاضدته ومساعدتِه، ومحاربة صاحب مصر، وأعطاهم قلعةَ صفد وبلادها، وقلعة الشقيف وبلادها، ومناصفة صيدا وطبرية وأعمالها، وجبلَ عاملة وسائر بلاد الساحل، وعزم الصالح عماد الدين على قصد مصر لِمَا بلغه من القبض على المماليك الأشرفية والخُدَّام ومُقَدَّمي الحلقة وبعض الأمراء، وأن من بقي من أمراء مصر خائف على نفسه من السلطان، فتجهَّز وبعث إلى المنصور صاحب حمص، وإلى الحلبيين وإلى الفرنج يطلب منهم النجدات، وأذن الصالح إسماعيل للفرنج في دخول دمشق وشراء السلاحِ، فأكثروا من ابتياع الأسلحة وآلات الحرب من أهل دمشق، فأنكر المسلمون ذلك، ثمَّ برز الصالح إسماعيل من دمشق، ومعه عساكِرُ حمص وحلب وغيرها، وسار حتى نزل بنهر العوجاء، فبلغه أن الناصر داود قد خيم على البلقاء، فسار إليه، وأوقع به، فانكسر الناصرُ داود، وانهزم إلى الكرك وأخذ الصالحُ أثقاله، وأسَرَ جماعة من أصحابه، وعاد إلى العوجاء وقد قَوِيَ ساعده واشتدت شوكتُه، فبعث يطلب نجدات الفرنج، على أنَّه يعطيهم جميع ما فتحه السلطان صلاح الدين يوسفُ، ورحل ونزل تل العجول فأقام أيامًا، ولم يستطع عبور مصر، فعاد إلى دمشق؛ وذلك أن الملك الصالح نجم الدين لما بلغه حركة الصالح إسماعيل من دمشق ومعه الفرنج، جرَّد العساكِرَ إلى لقائه، فألقاهم، وعندما تقابل العسكران ساقت عساكر الشام إلى عساكر مصر طائعةً، ومالوا جميعًا على الفرنج، فهزموهم وأسَرُوا منهم خلقًا لا يُحصَون، وبهؤلاء الأسرى عَمَرَ السلطان الملك الصالح نجم الدين قلعةَ الروضة، والمدارس الصالحية بالقاهرة، ثم تمَّ الصلح مع الفرنج، وأطلق الملك الصالح نجم الدين الأسرى بمصر من الجنود والفرسان والرجَّالة.

العام الهجري : 647 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1249
تفاصيل الحدث:

هو السُّلطانُ الملك الصالحُ نجمُ الدين أيوب بن السلطان الملك الكامِل ناصِرِ الدين محمد بن السلطان الملك العادل أبي بكر محمد بن الأمير نجم الدين أيوب بن شاذي. وُلِدَ سنة 603 بالقاهرة، فلمَّا قَدِمَ أبوه دمشقَ في آخر سنة خمس وعشرين استنابه على ديار مصر، فلمَّا رجع انتقَدَ عليه أبوه أحوالًا، ومال عنه إلى ولَدِه الملك العادل الثاني. ولما استولى الكامِلُ على حران، وعلى حِصنِ كيفا وآمد وسنجار سلطَنَه على هذه البلادِ، أرسل الملك الصالح أيوب إليها, فلما توفِّيَ الكامل تملَّك بعده ديارَ مصر ابنُه العادل الثاني أبو بكر، فطَمِعَ الملك الصالح وقَوِيَت نفسُه، وكاتَبَ الأمراء، واستخدم الخوارزميَّة, واستقَرَّت له الأحوال، وسَلَّم له أمراء بني أيوب، وتفرَّغ لجهاد الصليبيين حتى استردَّ بيت المقدسِ منهم مرةً ثانيةً في أيَّامه, وأستكثر من استجلاب المماليك لمساعدتِه في حروبه ضِدَّ الصليبيين. كان السلطان أيوب في دمشق ثمَّ سار عنها في المحرَّم إلى مصرَ بعد أن سَمِعَ بوصول الفرنجِ إلى سواحل مصر من دمياط، وكان قد أصابه المرضُ ولم يقدر السلطاُن على الحركة لمرضه، ونودي في مصر من كان له على السلطانِ أو عنده له شيءٌ، فليحضر ليأخُذَ حَقَّه، فطلع الناسُ وأخذوا ما كان لهم، ثم لما كان ليلة الاثنين نصف شعبان مات السلطان الملك الصالح بالمنصورة، وهو في مقابلةِ الفرنج، عن أربع وأربعين سنة، بعدما عهد لولده الملك المعظَّم توران شاه، وكانت مُدَّة ملكه بمصر عشر سنين إلا خمسين يومًا، فغسَّلَه أحد الحكماء الذين تولوا علاجه، لكي يخفى موتَه، وحُمِلَ في تابوت إلى قلعة الروضة، وأخفى موتَه، فلم يشتهر إلا في شوَّال بعد وصول ابنه المعظم توران شاه مصر، ثم نُقِلَ بعد ذلك بمدة إلى تربته بجوارِ المدارس الصالحية بالقاهرة، وقد كانت كَتَمَت جاريته أم خليل المدعوَّة شجرةَ الدرِّ مَوتَه، وأظهرت أنَّه مريضٌ لا يُوصَلُ إليه، وبَقِيَت تُعلِمُ عنه بعلامتِه سواء، وأعلمت إلى أعيان الأمراء فأرسلوا إلى ابنه الملك المعظم توران شاه وهو بحصن كيفا فأقدموه إليهم سريعًا، وذلك بإشارةِ أكابر الأمراء منهم فخر الدين بن الشيخ الشيوخ، فلما قَدِمَ عليهم مَلَّكوه عليهم وبايعوه أجمعينَ.

العام الهجري : 825 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1422
تفاصيل الحدث:

ما زال برسباي قائمًا بتدبير أمر الدولة، ثم أحَبَّ أن يُطلَق عليه اسمُ السلطان لما خلا له الجو؛ فإنه كان ينافسه جنبك  الصوفي، وقد استطاع طرباي التخلص منه، ثم استطاع برسباي بمكيدة كذلك التخلص من طرباي وسجنه، ولما تم أمر الأمير برسباي فيما أراد من القبض على الأمير طرباي والاستبداد بالأمر، أخرج الأمير سودون الحموي منفيًّا إلى ثغر دمياط، ثم أخذ في إبرام أمره ليترقى إلى أعلى المراتب، فلم يلقَ في طريقه من يمنعه من ذلك، وساعده في ذلك موت الأمير حسن بن سودون الفقيه خال الملك الصالح محمد بن ططر في يوم الجمعة الثالث عشر صفر، فإنه كان أحد مقدمي الألوف وخال السلطان الملك الصالح، وكان جميع حواشي الملك الظاهر ططر يميلون إليه، فكُفِيَ الأمير برسباي همَّه أيضًا بموته، فلما رأى برسباي أنَّه ما ثَمَّ عنده مانع يمنعه من بلوغ غرضه بالديار المصرية، خَشِيَ عاقبة الأمير تنبك ميق نائب الشام، وقال: لا بدَّ من حضوره ومشورته فيما نريد فِعلَه، فندب لإحضاره الأمير ناصر الدين محمد ابن الأمير إبراهيم ابن الأمير منجك اليوسفي، فحضر ثم خلا به الأمير برسباي وتكلم معه واستشاره فيمن يكون سلطانًا؛ لأن الديار المصرية لا بد لها من سلطان تجتمع الناس على طاعته، ثم قال له: وإن كان ولا بد فيكون أنت، فإنك أغاتنا وكبيرنا وأقدَمنا هجرةً، فاستعاذ الأمير تنبك من ذلك وقام في الحال، وقَبَّل الأرض بين يديه، وقال: ليس لها غيرك، فشكر له الأمير برسباي على ذلك، ثم اتفق جميع الأمراء على سلطنته، وخلع الملك الصالح محمد بن ططر من السلطنة، فوقع ذلك يوم الأربعاء ثامن شهر ربيع الآخر، فكانت مدة حكم الملك الصالح أربعة أشهر وثلاثة أيام, وتم الخلع بموافقة نائب الشام على ذلك، واستُدعِيَ الخليفة والقضاة، وقد جُمع الأمراء وأرباب الدولة، فبايعه الخليفة في هذا اليوم الأربعاء، ولُقِّبَ بالملك الأشرف أبي العز، ونودي بذلك في القاهرة ومصر، وهو السلطان الملك الأشرف سيف الدين أبو النصر برسباي الدقماقي الظاهري، وأصل الملك الأشرف هذا شركسي الجنس، وجُلِب من البلاد فاشتراه الأمير دقماق المحمدي الظاهري نائب ملطية، وأقام عنده مدة، ثم قدمه إلى الملك الظاهر برقوق في عدة مماليك أخر، ثم أعتقه السلطان الظاهر برقوق.

العام الهجري : 1346 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1927
تفاصيل الحدث:

هو سعدُ بنُ إبراهيم زغلول، لُقب بزعيم نهضة مصر السياسية، وكان من أبرز خطبائِها في عصره. ولِدَ في إبيانة من قرى الغربية في يوليو عام 1858م وتوفِّيَ والده وهو في الخامسة، التحق سعد زغلول في السابعة من عمره بكُتَّاب القرية، حيث مكث فيه خمس سنوات، تعلَّم فيه القراءة والكتابة، وحَفِظ القرآن الكريم في سنة 1873م. ثم انتقل سعد زغلول إلى القاهرة للالتحاق بالأزهر، وتتلمذ على يد الشيخ محمد عبده، ولازم جمالَ الدين الأفغاني مدة، واشتغل بالتحرير في جريدة الوقائع المصرية مع الشيخ محمد عبده، واشترك بالثورة العُرابية، وقُبِض عليه سنة 1299هـ بتهمة الاشتراك في جمعية سرية، قيل إنها تسعى لقلب نظام الحكومة، فسُجِن شهورًا، ثم أُفرِجَ عنه، وحصل على إجازة الحقوق، واشتغل بالمحاماةِ حتى اختيرَ قاضيًا ثم مستشارًا، ثم تولى وزارة المعارف، فالعدل، فوكالة رئاسة الجمعية التشريعية، وقاد مصر بعد الحرب العالمية الأولى فتسَلَّم رئاسة الوزراء، ورئاسة مجلس النواب، وقام بالثورات ضِدَّ الإنجليز وظهر في صورة البطل الذي عَمِلَ على استقلال البلاد، مع أنَّ كل ما كان يفعَلُه تحت مرأى ومسمع إنجلترا!! وكان منعه من العمل السياسي واعتقالُه ونفيُه أكثَرَ من مرة قد ساهم في جعله زعيمًا وطنيًّا نافس زعماء وطنيين مصريين، مثل: مصطفى كامل، وخليفته محمد فريد، بل قيل إن بريطانيا هي من كلَّفته بالعمل للسفر إلى باريس لعَرضِ قضية استقلال البلاد، ومع ذلك منعته من السفر، ثم نفته إلى مالطا؛ ليصبح بذلك بطلًا وزعيمًا وطنيًّا يُصَفِّق لكل قراراته الجمهورُ المصري!! وكانت زوجته صفية فهمي التي تُعرَف بصفية زغلول على مبدأ الغربِ، هي من قامت بحرق حجابها بعد أن خلعَتْه هي وهدى شعراوي في ميدان الإسماعيلية في إحدى المظاهرات المنَدِّدة بالاحتلال الإنجليزي لمصر خلال ثورة 1919م!! لَمَّا عاد سعد زغلول من بريطانيا سنة 1920م كبطل وزعيم قومي أُعِدَّ لاستقباله خيمتان كبيرتان: خيمة للرجال، وخيمة للنساء، ولَمَّا نزل من الطائرة بدلًا من أن يتجه إلى خيمة الرجال توجَّه إلى خيمة النساء، وكانت مليئة بالنساء المحجَّبات، فلما وصل الخيمة استقبلته هدى شعراوي أمام الناس جميعًا، وعليها حجابُها، فنزع حجابَها عن وجهها فصَفَّقَت هي وصَفَّق جميعُ النساء الحاضرات ونزَعْن حجابهن!!

العام الهجري : 1408 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1988
تفاصيل الحدث:

دخلتِ العراق في حربٍ مع إيران، ولكن لم تكن هي الجبهة الوحيدة التي يُقاتل عليها العراقيُّون في ذلك الوقت، فقد كانت مُشكلة الأكراد ما تزال قائمةً، ولما كانت العراق لا تستطيع أن تُقاتل على جبهتينِ معًا، لجأت إلى المباحثات مع جلال الطالباني رئيس حزب الاتحاد الوطني الكردي، ووقفِ القتال، فتمَّ التفاهم معه في ربيع الأول 1404هـ / ديسمبر 1983م على إطلاقِ تسعة وأربعين سجينًا سياسيًّا، وعودةِ ثمانية آلافِ عائلةٍ كُرديَّةٍ إلى مناطقها في كُردستان، بعد أن كانوا أُجبروا على الإقامة بجنوب العراق، وشمول مِنطَقة الحكم الذاتي للأكراد على مِنطَقة كركوك الغنية بالنفط، وإعطاءِ نِسبةٍ ثابتةٍ للأكراد من النفط تتراوح بين عِشرينَ إلى ثلاثينَ بالمائة، ثم بعد فترة تغيَّر موقفُ الرئيس العراقي صدام حسين تجاه الاتحاد الوطني الكُردي، والحزب الشُّيوعي الكُردي بعد الدَّعم الدولي للعراق، فعاد لاستئناف الحِوار بشكلٍ جَدَليٍّ، وحاولتِ العراق التفاهُمَ مع تركيا للقضاء على المقاومة الكُردية، وبالتالي رفَضَ حزبُ الاتحاد الوطني الكردي العرضَ العراقيَّ بالعفو عن السياسيين، فانهارتِ المفاوضات حول الحكم الذاتي، وعاد القتال معهم ثانية بعد أن توقَّف لأكثَرَ من عام، ثم لما أخذ التهديد الإيراني يقلُّ عام 1407هـ ركَّزت العراق اهتمامها على الشمال، حيث سيطر الأكراد على عشرة آلاف كيلو مترًا مربعًا، فاتخذت الحكومةُ سياسة الأرض المحروقة، فدكَّت أكثر من ثمانمائة قريةٍ كُرديةٍ على طول الحزام الأمني مع إيران، وأجبرت أعدادًا كبيرةً على المغادرة والانتقال للجنوب، واستمرَّ هذا حتى منتصف عام 1408هـ، ثم في بداية النصف الثاني منه نجح الأكرادُ في شنِّ غاراتٍ على الأراضي التي تُسيطر عليها الحكومة، فقامت العراقُ بهجمةٍ انتقاميةٍ ضد بلدة حلبجة، وقتلت أربعة آلاف كُرديٍّ، وقد اندمجتِ التنظيماتُ الكُرديَّة مع بعضها في سبيل الوقوف المُشتَرَك في وجه الحكومة العراقية، وهم سِتَّة أحزابٍ، ثم في أواخر السَّنة بعد أن بدأت أمورُ الحرب مع إيران تنتهي خصَّص ما يقرُب من سبعين ألف جنديٍّ؛ لإنهاء المسألة الكُرديَّة، واستُعملت الأسلحة الممنوعة دوليًّا، فهرب أكثر من مائة ألف كُرديٍّ إلى إيران وتركيا، ثم في الخامس من صفر 1409هـ / 16 أيلول 1988م صدر عفوٌ عامٌّ، ودعت الحكومة العراقية الأكرادَ للعودة إلى الوطن خلال ثلاثين يومًا، ووعدت بإطلاق المعتقلين، وفعلًا رجع للبلاد ما يقرُب من ستين ألف كرديٍّ، تمَّ توزيعُهم على المناطق العراقية.

العام الهجري : 12 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 634
تفاصيل الحدث:

سار خالدُ بن الوَليد رضِي الله عنه بجُيوشِه المُجتمعَة إلى الفِراض على تُخوم الشَّام والعِراق والجَزيرة، وتَعاوَن الفُرْسُ والرُّومُ ضِدَّ المسلمين, فأقام هنالك شهرَ رمضانَ مُفْطِرًا لِشُغلِه بالأعداءِ، ولمَّا بلَغ الرُّومَ أمرُ خالدٍ ومَصيرُهُ إلى قُرْبِ بِلادِهم حَمُوا وغَضِبوا وجَمَعوا جُموعًا كثيرةً، ثمَّ ناهَدوا خالدًا فحالت الفُراتُ بينهم، فقالت الرُّومُ لخالدٍ: اعْبُرْ إلينا. وقال خالدٌ للرُّومِ: بل اعْبُروا أنتم. فعَبَرت الرُّومُ إليهم، فاقتتلوا هنالك قِتالًا عظيمًا بليغًا، ثمَّ هزَم الله جُموعَ الرُّومِ وتَمَكَّنَ المسلمون مِن اقْتِفائِهم، فقُتِلَ في هذه المعركةِ مِن الفُرْسِ والرُّومِ والعَربِ المُتَنَصِّرَةِ أكثر مِن مائةِ ألفٍ، وأقام خالدٌ بعدَ ذلك بالفِراضِ عشرةَ أيَّام، ثمَّ رَتَّبَ لرُجوعِ جَيشِه للحِيرَةِ، ثمَّ  اتَّجَه مع بعضِ جُنْدِه للحَجِّ دون عِلْمِ أَحدٍ بهم.

العام الهجري : 63 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 683
تفاصيل الحدث:

لمَّا بايَع أهلُ المدينةِ لعبدِ الله بن الزُّبيرِ وخَلعوا بَيْعَة يَزيدَ وخَلعوا والِيَهُ في المدينةِ وحاصروا بني أُمَيَّة في دارِ مَرْوان أرسَل إليهم يَزيدُ جيشًا بقِيادَةِ مُسلِم بن عُقبةَ المُرِّيِّ، وكان كبيرًا مريضًا، فلمَّا وصَل المدينةَ حاصَرها مِن طَرْف الحَرَّةِ الشَّرقيَّة مِن طريقِ الكوفَة وقتَها، وأَمْهَلَهُم ثلاثةَ أيَّام لِيَخْلعوا بَيْعَة ابنِ الزُّبيرِ ويَعودوا لِبَيْعَة يَزيدَ، فأبَوْا وخَرجوا إلى الحَرَّةِ مع أَميرِهم عبدِ الله بن حَنظَلةَ الغَسِيلِ، فجَرى فيها قِتالٌ شديدٌ عنيفٌ في الحَرَّةِ، وسُمِّيَت وَقعةَ الحَرَّةِ لذلك، فقُتِلَ الكثيرُ مِن أبناءِ الصَّحابةِ في المدينةِ والأنصارِ وغيرِهم كثير، وكان مِن أَمْرِ جيشِ مُسلِم كذلك أن أباح المدينةَ للجيشِ مُدَّةَ ثلاثةَ أيَّام سَلبوا فيها ما شاءوا مِن المالِ والسِّلاحِ والطَّعامِ، وكانت وَقعةً شَديدةً عَظيمةً وفاجِعَةً مُسيئَةً، وأُكْرِهَ أهلُ المدينةِ ثانيةً على مُبايَعَةِ يَزيدَ.

العام الهجري : 64 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 684
تفاصيل الحدث:

لمَّا بُويِعَ لابنِ الزُّبير بالخِلافَة، وقَدِمَ الحُصينُ بن نُميرٍ ومَن معه إلى الشَّام أَخْبَرَ مَرْوانَ بما كان بينه وبين ابنِ الزُّبير، وقال له ولِبَنِي أُمَيَّة: نَراكُم في اخْتِلاطٍ فأقيموا أَميرَكُم قبلَ أن يَدخُلَ عليكم شامَكُم، فتكون فِتنَة عَمْياء صَمَّاء. وكان مِن رَأْيِ مَرْوان أن يَسيرَ إلى ابنِ الزُّبير فيُبايِعهُ بالخِلافَة، فقَدِمَ ابنُ زيادٍ مِن العِراق وبَلغَهُ ما يَريدُ مَرْوانُ أن يَفعلَ، فقال له: قد اسْتَحْيَيْتُ لك مِن ذلك، أنت كبيرُ قُريشٍ وسَيِّدُها تَمضي إلى أبي خُبَيبٍ فتُبايِعهُ -يعني ابنَ الزُّبير- فقال: ما فات شيءٌ بعدُ. فقام معه بنو أُمَيَّة ومواليهم وتَجمَّع إليه أهلُ اليَمنِ فسار إلى دِمشقَ وهو يقول: ما فات شيءٌ بعدُ، فقَدِمَ دِمشقَ وجَهَّزَ جُيوشًا لِيُثَبِّتوا له البَيْعَة فثَبَّتَ حُكْمَهُ بالشَّامِ, ثمَّ أرسَل جيشًا آخرَ للعِراق لِيأخُذ له البَيْعَة. ولكن لم تَدُمْ مُدَّةُ حُكمِه طويلًا، فقد تُوفِّي بعدَ تِسعَة أَشْهُر.

العام الهجري : 126 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 744
تفاصيل الحدث:

لمَّا استَلَم يَزيدُ بن الوَليدِ الخِلافَة بعدَ أن قُتلَ ابنُ عَمِّه الوَليد بن يَزيد اضْطَربَت الأُمور عليه واختَلفَت كَلمةُ بَنِي مَرْوان، وخرج سُليمانُ بن هِشام مِن السِّجْن واسْتَولى على الأَموالِ، وكان في سِجْن الوَليد بن يَزيد في عَمَّان ثمَّ حَضَر دِمَشق، وثار أَهلُ حِمص يُطالِبون بِدَمِ الوَليد بن يَزيد وخَلعَوا أَميرَهم، وثار أَهلُ فِلَسطين وبايَعوا يَزيدَ بن سُليمان، وأَهلُ الأردن كذلك ثاروا وبايَعوا محمَّدَ بن عبدِ الملك، وكان مَرْوان بن محمَّد في أرمينية يُحرِّض على الأَخذِ بِدَمِ الوَليد بن يَزيد، ثمَّ إنَّ يَزيد بن الوليد بايَعَ لأَخيهِ إِبراهيم مِن بَعدِه ومِن بَعدِه لِعبدِ العزيز بن الحَجَّاج؛ ولكن لم يَلبَث أن تُوفِّي يَزيد بالطَّاعون في 7 ذي الحِجَّة مِن العام نَفسِه فلم تَدُم خِلافتُه أَكثرَ مِن سِتَّة أَشهُر.

العام الهجري : 213 العام الميلادي : 828
تفاصيل الحدث:

كان إدريسُ الثاني قد بُويِعَ وهو رضيعٌ، ولَمَّا بلغ الحاديةَ عشرة من عمره بويع مرةً أخرى، وكان جوادًا أحبَّه الرعيَّةُ، واستمال أهلَ تونُسَ وطرابلس الغرب التي كان يحكُمُها الأغالبة، وانتظم له البربر وبنى مدينةَ فاس، وأخضع الخوارِجَ الصفرية في تلمسان، فلما مات عن عمر 36 عامًا خَلَفَه ابنُه محمَّدٌ، فاختلف الأدارسة؛ إذ نازعه أخوه عيسى بن إدريسَ الذي كان واليًا على أزمور، فأراد محمد أن يستعينَ عليه بأخيه القاسمِ والي طنجةَ، لكن القاسِمَ رفضَ، فاستنجد بأخيه عُمَر والي مكناس، فساعده وسار أولًا إلى عيسى، فلما أوقع عمَرُ بعيسى وغلبَ على ما في يده استنابَه إلى أعمالِه بإذن أخيه محمَّد، ثم أمَرَه أخوه محمَّد بالنهوض إلى حربِ القاسم لقعوده عن إجابتِه في محاربة عيسى، فزحف إليه وأوقع به واستناب عليه إلى ما في يَدِه، فصار الريفُ البحري كلُّه من عمَلِ عُمَرَ مِن تيكيشاش وبلاد غمارة إلى سبتة ثم إلى طنجة.

العام الهجري : 214 العام الميلادي : 829
تفاصيل الحدث:

خرج هاشم الضرَّابُ بمدينة طليطلة، من الأندلس، على صاحِبِها عبد الرحمن، وكان هاشِمٌ قد خرج من طليطِلة لَمَّا أوقع الحكَمُ بأهلِها، فسار إلى قُرطُبةَ، ثم سار إلى طليطِلة، فاجتمع إليه أهلُ الشرِّ وغَيرُهم، فسار بهم إلى وادي نحوييه وأغار على البربر وغيرهم، فطار اسمُه واشتَدَّت شَوكتُه، واجتمع له جمعٌ عظيم، وأوقع بأهلِ شنت برية. وكان بينه وبين البربرِ وقعاتٌ كثيرة، فسيَّرَ إليه عبد الرحمن جيشًا فقاتلوه، فلم تستظهِرْ إحدى الطائفتينِ على الأخرى، وبقِيَ هاشِمٌ كذلك، وغلَبَ على عدَّةِ مواضِعَ، فسيَّرَ إليه عبد الرحمن جيشًا كثيفًا سنةَ سِتَّ عشرة ومائتين، فلَقِيَهم هاشم بالقُربِ مِن حِصنِ سمسطا بمجاورة رورية، فاشتدَّت الحربُ بينهم، ودامت عدَّةَ أيَّامٍ، ثم انهزم هاشِمٌ، وقُتِلَ هو وكثيرٌ ممَّن معه من أهل الطَّمَعِ والشَّرِّ وطالبي الفِتَن، وكفى الله النَّاسَ شَرَّهم.

العام الهجري : 223 العام الميلادي : 837
تفاصيل الحدث:

خرج توفيل بن ميخائيل ملِكُ الروم إلى بلادِ الإسلام، وأوقع بأهلِ زبطرة وغيرها، وكان سبَبُ ذلك أنَّ بابك لَمَّا ضَيَّقَ الأفشينُ عليه، وأشرف على الهلاك، كتب إلى مَلِك الروم توفيل يُعلِمُه أنَّ المعتَصِمَ قد وجَّهَ عساكِرَه ومقاتليه إليه، ولم يَبقَ على بابِه أحدٌ، فإن أردت الخروجَ إليه فليس في وجهِك أحدٌ يَمنَعُك؛ ظنًّا أن ذلك يخَفِّفُ عنه، فخرج توفيل في مائة ألفٍ، وقيل أكثر، منهم من الجندِ نَيِّفٌ وسبعون ألفًا وبقيَّتُهم أتباع، ومعهم من المحمِّرة الذين كانوا خرجوا بالجبالِ فلَحِقوا بالرُّومِ حين قاتَلَهم إسحاقُ بن إبراهيم بن مصعب، فبلغ زبطرة، فقتَلَ مَن بها من الرجال، وسَبى الذريَّةَ والنِّساءَ، وأغار على أهلِ ملطيَّة وغَيرِها من حصونِ المسلمين، وسبى المُسلِمات، ومَثَّلَ بمن صار في يدِه من المسلمينَ وسَمَل أعيُنَهم، وقطَعَ أنوفَهم وآذانَهم، فخرج إليهم أهلُ الثغورِ مِن الشامِ والجزيرة، إلَّا مَن لم يكن له دابَّةٌ ولا سِلاحٌ.

العام الهجري : 248 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 862
تفاصيل الحدث:

خُلِعَ المعتَزُّ والمؤيَّدُ ابنا المتوكِّل من ولاية العهد؛ وكان سببُ خَلعِهما أنَّ المنتصرَ لَمَّا استقامت له الأمور، قال أحمد بن الخصيب لوصيف بغا: إنَّا لا نأمَنُ الحَدَثانَ وأن يموتَ أميرُ المؤمنين، فيلي المعتزُّ الخلافةَ، فيُبيدُ خَضراءَنا ولا يُبقي منا باقيةً؛ والآنَ الرأيُ أن نعمل في خلعِ المعتَزِّ والمؤيَّد، فجدَّ الأتراك في ذلك، وألحُّوا على المنتصر، وقالوا نخلَعُهما من الخلافة، ونبايِعُ لابنك عبد الوهاب؛ فلم يزالوا به حتى أجابَهم، وأُحضر المعتَزُّ والمؤيَّدُ بعد أربعين يومًا من خلافةِ المنتصِر، وجُعِلا في دارٍ وأُبقِيا وأُكرِها على خَلعِ أنفُسِهما، وكتبا بذلك كتابًا، قال فيه المعتزُّ: «إنَّ أبي عقدَ البيعةَ لي بعد أخي، وكنتُ صغيرَ السِّنِّ، والآن فحيثُ تبيَّنتُ رُشدي وعَقَلتُ، علمتُ أنى لا أصلُحُ لهذا الأمرِ ولا أقومُ به، واشهدوا عليَّ أنَّني قد خلعتُ نفسي عمَّا كان رشَّحَني له أبى» وأُلزِمَ المؤيَّدُ بمثل ذلك، وأُمِرَ بالكتابِ أن يُنشَرَ في الآفاقِ ليُعلَمَ بأمرِه.

العام الهجري : 314 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 926
تفاصيل الحدث:

لَمَّا استدعى المقتَدِرُ يوسفَ بنَ أبي الساج إلى واسط كتبَ إلى السعيدِ نصرِ بنِ أحمد السامانيِّ بولاية الرَّيِّ، وأمَرَه بقَصدِها، وأخذها من فاتك، غلامِ يوسُف، فسار نصر بن أحمد إليها، أوائِلَ هذا العام، فوصل إلى جبلِ قارن، فمنعه أبو نصرٍ الطبريُّ من العبورِ، فأقام هناك، فراسله وبذل له ثلاثين ألف دينارٍ حتَّى مكَّنَه من العبور، فسار حتَّى قارب الرَّيَّ، فخرج فاتك عنها، واستولى نصر بن أحمد عليها في جمادى الآخرة، وأقام بها شهرَينِ، وولَّى عليها سيمجور الدواتيَّ وعاد عنها. ثمَّ استعمل عليها محمَّد بن عليٍّ صعلوك، وسار نصر إلى بُخارى، ودخل صعلوك الرَّيَّ، فأقام بها إلى أوائِلِ شعبان سنة ست عشرة وثلاثمائة فمَرِضَ، فكاتب الحسنَ الدَّاعي، وماكان بن كالي في القدومِ عليه ليسلِّمَ الريَّ إليهما، فقَدِما عليه، فسلَّم َالريَّ إليهما وسار عنها، فلمَّا بلغ الدامغان مات.

العام الهجري : 333 العام الميلادي : 944
تفاصيل الحدث:

كان سَيفُ الدَّولة عليُّ بنُ أبي الهيجاء عبدالله بن حمدان مع المتَّقي لله بالرقَّة، فلما عاد المتَّقي إلى بغداد، وانصرف الإخشيدُ إلى الشام، بقِيَ يأنس المؤنسي بحلبٍ، فقَصَدها سيفُ الدولة، فلما نازلها فارقها يأنسُ وسار إلى الإخشيد، فمَلَكها سيفُ الدولة، ثم سار منها إلى حمصٍ، فلَقِيَه بها عسكرُ الإخشيد محمَّد بن طغج، صاحب الشام ومصر، مع مولاه كافور، واقتتلوا، فانهزم عسكَرُ الإخشيد وكافور، وملَكَ سَيفُ الدولة مدينةَ حمص، وسار إلى دمشقَ فحَصَرها، فلم يفتَحْها أهلُها له فرجَعَ، وكان الإخشيدُ قد خرج من مصر إلى الشام وسار خلفَ سَيفِ الدولة، فالتقيا بقِنَّسرين، فلم يظفَرْ أحدُ العسكرين بالآخر، ورجع سيفُ الدولة إلى الجزيرةِ، فلما عاد الإخشيدُ إلى دمشقَ رجع سيفُ الدولة إلى حَلَب، ولَمَّا مَلَك سيفُ الدولة حلَبَ سارت الرومُ إليها، فخرج إليهم فقاتلهم بالقُربِ منها، فظَفِرَ بهم وانتصَرَ عليهم, فاستقَرَّ مُلكُه في حلبٍ.