الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3041 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 11 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 632
تفاصيل الحدث:

لم يَلبَثِ المسلمون بعد تحذيرِ أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ لهم من الأعرابِ المرتدِّينَ إلَّا ثلاثًا، حتى طَرَقوا المدينةَ غارةً، وخَلَّفوا نِصفَهم بذي حسى ليكونوا رِدءًا لهم، فأرسَلَ الحَرَسُ إلى أبي بكرٍ يخبرونَه بالغارةِ، فبعث إليهم: أنِ الزَموا مكانَكم، ثمَّ ركِبَ الصِّدِّيقُ في أهلِ المدينةِ وأمراءِ الأنقابِ، إلى مَن حَولَ المدينةِ مِن الأعرابِ الذين أغاروا عليها، فما طَلَع الفَجرُ إلَّا وهم والعَدُوُّ في صعيدٍ واحدٍ، فما سمعوا للمسلمين حِسًّا ولا همسًا، حتى وضعوا فيهم السُّيوفَ، فما طلعت الشَّمسُ حتى ولَّوهم الأدبارَ، وغلبوهم على عامَّةِ ظَهرِهم، وكان أوَّلَ الفَتحِ، وذَلَّ بها المشركون، وعزَّ بها المسلِمون، ووَثَب بنو ذُبيانَ وعَبس على من فيهم من المسلمين فقتلوهم، وفَعَل مَن وراءهم كفِعْلِهم، فحلف أبو بكرٍ ليقتُلَنَّ من كلِّ قبيلةٍ بمن قتلوا من المسلمين وزيادة، فكانت هذه الوقعةُ من أكبرِ العونِ على نصرِ الإسلامِ وأهله، وذلك أنَّه عزَّ المسلمون في كلِّ قبيلةٍ، وذَلَّ الكُفَّارُ في كلِّ قبيلةٍ، ورجع أبو بكرٍ إلى المدينةِ مُؤَيَّدًا منصورًا، سالِمًا غانمًا.

العام الهجري : 251 العام الميلادي : 865
تفاصيل الحدث:

خرج الحسين بن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن الأرقط عبدالله بن زين العابدين علي بن الحسين الكوكبي الطالبي بقزوين، فالتقى موسى بن بغا الكبير هو والحسين بن أحمد الكوكبي على فرسخٍ من قزوين، فاقتتلا قتالًا شديدًا، ولَمَّا التَقَوا صَفَّ أصحاب الكوكبي صفوفًا وأقاموا ترسَتَهم في وجوهِهم يتَّقون بذلك سهامَ أصحاب موسى، فلما رأى موسى أن سهامَ أصحابِه لا تصِلُ إليهم مع ما قد فعلوا، أمَرَ بما معه من النِّفطِ أن يُصَبَّ في الأرض التي التقى هو وهم فيها، ثمَّ أمَرَ أصحابَه بالاستطرادِ لهم وإظهارِ هزيمةٍ منهم، فلما فعل أصحابُه ذلك ظنَّ الكوكبي وأصحابُه أنَّهم انهزموا، فتبعوهم فلمَّا علم موسى أنَّ أصحاب الكوكبي قد توسَّطوا النِّفطَ أمرَ بالنار فأُشعِلَت فيه، فأخذت فيه النارُ وخرجت من تحت أصحابِ الكوكبي فجَعَلَت تحرِقُهم وهرب الآخرون، وكانت هزيمةُ القوم عند ذلك ودخول موسى إلى قزوين, وهرب الكوكبيُّ إلى الديلم.

العام الهجري : 368 العام الميلادي : 978
تفاصيل الحدث:

أمر أبو عامِر محمَّدُ بنُ أبي عامر حاجِبُ هِشامٍ المؤَيَّد ببناء قصره المعروفِ بالزاهرة، وذلك عندما استفحل أمرُه، واتَّقَد جَمْرُه، وظهر استبدادُه، وكثُرَ حُسَّادُه، وخاف على نفسِه في الدخولِ إلى قصر السلطان، فتوثَّقَ لنَفسِه، وكُشِفَ له ما سُتِرَ عنه في أمسِه، من الاعتزاز عليه، ورفع الاستنادِ إليه، وسما إلى ما سَمَت إليه الملوكُ مِن اختراع قَصرٍ يَنزِلُ فيه، ويُحله بأهلِه وذويه، ويضُمُّ إليه رياستَه، ويتَمِّمُ به تدبيرَه وسياستَه، ويجمَعُ فيه فتيانَه وغِلمانَه. فارتاد موضِعَ مدينتِه المعروفة بالزاهرة، الموصوفة بالقصورِ الباهرة، وأقامها بطرفِ البلَدِ على نهر قرطبة الأعظم، ونسقَ فيها كلَّ اقتدارٍ معجزٍ ونَظَم. وشرع في بنائِها في هذه السنة المؤرَّخة، وحشَدَ إليها الصُّنَّاع والفَعَلة، وجلب إليها الآلاتِ الجليلة، وسَرْبَلَها بهاءً يَرُدُّ العيونَ كليلةً، وتوسع في اختطافها، وتولَّع بانتشارها في البسيطة وانبساطها، وبالغَ في رفع أسوارها، وثابر على تسويةِ أنجادها وأغوارها. فاتسعت هذه المدينةُ في المدَّة القريبة، وصار من الأنباء الغريبة, وبنى معظمَها في عامين.

العام الهجري : 373 العام الميلادي : 983
تفاصيل الحدث:

لَمَّا رأى أهلُ الأندلس فِعْلَ صِنهاجةَ غَبَطوهم، ورَغِبوا في الجهاد، وقالوا للمنصورِ بنِ أبي عامر: لقد نَشَّطَنا هؤلاء للغزو، فجمع الجيوش الكثيرةَ مِن سائر الأقطار، وخرج إلى الجهاد، إلى إليون ونازلها، واستمَدَّ أهلُها الفِرنجَ، فأمدُّوهم بجيوش كثيرة، واقتتلوا ليلًا ونهارًا، فكَثُر القتل فيهم، وصبَرَت صنهاجة صبرًا عظيمًا، ثم خرج قومص كبيرٌ مِن الفرنج لم يكُنْ لهم مثله، فجال بين الصفوفِ وطلب البرازَ، فبرز إليه جلالةُ بن زيري الصنهاجي فحمل كلُّ واحد منهما على صاحِبِه، فطعنه الفرنجيُّ فمال عن الطعنةِ وضَرَبه بالسيف على عاتِقِه فأبان عاتِقَه، فسقط الفرنجيُّ إلى الأرض، وحمل المسلمونَ على النصارى، فانهزموا إلى بلادِهم، وقُتِلَ منهم ما لا يحصى ومَلَك المدينةَ، وغَنِمَ ابن أبي عامر غنيمةً عظيمةً لم يُرَ مِثلُها، واجتمع من السبيِ ثلاثون ألفًا، وأمَرَ بالقتلى فنُضِدَت بعضها على بعض، وأمر مؤذِّنًا أذَّنَ فوق القتلى المَغرِبَ، وخرَّب مدينةَ قامونة، ورجع سالِمًا هو وعساكِرُه.

العام الهجري : 594 العام الميلادي : 1197
تفاصيل الحدث:

لَمَّا ورد رسولُ ملك الخطا التُّرك الكُفَّار على خوارزم شاه، أعاد الجوابَ: إنَّ عَسكَرَك إنَّما قَصَد انتزاعَ بلخ، ولم يأتُوا إلى نصرتي، ولا اجتَمَعْتُ بهم، ولا أمرتُهم بالعبور، إن كنتُ فعلْتُ ذلك، فأنا مقيمٌ بالمال المطلوب مني، ولكِنْ حيث عجزتم أنتم عن الغوريَّة عُدتُم عليَّ بهذا القول وهذا المطلب، وأمَّا أنا فقد صلحت مع الغورية، ودخلت في طاعتِهم، ولا طاعةَ لكم عندي، فعاد الرسولُ بالجواب، فجَهَّزَ ملك الخطا جيشًا عظيمًا وسَيَّرَه إلى خوارزم فحصروها، فكان خوارزم شاه يخرجُ إليهم كل ليلة، ويقتُلُ منهم خلقًا، وأتاه من المتطوِّعة خلقٌ كثير، فلم يَزَلْ هذا فِعْلَه بهم حتى أتى على أكثَرِهم، فدخل الباقون إلى بلادِهم، ورحل خوارزم شاه في آثارهم، وقَصَد بخارى فنازلها وحَصَرها، وامتنع أهلُها منه، وقاتلوه مع الخطا، فلم يَزَلْ هذا دأبَهم حتى ملك خوارزم شاه البلدَ بعد أيام يسيرة عَنوةً، وعفا عن أهله، وأحسَنَ إليهم، وفَرَّقَ فيهم مالًا كثيرًا، وأقام به مُدَّةً ثم عاد إلى خوارزم.

العام الهجري : 669 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1271
تفاصيل الحدث:

في يوم الخميس ثامن رجب دخل الظاهر دمشق وفي صحبته ولده الملك السعيد بركة وابن الحنا الوزير وجمهور الجيش ثم خرجوا متفرقين وتواعدوا أن يلتقوا بالساحل ليشنوا الغارة على جبلة واللاذقية ومرقب وعرقا وما حولها من البلاد، فلما اجتمعوا فتحوا صافينا والمجدل، ثم ساروا فنزلوا على حصنِ الأكراد يوم الثلاثاء التاسع عشر رجب، وله ثلاثةُ أسوار، فنصبوا المنجنيقاتِ ففتحها قسرًا يوم نصف شعبان، فدخل الجيش، وكان الذي يحاصره ولد السلطان الملك السعيد بركة، فأطلق السلطان أهله ومَنَّ عليهم وأجلاهم إلى طرابلس، وتسَلَّم القلعةَ بعد عشرة أيام من الفتح، فأجلى أهلَها أيضًا وجعل كنيسةَ البلد جامعًا، وأقام فيه الجمعة، وولى فيها نائبًا وقاضيًا وأمر بعمارة البلد، وبعث صاحبَ طرسوس بمفاتيح بلده يطلُبُ منه الصُّلحَ على أن يكون نصف مغل بلاده للسلطان، وأن يكون له بها نائبًا فأجابه إلى ذلك، وكذلك فعل صاحب المرقب فصالحه أيضًا على المناصفة ووضع الحربَ عشرَ سنين.

العام الهجري : 1358 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1939
تفاصيل الحدث:

بعد أن استقَرَّ الأميرُ إدريس السنوسي في القاهرة أصبحت حركتُه محدودةً بعد أن فَرَض عليه الاحتلالُ البريطاني في مصر عدَمَ الاشتغال بالسياسة، وكان من حينٍ إلى آخر يكتُبُ في الصحف المصرية حولَ قضية بلاده. وعندما اشتعلت الحربُ العالمية الثانية نَشِطَ إدريس السنوسي وعقد اجتماعًا في داره بالإسكندرية حضره ما يقرب من 40 شيخًا من المهاجرين الليبيين، وذلك في 6 رمضان 1359هـ/ 20 أكتوبر 1939م، وانتهى الحاضِرون إلى تفويضِ الأميرِ في أن يقومَ بمفاوضةِ الحكومة المصرية والحكومة البريطانية لتكوينِ جيشٍ سنوسيٍّ يشترِكُ في استرجاع الوطن بمجرَّدِ دُخولِ إيطاليا في الحربِ ضِدَّ الحلفاء. وبدأ الأميرُ في إعداد الجيوش لمساندة الحلفاءِ في الحرب، وأقيم معسكرٌ للتدريب في إمبابة بمصرَ بلغ المتطوعون فيه ما يزيد عن 4 آلاف ليبي، كانوا فيما بعد عونًا كبيرًا للحلفاء في حملاتِهم ضِدَّ قوى "المحور" في شمال إفريقيا، وساهموا مساهمة فعليةً في الحرب، بالإضافة إلى ما قدَّمه المدنيون في ليبيا من خِدماتٍ كبيرةٍ للجيوش المحارِبة ضِدَّ إيطاليا.

العام الهجري : 1403 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1983
تفاصيل الحدث:

في 18 إبريل 1983 اقتَرَبت سيارةٌ مُفخَّخة مِن سِفارة الولايات المتحِدةِ في بَيروت، وحدَث انفجارٌ هائلٌ أدَّى إلى تدميرٍ كاملٍ للقِسم المركزي للبِناية، وتسبَّبَ الانفجارُ في سُقوط 60 قتيلًا؛ بينهم 17 أمريكيًّا، و100 جريح. وكانت السَّيارة المفخَّخةُ التي دمَّرت السفارة مجهَّزةً بحَوالي 180 كغم مِن المتفجِّرات، وكانت السيارةُ -حسَبَ تقاريرِ وكالةِ المخابرات الأمريكيةِ- قد تمَّت سَرِقتُها قبلَ عامٍ واحدٍ مِن السفارة الأمريكية، وكانت تَحمِلُ شارةَ السفارةِ، واستطاع سائقُها لهذا السببِ الدُّخولَ بسُهولةٍ إلى مرآبِ السفارةِ. وكان مِن بيْن القتلى الأمريكيينَ ثمانيةُ موظَّفين لوكالةِ المخابرات الأمريكيةِ، وكان تفجيرُ السِّفارة -حسَبَ تصريحاتِ الجِهة المنفِّذة- ردَّةَ فِعلٍ على مَذبحةِ صبرا وشاتيلا. وبعدَ حادثةِ تَفجير السفارةِ تمَّ نقْلُ البعثةِ الدُّبلوماسية الأمريكية إلى بَيروت الشرقيةِ، ولكنَّ الموقعَ الجديد تعرَّض إلى استهدافٍ بسيارةٍ مُفخَّخة أُخرى في 20 سبتمبر 1984، وقُتِلَ في هذه المرةِ أمريكيانِ و20 لُبنانيًّا.

العام الهجري : 671 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1273
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ العلَّامة، المتفنن المتبحر في العلم، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرخ الخزرجي الأنصاري القرطبي، من أهل قرطبة، كان عالِمًا بالتفسير والأحكام واللغة. قال الذهبي: "له تصانيفُ مفيدة تدل على كثرة اطلاعه ووفور فضله، أشهرها تفسيره الجامع لأحكام القرآن، وقد سارت به لعظيمِ شأنه الركبانُ، وهو كامل في معناه. ومن تصانيفه كذلك: الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى، والتذكار في أفضل الأذكار،  وكتاب "التذكرة"، وأشياء تدل على إمامته وذكائه وكثرة اطلاعه". رحل إلى المشرق واستقر في شمال أسيوط، كان عالِمًا بالتفسير والأحكام واللغة. توفي في أوائل هذه السنة بمنية بني خصيب من الصعيد الأدنى عن 93 عامًا.

العام الهجري : 830 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1427
تفاصيل الحدث:

في الرابع والعشرين ذي الحجة قُبض بالمدينة النبوية على أميرها الشريف خشرم بن دوغان بن جعفر بن هبة الله بن جماز بن منصور بن جماز بن شيحة؛ لأنه لم يقم بالمبلغ الذي وعد به، وقُرِّر عِوَضًا عنه الشريف مانع بن علي بن عطية بن منصور بن جماز بن شيحة بن هاشم بن قاسم بن مهنا بن حسين بن مهنا بن داود بن قاسم بن عبد الله بن طاهر بن يحيى بن الحسين بن جعفر بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.

العام الهجري : 179 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 795
تفاصيل الحدث:

هو إمامُ دار الهجرة، أبو عبدِ الله مالكُ بنُ أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان بن خثيل بن عمرو بن الحارث الأصبحي، ثم المدني، جَدُّه الصحابيُّ أبو عامرٍ الأصبحيُّ، كان طويلًا عظيمَ الهامةِ أصلعَ أبيضَ الرأسِ واللِّحية. أبيضَ شديدَ البياضِ إلى الشُّقرة. وُلِدَ بالمدينة سنة ثلاث وتسعين، عام موتِ أنسِ بنِ مالكٍ خادمِ رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ونشأ في أسرةٍ ذاتِ صَونٍ ورفاهيةٍ وتجَمُّل. أحدُ الأئمَّة الأربعة المشهورين، إليه تُنسَبُ المالكيَّة، كان إمامًا في الحديثِ بلا منازعٍ، له كتابُ الموطأ المشهور. تعرَّضَ للفتنة أيَّامَ المنصورِ؛ بسبب فتوى له في قتالِ البُغاة، أقام في المدينةِ، وكان يُعظِّمُ ما جرى عليه عمَلُ أهلِ المدينةِ في الفِقهِ، وروى عن نافعٍ مولى ابنِ عُمَرَ، وأكثَرُ مَن رحل إليه للعلمِ المصريُّونَ والمغربيونَ، فكان هذا سببَ انتشارِ مَذهَبِه في تلك البقاعِ، توفي في المدينة ودُفِنَ في البقيعِ- رَحِمَه اللهُ تعالى وجزاه عن الإسلامِ والمُسلمِينَ خَيرًا.

العام الهجري : 839 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1435
تفاصيل الحدث:

هو السلطانُ المنتصر أبو عبد الله محمد بن أبي عبد الله محمد بن أبي فارس ملك تونس وبلاد إفريقية من الغرب، تولى الملكَ بعد وفاة جَدِّه أبي فارس عبد العزيز بن أحمد سنة 837, وقام بمملكة تونس من بعده أخوه أبو عمرو عثمان، فقَتَل عدة من أقاربه وغيرهم، وكان من خبر المنتصر مع أخيه أبي عمر: أنه لما ثقل في مرضه حتى أقعد، وصار إذا سار يركب في عمَّاريَّة نوع من المحامل تُحمَل على بغل- وتردد كثيرًا إلى قصر بخارج تونس للتنزه به، إلى أن خرج يومًا ومعه أخوه أبو عمرو عثمان صاحب قسنطينة، وقد قدم عليه وولَّاه الحكم بين الناس، ومعه أيضًا القائد محمد الهلالي، وقد رفع منه حتى صار هو وأبو عمرو عثمان مرجِعَ أمور الدولة إليهما، وحَجَباه عن كل أحد، فلما صارا معه إلى القصر المذكور تركاه به، وقد أغلقا عليه، يوهمان أنه نائم، ودخلا المدينة، وعبرا إلى القصبة، واستولى أبو عمرو على تخت الملك، ودعا الناس إلى بيعته، والهلالي قائم بين يديه، فلما ثبتت دولته قبض على الهلالي وسجَنَه، وغيَّبَه عن كل أحد، ثم التفت إلى أقاربه، فقَتَل عمَّ أبيه الأمير الفقيه الحسين بن السلطان أبي العباس، وقتل معه ابنيه وقد فرَّ بهما إلى العرب، فنزل عندهم، فاشتراه منهم بمالٍ جَمٍّ، وقتل ابني عم أبيه الأمير زكريا بن العناب ابن أبي العباس، وقتل ابني الأمير أبي العباس أحمد صاحب بجاية، فنفرت عنه قلوب الناس، وخرج عليه الأمير أبو الحسن بن السلطان بن أبي فارس عبد العزيز، متولي بجاية، وحاربه، ووقع له معه أمور كثيرة، إلى أن مات أبو عمرو، وأما المنتصر فإنه قُتِلَ بعد خلعه بمدة، وقيل: مات من شدة القهر يوم الخميس الحادي والعشرين صفر بتونس، ولم يتهنَّ في ملكه؛ لطول مرضه وكثرة الفتن.

العام الهجري : 1229 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1814
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ قائِدُ الجنودِ سعود الكبير بن عبد العزيز بن محمد بن سعود ثالثُ حُكَّام الدولة السعودية الأولى، ولد بالدرعية سنة 1165هـ وتولى الحكمَ بعد وفاة والده سنة 1218هـ يعتبر عصر سعودٍ قِمَّةَ ازدهار الحكم السعودي في الدولة السعودية الأولى؛ فقد استطاع إخضاعَ الحجاز وعمان، وبلغ حوران من الشام. يصِفُ ابن بشر الإمامَ سعودًا وعهده بقوله: "أَمِنَت البلاد وطابت قلوب العباد, وانتظمت مصالحُ المسلمين بحُسن مساعيه وانضبطت الحوادث بيُمْنِ مراعيه.., وكان متيقظًا بعيد الهمة، يسَّر الله له الهيبةَ عند الأعداء والحِشمةَ في قلوب الرعايا ما لم يره أحد في وقته, وكانت له المعرفةُ التامة في تفسير القرآن، أخذ العلم عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب.. وله معرفةٌ بالحديث والفقه وغير ذلك، بحيث إنه إذا كتب نصيحةً لبعض رعاياه من المسلمين ظهر عليه في حُسنِ نَظمِه ومضمونِ كلامِه عدمُ قصورٍ في الاطلاع على العلوم, وقد رأيتُ العجب في المنطوق والمفهوم.. فمن وقف على مراسلاتِه ونصائحه عرفَ بلاغتَه ووفورَ عِلمِه، وإذا تكلَّم في المحافل أو مجالِسِ التذكير بهر العقولَ مِمَّن لم يكن قد سَمِعه, وخال في نفسِه أنَّه لم يسمع مثله, وعليه الهيبةُ العظيمة التي ما سَمِعْنا بمثلها في الملوك السالفة. بحيث إنَّ ملوك الأقطار لا تتجاسَرُ مراجعة كلامه ولا ترمقُه ببصَرِها إجلالًا له وإعظامًا، وهو مع ذلك في الغاية من التواضع للمساكين وذوي الحاجة، وكثيرُ المداعبة والانبساط لخواصِّه وأصحابه, وكان ذا رأيٍ باهر وعقل وافر.. وكان ثبتًا شجاعًا في الحروب محبَّبًا إليه الجهاد في صِغَرِه وكبره، بحيث إنه لم يتخلَّفْ في جميع المغازي والحِجَج، ويغزو معه العلماء من أهل الدرعية.. وإخوانه وبنو عمه كلُّ واحد من هؤلاء بدولة عظيمة من الخيل والركاب والخيام والرجال وما يتبع ذلك من رحائِلِ الأمتاع والأزواد للضيفِ وغيره, وقام في الجهاد وبذَلَ الاجتهاد، وفتحَ أكثر البلدان في أيامِ أبيه وبعد موتِه، وأُعطي السعادةَ في مغازيه, ولا أعلَمُ أنه هُزِمَت له راية، بل نُصِر بالرعب في قلوب أعدائه، فإذا سمعوا بمغزاه ومعداه هرب كلٌّ منهم وترك أباه وأخاه وماله وما حواه" وكان له مجلس علم في الدرعية بعد طلوع الشمسِ يَحضُرُه جمعٌ عظيم، بحيث لا يتخَلَّفُ إلا النادر من أهل الأعمال يجلسون حِلَقًا كُلُّ حلقة خلفها حلقةٌ، لا يحصيهم العَدُّ، فإذا اجتمع الناسُ خرج سعود من قَصرِه ويجلس بجانِبِه الشيخ عبد الله ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وهو الذي يقرأ عليه، ومن الكتب التي تُقرأ عليه في هذا المجلس تفسيرُ ابن جرير الطبري، وابن كثير, وله مجالِسُ أخرى يُقرأ فيها عليه رياضُ الصالحين، وصحيح البخاري. توفي الإمام سعود ليلة الاثنين 11 جمادى الأولى من هذه السنة, عن عمر 74 سنة، وكانت ولايته عشر سنين وتسعة أشهر وأيامًا، وكان موته بعِلَّةٍ وقعت أسفل بطنه أصابه منها حَصَر بول, وكان قد أنجب 12 ولدًا وانقرضت ذريَّتُه سنة 1265هـ, وتولَّى بعده ابنه عبد الله خلفًا له.

العام الهجري : 1201 العام الميلادي : 1786
تفاصيل الحدث:

سار ثويني بن عبد الله شيخ المنتفق من نجدٍ إلى البصرة فدخَلَها وحبس متسَلِّمَها من قِبَل الدولة العثمانية, فلما استقَرَّ فيها طلب من رؤساء البصرة وأعيانِهم أن يكتبوا للسلطان العثماني أن يجعَلَه أميرًا عليهم ويرسلوا كتابًا بطلبهم مع مفتي البصرة، فلما عرض المفتي على السلطانِ ما جاء به أطلع السلطانُ وزراءَه على الطلب فقالوا له: هذا أعرابيٌّ متغَلِّبٌ، فغَضِبَ السلطانُ وكاد يفتِكُ بالمفتي.

العام الهجري : 1426 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 2005
تفاصيل الحدث:

تمَّت الإطاحةُ بنظام الرئيس معاوية ولد الطايع، وإنشاء مجلس عسكري يتولَّى الحُكمَ في البلاد، وكان الرئيس الموريتاني معاوية ولد الطايع، الذي يحكُم البلادَ منذ 20 عامًا، قد غادَر إلى السعودية لتقديم العزاء بوفاة الملك فهد بن عبد العزيز -رحمه اللهُ- ولكنَّ الجيش منعَ الطائرة الرئاسية من الهبوط في مطار نواكشوط، فاضطرَّ الرئيسُ للتوجُّهِ إلى نيامي عاصمة النيجر.