الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2508 ). زمن البحث بالثانية ( 0.006 )

العام الهجري : 982 العام الميلادي : 1574
تفاصيل الحدث:

لَمَّا هرب عبد الملك بن محمد المهدي أبو مروان وأحمد المنصور عمَّا المتوكل على الله محمد الثاني زعيم السعديين، بعد توليه الحكم في المغرب بسبب عدائه لهما- استنجدا بالدولة العثمانية في الجزائر، فوجدت الدولةُ العثمانية في انشغال مَلِك إسبانيا فيليب الثاني بأحداث أوروبا الغربية- حيث ثورة الأراضي المنخفضة- فرصةً مناسِبةً للتدخل في المغرب، فأمدُّوا عبد الملك بجيشٍ قوامه خمسة آلاف مقاتل مسلَّحين بأحسن الأسلحة، ودخل عبدالملك فاس بعد أن أحرز انتصارًا كبيرًا على ابن أخيه المتوكِّل على الله، وعاد الجيش أدراجه إلى الجزائر، وقام عبد الملك بإصلاحات في دولته، من أهمِّها أمَرَ بتجديد السفن، وبصُنع المراكب الجديدة، فانتعشت بذلك الصناعة، كما اهتمَّ بالتجارة البحرية، وكانت الأموال التي غَنِمَها من حروبه على سواحل المغرب سببًا في انتعاش ونمو الميزان الاقتصادي للدولة، أسَّس جيشًا نظاميًّا متطورًا واستفاد من خبرة الجندية العثمانية وتشبه بهم في التسليح والرُّتَب، كما استطاع أن يبنيَ علاقات متينة مع العثمانيين، وجعل منهم حُلَفاء وأصدقاء وإخوة مخلصين للمسلمين في المغرب، وفرض احترامَه على أهل عصره، حتى الأوروبيين، احترموه وأجلَّوه. اهتمَّ عبد الملك بتقوية مؤسسات الدولة ودواوينها وأجهزتها، واستطاع أن يشكِّلَ جهازًا شوريًّا للدولة أصبح على معرفة بأمور الدولة الداخلية، وأحوال السكان عامة، وعلى دراية بالسياسة الدولية وخاصةً الدول التي لها علاقةٌ بالسياسة المغربية، وكان أخوه أبو العباس أحمد المنصور بالله- الملقب في كتب التاريخ بالذهبي- ساعِدَه الأيمن في كل شؤون الدولة.

العام الهجري : 1341 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1922
تفاصيل الحدث:

معاهدةٌ حدوديةٌ وُقِّعَت في العقير (ميناء قرب الأحساء)، كان الهدفُ منها إيجادَ حَلٍّ للخلاف بين الملك عبد العزيز والشريف حسين وأولاده في شرق الأردن والعراق، وأطماع الأتراك في الموصل، وقد مثَّلَ نجْدًا سلطانُ نجد عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، وكان صبيح بك نشأت وزيرَ المواصلات والأشغال عن الملك فيصل ملك العراق، أمَّا الكويت فقد مثَّلَها الميجور مور الوكيل السياسي البريطاني في الكويت طبقًا لاتفاقية الحماية البريطانية الكويتية الموقَّعة عام 1899م، والتي تمنَحُ بريطانيا حَقَّ إدارة شؤون الكويت الخارجية، وكان السير برسي كوكس المعتمد السياسي في الخليج يلعَبُ دور الوسيط في تلك الاجتماعات. بدأت الاجتماعات بين ممثِّل العراق صبيح بك، والملك عبدالعزيز، بدأ الطرفان بالتشَدُّد في مواقفهم، حيث طلب العراق أن تكون حدودُه على بعد 12 ميلًا من الرياض، بالمقابِلِ طلب ابن سعود كلَّ مناطق البدو الشمالية من حلب حتى نهر العاصي، وعلى جانب الشطِّ الأيمن للفرات وحتى البصرة، وطالب أيضًا بحدود قَبَلية بدلًا من حدود ثابتة، استمرت النقاشاتُ طوال خمسة أيام، أراد الجانب العراقي حدودًا لا تقل عن 200 ميل جنوب الفرات، بينما أراد الملك عبدالعزيز أن يتِمَّ تحديدُ الحدود باعتبار منازل القبائل الموالية لكُلِّ طَرفٍ بدلًا من الترسيم عن طريق الخرائط. في اليوم السادس من اللقاءات تمَّ رسمُ الحدود التي اعتُمِدَت من قِبَل الأطراف الثلاثة، وتقرر بناءً عليها إنشاءُ منطقتين محايدتين: الأولى بين الكويت والسعودية، والثانية بين العراق والسعودية.

العام الهجري : 354 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 965
تفاصيل الحدث:

قَدِمَ مَلِكُ الروم بجيشٍ كثيفٍ إلى المصيصة فأخذها قسرًا وقتَلَ مِن أهلها خلقًا، واستاق بقِيَّتَهم معه أسارى، وكانوا قريبًا من مائتي ألف، ثم جاء إلى طرسوس فسأل أهلُها منه الأمانَ فأمَّنَهم وأمَرَهم بالجلاءِ عنها والانتقال منها، واتخذَ مَسجِدَها الأعظمَ إسطبلًا لخيولِه وحَرَقَ المنبرَ ونقل قناديلَه إلى كنائِسِ بلَدِه، وتنصَّرَ أهلُها معه، وكان أهلُ طرسوس والمصيصة قد أصابهم قبلَ ذلك بلاءٌ وغلاءٌ عَظيمٌ، ووباءٌ شديد، بحيث كان يموتُ منهم في اليومِ الواحدِ ثمانمائة نفر، ثم دهَمَهم هذا الأمرُ الشديد فانتقلوا من شهادةٍ إلى شهادةٍ أعظمَ منها، وعَزَمَ مَلِكُ الروم على المُقام بطرسوس ليكونَ أقرَبَ إلى بلادِ المُسلمين، ثم عنَّ له فسار إلى القُسطنطينية، وفي خدمته الدُّمُسْتُق مَلِكُ الأرمن- قبَّحَه الله.

العام الهجري : 472 العام الميلادي : 1079
تفاصيل الحدث:

كان خمارتكين وكوهرائين يَسعَيانِ في قَتْلِ ابنِ عَلَّان اليَهوديِّ، ضامِنِ البَصرَةِ، وكان مُلتَجِئًا إلى نِظامِ المُلْكِ، وكان بين نِظامِ المُلْكِ وبين خمارتكين الشرابي وكوهرائين عَداوَةٌ، فسَعَيا باليهوديِّ لذلك، فأَمَرَ السُّلطانُ ملكشاه بتَغرِيقِه فغُرِّقَ، وانقَطعَ نِظامُ المُلْكِ الوَزيرُ عن الرُّكوبِ ثلاثةَ أيامٍ، وأَغلقَ بابَه، ثم أُشِيرَ عليه بالرُّكوبِ فرَكِبَ، وعَمِلَ للسُّلطانِ دَعوةً عَظيمةً قَدَّمَ له فيها أَشياءَ كَثيرةً، وعاتَبَهُ على فِعلِه، فاعتَذرَ إليه، وكان أَمْرُ اليهوديِّ قد عَظُمَ إلى حَدِّ أنَّ زَوجتَه تُوفِّيَت، فمَشَى خَلفَ جَنازَتِها كلُّ مَن في البَصرَةِ، إلَّا القاضي، وكانت له نِعمةٌ عَظيمةٌ، وأَموالٌ كَثيرةٌ، فأَخذَ السُّلطانُ منه مائةَ ألفِ دِينارٍ، وضَمِنَ خمارتكين البَصرةَ كلَّ سَنَةٍ بمائةِ ألفِ دِينارٍ ومائةِ فَرَسٍ.

العام الهجري : 548 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1153
تفاصيل الحدث:

سار أُسطولُ رجار مَلِكِ الفرنج بصقليَّةَ إلى مدينة بونة- وهي أوَّلُ حَدٍّ مِن بلادِ إفريقيَّةَ- وكان المُقَدَّمُ عليهم فتاه فيلب المهدوي، فحَصَرَها واستعان بالعَرَبِ عليها، فأخَذَها في رجب، وسَبى أهلَها، ومَلَكَ ما فيها، غيرَ أنَّه أغضى عن جماعةٍ مِن العُلَماءِ والصَّالحينَ، حتى خَرَجوا بأهليهم وأموالِهم إلى القُرى، فأقام بها عَشرةَ أيَّامٍ، وعاد إلى المهديَّةِ وبَعضِ الأسرى معه، وعاد إلى صقليَّةَ، فقَبَضَ رجار على فيلب المهدوي؛ لِما اعتَمَدَه مِن الرِّفقِ بالمُسلِمينَ في بونة, وكان يقالُ إن فيلب وجميع فتيانه مُسلِمونَ يَكتُمونَ ذلك، وشَهِدوا عليه أنَّه لا يصومُ مع المَلِك، وأنَّه مُسلِمٌ، فجَمَعَ رجار الأساقِفةَ والقُسوسَ والفُرسانَ، فحَكَموا بأنْ يُحرَقَ، فأُحرِقَ في رمضانَ، وهذا أوَّلُ وَهَنٍ دَخَلَ على المُسلِمينَ بصقليَّةَ.

العام الهجري : 625 العام الميلادي : 1227
تفاصيل الحدث:

خرج كثيرٌ من الفرنج من بلادهم، التي هي في الغرب من صقلية وما وراءها من البلاد، إلى بلادهم التي بالشام: عكا وصور وغيرهما من ساحل الشام، فكثُرَ جمعهم، وكان قد خرج قبل هؤلاء جمع آخر أيضًا إلا أنهم لم تمكِنْهم الحركة والشروع في أمر الحرب؛ لأجل أنَّ مَلِكَهم الذي هو المقدَّم عليهم هو ملك الألمان، ولأنَّ الملك المعظم عيسى بن العادل صاحب دمشق كان حيًّا، وكان شهمًا شجاعًا مقدامًا، فلما توفي المعظم، وولي بعده ابنُه وملك دمشق، طمع الفرنج، وظهروا من عكا وصور وبيروت إلى مدينة صيدا، وكانت مناصفة بينهم وبين المسلمين، وسورها خراب، فعمروها، واستولوا عليها، وإنما تمَّ لهم ذلك بسبب تخريب الحصون القريبة منها؛ تبنين وهونين وغيرهما، فعظمت شوكة الفرنج، وقوي طمعُهم.

العام الهجري : 626 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1229
تفاصيل الحدث:

نزل جلال الدين خوارزم شاه على خلاط وحاصرها وضايقها أشَدَّ مضايقة، وأخذَها من نواب الملك الأشرف، وهو مقيمٌ بدمشق، ولم يمكِنْه في ذلك الوقت قَصْدَها للدفع عنها لأعذارٍ كانت له. ثم عقيبَ ذلك دخل الأشرفُ بلاد الروم باتفاق مع سلطانِها علاء الدين كيقباذ، وتعاقدا على قصد خوارزم شاه، وضرب المصاف معه، فإن صاحب الروم كان يخاف على بلاده منه؛ لكونِه مجاوِرَه، فتوجَّها نحوه في جيش عظيم من جهة الشام والشرق في خدمة الملك الأشرف، وعسكر صاحب الروم، والتقوا بين خلاط وأرزنكان، بموضع يقال له: يا للرحمان في يوم الجمعة ثاني عشر رمضان سنة 627، وانكسر خوارزم شاه، وهي واقعة مشهورة، وعادت خلاط إلى الملك الأشرف وقد خربت.

العام الهجري : 684 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1285
تفاصيل الحدث:

سافر السلطان المنصور قلاوون الألفي بالعساكر المصرية والشامية فنزل المرقب، وهي قلعة حصينة تشرف على البحر بالشام، كانت بيد الإسبتارية، ففتحه الله عليهم في يوم الجمعة ثامن عشر صفر، وجاءت البشارة بذلك إلى دمشق فدُقَّت البشائر وزُينت البلد وفرح المسلمون بذلك؛ لأن هذا الحصن كان مضرة على المسلمين، ولم يتَّفِق فتحه لأحد من ملوك الإسلام لا للملك صلاح الدين، ولا للملك الظاهر بيبرس، وفتح حوله بلنياس ومرقب وهي بلدة صغيرة إلى جانب البحر عند حصن منيع جدًّا لا يصل إليه سهم ولا حجر منجنيق، فأرسل إلى صاحب طرابلس فهدمه تقربًا إلى السلطان الملك المنصور قلاوون، واستنقذ السلطان خلقًا كثيرًا من أسارى المسلمين، الذين كانوا عند الفرنجِ.

العام الهجري : 1204 العام الميلادي : 1789
تفاصيل الحدث:

تولَّى السلطانُ سليم الثالث وما زالت الحربُ دائرةً بين الدولة العثمانية والروس، فأعطى السلطانُ وقتَه وجهده لقتالهم، غيرَ أنَّ جنده قد ضَعُفَت همَّتهم، في المقابِلِ اتحدت الجيوش الروسية والنمساوية ضِدَّ الدولة العثمانية، فتمكَّنت روسيا من الاستيلاء على الأفلاق والبغدان وبساربيا، كما استطاعت النمسا احتلالَ بلاد الصرب ودخلت بلغراد أيضًا، غيرَ أن هذا الاتفاق الروسي النمساوي لم يدُمْ طويلًا؛ إذ انصرف إمبراطور النمسا ليوبولد الثاني الذي خلَّف جوزيف الثاني إلى الثورة الفرنسية، وما حدث من نتائج من قَتلِ الملك لويس السادس عشر ملك فرنسا، فخاف مَلِكُ النمسا أن تمتَدَّ الثورة إلى بلاده، فحرص على مصالحة الدولة العثمانية؛ ونتيجةً لذلك أعيدَ للدولة العثمانية بلادُ الصرب وبلغراد.

العام الهجري : 86 العام الميلادي : 704
تفاصيل الحدث:

غَزَا مَسلَمةُ بن عبدِ الملك الرُّومَ فقَتَل منهم عددًا كبيرًا بسوسنة مِن ناحِيَة المَصِّيصة وفَتَح حُصونًا. وقِيلَ: إنَّ الذي غَزَا في هذه السَّنَة هِشامُ بن عبدِ الملك ففَتَح حِصْنَ بولق، وحِصْن الأخرم، وحِصْن بولس وقمقم، وقَتَل مِن المُتَعَرِّبَة نحوًا مِن ألفِ مُقاتِل وسَبَى ذُرِّيَّتَهم ونِساءَهم.

العام الهجري : 1082 العام الميلادي : 1671
تفاصيل الحدث:

هو الملك أبو العز الرشيد بن محمد بن علي الحسني أول ملوك شرفاء مراكش من العلويين، وكان قد قاتل أخاه محمدًا الذي كان قد تسلم بعد وفاة أبيهما عام 1069هـ وكانت قاعدتهم سجلماسة، فلما أصبح الأمر للرشيد نقل العاصمة إلى مراكش؛ ولهذا عُدَّ هو أولَ ملوك العلويين في مراكش وتولى أخوه إسماعيل الملك خلفًا له.

العام الهجري : 441 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1049
تفاصيل الحدث:

هو أبو الفَتحِ مَودود بن مسعود بن محمود بن سبكتكين الغزنويُّ، صاحِبُ غزنة، لَمَّا ملَكَ مودودٌ قَبَض على عمِّه عبدِ الرَّشيدِ بنِ محمود وسَجَنَه في قلعة ميدين، بطريقِ بست، وكاتَبَ أصحابَ الأطرافِ ودعاهم إلى نُصْرَتِه، وبذل لهم الأموالَ والإمرةَ على بلادِ خُراسان فأجابوه، منهم: أبو كاليجار صاحِبُ أصبهان، فإنَّه سار بجيوشِه في المفازة فهلك كثيرٌ مِن عسكره، ومَرِضَ هو ورجع، ومنهم خاقان التُّرك فإنَّه أتى ترمذ فنهَبَ وخَرَّب وصادَرَ، وسار مودودٌ مِن غزنة فاعتراه قولنج، فرجع وبَعَث وزيرَه لأخذ سجستان من الغز، وكان مَوتُه بغزنة, ومُدَّةُ مُلكِه تِسعَ سنين وعشرة أشهر،، ثم قام في المُلكِ بعده ولَدُه، فبقي خمسة أيام ثمَّ عَدَل النَّاسُ عنه إلى عَمِّه علي بن مسعود، فنزل عبدُ الرشيد إلى العَسكَرِ ودعاهم إلى طاعته، فأجابوه وعادوا معه إلى غزنة، فلمَّا قارَبَها هرب عنها عليُّ بنُ مسعود، ومَلَك عبد الرشيد، واستقَرَّ الأمر له، ولُقِّبَ شمس دين الله سيف الدَّولة، وقيل جمال الدَّولة، ودفع اللهُ شَرَّ مودود عن داود.

العام الهجري : 494 العام الميلادي : 1100
تفاصيل الحدث:

سار كندفري ملك الفرنج بالشام -وهو صاحب بيت المقدس- إلى مدينة عكا بساحل الشام، فحصرها فأصابه سهم فقتله، وكان قد عمَرَ مدينة يافا وسلَّمَها إلى قمص -كبير القساوسة- من الفرنج اسمه طنكري، فلما قُتِل كندفري سار أخوه بغدوين إلى بيت المقدس في خمسمائة فارس وراجل، فبلغ الملك دقاق- صاحب دمشق- خبره، فنهض إليه في عسكره، ومعه الأمير جناح الدولة في جموعه، فقاتله، فنُصِر على الفرنج، ومَلَك الفرنجُ مدينةَ سروج من بلاد الجزيرة، وسببُ ذلك أن الفرنج كانوا قد ملكوا مدينة الرها بمكاتبة من أهلِها؛ لأن أكثرَهم أرمن، وليس بها من المسلمين إلا القليل، فلما كان الآن جمع سقمان بن أرتق التركماني بسروج جمعًا كثيرًا من التركمان، وزحف إليهم، فلَقُوه وقاتلوه، فهزموه في ربيع الأول. فلما تمَّت الهزيمة على المسلمين سار الفرنجُ إلى سروج، فحصروها وتسلَّموها، وقتلوا كثيرًا من أهلِها وسَبَوا حريمَهم، ونهَبوا أموالهم، ولم يسلَمْ إلَّا من مضى منهَزِمًا، وملك الفرنجُ مدينة حيفا، وهي بالقربِ مِن عكا على ساحل البحر، ملكوها عَنوةً، وملكوا أرسوف بالأمان، وأخرجوا أهلَها منها، وفي رجب ملكوا مدينة قيسارية بالسيف، وقتلوا أهلَها، ونهبوا ما فيها.

العام الهجري : 564 العام الميلادي : 1168
تفاصيل الحدث:

ملَكَ نورُ الدين محمود بن زنكي قلعةَ جعبر، أخذها من صاحبها شهاب الدين ملك بن علي بن مالك العقيلي، وكانت بيده ويد آبائه مِن قَبلِه من أيام السلطان ملك شاه، وهي من أمنَعِ القلاع وأحصَنِها، مطلة على الفرات من الجانب الشرقي. وأمَّا سبب ملكها فإن صاحِبَها نزل منها يتصيد، فأخذه بنو كلاب وحملوه إلى نور الدين في رجب سنة 563، فاعتقله وأحسنَ إليه، ورغَّبَه في المال والإقطاع ليُسَلِّمَ إليه القلعة، فلم يفعل، فعدل إلى الشدة والعنف، وتهدده، فلم يفعل، فسيَّرَ إليها نور الدين عسكرًا مُقَدَّمُه الأمير فخر الدين مسعود بن أبي علي الزعفراني، فحصرها مدة، فلم يظفَرْ منها بشيء، فأمَدَّهم بعسكر آخر، فحصرها أيضًا فلم ير له فيها مطمعًا، فسلك مع صاحبها طريق اللين، وأشار عليه أن يأخذ من نور الدين العِوَض ولا يخاطر في حفظها بنفسه، فقَبِلَ قولَه وسَلَّمَها، فأخذ عِوَضًا عنها سروج وأعمالها والملاحة التي بين حلب وباب بزاعة، وعشرين ألف دينار مُعَجَّلة، وهذا إقطاع عظيم جدًّا، إلا أنَّه لا حصن فيه، وهذا آخِرُ أمر بني مالك بالقلعة.

العام الهجري : 597 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1201
تفاصيل الحدث:

هو الأميرُ قُطبُ الدين سقمان بن محمد بن قرا أرسلان بن داود بن سقمان، صاحب آمد وحصن كيفا، ملك بعد والده، وتلقَّبَ بقطب الدين، وكان صغيرًا فقام بتدبيره القوَّام بن سماقا الأسعدي, ثم بادر سقمان إلى خدمة السلطان صلاح الدين وهو يحاصِرُ ميافارقين، فأقرَّه على ملك بلاده، وأنْ يَصدُرَ عن أمْرِه ونهيه, وكان سقمان شديدَ الكراهةِ لأخيه محمود، والنفور عنه، قد أبعده وأنزله حِصنَ منصور في آخِرِ بلادهم، واتخذَ مملوكًا اسمه إياس، فزوَّجَه أخته، وأحبَّه حبًّا شديدًا، وجعله وليَّ عهده، وفي رمضان من هذه السنة سَقَط سقمان من سطح جوسق كان له بظاهِرِ حِصنِ كيفا فمات، فلمَّا توفي مَلَك بعده مملوكُه إياس عِدَّة أيام، وتهدَّد وزيرًا كان لقطب الدين، وغيرَه من أمراء الدولة، فأرسلوا إلى أخيه محمود سرًّا يستدعونه، فسار مجِدًّا، فوصل إلى آمد وقد سبَقَه إليها إياس مملوكُ أخيه، فلم يقدِرْ على الامتناع، فتسَلَّم محمود البلادَ جميعَها ومَلَكَها، وحبسَ المملوك فبَقِيَ مدة محبوسًا، ثم شَفَع له صاحِبُ بلاد الروم، فأُطلِقَ مِن الحبس، وسار إلى الروم، فصار أميرًا من أمراءِ الدَّولةِ.