الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2316 ). زمن البحث بالثانية ( 0.008 )

العام الهجري : 657 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1259
تفاصيل الحدث:

بعد أن جاءت الأخبارُ بتحَرُّك المغول إلى الشام وبَعْثهم الرسائِلَ التهديديَّة للأمراء عقَدَ الأمير سيف الدين قطز في مصر اجتماعًا حضره الفُقَهاءُ وعلى رأسِهم العِزُّ بن عبد السلام بأخذ أموالٍ مِن العامَّة لتجهيز الجيوشِ, ثم قبض قطز على الملك نور الدين عليِّ بن المعز أيبك الملقَّب بالمنصور صاحب مصر، وذلك في غيبةِ أكثر الأمراءِ مِن مماليك أبيه وغيرِهم في الصيد، فلمَّا قبض على المنصور بَعَث به وبأخيه وأمِّه إلى دمياط، واعتَقَلَهم في برج عَمَرَه وسماه برجَ السلسلة، ثم سيَّرَهم إلى بلاد الأشكري وقبض على بعضِ الأمراء واعتقَلَهم وتسلطَنَ هو وسمَّى نفسَه بالملك المظفَّر، واعتذر إلى الفُقَهاءِ والقُضاة وإلى ابن العديم الرَّسول الذي جاء من الشامِ لمساعدتهم ضِدَّ المغول، فإنه قال: لا بدَّ للناسِ مِن سلطانٍ قاهرٍ يقاتِلُ عن المسلمين عَدُوَّهم، وهذا صبيٌّ صغير لا يعرفُ تدبير المملكةِ، فكانت مدَّة المنصور سنتين وثمانية أشهر وثلاثة أيام، وكانت قد كثُرَت مفاسد الملك المنصور علي، واستهتر في اللَّعِب وتحكَّمَت أمُّه فاضطربت الأمور، فجلس المظفَّر سيف الدين  قطز على سريرٍ بقلعة الجبل يوم السبت الرابع والعشرين من ذي القعدة، وهو ثالثُ ملوك المماليك بمصر، وقطز بضم القاف والطاء المهملة وسكون الزاي، وهو لفظٌ مَغولي.

العام الهجري : 745 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1345
تفاصيل الحدث:

كثُرَ سُقوطُ الثَّلجِ بدِمشقَ حتى خرج عن العادةِ، وأنفقوا على إزالته من الأسطحِ ما ينيفُ على ثمانين ألف درهم؛ فإنَّه أقام يسقط أسبوعين، وفي هذه السنة تواتَرَ سُقوطُ البرد بأرض مصرَ، مع ريحٍ سوداء، وشَعَث عظيمٍ، وبَرقٍ ورَعدٍ سهول، ثم أعقب ذلك عامٌ شديد الحر، بحيث تطاير منها شَرَرٌ أحرق رؤوسَ الأشجار، وزريعة الباذنجان وبعض الكتَّان، حتى اشتد خوف الناس، وضجُّوا إلى الله تعالى، وجاء مطرٌ غزير، ثم بَرْدٌ فيه يبس لم يُعهَدْ مِثلُه، فكانت أراضي النواحي تُصبِحُ بيضاءَ من كثرة الجليد، وهَلَك من شدَّة البرد جماعةٌ من بلاد الصعيد وغيرها، وأمطرت السماءُ خمسةَ أيام متواليةً حتى ارتفع الماءُ في مزارعِ القصب قَدْرَ ذراعٍ، وعَمَّ ذلك أرض مصر قَبليَّها وبحريَّها، ففسدت بالريحِ والمطر مواضِعُ كثيرة، وقلَّت أسماكُ بحيرة نستراوة وبحيرة دمياط، والخلجان وبركة الفيل وغيرها؛ لِمَوتها من البرد، فتَلِفَت في هذه السنة بعامَّةِ أرض مصر وجميع بلاد الشام- بالأمطار والثلوج والبرد، وهبوب السمائم وشدة البرد- من الزُّروعِ والأشجار، والبائهم والأنعام والدور؛ ما لا يدخُلُ تحتَ حَصرٍ، مع ما ابتليَ به أهل الشام من تجريد عساكِرِها وتسخيرِ أهلِ الضياع وتسَلُّط العربان والعشير، وقِلَّة حُرمة السلطنة مصرًا وشامًا، وقطع الأرزاق وظُلم الرعيَّة.

العام الهجري : 781 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1380
تفاصيل الحدث:

حضر إلى القاهرة طائفةٌ ما بين رجال ونساء، ذكروا أنهم ارتَدُّوا عن الإسلامِ، وقد كانوا قبل ذلك على النصرانية، يريدونَ بارتدادِهم التقَرُّبَ إلى المسيح بسَفكِ دمائهم، فعُرِضَ عليهم الإسلام مرارًا فلم يقبلوا، وقالوا: "إنما جئنا لنتطَهَّر ونتقَرَّب بنفوسنا إلى السيد المسيحِ" فقُدِّمَ الرجال تحت شباك المدرسة الصالحية بين القصرين، وضُرِبَت أعناقهم، وعُرِضَ الإسلام على النساء، فأبَيْنَ أن يُسلِمْن، فأخذَهنَّ القاضي المالكي إلى تحت القلعة، وضَرَب أعناقَهنَّ، كما قَدَّمَ أيضًا راهبًا نصرانيًّا قدح في الإسلام، وأصر على قبيحِه، فضُرِبَت عنقه، وكان هناك ثلاث نسوة، فرفعن أصواتَهنَّ بلقلقة ألسِنَتِهن، كما تفعَلُ النساء عند فَرَحِهنَّ؛ استبشارا بقتل الراهب، وأظهرن شغفًا به، وهيامًا لِما جرى له، وصَنَعْنَ كصنيعه من القدح في الإسلام، وأرَدْنَ تطهيرَهنَّ بالسَّيفِ أيضًا، ثم ضُرِبَت رقبة رفيق الراهب في يوم الجمعة الثاني والعشرين منه تحت شباك الصالحية، وضُرِبَت رقاب النسوة الثلاث من الغد يوم السبت تحت القلعة بيد الأمير سودن الشيخوني الحاجب، وأُحرِقَت جُثَثُهن بحُكمِ أنَّهن ارتَدَدْن عن الإِسلامِ، وأظهَرْنَ أنهنَّ فعَلْنَ هذا لعِشقِهنَّ الراهب، وكان يُعرَفُ بأبي نفيفة، ولم يُسمَعْ في أخبار العُشَّاق خبرًا أغرب من هذا، ثم جاء بعد ذلك رجلٌ من الأجناد على فرس، وقال للقاضي: طهرني بالسيف، فإني مرتَدٌّ عن الإسلامِ، فضُرِبَ وسُجِنَ.

العام الهجري : 907 العام الميلادي : 1501
تفاصيل الحدث:

بعد أن أعلن إسماعيل الصفوي قيامَ الدولة الصفويَّة وعاصمتها تبريز، كان أول عملٍ قام به هو إعلانَ أنَّ مذهبَ دولته هو مذهب الإماميَّة الاثني عشرية، وأنه سيعمِّمُه في جميع بلاد إيران، وعندما نُصِحَ أنَّ مذهب أهل إيران هو مذهب الشافعي لم يستجبْ لنصحِهم وهدَّد من لم يستجب لأمره بالتشيعِ، فإنَّ مصيره القتل, فأمر الخطباء في المساجد بسبِّ الخلفاء الراشدين الثلاثة، مع المبالغةِ في تقديسِ الأئمة الاثني عشر, ثم صَكَّ عملة للبلاد كتب عليها: "لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي ولي الله"، ثم كتب اسمه, وقد عانى أهلُ السنة في إيران معاناةً هائلة وأُجبروا على اعتناق المذهب الإمامي بعد أن قتَلَ الشاه إسماعيل في بضع سنين زيادةً على ألف ألف نفسٍ بحيث لا يُعهَد في الجاهلية ولا في الإسلام ولا في الأُمم السابقة من قَبلُ في قتل النفوسِ ما قتله شاه إسماعيل! وقتل عِدَّةً من أعاظم العلماء بحيث لم يبقَ من أهل العلم أحدٌ في بلاد العجم، وأحرق جميعَ كتبهم ومصاحفهم، وكان شديد الرفض بخلاف آبائه، ولم يكتفِ الشاه إسماعيل بنشر المذهب الشيعي في إيران، بل حرص على نشره خارج إيران، فوصلت دعوته للتشيع إلى الأقاليم التابعة للدولة العثمانية، فكان من الطبيعي أن يتصدى لتلك الدعوة السلطانُ سليم الأول سلطان الدولة العثمانية السُّنِّية.

العام الهجري : 1409 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1989
تفاصيل الحدث:

دخلت روسيا إلى أفغانستان بصورة عسكريَّةٍ احتلاليَّة في صفر 1400هـ / ديسمبر 1979م، وبدأ التعسُّف، والتدميرُ، والتشريدُ، وبرَزت منظَّمة تحرير شعب أفغانستانَ (ساما) بقيادة ماجد كلاكاني، وظهرت جبهة التحرير الوطنية برئاسة أحمد الجيلاني، ثم تشكَّلت جَبهة المقاوَمة الجديدة من ستِّ مجموعاتٍ، معَ وجود بعض الخلافات التي كانت بين مدٍّ وجزرٍ؛ وذلك لأنَّ المنظِّمات الشِّيعية متعدِّدةٌ، وتتركَّز في طِهْرانَ، وتأخذ مَنْحًى يختلِف عن المَنْحى الذي تَسيرُ عليه منظَّمات الجهاد، وتسير حسَبَ السياسة الإيرانية، بالإضافة إلى أن بعضَ هذه المنظَّمات وطنيَّةٌ أكثر منها إسلاميَّة، وقد كانت المنظَّمات الكُبرى الإسلامية - كالحزب الإسلامي، والاتحاد الإسلامي، والجمعية الإسلامية- هي صاحبةُ القوَّة والتأييد الشعبي، ومعَ ذلك، فإن الخلاف والانقسام بينها لا يكاد ينتهي، وذهب بسببه ضحايا، ومع ذلك فقد كان المجاهِدون يُكبِّدونَ الروسَ من الخسائر ما لم يتوقَّعوه أبدًا، ولم تستطِعْ روسيا أنْ تُحقِّق ما كانت تأمُله، وفشِلَت في تحقيق أهدافها، بل خسِرَت وفقَدَت أكثرَ من ثلاثة عشَرَ ألفَ جنديٍّ، وأضعافَهم من الجَرحى، بالإضافة إلى العَتاد، رغم استعمالهم للإبادة الكاملة للقُرى، واستخدامهم الأسلحةَ المحرمَّةَ دوليًّا من غازاتٍ سامَّةٍ، وقنابلَ مُحرقةٍ، وأسلحةٍ فتَّاكةٍ، وفي 29 رمضان 1408هـ / عام 1988م تمَّ توقيعُ اتِّفاقيَّة بَدء الانسحاب الروسي، وانتَهى في 10 رجب 1409هـ.

العام الهجري : 332 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 944
تفاصيل الحدث:

هو أبو طاهرٍ سُلَيمانُ بنُ أبي سعيد الحسن الجَنّابي الهَجري القرمطيُّ، رئيس القرامطة- قبَّحه الله- كان أبوه يحِبُّه ويرجِّحُه للأمرِ مِن بعده، وأوصى: إن حَدَث به موتٌ، فالأمرُ إلى ابنِه سعيدٍ إلى أن يكبَرَ أبو طاهر، فيُعيد سعيدٌ إليه الأمر. فلما كان في سنةِ خمس وثلاثمائة سلَّمَ سعيدٌ الأمرَ إلى أخيه أبي طاهر، فاستجاب لأبي طاهرٍ خَلقٌ وافتتنوا به؛ بسبب أنَّه دلَّهم على كنوزٍ كان والده أطلَعَه عليها وحده، فوقَعَ لهم أنَّه عِلمُ غَيْبٍ، وقد استباح البصرةَ، وأخذ الحجيجَ، وفعَلَ العظائم، وأرعَبَ الخلائِقَ وكُثُرَت جموعُه، وتزلزل له الخليفةُ. وزعم بعضُ أصحابه أنه إلهٌ، ومنهم من زعم أنَّه المسيح، ومنهم مَن قالَ هو نبيٌّ. وقيل: هو المهديُّ، وقيل: هو الممهِّدُ للمهديِّ. وقد هَزَمَ جيشَ الخليفة المقتدي غيرَ مرَّة، ثمّ إنَّه قصد بغداد ليأخذها، فدفَعَ اللهُ شَرَّه. وقتل الحجيجَ حولَ الكعبة وفي جوفِها، وسَلَبَها كسوتَها، وأخذ بابَها وحِليَتَها، واقتلع الحجرَ الأسودَ مِن مَوضِعِه وأخذه معه إلى بلَدِه هَجَر، فمكث عنده من سنة 319 ثم مات- قبَّحه الله ولعَنَه- وهو عندَهم, ولم يردُّوه إلَّا سنة 339، ولَمَّا مات هذا القرمطي قام بالأمرِ مِن بعده إخوتُه الثلاثة، وهم أبو العباس الفضل، وأبو القاسم سعيد، وأبو يعقوب يوسف، بنو أبي سعيد الجنابي، وكان أبو العبَّاسِ ضعيفَ البدن مُقبِلًا على قراءة الكتب، وكان أبو يعقوبَ مُقبِلًا على اللهو واللعب، ومع هذا كانت كلمةُ الثلاثة واحدةً، لا يختلفون في شيءٍ وكان لهم سبعةٌ من الوزراء متَّفِقونَ أيضًا.

العام الهجري : 504 العام الميلادي : 1110
تفاصيل الحدث:

كانت عسقلان للفاطميين المصريين، ثم إنَّ حاكِمَ مصر الفاطمي الآمر بأحكام الله استعمل عليها إنسانًا يُعرَف بشمس الخلافة، فراسل بغدوين ملك الفرنج بالشام وهادنه، وأدَّى إليه مالًا وعروضًا، فامتنع به من أحكام المصريين عليه إلا فيما يريد من غير مجاهدة بذلك، فوصلت الأخبارُ بذلك إلى الآمر صاحب مصر، وإلى وزيره الأفضل، أمير الجيوش، فعَظُم الأمر عليهما، وجهَّزا عسكرًا وسيَّراه إلى عسقلان مع قائد كبير من قوَّاده، وأظهرا أنه يريد الغزاة، ونفذا إلى القائد سرًّا أن يقبض على شمس الخلافة إذا حضر عندهم، ويقيم هو عِوَضَه بعسقلان أميرًا. فسار العسكر، فعرف شمس الخلافة الحال فامتنع من الحضور عند العسكر المصري، وجاهر بالعصيان وأخرج من كان عنده من عسكر مصر؛ خوفًا منهم، فلما عرف الأفضل ذلك خاف أن يُسَلِّمَ عسقلان إلى الفرنج، فأرسل إليه وطيَّب قلبه وسكَّنه، وأقرَّه على عمله، وأعاد عليه إقطاعَه بمصر، ثم إن شمس الخلافة خاف أهل عسقلان فأحضر جماعة من الأرمن واتخذهم جندًا، ولم يزل على هذه الحال إلى آخر سنة أربع وخمسمائة، فأنكر الأمرَ أهلُ البلد، فوثب به قومٌ من أعيانه وهو راكب، فجرجروه فانهزم منهم إلى داره، فتبعوه وقتلوه، ونهبوا داره وجميع ما فيها، ونهبوا بعض دور غيره من أرباب الأموال بهذه الحُجَّة، وأرسلوا إلى مصر بجَليَّة الحال إلى الآمر والأفضل، فسُرَّا بذلك، وأحسَنا إلى الواصِلين بالبشارة، وأرسلا إليه واليًا يقيم به، ويستعمل مع أهل البلد الإحسان وحُسنَ السيرة، فتَمَّ ذلك وزال ما كانوا يخافونه.

العام الهجري : 416 العام الميلادي : 1025
تفاصيل الحدث:

أمَرَ الظَّاهِرُ بنُ الحاكِمِ العُبَيديُّ حاكِمُ مِصرَ بنَفيِ مَن وُجِدَ مِن الفُقَهاءِ المالكيَّة وغيرِهم. وأمَرَ الدُّعاةَ أن يُحفِّظوا النَّاسَ كِتابَ دعائِمِ الإسلامِ لابنِ بابويهِ القُمِّي الرَّافضي، وكتاب الوزير يعقوبَ بنِ كلس في الفقهِ على مذهَبِ آلِ البَيتِ، وفرَضَ الظَّاهِرُ لِمَن يحفَظُ ذلك مالًا، وجلسَ الدُّعاةُ بالجامِعِ للمُناظرة.

العام الهجري : 162 العام الميلادي : 778
تفاصيل الحدث:

هو الفقيه الكبير، قاضي العراق، أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة بن أبي رهم - وهو بدري من السابقين المهاجرين- بن عبد العزى القرشي، ثم العامري. كان أبو بكر من علماء قريش، ولاه المنصور القضاء، وكان خرج مع محمد بن عبد الله بن حسن صاحب النفس الزكية، وكان على صدقات أسد وطيء، فقدم على محمد بأربعة وعشرين ألف دينار، فلما قتل محمد، أُسر ابن أبي سبرة وسجن، ثم استعمل المنصور جعفر بن سليمان على المدينة، وقال له: إن بيننا وبين ابن أبي سبرة رحما، وقد أساء وأحسن، فأطلقه وأحسن جواره. وكان الإحسان أن عبد الله بن الربيع الحارثي قدم المدينة ومعه العسكر، فعاثوا بالمدينة، وأفسدوا. فوثب على الحارثي سودان المدينة والرعاع، فقتلوا جنده، وطردوهم، ونهبوا متاع الحارثي، ثم كسر السودان السجن، وأخرجوا ابن أبي سبرة حتى أجلسوه على المنبر، وأرادوا كسر قيده، فقال: ليس على هذا فوت، دعوني حتى أتكلم. فتكلم في أسفل المنبر، وحذرهم الفتنة، وذكرهم ما كانوا فيه، ووصف عفو المنصور عنهم، وأمرهم بالطاعة. فأقبل الناس على كلامه، وتجمع القرشيون، فخرجوا إلى عبد الله بن الربيع، فضمنوا له ما ذهب له ولجنده، ثم رجع ابن أبي سبرة إلى الحبس، حتى قدم جعفر بن سليمان، فأطلقه وأكرمه، ثم صار إلى المنصور، فولاه القضاء. قال ابن عدي: عامة ما يرويه أبو بكر غير محفوظ، وهو في جملة من يضع الحديث. قال ابن سعد: ولي القضاء لموسى الهادي، وهو ولي عهد، ثم ولي قضاء مكة لزياد بن عبيد الله. توفي ابن ابي سبرة ببغداد, وقد عاش ستين سنة، فلما مات، استقضي بعده القاضي أبو يوسف.

العام الهجري : 482 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1089
تفاصيل الحدث:

كَثُرَت الفِتَنُ ببغداد بين الشِّيعةِ من أَهلِ الكَرخِ وغَيرِها من المَحالِّ مِن أَهلِ السُّنَّةِ، وقُتِلَ بينهم عَددٌ كَثيرٌ، واستَولَى أَهلُ المَحالِّ على قِطعَةٍ كَبيرةٍ من نَهرِ الدَّجاجِ، فنَهَبوها، وأَحرَقوها، فنَزل شِحْنَةُ بغداد -المسؤول عن ضبط بغداد- وهو خمارتكين النائبُ عن كوهرائين، على دِجلَة في خَيْلِه ورَجِلِه، لِيَكُفَّ الناسَ عن الفِتنةِ، فلم يَنتَهوا، وكان أهلُ الكَرخِ يَجرُون عليه وعلى أَصحابِه الجِراياتِ والإقاماتِ، وفي بعضِ الأيامِ وَصَلَ أَهلُ بابِ البَصرَةِ إلى سُويقَةِ غالبٍ، فخَرجَ مِن أَهلِ الكَرخِ مَن لم تَجرِ عادَتُه بالقِتالِ، فقاتَلوهُم حتى كَشَفوهُ،. فرَكِبَ خَدَمُ الخَليفةِ، والحُجَّابُ، والنُّقَباءُ، وغَيرُهم من أَعيانِ الحَنابِلَةِ، إلى خمارتكين، وساروا معه إلى أَهلِ الكَرخِ، فقَرأَ عليهم كِتابًا من الخَليفةِ يَأمُرهم بالكَفِّ، ومُعاوَدَةِ السُّكونِ، وحُضورِ الجَماعةِ والجُمعةِ، والتَّدَيُّنِ بمَذهبِ أَهلِ السُّنَّةِ، فأجابوا إلى الطاعةِ، فبينما هم كذلك أَتاهُم الصَّارِخُ من نَهرِ الدَّجاجِ بأن السُّنَّةَ قد قَصَدوهُم، والقِتالُ عندهم، فمَضوا مع خمارتكين، ومُنِعوا من الفِتنَةِ، وسَكَنَ الناسُ، وكَتَبَ سُنَّةٌ مِن أَهلِ الكَرخِ على أَبوابِ مَساجِدِهم: "خَيرُ الناسِ بعدَ رَسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم أبو بكرٍ ثم عُمَرُ ثم عُثمانُ ثم عَلِيٌّ، ومِن عند هذا اليومِ ثارَ شِيعَةٌ من أَهلِ الكَرخِ، وقَصَدوا شارعَ ابنِ أبي عَوفٍ ونَهَبوهُ، ورَفعَ العامَّةُ الصُلبانَ وهَجَموا على الوَزيرِ في حُجرَتِه، وأَكثَروا من الكَلامِ الشَّنيعِ، وقُتِلَ ذلك اليومَ رَجلٌ هاشِميٌّ مِن أَهلِ بابِ الأزج بسَهمٍ أَصابَهُ، فثارَ العامَّةُ هناك بعَلَوِيٍّ كان مُقِيمًا بينهم، فقَتَلوهُ وحَرَقوهُ، وجَرَى مِن النَّهْبِ، والقَتْلِ، والفَسادِ أُمورٌ عَظيمةٌ، فأَرسلَ الخَليفةُ إلى سَيفِ الدَّولةِ صَدَقةَ بنِ مزيد، فأَرسلَ عَسكرًا إلى بغداد، فطَلَبوا المُفسِدين والعَيَّارِين، فهَرَبوا منهم، فهُدِمَت دُورُهم، وقُتِلَ منهم ونُفِيَ وسَكنَت الفِتنةُ، وأَمِنَ الناسُ.

العام الهجري : 694 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1295
تفاصيل الحدث:

لما استقرَّت الأمور لعلاء الدين في الدولة الخلجية بالهند بدأ يتَّجِهُ لشؤون الدولة الحربيَّة، ويعنى بالنواحي الاجتماعيَّة، وكان سلطانًا قويًّا طموحًا، نجح في دفع الخطر المغوليِّ عن بلاده، وقاد جنده في فتوحات متَّصلة، حتى أظلَّت راية الإسلام شبهَ القارة الهندية كلَّها لأول مرة في التاريخ. ولكي يدفَعَ هجمات المغول أقام سلسلةً من الحصون على حدوده الغربية، وزوَّدها بالجند والسلاح، ولكنَّ ذلك لم يحُلْ دون هجمات المغول على الهند، فتوالت حملاتُهم على الرغم مما كان يتكبَّدونه من خسائر على أيدي علاء الدين وقادته، مثلما حدث في سنة 698هـ ( 1298م) حين سار سلطانُ المغول قتلق خواجه على رأس قوات كثيفة، فتصَدَّى لها علاءُ الدين وقائداه ظفرخان وألج خان، وأنزلوا بالمغول هزيمةً قاصمة، لكنَّها لم تمنَعْهم من موالاةِ الهجوم مراتٍ أخرى حتى تمكَّن القائدُ غازي ملك تغلق من القضاء على خطر المغول تمامًا. وفي الوقت الذي كان فيه علاء الدين مشغولًا بالقضاء على هجمات المغول كان يعِدُّ الجيوشَ لاستكمال فتح الهند، فأرسل في سنة 699هـ (1299م) قائديه ألنخان ونصرت خان لفتح حصن رنتنبهور أعظَمِ حصونِ إقليم الراجبوتانا، فنجحا في مهمتهما بعد حروب دامية، ودخل الإقليمُ في طاعة علاء الدين الخلجي، ثم فتح إمارة موار، وكانت أمنَعَ إمارات الراجبوتانا بقلعتها الحصينة القائمةِ على قِمَّةِ جَبَلٍ منحوتةٍ في الصخر، ثم استولى على ملوة وأوجين ودهري نجري، ولم يكد يأتي عام 706 هـ (1306م) حتى كان علاء الدين الخلجي قد فتح الهنستان كلَّها من البنغال إلى البنجاب. وواصل علاء الدين فتوحاتِه، فأرسل قائدَه الحبشيَّ كافور، فاخترق أقاليمَ ملوة والكجرات، ثم أردف ذلك بجيش آخر يقوده أدلوغ خان، واستولى الجيشان على ديوكر، وتوالت انتصارات علاء الدين حتى تمكن من فتح الجنوب الهندي كلِّه.

العام الهجري : 1116 العام الميلادي : 1704
تفاصيل الحدث:

جهز إبراهيم الشريف باي تونس مراكب صغارًا للغزو في سبيل الله، فغَنِمت إحداها غنيمةً بها ثلاثون نصرانيًّا وعدة صناديق بها أموال جزيلة، فدخلوا طرابلس فأحضرها خليل باي الجزائر بين يديه واغتصب منها أحد عشر نصرانيًّا واحتاط على الأموال بأسرها، فلم يُبقِ منها ولم يذرْ، واغتصب عدة صناديق بها آلات حرب وطردهم، فلما علم بذلك إبراهيم الشريف ورأى تجرؤَ خليل جمع جموعه ونصب ديوانًا في شأن تعدي خليل، فكان اتفاق الديوان على المدافعة والذب عن المال، فتجهز إبراهيم الشريف للخروج على طرابلس لمقاتلة خليل باي، فقدم قهواجي عثمان من الجزائر يحرضه على النهوض لطرابلس، وأرسل عساكر الجزائر مركبين لإبراهيم الشريف يطلبون منه الميرة؛ لقحط بلادهم تلك السنة، فتعلل إبراهيم الشريف باشتغاله بالسفر وعدم حصول الذخيرة، وأرسل لهم مائتي قنطار بشماطا، فلما جاءهم ذلك جمعوا ديوانًا، وقال حاكمهم: ألا ترون إلى إبراهيم الشريف يعطي القمح للنصارى ويمنع المسلمين، فما يريد إلا توهين عساكر الجزائر ليتقوى عليها، فخرج إبراهيم الشريف إلى طرابلس في العشر الأواخر من جمادى الآخرة من هذه السنة، فالتقى الجمعان في الثاني عشر من شعبان, فلم تكن إلا ساعة وانهزم خليل باي وأُخِذ منه مِدفَعا نحاس وثماني رايات وبغلان محملان مالًا، ومات من قوم خليل أزيد من ألف نفس وأُسر منه مثلُها، وفر خليل هاربًا فتبعته خيول إبراهيم الشريف فتنكر ودخل المدينة خائفًا من قومه حيث أوردهم هذه الموارد وما فعل بأهاليهم، ومكث إبراهيم محاصرًا لهم فضايق البلد أشدَّ مضايقة فطلبوا العفوَ وبذلوا المال، فأبى وامتنع، فتجدَّدت الحرب بين الفريقين ولم يزل متماديًا حتى قام الطاعون في المحلة ومات منها خلق كثير وفرَّ عنه العرب.

العام الهجري : 1236 العام الميلادي : 1820
تفاصيل الحدث:

لما جاء الكولونيل سيف -سليمان الفرنساوي- إلى مصرَ، كضابط مع الحملة الفرنسيةِ ولَمَّا آنس منه محمد علي باشا الكفاءةَ لتحقيق مشروعه؛ أنفذه إلى أسوان ليؤسِّسَ مدرسة حربية تخرِّجُ ضباطًا على النمط الأوربي؛ ليكونوا النواةَ الأولى من جيشِ مِصرَ الحديث، وبدأ العمَلَ في هذه المدرسة بأن قَدَّم إليه خمسمائة من خاصَّةِ مماليكه ليدَرِّبَهم على أن يكونوا ضبَّاطًا في النظامِ الحديث، وطلب إلى بعضِ رجاله أن يحذُوا حَذْوَه ويُقدِّموا مَن عندهم من المماليك، فاجتمع لدى الكولونيل سيف ألفٌ من هؤلاء وأولئك، أخذ يدرِّبُهم مدةَ ثلاث سنوات على فنونِ الحرب وأساليبها الحديثة، فصاروا نواةَ الجيش النظامي؛ إذ تكوَّنت منهم الطائفةُ الأولى من الضباط، وقد لاقى "الكولونيل سيف" متاعِبَ جَمَّة خلال تدريب طلاب هذه المدرسة، خاصةً وأنهم لم يعتادُوا الطاعة المُطلَقة لرؤسائِهم, كما لم يتعوَّدوا أن يتعلموا فنونَ الحرب الحديثة، ولم يألَفوا من الحركاتِ العسكرية سوى الكَرِّ والفَرِّ، هذا بالإضافة إلى أن الكولونيل سيفًا ضابِطٌ أوروبي نصراني، ومن هنا جاشت في نفوسِهم فكرةُ العصيان والتمَرُّد، فحاول أحدُهم تدبير مؤامرة لاغتياله أثناء التدريبِ على ضربِ النَّارِ، فأطلق أحدُهم عليه رصاصةً أطاحت بقبَّعتِه ولمست أذنَه، وبدلًا من أن ينتَقِمَ الكولونيل من الطالبِ أمسك البندقية واتَّخَذ مكانَه في الصَّفِّ ليعَلِّمَه كيف يكون التصويبُ نحو الهدف، ولكي يُزيلَ الحاجِزَ النفسي بينه وبين طلابه اعتنقَ "الكولونيل سيف"  الإسلامَ، وأصبح اسمه  "سليمان " وبعد ثلاث سنوات من التدريب الشاقِّ، تمَّ تخريجُ مجموعة من الضباط وصل عددُهم إلى حوالي ستة آلاف ضابط. ومضى مشروعُ محمد علي في بناء جيش مصر الحديث، وظلَّ "سليمان باشا الفرنساوي " على رأسِ هذا الجيش يعَلِّمُ ويدرِّبُ وينَظِّمُ وينشئُ المدارسَ الحربية على النظام الحديث، فتأسَّست مدرسة حربية في "فرشوط"، وأخرى في "جرجا"، واتسعت دائرةُ التجنيد، وتمَّ إرسالُ مجموعة من الطلاب إلى أوروبا لإتمام دروسهم العسكرية هناك.

العام الهجري : 704 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1305
تفاصيل الحدث:

سار الشيخُ تقي الدين ابن تيمية إلى مسجدِ النارنج وأمر أصحابَه ومعهم حجَّارونَ بقَطعِ صَخرةٍ كانت هناك بنهر قلوط تزارُ ويُنذَرُ لها، ويقولون إن الأثَرَ الذي بها هو قَدَمُ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلم، فبَيَّنَ أن ما يفعَلُه الناس من التبرك به وتقبيلِه لا يجوز، فقَطَع الصخرةَ في سادس عشر رجب، وقد أنكر عليه الناسُ ما فعله فأُجيبَ إن كان الأمرُ على ما زعم فقد فعل الخيرَ وأزال بدعة، وإن كان الأمرُ بخلاف ما قال فإذا تبيَّنَ صِحَّتُه يقابَلُ على ما فَعَله، فقطعها وأراح المسلمينَ منها ومن الشِّركِ بها، فأزاح عن المسلمينَ شُبهةً كان شَرُّها عظيمًا، وبهذا وأمثالِه حَسَده بعضُ العلماءِ وأبرزوا له العداوة، وكذلك كلامُه في ابن عربي وأتباعِه، فحُسِدَ على ذلك وعُودِي، ومع هذا لم تأخُذْه في اللهِ لومة لائمٍ، ولا بالى، ولم يَصِلوا إليه بمكروهٍ، وأكثَرُ ما نالوا منه الحبسُ، مع أنه لم ينقَطِعْ في بحثٍ لا بمصرَ ولا بالشامِ!

العام الهجري : 572 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1176
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ، قاضي القضاة أبو الفضل كمال الدين محمد بن عبد الله بن القاسم الشهرزوري، الفقيه الموصلي الشافعي، بقيَّةُ الأعلام. وُلِدَ سنة 491, وكان والدُه أحد علماء زمانه يُلقَّب: بالمرتضى. لَمَّا قُتِلَ عماد الدين زنكي عند قلعةِ جعبر كان كمال الدين حاضرًا في العسكر هو وأخوه تاج الدين أبو طاهر يحيى، فلما رجع العسكَرُ إلى الموصل كانا في صُحبتِه, ولَمَّا تولى سيفُ الدين غازي بن عماد الدين زنكي فوَّضَ الأمورَ كُلَّها إلى القاضي كمال الدين وأخيه بالموصِل وجميع مملكته، ثمَّ إنه قبض عليهما في سنة 542 واعتقَلَهما بقلعة الموصل، ثمَّ إن الخليفة المقتفي شَفَعَ فيه وفي أخيه فأُخرِجا من الاعتقال، وقَعَدا في بيوتهما وعليهما الترسيمُ، ولما مات سيف الدين غازي رُفِعَ الترسيم عنهما، ثم انتقل كمال الدين إلى خدمة نور الدين محمود صاحب الشام في سنة 550 الذي احتفى به وأكرم وِفادتَه، فأقام بدمشق، ثم فوَّضَه نور الدين محمود في صفر سنة 555، نظَرَ الجامِعِ ودارَ الضرب وعمارة الأسوار والنَّظَر في المصالح العامة. واستناب ولَدَه وأولاد أخيه ببلاد الشام، وترقَّى القاضي كمال الدين إلى درجة الوزارة، وحَكَم في بلاد الشام في ذك الوقت، واستناب ولَدَه القاضي محيي الدين في الحُكم بمدينة حلب، ولم يكنْ شَيءٌ من أمور الدولة يخرجُ عنه، حتى الولاية وشد الديوان، ولَمَّا مات نور الدين وملك صلاح الدين دمشقَ أقَرَّه على ما كان عليه. وكان فقيهًا أديبًا شاعرًا كاتبًا ظريفًا فَكِهَ المجالسة، يتكَلَّمُ في الخلاف والأصول كلامًا حسنًا، وكان شهمًا جَسورًا كثير الصدقة والمعروف، وقَّفَ أوقافًا كثيرة بالموصل ونصيبين ودمشق، وكان عظيمَ الرياسة خبيرًا بتدبير المُلك، لم يكُنْ في بيته مثلُه ولا نال أحدٌ منهم ما ناله من المناصِبِ مع كثرة رؤساءِ بَيتِه، توفي القاضي كمال الدين في السادس من المحرم من هذه السنة، وقد كان من خيار القضاة وأخصِّ الناس بنور الدين محمود، ولَمَّا حضرته الوفاةُ أوصى بالقضاء لابنِ أخيه ضياء الدين بن تاج الدين الشهرزوري، مع أنَّه كان يجِدُ عليه؛ لِمَا كان بينه وبينه حين كان صلاحُ الدين سَجَنه بدمشق، وكان يعاكِسُه ويخالِفُه، ومع هذا أمضى وصيَّتَه لابن أخيه، فجلس في مجلسِ القضاءِ على عادةِ عَمِّه وقاعدتِه.