الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2638 ). زمن البحث بالثانية ( 0.009 )

العام الهجري : 430 العام الميلادي : 1038
تفاصيل الحدث:

خطبَ شبيب بن وثاب النميريُّ، صاحِبُ حران والرَّقَّة، للخليفةِ القائم بأمر الله، وقطَعَ خُطبةَ المستنصر بالله العُبَيديُّ، وكان سببُها أنَّ نَصرَ الدَّولة بنُ مروان كان قد بلغه عن الدزبري نائبُ العلويين بالشام أنَّه يتهَدَّده، ويريد قصدَ بلاده، فراسل ابنُ مروان قرواشًا، صاحِبَ الموصل، وطلب منه عسكرًا، وراسل أيضًا شبيبًا النميري يدعوه إلى المُوافقة، ويُحَذِّرُه من المغاربةِ العُبَيديِّين، فأجابه إلى ذلك، وقطعَ الخُطبةَ العَلَويَّة، وأقام الخُطبةَ العباسيَّة، فأرسل الدزبري إلى شبيب يتهدَّدُه، ثم أعاد الخطبةَ العَلَوية بحرَّانَ في ذي الحجَّة من السَّنة.

العام الهجري : 702 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1303
تفاصيل الحدث:

وقعة عَرض- وهي من أعمال حلب بين الرصافة وتدمر- وذلك أنَّه التقى جماعةٌ من أمراء الإسلام فيهم استدمر وبهادر أخي وكجكن وغرلو العادلي، وكلٌّ منهم سيفٌ من سيوف الدين في ألفٍ وخمسمائة فارس، وكان التتارُ في سبعةِ آلاف فاقتتلوا وصبر المسلمون صبرًا جيدًا، فنصرهم الله وخذلَ التَّتَر، فقتلوا منهم خلقًا وأسروا آخرينَ، ووَلَّوا عند ذلك مُدبِرينَ، وغَنِمَ المسلمون منهم غنائِمَ، وعادوا سالمين لم يُفقَدْ منهم إلا القليلُ مِمَّن أكرمه الله بالشهادة، ووقعت البطاقةُ بذلك، ثم قَدِمَت الأسارى يوم الخميس نصفَ شعبان.

العام الهجري : 906 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1501
تفاصيل الحدث:

هو السلطان العادل طومان باي بعد أن تسلطن العادل طومان باي قام بعزل أنصار الأشرف جانبلاط وولَّى أنصاره هو، وقتل بعض الأمراء وقبض على آخرين وسجنهم، فأثار هذا حفيظة بعض الأمراء عليه، حتى الذين كانوا نصروه بالأمس على جانبلاط، فاتَّفَق الأمراء بقيادة قانصوه الغوري وقاموا بخلعِه فهرب العادل طومان باي، ولكنه قُبِض عليه ثم قُتِلَ بعد أن كانت مدة سلطنته ثلاثة أشهر وعشرة أيام، وكان قانصوه الغوري أولًا قد هاب السلطنة، لكن اتَّفق الأمراء على سلطنته، فبويع بحضور الخليفة المستمسك بالله والقضاة الأربعة، وتلقب بالملك الأشرف قانصوه بن عبد الله الأشرفي الغوري.

العام الهجري : 1232 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1817
تفاصيل الحدث:

أمر عبد الله بن سعود بعضَ النواحي من أهل الوشم وسدير أن يتجهَّزوا بشوكتهم إلى القصيم، ثم أمر شوكةَ أهل القصيم أن تجتَمِعَ تحت رئاسة أمير القصيم حجيلان بن حمد, ثم تجهَّز عبد الله غازيًا من الدرعية واستنفر جميعَ القوات التابعة لها من الحاضرة والبادية، وخرج من الدرعية لعشرٍ بقين من جمادى الأولى، وقصد ناحيةَ الحجاز ونزل قربَ الرس واستلحق الشوكةَ التي مع حجيلان، وسار حتى نزل العلم- الماء المعروف- وهو يريدُ الغارة على البوادي الذين مع الباشا إبراهيم، فبلغهم خبَرُه فرحلوا إلى الحناكية ونزلوا على إبراهيم باشا.

العام الهجري : 1277 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1861
تفاصيل الحدث:

جرت الوقعةُ الكبرى على العجمان، وذلك أنَّ العجمان بعد وقعةِ الصبيحة انتَزَحوا إلى الشمال ونزلوا إلى الجهراءِ في الكويت؛ وذلك ليبتعدوا عن عبدِ الله الفيصل الذي ما زال يطارِدُهم لإزالة شَرِّهم. وفي شهر شعبان خرج عبد الله من الرياض وانضَمَّ إليه سبيع ومطير وبنو هاجر، فحاصروهم في موقعٍ خطيرٍ قريبٍ مِن البحر في منطقة الجهراء فتراجعت قواتُهم تجاهَ البحرِ، فنشبت أرجُلُ جيادهم في الرَّملِ والطين وغرق بعضُها، فسُمِّيَت بوقعة الطبعة أو سنة الطبعة، فهلك منهم خلقٌ كثيرٌ غرقًا غيرَ مَن قُتِل منهم في المعركةِ.

العام الهجري : 1431 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 2010
تفاصيل الحدث:

دخل سكانُ ثماني قرًى في بلاد الكاميرون في الدينِ الإسلاميِّ بتوفيقِ الله وكرمِه، وقد كانت تلك القرى تدينُ بالوثنيةِ ثمَّ تنصَّر أهلُها بسبب أنشطةِ الكنيسةِ في البلادِ، ثم وفَّق الله تعالى بعضَ الدعاة في إقناع أهلِها بالإسلامِ حتى أسلموا، ثم بدَأَت جهودُ تثبيتِهم على الدين. وهذه القُرى هي: كوادي، وتولوم، وبيزيل، أسلَمَت واحدةً تِلْوَ الأخرى، واعتنق الإسلامَ ثلاثةُ آلافِ شخصٍ فيها، كما قام مجموعةٌ من الدُّعاة بنشرِ الإسلامِ بين الناس في قرًى مجاوِرَةٍ، حتى أسلَمَت (5) قرًى أخرى على أيديهِم، وصار عددُ المُهتَدين للإسلامِ (7) آلافِ شخصٍ.

العام الهجري : 1376 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1957
تفاصيل الحدث:

أعلنت إسرائيلُ سَحْبَ قوَّاتِها من قطاع غزة ومنطقة خليج العقبة، على افتراض أنَّ حرية المرور ستستمرُّ في خليج العقبة، وأنَّ قوات الطوارئ التابعة للأمم المتحدة ستُديرُ قِطاعَ غزة حتى يتِمَّ الاتفاق على تسوية سِلمية.

العام الهجري : 1199 العام الميلادي : 1784
تفاصيل الحدث:

وفد إلى الدرعية أهلُ الأفلاج وبايعوا الشيخَ والإمامَ عبد العزيز على دينِ اللهِ والسَّمعِ والطاعةِ.

العام الهجري : 584 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1188
تفاصيل الحدث:

هو الأميرُ الكبيرُ، العلَّامة فارِسُ الشام، مجدُ الدِّينِ، سلالةُ الملوك والسلاطين مؤيَّدُ الدولة، أبو المظفَّر أسامة بن الأمير مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ الكناني الشيزري. وُلِدَ بشيزر سنة 488. أحد الشعراء المشهورين. قيل: كان يحفظ من شعر الجاهليَّة عشرةَ آلاف بيت. قال الذهبي: "سافر إلى مصر, وكان من أمرائِها الشيعة، ثم فارقها وجرت له أمورٌ، وحضر حروبًا ألَّفَها في مجلَّدٍ فيه عبر". قال يحيى بن أبي طيئ الشيعي في (كتابه تاريخ الشيعة): "كان ابن منقذ إماميًّا، حسن العقيدة، إلَّا أنه كان يداري عن منصبه، ويُتاقي". كان ابن منقذ عُمُره تاريخًا مستقلًّا وحده، وكانت داره بدمشق، وكانت مَعقِلًا للفضلاء ومنزِلًا للعلماء، وله أشعار رائقة، ومعانٍ فائقة، ولديه عِلمٌ غزير، وعنده جُودٌ وفضل كثير، وكان من أولادِ ملوك حصن شيزر، وهذا الحِصنُ قريب من حماة، وكان لآل منقذ الكنانيين يتوارثونَه من أيام صالح بن مرداس، ثم انتقل إلى مصر فأقام بها مُدَّةً أيام الفاطميين، في وزارة العادل ابن السلار، واتصل ابن منقذ بعبَّاس الصنهاجي، فحَسَّن له قتل زوج أمه ابن السلار، فقتله، ثم ولَّاه الظافر الوزارة فاستبد بالأمرِ, ولَمَّا علم الأمراء والأجناد أنَّ قَتلَ ابن السلار  مِن فِعلِ ابن منقذ، عزموا على قتله، فخلا بعباسٍ، وقال له: كيف تصبِرُ على ما أسمع مِن قَبيحِ القول؟ قال: وما ذلك؟ قال: الناسُ يزعمون أن الظافِرَ يفعَلُ بابنك نصر، وكان نصر خصيصًا بالظافر، وكان ملازمًا له ليله ونهاره، وكان من أجملِ النَّاسِ صُورةً، وكان الظافِرُ يُتَّهَم به، فانزعج لذلك عبَّاسٌ وعَظُم عليه، وقال: كيف الحيلةُ؟ قال: تقتُلُه فيذهب عنك العار، فذكر الحالَ لولده نصر، فاتَّفقا على قتلِ الظافر فقَتَله نصر, ثم عاد ابنُ منقذ إلى الشام، فقدم على الملك صلاح الدين في سنة 570, وله نَظمٌ في الذِّروة, منه ديوانُ شعر كبير، وأشعار في مدح السلطان صلاح الدين، وله كتاب لباب الآداب، والبديع، وأخبار النساء، وغيرها، وكان صلاح الدين يفَضِّل ديوانه على سائر الدواوين، وكان في شبيبته شَهمًا شجاعًا، قتل أسدًا وَحدَه مُواجَهةً. توفِّي في هذه السنة ليلة الثلاثاء الثالث والعشرين من رمضان، عن عمر ست وتسعين سنة، ودُفِن شرقي جبل قاسيون.

العام الهجري : 1154 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1741
تفاصيل الحدث:

كان ابتداءُ أمر السلطان مولاي زين العابدين بن إسماعيل العلوي أنَّه قَدِم مكناسة في أيام أخيه مولاي المستضيء، فلما سمع به أمَرَ بسجنه وضربه، فضُرب وهو في قيده ضربًا وجيعًا أشرف منه على الموت، ثم أمر ببعثه مقيَّدًا إلى سجلماسة؛ كي يُسجَن بها مع بعض الأشراف المسجونين هنالك، فلما سمع بذلك قوَّاد رؤوسهم من العبيد، بعثوا مَن رَدَّه من صفرو إلى فاس، ثم بعثوا به إلى القائد أبي العباس أحمد الكعيدي ببني يازغة وأمروه أن يحتفظَ به مكرَّمًا مُبجَّلًا, ثم لَمَّا فَرَّ المستضيء عن مكناسة وراجع العبيد طاعةَ السلطان مولاي عبد الله بن إسماعيل، دخل مولاي زين العابدين مدينة فاس فاطمأنَّ بها وسُرَّ بولاية أخيه مولاي عبد الله، ثم سار إلى طنجة فقَدِمَ على صاحبها الباشا أحمد بن علي الريفي، فأكرم وفادتَه وأحسن مثواه واستمر مقيمًا عنده إلى أن كاتب عبيدُ الديوان في شأن زين العابدين  ووافقوه على خلعِ مولاي عبد الله وبيعته، فبايعه الباشا أحمد وبايعه أهل طنجة وتطاوين والفحص والجبال، وخطبوا به على منابرهم، ثم هيأ له الباشا أحمد كتيبةً من الخيل من عبيد الديوان وغيرهم، وبعثهم معه إلى مكناسة، فدخلها وبُويع بها البيعةَ العامة، وقَدِمت عليه وفودُ القبائل والأمصار، فقابلهم بما يجِبُ وتمَّ أمره, وفرَّ السلطان مولاي عبد الله من رأس الماء ودخل بلاد البربر ولم يقدم على مولاي زين العابدين أحدٌ من الودايا ولا من أهل فاس، وكان فيه أناة وحلم لم يظهر منه عَسفٌ ولا امتدت يده إلى مالِ أحد إلَّا أنه لقلة ذات يده نقص العبيدَ من راتبهم فكان ذلك سببَ انحرافِهم عنه.

العام الهجري : 1221 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1807
تفاصيل الحدث:

خرج الإمامُ سعود للحَجَّة الثالثة في ذي القعدةِ، وكان قد سيَّرَ قبل خروجِه للحج في نهاية رمضان عبد الوهاب أبا نقطة برعاياه من عسير وألمع وفهاد بن سالم بن شكبان بأهل بيشة ونواحيها، وعثمان المضايفي بأهل الطائف, وأهل اليمن وأهل تهامة والحجاز وحجيلان بن حمد بشوكة أهل القصيم, ومحمد بن عبد المحسن بأهل الجبل ومن تبعه من أهل شمر وشوكة أهل الوشم, وواعدهم الإمامُ سعود المدينةَ النبوية واجتمع معهم مسعود بن مضيان وأتباعه من حرب، فاجتمع الجميع ونزلوا قرب المدينة, وكان الإمامُ سعود لَمَّا خرج من الدرعية أرسل إلى الأمراء المذكورين بمنع الحاجِّ من جهة الشام واستنبول ونواحيهما, فلما أقبل على المدينة الحاجُّ الشامي ومن تبعه وأميره عبد الله باشا العظم، أرسل إليه الأمراء أنْ لا يقدم إليهم ويرجع إلى أوطانه, وذلك أنَّ الإمام سعود خاف من غالب شريف مكة أن يحدث عليه حوادث عند دخول حاجِّ الشام وأتباعهم مكة, فرجع عبد الله العظم ومن تبعه من المدينة إلى أوطانهم, وكادت أن تقع اصطداماتٌ بين الجنود السعوديين وجنود عبد الله باشا العظم الذي لم يكُنْ في موقف عسكري يسمَحُ له بمقابلة السعوديين، وعلى إثرِ ذلك عزل السلطانُ سليم الثالث عبدَ الله باشا العظم عن منصبِه بناءً على تقاعسه عن مواجهةِ القوات السعودية ورجوعِه بالحُجَّاج, ثم رحل الأمراء وأتباعُهم من المدينة إلى مكة، فاجتمعوا بالإمام سعود فاعتَمَروا وحجُّوا على أحسَنِ حال، وبذل سعود في مكَّةَ العطاء والصدقات، وركب إليه الشريف غالب وبايعه، وأخرج سعودٌ الأتراك, وكسا الكعبةَ.

العام الهجري : 1410 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1989
تفاصيل الحدث:

وُلد عبد الله عزَّام في قرية سيلة الحارثيَّة في لواء جنينَ الواقعة شمالَ وسطِ فِلَسطينَ، وكانت لا تزال تحت الانتداب البريطاني، واسم والده الحاج يوسف مصطفى عزَّام، تلقَّى عبد الله عزَّام علوم الابتدائيَّة والإعداديَّة في مدرسة القرية، ثم واصَل تعليمَه العاليَ بكلية خضورية الزراعية، ونال منها الدبلوم، ثم انتسب إلى كلية الشريعة في جامعة دِمَشقَ، ونال منها شَهادة الليسانس في الشريعة عام 1966م، وفي عام 1390هـ / 1970م قرَّر الانتساب إلى جامعة الأزهر في مصرَ، حيث حصلَ على شهادة الماجستير في أصول الفقهِ، ثم عُيِّن محاضرًا في كلية الشريعة بالجامعة الأُردنِّيَّة بعَمَّانَ، في عام 1391هـ / 1971م، ثم أُوفِدَ إلى القاهرة لنَيْلِ شهادة الدكتوراه، فحصل عليها في أصول الفقهِ عامَ 1393 هـ / 1973م، ثم عمِلَ مدرسًا بالجامعة الأُردنِّيَّة (كلية الشريعة) إلى عام 1400 هـ / 1980م، ثم انتقل للعمل في جامعة الملك عبد العزيز في جُدَّةَ، وبعدها عمِلَ في الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام أباد في باكستانَ، ثم قدَّم استقالته منها وتفرَّغ للجهاد في أفغانستانَ.
أسَّس مكتب الخِدْمات في أفغانستانَ الذي استقطَبَ معظمَ المجاهدين العرب القادِمينَ إلى أفغانستانَ، وخاض معاركَ كثيرةً ضدَّ الروس، وكان في معيَّتِه عددٌ من المجاهِدينَ العرب، وتولَّى فيما بعدُ منصبَ أمير مكتب خِدْمات المجاهِدينَ في أفغانستانَ.
استمرَّ عبد الله عزَّام في نشاطِه حتى قُتِل معَ ولدَيْه محمد وإبراهيم في باكستانَ، وهو متَّجِه إلى مسجد (سبع الليل) الذي خصَّصَتْه جمعية الهلال الأحمر الكويتي للمجاهِدين العرب؛ إذ كانت الخُطَب في المساجد بالأوردو، فحضر لإلقاء خُطبته يومَ الجمُعة 25/4/1410هـ، الموافق 24/11/1989م، وانفجرت به سيارتُه التي لغَّمها له أعداؤُه، ودُفِنَ -رحمه الله- يوم وفاته في باكستانَ، وفُتح بابُ العزاء له في الأردُنِّ.

العام الهجري : 285 العام الميلادي : 898
تفاصيل الحدث:

غزا ابنُ الإخشيد بأهلِ طرسوس بلادَ الرومِ، ففتح اللهُ على يديه حصونًا كثيرةً، ولله الحمدُ.

العام الهجري : 300 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 912
تفاصيل الحدث:

هو عبدُ اللهِ بنُ محمَّدِ بنِ عبد الرحمن بن الحاكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية الداخِل، صاحِبُ الأندلس، وليَ الأمرَ بعد أخيه المُنذِر بن محمد في صفر سنة 275، وطالت أيامُه، وبقي في المُلكِ خمسًا وعشرين سنةً وأحد عشر شهرًا، وكان من الأمراءِ العادلين الذين يَعِزُّ وجودُ مثلهم. كان صالحًا تقيًّا، كثيرَ العبادةِ والتلاوة، رافعًا لِعَلمِ الجِهادِ، مُلتَزِمًا للصَّلواتِ في الجامعِ، وله غَزواتٌ مَشهورةٌ، منها غزوةُ "بلي" التي يُضرَبُ بها المثل. وذلك أنَّ ابنَ حفصونَ حاصرَ حِصنَ بلي في ثلاثين ألفًا. فخرج الأميرُ عبد الله من قُرطُبةَ في أربعة عشر ألف مقاتل، فهَزَم ابنَ حَفصونَ، وتبعه قتلًا وأسرًا، حتى قيل: إنَّه لم ينجُ مِن الثّلاثين ألفًا إلَّا النَّادُّ, وكان عبد الله أديبًا عالِمًا. مات وكان عمُرُه اثنتين وأربعين سنة، وخلَّف أحدَ عشَرَ ولدًا ذكرًا، أحدُهم محمَّد المقتول, وهو والدُ عبد الرحمن الناصر، قتله أخوه المطرف فِي صدرِ دولة أبيهما، ولَمَّا توفِّيَ عبدالله تولى بعده ابنُ ابنِه عبد الرحمن بن محمَّد لمدة خمسينَ سنةً.

العام الهجري : 552 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1157
تفاصيل الحدث:

سار حُجَّاجُ خُراسان، فلمَّا رَحَلوا عن بسطام أغار عليهم جَمعٌ من الجُندِ الخُراسانيَّة قد قَصَدوا طبرستان، فأَخَذوا من أَمتِعَتَهم، وقَتَلوا نَفرًا منهم، وسَلِمَ الباقون وساروا من مَوضِعهم، فبينما هم سائِرون إذ طَلُعَ عليهم الإسماعيليَّةُ، فقاتَلَهم الحُجَّاجُ قِتالًا عَظيمًا، وصَبَروا صَبرًا عَظيمًا، فقُتِلَ أَميرُهم، فانخَذَلوا، وأَلقَوا بأيديهم، واستَسلَموا وطَلَبوا الأَمانَ، وأَلقَوا أَسلِحَتَهم مُستَأمِنينَ، فأَخَذهم الإسماعيليَّةُ وقَتَلوهُم، ولم يُبقوا منهم إلا شِرذِمةً يَسيرَةً؛ وقُتِلَ فيهم من الأئمَّةِ والعُلماءِ والزُّهَّادِ والصُّلَحاءِ جَمعٌ كَثيرٌ، وكانت مُصيبةً عَظيمةً عَمَّت بِلادَ الإسلامِ، وخَصَّت خُراسان، ولم يَبقَ بلدٌ إلا وفيه المَأتَمُ، فلمَّا كان الغَدُ طافَ شَيخٌ في القَتلَى والجَرحَى يُنادِي يا مُسلِمين، يا حُجَّاج، ذَهبَ المَلاحِدَةُ، وأنا رَجلٌ مُسلمٌ، فمَن أرادَ الماءَ سَقَيتُه؛ فمَن كَلَّمَهُ قَتَلَهُ وأَجهَز عليه، فهَلَكوا جَميعُهم إلا مَن سَلِمَ ووَلَّى هارِبًا؛ وقَليلٌ ما هُم.