الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2508 ). زمن البحث بالثانية ( 0.008 )

العام الهجري : 443 العام الميلادي : 1051
تفاصيل الحدث:

سَيَّرَ المَلِكُ الرَّحيمُ ابن أبى كاليجار البويهي الشِّيعي أخاهُ الأميرَ أبا سعد في جَيشٍ إلى بلادِ فارس، وكان سببُ ذلك أنَّ المُقيمَ في قَلعةِ إصطخر، وهو أبو نصر بن خسرو، وكان له أَخَوان قَبَضَ عليهما هزارسبُ بن بنكير بِأَمْرِ الأَميرِ أبي منصور بن المَلِكِ أبي كاليجار، فكتَبَ إلى المَلِكِ الرَّحيم البويهي الشِّيعي يَبذُل له الطَّاعة والمُساعَدة، ويَطلُب أن يُسَيِّر إليه أخاهُ لِيُمَلِّكَهُ بلادَ فارس، فسَيَّرَ إليه أخاهُ أبا سعد في جَيشٍ، فوصَلَ إلى دولةِ أباذ، فأتاه كَثيرٌ مِن عَساكر فارس: الدَّيلمِ، والتُّرْكِ، والعَرَبِ، والأَكرادِ، وسار منها إلى قَلعةِ إصطخر، فنزل إليه صاحبُها أبو نصر، فلَقِيَهُ وأَصعدَهُ إلى القَلعةِ، وحمَلَ له وللعَساكر التي معه الإقامات والخِلَعِ وغيرها، ثم ساروا منها إلى قَلعةِ بهندر فحَصَروها، وأتاهُ كُتُبُ بعضِ مُستَحفِظي البلادِ الفارسيَّة بالطَّاعةِ، منها مُستَحفِظ درابجرد وغيرها، ثم سار إلى شيراز فمَلكَها في رمضان، فلمَّا سَمِعَ أخوهُ الأميرُ أبو منصور، وهزارسب، ومنصور بن الحسين الأسديُّ ذلك ساروا في عَسكرِهم إلى المَلِكِ الرَّحيم فهَزَموه، وفارَق الأهوازَ إلى واسط، ثم عَطَفوا من الأهوازِ إلى شِيراز لِإجلاءِ الأميرِ أبي سعدٍ عنها، فلمَّا قاربوها لَقِيَهم أبو سعدٍ وقاتَلَهم فهَزمَهم، فالتجَأُوا إلى جبلِ قَلعةِ بهندر، وتَكرَّرت الحروبُ بين الطائِفَتينِ إلى مُنتصفِ شَوَّال، فتَقدَّمت طائفةٌ من عَسكرِ أبي سعدٍ فاقتَتَلوا عامَّة النَّهارِ ثم عادوا، فلمَّا كان الغدُ التقى العَسكرانِ جميعًا واقتَتَلوا، فانهَزمَ عَسكرُ الأميرِ أبي منصور، وظَفَر أبو سعدٍ، وقَتَل منهم خَلْقًا كَثيرًا، واستَأمَن إليه كثيرٌ منهم، وصعد أبو منصور إلى قَلعةِ بهندر واحتَمَى بها، وأقام إلى أن عاد إلى مُلكِه، ولما فارَق الأميرُ أبو منصور الأهوازَ أُعيدَت الخطبة للمَلِكِ الرَّحيم، وأَرسلَ مَن بها مِن الجُندِ يَستدعونَه إليهم. 

العام الهجري : 648 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1251
تفاصيل الحدث:

هو السُّلطانُ الملك الصالح عماد الدين، أبو الخيش إسماعيل بن الملك العادل محمد بن نجم الدين أيوب بن شاذي صاحب دمشق. تمَلَّك بصرى وبعلَبَّك، وتنقَّلَت به الأحوال، واستولى على دمشقَ أعوامًا، فحارَبَه ابنُ أخيه الملك الصالح نجم الدين أيوب صاحب مصر، وجرت له أمورٌ طويلة، ما بين ارتفاعٍ وانخفاضٍ، وكان بطلًا شُجاعًا، مَهيبًا شديدَ البطشِ، مليحَ الشَّكلِ، كان في خدمةِ أخيه الأشرفِ، فلما مات الأشرفُ، توثَّبَ على دمشق، وتملَّكَها، فجاء أخوه المَلِكُ الكامِلُ، وحاصَرَه، وأخذ منه دمشقَ، وردَّه إلى بعلبك, وكان فيه جَورٌ, واستقضى على النَّاسِ الرفيع الجيلي، وتضَرَّرَت الرعيةُ بدمشق أثناء حصارِ الخوارزمية في عَهدِه حتى بِيعَ رِطلُ الخبز بستة دراهم، والجُبن واللحم بنسبة ذلك، وأكلوا الميتةَ، ووقع فيهم وباءٌ شديد. وفي (معجم القوصي) في ترجمة الأشراف: "فأخوه الصالح إسماعيل نصر الكافرينَ، وسَلَّم إليهم القلاعَ، واستولى على دمشقَ سَرِقةً، وحَنَث في يمينه، وقتَلَ مِن الملوك والأمراء من كان ينفَعُ في الجهاد، وصادَرَ على يد قضاتِه العِبادَ، وخَرَّب الأملاك، وطَوَّل ذيلَ الظُّلم، وقَصَّر ذيل العدل، وظَنَّ أن المُلك له مُستمِرٌّ، فسقَطَ الدهرُ لغفلتِه، وأراه بلايا", ثم ذهبت منه بعلبك وبُصرى، وتلاشى أمره، فمضى إلى حَلَب، وافدًا على ابنِ أخته، وصار من أمرائه، فلما ساروا ليأخذوا مصر، فغُلب الشاميون، وأُسِرَ جماعة، منهم الملك الصالحُ إسماعيل، في سنة ثمانٍ وأربعين، فسُجِنَ بالقاهرة، ومرُّوا به على تربة السلطان نجم الدين أيوب، فصاحت البحريةُ: يا خوند- سيد أو أمير- أين عينك تنظر إلى عدوِّك؟! وفي آخر ذي القعدة من سنة ثمان أخرجوا الصالحَ ليلًا، ومضوا به إلى الجبَل، فقتلوه، وعُفِيَ أثره. وكانت أمُّه رومية، وكان رئيسَ النَّفسِ نبيلَ القَدرِ، مطاعًا له حُرمة وافرة، وفيه شجاعة.

العام الهجري : 686 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1288
تفاصيل الحدث:

في سادس ذي الحجة توجَّه الأميرُ عَلَم الدين سنجر المسروري المعروف بالخياط متولي القاهرة، والأميرُ عز الدين الكوراني، إلى غزوِ بلاد النوبة، وجرَّدَ السلطانُ قلاوون معهما طائفةً مِن أجناد الولايات بالوجهِ القبلي والقراغلامية، وكتب إلى الأمير عز الدين أيدمر السيفي السلاح دار متولِّي قوص أن يسيرَ معهما بعُدَّته ومن عنده من المماليك السلطانية المركزين بالأعمال القوصيَّة، وأجناد مركز قوص، وعُربان الإقليم: وهم أولاد أبي بكر وأولاد عمر، وأولاد شيبان وأولاد الكنز وبني هلال، وغيرهم، فسار الخياط في البَرِّ الغربي بنصف العسكرِ، وسار أيدمر بالنصفِ الثاني من البر الشرقي، وهو الجانبُ الذي فيه مدينُة دنقلة، فلما وصل العسكرُ أطرافَ بلاد النوبة أخلى ملك النوبةِ سمامون البلادَ، وكان صاحِبَ مكرٍ ودهاء، وعنده بأس، وأرسل سمامون إلى نائبه بجزائر ميكائيل وعمل الدو واسمه جريس، ويُعرف صاحب هذه الولاية عند النوبة بصاحب الجبل، يأمره بإخلاء البلادِ التي تحت يده أمامَ الجيش الزاحف، فكانوا يرحلونَ والعسكَرُ وراءهم منزلةً بمنزلة، حتى وصلوا إلى مَلِك النوبة بدنقلة، فخرجَ سمامون وقاتلَ الأمير عز الدين أيدمر قتالًا شديدًا، فانهزم ملكُ النوبة وقُتِلَ كثيرٌ ممن معه، واستشهد عدَّةٌ من المسلمين، فتبع العسكَرُ مَلِكَ النوبةِ مَسيرةَ خَمسةَ عَشَر يومًا من رواءِ دنقلة إلى أن أدركوا جريس وأسروه، وأسَرُوا أيضًا ابنَ خالة الملك، وكان من عظمائِهم، فرتَّبَ الأميرُ عِزُّ الدين في مملكة النوبةِ ابنَ أختِ الملك، وجعل جريس نائبًا عنه، وجرَّد معهما عسكرًا، وقرَّرَ عليهما قطعةً يَحمِلانها في كلِّ سَنةٍ، ورجع بغنائم كثيرة ما بين رقيق وخيول وجمال وأبقار وأكسية.

العام الهجري : 861 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1457
تفاصيل الحدث:

في يوم السبت أول شهر ربيع الآخر نودي في المماليك السلطانية المعينين إلى تجريدة البلاد الشامية لقتال ابن قرمان، ثمَّ في يوم الخميس خامس جمادى الأولى برز الأمراء والعساكر من القاهرة إلى الريدانية خارج القاهرة، وأقاموا بالريدانية إلى ليلة الاثنين تاسِعَه، فاستقلوا فيه بالمسير من الريدانية إلى جهة البلاد الشامية، ثم سافر الأمير نوكار الزردكاش، ومعه عدة من الرماة والنفطية وآلات الحصار وهو مريض، ورسم له أن يأخذ من قلعة دمشق ما يحتاج إليه من أنواع الآلات وغيرها للحصار، ويلحق العساكر المتوجِّهة لقتال ابن قرمان، وفي يوم الثلاثاء الرابع عشر جمادى الأولى ورد الخبر على السلطان بوصول العساكر المتوجهة لقتال ابن قرمان إلى حلب، وأنه اجتمع رأي الجميع على السير من حلب إلى جهة ابن قرمان في يوم السبت السادس والعشرين جمادى الآخرة، ثمَّ في يوم الاثنين رابع شعبان وصل الخبر من الأمير خشقدم أمير سلاح ومن رفقته النواب بالبلاد الشامية بأنهم وصلوا إلى بلاد ابن قرمان، وملكوا قلعة دوالي، ونهبوها وأخربوها، وأنهم جهَّزوا الأمير بردبك البجمقدار رأس نوبة ومعه عدَّةٌ من المماليك السلطانية والأمراء بالبلاد الشاميَّة إلى جهةٍ من جهات بلاد ابن قرمان، فصدفوا في مسيرهم عسكرًا من أصحاب ابن قرمان فواقعوهم وهزموهم، وأنَّه قُتل من المماليك السلطانية أربعة في غير المصاف، بل من الذين صدفوهم في أثناء الطريق، ثم ورد الخبرُ بأن العساكر المتوجهة إلى بلاد ابن قرمان قصدت العودَ إلى جهة حلب بعد أن أخذوا أربع قلاع من بلاد ابن قرمان، وأخربوا غالب قرى ممالكه، وأحرقوا بلاطه وسَبَوا ونهبوا وأمعنوا في ذلك، حتى إنهم أحرقوا عدة مدارس وجوامع، وذلك من أفعال أوباش العسكر، وأنهم لم يتعرَّضوا إلى مدينة قونية ولا مدينة قيصرية لنفودِ زادهم، ولضجَر العسكر من طول مدَّتِهم بتلك البلاد، مع غلوِّ الأسعار في المأكل وغيره من سائر الأشياء، ولولا هذا لاستولوا على غالب بلاد ابن قرمان، وأنَّ ابن قرمان لم يقاتل العسكر السلطاني، بل إنه انحاز إلى جهة منيعة من جهاته وتحصَّن بها هو وأعيان دولته، وترك ما سوى ذلك من المتاع والمواشي وغيرها مأكلةً لمن يأكله، فحصل له بما أخذ له وهَنٌ عظيم في مملكته.

العام الهجري : 1204 العام الميلادي : 1789
تفاصيل الحدث:

أرسل الشريفُ غالِبُ بن مساعد شريفُ مكةَ إلى الإمام عبد العزيز بن محمد  كتابًا يطلُبُ فيه أن يرسِلَ إنسانًا عارِفًا حتى يعرِّفَه بحقيقة ما يدعو إليه وما هم عليه, فأرسل إليه القاضي عبد العزيز بن عبد الله الحصين، وكتب معه الشيخ محمد بن عبد الوهاب كتابًا ورد فيه: "بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد بن عبد الوهاب إلى العلماء الأعلام في بلد الله الحرام، نصر الله بهم دينَ سيِّد الأنام، وعليه أفضل الصلاة والسلام، وتابعي الأئمة الأعلام، سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد.. جرى علينا من الفتنةِ ما بلغكم وبلغ غيَركم، وسبَبُه هدم بنيان في أرضِنا على قبور الصالحين، ومع هذا نهيناهم عن دعوةِ الصالحين وأمَرْناهم بإخلاص الدعاء لله, فلمَّا أظهَرْنا هذه المسألةَ مع ما ذكَرْنا من هدمِ البنيانِ على القبورِ، كبُرَ على العامة, وعاضَدَهم بعضُ من يدعي العلم؛ لأسباب لا تخفى على مثلكم، أعظمُها اتِّباع الهوى مع أسباب أخرى, فأشاعوا عنا أنَّا نسُبُّ الصالحين، وأنا لسنا على جادَّة العلماء, ورفعوا الأمرَ إلى المشرق والمغرب فأشاعوا عنَّا أشياء يُستحيا مِن ذِكرِها, وإنا أخبرناكم بما نحن عليه بسبَبِ أنَّ مِثلَكم ما يروج عليه الكذب، فنحن وله الحمد متَّبعون لا مبتدعون، وعلى مذهب الإمام أحمد,.. وفي ولاية الشريف أحمد بن سعيد وصل إليكم الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الحصين، وأشرفتُم على ما عندنا بعد ما أحضروا كتُبَ الحنابلة التي عندنا عمدة، كالتحفة والنهاية عند الشافعية, فلما طلب منا الشريفُ غالب أعزَّه الله ونصره، امتثلنا وهو إليكم واصل، فإن كانت المسألة إجماعًا فلا كلام، وإن كانت مسألةً اجتهادية فمعلومكم أنَّه لا إنكارَ في مسائل الاجتهادِ، فمن عَمِلَ بمذهبه في محلِّ ولايتِه لا يُنكَرُ عليه, وأنا أُشهد الله وملائكتَه وأُشهِدُكم أنِّي متَّبِعٌ لأهل العلم، والسلام عيكم ورحمة الله وبركاته" فقدم عبد العزيز الحصين مكَّةَ فأكرمه الشريف غالب، واجتمع به مراتٍ، وعرض عليه رسالة الشيخ، فعرف ما بها من الحقِّ فأذعن وأقر بذلك، وطلب من عبد العزيز حضورَ العلماء للمناظرة في التوحيدِ، فأبوا وقالوا: هؤلاء يريدون أن يقطعوا جوايزك.. التي من أجدادِك ويملكون بلادَك، فارتعش قلبه وطار.

العام الهجري : 186 العام الميلادي : 802
تفاصيل الحدث:

اضطُرَّت دولةُ الرُّومِ أمام ضَرَباتِ الرشيدِ المتلاحقةِ إلى طلبِ الهُدنة والمصالحة، فعقدت "إيريني" مَلِكةُ الرُّومِ صلحًا مع الرشيد، مقابِلَ دفعِ الجزية السَّنوية له في سنة 181هـ، وظلَّت المعاهدة ساريةً حتى نقَضَها إمبراطورُ الروم، الذي خلَفَ إيريني، وكتب إلى هارون: "مِن نقفور ملكِ الرُّومِ إلى ملِك العَرَب، أمَّا بعدُ؛ فإنَّ المَلِكة إيريني التي كانت قبلي أقامَتْك مقامَ الرُّخِّ، فحَمَلَت إليك مِن أموالها، لكِنَّ ذاك ضَعفُ النِّساءِ وحُمقُهنَّ، فإذا قرأتَ كتابي فاردُدْ ما حصَلَ قِبَلَك من أموالِها، وافتَدِ نَفسَك، وإلَّا فالحربُ بيننا وبينك". فلمَّا قرأ الرشيدُ الرسالةَ ثارت ثائِرتُه، وغضِبَ غضَبًا شديدًا، وكتبَ على ظهرِ رسالة الامبراطور: "مِن هارونَ أميرِ المؤمنينَ إلى نقفور كَلبِ الرُّومِ، قد قرأتُ كتابَك يا ابنَ الكافرةِ، والجوابُ ما تراه دونَ أن تسمَعَه، والسَّلامُ". فشَخَص مِن يَومِه، وسار حتى أناخ ببابِ هرقلة، ففتح وغَنِمَ، واصطفى وأفاد، وخَرَّب وحَرَّق واصطَلَم، فطلبَ نقفورُ الموادعةَ على خراجٍ يؤدِّيه في كلِّ سَنةٍ، فأجابه إلى ذلك.

العام الهجري : 590 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1194
تفاصيل الحدث:

خلع الخليفةُ الناصر لدين الله على النائبِ في الوزارة: مؤيدِ الدينِ أبي عبدِ اللهِ محمَّدِ بنِ علي- المعروف بابن القصَّاب- خِلَعَ الوَزارةِ، وحَكَم في الولايةِ، وبرز في رمضانَ، وسار إلى بلاد خوزستان، وولي الأعمالَ بها، وصار له فيها أصحابٌ وأصدقاء ومعارف، وعَرَف البلادَ ومِن أيِّ وَجهٍ يُمكِنُ الدخول إليها والاستيلاءُ عليها، فلمَّا وَلِيَ ببغدادَ نيابةَ الوزارة أشار على الخليفةِ بأن يُرسِلَه في عسكر إليها ليملِكَها له، وكان عَزمُه أنَّه إذا ملك البلادَ واستقَرَّ فيها أقام مُظهِرًا للطاعة، مستقِلًّا بالحكم فيها، ليأمَنَ على نفسه، فاتَّفَق أنَّ صاحِبَها ابن شملة توفِّيَ، واختَلَف أولادُه بَعدَه، فراسل بعضُهم مؤيِّدَ الدين يستنجِدُه لِمَا بينهم من الصُّحبة القديمة، فقَوِيَ الطمعُ في البلاد، فجُهِّزَت العساكِرُ وسُيِّرَت معه إلى خوزستان، فوصلها سنةَ إحدى وتسعين وجرى بينه وبين أصحابِ البلاد مراسَلاتٌ ومحاربةٌ عَجَزوا عنها، ومَلَك مدينةَ تستر في المحرم، ومَلَك غيرها من البلاد، ومَلَك القلاع، وأنفذ بني شملةَ أصحابَ بلادِ خوزستان إلى بغداد، فوصلوا في ربيع الأول.

العام الهجري : 648 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1250
تفاصيل الحدث:

لما حلف الأمراء والأجناد واستقرت القاعدة على تملُّك شجرة الدر، نَدَب الأميرُ حسام الدين محمد بن أبي علي للكلامِ مع الملك لويس التاسع في تسليمِ دمياط، فجرى بينه وبين الملك مفاوضاتٌ ومحاورات ومراجعات، آلت إلى أن وقع الاتفاقُ على تسليمها من الفرنجِ، وأن يخلى عنه ليذهَبَ إلى بلاده، بعدما يؤدِّي نصفَ ما عليه من المالِ المقَرَّر، فبعث الملك الفرنسي إلى من بها من الفرنجِ يأمُرُهم بتسليمِها، فأبوا وعاوَدَهم مرارًا، إلى أن دخل العَلَمُ الإسلاميُّ إليها، في يوم الجمعة لثلاث مضينَ مِن صفر، ورفع على السُّورِ وأُعلِنَ بكلمة الإسلام وشهادةِ الحَقِّ، فكانت مدةُ استيلاء الفرنج عليها أحد عشر شَهرًا وتسعة أيام، وأُفرِجَ عن الملك لويس التاسع، بعدما فدى نفسَه بأربعمائة ألف دينار، وأفرج عن أخيه وزوجته ومن بقي من أصحابِه، وسائر الأسرى الذين بمصر والقاهرة، ممَّن أُسِرَ في هذه الواقعة، ومن أيام العادل والكامِلِ والصالح وكانت عِدَّتُهم اثني عشر ألف أسير ومائة أسير وعشر أسارى، وساروا إلى البر الغربي، ثم ركبوا البحرَ في يوم السبت تاليه، وأقلَعوا إلى جهة عكَّا.

العام الهجري : 690 العام الميلادي : 1291
تفاصيل الحدث:

استهلَّت هذه السنةُ والخليفةُ بمصرَ الحاكمُ بأمر الله أبو العباس العباسي، وسلطانُ البلادِ المَلِكُ الأشرف صلاحُ الدين خليل بن المنصور قلاوون، ونائبُه بمصر وأعمالها بدر الدين بيدرا، ووزيرُه ابن السلعوس الصاحِبُ شمس الدين، ونائبه بالشام حسامُ الدين لاجين السلحداري المنصوري، وصاحِبُ اليمن الملِكُ المظفَّر شمس الدين يوسف بن المنصور نور الدين عمر بن علي بن رسول، وصاحِبُ مكة نجم الدين أبو نمي محمد بن إدريس بن علي بن قتادة الحسيني، وصاحبُ المدينة عز الدين جماز بن شيحة الحسيني، وصاحب الرومِ غياثُ الدين كيخسرو، وهو ابنُ ركن الدين قلج أرسلان السلجوقي، وصاحِبُ حماة تقي الدين محمود بن الملك المنصور ناصر الدين محمد بن الملك المظفر تقي الدين محمد، وسلطانُ بلاد العراق وخراسان وتلك النواحي أرغون بن أبغا بن هولاكو بن تولو بن جنيكزخان. وجلال الدين فيروز الخلجي في الهند.

العام الهجري : 716 العام الميلادي : 1316
تفاصيل الحدث:

رأى السلطانُ الناصر بن قلاوون أن يُقَدم برشنبو النوبي، وهو ابنُ أخت داود ملك النوبة، فجَهَّز صحبته الأميرَ عِزَّ الدين أيبك على عسكر، فلما بلغ ذلك كرنبس ملك النوبة بعَث ابن أختِه كنز الدولة بن شجاع الدين نصر بن فخر الدين مالك بن الكنز يسألُ السلطانَ في أمره، فاعتقل كنز الدولة، ووصل العسكَرُ إلى دنقلة، وقد فَرَّ كرنبس وأخوه أبرام، فقُبِضَ عليهما وحُملا إلى القاهرة، فاعتُقِلا، ومَلَك عبد الله برشنبو دنقلةَ، ورجع العسكَرُ في جمادى الأولى سنة سبع عشرة، وأفرج عن كنز الدولة، فسار إلى دنقلة وجمع النَّاسَ وحارب برشنبو، فخذله جماعتُه حتى قُتِلَ، وملك كنزُ الدولة، فلما بلغ السلطانَ ذلك أطلق أبرام وبعَثَه إلى النوبة، ووَعَدَه إنَّ بعث إليه بكنز الدولة مقيَّدًا أفرج عن أخيه كرنبس، فلما وصل أبرام خرج إليه كنز الدولة طائعًا، فقبض عليه ليرسِلَه، فمات أبرام بعد ثلاثة أيام من قَبضِه، فاجتمع أهلُ النوبة على كنزِ الدولة ومَلَّكوه البلادَ.

العام الهجري : 753 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1353
تفاصيل الحدث:

الحاكِمُ بأمر الله أبو العباس أحمد بن المستكفي بالله أبي الربيع سليمان بن الحاكم بأمر الله أبي العباس أحمد الهاشمي العباسي، كان بويِعَ بالخلافة بعد وفاةِ والده بقوص في العشرين من شعبان سنة 741، فلم يُمضِ له السُّلطانُ المَلِكُ الناصر محمد بن قلاوون ما عَهِدَه أبوه؛ لِما كان في نفسِه من والده المستكفي بالله مِن مَيلِه للمَلِكِ المظَفَّر بيبرس الجاشنكير، وأراد أن يولِّيَ الخلافة لبعض أقارِبِه، بل أحضَرَه وخَلَع عليه، ثمَّ مات المَلِكُ الناصر بعد ذلك بمُدَّة يسيرة، فتَمَّت بموتِه خلافةُ الحاكِمِ هذا إلى أن مات في هذه السَّنةِ بسَبَبِ الطاعونِ، والمتولِّي يومئذ لأمور الدِّيار المصرية الأميرُ شيخون والأمير طاز والأمير صرغتمش ونائب السلطنة الأمير قبلاي، والسُّلطان الملك الصالح، وكان الحاكِمُ مات ولم يَعهَدْ بالخلافة لأحد، فجَمَع الأمراءُ القُضاةَ، وطُلِب جماعةٌ من بني العباس، حتى وقع الاختيارُ على أبي بكر بن المستكفي بالله أبي الربيع سليمان فبايعوه ولقَّبوه بالمُعتَضِد بالله، فكانت مُدَّةُ خلافة الحاكم بأمر الله قرابة العَشرِ سنوات ونصف.

العام الهجري : 649 العام الميلادي : 1251
تفاصيل الحدث:

اقتتل العسكرُ الأيوبي مع عسكرِ مِصرَ وانهزم عسكرُ الأيوبيِّينَ، ودمشق بيدِ الناصر صلاحِ الدين فعاد المَلِكُ الناصرُ إلى دمشق وقَدِمَت عساكر المصريين فحَكَموا بلاد السواحل حيث استولى الأميرُ فارس الدين أقطاي على الساحِلِ ونابلس إلى نهر الشريعة، فجهَّز لهم الملك الناصِرُ جَيشًا طردهم حتى رَدَّهم إلى الدِّيارِ المصرية، وقَصَرَهم إلى حَدِّ نهر الشريعة، وسَيَّرَ الملكُ الناصرُ عَسكرًا من دمشقَ إلى غزة ليكونَ بها، فأقاموا على تلِّ العجول، فخرَجَ المعزُّ عز الدين أيبك، ومعه الأشرفُ موسى والفارس أقطاي وسائر البحرية، ونزل بالصالحيَّة، فأقام العسكرُ المصري بأرض السانح قريبًا من العبَّاسة، والعسكر الشامي قريبًا من سنتينِ، وتردَّدَت بينهما الرسُلُ.

العام الهجري : 910 العام الميلادي : 1504
تفاصيل الحدث:

هي الملكة إيزابيلا بنت خوان الثاني ملكة قشتالة، الكاثوليكية المتعصِّبة، قبلت الزواج بالشاب فرديناند ملك أراغوان الذي كان يصغرُها بسنة، وكان عمرها حين تزوجها تسع عشرة سنة؛ وذلك من أجل اتحاد المملكتين ضد المسلمين وطردهم من الأندلس، وقد اشتهرت في التاريخ بتعاونها مع زوجها فرديناند في القضاء على مملكة غرناطة سنة 897 آخر دولة للمسلمين في الأندلس, حيث تسلَّماها من أبي عبد الله الصغير محمد بن علي آخر حكام بني نصر بن الأحمر، ثم عملا على اضطهاد المسلمين وإجبارهم على ترك دينهم والتنصر، وأسسا محاكم التفتيش لهذا الغرض, كما تم إجلاء مئات الألوف من المسلمين إلى شمال أفريقيا في عهديهما!

العام الهجري : 890 العام الميلادي : 1485
تفاصيل الحدث:

تطورت الأحداث في بلاد الأندلس، وأصبح اهتمام الإسبان هو توحيد أراضيهم، وانتزاع ما تبقى للمسلمين بها خصوصًا بعدما خضع الإسبان لسلطة واحدة بعد زواج إيزابيلا الكاثوليكية المتعصبة ملكة قشتالة من فرديناند ملك أراغوان، وبعد هلاك الدون جويان الثاني ملك أراغون، وتولَّى مكانه ابنه فرديناند الكاثوليكي، ضمَّ أراغون وبلنسية وصقلية وميورقة إلى قشتالة، وبينما كانت الممالك النصرانية تتَّحد في تلك الأقطار، كانت المملكة الإسلامية الوحيدة في الأندلس تزداد فتقًا على فتق؛ ليقضيَ الله أمرًا كان مفعولًا! اندفعت الممالك الإسبانية المتحدة قبيل سقوط غرناطة في تصفية الوجود الإسلامي في كل إسبانيا، حتى يفرغوا أنفسَهم ويركزوا اهتمامهم على المملكة الإسلامية الوحيدة في غرناطة، وفرضت إسبانيا أقسى الإجراءات التعسُّفية على المسلمين في محاولة لتنصيرهم وتضييق الخناق عليهم حتى يرحلوا عن بلاد الأندلس؛ نتيجة لذلك وقبل سقوط غرناطة لجأ المورسكيون-وهم الأقلية المسلمة التي بقيت في الأراضي الإسبانية بعد انتزاع حكمها من المسلمين- إلى القيام بثورات وانتفاضات في أغلب المدن الإسبانية، والتي يوجد بها أقلية مسلمة، وأُخمِدَت تلك الثورات بدون رحمة ولا شفقة من قبل السلطات الإسبانية التي اتخذت وسيلة لتعميق الكره والحقد للمسلمين، ومن جهة أخرى كان من الطبيعي أن يرنو المورسكيون بأنظارهم إلى ملوك المسلمين في المشرق والمغرب لإنقاذهم، وتكررت دعوات وفودهم ورسائلهم إليهم للعمل على إنقاذهم مما يعانوه من ظلم، وخاصة من قبل رجال الكنيسة ودواوين التحقيق (محاكم التفتيش) التي عاثت في الأرض فسادًا وأحلت لنفسها كل أنواع العقوبات وتسليطها عليهم، وكانت أخبار الأندلس قد وصلت إلى المشرق فارتج لها العالم الإسلامي، وبعث الملك الأشرف قايتباي بوفود إلى البابا وملوك النصرانية يذكِّرُهم بأن النصارى الذين هم تحت حمايته يتمتعون بالحرية، في حين أن أبناء دينه في المدن الإسبانية يعانون أشد أنواع الظلم، وقد هدد باتباع سياسة التنكيل والقصاص تجاه رعايا المسيحيين، إذا لم يكفَّ ملك قشتالة وأراغون عن هذا الاعتداء وترحيل المسلمين عن أراضيهم وعدم التعرض لهم، ورد ما أخذ من أراضيهم، ولم يستجيب البابا والملكان الكاثوليكيان لهذا التهديد من قبل الملك الأشرف قايتباي، ومارسوا خطتهم في تصفية الوجود الإسلامي في الأندلس، وجُدِّدت رسائل الاستنجاد لدى السلطان العثماني بايزيد الثاني بن محمد الفاتح، فوصلته رسالةٌ منهم يذكرون فيها آلامَهم ومعاناتهم ويسألونه الخلاص، ومما كتبه بعض أهل الجزيرة بعد استيلاء الكفر على المدن الأندلسية للسلطان بايزيد خان الثاني ما نصه بعد سطر الافتتاح: الحضرة العلمية، وصل الله سعادتها وأعلى كلمتها ومهد أقطارها وأعز أنصارها وأذل عداتها، حضرة مولانا وعمدة ديننا ودنيانا، السلطان الملك الناصر ناصر الدين والدنيا، سلطان الإسلام والمسلمين، قامع أعداء الله الكافرين، كهف الإسلام وناصر دين نبينا محمَّد صلى الله عليه وسلم، محيي العدل ومنصف المظلوم ممن ظلم ملك العرب والعجم والترك والديلم، ظِل الله في أرضه، القائم بسنته وفرضه، ملك البرين وسلطان البحرين حامي الذمار وقامع الكفار، مولانا وعمدتنا مولانا بايزيد، لا زال ملكه موفور الأنصار مخلد المآثر والآثار مشهور المعالي والفخار، مستأثرا من الحسنات بما يضاعف الله الأجر الجزيل في الدار الآخرة والثناء الجميل، والنصر في هذه الدار، ولا بَرِحت عزماته العلية مختصة بفضائل الجهاد مجردة من أعداء الدين من بأسها ما يروي صدور السمر والصفاح وألسنة السلاح باذلة نفائس الذخائر في المواطن التي تألف فيها الأخيار مفارقة الأرواح للأجساد، سالكة سبيل السابقين الفائزين برضا الله وطاعته يوم يقوم الأشهاد:
سلام كريم دائم متجدد
أخص به مولاي خير خليفة
سلام على مولاي ذي المجد والعلا
ومن ألبس الكفار ثوب المذلة
سلام على من وسع الله ملكه
وأيده بالنصر في كل وجهة
سلام على مولاي من دار ملكه
قسنطينة أكرم بها من مدينة
سلام على من زين الله ملك
بنجد وأترك من أهل الرعاية
سلام عليكم شرف الله قدركم
وزادكم ملكا على كل ملة....
وكان السلطان بايزيد يعاني من العوائق التي تمنعه من إرسال المجاهدين، بالإضافة إلى مشكلة النزاع على العرش مع أخيه الأمير جم، وما أثار ذلك من مشاكل مع البابوية في روما وبعض الدول الأوربية، ومع ذلك قام السلطان بايزيد بتقديم المساعدة وتهادن مع السلطان قايتباي لتوحيد الجهود من أجل مساعدة غرناطة ووقَّعا اتفاقًا بموجبه يرسل السلطان بايزيد أسطولًا على سواحل صقلية باعتبارها تابعة لمملكة إسبانيا، وأن يجهز السلطان المملوكي قايتباي حملات أخرى من ناحية أفريقيا، وبالفعل أرسل السلطان بايزيد أسطولًا عثمانيًّا تحول إلى الشواطئ الإسبانية، وقد أعطى قيادته إلى كمال رايس الذي أدخل الفزع والخوف والرعب في الأساطيل النصرانية في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي، كما شجع السلطان بايزيد المجاهدين في البحر بإبداء اهتمامِه وعطفه عليهم، وكان المجاهدون العثمانيون قد بدؤوا في التحرك لنجدة إخوانهم المسلمين، وفي نفس الوقت كانوا يغنمون الكثير من الغنائم السهلة الحصول من النصارى، كذلك وصل عددٌ كبير من هؤلاء المجاهدين المسلمين أثناء تشييد الأسطول العثماني، ودخلوا في خدمته بعد ذلك أخذ العثمانيون يستخدمون قوتهم البحرية الجديدة في غرب البحر المتوسط بتشجيع من هؤلاء المجاهدين، وهذا الذي كان في وُسع السلطان بايزيد الثاني فعلُه.

العام الهجري : 462 العام الميلادي : 1069
تفاصيل الحدث:

أَقبلَ مَلِكُ الرُّومِ مِن القُسطنطينِيَّة في عَسكرٍ كَثيفٍ إلى الشامِ، ونَزلَ على مَدينةِ منبج بسوريا ونَهبَها وقَتلَ أَهلَها، وهَزمَ محمودَ بن صالحِ بن مرداس، وبني كِلابٍ، وابنَ حسَّان الطائيَّ، ومَن معهما مِن جُموعِ العَربِ، ثم إنَّ مَلِكَ الرُّومِ ارتَحلَ وعادَ إلى بِلادِه، ولم يُمكِنهُ المَقامُ لِشِدَّةِ الجُوعِ.