الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2999 ). زمن البحث بالثانية ( 0.008 )

العام الهجري : 742 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1341
تفاصيل الحدث:

هو الشيخُ الإمامُ العلَّامة الحافِظُ حُجَّة العصرِ، ومحَدِّثُ الشام ومصر وخاتمةُ الحُفَّاظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن بن يوسف بن علي بن عبد الملك بن أبي الزهر القضاعي الكلبي المزِّي الحلبي المولد، وُلِدَ بظاهر حَلَب في عاشر ربيع الآخر سنة 654، وكان إمامَ عَصرِه وأحَدَ الحُفَّاظ المشهورين، نشأ بالمزَّة بالقُربِ مِن دمشق, فحَفِظَ القرآن الكريم وعُنِيَ باللغةِ وبَرَع فيها وأتقَنَ النحو والتصريف، ثمَّ طلب الحديث سنة 675، فما ونى وما فَتَر ولا لها ولا قَصَّر، في الطلب والاجتهاد والرواية, وصَنَّف وأفاد، وكتب الكثير، لَمَّا وَلِيَ دار الحديث الأشرفي تمذهَبَ للشافعيِّ وأُشهِدَ عليه بذلك. وكان فيه حياءٌ وسكينة، وحِلمٌ واحتمال وقناعة، واطِّراحُ تكَلُّف وتَركُ التجَمُّل والتودُّد والانجماع عن الناسِ وقلة الكلام، إلا أنَّه يُسأل فيُجيب ويجيد، وكلَّما طالت مجالسةُ الطالب له ظهر له فضلُه. وكان لا يتكَثَّر بفضائله، كثيرَ السكوت لا يغتابُ أحدًا. وكان معتَدِلَ القامة مُشرَبًا بحُمرةٍ، قَوِيَّ التركيب مُتِّعَ بحواسِّه وذهنه. وكان قَنوعًا غيرَ متأنقٍ في ملبَسٍ أو مأكلٍ، يصعَدُ إلى الصالحية وغيرها ماشيًا وهو في عشر التسعينَ, وأما معرفته بالرجال فإليه تُشَدُّ الرِّحال؛ فإنه كان الغاية وحامِلَ الراية. ولما ولي دارَ الحديث قال الشيخ تقي الدين ابن تيمية: "لم يَلِ هذه المدرسةَ مِن حين بنائِها وإلى الآن أحَقُّ منه بشرطِ الواقِفِ، وقد وَلِيَها جماعة كبار مثل: ابن الصلاح، ومحيي الدين النواوي، وابن الزبيدي، لأنَّ الواقِفَ قال: فإن اجتمَعَ مَن فيه الروايةُ ومن فيه الدرايةُ قُدِّمَ مَن فيه الدرايةُ؛ قال الشيخ شمس الدين: لم أرَ أحفَظَ منه، ولم يَرَ هو مثلَ نَفسِه, ولم يسألْني ابن دقيق العيد إلَّا عنه. وكان قد اغتَرَّ في شبيبته وصَحِبَ عفيف الدين التلمساني، فلما تبيَّنَ له مذهبُه هَجَره وتبرَّأ منه, ثم قال الشيخ شمس الدين: قرأت بخطِّ الحافظ فتح الدين ابن سيد الناس: ووجدت بدمشقَ الحافِظَ المقَدَّم، والإمامَ الذي فاق من تأخَّر وتقدم، أبا الحجَّاج المزِّيَّ؛ بحرَ هذا العلم الزاخر، القائِلَ من رآه: كم ترك الأوائِلُ للأواخِر، أحفَظَ النَّاسِ للتراجم، وأعلَمَهم بالرواة من أعارِبَ وأعاجم، لا يخصُّ بمعرفته مصرًا دون مصر، ولا ينفَردُ علمُه بأهل عصر دون عصر، معتمدًا آثارَ السلف الصالح، مجتهدًا فيما نِيطَ به في حفظ السنة من النصائح، مُعرِضًا عن الدنيا وأشباهِها، مُقبِلًا على طريقته التي أربى بها على أربابها، لا يبالي بما ناله من الأزل، ولا يخلط جِدَّه بشَيءٍ مِن الهَزل، وكان بما يصنعه بصيرًا، وبتحقيق ما يأتيه جديرًا، وهو في اللغة إمام، وله بالقريض إلمام". من أهم مُصَنَّفاتِه تهذيب الكمال في أسماء الرجال في أربعة عشر مجلدًا، كشَفَ به الكتب القديمة في هذا الشأن، وسارت به الرُّكبان، واشتهر في حياته، وهو كتابٌ نافِعٌ جدًّا ليس له نظيرٌ في فنه، وألف كتاب " أطراف الكُتُب الستة " في تسعة أسفار, وكان سبَبُ موته هو أنه أصابه طاعون فمَرِضَ عِدَّة أيام حتى إذا كان يوم السبت من الثاني عشر من صفر توفِّيَ بعد صلاة الظهر، فلم يمكن تجهيزُه تلك الليلة، فلما كان من الغدِ يومَ الأحد ثالث عشر صفر صبيحة ذلك اليوم، غُسِّلَ وكُفِّنَ وصُلِّيَ عليه بالجامع الأموي، وحضر القضاةُ والأعيان وخلائِقُ لا يُحصَونَ كثرةً، وخرج بجنازته من باب النصر فصَلَّوا عليه خارج باب النصر، أمَّهم عليه القاضي تقي الدين السبكي الشافعي، وهو الذي صلى عليه بالجامِعِ الأموي، ثم ذهب به إلى مقابر الصوفية، فدفن هناك إلى جانب زوجتِه المرأةِ الصالحة الحافظةِ لكتاب الله: عائشةَ بنتِ إبراهيم بن صديق، غربيَّ قَبرِ شَيخِ الإسلام تقي الدين بن تيمية- رحمهم الله أجمعين.

العام الهجري : 1233 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1818
تفاصيل الحدث:

ركب إبراهيم باشا من أشيقر بخيلِه وقصد بلد شقراء، فأتاها واستدار فيها، وقاسَها وعَرَف موضِعَ منزلِه ومنزل عسكرِه وقبوسيه؛ لأنه يعلم أنَّ أهلها محاربون أشداءُ وأهلُ صدق في الحرب مجرِّبون، وكان قد أتى إليه أمدادٌ من العساكر والقبوس، وصار في قوَّةٍ عظيمة، فنزل أسفلَ البلد وشمالَه، فخرج إليه أهلُها فساق الباشا عليهم الرومَ، فوقع بينهم قتال شديد في وسطِ النخيل وخارجه، فقُتِل من الروم قتلى كثيرٌ وجُرح كثيرٌ منهم، فتكاثرت عليهم أفزاعُ الروم وجُرح الأمير حمد بن يحيى جرحًا شديدًا فدخلوا البلد واحتصروا فيها، ثم إنَّ الباشا جرَّ القبوس والقنابر والمدافع وجعلها فوقَ المرقب الجبل الشمالي، فرمى البلد فيه رميًا هائلًا أرهب ما حولَه من القرى والبلدان من أهل مدبر ومنيخ والمحمل وغيرهم، حتى سمعه من كان في العرمة ومجزل وما حوله. فلما احتصر أهلُ البلد فيها أنزل قبوسَه ومدافعه وقنابره من رأسِ الجبلِ وقَرَّبها من السور، وحَقَّق عليهم الحرب والرميَ المتتابع حتى قيل إنه رماها في ليلة واحدة بثلاثمائة حمل من الرصاص والبارود، وذُكِرَ أن رصاص القبوس والمدافع والقنابر والبنادق يتضارب بعضُها ببعض في الهواء فوق البلدِ وفي وسطها، ثم إنَّه هدم ما يليه من سورِها وقطع نخيلَها إلَّا قليلَها، هذا وأهل البلد ثابتون، وفي أكنافِها يقاتلون، فقرَّب الباشا القبوسَ من السور وهدَمَ ما يليه من الدُّورِ والقصور، فحماهم الله سبحانه وكفَّ أيديَ الروم عنهم؛ وذلك لصِدقِهم في مواطِنِ اللقاء بالسيف، فلما همَّ الروم بالحملة عليهم أثنى عزمَهم الخندقُ وما ذاقوه من شدة القتال أوَّلَ نزولِهم على شقراء، فصار الخندقُ من الأسباب لثباتِ أهلها لأنَّه لا يُرام، وفي كلِّ يوم وليلة والباشا يناديهم ويدعوهم إلى المصالحةِ ويأبون عليه، فلما كان يومُ الخميس وقَعَت المصالحة بين الباشا وبينهم؛ خرج إليه رجلان من رؤساء أهلِها فصالحوه على دمائِهم وأموالِهم وما احتوت عليه بلادُهم، وكان جميعُ بلدان الوشم أعطوه الطاعةَ لَمَّا نزل شقراء، فلما استقَرَّ الصلح بعث الباشا عساكِرَ من الترك رئيسُهم رشوان أغا إلى ناحية سدير ومنيخ، فنزل رشوان بلد جلاجل وفرَّق العساكر في البلدان وأخذوا ما فيها من الخيل الجِياد الثمينة وحنطة وعليقًا للخيل، وأقاموا عندهم إلى أن أراد الرحيلَ من بلد شقراء، فرحلوا من بلد سدير إلى الوشم، ولَمَّا كان بعد أيام من مصالحةِ أهل شقراء وشى بهم رجالٌ عند الباشا من أهل نجد ممن يساعده وسار معه وقال إنَّه ارتحل منهم عدَّةُ رجال من أعيانهم وعامَّتِهم إلى الدرعية، وأنَّهم يريدون أن ينقُضوا العهد بعدما ترتحل عنهم ويقطعوا سبلك، فأفزع ذلك الباشا وأهمه فدخل البلدَ مُغضَبًا بعددٍ كثير من عساكره، فلما دخل جعل العسكرَ في المسجد فأوقدوا فيه النيران، وذلك وقتَ الشتاء.ثم دخل الباشا بيت إبراهيم بن سدحان المعروف جنوبَ المسجِدِ، وأرسل إلى الأمير حمد وهو جريحٌ فجيء به بين رجلين، فتكلم الباشا عليه بكلامٍ غليظ.ثم أرسل إلى الشيخ عبد العزيز الحصين الناصري، وكان قد كَبِرَ وثقل فجيءَ به محمولًا فأكرَمَه وأعظمَه، فذكَرَ لهم ما حدث من أهل البلد.فعلوا وفعلوا وكان قصدُه أن يفتك بهم، فقال له الشيخ عبد العزيز الحصين: كل ما تقولُ صِدقٌ، ولكن العفو يا باشا. فقال: عَفَونا عَفَونا إكرامًا لمجيئك، فكفى الله سبحانه شَرَّه، وهدم سور البلد ودفَن خندَقَها، وأقام عليها نحوًا من شهر، ثم ارتحل منها بعساكِرِه، وأخذ معه عشرةَ رجال من رؤسائهم، وسار منها إلى بلد ضرم، وأتت إليه مُكاتبات أهل المحمل وحريملاء وأعطوه الطاعة.

العام الهجري : 1373 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1953
تفاصيل الحدث:

هو المَلِكُ عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود آل مقرن: مَلِكُ المملكة العربية السعودية، ومؤسِّسُ الدولة السعودية الثالثة، وأحدُ رجالاتِ العَصرِ. وُلِدَ في الرياض عام 1293هـ / 1876م، ودَولةُ آبائِه في ضَعفٍ وانحلال، وصَحِبَ أباه في رحلته إلى البادية، يطارده محمد بن عبد الله ابن رشيد، واستقَرَّ مع أبيه في "الكويت" سنة 1309ه (1891 م) وشبَّ فيها. وشنَّ الغارات على آل رشيد وأنصارهم. وفاجأ عامِلَ ابن رشيد في الرياض بوثبةٍ فاستولى عليها سنة 1319ه / 1902م، وضَمَّ إلى الرياض الخرج، والمحمل، والشعيب، والوشم، والحوطة والأفلاج ووادي الدواسر. واستولى على بلاد القصيم سنة 1324هـ, شَكَّل قواتِ الإخوان (إخوان من أطاع الله) العسكرية من خلال نظامِ الهجر التي كان لها أكبَرُ الأثر في إتمامه لتوحيد الجزيرة العربية، فأخضَعَ آل عائض أمراء عسير في الجنوب، وأزال إمارة آل رشيد في الشمال سنة 1340هـ. وكانت بينه وبين الشريف حسين بن علي أحداثٌ انتهت بالقضاء على دولة الهاشميين في الحجاز سنة 1343ه / 1925م فنودي به مَلِكًا على الحجاز وسلطانًا لنَجدٍ، وكان مِن قَبلُ يلقَّب بالأمير أو السلطان والإمام. ثار عليه بعضُ كبار قادة الإخوان فقضى على قوَّتِهم في معركة السبلة، ثم برزت فتنة "ابن رفادة" في الشمال فتمَكَّنَ مِن القضاء عليها. وفي سنة 1351ه / 1932م أعلن توحيدَ الأقطار الخاضعة له، وتسميتها "المملكة العربية السعودية"، ولم يشغَلْه خوضُ المعارك وتجهيزُ الجيوش وقمع الفتن عن تنظيم بلاده، وسنِّ ما يلائِمُها من النظم الحديثة، وإنشاء العلاقات السياسية والاقتصادية مع الدول العربية والأجنبية. واكتُشِف البترول في عهده، وكانت الدولة محدودةَ الموارد، فانتعَشَت واتجهت إلى العمران، وحلَّ الأمنُ محَلَّ الخوف في الصحاري والحواضر. وحوَّل كثيرًا من أهل الخيام إلى سكَّان قرى، وأوصل مملكتَه المترامية الأطراف بشبكاتٍ لاسلكيةٍ. وأتى بكثير من الطائرات التي سهَّلت على الناس التنقُّل، وأنشأ موانئَ وعبَّد طرُقًا. وأعفى الحجَّاجَ مِن الرُّسوم. واستكثَرَ من الأطباء والزراعيين والمدرسين، وأرسل بعثاتٍ من أبناء الحجاز ونجد إلى البلدان القريبة والبعيدة؛ لتلَقِّي العِلمِ في جامعاتها, ثم وافاه الأجَلُ رحمه الله بعد أن قضى في الملك قرابة 54 سنة، وكان قد عيَّنَ ابنَه الكبير سعودًا وليًّا للعهد، فتسَلَّمَ زِمامَ المُلكِ بعد وفاة أبيه.

العام الهجري : 125 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 743
تفاصيل الحدث:

كان يَزيدُ بن عبدِ الملك قد عَهِدَ الأمرَ مِن بَعدِه لأَخيهِ هِشام ثمَّ لابنِه الوَليد مِن بَعدِه، وكان الوَليدُ بن يَزيد ماجِنًا غارِقًا في شُربِ الخَمرِ، حاوَل عَمَّه هِشامٌ أَكثرَ مِن مَرَّة عَزْلَة مِن الخِلافَة لكنَّه لم يَفعل, فلمَّا تُوفِّي هِشام بُويِعَ بالخِلافَة للوَليدِ بن يزيد وعُمُره خمسٌ وثَلاثون سَنَة. أَكثَر الوَليدُ بن يَزيد العَطاءَ للنَّاس, وسار في النَّاس سِيرَةً حَسنَة في بِدايَةِ خِلافَتِه فاسْتَوثَقَت له الأَقاليمُ بالبَيْعَة, لكن غَلَبَ عليه مُجونُه ومُعاقَرتُه للخَمرَة.

العام الهجري : 64 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 684
تفاصيل الحدث:

لمَّا مات يَزيدُ بن مُعاوِيَة أَقْلَع جَيشُه عن مكَّة، وهم الذين كانوا يُحاصِرون ابنَ الزُّبيرِ وهو عائِذٌ بالبيتِ، فلمَّا رجَع حُصينُ بن نُميرٍ السَّكونيُّ بالجيشِ إلى الشَّام بعدَ أن عرَض الحُصينُ على ابنِ الزُّبيرِ أن يُبايِعَه بالخِلافَة شَرْطَ أن يَأتِيَ معهم للشَّامِ؛ لكنَّ ابنَ الزُّبيرِ رفَض الذِّهابَ إلى الشَّام, كان يَزيدُ قد أَوْصى بالخِلافَة لابنِه مُعاوِيَة؛ لكنَّه لم يكُن راغِبًا فيها فترَكَها وجعَلَها شُورى للمسلمين. اسْتَفْحَل أَمْرُ ابنِ الزُّبير بالحِجازِ وما والاها، وبايَعَهُ النَّاسُ في العِراق وما يَتْبَعُه إلى أقصى مَشارِق دِيارِ الإسلامِ، وفي مِصْرَ وما يَتْبَعُها إلى أقصى بِلادِ المغربِ، وبايَعَت الشَّامُ أيضًا إلَّا بعضَ جِهاتٍ منها، ففي دِمشقَ بايَع الضَّحَّاكُ بن قيسٍ الفِهرىُّ لابنِ الزُّبيرِ، وفي حِمْص بايَع النُّعمانُ بن بَشيرٍ، وفي قِنَّسْرين زُفَرُ بن الحارثِ الكِلابيُّ، وفي فِلَسْطين بايَع ناتِلُ بن قيسٍ، وأَخرَج منها رَوْحَ بن زِنْباع الجُذاميَّ، ولم يكُن رافضًا بَيْعَة ابنِ الزُّبيرِ في الشَّام إلَّا مِنطقةُ البَلْقاءِ وفيها حَسَّان بن مالكِ بن بَحْدَل الكَلبيُّ. وقد كان الْتَفَّ على عبدِ الله بن الزُّبيرِ جَماعةٌ مِن الخَوارِج يُدافِعون عنه، منهم نافعُ بن الأزرقِ، وعبدُ الله بن إباض، وجَماعةٌ مِن رُؤوسهم, فلمَّا اسْتَقَرَّ أَمْرهُ في الخِلافَة قالوا فيما بينهم: إنَّكم قد أَخْطأتُم لأنَّكم قاتَلتُم مع هذا الرَّجُلِ ولم تَعْلَموا رَأيَه في عُثمان بن عفَّان -وكانوا يَنْتَقِصون عُثمانَ- فاجْتَمَعوا إليه فسألوه عن عُثمانَ فأجابهم فيه بما يَسُوؤهُم، فعند ذلك نَفَرُوا عنه وفارقوه وقَصَدوا بِلادَ العِراق وخُراسان، فتَفَرَّقوا فيها. صَرَّح العديدُ مِن العُلماءِ والمُؤَرِّخِين بأنَّ بَيْعَة ابنِ الزُّبير بَيْعَة شَرْعِيَّةٌ، وأنَّه أَوْلى بها مِن مَرْوان بن الحكمِ, فيَروِي ابنُ عبدِ البَرِّ، عن مالكٍ أنَّه قال: إنَّ ابنَ الزُّبيرِ كان أفضل مِن مَرْوان وكان أَوْلى بالأمرِ منه، ومِن ابنِه عبدِ المَلِك. ويقولُ ابنُ كثيرٍ عن ابنِ الزُّبيرِ: ثمَّ كان هو الإمام بعدَ مَوتِ مُعاوِيَة بن يَزيدَ لا مَحالَة، وهو أَرْشَدُ مِن مَرْوان بن الحكمِ، حيث نازَعَهُ بعدَ أن اجْتَمَعت الكَلِمَةُ عليه، وقامَت البَيْعَة له في الآفاقِ، وانْتَظَم له الأمرُ، والله أعلم.

العام الهجري : 11 العام الميلادي : 632
تفاصيل الحدث:

نبَغَ في أهلِ عُمانَ رجُلٌ يقالُ له: ذو التَّاجِ؛ لقيطُ بنُ مالكٍ الأزديُّ، وكان يسَمَّى في الجاهليَّةِ الجلنديَّ، فادَّعى النبُوَّةَ، وتابعه الجَهَلةُ مِن أهلِ عُمانَ، فتغَلَّب عليها وقَهَر جيفرًا وعبادًا وألجأَهما إلى أطرافِها من نواحي الجبالِ والبَحرِ، فبعث جيفرٌ إلى الصِّدِّيقِ فأخبَرَه الخَبَر واستجاشَه، فبعث إليه الصِّدِّيقُ بأميرينِ، وهما حُذَيفةُ بنُ محصنٍ الحِمْيَريَّ، وعَرْفجةُ البارقيُّ من الأزْدِ، حذيفةُ إلى عمانَ، وعَرْفجةُ إلى مهرةَ، وأمرهما أن يجتَمِعَا ويتَّفِقا ويبتَدِئا بعمانَ، وحذيفةُ هو الأميرُ، فإذا ساروا إلى بلادِ مهرةَ فعَرْفجةُ الأميرُ. ثم كتب الصِّدِّيقُ لخالدِ بن ِالوليدِ بعد أنْ قَهَر مُسَيلِمةَ: لا أرَيَنَّكَ ولا أسمعَنَّ بك إلَّا بعدَ بلاءٍ، وأمَرَه أن يَلحَقَ بحُذَيفةَ وعَرفجةَ إلى عمانَ، وكُلٌّ منكم أميرٌ على جَيْشِه، وحُذَيفةُ ما دمتُم بعمانَ فهو أميرُ النَّاسِ، فإذا فرغتُم فاذهَبوا إلى مهرةَ، فإذا فرغتُم منها فاذهَبْ إلى اليَمَنِ وحَضرَموتَ، فكُنْ مع المهاجرِ بنِ أبي أُمَيَّةَ، ومَن لَقِيتَه مِن المرتدَّةِ بين عمانَ إلى حَضرَموتَ واليَمَنِ، فنَكِّلْ به، فلمَّا وصلوا إليهم كان الفَتحُ والنَّصرُ، فولى المُشرِكون مُدبِرينَ، وركِبَ المسلِمون ظُهورَهم، فقَتَلوا منهم عَشرةَ آلافِ مقاتلٍ وسَبَوا الذَّراريَّ، وأخذوا الأموالَ والسوقَ بحذافيرِها، وبَعَثوا بالخُمُسِ إلى الصِّدِّيقِ -رَضِيَ اللهُ عنه.

العام الهجري : 18 العام الميلادي : 639
تفاصيل الحدث:

خرَج نُعيمُ بن مُقرِّن مِن واج رُوذ في النَّاس إلى دَسْتَبى، فلَقِيَهُ الزَّيْنَبِيُّ أحدُ قادةِ الفُرْسِ بمكان يُقال له: قِها مُسالِمًا ومُخالِفًا لمَلِكِ الرَّيِّ، وقد رأى مِن المسلمين ما رأى، فأقبل مع نُعيمٍ والمَلِكُ يَومئذٍ بالرَّيِّ وهو سِيَاوَخْشُ بن مِهران، فاسْتَمَدَّ أهلَ دَنْباوَنْد وطَبَرِستان وقُومِس وجُرْجان وقال المَلِكُ: قد عَلِمْتُم أنَّ هؤلاء قد حَلُّوا بالرَّيِّ، وإنَّه لا مُقامَ لكم، فاحْتَشِدوا له. فالتقوا مع المسلمين في سَفْحِ جبلِ الرَّيِّ، فاقتتلوا به، وقد دَبَّرَ الزَّيْنَبِيُّ حِيلَةً مع نُعيمٍ حيث أَدْخلَ المدينةَ خيلًا ليلًا، ولم يَشْعُرْ القومُ بهم، وبَيَّتَهُم نُعيمٌ بَياتًا فشَغَلَهُم عن مَدينتِهم، فاقتتلوا وصَبروا له حتَّى سَمِعوا التَّكبيرَ مِن وَرائِهم، ثمَّ إنَّهم انْهَزموا فقَتَلوا منهم مَقتَلةً عظيمةً، وأفاء الله على المسلمين بالرَّيِّ نحوًا مِن فَيْءِ المدائنِ، وصالَح نُعيمُ بن مُقرِّن الزَّيْنَبِيَّ على أهلِ الرَّيِّ ومَرْزَبَهُ عليهم نُعيمٌ، فلم يَزَلْ شرفُ الرَّيِّ في أهلِ الزَّيْنَبِيِّ الأكبرِ، ومنهم شَهْرام وفَرُّخان، وسقط آل بَهْرام، وأخرب نُعيمٌ مَدينَتَهُم، وهي التي يُقال لها: العَتيقَةُ -يعني مدينة الرَّيِّ- وأَمَر الزَّيْنَبِيُّ فبَنَى مدينةَ الرَّيِّ الحديثةَ, وكتَب نُعيمٌ إلى عُمَر بالفَتحِ، وأرسَل له الأخماسَ.

العام الهجري : 200 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 816
تفاصيل الحدث:

لَمَّا هزَمَ هَرثمةُ بنُ أعين أبا السرايا ومن كان معه من وُلاة الخلافة، وهو محمد بن محمد، وشَى بعضُ الناس إلى المأمون أنَّ هرثمة راسلَ أبا السرايا وهو الذي أمره بالظُّهور، فاستدعاه المأمونُ إلى مروٍ فأمر به فضُرِبَ بين يديه ووُطِئَ بطنُه، ثمَّ رفع إلى الحبس ثم قُتِلَ بعد ذلك بأيام، وانطوى خبَرُه بالكلية. ولَمَّا وصل بغدادَ خبَرُ قتلِه عَبَثَت العامَّة والحربيَّة بالحسن بن سهل نائب العراق، وقالوا: لا نرضى به ولا بعمَّاله ببلادنا، وأقاموا إسحاقَ بن موسى المهدي نائبًا، واجتمع أهلُ الجانبين على ذلك، والتفَّتْ على الحسَنِ بن سهل جماعةٌ من الأمراء والأجناد، وأرسل من وافق العامَّةَ على ذلك من الأمراء يحرِّضُهم على القتال، وجرت الحروبُ بينهم ثلاثةَ أيام في شعبان من هذه السنة، ثم اتفق الحالُ على أن يعطيهم شيئًا من أرزاقهم يُنفِقونها في شهرِ رمضان، فما زال يَمطُلُهم إلى ذي القعدة حتى يُدرِك الزرع، فخرج في ذي القَعدة زيدُ بن موسى الذي يقال له زيدُ النَّار، معه أخو أبي السرايا، وقد كان خروجُه هذه المرة بناحية الأنبار، فبعث إليه عليُّ بنُ هشام نائبُ بغداد عن الحسَنِ بن سهل- والحسَنُ بالمدائن إذ ذاك- فأُخِذَ وأُتِيَ به إلى عليِّ بنِ هشام، وأطفأ اللهُ ثائِرتَه.

العام الهجري : 260 العام الميلادي : 873
تفاصيل الحدث:

كان المعتمِد قد ولَّى على الموصِل أساتكين من قوَّاد الأتراك، فبعث عليها ابنَه اذكوتكين وسار إليها سنة تسع وخمسين، فأساء السيرةَ وأظهر المُنكَر وعسَفَ بالنَّاسِ في طلب الخَراجِ، وتعرَّضَ أحد الأيام رجلٌ من حاشيته إلى امرأةٍ في الطريقِ، وتخلَّصها من يده بعضُ الصالحين، فأحضره أذكوتكين وضربه ضربًا شديدًا، فاجتمع وجوهُ البلد وتآمروا في رَفعِ أمرهم إلى المعتمِد، فركب إليهم ليوقِعَ بهم فقاتلوه وأخرجوه واجتَمَعوا على يحيى بن سليمان، وولَّوه أمْرَهم، ولَمَّا كانت سنة إحدى وستين ولَّى أستاكين عليها الهيثم بن عبد الله بن العمد الثعلبي العدوي وأمَرَه أن يزحَفَ لِحَربِهم ففعل، وقاتلوه أيامًا وكَثُرت القتلى بينهم، ورجع عنهم الهيثم وولَّى أستاكين مكانه إسحاق بن أيوب الثعلبي، وحاصرها مدَّةً ومرض يحيى بن سليمان الأمير، فطَمِع إسحاقُ في البلد وجدَّ في الحصار، واقتحمها من بعضِ الجهات فأخرجوه، وحملوا يحيى بن سليمان في قبَّة وألقوه أمام الصفِّ، واشتدَّ القتال ولم يزَل إسحاق يراسِلُهم ويَعِدُهم حُسنَ السيرة إلى أن أجابوه على أن يقيمَ بالربض فأقام أسبوعًا، ثم وقع بين بعض أصحابِه وبين قومٍ من أهلِ الموصل شر، فرجعوا إلى الحَرب, وأخرجوه عنها، واستقرَّ يحيى بن سليمان بالموصِل.

العام الهجري : 618 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1221
تفاصيل الحدث:

لما مات أمير مكة قتادة، وملك بعده ابنه الحسن، وكان له ابن آخر اسمه راجح، مقيم في العرب بظاهر مكة، يُفسِد وينازع أخاه في ملك مكة، فلما سار حاج العراق كان الأمير عليهم مملوكًا من مماليك الخليفة الناصر لدين الله اسمه أقباش، وكان حسن السيرة مع الحاج في الطريق، كثير الحماية، فقصده راجح بن قتادة، وبذل له وللخليفة مالًا ليساعده على ملك مكة، فأجابه إلى ذلك، ووصلوا مكة، ونزلوا بالزاهر، وتقدم أقباش إلى مكة مقاتلًا لصاحِبِها الحسن، وكان الحسَنُ قد جمع جموعًا كثيرة من العرب وغيرها، فخرج إليه من مكة وقاتله، وتقدم أميرُ الحاج من بين يدي عسكره منفردًا، وصعد الجبل إدلالًا بنفسِه، وأنه لا يقدم أحدٌ عليه، فأحاط به أصحابُ الحسن، وقتلوه، وعلقوا رأسه، فانهزم عسكر أمير المؤمنين، وأحاط أصحابُ الحسن بالحاجِّ لينهبوهم، فأرسل إليهم الحسنُ عمامته أمانًا للحُجَّاج، فعاد أصحابه ولم ينهبوا منهم شيئًا وسكن النَّاسُ، وأذِنَ لهم الحسن في دخول مكة وفِعْل ما يريدونه من الحج والبيع وغير ذلك، وأقاموا بمكَّةَ عشرة أيام، وعادوا، فوصلوا إلى العراق سالمين، وعظُمَ الأمر على الخليفة، فوصلت رسل الحسنِ يعتذرون، ويطلبون العفوَ عنه، فأجيبَ إلى ذلك.

العام الهجري : 766 العام الميلادي : 1364
تفاصيل الحدث:

رسم السلطانُ المَلِكُ الأشرف شعبان صاحِبُ مصر بإسقاط ما على الحَجِّ مِن المكوسِ بمكَّةَ في سائِرِ ما يُحمَلُ إليها من المتاجر، سوى الكارم- الأحجار الكريمة- وتجَّار الهند وتجار العراق، وأسقط المكسَ المتعَلِّق بالمأكولات، وكان المَكسُ يؤخذ من المأكولات بمكَّةَ مد حب جدي، على كل حمل من التمر اللبان الذي يصل إلى مكة، وثلاثة دنانير مسعوديَّة على كلِّ حِملِ تمر محشي يصِلُ إلى مكة، وستة مسعودية على كلِّ شاة يصل إليها، وسُدس وثمن ما يباعُ بمكَّةَ مِن السَّمن والعسل والخُضَر؛ وذلك أنه يحصى ثمنها مسعودية، فإذا عُرِفَ أخذ على كل خمسة دنانير دينار مسعودية، ويؤخذ -أيضًا- دينار مسعودية من ثمن سلة التمر إذا بيعت بالسوق من الثمار الذي باعها ليعيش منها، والمأخوذُ على التمر أولًا مِن جالبه إلى مكة، ويؤخَذُ شَيءٌ مما يباع في السوق من غيرِ ما ذكرناه، وكان الناس يقاسونَ شِدَّةً، فأزال الله تعالى جميعَ هذا بأمرِ السُّلطانِ الأشرف شعبان صاحِبِ مِصرَ، بتنبيه بعضِ أهل الخير له على ذلك، وعَوَّضَ صاحب مكَّةَ عن ذلك ثمانية وستين ألف درهم من بيت المال المعمور بالقاهرة، وألفَ أردب قمح، وقُدِّرَ ذلك في ديوان السلطان الأشرف، وأمضى ذلك الولاةُ بالديار المصرية فيما بعد.

العام الهجري : 169 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 786
تفاصيل الحدث:

ظهر الحُسَين بن عليِّ بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب بالمدينةِ، وذلك أنَّه أصبح يومًا وقد لَبِسَ البياضَ وجلس في المسجدِ النبويِّ، وجاء الناسُ إلى الصلاةِ، فلما رأوه ولَّوا راجعين، والتفَّ عليه جماعةٌ فبايعوه على الكتابِ والسنَّة والرضا من أهل البيت, وكان سببُ خروجِه أنَّ متولي المدينة خرج منها إلى بغداد ليهنِّئ الخليفةَ الهادي بالولايةِ ويعَزِّيه في أبيه. ثم جرت أمورٌ اقتَضَت خروجَه، والتفَّ عليه جماعةٌ وجعلوا مأواهم المسجِد النبوي، ومنعوا النَّاسَ من الصلاة فيه، ولم يُجِبْه أهلُ المدينة إلى ما أراده، بل جعلوا يدعونَ عليه لانتهاكِه المسجِدَ، حتى ذُكِرَ أنَّهم كانوا يَقذرونَ في جَنَبات المسجد، وقد اقتتلوا مع المسودةِ مَرَّات، فقتل من هؤلاء وهؤلاء. ثم ارتحل إلى مكَّةَ فأقام بها إلى زمنِ الحَجِّ، فبعث إليه الهادي جيشًا فقاتلوه بعد فراغِ النَّاسِ مِن الموسِم، فقتلوه وقتلوا طائفةً من أصحابه، وهرب بقيَّتُهم وتفَرَّقوا شَذَر مَذَر, منهم إدريس بن عبدالله الذي أسَّس دولة الأدارسة العلوية بالمغرب, وكان موقِع المعركة يسمَّى فخ بمكَّة عبارة عن فجٍّ من فجاجِها.

العام الهجري : 1389 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1969
تفاصيل الحدث:

زادت نِقمةُ النَّاسِ على النِّظامِ الحاكم في ليبيا، وكانت تزدادُ كُلَّما ازداد التودُّدُ للإيطاليين الذين كانوا بالأمسِ محتلِّين وأذاقوا الناسَ الويل، وأيضًا لعدَمِ مقاطعتهم لإسرائيل رغمَ صدور قرار المقاطعة من الجامعة العربية، ثمَّ ازدياد النفوذ الأمريكي في المنطقة، وغيرها من الأمور التي ولَّدت الحِقدَ الشعبيَّ، وظهرت المعارضةُ. وفي 19 جمادى الآخرة 1389هـ / 2 أيلول (سبتمبر) تحرَّك الجيشُ بقيادةِ العقيد معمَّر القذافي، وقضى على الوَضعِ القائم الذي وَجَدَه هشًّا؛ إذ نِقمةُ الشَّعبِ كانت عارمةً على النظام الملكي، وتشكَّل المجلسُ الأعلى لقيادة الثورة، وتشكَّلت حكومةٌ جديدة من عسكريِّين ومَدَنيين، وعلى إثر ذلك انسحبت أمريكا وانجلترا من ليبيا، فأصبح لهذه الثورةِ مكانتُها في أعُينِ النَّاسِ، ثمَّ مِن الناحية الإسلاميَّة أصدرت الثورةُ قانونًا بمنع تعاطي الخُمورِ في ليبيا، وطبَّقت الزكاةَ، وأصدرت مجموعةَ قوانين تدور حولَ هذا الفَلَك الإسلامي! ثم أبدى القذافيُّ قائدُ الثورة بعد وفاة جمال عبد الناصر أنَّه الوريثُ للزعامة العربية! وعَمِلَ على إقامة اتحادِ الجُمهوريات العربية المتَّحَدة بين ليبيا ومصر وسوريا.

العام الهجري : 423 العام الميلادي : 1031
تفاصيل الحدث:

خرَجَت العرَبُ على حُجَّاجِ البَصرةِ ونَهَبوهم، وحَجَّ النَّاسُ مِن سائِرِ البلادِ إلَّا من العراقِ.

العام الهجري : 261 العام الميلادي : 874
تفاصيل الحدث:

كان جدُّ السامانيين أسدُ بن سامان من أهل خراسان، وينتسبونَ إلى الفُرس تارة وإلى سامة بن لؤيِّ بن غالب أحيانًا, وكان لأسدِ بن سامان أربعةُ بنين: نوح وأحمد ويحيى وإلياس، وكان في خراسان حين استولى عليها المأمونُ، فأكرمهم المأمونُ أربعَتَهم وقَدَّمَهم واستعملهم، فتولى أحمدُ بن أسد فرغانةَ في سنة أربع ومائتين، ويحيى بن أسد الشاشَ مع أسروشنه، وإلياس بن أسد هراةَ، ونوح بن أسد سمرقندَ، ولَمَّا تولى طاهرُ بن الحسين خراسان أقرَّهم على الأعمال، ثم مات نوح ثم مات إلياس بهراة, وكان لأحمد بن أسدٍ سبعةُ بنين: نصر ويعقوب ويحيى وأسد وإسماعيل وإسحاق وحميد، ثم مات أحمد بن أسد، واستخلف ابنه نصرًا على أعمالِه بسمرقند وما وراءها، فبقي عاملًا عليها إلى آخِرِ أيام الطاهريَّة, وفي هذه السَّنة ولى الخليفةُ المعتمِد نصرَ بن أحمد بلادَ ما وراء النهر، فجعل سمرقند قاعدةَ مُلكِه، وكان إسماعيلُ بن أحمد يخدُم أخاه نصرًا، فولَّاه بُخارى.