في هذه السنة وقع الصلح بين الأخوين السلطانين بركيارق ومحمد ابني ملكشاه. وكان سببه أن الحروب تطاولت بينهما، وعمَّ الفساد، فصارت الأموال منهوبة، والدماء مسفوكة، والبلاد مخربة، والقرى محرقة، والسلطنة مطموعًا فيها، محكومًا عليها، فلما رأى السلطانُ بركيارق المالَ عنده معدومًا، والطمع من العسكر زائدًا، أرسل القاضي أبا المظفر الجرجاني الحنفي، وأبا الفرج الهمذاني، المعروف بصاحب قراتكين، إلى أخيه محمد في تقرير قواعد الصلح، فسار إليه وهو بالقرب من مراغة، فذكرا له ما أُرسِلا فيه، ورغَّباه في الصلح وفضيلته، وما شمل البلادَ من الخراب، وطَمَع عدوِّ الإسلام في أطراف الأرض، فأجاب إلى ذلك، وأرسل فيه رسلًا، واستقر الأمر، وحلف كلُّ واحد منهما لصاحبه، وتقررت القاعدة: أن السلطان بركيارق لا يعترض أخاه محمدًا في الطبل -كان من شعائر السلطنة أن تضرب الطبلخانات للسلطان خمس مرات في اليوم- وألَّا يُذكَر معه على سائر البلاد التي صارت له، وألَّا يكاتب أحدهما الآخرَ، بل تكون المكاتبة من الوزيرين، ولا يعارض أحدٌ من العسكر في قصد أيِّهما شاء، فأجاب بركيارق إلى هذا، وزال الخلاف والشغب، وأرسل السلطان محمد إلى أصحابه بأصبهان يأمرهم بالانصراف عن البلد، وتسليمه إلى أصحاب أخيه، وسار السلطان بركيارق إلى أصبهان، فلما سلمها إليه أصحاب أخيه دعاهم إلى أن يكونوا معه وفي خدمته، فامتنعوا ورأوا لزوم خدمة صاحبهم، فسمَّاهم أهل العسكرين جميعًا: أهل الوفاء، وتوجهوا من أصبهان، ومعهم حريم السلطان محمد إليه، وأكرمهم بركيارق، وحمل لأهل أخيه المالَ الكثير، ومن الدواب ثلاثمائة جمل، ومائة وعشرين بغلًا تحمِلُ الثِّقلَ، وسَيَّرَ معهم العساكر يخدمونهم. ولما وصلت رسل السلطان بركيارق إلى الخليفة المستظهر بالله بالصلح، وما استقرت القواعد عليه، حضر إيلغازي بالديوان، وسأل في إقامة الخطبة لبركيارق، فأجيب إلى ذلك، وفي ذي القعدة سُيِّرَت الخِلَع من الخليفة للسلطان بركيارق، وللأمير إياز، ولوزير بركيارق، والعهد بالسلطنة، وحلفوا جميعهم للخليفة وعادوا.
عبر علاء الدين محمد خوارزم شاه نهر جيحون لقتال الخطا، وسبب ذلك أن الخطا كانوا قد طالت أيامهم ببلاد تركستان، وما وراء النهر، وثقُلت وطأتُهم على أهلها، ولهم في كل مدينة نائب يجبي إليهم الأموال، فاتفق أن سلطان سمرقند وبخارى، أنف وضجر من تحكُّم الكفار على المسلمين، فراسل خوارزم شاه يقول له: إن اللهَّ عزَّ وجلَّ قد أوجب عليك بما أعطاك مِن سَعة الملك وكثرة الجنود أن تستنقِذَ المسلمين وبلادهم من أيدي الكفار، فسيَّرَ إليه صاحبُ سمرقند وجوه أهل بخار وسمرقند، بعد أن حلفوا صاحبهم على الوفاء بما تضمنه، وضمنوا عنه الصدق والثبات على ما بذل، وجعلوا عند خوارزم رهائن، فشرع في إصلاح أمر خراسان، وتقرير قواعدها، وجمع عساكره جميعها، وسار إلى خوارزم، وتجهَّزَ منها، وعبر جيحون، واجتمع بسلطان سمرقند، ولَمَّا سمع الخطا به حشدوا وجمعوا وجاؤوا إليه، فجرى بينهم وقعات كثيرة ومغاورات، فتارة له وتارة عليه، ثم دخل خوارزم شاه نيسابور، وأصلح أمرها، وجعل فيها نائبًا، وسار إلى هراة، فنزل عليها مع عسكره الذين يحاصرونه، وزحف إليه بعسكره، فلم يكن فيه حيلة، فاتفقَ جماعة من أهل هراة وقالوا: هلك الناسُ من الجوع والقلة، وقد تعطلت علينا معايشنا، وقد مضى سنة وشهر، وكان الوزير يعِدُ بتسليم البلد إلى خوارزم شاه إذا وصل إليه، وقد حضر خوارزم شاه ولم يسَلِّم، ويجب أن نحتال في تسليم البلد والخلاص من هذه الشدة التي نحن فيها، فانتهى ذلك إلى الوزير، فبعث إليهم جماعة من عسكره، وأمرهم بالقبضِ عليهم، فمضى الجند إليهم، فثارت فتنة في البلد عظُمَ خَطبُها، فاحتاج الوزير إلى تداركها بنفسه، فمضى لذلك، فكتب من البلد إلى خوارزم شاه بالخبر، وزحف إلى البلد وأهله مختلطون، فخربوا برجين من السور، ودخلوا البلد فملكوه، وقبضوا على الوزير، فقتله خوارزم شاه، وملَكَ البلد، وذلك سنة 605، وأصلح حاله، وسلمه إلى خاله أمير ملك، وهو من أعيان أمرائه، فلم يزل بيده حتى هلك خوارزم شاه.
بعد وفاة أمير صقليَّة العباسِ بن الفضل، ولَّى الناسُ عليهم ابنَه عبد الله بن العباس، وكتبوا إلى أميرٍ بإفريقيَّة بذلك، وأخرج عبد الله السرايا ففتحَ قِلاعًا متعَدِّدة منها: جبل أبي مالك، وقلعة الأرمنين، وقلعة المشارعة، فبقي كذلك خمسة أشهر، ووصل من إفريقية خفاجة بن سفيان أميرًا على صقليَّة، فأوَّلُ سريَّةٍ أخرجها سريَّةٌ فيها ولدُه محمود، فقصَدَ سرقوسة فغَنِم، فخرج إليه أهلُها فقاتلهم حتى ظَفِرَ بهم. وعاد فاستأمن إليه أهل رغوس.
أظهَرَ المُعِزُّ بنُ باديس صاحِبُ إفريقيَّةَ الدُّعاءَ للدَّولةِ العباسيَّة، وخطب للإمامِ القائِمِ بأمرِ الله، أميرِ المؤمنين، وورَدَت عليه الخِلَعُ والتقليدُ ببلادِ إفريقيَّةَ وجميعِ ما يفتَحُه، وأُرسِلَ إليه سيفٌ وفَرَسٌ وأعلامٌ على طريقِ القُسطَنْطينيَّة، فوصل ذلك يومَ الجمعة، فدُخِلَ به إلى الجامِعِ، والخطيبُ ابنُ الفاكاة على المنبر يخطُبُ الخُطبةَ الثانيةَ، فدخلت الأعلامُ، فقال: هذا لواءُ الحَمدِ يَجمَعُكم، وهذا مُعِزُّ الدينِ يَسمَعُكم، وأستَغفِرُ اللهَ لي ولكم، وقُطِعَت الخُطبةُ للعَلَويِّينَ من ذلك الوقتِ، وأُحرِقَت أعلامُهم.
تُوفِّيَ الشَّيخُ محمدُ بنُ عبد الله السُّبَيِّلُ رحمه الله أحدُ أشهرِ أئمَّةِ الحرمِ المكِّيِّ والرئيسُ الأسبَقُ للرِّئاسة العامَّةِ لشُؤون المسجدِ الحرامِ والمَسجدِ النبويِّ، والعُضوُ السابِقُ في هيئة كبارِ العُلَماء، والعضوُ في المَجمَع الفقهيِّ. وهو من مواليدِ مِنطَقة القصيم عامَ (1924م). وكان الشيخُ قد أُدخِلَ إلى مستشفى الحرس الوطنيِّ في جُدَّةَ بعد وعكةٍ صحيَّةٍ، وتُوفِّي عن عمر تجاوز الـ(88) عامًا. وتمَّ تشيِيعُ جنازَتِه والصلاةُ عليه في المسجِدِ الحرامِ الذي أَمَّ فيه المُصَلِّين لأكثرَ من (44) عامًا.
وُلِدَ رحمه اللهُ في صنعاءَ القديمةِ سنة 1340هـ ـ الموافق 1921م، توفِّيَ والِدُه وهو في الرابعةِ مِن عُمُرِه، وكفَلَتْه والدتُه، درس على يدِ عَدَدٍ كبيرٍ مِن عُلَماءِ الزَّيديَّةِ وغيرِهم، وكان من أشهَرِ عُلَماءِ اليَمَنِ المعاصِرين، وكان قاضِيَ اليمن ومُفتِيَها لعدَّةِ عُقودٍ، درَّس وهو في سِنٍّ مُبكِّرةٍ لم يتجاوَزِ الخامسةَ والعشرينَ مِن عُمُرِه بعد أن أجازه عددٌ مِن مشايخِه، تأثَّر كثيرًا بالعلَّامةِ محمَّد علي الشوكاني. توفِّيَ رحمه الله وقد جاوز المائةَ مِن عُمُرِه.
هو عمرو بنُ عُبيد بن باب التميميُّ ولاءً، من أهل ِالبصرةِ، شيخ المعتزلة في زمانه، اشتُهِر بزهده، أخذ عن واصل بن عطاءٍ، واعتزل معه مجلسَ الحسَن البصريِّ، قال يحيى بن معين: "كان من الدَّهرية الذين يقولونَ إنما الناسُ مِثلُ الزرع"، وقال ابن المبارك: "دعا إلى القدَرِ فتركوه"، قال ابن عُلية: "أوَّلُ من تكلَّم في الاعتزالِ واصِلُ الغزَّال، فدخل معه عمرو بنُ عُبيد، فأُعجِبَ به وزوَّجَه أختَه"، وله كتابُ العدل، والتوحيد، وكتاب الردَّ على القدرية يُريدُ السُّنَّة، مات بمران قرب مكة.
ظهر أمرُ رجلٍ مِن القرامطة يُعرَفُ بأبي سعيد الجنابي بالبحرين، كان أوَّلَ أمرِه يبيعُ للنَّاسِ الطعامَ ويحسِبُ لهم بيعَهم، ثم أصبح أبو سعيدٍ مِن أبرز أتباعِ يحيى بن المهديِّ رسولِ المهديِّ المُنتظَر- على زعمِهم- فاجتمع إليه جماعةٌ مِن الأعراب والقرامطة، وقَوِيَ أمرُه، فقتَلَ مَن حولَه من أهلِ القُرى، ثمَّ سار إلى القطيف فقتَلَ ممَّن بها وأظهر أنَّه يريد البصرةَ، فكتب أحمدُ بنُ محمد بن يحيى الواثقي- وكان متولِّيَ البصرةِ- إلى المعتضِد بذلك، فأمره بعمَلِ سورٍ على البصرةِ.
قَدِمَ رَسولُ الشيخ حسن بن الأمير حسين بن آقبغا بن أيدكين سبط القان أرغون أبغا بن هولاكو بن طولي بن جنكيزخان متولي العراق، بكتابه يتَضَمَّنُ طَلَبَ عسكر يتسَلَّمُ بغداد والمَوصِل وعراق العجم ليقامَ بها الدعوةُ للسلطان الناصر محمد بن قلاوون، وسأل أن يَبعَثَ السلطان إلى طغاي بن سونتاي في الصلحِ بينه وبين الشيخ حسن، فأجيب إلى ذلك، ووُعِدَ بتجهيز العسكر، ورَكِبَ أمير أحمد قريب السلطان إلى طغاي ومعه هدية لينظم الصلحَ بينه وبين الشيخِ حسن.
هو عِمْرانُ بن حِطَّان بن ظَبْيان، السَّدُوسيُّ البَصريُّ، نَشَأ في البَصْرَة، حَدَّثَ عن عائِشَة، وأبي موسى الأشعريِّ، وابن عَبَّاس، ورَوَى عنه ابنُ سِيرين، وقَتادَة، ويحيى بن أبي كَثير. كان مِن أَهلِ السُّنَّةِ والجَماعَة، فتَزَوَّج امْرأَةً مِن الخَوارِج حَسَنَةً جَميلةً جِدًّا فأَحَبَّها، وكان هو دَمِيمُ الشَّكْل، فأَرادَ أن يَرُدَّها إلى السُّنَّةِ فأَبَتْ، فَارْتَدَّ معها إلى مَذْهَبِها. وقد كان مِن الشُّعراء المُطْبِقِين، وهو القائِلُ في قَتْلِ عَلِيٍّ وقاتِلِه:
يا ضَرْبَةً مِن تَقِيٍّ ما أراد بها... إلَّا لِيَبْلُغَ مِن ذي العَرْشِ رِضْوانا
إنِّي لأَذْكُرُه يومًا فَأَحْسَبُه... أَوْفَى البَرِيَّةِ عندَ الله مِيزانا
أَكْرِم بِقَوْمٍ بُطون الطَّيْر قَبْرُهم... لم يَخْلِطُوا دِينهم بَغْيًا وعُدْوانا
وقد رَدَّ عليه بَعضُ العُلَماء في أَبياتِه المُتَقَدِّمة في قَتْلِ عَلِيٍّ رضي الله عنه بأبياتٍ على قافِيَتِها ووَزْنِها:
بَل ضَرْبَةً مِن شَقِيٍّ ما أراد بها... إلَّا لِيَبْلُغَ مِن ذي العَرْشِ خُسْرانا
إنِّي لأَذْكُرُه يومًا فأَحْسَبُه... أَشْقَى البَرِيَّةِ عندَ الله مِيزانا
وصل يرنقش الزكوي من عند السلطان مسعود يطالب الخليفة بما كان قد استقَرَّ على المسترشد من المال، وهو أربعمائة ألف دينار، فذكر أنه لا شيءَ عنده، وأنَّ المال جميعَه كان مع المسترشد بالله، فنُهب في الهزيمة المذكورة. ثم بلغ الراشد بالله أن يرنقش يريد الهجومَ على دار الخلافة وتفتيشها لأخذ المال، فجمع العساكِرَ لمنع داره، وأمَّر عليهم كج أبه، وأعاد عمارة السور. فلما علم يرنقش بذلك اتفق هو وبك أبه شحنة بغداد، وهو من أمراء السلطان، على أن يهجموا على دار الخليفة يوم الجمعة، فبلغ ذلك الراشد بالله فاستعَدَّ لمنعهم، وركب يرنقش ومعه العسكر السلطاني والأمراء البكجية، ومحمد بن عكر، في نحو خمسة آلاف فارس، ولقيهم عسكر الخليفة ومتقدَّمُهم كج أبه واقتتلوا قتالًا شديدًا، وساعد العامَّةُ عسكر الخليفة على قتال العسكر السلطاني، حتى أخرجهم إلى دار السلطان، فلما جنَّهم الليل ساروا إلى طريق خراسان، ثم انحدر بك أبه إلى واسط، وسار يرنقش إلى البندنيجين، ونهب أهلُ بغداد دارَ السلطان
هو المنتصر بالله- وقيل المستنصر بالله أبو يعقوب يوسف بن محمد الناصر بن يعقوب المنصور بن يوسف بن عبد المؤمن بن علي. ولد سنة 594، وأمه أم ولد، اسمها قمر الرومية، وكان يشبه بجَدِّه. تولى الملك بعد وفاة أبيه يقول الذهبي: "فملكوه وله ست عشرة سنة، فضيعوا أمرَ الأمة، وكان بديع الحسن، بليغ المنطق، غارقًا في وادي اللهو والبطالة" فغلب عليه وزراؤه واشتغل المنتصرُ بما يستهويه, وفي عهده استولى الأسبان في الأندلس على المعاقل التي كانت للموحِّدين، وكانت في عهده هزائم أخرى أشهرها العقاب في الأندلس، وبدأت دولته في عصره بالهرم، ثم إن المنتصر ظل مقيمًا في مراكش إلى أن توفي ولم يخلف ولدًا، فبويع بعده عم أبيه عبد الواحد بن يوسف الملقب بالمخلوع، لكِبَرِ سنه ووفور عقلِه، فلم يُحسِن التدبير، ولا دارى أهل دولته فخلعوه وخنَقوه بعد تسعة أشهر من ولايته. وبويع ابن أخيه عبد الله العادل بن يعقوب المنصور.
تولى الخلافةَ المستعصمُ بالله وهو آخر خلفاء بني العباس ببغداد، وهو الخليفة الذي قتله التتار بأمر هلاكو بن تولي ملك التتار بن جنكيزخان، سنة 656، وآباؤه ثمانية نسقًا وَلُوا الخلافة لم يتخلَّلهم أحد، وهو التاسِعُ، ولما توفي أبوه بكرةَ الجمعة عاشر جمادى الآخرة استدعي هو من التاج يومئذ بعد الصلاة، فبويع بالخلافة، ولقب بالمستعصم بالله، وله من العمر يومئذ ثلاثون سنة وشهور، وقد أتقن في شبيبته تلاوة القرآن حفظًا وتجويدًا، وأتقن العربية والخطَّ الحسن وغير ذلك من الفضائل، وكان مشهورًا بالخير مشكورًا مقتديًا بأبيه المستنصر بالله جهده وطاقتَه، وكان القائمُ بهذه البيعة المستعصمية شرف الدين أبو الفضائل إقبال المستنصري، فبايعه أولًا بنو عمه وأهله من بني العباس، ثم أعيان الدولة من الأمراء والوزراء والقضاة والعلماء والفقهاء ومَن بعدهم من أولي الحَلِّ والعقد والعامة وغيرهم، وجاءت البيعةُ من سائر الجهات والأقطار والبلدان والأمصار، وخُطِب له في سائر البلدان.
تُوفيَ الشيخُ صالحُ بنُ عبدِ الرحمنِ الأطرمُ عضوُ هيئة كبار العلماء، وأستاذُ الدراسات العُليا في قسمِ الفقهِ بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياضِ، إثْرَ مرضٍ مُزمنٍ لازَمَه سنواتٍ عدةً، والشيخُ حصَلَ على الدكتوراه من المعهد العالي للقضاء، وكان يتولَّى تدريسَ مادة الفقه المقارَن بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياضِ، بالإضافةِ إلى تدريسه لطلبة مرحلتَيِ الماجستير والدكتوراه في الكليةِ ذاتِها، وفي المعهد العالي للقضاءِ بالرياضِ، والشيخُ الأطرمُ من مواليد الزلفي، وقد التحَقَ منذ وقتٍ مبكرٍ بحلقاتِ العلماء، حيث تلقَّى العلم على يدِ نُخبةٍ من كبار علماء المملكةِ، وعلى رأسهم فضيلةُ العلَّامةُ الشيخُ محمدُ بن إبراهيم رحمه اللهُ، والشيخُ ابنُ بازٍ، ومن أبرز تلاميذه: الشيخُ عبدُ العزيزِ بنُ عبدِ اللهِ آلَ الشيخ (مفتي عام المملكة)، وفضيلةُ الدكتور عبد الكريم بن عبد الله الخضير، وغيرُهما.