الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3066 ). زمن البحث بالثانية ( 0.011 )

العام الهجري : 1341 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1922
تفاصيل الحدث:

كان وزيرُ المستعمرات البريطانية ونستون تشرشل قد اتَّفق مع الملك فيصل ابن الشريف حسين قبل تسَلُّمِه المُلْك أن تكون معاهدةٌ بين الطرفين تحُلُّ مكانَ الانتداب، غيرَ أن الإنجليز قد فهموا من هذه العبارة أنَّ الاستقلالَ صورةٌ، والواقِعَ انتدابٌ؛ فالمَلِك ليس أكثَرَ مِن اسمٍ؛ فالمتصَرِّفُ الفعلي والحقيقي هو المعتمد السامي البريطاني، والوزراء ليس لهم سوى التوقيع على قراراته، وصاحِبُ الكلمة هو المستشار البريطاني، وأما الملِكُ فيصل والعراقيون ففَهِموا أنَّ المعاهدةَ ستُلغي الانتداب وتبيِّن العلاقات المتبادلة بين الحكومة العراقية والحكومة البريطانية! ونتيجةً لهذا التباين تأخَّر توقيعُ المعاهدة حتى قُدِّمت للدراسة والتوقيعِ عليها، وكانت تضمُّ بنودًا عديدةً، منها: أن يوافق مَلِك العراق على أن يستدِلَّ بما يقدِّمُه ملك بريطانيا من المشورة بوساطةِ المعتمد السامي جميع الشؤون المهمة التي تمسُّ بتعهدات ومصالح مَلِك بريطانيا، ويستشير ملك العراق المعتمدَ السامي الاستشارةَ التامة فيما يؤدي إلى سياسة مالية ونقدية سليمة، ومنها: أنَّ مَلِكَ العراق لا يعيِّنُ مدة المعاهدة موظفًا دون موافقة ملك بريطانيا، ومنها: أن يتعهَّد مَلِكُ العراق بقَبول الخطة الملائمة التي يشير بها مَلِك بريطانيا، ومنها: لا تُتَّخَذ وسيلةٌ ما في العراق لمنع أعمال التنصير أو للمُداخلة فيها أو لتمييز منَصِّر ما على غيره بسبب اعتقاده الديني أو جنسيته! ولم يكن في نصوص المعاهدة أيُّ ذكرٍ لانتهاء الانتداب، وأكثَرُ بنودها هو ترسيخ للوجود البريطاني والوصاية الواضحة على الملِك، ولم يوافِقِ الوزراء على المعاهدة، فاستقال الوزراءُ كُلُّهم واحدًا تلوَ الآخر، ولم توقَّعْ هده المعاهدة المعروفة بمعاهدة 1922م إلا في الحكومة الثالثة في ليلة 9 ذي القعدة 1342ه بعد منتصف الليل في جلسةٍ غيرِ اعتياديةٍ، وبعد أن بطش المعتمد السامي بالحركة الوطنية، فوُقِّعت المعاهدة، ثم ألحِقَ بند بالمعاهدة بأنَّ المعاهدة ينتهي مفعولها حين دخول العراق عُصبةَ الأمم المتَّحِدة، وألَّا يتجاوَزَ ذلك مدة أربع سنوات، ويُذكَرُ أنَّ بريطانيا أصلًا بعد أن دخلت العراقُ عُصبةَ الأمم كانت قد أفرغت كلَّ الخزائن في الولايات التي كانت تابعةً للعثمانيين، ونهبت كلَّ ما تستطيع نهْبَه حتى الأوقاف، ووضعت يدَها عليها، فلم يعُدْ لها أي مصلحةٍ كبيرة في البقاء بالعراق من الناحية الاقتصادية!!! حتى إن بعض المسؤولين فكَّر بالانسحاب نهائيًّا فور تنصيب المَلِك، ولكِنْ هناك من يرى أن المصالح البريطانية أبعَدُ من مجرد المال الذي انتهى من العراقِ، وإنما محاولة إبقاء التبعيَّة والوصاية من أجل أن تبقى العراقُ تحت السيطرةِ.

العام الهجري : 566 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1171
تفاصيل الحدث:

هو الخليفةُ، المستنجد بالله، أبو المظفر يوسف بن المقتفي لأمر الله محمد بن المستظهر بن المقتدي العباسي. أمُّه كرجية اسمُها طاووس. عقد له أبوه بولاية العهد في سنة سبع وأربعين، وعمره يومئذ تسع وعشرون سنة. فلما احتُضِر المقتفي، رام طائفة عزل المستنجد، وبعثت حَظِيَّة المقتفي أم علي إلى الأمراء تعدهم وتمنيهم؛ ليبايعوا ابنَها علي بن المقتفي. قالوا: كيف هذا مع وجود ولي العهدِ يوسف؟ فقالت أنا أكفيكموه، فدبرت مؤامرة للتخلص من يوسف الذي اكتشف الأمر فاعتقلها وابنها علي، وثَبَت الأمرُ له، وتلقب بالمستنجد بالله. كان يقولُ الشعر، ونقش على خاتمه: من أحَبَّ نفسه عَمِلَ لها. كانت خلافته إحدى عشرة سنة وشهرًا وستة أيام، وصُلِّي عليه يوم الأحد قبل الظهر، ودُفن بدار الخلافة، ثمَّ نُقِل إلى التربة من الرصافة، وكان سببُ موته أنه مرض واشتد مرضه، وكان قد خافه أستاذ الدار عضد الدين أبو الفرج بن رئيس الرؤساء، وقطب الدين قايماز المقتفوي، وهو حينئذ أكبَرُ أمير ببغداد، فلما اشتد مرض الخليفة اتفقا، ووضعا الطبيبَ على أن يصِفَ له ما يؤذيه، فوصف له دخولَ الحمام، فامتنع لضَعفِه، ثم إنه دخل وأغلق الباب عليه فمات، وقيل إنَّ الخليفة كتب إلى وزيره مع طبيبه ابن صفية يأمُرُه بالقبض على أستاذ الدار وقطب الدين وصَلْبِهما، فاجتمع ابن صفية بأستاذ الدار، وأعطاه خط الخليفة، فقال له: تعود وتقول إنني أوصلت الخطَّ إلى الوزير، ففعل ذلك، وأحضر أستاذ الدار قطب الدين ويزدن وأخاه تنامش، وعرض الخط عليهم، فاتفقوا على قتل الخليفة، فدخل إليه يزدن وقايماز الحميدي، فحملاه إلى الحمام وهو يستغيث وألقياه، وأغلقا الباب عليه وهو يصيح إلى أن مات، ثم بعد وفاة المستنجد، أحضرَ هو وقطب الدين ابنه أبا محمد الحسن، وبايعاه بالخلافة، ولقباه المستضيء بأمر الله، وشرطا عليه شروطًا: أن يكون عضدُ الدين وزيرًا، وابنُه كمال الدين أستاذ الدار، وقطب الدين أمير العسكر، فأجابهم إلى ذلك، ولم يتول الخلافة من اسمُه الحسنُ إلَّا الحسن بن علي بن أبي طالب، والمستضيء بأمر الله، فبايعه أهلُ بيته البيعةَ الخاصة يوم توفي أبوه، وبايعه الناسُ في الغد في التاج بيعةً عامة، ويُذكَرُ أن الخليفة المستنجد بالله كان من أحسن الخلفاء سيرةً مع الرعية، عادلًا فيهم، كثير الرفق بهم، وأطلق كثيرًا من المكوس، ولم يترك بالعراق منها شيئًا، وكان شديدًا على أهل العيثِ والفسادِ والسعاية بالناس.

العام الهجري : 1184 العام الميلادي : 1770
تفاصيل الحدث:

لَمَّا كانت روسيا ليس لها عمارةٌ بالبحر الأسود استقدمت أساطيلَها من بحر البلطيك واستعانت بسفن من إنكلترا والفلمنك والبنادقة، واستأجرت ضباطًا ورجالًا لها، فأقبل هذا الأسطول إلى البحر الأبيض ومَرَّ بسواحل مورة، وأمَدَّ رجال الثورة هناك بالمال والسلاح. فلما رأت فرنسا تغلغل روسيا في البحر الأبيض كرهت ذلك جدًّا، وعرضت على الدولة العثمانية النجدةَ فقَبِلتْها، فحضر أحد مهندسيها واسمه البارون (توت) ليساعد مهندسي الترك على ترميم القلاع وبناء الاستحكامات، وعرضت إسبانيا مساعدتها على أن تمنَحَها امتيازات تجارية، فأبى الترك ذلك، وظهر عجز الجيش العثماني في تعليماته ونظاماته أمامَ الجيوش الأوروبية التي كانت قد خطت خطواتٍ واسعةً في سبيل النظام العسكري. أما الأسطولُ الروسي بالبحر الأبيض المتوسط فإن خطره لَمَّا استشرى هناك أرسلت إليه الدولةُ أسطولها تحت قيادة حسين باشا الجزائري ففاز عليه، ثم تقدَّمت سفينتُه لأسرِ سفينة الأميرال الروسي الذي كان يعاونُه كبار رجال البحر من الإنكليز، فأسرع الأميرال بالانتقال إلى سفينة أخرى وأشعل في السفينةِ التي تركها النارَ فاحترقت، وأصيب القبودان حسين باشا بجروجٍ اقتضت أن يُنقَلَ إلى البر، ثم إن القائد العام حسام الدين باشا أمر أن تدخُلَ العمارة إلى ميناء جشمة، وكانت ميناء ضيقة، فنصحه القبودان حسين باشا بأن ذلك لا يجوزُ وربما أفضى إلى ضياع الأسطول كله فلم يُصْغِ إليه. فلما رأى قواد الأسطول الروسي أنَّ العمارة العثمانية دخلت ذلك الميناء حصروها وصَفُّوا بقيةَ السفن وأمروها بالضرب، وساقوا الحرَّاقات للهجوم على السفن العثمانية، فوقعت العمارة العثمانية في حالةٍ سيئة فأُحرِقَت جميعُها إلا سفينتين كبيرتين وخمس سفن صغيرة. فلما شفي حسين باشا الجزائري من جراحِه عاد إلى الأستانة، وطلب من الصدر أن يأذن له في فتح جزيرة ليمنوس التي استولى عليها الروسُ برجال ينتخِبُهم من الفدائيين، فأذن له فانتخب أربعة آلاف رجل، فذهب بهم ونزل في سفن مأجورة حتى نزلوا جميعًا بالجزيرة، فأوقعوا بالروس حتى أجلَوهم عنها. وانتصرت الجيوشُ العثمانية على الروس أيضًا عند طرابزون وكرجستان. ثم أُسندت قيادة السفن لحسين باشا الجزائري لِما اشتُهِر عنه من الحزم والدربة، فأخذ الأسطولَ العثماني وخرج لقتال الأسطولِ الروسي في البحر الأبيض فاضطره للهربِ. أما عساكر روسيا فقد تقدمت بعد أن انتصرت على الجيوش العثمانية في عِدَّة مواقِعَ، واستولت على قلاع إسماعيل وكلي وبندر وآق كيرمان. فاضطرت الدولةُ للجِدِّ في حشد الجنود، ولكن كانت النمسا وبروسيا أسرعَ منها في الوساطة، فرفضت روسيا هذه الوساطةَ وطلبت أن تتفِقَ مع الأتراك مباشرةً، وعرضت مطالِبَ فرفضتها تركيا، فرجعت الحرب إلى ما كانت عليه فاستولت روسيا على قلاع ماجين وطولجي وإيساقجي، ودخلت جنودُها بلاد القرم واستولت على قلاع طومان وكرج وكفه وكرزلوه، فهاجر كثير من التتار إلى الأناضول.

العام الهجري : 9 العام الميلادي : 630
تفاصيل الحدث:


كان الحَجُّ مَعروفًا قبلَ البعثة، فإبراهيمُ أَذَّنَ في النَّاسِ بالحَجِّ، وحَجَّ موسى وغيرُه مِنَ الأنبياءِ، وبَقِيَ الحَجُّ مَعروفًا ولكن بَدَّلَ فيه المُشركون ما بَدَّلوا، وأَوَّلُ مَن بَدَّلَ عَمرُو بنُ لُحَيٍّ، ثمَّ فرَض الله تعالى الحَجَّ على المسلمين لِمَن اسْتَطاع إليه سَبيلًا، {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97]، وبَيَّن الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم مَناسِكَهُ بِتَمامِها في حَجَّةِ الوَداعِ في سَنَةِ 10هـ، واخْتُلِف في أيِّ عامٍ فُرِضَ الحَجُّ، قِيلَ: فُرِضَ في سَنَةِ سِتٍّ. وقِيلَ: سَنَةَ سبعٍ. وقِيلَ: سَنَةَ ثَمانٍ. وقِيلَ غيرَ ذلك.

العام الهجري : 178 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 794
تفاصيل الحدث:

لَمَّا وَلِيَ إسحاق بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس إمارةَ مِصرَ لم يرضَ بما كان يأخُذُه قبله الأمراءُ، وزاد على المُزارعين زيادةً أفحَشَت بهم فسَئِمَته الناسُ وكَرِهَته وخرج عليه جماعةٌ مِن أهل الحوفِ مِن قيس وقضاعة، فحاربَهم إسحاقُ، وقُتل من حواشيه وأصحابِه جماعةٌ كبيرة، فكتب إسحاقُ يُعلِمُ الرَّشيدَ بذلك، فعَظُمَ على الرشيدِ ما ناله من أمرِ مِصرَ، وصَرَفه عن إمرَتِها وعقَدَ الرَّشيدُ لهرثمة بن أعيَن على إمرة مصرَ، وأرسله في جيشٍ كبير إلى مصرَ، فتلقَّاه أهلُ مِصرَ بالطاعةِ وأذعنوا له، فقَبِلَ هرثمة منهم ذلك، وأمَّنَهم وأقَرَّ كُلَّ واحدٍ على حاله.

العام الهجري : 921 العام الميلادي : 1515
تفاصيل الحدث:

بعد أن استطاع السلطان العثماني سليم الأول أن ينتصرَ على الصفويين في معركة جالديران، ترك جيشًا كان مهمتُه الاستيلاء على الرقَّة وأورفة وماردين والموصل، وقبل هذا قام السلطان بعد أن انتهى من استراحته حتى انتهى الشتاء بالرجوع إلى أذربيجان ففتح فيها بعض القلاع ودخل إمارة ذي القدر السلجوقية، وأميرُها علاء الدولة، التي كانت تعتبر تحت سيطرة المماليك، وهذه الإمارة تضم مدن أبلستين ومرعش وعينتاب، فأصبحت ضمن أراضي الدولة العثمانية، وقد عين عليها السلطانُ سليم ابنَ شاه سوار، وهذا الأمر أثار حفيظة السلطان المملوكي قانصوه الغوري الذي جهَّز جيشًا وتوجَّه به إلى الشام لقتال العثمانيين الذين توجهوا هم أيضًا إلى الشام.

العام الهجري : 1248 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1833
تفاصيل الحدث:

تمَّ توقيعُ اتفاقية "كوتاهية" بين محمد علي باشا والدولة العثمانية بعد حروبٍ دامية بينهما، بتدخُّلٍ من روسيا وبريطانيا وفرنسا؛ للحِفاظِ على مصالحِهم، واتفق الطرفان على أن تتخلى الدولةُ العثمانيةُ لمحمد علي عن سوريا وإقليم أضنة، ونَصَّت المعاهدة على أن تتراجَعَ جيوش محمد علي عن إقليمِ الأناضول إلى ما بعد جبالِ طوروس، مع تثبيت محمَّد علي في ولاية مصر مدَّةَ حياته له ولنَسلِه، ويُعطى معها الشام وكريت والحجاز، فيُعَيِّن محمد علي واليًا مِن قِبَلِه على ولاياتِ الشام الأربع: عكا وطرابلس ودمشق وحلب، وعلى جزيرة كريت أيضًا، ويعين إبراهيم بن محمد علي واليًا على إقليم أضنة، وهو الإقليم المتاخِم للأناضول.

العام الهجري : 1340 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1922
تفاصيل الحدث:

بعد أن استولى الملك عبدالعزيز على حائل واجه ثلاثَ قوًى محيطةٍ به ومعاديةٍ له في الشمال والغرب، ولم يتِمَّ ترسيمُ الحدود بين العراق وشرق الأردن وحائل ونجد، ولم تُحَلَّ الخلافات القبلية بين العراق ونجد، وفي عام 1921م تم تعيينُ يوسف بن سعدون قائدًا لقوات عراقية من الفرسان، وكان على عَداءٍ مع شيخ الظفير حمود بن سويط الذي هرب إلى الرياض، وطلب نجدةَ الملك عبدالعزيز، والتحقت بحمود مجموعةٌ من الإخوان من مطير برئاسة فيصل الدويش، وهاجموا معسكرَ يوسف وقتلوا غالبيةَ جنوده، فأرسلت بريطانيا طائراتٍ لنجدة العراقيين، وتم إقالةُ يوسف بن سعدون، فهرب يوسف إلى الرياض للعمَلِ تحت إمرة الملك عبدالعزيز.

العام الهجري : 1433 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 2012
تفاصيل الحدث:

تمَّ تدشينُ أضخَمِ مسجدٍ بجنوب إفريقيا، بتمويلِ رجلِ أعمالٍ تركيٍّ، وذلك في بلدة ميدراند التي تقع بين العاصمِة الاقتصادِيَّة لجنوب إفريقيا جوهانسبورغ والعاصمةِ السياسيَّة بريتوريا. ودشَّن رئيسُ جنوب إفريقيا جاكوب زوما المسجِدَ بحُضورِ وفدٍ وَزاريٍّ تركيٍّ، والمسجدُ واقِعٌ في مَجمَعٍ إسلاميٍّ يضمُّ أيضًا مدرسةً وملاعبَ رياضيةً ومستشفًى. وقد بُنِي على نُموذجِ المسجدِ السُّليماني النظامي الذي شُيِّد في القرنِ السادِسَ عشرَ في مدينة أدرين التركيَّةِ، وهو مُدرَجٌ ضِمنَ التُّراثِ العالمِيِّ من قِبَل اليونسكو. ويحمِلُ المسجدُ اسمَ الوزيرِ الفارسيِّ نِظامِ المُلْكِ أبي عليٍّ الحسنِ الطُّوسِيِّ الذي عاش في القرنِ الحادي عشر.

العام الهجري : 1443 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 2021
تفاصيل الحدث:

وُلِد حُسَين حبري عام 1942 في فايا شمالَ تشاد،وكان رئيسًا لتشاد من 1982 إلى 1990. وقبلها كان رئيسًا للوُزراءِ، وهو من قبيلةِ الأنكزةِ؛ إحدى فروعِ قبائِلِ التبو. درس في فرنسا العُلومَ السِّياسيَّةَ، وعاد إلى تشاد سنة 1971. بدأ في الظُّهورِ على السَّاحةِ الدَّوليَّةِ بعدما هاجمت مجموعةٌ تحت قيادتِه بلدةَ بارداي في تبيستي، وأخذت ثلاثةَ أوروبيِّينَ رهائنَ.
حكَمَت عليه المحكمةُ الأفريقيَّةُ الخاصَّةُ في داكار عام 2016م بالسَّجنِ المؤبَّدِ، بعد إدانته بتُهَمِ ارتكابِ جرائِمَ ضِدَّ الإنسانيَّةِ، وجرائمِ اغتصابٍ وخطفٍ وإعدامٍ وتعذيبٍ.
توفِّي حسين حبري في سِجنِه في داكار عاصِمةِ السِّنغالِ عن عُمرٍ ناهز 78 عامًا.

العام الهجري : 1400 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1980
تفاصيل الحدث:

بدَأَت الحربُ بين العراقِ وإيرانَ في 13 ذي القعدة عام 1400هـ / 22 أيلول، باندفاعِ القواتِ العراقيةِ داخلَ إيرانَ؛ اعتمادًا على اتِّفاقية الجزائر التي تُطالِبُ الطرفينِ بالانسحابِ مِن المناطق المحتلَّةِ من أرْض الطرَفِ الآخَرِ، غيرَ أن إيرانَ لم تَنسحِبْ من مَنطقة زين القوسِ، وتجاهَلَت مُطالبةَ العراقِ لها بالانسحابِ، ثم قامتْ إيرانُ بهُجومٍ مُعاكس في جُمادى الأولى عام 1402هـ / آذار 1982م، وتمكَّنت مِن استعادة مَدينة المحمرة (خرمشهر) بعدما يَقرُب مِن شَهرينِ مِن بَدْء الهجوم، ثم اشتدَّت المعارضةُ الداخلية في العراقِ على الحرْب مِن عدة أطرافٍ؛ مِن إسلاميين، وشِيعةٍ، وحِزْبيينَ مُوالين لِسُوريَة وأكرادٍ، ولكنَّ الرئيس صدامًا لم يَأْبَه للمعارضين، فهاجَمَ هو أيضًا ناقلات النِّفط في شَهر شوال من عام 1402هـ / آب 1982م، في مُحاولة للضغْطِ على إيرانَ للصُّلح وإيقاف مُساعدتِها للأكرادِ، وشنَّت إيرانُ هُجومًا من الجبهةِ الشَّمالية، واستطاعَتْ احتلالَ ما يَقرُبُ من 700 كم2، وزادت العراقُ مِن الهجماتِ الصاروخيةِ والغاراتِ الجويةِ ضِدَّ المُدن والمنشآتِ النِّفطية في جزيرة خرج، وهدَّدت إيرانُ بإغلاقِ مَضيق هُرْمزَ حتى يتِمَّ حَجْزُ الخليج عن الاتِّصال ببقية البحارِ، وحاولت أمريكا ومِصر وسُوريَة والسُّعودية التوسُّطَ؛ لِيَتِم التفاوض بيْن العراق وإيرانَ، إلا أنَّ إيرانَ رفَضَت إلا بتَنحيةِ صدَّام عن الحكمِ وانسحابِ القوات العراقيةِ من المناطق التي دخلَتْها، ودفْعِ العراقِ تعويضاتٍ عن خسائرِ إيرانَ في هذه الحرب، وحرَصَت كلُّ دولة على التسلُّح بأحدث الأسلحةِ، وأمدَّت مصرُ العراقَ بمعِداتٍ عسكريةٍ تُقارِب ملياريْ دُولارٍ، وباعتِ الصِّين للعراقِ أسلحةً بما يقارب الثلاثةَ مِليارات دُولار، وزوَّدت أمريكا العراقَ بطائرات مروحيةٍ ومُعدات ثقيلةٍ، مع تَصريحِها بالحياد، وزوَّدت رُوسيا العراقَ بالأسلحةِ والصواريخِ، مع إعلانِها هي الأخرى الحيادَ، وباعت الكويتُ والسُّعودية رُبعَ مليونَ برميلٍ من النِّفط يوميًّا من المنطقة المحايدة لصالح العراقِ، أمَّا إيرانُ فاشترَتْ من الصِّين أسلحةً بقيمة 575 مليونَ دولارٍ، واشترَتْ من البرازيلِ وتشيلي، وزوَّدتها أمريكا ورُوسيا أيضًا بالأسلحةِ، وهاتانِ الدولتانِ مِن صالحهما بَقاءُ الحرب، ومن أهمِّ المصالحِ بيعُ الأسلحةِ وغيرها مِن المصالح الأخرى في المنطقة التي يُرِيدون أن تبقى غيرَ مُستقرَّةٍ دائمًا، ثم حشَدَت إيرانُ نِصف مليونَ مقاتلٍ قُرب شطِّ العرب، وأنشأَتِ العراقُ السُّدود والحواجزَ أمام الهجومِ الإيراني الذي قام بضَرْب الناقلاتِ الكويتية والسُّعودية وموانئ الدَّولتينِ النِّفطية، واستأنَفَ العراقُ الهجومَ على ناقلاتِ النِّفط الإيرانية، وفي جمادى الآخرة 1405هـ / آذار 1985م حشَدَت إيرانُ نِصف مليون مقاتل على الجبهةِ الجنوبية شَرق نَهر دِجْلة، وتمكَّنت مِن عُبور النهر، واتَّهَمت العراقَ باستعمالِ الأسلحةِ الكيماوية، وهاجَم العراقُ طَهرانَ بالصواريخ، وثلاثينَ مدينةً أخرى، وردَّت إيرانُ بالمثلِ، وفي شهر شوال / حُزيران احتلَّت العراقُ جَزيرة خرك الإيرانية، وفي مَطلع عام 1407هـ / أيلول 1986م دمَّرت العراق ناقلات النِّفط في جَزيرة لافان، وهاجمَت جزيرة لارك، وتقدَّمت إيرانُ إلى البصرةِ، ثم أخذَتِ التهديداتُ العسكريةُ الإيرانية تقِلُّ، فركَّزت العراقُ على الأكرادِ، وفي 8 جمادى الأولى 1407هـ / 8 كانون الثاني 1987م قامت فِرقةٌ إيرانية تَحمِل اسم (كربلاء 5) بهجومٍ نحوَ البصرة، ولكنها تكبَّدت خسائرَ جسيمةً، ثم أعقَبها هَجمات أخرى على طُول الحدودِ مع العراقِ، وما أنِ انتصَفَ العامُ حتى كان العراقُ قد استعاد كثيرًا من أراضيهِ التي كانت إيرانُ قد احتلَّتْها، وفي بداية النِّصف الثاني من عام 1408هـ / شباط 1988م، استأنَفَت العراقُ قصفَ المُدن بعد انقطاعٍ دامَ أكثر من عامٍ، وسبَقه استئنافُ قَصفِ الناقلاتِ، وفي رجب من العام نفْسِه بدأ جيشُ التحريرِ الوطني -وهو الجناحُ العسكريُّ لتجمُّع المقاومة الإيرانية من مُجاهدي خلق، والمدعومُ مِن العراق- ببَدْءِ عَملياته الهجوميةِ في إقليم عَرَبستان، ثم استعادتِ العراقُ الفاو في شَعبان، وفي ذي الحجة وافقتْ إيرانُ على قَرار مجلس الأمن رقم (598) دون قيدٍ أو شرطٍ بعد أن ماطَلَت أكثرَ من عامٍ، وتقدَّمت السرايا العراقيةُ داخِلَ إيران قبل عمليةِ انسحابِ إيران إلى خلْف الحدود، ودخلَت إيرانَ، وفي أواخر شَهر ذي الحجة دخلَت العراقُ وإيرانُ في مفاوضاتٍ لإنهاء الحرب، وطلَب العراق تأخيرَ تنفيذ وَقفِ إطلاق النار حتى تتمَّ المفاوضات المباشِرةُ مع إيرانَ تحت إشراف الأُمَمِ المتحدة، وفي 8 محرم 1409هـ / 20 آب 1988م توقَّف إطلاقُ النار، ووُضِعَ 350 ضابطًا من الأُمَمِ المتحدة للإشراف على تَنفيذ وقفِ إطلاق النارِ، وأقرَّ مجلسُ الشيوخ الأمريكي فَرْضَ عُقوبة اقتصادية على العراقِ، وامتنَعَت أمريكا مِن استيراد النِّفط العراقي، أمَّا المفاوضاتُ بين العراق وإيرانَ فكانت كلُّ دولةٍ تدَّعي أن شطَّ العرب من حقِّها، وبدأ الاختلافُ على بعضِ القضايا؛ كتَفتيش السُّفن العراقية في مَضيق هُرْمز، ومَن بدَأ بالحربِ، وغير ذلك، وبقِيَ الخلاف مُستحكمًا إلى صفر 1410هـ / أيلول 1989م، ثم في ربيع الثاني / تشرين الثاني وافقَت كلٌّ من العراق وإيرانَ على تبادُلِ الأسرى، بعد أنْ دامت الحربُ أكثرَ من 8 سنوات.

العام الهجري : 1270 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1854
تفاصيل الحدث:

بعد أن تولى محمد سعيد باشا حُكمَ مِصرَ في 14 يوليو 1854م تمكن فرديناند دي لسبس المهندس الفرنسي -الذي كان مقرَّبًا من سعيد باشا- من الحصول على فرمان عقدِ امتياز قناة السويس الأوَّل، وكان مكوَّنًا من 12 بندًا، كان من أهمها حفر قناة تصِلُ بين البحرين، ومدة الامتياز 99 عامًا من تاريخ فَتحِ القناة، واعترضت إنجلترا بشدَّةٍ على هذا المشروع خوفًا على مصالحِها في الهند. قام دي لسبس برفقة لينان دي بلفون بك وموجل بك كبيرَي مهندسِي الحكومةِ المصريةِ بزيارةِ منطقةِ برزخ السويس في 10 يناير 1855 لبيانِ جدوى حفرِ القناة، وأصدر المهندسان تقريرَهما في 20 مارس 1855 والذي أثبت سهولةَ إنشاءِ قناة تصل بين البحرين. وقام دي لسبس بتشكيلِ لجنة هندسيةٍ دوليةٍ لدراسة تقريرِ المهندسين وزاروا منطقةَ برزخ السويس وبورسعيد وصدر تقريرُهم في ديسمبر 1855م وأكَّدوا إمكانية شق القناة وأنَّه لا خوفَ مِن منسوب المياه؛ لأنَّ البحرين متساويَينِ في المنسوب، وأنه لا خوف من طمي النيل لأن بورسعيد شاطئها رملي. وفي 5 يناير 1856م صدرت وثيقتان هما عقدُ الامتياز الثاني وقانون الشركة الأساسي، وكان من أهمِّ بنودِه قيام الشركة بكافة أعمال الحَفرِ وإنشاء ترعة للمياه العذبة تتفَرَّعُ عند وصولها إلى بحيرة التمساح شمالًا لبورسعيد وجنوبًا للسويس، وأنَّ حجم العمالة المصرية أربعة أخماس العمالةِ الكلية المستخدَمة في الحفر. وفي الفترة من 5 إلى 30 نوفمبر 1858م تم الاكتتابُ في أسهم شركة قناة السويس وبلغ عددُ الأسهُم المطروحة للاكتتاب 400 ألف سهم بقيمة 500 فرنك للسَّهمِ الواحد، وتمكن دي لسبس بعدها من تأسيسِ الشركة وتكوين مجلسِ إدارتِها.

العام الهجري : 589 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1193
تفاصيل الحدث:

هو السُّلطانُ الكبيرُ، المَلِكُ النَّاصِرُ: صلاح الدين، أبو المظفر يوسف بن الأمير نجم الدين أيوب بن شاذي بن مروان بن يعقوب الكردي الدُوِيني، ثم التِكريتي المولد. صاحِبُ الدِّيارِ المصريَّة والبلادِ الشاميَّة والفُراتيَّة واليمنيَّة، واسطة عقدِ آل أيوب، وشُهرتُه أكبَرُ مِن أن تحتاج إلى التنبيهِ عليه. اتَّفَق أهل التاريخ على أن أباه وأهلَه من دُوِين؛ بلدةٍ في آخِرِ عمل أذربيجان من جهة أران وبلاد الكرج، وأنهم أكرادٌ رَواديِّة، والرَوَاديَّة: بطن من الهَذَبانِيَّة، وهي قبيلةٌ كبيرة من الأكراد. قال ابنُ خَلِّكان: "قال لي رجلٌ فقيه عارِفٌ بما يقول، وهو من أهل دُوِين: إنَّ على باب دوين قريةً يقال لها أجدانقان، وجميع أهلها أكراد رَوَاديَّة، ومولد أيوب بن شاذي والد صلاح الدين وعمه شيركوه بها، ثم أخذ شاذي ولَدَيه أسد الدين شيركوه ونجم الدين أيوب وخَرَجَ بهما إلى بغداد، ومِن هناك نزلوا تكريت، ومات شاذي بها، ولقد تتبعت نِسبَتَهم كثيرًا فلم أجِدْ أحدًا ذَكَرَ بعد شاذي أبًا آخر، حتى إنِّي وقفتُ على كتب كثيرة بأوقافٍ وأملاك باسم شيركوه وأيوب، فلم أرَ فيها سوى شيركوه بن شاذي، وأيوب بن شاذي، لا غير" ثم خَدَم أيوب وشيركوه مجاهِدَ الدين بهروز بن عبد الله الغياثي شحنةً بالعراق- الشحنة: القَيِّم لضَبطِ أمن البلد- فلما رأى مجاهِدُ الدين في نجم الدين أيوب عقلًا ورأيًا حسنًا وحُسنَ سيرة، جعله دُزدَار تكريت، أي: حافظ القلعة، وواليها, ثم انتقل أيوب وشيركوه لخدمة عماد الدين زنكي بالموصل، فأحسن إليهما وأقطعهما إقطاعًا حسنًا وصارا من جملة جنده. فلما فتح عماد الدين زنكي بعلبك جعل نجم الدين أيوب واليًا عليها. قال ابن خلكان: " اتفق أربابُ التواريخ أنَّ صلاح الدين وُلِدَ سنة 532 بقلعة تكريت لَمَّا كان أبوه بها، ولم يَزَل صلاح الدين تحت كَنَف أبيه حتى ترعرع, ولما مَلَك نور الدين محمود بن عماد الدين زنكي دمشقَ لازم نجم الدين أيوب خِدمَتَه، وكذلك وَلَدُه صلاح الدين، وكانت مخايلُ السعادة عليه لائحةً، والنجابةُ تُقَدِّمه من حالة إلى حالة، ونور الدين يرى له ويُؤثِرُه، ومنه تعلَّم صلاح الدين طرائِقَ الخيرِ وفِعلَ المعروف والاجتهادِ في أمور الجهاد، حتى تجهَّزَ للمَسيرِ مع عمه شيركوه إلى الديار المِصريَّة" قال الذهبي: "سَمِعَ صلاح الدين من أبي طاهر السِّلَفي، والفقيه علي بن بنت أبي سعد، وأبي الطاهر بن عوف، والقطب النيسابوري، وحدَّث". أمَّر نورُ الدين صلاحَ الدين، وبَعَثَه في عسكره مع عَمِّه أسد الدين شيركوه، فحَكَم شيركوه على مصر، فما لَبِثَ أن توفي، فقام بعدَه صلاح الدين، ودانت له العساكِرُ، وقَهَر بني عُبَيد، ومحا دولَتَهم، واستولى على قصرِ القاهرة بما حوى من الأمتعة والنفائس، منها الجبل الياقوت, وخلا القصرُ مِن أهله وذخائره، وأقام الدعوة العباسية. وكان خليقًا للإمارة مَهيبًا، شُجاعًا حازِمًا مجاهِدًا، كثيرَ الغزو، عاليَ الهِمَّة، كانت دولتُه نيفًا وعشرين سنة. قال ابن خلكان: " قال شيخُنا ابن شداد (في سيرة صلاح الدين): "سمعتُ صلاح الدين يوسف بن أيوب يقول: لَمَّا يَسَّرَ لي الله الديارَ المصرية عَلِمتُ أنه أراد فتح الساحِلِ؛ لأنه أوقع ذلك في نفسي, ثم قال ابن شداد: ومِن حينِ استتَبَّ له الأمر ما زال يشُنُّ الغارات على الفرنج إلى الكرك والشوبك وبلادهما، وغَشِيَ الناس من سحائِبِ الإفضال والإنعام ما لم يُؤَرَّخْ من غير تلك الأيام، وهذا كلُّه وهو وزيرٌ متابِعُ القوم، لكنه يقومُ بمَذهَبِ أهل السنة، غارسًا في البلاد أهلَ الفقه والعِلمِ والتصوف والدين، والناس يُهرَعون إليه من كلِّ صَوبٍ ويَفِدون عليه من كل جانب، وهو لا يخَيِّب قاصدًا ولا يعدِمُ وافدًا ". تملك بعد نور الدين، واتَّسَعَت بلاده. ومنذ تسلطَنَ طَلَّقَ الخَمرَ واللَّذَّات، وأنشأ سورًا على القاهرة ومصر، وبعث أخاه شمس الدين في سنة ثمان وستين، فافتتح برقة، ثمَّ فتح اليمن، وسار صلاح الدين، فأخذ دمشق مِن ابن نور الدين. وفي سنة إحدى وسبعين حاصر عزاز، ووثبت عليه الباطنية، فجرحوه. وفي سنة ثلاث وسبعين كسَرَته الفرنج على الرملة، وفَرَّ في جماعة ونجا, وفي سنة خمس التقاهم وكَسَرهم, وفي سنة ستٍّ أمر ببناء قلعة الجبل, وفي سنة ثمانٍ عدى الفرات، وأخذ حران، وسروج، والرقة، والرها، وسنجار، والبيرة، وآمد، ونصيبين، وحاصَرَ الموصل، ثم تمَلَّك حلب، وعَوَّضَ صاحبها زنكي بسنجار، ثم إنه حاصر الموصل ثانيًا وثالثًا، ثم صالحه صاحبها عز الدين مسعود، ثم أخذ شهرزور والبوازيج, وفي سنة ثلاث وثمانين فتح طبرية، ونازل عسقلان، ثم كانت وقعة حطين سنة 585 بينه وبين الفرنج، وكانوا أربعين ألفًا، فحال بينهم وبين الماء على تَلٍّ، وسلموا نفوسَهم وأسر ملوكهم وأمراءَهم، وبادر فأخذ عكا وبيروت وكوكب، وسار فحاصر بيت المقدس، وجَدَّ في ذلك فأخذه بالأمان، ثم إن الفرنج قامت قيامتُهم على بيت المقدس، وأقبلوا كقطيعِ اللَّيلِ المُظلِمِ بَرًّا وبحرًا وأحاطوا بعكا ليستردُّوها وطال حصارُهم لها، وبنوا على نفوسهم خندقًا، فأحاط بهم السلطانُ، ودام الحصار لهم وعليهم نيفا وعشرين شهرًا، وجرى في غضون ذلك ملاحِمُ وحروب تَشيبُ لها النواصي، وما فكُّوا حتى أخذوها، وجَرَت لهم وللسلطان حروب وسِيَر. وعندما ضرس الفريقان، وكلَّ الحِزبان، تهادن المِلَّتان في صلح الرملة سنة 588. وكانت لصلاح الدين هِمَّة في إقامة الجهاد، وإبادة الأضدادِ ما سُمِعَ بمِثلِها لأحدٍ في دهر. قال الموفق عبد اللطيف: "أتيتُ وصلاح الدين بالقُدسِ، فرأيتُ مَلِكًا يملأ العيون روعةً، والقلوبَ مَحبَّةً، قَريبًا بعيدًا، سَهلًا مُحَبَّبًا، وأصحابه يتشَبَّهون به، يتسابقونَ إلى المعروف، كما قال تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا} وأوَّلَ ليلة حضرتُه وجدت مجلِسَه حافِلًا بأهلِ العلم يتذاكرون، وهو يُحسِنُ الاستماع والمشاركة، ويأخُذُ في كيفيَّة بناء الأسوار، وحَفْر الخنادق، ويأتي بكلِّ معنى بديع، وكان مهتمًّا في بناء سور بيت المقدس وحَفْرِ خَندقِه، ويتولى ذلك بنَفسِه، وينقُل الحجارةَ على عاتِقِه، ويتأسى به الخَلقُ حتى القاضي الفاضِلُ، والعمادُ إلى وقت الظهر، فيمُدُّ السماط ويستريح، ويركبُ العَصرَ، ثم يرجع في ضوء المشاعِلِ، وكان يحفَظُ (الحماسة)، ويظُنُّ أنَّ كلَّ فقيه يحفَظُها، فإذا أنشَدَ وتوقَّفَ، استطعَمَ فلا يُطعَمُ، وجرى له ذلك مع القاضي الفاضل، ولم يكُن يحفَظُها، وخرج فما زال حتى حفظها، وكتب لي صلاح الدين بثلاثين دينارًا في الشهر، وأطلق أولادُه لي رواتِبَ، وكان أبوه ذا صلاحٍ، ولم يكن صلاحُ الدين بأكبَرِ أولاده، وكان محبَّبًا إلى نور الدين يلاعِبُه بالكُرةِ". لما قَدِمَ الحجيجُ إلى دمشق في يوم الاثنين حادي عشر صفر من هذه السنة خرج السلطانُ لتَلَقِّيهم، ثم عاد إلى القلعةِ فدخلها من باب الجديد، فكان ذلك آخِرَ ما رَكِبَ في هذه الدنيا، ثمَّ إنه اعتراه حُمَّى صفراوية ليلةَ السبت سادس عشر صفر، فلما أصبَحَ دخل عليه القاضي الفاضِلُ وابن شداد وابنُه الأفضل، فأخذ يشكو إليهم كثرةَ قلَقِه البارحة، وطاب له الحديثُ، وطال مجلِسُهم عنده، ثم تزايدَ به المرضُ واستمَرَّ، وقَصَده الأطباءُ في اليوم الرابع، ثم اعتراه يَبسٌ وحصَلَ له عَرَقٌ شَديدٌ بحيث نَفَذ إلى الأرض، ثم قَوِيَ اليبس فأحضَرَ الأمراءَ الأكابِرَ فبُويعَ لولده الأفضَل نور الدين علي، وكان نائبًا على دمشق، وذلك عندما ظَهَرت مخايل الضَّعفِ الشديد، وغيبوبة الذِّهنِ في بعض الأوقاتِ، وكان الذين يدخُلونَ عليه في هذه الحال الفاضِلُ وابنُ شداد وقاضي البلد ابن الزكي، ثم اشتَدَّ به الحال ليلةَ الأربعاء السابع والعشرين من صفر، واستدعى الشيخَ أبا جعفر إمامَ الكلاسة ليبيتَ عنده يقرأُ القرآن ويُلَقِّنَه الشهادة إذا جَدَّ به الأمرُ، فلما أُذِّنَ الصبحُ جاء القاضي الفاضل فدخل عليه وهو في آخِرِ رمقٍ، فلما قرأ القارئُ {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ} فتبَسَّمَ وتهَلَّلَ وَجهُه، وأسلَمَ رُوحَه إلى ربِّه سبحانه وتعالى، ثم أخَذوا في تجهيزه، وحَضَر جميعُ أولاده وأهله، وكان الذي تولَّى غُسلَه خطيب البلد الفقيهُ الدولعي، وكان الذي أحضَرَ الكفَنَ ومؤنة التجهيز القاضي الفاضل مِن صُلبِ مالِه الحلال، هذا وأولادُه الكبار والصغار يتباكَون وينادون، وأخذ الناسُ في العويل والانتحاب والدُّعاء له والابتهال، ثم أُبرِزَ جِسمُه في نعشِه في تابوتٍ بعد صلاة الظهر، وأمَّ النَّاسَ عليه القاضي ابنُ الزكي، ثم دفن في داره بالقلعة المنصورة، ثم شَرَع ابنُه في بناء تربةٍ له ومدرسة للشافعيَّة بالقرب من مسجدِ القدم؛ لوصيته بذلك قديمًا، فلم يكمل بناؤها، ثم اشترى له الأفضَلُ دارًا شماليَّ الكلاسة في وزان ما زاده القاضي الفاضل في الكلاسة، فجعلها تربةً، وكان نقله إليها في يوم عاشوراء سنة اثنتين وتسعين، وصلَّى عليه تحت النسر قاضي القضاة محمد بن علي القرابي بن الزكي، عن إذنِ الأفضل، ودخل في لحْدِه ولَدُه الأفضلُ فدفنه بنفسه، وهو يومئذ سلطانُ الشام، ويقالُ إنه دَفَن معه سَيفَه الذي كان يحضُرُ به الجهادَ، ويُذكَرُ أنَّ صَلاحَ الدين- رحمه الله تعالى- لم يخَلِّفْ في خزائِنِه غيرَ دينار واحدٍ صوري، وأربعين درهمًا ناصريَّة، ثمَّ تولى ابنُه الأفضل مُلكَ دِمشق، والساحل، وبيت المقدس، وبعلبك، وصرخد، وبصرى، وبانياس، وهونين، وتبنين، وجمع الأعمال إلى الداروم، وكان وَلَدُه الملك العزيز عثمان بمصر، فاستولى عليها، وعلى جميعِ أعمالِها، مثل: حارم، وتل باشر، وإعزاز، وبرزية، ودرب ساك، ومنبج وغير ذلك، وكان بحماة محمود بن تقي الدين عمر فأطاعه وصارَ معه، وكان بحمص شيركوه بن محمد بن شيركوه، فأطاع المَلِكَ الأفضل.

العام الهجري : 1336 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1917
تفاصيل الحدث:

وعدُ بلفور أو تصريحُ بلفور، هو وعدٌ لليهود يمنَحُهم حقَّ إقامة وطن قومي في فلسطين، وهو وعدٌ مشؤوم بالنسبة للمسلمين يناقِضُ ما أبرمه الإنجليزُ مع الشريف حسين في مراسلات "حسين، مكماهون" والوعودَ بإقامة خلافةٍ عربية إسلامية في البلاد العربية مقابِلَ إعلان العرب الثورةَ على الدولة العثمانية!! ولقد أثار اشتراكُ الإمبراطورية العثمانية في الحربِ ضِدَّ الحلفاء الأطماعَ الصهيونية، وكان على رأس زعمائهم في إنجلترا حاييم وايزمان الذي كتب إلى زعماء الصهيونية في أمريكا طالبًا دعم الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون الذي وصل للرئاسة بفضلِ تمويل اليهودِ فهو تابعٌ لهم، وأما في بريطانيا فكان اليهودُ قد أطاحوا بحكومةِ رئيس الوزراء هربرت هنري سكويت المعروفِ بعدائه لليهود، وموَّلوا حكومةً ائتلافية فيها ديفيد لويد جورج المحامي عن الحركة الصهيونية ووينستون تشرشل الماسوني والمؤازر للصهيونية، ثم أعلنت بريطانيا إرسالَ وزير خارجيتها بلفور إلى الولايات المتحدة للاتصالِ بممثلي المصارف الأمريكية (غالبهم إن لم يكن كلهم من اليهود) وإبلاغهم رسميًّا بأنَّ الحكومة البريطانية ستتبنى رسميًّا مشاريعهم المتعلِّقة بالصهيونية مقابِلَ تعهُّدهم بإدخال أمريكا إلى جانب الحلفاء في الحرب العالمية، ثم دخلت أمريكا الحربَ، وكانت أول كتائبها وصلت إلى فرنسا في حزيران 1917م وتكفَّلت بريطانيا بإعادة تأسيس فلسطين كوطنٍ قومي لليهود، وكأن أرض فلسطين ملكُ آبائهم! وكان وعد بلفور صدر في الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) وهو عبارةٌ عن خطاب من آرثر جيمس بلفور وزيرِ خارجية بريطانيا إلى المصرفيِّ اليهودي اللورد ليونيل وولتر دي روتشلد، وجاء فيه: "أن حكومة جلالة الملك تنظرُ بعين العطفِ إلى تأسيس وطنٍ قوميٍّ للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل جهدَها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جليًّا أنه لن يؤتى بعمَلٍ من شأنه أن يجحَفَ بالحقوق المدنية والدينية التي تتمتَّعُ بها الطوائف غير اليهودية الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتَّعُ به اليهود في البلدان الأخرى" وقد تمسَّكت الحكومات البريطانية المتعاقبة بهذا التصريح الذي أصبح عن طريق الانتداب إلزامًا دوليًّا، وكان من غايات بريطانيا لهذا هو حماية مصالحها في السويس، فكان هذا أولَ الغدر الظاهِرِ، وليس أوَّله بالكلية، وأبدى العربُ والقوميون الذين كانوا مخدوعين بالوعود الإنجليزية استياءَهم، ولكن لاتَ حينَ مناصٍ!!!

العام الهجري : 738 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1338
تفاصيل الحدث:

لما سار الجيش الذي قَدِمَ من القاهرة في ثاني عشر شعبان، وقَدِموا دمشق تلقَّاهم الأمير تنكز، ولم يعبأْ تنكز بالأمير أرقطاي مُقَدَّم العسكر لِما في نفسه منه، ومَضَوا إلى حلب، فقدموها في رابع عشر رمضان، وأقاموا بها يومين فقدم الأمير قطلوبغا الفخري بعساكرِ الشام، وقد وصل إلى جعبر ثمَّ ساروا جميعًا يومَ عيد الفطر، ومعهم الأميرُ علاء الدين ألطبغا نائب حلب، وهو مُقَدَّم على العسكر جميعًا، حتى نزلوا على الإسكندرونة أوَّلَ بلاد سيس، وقد تقَدَّمَهم الأمير مغلطاي الغزي إليها بشهرينِ حتى جهَّزَ المجانيق والزحَّافات والجسور الحديد والمراكِبَ وغير ذلك لعبور نهر جهان، فقَدِمَ عليهم البريد من دمشق بأن تكفور وعَدَ بتسليم القلاع للسلطان، فلْتُرَدَّ المجانيق وجميع آلات الحصار إلى بغراس، ولْيَقُمِ العسكر على مدينة إياس حتى يَرِدَ مرسوم السلطان بما يُعتَمَدُ في أمرهم وكانت التراكمين قد أغاروا على بلاد سيس، ومعهم عسكَرُ ابن فرمان فتركوها أوحشَ مِن بطن حمار، فبعث تكفور رسُلَه في البحر إلى دمياط، فلم يأذَن السلطان لهم في القدومِ عليه، من أجل أنهم لم يعلموا نائِبَ الشام بحضورِهم، فعادوا إلى تكفور، فبعث تكفور بهديَّة إلى تنكز نائب الشام، وسأله مَنْعَ العسكر من بلاده، وأنه يسَلِّمُ القلاع التي من وراء نهر جهان جميعًا للسلطان، فكاتب تنكز السلطانَ بذلك، وبعث أوحَدَ المهمندار إلى الأمير علاء الدين ألطبغا نائِبِ حلب وهو المقَدَّم على العسكر جميعًا بمَنعِ الغارة ورَدِّ الآلات إلى بغراس، فردَّها ألطبغا وركب بالعسكَرِ إلى إياس، فقَدِمَها يوم الاثنين ثاني عشر شوال، وكانت إياس قد تحصَّنت، فبادر العسكَرُ وزحف عليها بغير أمرِه، فكان يومًا مهولًا، جُرح فيه جماعة كثيرة، واستمَرَّ الحِصارُ إلى يوم الخميس خامس عشره، وأحضر نائب حلب خمسين نجارًا وعَمِلَ زحافتين وستارتين ونادى في الناس بالركوبِ للزحف، فاشتد القتالُ حتى وصلت الزحَّافات والرجال إلى قريب السورِ، بعدما استُشهِدَ جماعة كثيرة، فترجَّلَ الأمراء عن الخيول لأخذِ السور، وإذا بأوحد المهمندار ورسل تكفور قد وافَوا برسالة نائِبِ الشام، فعادُوا إلى مخَيَّمِهم فبلَّغَهم أوحَدُ المهنمدار أن يكفوا عن الغارة، فلم يوافقوه على ذلك، واستقر الحالُ على أن يسلموا البلادَ والقلاع التي شرقي نهر جهان، فتسَلَّموا منهم ذلك، وهو مُلكٌ كبير، وبلادٌ كثيرة، كالمصيصة، وكويرا، والهارونية، وسرفندكار، وإياس، وباناس، وبخيمة، والنقبر، وغير ذلك. وعلى أن تُسَلَّم إياس بعد ثمانية أيام، فلما كان اليومُ الثامن أرسل تكفور مفاتيحَ القلاع، على أن يُرَدَّ ما سُبِيَ ونُهِبَ من بلاده، فنُودِيَ بِرَدِّ السَّبيِ، فأُحضِرَ كثير منه، وأخرب الجسر الذي نُصِبَ على نهر جهان، وتوجَّه الأمير مغلطاي الغزي فتسَلَّمَ قلعة كوارة وكانت من أحصن قلاع الأرمن، ولها سورٌ مساحته فدان وثلث وربع فدان، وارتفاعه اثنان وأربعون ذراعًا بالعَمَل، وأنفق تكفور على عمارته أربعَمائة ألف وستين ألف دينار، وتسَلَّم العسكر إياس، وهدم البرج الأطلس في ثمانية أيام، بعدما عَمِلَ فيه أربعون حَجَّارًا يومين وليلتين حتى خرج منه حجَرٌ واحد، ثمَّ نُقِبَ البرج وعُلِّقَ على الأخشاب، وأُضرِمَت فيه النار، فسَقَط جميعه، وكان برجًا عظيمًا، بلغ ضمانُه في كل شهر لتكفور مبلغ ثلاثين ألف دينار حسابًا عن كلِّ يومٍ ألف دينار سوى خَراجِ الأراضي، وكان ببلدة إياس أربعمائة خمَّارة وستمائة بَغِيٍّ، وكان بها في ظاهرها ملَّاحة تضمن كل سنة بسبعمائة ألف درهم، ولها مائتان وستة عشر بستانًا تغرس فيها أنواع الفواكه، ودور سورها فدانان وثلثا فدان، ثم رحل العسكَرُ عن إياس بعدما قاموا عليها اثنين وسبعين يومًا، فمر نائِبُ حلب على قلعة نجيمة وقلعة سرفندكار وقد أخربهما مغلطاي الغزي حتى عبَرَ بالعسكر إلى حلب في الرابع عشر من ذي الحجة.