الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2458 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 475 العام الميلادي : 1082
تفاصيل الحدث:

كان يوسفُ بن تاشفين قد استَفحلَ أَمرُه بالمَغربِ واستَولَى على أَكثرِ البلادِ, فلمَّا سَمِعَ الأَميرُ أبو بكرِ بن عُمرَ بما آلَ إليه أَمرُ يوسفَ بن تاشفين وما مَنحَه الله من النصرِ أَقبلَ من الصحراءِ لِيَختَبِرَ أَحوالَه، ويُقالُ: إنه كان مُضمِرًا لِعَزلِه وتَولِيَةِ غَيرِه فأَحَسَّ يوسفُ بذلك فشاوَرَ زَوجتَه زينبَ بنت إسحاقَ -كان قد تَزوَّجَها بعدَ أبي بكر بن عُمرَ- فقالت له: إنَّ ابنَ عَمِّك مُتَوَرِّع عن سَفْكِ الدِّماءِ، فإذا لَقِيتَه فاترُك ما كان يَعهدُه منك من الأدبِ والتَّواضُع معه، وأَظهِر أَثَرَ التَّرَفُّعِ والاستبدادِ حتى كأنَّك مُساوٍ له ثم لاطِفْهُ مع ذلك بالهَدايا من الأَموالِ والخِلَعِ وسائرِ طرف المغربِ واستَكثِر من ذلك, فأَخذَ برَأيِها, فأَظهرَ له القُوةَّ وقَدَّمَ له الهَدايا المُستَطرفَة فأَدرَك أبوبكرٍ حالَ ابنِ تاشفين وأنَّه  لن يَتخلَّى له عن الأَمرِ, فقال له: يا بنَ عَمِّ، انزِل أُوصِيكَ. فنَزَلا مَعًا وجَلَسا، فقال أبو بكرٍ إنِّي قد وَلَّيْتُكَ هذا الأَمرَ، وإنِّي مَسؤولٌ عنه، فاتَّقِ الله تعالى في المسلمين، وأَعتِقْنِي وأَعتِق نَفسَك من النارِ، ولا تُضَيِّع من أُمورِ رَعِيَّتِك شيئًا، فإنَّك مَسؤولٌ عنه، والله تعالى يُصلِحُك ويَمُدُّك ويُوفِّقُك للعَملِ الصالِحِ والعَدلِ في رَعِيَّتِك، وهو خَليفَتِي عليك وعليهم. وقد مَلَكَ ابنُ تاشفين بعدوَةِ المغربِ من جزائر بَنِي مذغنة إلى طنجة إلى آخر السوسِ الأقصى إلى جِبالِ الذَّهَبِ من بلادِ السُّودان.

العام الهجري : 573 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1178
تفاصيل الحدث:

هو محمَّدُ بن عبد الله بن هبة الله بن المظفَّر، الوزير أبو الفرج ابنُ رئيس الرؤساء، ولَقَبُه عضد الدولة. وكان أبوه أستاذ دار المقتفي وأقرَّه المستنجد. فلمَّا ولي المستضيء استوزره، فشرع ظهيرُ الدين بن العطَّار أبو بكر صاحب المخزن في عداوة أبي الفرج، حتَّى غيَّر قلب الخليفة عليه، فطلب الحجَّ فأذِنَ له، فتجهَّزَ جهازًا عظيمًا واشترى ستَّمائة جمل لحَملِ المنقطعينَ وزادِهم، وحمل معه جماعةً من العلماء والزهَّاد، وأخذ معه بيمارستانًا فيه جميع ما يحتاج إليه، وسافر بتجمُّلٍ زائد. فلمَّا وصل إلى باب قطفتا خرج إليه رجلٌ صوفي بيده قصَّة، فقال: مظلومٌ، فقال الغلمان: هات قصَّتك. فقال: ما أسلِّمُها إلَّا للوزير. فلمَّا دنا منه ضربه بسكِّينٍ في خاصرته، فصاح: قتلتَني، وسقط من دابَّتِه، وبَقِيَ على قارعة الطريق مُلقًى، وتفرَّق من كان معه إلَّا حاجب الباب، فإنَّه رمى بنفسه عليه، فضَرَبَه الباطني بسكِّينٍ فجرحه، وظهر للباطنيِّ رفيقان فقُتِلوا وأُحرِقوا. ثمَّ حُمل الوزير إلى داره فمات بها. وكان مشكورَ السِّيرة محببًّا إلى الرعيَّة، غير أنَّ القاضى الفاضِلَ لَمَّا بلغه خبر قتله، أنشد:
وأحسن من نيل الوزارة للفتى
حياة تريه مصرع الوزراء
وما ربُّك بظلَّامٍ للعبيد.
كان ابن المظفر- عفا الله عنه- قد قتل وَلَدي الوزير ابن هُبيرة وخلقًا كثيرًا.

العام الهجري : 733 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1333
تفاصيل الحدث:

قاضي القُضاةِ العالِمُ شَيخُ الإسلام بدر الدين أبو عبد الله محمد بن الشيخِ الإمام الزاهد أبي إسحاق إبراهيم بن سعد الله بن جماعة بن حازم بن صخر الكناني الحموي الأصل، وُلِدَ ليلة السبت رابع ربيع الآخر سنة 639 بحماة، وسَمِعَ الحديثَ واشتغل بالعلم، وحصَّل علومًا متعَدِّدة، وتقَدَّم وساد أقرانَه، وباشر تدريسَ القيمرية، ثم وليَ الحُكمَ والخَطابة بالقُدسِ الشريف، ثم نُقِلَ منه إلى قضاء مصر في الأيام الأشرفية، ثم وليَ قضاء الشامِ وجُمِعَ له معه الخطابةُ ومشيخةُ الشيوخِ وتدريسُ العادليَّة وغيرها مدة طويلة، كل هذا مع الرياسةِ والديانةِ والصِّيانةِ والوَرَع، وكَفِّ الأذى، وله التصانيفُ الفائقة النافعة، أشهَرُها تذكِرةُ السامع والمتكَلِّم في أدب العالم والمتعلم، وله غرر البيان في مبهمات القرآن، والمنهل الرَّوِيِّ في الحديث النبويِّ، وغيرها، وجمع له خطباً كان يخطُبَ بها، ثم نقل إلى قضاء الديار المصرية بعد وفاة الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد، فلم يَزَل حاكِمًا بها إلى أن كُفَّ بَصَرُه وكَبِرَ وضَعُفَت أحواله، فاستقال فأقيل، ورُتِّبَت له الرَّواتِبُ الكثيرة الدارَّة إلى أن توفي ليلة الاثنين بعد عشاء الآخرة حادي عشرين جمادى الأولى، وقد أكمل أربعًا وتسعين سنة وشهرًا وأيامًا، وصُلِّيَ عليه من الغَدِ الظهر بالجامع الناصري بمصر، ودُفِنَ بالقرافة، وكانت جنازتُه حافلةً هائلةً رحمه الله.

العام الهجري : 824 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1421
تفاصيل الحدث:

كانت حربٌ بمدينة فاس من بلاد المغرب بين أبي زيان محمد بن أبي طريق بن أبي عنان, وقد قام بأمر الحرب الشيخ يعقوب الحلفاوي الثائر على الوزير الحاجب عبد العزيز اللباني لقتله السلطان أبا سعيد عثمان بن أبي العباس أحمد وثلاثة عشر أميرًا من إخوته وأولاده وبني إخوته, وكان اللباني قد استنصر بالشاوية، وبعث إليهم بمال كبير، فأتوه، فلم يطق الحلفاوي مقاومتهم، فأُدخل اللباني مدينة فاس بجموعه، وألويته منشورة على رأسه، وأنزله دار الحرة آمنة بنت السلطان أبي العباس أحمد، فرحل الشاوية عن المدينة، ثم قُبِضَ على اللباني، وأُسلِمَ إلى الحلفاوي، فدخل السلطان أبو زيان فاس الجديد في ربيع الآخر، وبعث بالسلطان أبي عبد الله محمد بن أبي سعيد إلى الأندلس، فما كان سوى شهر حتى ثار بنو مرين على أبي زيان، وحصروه، وطلبوا الوزير أبا البقاء صالح بن صالح أن يحمل أبا عبد الله محمد المتوكل ابن السلطان أبي سعيد، فقدم الوزير به، واستمرت الحرب أربعة أشهر إلى أن فر أبو زيان ووزيره فارح، وأخذ بنو مرين البلد الجديد، وطلبوا من ابن الأحمر أن يبعث بالسلطان الكبير أبي عبد الله محمد المستنصر بن أبي سالم إبراهيم بن أبي الحسن، فبعثه إليهم، فملكوه وأطاعوه.

العام الهجري : 1118 العام الميلادي : 1706
تفاصيل الحدث:

هو المقرئ الفقيه المالكي الأشعري الصوفي: أبو الحسن علي بن محمد النوري الصفاقسي، صاحب كتاب "غيث النفع في القراءات السبع" ولد بصفاقس سنة 1053 ونشأ بها، ورحل إلى تونس فأخذ عن أهلها، ثم رحل إلى مصر فكمل بها علومه، ثم عاد إلى مسقط رأسه وانقطع لبثِّ العلم والإرشاد. كان يأكل من كسبه فيتَّجِر ويشتغل بالقماش يتعيش منه طلبًا للحلال وتوكُّلًا على الله، ولا يأخذ عن تعليمه شيئًا. كان الشيخ النوري يدعو إلى جهاد قراصنة مالطة -فرسان القديس يوحنا- فعندما صار الناس يشكون بصفاقس من عدوانهم على سواحلهم، ينهبون السفن الراسية ويخطفون الغافلين الآمنين من البحارة، ومن يقدرون على الوصول إليه من الناس، دعا إلى الجهاد في سبيل الله تعالى، وتشاور مع أهل الفضلِ من أهل صفاقس في إنشاء سفن لهذا الغرض، فوافقه أكثرُ الناس على ذلك، وقام بجمع المال لإنشاء السفن، وأنفق هو من ماله الشيء الكثير، وأصدر فتوى بوجوب الجهاد لرد هذا العدوان، واعتبره واجبًا عينيًّا على كل مكلَّف. وقام بتنظيم شؤون المجاهدين بنفسه, وجعل لهم مقدَّمًا يأتمرون بأمره ويصلِّي بهم إمامًا, وهو تلميذه الشيخ أبو عبد الله قوبعة، فانقطع اعتداء الكفار وغنم المجاهدون منهم خيرًا كثيرًا، ويعتبر النوري هو الجد الأكبر ومؤسس عائلة النوري بصفاقس ومِن عَقِبه الشيخ محمود النوري الصفاقسي التونسي المصري.

العام الهجري : 1418 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1998
تفاصيل الحدث:

وُلد أبو الحسن النِّدْوي بقرية تكية، مديرية رائي بريلي، بالهندِ عام 1332هـ/ 1913م، وتعلَّم في دار العلومِ بالهندِ (ندوة العلماء)، والتحق بمدرسة الشيخ أحمد علي في لاهور، حيث تخصَّص في علم التفسير، كان الشيخ ماتُريديًّا نشيطًا للعمل الإسلامي، سواءٌ في الهند، أو خارجَها، وقد شارَكَ -رحمه الله- في عدد من المؤسَّسات والجمعيات الإسلامية، ومنها تأسيسُ المجمَع العِلمي بالهندِ، وتأسيس رابطة الأدب الإسلامي، كما أنَّه عضوُ مجمَع اللغة العربية بدِمَشق، وعضوُ المجلس التنفيذي لمعهد ديوبند، ورئيس مجلس أمناء مركز أوكسفورد للدراسات الإسلامية، ويُعَدُّ من أشهَرِ العُلماء المسلمينَ في الهندِ، وله كتاباتٌ وإسهاماتٌ عديدةٌ في الفكر الإسلامي، فله من الكتب: ((موقف الإسلام من الحضارة الغربية))، ((السيرة النبوية))، ((من روائع إقبال))، ((نظرات في الأدب))، ((من رجالات الدعوة))، ((قصص النبي صلى الله عليه وسلم للأطفال))، وبلغ مجموع مؤلَّفاته وتَرْجماته 700 عنوانًا، منها 177 عنوانًا بالعربية، وقد تُرجم عددٌ من مؤلَّفاته إلى الإنجليزية، والفرنسية، والتركية، والبنغالية، والإندونيسية، وغيرها من لغات الشعوب الإسلامية الأخرى، وكانت وَفاتُه -رحمه الله- يومَ الجمُعة في شهر رمضانَ المبارك أثناءَ اعتكافِه بمسجِدِ قَريتِه "تكية" بمديرية "راي باريلي" في شمال الهندِ، وجرى دَفنُه مساءَ نفس اليوم في مَقبرةِ أُسرته بالقرية في حضورِ الأقاربِ، والأهالي، وبعض مسؤولي ندوة العلماء التي ظلَّ مرتبِطًا بها طيلةَ حياتِه الحافلة بالدعوة طوالَ 86 عامًا.

العام الهجري : 1429 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 2008
تفاصيل الحدث:

محمود درويش هو أحدُ الشُّعراءِ الفِلَسطينين الحداثيين الذين ارتَبَط اسمُهُم بشِعرِ الثورَةِ والوطن وكان مليئًا بالسُّخْرية والاستهزاء بالله وبالدين والمقدسات الإسلامية. وُلد درويش عام (1941) في قريةِ البَروةِ وهي قريةٌ فِلسطينيةٌ تقع في الجليلِ قُربَ ساحِلِ عَكَّا، وخَرَجت الأسرةُ برُفقة اللَّاجئين الفِلَسطينيين عامَ (1947) إلى لُبنان، ثم عادت متسلِّلةً عامَ (1949) بُعَيدَ توقيعِ اتِّفاقياتِ السلام المؤقَّتة، وبعد إنهائِه تعليمَه الثانويَّ انتَسَب إلى الحزب الشُّيوعي الإسرائيليِّ، وعَمِل في صُحف مثلِ "الاتحاد" و"الجديد" التي أصبح فيما بعدُ مشرِفًا على تحريرِها. في عام (1972) توجَّه إلى الاتِّحاد السوفيتِّي للدِّراسة، وانتَقَل بعدَها لاجِئًا إلى القاهرة في العامِ ذاتِه؛ حيث التحَقَ بمنظَّمة التَّحرير الفِلَسطينية، ثم لُبنان حيث عَمِل في مؤسَّساتِ النشرِ والدِّراسات التابعةِ لمنظَّمة التحرير الفلسطينية. ولقد مُنِح محمود درويش عِدَّةَ جوائزَ تقديرية، منها: درع الثورة الفِلَسطينية عامَ (1981)، جائزةُ لينين في الاتحاد السوفيتي عامَ (1983)، جائزة القاهرة للشِّعر العربي عام (2007). وأعلنت وِزارة الاتِّصالات الفِلَسطينية في (27 يوليو 2008) عن إصدارِها طابِعَ بريدٍ يحمِلُ صورةَ محمود درويش. ولقد اتُّهِم درويش بالزَّندقة؛ وذلك لِمَا وقَع في شِعرِه من التعدِّي على الذَّات الإلهيَّة وغيرِ ذلك، فمن ذلك قولُه -والعياذ بالله-: (نامِي فعَينُ الله نائِمَةٌ عنَّا)، (عَسانِي أصيرُ إلهًا.. إلهًا أصيرُ)، (عُيونُكِ شَوكةٌ في القلبِ تُوجِعُني.. وأعبُدها)، (إنْ خُلِقْنَا غَلْطَةً في غفلةِ الزَّمانِ).

العام الهجري : 1307 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1890
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ العلَّامةُ الأميرُ السيد الشريف المحقِّقُ محيي السنة وقامِعُ البدعة: أبو الطيب محمد صديق بن حسن بن علي بن لطف الله القنوجي البخاري، نزيل بهوبال، ويرجع نَسَبُه إلى زين العابدين بن علي بن الحسين السبط بن علي بن أبي طالب. ولِدَ في بلدة "بريلي" موطِنِ جَدِّه من جهةِ الأمِّ، عام 1248هـ ولما بلغ السادسةَ مِن عمره توفِّيَ والدُه، فرحل مع أمِّه إلى قِنَّوج موطِنِ آبائهِ بالهندِ، فنشأ فيها في حجرِ أمِّه يتيمًا فقيرًا على العَفافِ والطهارة، وتلقَّى الدروس في علومٍ شتى على صفوةٍ مِن علماءِ قِنَّوج ونواحيها وغيرهم. درسَ صِدِّيق على شيوخٍ كثيرين من مشايخِ الهند واليمن، واستفاد منهم في علومِ القرآن والحديثِ وغيرهما، ولقد أجازه شيوخٌ كثيرون ذكَرَهم في ثَبتِه "سلسة العَسْجَد في مشايخ السند". وله تلاميذ كثيرون درَسوا عليه واستجازوه، وبعد عودتِه مِن الحجازِ إلى الهند انتقل العلامةُ صِدِّيق حسن خان من (قنوج) إلى مدينة (بهوبال) في ولاية (مادهيا براديش) في وسط الهند، وقد ذاع صيتُه في تلك الأيام، كإمام في العلومِ الإسلامية، ومؤلِّفٍ بارع في العلوم العقليَّةِ والنَّقلية، وكاتبٍ قديرٍ في اللغات العربية والفارسية والأوردية، ومجتهدٍ متواصلٍ في الدرس والتأليف والتدوين، ولم يلبَثْ أن تزوَّجَ بأميرة بهوبال (شاهجان بيجوم) التي كانت تحكُمُها حينذاك، تزوَّجَت به لَمَّا عَلِمَت من شَرَفِ نَسَبِه وغزارة عِلمِه واستقامة سيرتِه، سنة 1287هـ، وجعلَتْه مُعتَمِدَ المهامِّ، ومنحته أقطاعًا من الأرضِ الخراجيَّة تغلُّ له خمسين ألف ربيَّة في كلِّ سنة، وخلعت عليه ولقَّبَتْه الدولةُ البريطانيةُ الحاكِمةُ بالهند نواب أمير الملك سيد محمد صديق حسن خان بهادر، ومنحته حَقَّ التعظيم في أرض الهند بطولِها وعرضِها بإطلاقِ المدافِعِ سَبعَ عشرة طلقةً، وخلَعَت عليه بالخِلَعِ الفاخرةِ، ومنَحَه السلطانُ عبد الحميد خان الوسامِ المجيدي من الدرجةِ الثانية. عَمِلَ صديق خان وزيرًا لزوجته الأميرة (شاهجان بيجوم) ونائبًا عنها. كان زواجُ العلَّامة صديق حسن خان بالأميرة شاهجان وتلقُّبه بأمير بهوبال نقطةَ تحوُّلٍ لا في حياتِه العلميَّةِ فقط، بل في النشاطِ العلميِّ والعهد التأليفي في الهند كلِّها، فكان له موهبةٌ فائقةٌ في الكتابة وفي التأليف، حتى قيل إنَّه كان يكتُبُ عَشَرات الصفحاتِ في يوم واحد، ويكمِلُ كتابًا ضخمًا في أيام قليلة، ومنها كتب نادرةٌ على منهج جديد، وعندما ساعدته الظروفُ المَنصبيَّةُ والاقتصادية على بذل المالِ الكثيرِ في طَبعِها وتوزيعِها، تكَلَّلت مساعيه العلمية بنجاحٍ منقطعِ النظير. من مؤلَّفاتِه: فتح البيان في مقاصد القرآن، ونيل المرام من تفسير آيات الأحكام، والدين الخالص (جمع فيه آيات التوحيد الواردة في القرآن، ولم يغادر آيةً منها إلا أتى عليها بالبيان الوافي)، وعون الباري بحَلِّ أدلة البخاري (شرح كتاب التجريد)، والسراج الوهاج في كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجَّاج، والحِرز المكنون من لفظ المعصوم المأمون (في الحديث)، والرحمة المهداة إلى من يريد زيادةَ العلمِ على أحاديثِ المِشكاة، والجنة في الأسوة الحسنة بالسنَّة،(في اتباع السنة)، الحِطَّة في ذكر الصحاح الستة، والروضة الندية شرح الدرر البهية للقاضي محمد اليمني الشوكاني، وفتح العلام شرح بلوغ المرام لابن حجر العسقلاني، وحصول المأمول من علم الأصول (تلخيص إرشاد الفحول للشوكاني) (في أصول الفقه)، وقطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر، وغيرها كثير، قال عبد الحي الطالبي: "له مصنَّفاتٌ كثيرةٌ ومؤلَّفاتٌ شهيرة في التفسير والحديث، والفقه والأصول، والتاريخ والأدب، قلَّما يتَّفِقُ مثلُها لأحدٍ من العلماء، وكان سريعَ الكتابةِ حُلوَ الخَطِّ، يكتب كراستين في مجلسٍ واحدٍ بخَطٍّ خفيٍّ في ورقٍ عالٍ، ولكنه لا تخلو تأليفاتُه عن أشياءَ، إما تلخيص أو تجريد، أو نقل من لسانٍ إلى لسان آخر، وكان كثيرَ النقل عن القاضي الشوكاني، وابن القيم، وشيخه ابن تيمية الحراني، وأمثالهم، شديدَ التمَسُّك بمختاراتهم، وقد اعتراه مرَضُ الاستسقاء، واشتدَّ به المرضُ وأعياه العلاجُ واعتراه الذهولُ والإغماء، وكانت أناملُه تتحَرَّك كأنَّه مشغول بالكتابة، فلما كان نصفُ الليل فاضت على لسانِه كلمةُ أحِبُّ لقاءَ اللهِ، قالها مرة أو مرتين، وطلب الماءَ واحتُضِرَ، وفاضت نفسه، وكان ذلك في ليلة التاسع والعشرين من جمادى الآخرة سنة 1307هـ، وله من العُمرِ تِسعٌ وخمسون سنة وثلاثة أشهر وستة أيام، وشُيِّعَت جنازته في جمعٍ حاشدٍ، وصلِّيَ عليه ثلاث مرات، و كان قد أوصى بأن يُدفَنَ على طريقةِ السُّنَّة، فنُفِّذَت وصيَّتُه.

العام الهجري : 28 العام الميلادي : 648
تفاصيل الحدث:

كان مُعاويةُ بن أبي سُفيانَ قد أَلَحَّ على عُمَرَ بن الخطَّاب أنَّ يَغْزُوَ البحرَ ولكنَّه أَبَى ذلك، ثمَّ في زمنِ عُثمانَ طلَب ذلك فوافَق عُثمانُ بِشرطِ ألَّا يُجبِرَ أحدًا على ركُوبِ البحرِ؛ بل يُخَيِّرُهُم، مَن أراد الغَزْوَ معه فعَل وإلَّا فَلَا، ففعَل ذلك، واسْتَعْمَل على البحرِ عبدَ الله بن قيسٍ الجاسيَّ، ثمَّ غَزَا قبرصَ وصالَح أهلَها على سبعةِ آلافِ دِينارٍ كلَّ سَنةٍ، وقد ساعَد في ذلك الغَزْوِ أهلُ مِصْرَ بإمْرَةِ ابنِ أبي السَّرْحِ، وكان مُعاويةُ على النَّاسِ جميعًا، وكان بين الغُزاةِ عددٌ مِن الصَّحابةِ ومِن بينهم أُمُّ حَرامٍ زَوجةُ عُبادةَ بن الصَّامِتِ التي تُوفِّيَت في قبرص ودُفِنَتْ فيها، وكان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم قد بَشَّرَها بأنَّها تكون ممَّن يَغزو البحرَ كالمُلُوكِ على الأَسِرَّةِ.

العام الهجري : 172 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 788
تفاصيل الحدث:

هو عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان، صاحِبُ الأندلس، سمِّيَ بالداخل؛ لأنَّه استطاع أن يهربَ مِن العباسيين رغمَ كُلِّ المحاولاتِ للإمساك به، واستطاع أن يدخُلَ الأندلسَ، وأن يكَوِّنَ فيها دولةً قَوِيَت يومًا بعد يوم، وقيل: كان عمره حينئذ عشرين سَنةً، وأما موتُه فكان بقرطبة، وصلَّى عليه ابنُه عبد الله، وكان عَهِدَ إلى ابنه هشام، وكان هشامٌ بمدينة ماردة واليًا عليها، وكان ابنُه سليمان بن عبد الرحمن، وهو الأكبَرُ، بطليطِلة واليًا عليها، فلم يحضُرا موت أبيهم، وحضَره عبد الله المعروفُ بالبلنسي، وأخذ البيعةَ لأخيه هشام، وكتب إليه بنعي أبيه ويهَنِّئُه بالإمارة، فسار هشامٌ إلى قرطبة. وكانت دولة عبد الرحمن ثلاثًا وثلاثين سنةً وأشهُر.

العام الهجري : 209 العام الميلادي : 824
تفاصيل الحدث:

أظهرَ نَصرُ بنُ سيَّار بن شبث العقيلي الخِلافَ على المأمون سنة 198ه، وكان يسكن كيسوم، ناحية شماليَّ حَلَب، وكان في عنُقِه بيعةٌ للأمين، وله فيه هوًى، فلمَّا قُتِلَ الأمينُ أظهر نصرٌ الغضَبَ لذلك، وتغلَّبَ على ما جاوره من البلاد، وملك سميساط، واجتمع عليه خلقٌ كثيرٌ مِن الأعراب، وأهلِ الطمع، وقَوِيَت نفسُه، وعبَرَ الفُرات إلى الجانب الشرقي، وحدَّثَته نفسُه بالتغلُّب عليه، فلما رأى الناسُ ذلك منه كثُرَت جموعه وزادت عما كانت، فقَوِيَ أمرُه كثيرًا، فحاصره عبد الله بن طاهر بكيسوم، وضيَّقَ عليه، حتى طلب الأمانَ، فكتب ابنُ طاهر إلى المأمون يُعلِمُه بذلك، فأرسل إليه أن يكتُبَ له أمانًا عن أمير المؤمنين، فكتب له كتابَ أمانٍ فنزل فأمر عبدُ الله بتخريبِ المدينة التي كان متحصِّنًا بها، وذهبَ شَرُّه.

العام الهجري : 252 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 866
تفاصيل الحدث:

هو المستعين بالله أبو العباس أحمد بن المعتصم بالله محمد بن الرشيد العباسي، ولد سنةَ إحدى وعشرين ومئتين, وأمُّه أمُّ ولد، اسمها مخارق, وكان رَبعةً، خفيف العارضينِ، وكان مليحًا أبيض، بوجهِه أثَرُ جُدريٍّ، وكان يلثغُ في السين نحو الثاء، بايعَ له الأتراكُ بالخلافة بعد المنتصر، فتسلَّطوا عليه وقهروه، فلم يكن له من الأمرِ شَيءٌ، فانتقل من سامرَّا إلى بغداد مُغضَبًا, جرت عدَّةُ وقائع بينه وبين أخيه المعتز، فلمَّا اشتد البلاءُ على الناس في بغداد  تخلَّى ابن طاهر عن المستعينِ، وكاتب المعتزَّ، ثم سعى في الصلح على خلعِ المستعين، فخلع نفسَه على شروطٍ مؤكَّدة في أول سنة 252ه، ثم أنفذوه إلى واسط، فاعتُقِلَ تسعةَ أشهر، ثمَّ أُحضِرَ إلى سامرَّا، فقتلوه بقادسيَّة سامرا, وكان مُسرِفًا في تبذير الخزائنِ والذَّخائر.

العام الهجري : 275 العام الميلادي : 888
تفاصيل الحدث:

بعد وفاة الأمير المنذر بويعَ بالإمارة بعده لأخيه عبد الله بن محمَّد بن عبد الرحمن بن الحكم، وأفضَتِ الإمارةُ إليه، وقد مَزَّقَها الشِّقاقُ، ونَقْض العهود, وحلَّ عُراها النِّفاق؛ والفِتنةُ مُستولِية، والقلوبُ مُختَلِفة، والباطِلُ قد أُعلِن، والشَّرُّ قد اشتَهَر؛ وقد تمالأ على أهلِ الإيمان حِزبُ الشيطان؛ وتألَّبَ على أهلِ الإسلامِ أهلُ الشِّركِ ومن ضاهاهم من أهلِ الفتنةِ، الذين جرَّدوا سيوفَهم على أهل الإسلام، فصار أهلُ الإسلامِ بين قتيلٍ ومَحروب ومحصورٍ، انقطَعَ الحرث، وكاد أن ينقَطِعَ النَّسلُ. فناضل الأميرُ بجُهده، وحمى بجِدِّه، وجاهد عدُوَّ اللهِ وعَدُوَّه. وانقطع الجهادُ إلى دار الحرب، وصارت بلادُ الإسلام بالأندلس هي الثَّغرَ المَخُوف؛ فكان قتالُ المنافقين وأشباهِهم أوكَدَ بالسُّنَّة، وألزمَ بالضَّرورة.

العام الهجري : 301 العام الميلادي : 913
تفاصيل الحدث:

استأذن الوزيرُ عليُّ بنُ عيسى الخليفةَ المُقتَدِر في مكاتبةِ رأسِ القرامطة أبي سعيدٍ الحسَنِ بن بهرام الجنابي فأذِنَ له، فكتب كتابًا طويلًا يدعوه فيه إلى السَّمع والطاعة، ويوبِّخُه على ما يتعاطاه مِن تَركِ الصَّلاة والزكاةِ وارتكاب المُنكَرات، وإنكارِهم على من يذكُرُ اللهَ ويُسَبِّحُه ويحمده، واستهزائِهم بالدين واسترقاقِهم الحرائرَ، ثمَّ توعَّده الحربَ وتهَدَّده بالقتل، فلما سار بالكتابِ نحوه قُتِلَ أبو سعيدٍ قبل أن يَصِلَه، قتَلَه بعضُ خَدَمِه، وعَهِدَ بالأمرِ مِن بعده لولِده سعيد، فلما قرأ سعيدٌ كتابَ الوزير أجابه بما حاصِلُه: إنَّ هذا الذي تنسُبُ إلينا ممَّا ذكرتم لم يَثبُت عندَكم إلَّا مِن طريقِ مَن يُشَنِّعُ علينا، وإذا كان الخليفةُ يَنسُبنا إلى الكُفرِ بالله، فكيف يدعونا إلى السَّمعِ والطاعة له؟

العام الهجري : 358 العام الميلادي : 968
تفاصيل الحدث:

لَمَّا استقَرَّ جوهر بمصر، وثبت قدَمُه، سيَّرَ جَعفرُ بنُ فلاح الكتامي إلى الشامِ في جمع كبيرٍ، فبلغ الرملة، وبها أبو محمَّد الحسن بن عبد الله بن طغج، فقاتله وجَرَت بينهما حروبٌ كان الظَّفَرُ فيها لجعفرِ بنِ فلاح، وأسَرَ ابنَ طغج وغيرَه من القوَّادِ فسَيَّرَهم إلى جوهر، وسيَّرَهم جوهر إلى المُعِزِّ بإفريقيَّة، ودخل ابنُ فلاح البلد عَنوةً، فقتَلَ كثيرًا من أهلِه، ثمَّ أمَّنَ مَن بَقِيَ، وجبى الخراجَ وسار إلى طبريَّة، فرأى ابنَ مُلهم قد أقام الدَّعوةَ للمُعِزِّ لدين الله، فسار عنها إلى دمشق، فقاتله أهلُها، فظَفِرَ بهم ومَلَك البلد، ونهب بعضَه وكَفَّ عن الباقي، وأقام الخُطبةَ للمُعِزِّ يوم الجمعة لأيَّامٍ خَلَت من المحَرَّم سنة تسعٍ وخمسين وقُطِعَت الخطبةُ العباسيَّة.