الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2032 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 329 العام الميلادي : 940
تفاصيل الحدث:

هو الفقيهُ العابِدُ أبو محمَّدِ الحسَنُ بن علي بن خلف البربهاري، شيخُ الحنابلة في عصره، كان كبيرَ القَدرِ مُعَظَّمًا مُهابًا، له صِيتٌ عند السلطان وجلالةٌ، شديدًا على المبتدعة, عارفًا بالمذهب أصولًا وفروعًا. كان له فضلٌ كبير بالدعوة إلى الرجوعِ إلى منهج السلف في العقيدةِ، وإنكار البِدَع والخرافات، وله مواقِفُ شديدة على أهل البِدَع والفِرَق وخاصَّةً الشِّيعة، قال أبو الحُسَين بن الفراء: "كان للبربهاريِّ مُجالدات ومقامات في الدين كبيرة، وكان المخالِفونَ يغيظون قَلبَ السلطانِ عليه". وفي سنة 321 أرادوا حبسَه، فاستتَرَ وقُبِضَ على جماعة من كبار أصحابه، وحُملوا إلى البصرة، فعاقب اللهُ الوزيرَ ابنَ مقلة فسَخِطَ عليه الخليفةُ وأحرق دارَه، ثم سُمِلَت عينا الخليفةِ في جمادى الآخرة سنة 322. وأعاد اللهُ البربهاري إلى حِشمتِه وزادت، وكثُرَ أصحابه، ثم لم تَزَل المبتَدِعة يُوحشوا قلب الراضي بالله عليه, وثارت بسبَبِ البربهاري الحنابلةُ في بغداد أكثَرَ من مرة، واشتَدَّ أمرُهم حتى هدَّدَهم الخليفة ونودي في بغدادَ أنْ لا يجتَمِع من أصحابِ البربهاري نفسان. وأمر بملاحقةِ البربهاري الذي اختفى عند أخت توزون أميرِ الأمراءِ شهرًا، ثم مَرِضَ عندها وتوفي ودفَنَتْه في بيتها، وله من العُمُر ستٌّ وتسعون عامًا. قال ابن بطة: "إذا رأيتَ الرجُلَ البغداديَّ يحِبُّ أبا الحسن بنَ بشَّار، وأبا محمد البربهاري، فاعلم أنَّه صاحِبُ سُنَّة"

العام الهجري : 338 العام الميلادي : 949
تفاصيل الحدث:

هو الخليفة أبو القاسمِ عبد الله المستكفي بالله بن المكتفي علي بن المعتضد العباسي. كان رَبْعَ القامةِ مليحًا، معتدِلَ البَدَن، أبيضَ بحُمرةٍ، خفيفَ العارضين. وأمُّه أمُّ ولد. بويع وقتَ خَلعِ المتقي لله عام 333. وله يومئذٍ إحدى وأربعون سنة، ولقب بالمستكفي بالله. قام ببيعته أميرُ الأمراء توزون، ولَمَّا أقبل أبو الحسن أحمدُ بنُ بويه على العراق استولى على الأهوازِ والبصرة وواسط، ثم بغداد, وفَرَّ منها أميرُ الأمراء في حينها ابن شيرزاد, وتولَّى ابن بويه منصِبَ أميرِ الأمراء, ولقَّبَه المستكفي بمعز الدولة، وأصبحَ المُعِزُّ الآمِرَ الناهيَ في بغداد، وبلغ الحالُ بضعف الخليفة أن قرَّرَ له مُعِزُّ الدولة في الشهر مائة وخمسون ألف درهم فقط, وفي عام 334 دخل على الخليفةِ المستكفي اثنان من الديلم، فطلبا منه الرزقَ، فمَدَّ يدَه للتقبيلِ، فجَبَذاه من سريرِ الخِلافةِ، وجَرَّاه بعمامته، ونُهِبَت داره، وساقاه ماشيًا إلى منزل معزِّ الدولة، الذي خَلع المستكفيَ وسملَ عينيه بمِكحلٍ محميٍّ. ثم بايع للفَضلِ بن المقتدر، ولَقَّبَه بالمطيع لله، واستقَلَّ بملك العراق معزُّ الدولة. وضعُفَ أمرُ الخلافةِ جِدًّا، وظهر الرَّفضُ والاعتزال ببني بُوَيه. فكانت خلافةُ المستكفي ستة عشر شهرًا، ثم عاش بعد العزلِ والكَحلِ ذليلًا مقهورًا مسجونًا أربعةَ أعوام إلى أن مات وله سِتٌّ وأربعون سنةً.

العام الهجري : 379 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 989
تفاصيل الحدث:

هو أبو بكرٍ مُحمَّدُ بنُ الحَسَن بن عبد الله بن مَذْحِج بنِ محمد بن عبد الله بن بشر الزبيدي الإشبيليُّ نَزيلُ قرطبة؛ كان واحِدَ عَصرِه في علم النحو وحِفظِ اللغة، وكان أخبَرَ أهلَ زمانِه بالإعراب والمعاني والنوادر، إلى علمِ السِّيَر والأخبار، ولم يكُنْ بالأندلس في فنه مثلُه في زمانه، وله كتُبٌ تدُلُّ على وفورِ عِلمِه؛ منها "مختصر كتاب العين" وكتاب "طبقات النحويين واللغويين بالمشرق والأندلس" و "لحن العامة" و "الواضح في العربية" و "الأبنية في النحو" ليس لأحد مثله. واختاره الحَكَمُ المنتصِرُ بالله صاحِبُ الأندلس لتأديب ولَدِه ووليِّ عَهدِه هِشام المؤيَّد بالله، فكان هو الذي عَلَّمَه الحسابَ والعربيَّة، ونفعه نفعًا كثيرًا، ونال أبو بكر الزبيديُّ منه دُنيا عريضةً، وتولَّى قضاء إشبيليَّة وخُطَّة الشرطة، وحَصَّل نعمةً ضَخمةً لَبِسَها بنوه من بعده زمانًا. وكان يستعظِمُ أدبَ المؤيَّد بالله أيَّامَ صِباه، ويصِفُ رجاحتَه وحِجاه، ويزعم أنَّه لم يجالِسْ قَطُّ من أبناء العُظَماءِ مِن أهل بيتِه وغيرِهم في مِثلِ سِنِّه أذكى منه ولا أحضَرَ يَقظةً وألطفَ حِسًّا وأرزَنَ حِلمًا. توفي يوم الخميس مُستهَلَّ جُمادى الآخرة بمسقَطِ رأسه إشبيليَّة، ودُفِنَ ذلك اليومَ بعد صلاة الظهر، وصلَّى عليه ابنه أحمد، وعاش ثلاثًا وستين سنة، رَحِمَه الله تعالى.

العام الهجري : 589 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1193
تفاصيل الحدث:

هو أتابك أبو المظفر عز الدين مسعود بن قطب الدين مودود بن زنكي بن آقسنقر التركي، صاحِبُ الموصل، وكان عزُّ الدين مُقَدَّم الجيوش في أيام أخيه سيف الدين غازي, وكان يزور الصالحينَ، وفيه حِلمٌ وحياءٌ ودينٌ وقيامُ ليل، وفيه عَدلٌ. ولما توفي أخوه سيف الدين استقَلَّ عز الدين بالمُلك من بعده، وعمل المصافَّ مع صلاح الدين على قرونِ حماة، فانكسر مسعودٌ سنة سبعين، ثم ورث حلب، أوصى له بها ابن عمه الصالح إسماعيل، فساق وطلع إلى القلعة، وتزوج بوالدة الصالح، فحاربه صلاحُ الدين، وحاصر الموصِلَ ثلاث مرات، ولَمَّا بلغ صلاح الدين أن مسعودًا راسل الفرنج يحثُّهم على حرب صلاح الدين، غضب وسار، فنازل حلب جمادى الأولى سنة ثمان، ثم ترحَّل بعد ثلاث، وجرت بينهما أمور، ثم تصالحا، وكان موتُهما متقاربًا, وتمكن حينئذ مسعود، واطمأن، إلى أن مات بعد صلاحِ الدين بأشهر بعلة الإسهالِ، فعاد إلى الموصل مريضًا، فبَقِيَ في مرضه إلى التاسع والعشرين من شعبان، فتوفي بالموصل، ودُفِنَ بالمدرسة التي أنشأها مقابِلَ دار الملكة، وقيل: إنه كان قد بقي ما يزيد على عشرة أيام لا يتكلم إلَّا بالشهادتين، وتلاوة القرآن، وإذا تكَلَّم بغيرها استغفَرَ الله، ثم عاد إلى ما كان عليه، فرُزِقَ خاتمة خَيِّرة، وقد خلَّفَه بعد موته أخوه نور الدين أرسلان شاه بن مسعود. مات عن ابنين: القاهر مسعود، والمنصور زنكي.

العام الهجري : 604 العام الميلادي : 1207
تفاصيل الحدث:

ملك الملك الأوحد نجم الدين أيوب بن الملك العادل أبي بكر ابن أيوب مدينةَ خلاط، وسبب ذلك أنَّه كان بمدينة ميافارقين مع أبيه، فلما كان من مُلك سيف الدين بلبان خلاط قصَدَ نجم الدين مدينة موش، وحصرها وأخذها، وأخذ معها ما يجاورها، وطَمِعَ في خلاط، فسار إليها فهزمه بلبان، فعاد إلى بلده وجمع وحشد، وسيَّرَ إليه أبوه جيشًا، فقصد خلاط، فسار إليه بلبان، فتصافَّا واقتتلا، فانهزم بلبان، وتمكن نجم الدين من البلاد وازداد منها، ودخل بلبان خلاط واعتصم بها، وأرسل رسولًا إلى مغيث الدين طغرل شاه بن قلج أرسلان، وهو صاحب أرزن الروم، يستنجده على نجم الدين، فحضر بنفسه ومعه عسكره، فاجتمعا وهَزَما نجم الدين، وحصرا موش، فأشرف الحصن على أن يُملَك، فغدر ابن قلج أرسلان بلبان وقتَلَه طمعًا في البلاد، فلما قتله سار إلى خلاط، فمنعه أهلُها عنها، فسار إلى ملازكرد، فردَّه أهلها أيضًا، وامتنعوا عليه، فلما لم يجِدْ في شيء من البلاد مطمعًا عاد إلى بلده، فأرسل أهل خلاط إلى نجم الدين يستدعونَه إليهم ليُمَلِّكوه، فحضر عندهم، وملك خلاط وأعمالَها سوى اليسير منها، وكره الملوك المجاورون له ملكَه لها؛ خوفًا من أبيه، وكذلك أيضًا خافه الكرج وكرهوه، فتابعوا الغارات على أعمال خلاط وبلادها، ونجم الدين مقيمٌ بخلاط لا يقدِرُ على مفارقتِها.

العام الهجري : 697 العام الميلادي : 1297
تفاصيل الحدث:

شرفُ الدين أبو عبد الله محمَّدُ بن سعيد بن حماد الصنهاجي البوصيري المصري، وبوصيرُ هي بين الفيوم وبني سويف بمصرَ، وُلِدَ البوصيري ببني سويف في مصرَ سنة 608 من أسرةٍ ترجع أصولُها إلى قبيلةِ صِنهاجةَ التي كانت تسكُنُ شَمالَ أفريقية, فهو شاعِرٌ صنهاجي له شعرٌ غايةٌ في الحسن واللطافة عذب الألفاظ منسجم التركيب. تنقَّل بين القدس والمدينة ومكَّة، ثم عاد إلى مصر وعَمِلَ كاتبًا في الدولةِ ثم أصبح يعلِّمُ الصبيانَ القرآن، وكان صوفيًّا على الطريقة الشاذليَّة، اشتهر بقصيدته المشهورة بالبُردة، واسمها (الكواكِبُ الدُّرِّيَّة في مدح خير البَريَّة)، ويقال إنَّ سَبَبَ نَظمِها أنَّه مَرِضَ مَرَضًا شديدًا فرأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم في منامه فشكا له مرضَه فألقى عليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم البُردةَ، فقام من نومِه وقد شُفِيَ، فعَمِلَ القصيدة، ولكنَّ هذه القصيدة فيها كثيرٌ مِن الأبيات المخالِفةِ للعقيدةِ الصحيحةِ وغُلوٌّ في الثناءِ النَّبَويِّ حتى وصف النبيَّ صلى الله عليه وسلم ببعضِ أوصاف الربوبيَّة! وقد صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم ما رواه الإمامُ البخاريُّ في صحيحِه: عن ابنِ عَبَّاسٍ سَمِعَ عُمَرَ رضي الله عنه يقولُ على المنبر: سمعتُ النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم يقولُ: ((لا تُطرُوني، كما أطرَتِ النصارى ابنَ مريمَ؛ فإنَّما أنا عبدُه، فقولوا عبدُ اللهِ ورَسولُه)).

العام الهجري : 748 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1347
تفاصيل الحدث:

لَمَّا كَثُرَ قَتلُ السلطانِ المظَفَّر حاجي للأمراءِ، أثار حفيظةَ نائِبِ السلطان بالشَّامِ مَلِكِ الأمراء يلبغا اليحياوي عليه، فعَمِلَ على مراسلةِ نائب صفد ونائبِ حماة على أن يتَّفِقوا على قتل السُّلطانِ المظَفَّر كما قَتَل الأمراء؛ حيث زاد شَرُّه وكَثُر الفسادُ، فوافقه نائِبُ حماة في الظاهر، وأوصل الخبَرَ إلى مصر، فسَيَّرَ السلطان جيشًا مع بعض الأمراءِ للقَبضِ على يلبغا وتوليةِ غَيرِه إمرةَ دِمشق، فعَلِمَ بذلك يلبغا فهرب هو وبعضُ مماليكه حتى وصل إلى حماة فاستقبَلَه نائِبُها على أنَّه معه، ولكِنَّه قبض عليه وسجَنَه عنده، ثمَّ في يوم الجمعة العاشر من جمادى الآخر قتَلَه نائبُ حماة وجهَّزَ رأسَه وأرسَلَه إلى القاهرة للسُّلطانِ المظَفَّر حاجي، وقيل: قُتِلَ يلبغا فيما بين قاقون وغبرة، وكذلك قُتِلَ بغبرة الأمراءُ الثلاثة الذين خرجوا من مِصرَ وحاكمُ الوزير ابن سرد ابن البغدادي، والدوادار طغيتمر وبيدمر البدري، أحد المقَدَّمين، كان قد نَقَم عليه السلطان ممالأةَ يلبغا، ثم أُخِذَت رؤوسهم إلى السلطان، وقَدِمَ أميران من الديار المصرية بالحوطة على حواصل يلبغا وطواشي من بيت المملكة، فتسَلَّم مصاغًا وجواهر نفيسة جدًّا، ورسم ببيع أملاكِه وما كان وقَفَه على الجامِعِ الذي كان قد شرع بعمارته بسوق الخيلِ، ثم طُلِبَ بقيَّةُ أصحابه من حماة فحُمِلوا إلى الديار المصرية وعَدِمَ خَبَرُهم، فلا يُدرى على أيِّ صفة هلكوا, وأصبح نائبًا عن السلطان في دمشقَ الأميرُ سيف الدين أرغون شاه.

العام الهجري : 824 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1421
تفاصيل الحدث:

كانت حربٌ بمدينة فاس من بلاد المغرب بين أبي زيان محمد بن أبي طريق بن أبي عنان, وقد قام بأمر الحرب الشيخ يعقوب الحلفاوي الثائر على الوزير الحاجب عبد العزيز اللباني لقتله السلطان أبا سعيد عثمان بن أبي العباس أحمد وثلاثة عشر أميرًا من إخوته وأولاده وبني إخوته, وكان اللباني قد استنصر بالشاوية، وبعث إليهم بمال كبير، فأتوه، فلم يطق الحلفاوي مقاومتهم، فأُدخل اللباني مدينة فاس بجموعه، وألويته منشورة على رأسه، وأنزله دار الحرة آمنة بنت السلطان أبي العباس أحمد، فرحل الشاوية عن المدينة، ثم قُبِضَ على اللباني، وأُسلِمَ إلى الحلفاوي، فدخل السلطان أبو زيان فاس الجديد في ربيع الآخر، وبعث بالسلطان أبي عبد الله محمد بن أبي سعيد إلى الأندلس، فما كان سوى شهر حتى ثار بنو مرين على أبي زيان، وحصروه، وطلبوا الوزير أبا البقاء صالح بن صالح أن يحمل أبا عبد الله محمد المتوكل ابن السلطان أبي سعيد، فقدم الوزير به، واستمرت الحرب أربعة أشهر إلى أن فر أبو زيان ووزيره فارح، وأخذ بنو مرين البلد الجديد، وطلبوا من ابن الأحمر أن يبعث بالسلطان الكبير أبي عبد الله محمد المستنصر بن أبي سالم إبراهيم بن أبي الحسن، فبعثه إليهم، فملكوه وأطاعوه.

العام الهجري : 908 العام الميلادي : 1502
تفاصيل الحدث:

قام في ينبع الأمير دراج- جد الأشراف ذوي هجار القاطنين بينبع النخل- بدور نبيل في حفظ مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم من عبث أميرِها حسن بن الزبير الذي تهجم على مخزون الحجرة الشريفة، ودخل المدينة في ربيع الأول سنة 901 وسيطر على الأوضاع بالمدينة، واطمأن الناس بوصوله إليها. إلا أن هذا الأمير دراج توفي سنة 902، وتنازع أبناؤه على إمرة ينبع، فبرز منافس قوي من الأشراف لأبناء دراج على الإمارة فتح بابًا لصراع سياسي وعسكري فترة من الزمن، هو يحيى بن سبع، وبالرغم من توليه الإمارة في جمادى الآخرة سنة 903 إلا أن ذلك لم يصدر من السلطان المملوكي إنما من أمير مكة، فحمل هذا الأمير الينبعي على المماليك، ودخل معهم في صراع مسلح مستعينًا بقبائل ينبع وما جاورها في قطع طريق قوافل أمراء حج المماليك. ودخل في حلبة هذا الصراع سنة 908 أمير مكي خارج على إخوته هو أحمد بن محمد بن بركات المعروف بالجازاني، وعاشت الحجاز فترة من الصراع الحامي حتى هُزِم ابن سبع سنة 912, وتواصلت الصراعات في مكة وما حولها بسبب الجازاني وابن سبع في هذا العام وما بعده، ونالت جُدَّة منها نصيبًا، فما إن يخرج أمير من مكة حتى يهاجم جُدَّة ليسيطر على تجارتها ويجبي مكوسها ويموِّل عسكره ورجاله استمرارًا للصراع المسلح, وقُتل الجازاني سنة 909 في شهر رجب وهو يطوف بالبيت العتيقِ.

العام الهجري : 1153 العام الميلادي : 1740
تفاصيل الحدث:

كان الشيخ عبد الوهاب بن سليمان والد الشيخ محمد بن عبد الوهاب قد انتقل إلى حريملاء وتولى القضاء فيها, فلما قَدِم الشيخ من رحلاته العلمية على والدِه في حريملاء أخذ يقرأُ عليه, ويُنكِرُ ما يفعلُه الجهَّال من البدع والشرك في الأقوال والأفعال، وكثُرَ منه الإنكار لذلك ولجميع المحظورات، حتى وقع بينه وبين أبيه كلام، وكذلك وقع بينه وبين الناس في البلد, فأقام على ذلك مدة سنين، حتى توفي والده في هذه السنة، فأعلن بالدعوة والإنكار، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وتبعه أناسٌ مِن أهل حريملاء ومالوا معه واشتهر بذلك، وكان رؤساء أهل بلد حريملاء قبيلتين وقع بينهما خلاف ولم يكن للبلد رئيس يزع الجميع إليه. وكان في البلد عبيدٌ لإحدى القبلتين، كثيرٌ تعدِّيهم وفسقهم, فأراد الشيخ أن يُمنَعوا عن الفساد, فهمَّ العبيد أن يفتكوا بالشيخ ويقتلوه بالليل سرًّا. فلما تسوَّروا عليه الجدار عَلِم بهم أناس فصاحوا بهم فهربوا. فانتقل الشيخ بعدها إلى العُيينة, ورئيسُها يومئذ عثمان بن حمد بن معمر،  فتلقاه بالقبول وأكرمه, وتزوج الشيخُ فيها من عمة ابن معمر: الجوهرة بنت عبد الله بن معمر, ثم عرض الشيخُ على ابن معمر ما قام به ودعا إليه، وقال له: إني أرجو إنْ أنت قمتَ بنصر لا إله إلا الله أن يُظهِرَك الله وتَملِكَ نجدًا وأعرابها, فساعده عثمان على ذلك.

العام الهجري : 1172 العام الميلادي : 1758
تفاصيل الحدث:

عزم الحاكِمُ الخالدي عريعر بن دجين وحلفاؤه الهجومَ على الدرعية والقضاء على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب التي كانت تحت حمايةِ محمد بن سعود أميرِ الدرعية. فأمر الشيخُ والأمير جميعَ أتباعِهم في بلدان نجدٍ بالاستعداد والتحصُّن، وبنى عبد العزيز بن محمد على الدرعية سورينِ عليهما البروج, فلمَّا بدأ عريعر بالخروجِ ومعه أهل الأحساءِ وبنو خالد وأهل سدير والوشم والرياض والخرج، ويعاوِنُهم في ذلك كلُّ من ناصب الدَّعوةَ أو دولةَ الدرعية العداءَ، فأناخ أهلُ الوشم وسدير والمحمل ورئيسُهم ابن عدوان على حريملاء، وأخذوا يقاتلون أهلها ثلاثة أيام، فقُتِل منهم رجال ولم ينالوا أيَّ نصر, فرحلوا عنها وطلبوا من عريعر أن يمدَّهم بجيوش من عنده فأمَدَّهم بآل عبيد الله من بني خالد وبفريقٍ من عنزة ورئيسهم ابن هذال، فأناخوا جميعًا على حريملاء مرة أخرى وأحاطوا بها ودخَلَها منهم ثلاثُ فِرَقٍ، فخرج إليهم أهل البلد وقاتلوهم وطردوهم مهزومين، وقتلوا منهم عشرة رجالٍ، وأصابوا كثيرين بجراحٍ، ولحقوهم بعد هذا النصر إلى حيث كانوا مُنيخين، فلما رأوهم مُقبلين عليهم ولَّوا على الأعقاب مُدبرين إلى أن وصلوا إلى عريعر بن دجين وجماعته, ثم هجموا جميعًا على الجبيلة فجاء المددُ من الدرعية للجبيلة، وأحاطوا بالمتحالفين حتى ألجؤوهم إلى الفرار بعد أن قتلوا منهم 60 رجلًا، بينما قُتل من أهل الجبيلة والمدد 10 رجال فقط.

العام الهجري : 1181 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1767
تفاصيل الحدث:

هو الشيخُ محمد بن سالم الحفناوي الشافعي الخلوتي الصوفي, شيخُ الأزهر, وهو شَريفٌ حُسيني من جهة أم أبيه، وهي السيدة ترك ابنة السيد سالم بن محمد بن علي بن عبد الكريم بن السيد برطع, وينتهي نسَبُه إلى الإمام الحسين رضي الله عنه، وكان والده مستوفيًا عند بعض الأمراء بمصر، وكان غايةً من العفاف، ولِدَ على رأس المائة بعد الألف ببلده حفنا بالقصر, وهي قريةٌ من أعمال بلبيس، وبها نشأ، والنسبةُ إليها حفناوي، وغلبت عليه النسبة حتى صار لا يُذكَرُ إلا بها، وقرأ بها القرآن إلى سورة الشعراء، ثم حجزه أبوه بإشارة الشيخ عبد الرؤوف البشبيشي وعمره أربع عشرة سنة بالقاهرة، فأكمل حفظ القرآن، ثم اشتغل بحفظ المتون، فحفظ ألفية ابن مالك، والسلم، والجوهرة، والرَّحَبية، وغير ذلك. وأخذ العلم عن علماء عصره، واجتهد ولازم دروسهم حتى تمهَّر، وأقرأ ودرَّس وأفاد في حياة أشياخه وأجازوه بالإفتاء والتدريس، فأقرأ الكتب الدقيقة كالأُشموني، وجمْع الجوامع، والمنهج، ومختصر السعد، وغير ذلك من كتب الفقه والمنطق والأصول والحديث, وأصبح شيخًا للطريقة الخلوتية يقصده المريدين, كما تولى مشيخةَ الأزهر عشر سنوات. توفي يوم السبت الموافق 27 من ربيع الأول عام 1181هـ، عن عمر يناهز الثمانين عامًا، ودُفن في اليوم التالي بعد الصلاةِ عليه في الجامع الأزهر في مشهد حافل.

العام الهجري : 1264 العام الميلادي : 1847
تفاصيل الحدث:

الأميرُ خالد بن سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود أميرٌ مِن آل سعود، وهو مِن أمٍّ حبشية. نشأ بمصرَ بعد حرب إبراهيم باشا للدرعية,  ولما قَوِيَ أمر الإمام فيصل بن تركي في الديار النجدية أرسل محمد علي باشا خالدًا مع قوة عسكرية يقودُها إسماعيل بك سنة 1252 هـ لقتال فيصل بن تركي، فنشبت بينهما معاركُ انتهت باستسلام فيصل لخورشيد باشا في رمضان 1255 1838 م ووجَّهه خورشيد إلى مصر، ومعه ولداه عبد الله ومحمد وأخوه جلوي بن تركي. وتولى خالدٌ الإمارة، فسيَّرَ حملة بقيادة سعد بن مطلق إلى الأراضي المجاورة لنجد، وخضعت له عددٌ من بلدان نجد عدا الخرج وبلدة الحلوة، رفض أهلها الخضوع له؛ لعِلمِهم أن حُكمَه صوريٌّ والحكم الحقيقي لمحمد علي باشا. كتب خالدُ بن سعود إلى إمام مسقط سعيد بن سلطان يطالِبُه بالجزية التي كان يؤدِّيها من قبل لأجداده آل سعود. ومال خالدُ بن سعود إلى اللَّهوِ، فنفر منه أصحابُه، وثار عليه عبد الله بن ثنيان بن إبراهيم بن ثنيان ابن سعود، فرحل خالد إلى الأحساء، فلما دخل ابن ثنيان الرياضَ واجتمع عليه أهلُ نجد مضى خالد بن سعود إلى الدمَّام ثم الكويت، ومنها إلى مكة. وتوفي بجُدة محمومًا.

العام الهجري : 1377 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1958
تفاصيل الحدث:

هو نوري بن سعيد بن صالح ابن الملا طه، من عشيرة القره غولي البغدادية رئيس حكومة العراق. سياسيٌّ عَسكريُّ المنشأ، فيه دهاء وعنف. ولدَ ببغداد سنة 1306هـ / 1888م، وتعلَّم في مدارسها العسكرية. وتخرَّج بالمدرسة الحربية في الأستانة (1906) ودخل مدرسة أركان الحرب فيها عام 1911م، وحضر حرب البلقان 1912 – 1913م، وشارك في اعتناق "الفكرة العربية" أيام ظهورها في العاصمة العثمانية. فكان من أعضاء جمعية العهد السرية. وقامت الثورة في الحجاز 1916م ولحِقَ بها، فكان من قادةِ جيش الشريف فيصل بن الحسين في زحفه إلى سورية. ودخل قبله دمشق. وآمن بسياسة الإنجليز. فكان المؤيِّدَ لها في البلاط الفيصلي بسورية ثم في العراق، ومجاهرًا بذلك إلى آخر حياته. تولى رئاسة الوزارة العراقية مراتٍ كثيرةً في أيام فيصل وابنه غازي وحفيده فيصل بن غازي، وائتلف مع عبد الإله بن علي: الوصي على عرش العراق في أيام فيصل الثاني. وقامت الثورة في بغداد 14 يوليو 1958م، فكان فيصل وعبد الإله من قتلاها. واختفى نوري يومًا أو يومين، ثم خرج في زيِّ امرأة، فعرفه بعضُ أهل بغداد، فقتلوه، وقيل إنه انتحر عندما اكتشفوه, وله آثارٌ كتابية مطبوعة، منها: أحاديث في الاجتماعات الصحفية، واستقلال العرب ووحدتهم، ومحاضرات عن الحركات العسكرية للجيش العربيِّ في الحجاز وسورية.

العام الهجري : 1380 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1961
تفاصيل الحدث:

هو محمَّدُ الخامس بن يوسف بن الحسن بن محمد بن عبد الرحمن الحسني العلويّ، أبو الحسن المنصور باللَّه: ملك المغرب، ورمزُ نهضته الحديثة. وُلِدَ بفاس سنة 1329هـ وتعَلَّم بها وبالرباط، وكان بفاس يوم بُويِعَ له بعد وفاة والده سنة 1346ه 1927م، فانتقل إلى الرباط عاصمة المغرب في عهد أبيه. وكان الاحتلالُ الفرنسي المعبَّرُ عنه بالحماية هو المرجِعَ الأعلى في سياسة البلاد وإدارتها، وليس للملك الذي كان يُدعى بالسلطان ولا للقصر الملكي الذي يُسمَّى المخزَن إلَّا المظهرُ الديني في مواسِمِ الأعياد الإسلامية، ووَضْع الطابع الشريف -أي: الخاتم- على الأحكام الشرعية، وشؤون الأوقاف، أُعلِنَ استقلال المغرب يوم 3 مارس 1956 وزار أسبانيا فاتَّفَق مع حكومتِها على أن تعترف باستقلال المغرب ووَحدةِ ترابه، وأدخل المغربَ في الأُمَم المتحدة. وربَطَ بلادَه بعلاقات سياسية واقتصادية مع أكثر دول العالم. وكان يدورُ في سياسته حول دول الغرب (أمريكا ومن معها) فمَدَّت إليه الدول الاشتراكية يَدَها، فتعاون معها متحفِّظًا بحُسنِ صِلاتِه بالأولى. وكان لمدينة طنجة نظامٌ دولي يَفصِلُها عن المغرب، فألغى ذلك النِّظامَ وأدخل بلادَه في جامعة الدول العربية، ولَمَّا مَرِضَ الملك محمد الخامس سافر إلى سويسرا للعلاج، وعَيَّن ابنَه الحسن وليًّا للعهد، ثم توفي في 11 رمضان 1380هـ، فتسَلَّم المُلْكَ بعده ابنُه الحسن الثاني بعد خمسة أيام من وفاته.