الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 1185 ). زمن البحث بالثانية ( 0.004 )

العام الهجري : 386 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 996
تفاصيل الحدث:

هو المنصورُ بنُ يوسُفَ بلكين أميرُ إفريقيَّة، كان مَلِكًا شجاعًا، عادِلًا حازِمًا. توفِّيَ خارج صبرة، ودُفِنَ بقَصرِه. وَلِيَ بَعدَه ابنُه باديس، ويكَنَّى بأبي مناد، فلما استقَرَّ في الأمر سار إلى سردانية، وأتاه النَّاسُ مِن كُلِّ ناحية للتَّعزيةِ والتهنئة، وأراد بنو زيري أعمامُ أبيه أن يخالِفوا عليه، فمنَعَهم أصحابُ أبيه وأصحابُه, وأتته الخِلَعُ والعَهدُ بالولايةِ مِن العزيزِ حاكِمِ مِصرَ العُبَيديِّ، فقُرِئَ العَهدُ، وبايع للعزيزِ هو وجماعةُ بني عَمِّه والأعيانُ مِن القُوَّاد.

العام الهجري : 662 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1264
تفاصيل الحدث:

الشيخ الصالحُ محمد بن منصور بن يحيى الشيخ أبي القاسم القباري الإسكندراني كان مقيمًا بغيط له يقتاتُ منه ويعمَلُ فيه ويبذره، ويتورَّعُ جدًّا ويُطعِمُ الناس من ثماره. توفي في سادس شعبان بالإسكندرية وله خمس وسبعون سنة، وكان يأمرُ بالمعروف وينهى عن المنكر ويردَعُ الولاة عن الظلمِ فيَسمَعون منه ويطيعونَه لزهده، وإذا جاء الناسُ إلى زيارته إنما يكَلِّمُهم من طاقة المنزل وهم راضونَ منه بذلك، ولما توفي ترك من الأثاث ما يساوي خمسين درهمًا فبيع بمبلغ عشرين ألفًا.

العام الهجري : 1232 العام الميلادي : 1816
تفاصيل الحدث:

تولَّى داود باشا العثماني الولايةَ على بغداد، وكان معروفًا بقوته، فرفض ما وصل إليه المقيمُ البريطاني جيمس من المكانة؛ حيث كان الرجُلَ الثاني في صلاحياتِه بعد الوالي فأعلن: "أنَّ حكومة بغداد لا تعترف بأيةِ حقوق أوربية"، ومِمَّا قام به بناءُ جامع الحيدر خانة، وجامِعِ الأزبك، والمدرسة الداودية, فلم يَرُق للبريطانيين ولا للصفويين هذه القوَّة التي يتمتَّع بها داود باشا، فبدؤوا بالضغط على السلطةِ المركزية في استانبول؛ مِمَّا أضعف داود باشا ليعودَ النفوذُ البريطاني كما كان، بل تمكَّنوا من إسقاطه ليزدادَ بذلك نفوذُهم.

العام الهجري : 1406 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1986
تفاصيل الحدث:

عُقِد في طرابلس المؤتمرُ الثاني لِمُناهضةِ الإمبرياليَّة والصُّهيونيَّة والعُنصرية والفاشية في الفترة من 15 وحتى 29 مارس، وضمَّ المؤتمرُ وفودًا تُمثِّل هُنود أمريكا الشماليَّة، والأقليَّة الزنجيَّة المسلمة في الولايات المُتَّحِدة، والمليشياتِ المعارضةَ للتنظيم والحُكم في أمريكا اللاتينيَّةِ، ومُمثِّلينَ للحَرَكاتِ الكُردية الانفصاليَّةِ، ومُسلمي الفلبين، وحركاتِ الاستقلال في المُستَعمَراتِ الفرنسية. وقرَّرَ المؤتمرُ تشكيلَ قُوَّة مُحاربةٍ مقرُّها ليبيا لنشر الثَّورة في جميع أنحاء العالَمِ، كما وصَفَ المؤتمرُ القذافيَّ بأنه زعيمُ الثَّورة العالميَّةِ.

العام الهجري : 232 العام الميلادي : 846
تفاصيل الحدث:

في حوالَيْ عامِ 232هـ ومع ضَعفِ الحُكام العباسيِّينَ بدأت تظهرُ أطماعُ بعضِ الوُلاةِ المحلِّيينَ في كَوْكبانَ وعلى رأسِهم يَعفُرُ بنُ عبدِ الرحمنِ الحَوَاليُّ. ومع أواخِرِ القرنِ التاسعِ الميلاديِّ، أصبحت اليَمنُ قاعدةَ عملياتٍ لحركةِ الشِّيعةِ الفاطميِّينَ. وقد عهِدَ يَعفُرُ بالسُّلطةِ لابنِه محمدٍ الذي فضَّلَ أن تكونَ مِن صَنعاءَ، ثم عهِدَ محمدُ بنُ يَعفُرَ بالسُّلطةِ بعدَ ذلك لابنِه إبراهيمَ، الذي اختَلَف مع أبيه على أسلوبِ الحُكم، وانتهي الأمرُ بقتلِ أبيه عامَ 892م/269هـ. تَبِعَ ذلك فوضى وتمَرُّدٌ بينَ القبائلِ وأهالي القُرى بَينَ السُّنِّيِّينَ والشِّيعةِ، وعَمَّ التَّوتُّرُ شوارعَ صَنعاءَ حتى أرسلَ الخليفةُ العباسيُّ في بغدادَ آنذاكَ، علِيَّ بنَ الحُسَينِ إلى اليَمنِ لِيقضيَ على الفِتنةِ ويَضعَ نهايةً لِلتَّمرُّدِ.
بعدَ استِدعاءِ ابنِ الحُسَينِ إلى بَغدادَ عامَ 895م/282هـ. اهتزَّتِ الأمورُ في صَنعاءَ، وحينَئِذٍ ظهرَ أوَّلُ إمامٍ زَيديٍّ ليتوَلَّى زِمامَ الأمرِ، وهو الإمامُ الهادي إلى الحقِّ يحيى بنُ الحُسَينِ، ولكنَّه لم يَستطِعْ أن يحُدَّ مِنَ الصِّراعاتِ، فعادَ بنو يَعفُرَ إلى الحُكمِ، ومع وفاةِ آخِرِ حُكَّامِهم عبدِ اللهِ بنِ قَحطانَ، انتهى حُكمُهم، وظلَّتِ البِلادُ في حالةِ فوضى سياسيةٍ إلى أن جاء إلى الحُكمِ سُلالةٌ أُخرى حاكمةٌ، وهم بَنو الصُّليحيِّ عامَ 1047م/439هـ.

العام الهجري : 918 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1512
تفاصيل الحدث:

بعد أن وزَّعَ السلطان بايزيد الثاني الولايات على أولاده حاول سليم أن يعلِنَ نفسه سلطانًا فحاربه أبوه، ثم عفا عنه، ثم في 18 صفر من هذه السنة ترك السلطان بايزيد حكمَ الدولة لابنه سليم الأول، وذلك بدعم من الجيش الانكشاري الذي سار به إلى استانبول، وكان الانكشارية ينظرون إليه على أنه الأمل المرتجى في بعثِ النشاطِ الحربيِّ للدولة العثمانية بصورة أوسع، ودفْع حركة الفتوحات إلى الأمام؛ ولذلك بادر الجيش إلى معارضة والده وتولية ابنه سليم مكانَه، فوافق واستقال من السلطنة معلنًا ابنه سليمًا الأول سلطانًا على الدولة العثمانية.

العام الهجري : 1394 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1974
تفاصيل الحدث:

أُلغي حظرُ تصدير النفطِ إلى الولايات المتحدة في 18 آذار (مارس). وقد ساعد إلغاءُ الحظرِ على حدوث بعض الانفراجِ في العلاقات السعودية الأمريكية؛ مما أتاح الفرصةَ للتوصلِ إلى اتفاقية ثُنائيةٍ حولَ التعاون الاقتصاديِّ والفني عقَدها البلَدانِ في 8 حزيران (يونيو) 1974. وبعد مرور فترة قصيرةٍ وُقِّعَت اتفاقيةٌ حول تصديرِ معدَّاتٍ عسكرية أمريكية إلى السعودية، وتدريب الحرس الوطني السعوديِّ على يد مُدرِّبين أمريكان، وفي 9 حزيران (يونيو) 1974م أُعلن عن توقيع اتفاقية حول نقلِ60% من أسهم شركة أرامكو للسعودية.

العام الهجري : 1440 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 2019
تفاصيل الحدث:

أعلنَ الرئيسُ الأمريكيُّ دونالد ترامب عنِ اعتِرافِ الولاياتِ المتَّحدةِ بسِيادةِ إسرائيلَ على الجولانِ، وأنَّ هضْبةَ الجولانِ السُّوريةَ المحتلَّةَ جزءٌ من دولةِ إسرائيلَ، وذلك بعدَ زيارةِ رئيسِ الوزراءِ الإسرائيليِّ بِنْيامين نتنياهو إلى واشنطن.
ولا تزالُ إسرائيلُ تبسُطُ سيطرَتَها على ثُلَثيْ هضْبةِ الجولانِ السوريَّةِ الواقعةِ جنوبَ غَربِ البلادِ ضِمنَ محافظةِ القُنيْطرةِ، وتَعتبِرُ الأممُ المتَّحِدةُ الجولانَ "أرضًا سوريَّةً محتلَّة" وتُطالبُ الاحتِلالَ الإسرائيليَّ بالانسِحابِ منها بموجِبِ قرارِ مجلسِ الأمنِ التابعِ للأُممِ المتَّحدةِ رقْم (242)

العام الهجري : 1442 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 2021
تفاصيل الحدث:

وُلِدَ الدكتور أحمد زكي يماني في مكَّة المكرَّمة عام 1349هـ الموافق1930م، وحصل على بكالوريوس الحقوق من جامعة القاهرة في عام 1371هـ الموافق 1952م، وأكمل الدِّراساتِ العُليا في جامعتي نيويورك وهارفارد بالولاياتِ المتَّحِدة الأمريكيَّةِ.
وفي عام 1382هـ الموافق 1962م، عُيِّن وزيرًا للبترول في المملكة العربية السُّعوديةِ، واستمرَّ في منصبه قرابة 24 عامًا، وكان ممثِّلَ المملكةِ في منظَّمة الدُّوَلِ المصَدِّرة للنِّفطِ (أوبك).
توفي رحمه الله يوم الثلاثاء، في لندن عن عُمرٍ ناهز 90 عامًا، ودُفِنَ في مقابِرِ المُعَلَّاة بمكَّة.

العام الهجري : 85 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 704
تفاصيل الحدث:

أراد عبدُ الملك بن مَرْوان أن يَخْلَع أخاه عبدَ العزيز مِن وِلايَة العَهْد ويُبايِع لابنِه الوَليد بن عبدِ الملك، فنَهاهُ عن ذلك قَبِيصَةُ بن ذُؤَيْب وقال: لا تَفعَل؛ فإنَّك تَبْعَث على نَفْسِك صَوتَ عَارٍ، ولَعَلَّ الموتَ يأتيه فتَسْتَريح منه. فَكَفَّ عنه ونَفْسُه تُنازِعُه إلى خَلْعِه. فدَخَل عليه رَوْحُ بن زِنْباع، وكان أَجَلَّ النَّاس عند عبدِ الملك، فقال: يا أميرَ المؤمنين، لو خَلعتَه ما انْتَطَح فيه عَنْزان، وأنا أوَّلُ مَن يُجيبُك إلى ذلك. قال: نُصْبِح إن شاء الله. ونام رَوْحٌ عند عبدِ الملك، فدَخَل عليهما قَبيصةُ بن ذُؤَيب وهُما نائِمان، وكان عبدُ الملك قد تَقَدَّم إلى حُجَّابِه أن لا يَحْجِبوا قَبيصةَ عنه، وكان إليه الخاتَم والسِّكَّة، تَأتيهِ الأخبارُ والكُتُبُ قبلَ عبدِ الملك، فلمَّا دَخَل سَلَّم عليه، قال: آجَرَك الله في أَخيك عبدِ العزيز. قال: وهل تُوفِّي؟ قال: نعم. فاسْتَرْجَع عبدُ الملك، ثمَّ أقْبَل على رَوْح، فقال: كَفانا الله ما كُنَّا نُريد، وكان ذلك مُخالِفًا لك يا قَبيصة. فقال قَبيصةُ: يا أميرَ المؤمنين، إنَّ الرَّأْي كُلَّه في الأَناةِ، فقال عبدُ الملك: ورُبَّما كان في العَجَلة خَيْرٌ كَثيرٌ، رَأيتَ أَمْرَ عَمرِو بن سَعيد، ألم تكُن العَجَلَةُ فيه خيرًا مِن الأَناةِ؟ وكانت وَفاةُ عبدِ العزيز في جُمادَى الأُولى في مِصْرَ، فضَمَّ عبدُ الملك عَمَلَه إلى ابنه عبدِ الله بن عبدِ الملك ووَلَّاه مِصْرَ. فلمَّا مات عبدُ العزيز قال أهلُ الشَّام: رُدَّ على أَميرِ المؤمنين أَمْرُهُ. فلمَّا أَتَى خَبَرُ مَوْتِه إلى عبدِ الملك أَمَر النَّاسَ بالبَيْعَة لابْنَيْهِ الوَليد وسُليمان، فبايَعوا، وكَتَبَ بالبَيْعَة لهما إلى البُلْدان.

العام الهجري : 26 العام الميلادي : 646
تفاصيل الحدث:

كان سعدُ بن أبي وقَّاص أميرًا على الكوفةِ بعدَ أن عُزِلَ عنها المُغيرةُ بن شُعبةَ، ثمَّ عَزَلَ عُثمانُ سعدًا عن الكوفةِ، ووَلَّاها الوَليدَ بن عُقبةَ، وكان سببُ عَزْلِ سعدٍ أنَّه اقْتَرَض مِن ابنِ مَسعودٍ مالًا مِن بيتِ المالِ، فلمَّا تَقاضاهُ به ابنُ مَسعودٍ ولم يَتَيَسَّرْ قَضاؤهُ تَقاوَلا، وجَرَتْ بينهما خُصومةٌ شديدةٌ، فغَضِبَ عليهما عُثمانُ فعَزَلَ سعدًا واسْتعمَل الوَليدَ بن عُقبةَ، وكان عاملًا لِعُمَرَ على عَرَبِ الجَزيرةِ، فلمَّا قَدِمَها أَقبلَ عليه أَهلُها فأَقامَ بها خمسَ سنين وليس على دارهِ بابٌ، وكان فيه رِفْقٌ بِرَعِيَّتِهِ.

العام الهجري : 1201 العام الميلادي : 1786
تفاصيل الحدث:

بدأت المصالحُ الإنجليزية في الملايو من الناحية التجارية، وكان سلطان صولو قد أعطى الإنجليزَ منطقةً في شمالي جزيرة بورنيو (أندونيسيا) لتقيمَ عليها تجارتَها، فعملت الشركة البريطانية المعروفة بشركة الهند الشرقية البريطانية لإقامةِ قاعدةٍ لها في الملايو، وتمكَّنت من ذلك بسهولة, واشترت ميناء سنغافورة أيضًا، ثم أخذ الاستعمارُ البريطاني بالتوسُّعِ منذ عام 1291هـ في الملايو، وتكرَّس على شكلِ معاهداتٍ مع سلاطينِ الولايات، حتى أصبحت تستطيعُ أن تجمَعَ الإماراتِ وتقَسِّمَها كما تشاء. توطَّدَ استعمار البريطانيين على جزيرة الملايو كافة عام 1306هـ، وهكذا خضعت ماليزيا للاستعمار البريطاني، وكان لضَعفِ سلاطينها أكبَرُ الأثرِ في ذلك.

العام الهجري : 1267 العام الميلادي : 1850
تفاصيل الحدث:

كان أحمدُ السديري وبنوه من أحسَنِ الناس سيرةً وأصفاهم سريرةً وألينِهم طبيعةً، ولهم في الولاياتِ فنونٌ رفيعة وسيعة؛ فلذلك استعمل الإمامُ أحمدَ أميرًا في عمان، وابنَه تركيًا أميرًا في الأحساء ونواحيه، وابنَه محمدًا أميرًا في سدير وبلدانه، وعبدَ المحسن ابنه أيضًا أميرًا في بلدهم الغاط، فلو نظرتَ إلى أصغرِهم لقلتَ هذا بالأدبِ قد أحاط، وإن نظرتَ إلى الأكبر لرأيتَ فوق ما يُذكَر، لم يكُنْ في عصرِهم مثلُهم للمُطيع الصاحِبِ، ولا أشدُّ منهم على العدو المحاربِ، فهم عيبة نصحٍ للإمام وفظًّا غليظًا على محاربيه، يبادرون لطاعته ويقدمونها على ما لهم من الذِّمام.

العام الهجري : 1415 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1994
تفاصيل الحدث:

يُطلَق اسمُ معاهدة وادي عربة على معاهدة السلام الأُردُنِّيَّة الإسرائيلية نسبةً إلى المنطقة الأُردُنِّيَّة التي تمَّ توقيعُ المعاهَدة عليها.
- وقَّع عن الجانب الأُردُنِّيِّ: عبد السلام المجالي رئيس الوزراء الأُردُنِّيُّ، وعن الجانب الإسرائيلي: إسحاق رابين رئيسُ الوزراء الإسرائيلي.
- الشاهدُ على التوقيعِ: بيل كلينتون رئيس الولايات المتحدة الأميركية.
- تاريخُ التوقيعِ: 26 أكتوبر/ تشرين الأول 1994م.
- مكانُ التوقيعِ: وادي عربة على الحدود الأُردُنِّيَّة-الإسرائيلية.
- أهمُّ بنودِ المعاهَدة: إقامةُ السلام بينَ المملكة الأُردُنِّيَّة الهاشميَّة، ودولة إسرائيلَ اعتبارًا من تاريخ تبادُل وثائق التصديق على المعاهَدة.

العام الهجري : 647 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1250
تفاصيل الحدث:

هو الصاحِبُ الكبير، ملك الأمراءِ، فَخرُ الدين يوسف بن شيخ الشيوخ بن حمويه. مولده: بدمشق، سنة582. كان فاضلًا صدرًا مُعظمًّا عاقِلًا شُجاعًا جَوادًا دَيِّنًا مَهيبًا وقورًا خَليقًا للإمارةِ والملك، كانت الأمراءُ تعَظِّمُه جدًّا، ولو دعاهم إلى مبايعتِه بعد الصالحِ لما اختُلِفَ عليه اثنان، ولكنه كان لا يرى ذلك حمايةً لجانب بني أيوب، غَضِبَ عليه السلطان نجم الدين سنة أربعين وسجنَه ثلاث سنين، وقاسى شدائدَ، ثم أنعم عليه، وولَّاه نيابةَ المملكة، ولما توفي السلطان ندب الأمراء والقادة فخرَ الدين إلى السلطنة، فامتنع، ولو أجاب لتمَّ له. نهض بأعباء الأمر بعدَ وفاة الملك الصالح وأحسَنَ، وأنفق في الجند مائتي ألف دينار، وأبطَلَ بعضَ المكوس، وركب بالشاويشية، وبعث فارس الدين أقطاي  إلى حصنِ كيفا لإحضارِ ولد الملك الصالح, المعظَّم توران شاه، فأقدمه، ولقد هم توران شاه بإمساكِه لَمَّا بلغه مِن تمكُّنِه فصادر مماليكَه وبعضَ أملاكه. خرج فخر الدين لقتال الفرنجِ وزَحفهم على الجيش، فتقهقر الجيشُ وانهزموا، فقتَلَتْه الداوية من الفرنج شهيدًا في ذي القعدة، ثم نَهَبت أمواله وحواصِلَه وخُيوله، وخَرَّبت داره ولم يتركوا شيئًا من الأفعال الشنيعة البَشِعة إلَّا صنعوه به، مع أن الذين تعاطوا ذلك من الأمراء كانوا معظِّمينَ له غايةَ التعظيم. وحُمِل فدفن بالقاهرة.