الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3793 ). زمن البحث بالثانية ( 0.004 )

العام الهجري : 726 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1326
تفاصيل الحدث:

جمالُ الدين أبو منصور حسن بن يوسف بن مُطَهَّر الحلي العراقي الشيعي المعتزلي، شيخُ الروافض بتلك النواحي وفقيهُهم، وله التصانيفُ الكثيرة، يقال تزيدُ على مائة وعشرين مجلدًا، وعِدَّتُها خمسةٌ وخمسون مصنَّفًا، في الفقه والنحو والأصول والفلسفة والرفض، وغير ذلك من كبارٍ وصغار، وله كتابُ منهاج الاستقامة في إثبات الإمامة، خبط فيه في المعقول والمنقول، ولم يدرِ كيف يتوجه، إذ خرج عن الاستقامةِ، وقد انتدب في الرَّدِّ عليه الشيخ الإمام العلامة شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس ابنُ تيمية في كتابه منهاج السنَّة، أتى فيها بما يُبهِرُ العقول من الأشياء المليحة الحسنة، وكان شيخُ الإسلام يسمِّيه ابن المُنَجَّس, وله كتابُ تبصرة المتعلمين في أحكام الدين، وله قواعد الأحكام في معرفة الحلال والحرام، وتهذيب طريق الوصول إلى علم الأصول، وإرشاد الأذهان إلى أحكام القرآن، وتحرير الأحكام الشرعية على مذهب الإمامية، وله خلاصة الأقوال في الرجال، وكشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين، وغيرها من الكتب في علم الكلام والعقائد، وُلِدَ ابن المطَهَّر الذي لم تُطهَّر خلائقُه ولم يتطَهَّر من دَنَسِ الرفض ليلة الجمعة سابع عشرين رمضان سنة 648، وتوفي ليلة الجمعة عشرين محرم من هذه السنة، وكان اشتغالُه ببغداد وغيرها من البلاد، واشتغل على نصير الطوسي، وعلى غيره، ولَمَّا تَرَفَّض الملك خربندا حَظِيَ عنده ابن المطَهَّر وساد جدًّا وأقطعه بلادًا كثيرة.

العام الهجري : 270 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 883
تفاصيل الحدث:

لَمَّا قُتِلَ الذين كانوا يمُدُّون الزنجَ بالميرة، وقُطِعَت تلك الإمدادات واشتَدَّ الحصار على الزنج، ولَمَّا فرغ الموفَّقُ من شأن مدينة صاحبِ الزنج، وهي المختارة، واحتاز ما كان بها من الأموالِ وقَتَل من كان بها من الرجال، وسَبى من وجد فيها من النِّساء والأطفال، وهرب صاحِبُ الزنج عن حومةِ الحرب والجِلاد، وسار إلى بعضِ البلاد طريدًا شريدًا بشَرِّ حال؛ عاد الموفَّق إلى مدينتِه المُوفَّقيَّة مُؤيَّدًا منصورًا، وقَدِمَ عليه لؤلؤة غلام أحمد بن طولون مُنابذًا لسيِّده سميعًا مطيعًا للمُوَفِّق، وكان ورودُه عليه في ثالث المحرم من هذه السنة، فأكرمه وعَظَّمه وأعطاه وخَلَع عليه وأحسَنَ إليه، وبعثه طليعةً بين يديه لقتالِ صاحب الزنج، وركِبَ الموفَّق في الجيوش الكثيفة الهائلة وراءه، فقصدوا الخبيث وقد تحصَّنَ ببلدة أخرى، فلم يزل به محاصِرًا له حتى أخرجه منها ذليلًا، واستحوذ على ما كان بها من الأموالِ والمغانم، ثمَّ بعث السرايا والجيوشَ وراء حاجِبِ صاحب الزنج، فأسروا عامَّة من كان معه من خاصَّته وجماعتِه، منهم سليمان بن جامع، فاستبشر الناسُ بأسره وكبَّرُوا الله وحَمِدوه؛ فرحًا بالنصر والفتح، وحمل الموفَّقُ بمن معه حملةً واحدة على أصحابِ الخبيث فاستحَرَّ فيهم القتل، وما انجلت الحربُ حتى جاء البشيرُ بقتل صاحب الزنج في المعركةِ، وأُتي برأسِه مع غلامِ لؤلؤة الطولوني، فلما تحقَّق الموفَّق أنَّه رأسُه بعد شهادة الأمراء الذين كانوا معه من أصحابِه بذلك، خَرَّ ساجدًا لله، ثم انكفأ راجعًا إلى الموفَّقيَّة، ورأسُ الخبيثِ يُحمَلُ بين يديه، وسليمانُ معه أسير، فدخل البلدَ وهو كذلك، وكان يومًا مشهودًا، وفرح المسلمون بذلك في المغارب والمشارق، ثم جيء بأنكلاني ولد صاحب الزنج، وأبان بن علي المهلبي مُسَعِّر حربِهم مأسورينِ، ومعهم قريبٌ من خمسة آلاف أسير، فتم السرورُ وهرب قرطاس الذي رمى الموفَّق بصدره بذلك السَّهم إلى رامهرمز، فأُخِذَ وبُعِثَ به إلى الموفَّق فقتله أبو العباس أحمد بن الموفَّق، واستتاب مَن بقي من أصحابِ صاحب الزنج وأمَّنَهم الموفَّق، ونادى في الناس بالأمان، وأن يرجِعَ كُلُّ من كان أُخرِجَ من دياره بسبَبِ الزنج إلى أوطانِهم وبلدانهم، ثم سار إلى بغداد وقَدَّمَ ولده أبا العباس بين يديه، ومعه رأسُ الخبيث يُحمَلُ لِيَراه الناس، فدخلها لثنتي عشرة ليلةً بقيت من جمادي الأولى من هذه السنة، وكان يومًا مشهودًا، وانتهت أيامُ صاحب الزنج المُدَّعي الكذَّاب- قبَّحه الله- واسمُه محمد بن علي، وقد كان ظهورُه في يوم الأربعاء لأربعٍ بَقِين من رمضان سنة خمس وخمسين ومائتين، وكان هلاكُه يوم السبت لليلتين خلتا من صفر سنة سبعين ومائتين، وكانت دولته أربع عشرة سنة وأربعة أشهر وستة أيام، ولله الحمدُ والمنَّة، وقد قيل في انقضاء دولة الزنجِ وما كان من النصرِ عليهم أشعارٌ كثيرة.

العام الهجري : 238 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 852
تفاصيل الحدث:

حاصَرَ بغا مدينة تفليس، وعلى مقَدِّمته زيرك التركي، فخرج إليه صاحبُ تفليس إسحاقُ بنُ إسماعيل فقاتله، فأُسِرَ إسحاق، فأمر بغا بضَربِ عُنُقِه وصَلبِه، وأمَرَ بإلقاء النارِ في النفطِ إلى نحو المدينة، وكان أكثَرُ بنائها من خشَبِ الصَّنَوبر، فأَحرَقَ أكثَرَها، وأحرقَ من أهلِها نحوًا من خمسين ألف إنسان، وخَمِدَت النار بعد يومينِ; لأنَّ نارَ الصنوبر لا بقاء لها، ودخل الجندُ فأسَروا من بقي من أهلِها، واستَلَبُوهم حتى استَلَبوا الموتى. ثمَّ سار بغا إلى مدنٍ أخرى ممَّن كان يمالئُ أهلُها مع من قَتَل نائبَ أرمينية يوسُفَ بن محمد بن يوسف؛ أخذًا بثأره، وعقوبةً لِمَن تجرَّأ عليه.

العام الهجري : 290 العام الميلادي : 902
تفاصيل الحدث:

هو أبو العبَّاس عبدالله بنُ إبراهيمَ بنِ أحمد بن الأغلب، الأميرُ الأغلبيُّ أميرُ تونُسَ والقيروان الحادي عشر من أمراء الدولةِ الأغلبيَّة، كان عاقلًا حكيمًا شجاعًا، قَرَّب إليه العلماءَ واستعان بهم على تطبيق العدلِ بين الناس، وسار بهم سيرةً حَسنةً، ولكِنَّ أمرَ الحُكمِ بدأ يضطرِبُ ويضعُفُ في أيَّامِه، وكان قد سجَنَ ابنًا له هو زيادة الله، سجنَه بسبب انحرافِه في الشهواتِ، وقيل: بل لأنَّه كان يتآمَرُ على والده، ثم وهو في السجنِ تآمر مع بعضِ الخدَمِ لقَتلِ أبيه، فقتل هؤلاءِ الخدَمُ الأميرَ عبدَالله وهو على سريرِه، فكانت مدة إمارته سنة وخمسون يومًا، فتولى ابنُه زيادةُ الله الإمارةَ من بعده.

العام الهجري : 223 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 838
تفاصيل الحدث:

 هو أبو محمَّد زيادةُ الله بن إبراهيم بن الأغلب أو زيادةُ الله الأوَّل، أميرُ إفريقيَّة، وكان أفصَحَ أهلِ بَيتِه لسانًا وأكثَرَهم أدبًا، وكان يقولُ الشعر، ويرعى الشعراءَ، كانت ولايته من قِبَل المأمون سنة 201هـ، فطالت أيَّامُه واستقام الأمر, وبنى زيادةُ الله في أيَّامِه سُورَ القيروان ودار سوسة وقنطرة باب الربيع، وحِصنَ الرباط بسوسة، وجامعَ القيروان بعد هَدمِه، وأنفق عليه سِتَّة وثمانين ألف دينار، وفتح جزيرةَ صقلِّيَّة على يد قاضيه أسَدِ بن الفرات. كان عمُرُه يوم مات إحدى وخمسين سنة وتسعة أشهر وثمانية أيام، وكانت إمارتُه إحدى وعشرين سنة وسبعة أشهر، وولِيَ بعده أخوه أبو عقالٍ الأغلبُ بنُ إبراهيم بن الأغلب.

العام الهجري : 984 العام الميلادي : 1576
تفاصيل الحدث:

هو الشاه طهماسب بن إسماعيل الصفوي. تولَّى السلطة على الصفويين بعد أبيه، وهو الابن الأكبر لإسماعيل شاه، ثم ثار عليه أخوه إخلاص ميرزا مدَّعيًا حقه في العرش، فتمكن من أسْرِه وقتْلِه، ثم توفِّيَ طهماسب في هذه السنة مسمومًا بعد أن دام في الملك أربعة وخمسين عامًا، فخلفه ابنُه إسماعيل الثاني الذي كان محبوسًا منذ عام 965 بسبب استقلاله العسكري؛ مما أثار شكوك أبيه وخوفه من الثوران عليه وإطاحته من المُلك، فلما مات أبوه أُخرِجَ من السجن واعتلى عرشَ إيران.

العام الهجري : 1099 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1687
تفاصيل الحدث:

لما تتالت الهزائم على العثمانيين وحدثت الفوضى بسبب ذلك، اتفق العلماء والوزير على عزل السلطان محمد الرابع بن إبراهيم الأول، فتم ذلك في هذا العام بعد أن أمضى في الحكم أربعين سنة وخمسة أشهر، أعاد خلال مدة حكمه هيبة الدولة وقوتها، كما أعاد عمليات الفتح في أوربا، وتولى قيادة جيوش الدولة, ويعتبر هو آخر القادة الفاتحين في التاريخ الإسلامي، وتمت تولية أخيه سليمان الثاني في الثاني من محرم الذي كان يزيد عمره على أربع وأربعين عامًا.

العام الهجري : 433 العام الميلادي : 1041
تفاصيل الحدث:

ملَكَ طغرلبك السلجوقي جرجان وطبرستان، وسبَبُ ذلك أنَّ أنوشروان ابنَ منوجهر بن قابوس بن وشمكير صاحبها، قبض على أبي كاليجار بن ويهان القوهي، صاحِبِ جيشِه، وزَوجِ أمِّه بمساعدةِ أمِّه عليه، فعَلِمَ حينئذ طغرلبك أنَّ البلادَ لا مانع له عنها، فسار إليها، وقصَدَ جرجان ومعه مرداويج بن بسو، فلمَّا نازلها فتح له المقيمُ بها، فدخلها وقرَّرَ على أهلِها مِئَة ألف دينار صُلحًا، وسَلَّمَها إلى مرداويج بن بسو، وقرَّرَ عليه خمسين ألف دينار كل سنةٍ عن جميعِ الأعمال، وعاد إلى نيسابور، وقصَدَ مرداويج أنوشروان بسارية، وكان بها، فاصطَلَحا على أنْ ضَمِنَ أنوشروان له ثلاثينَ ألف دينار، وأُقيمَت الخُطبةُ لطغرلبك في البلادِ كلِّها، وتزوَّج مرداويج بوالدة أنوشروان، وبقي أنوشروان يتصَرَّف بأمرِ مرداويج لا يخالِفُه في شيءٍ البتَّة.

العام الهجري : 308 العام الميلادي : 920
تفاصيل الحدث:

غلت الأسعارُ ببغداد فاضطربت العامَّةُ وقصدوا دار حامِدِ بنِ العباس, الذي جلسَ في منصب الوَزارة أيامًا، فظهر منه سوءُ تدبيرٍ وقِلَّةُ خِبرةٍ بأعباء الوَزارةِ, والذي ضَمِنَ لأهل بغداد خراجَ أصبهان والسَّواد،  ومع ذلك غَلَت الأسعار، وعَدا العامةُ في ذلك اليوم- وكان يوم الجمعة- على الخطيبِ، فمنعوه الخُطبةَ، وكسروا المنابِرَ وقتلوا الشُّرطة وحَرَّقوا جسورًا كثيرة، فأمر الخليفةُ بقتال العامَّةِ ثم نقَض الضَّمانَ الذي كان حامِدُ بن العباس ضَمِنَه، فانحطَّت الأسعارُ، وبيع الكر – وهو حبل من ليف يُصْعَدُ به إِلَى النَّخلة - بناقصِ خمسة دنانير، فطابت أنفُسُ النَّاسِ بذلك وسَكَنوا.

العام الهجري : 694 العام الميلادي : 1294
تفاصيل الحدث:

هو المَلِكُ المظَفَّر شمس الدين أبي المظفَّر يوسف بن الملك المنصور نور الدين عمر بن علي بن رسول التركماني صاحِبُ اليمن المظفَّر صاحب اليمن. قُتِلَ أبوه وعمره ستٌّ وأربعون سنة، فقام هو بالأمر من بعده. توفِّيَ المظفَّر في شهر رمضان وكانت مُدَّةُ حُكمِه نحوَ خمسٍ وأربعين سنةً، وكانت سيرتُه جيدة، وملك بعده ابنُه الملك الأشرف ممهد الدين عمر، فنازعه أخوه المَلِك المؤيد هزبر الدين داود وجمع لقتاله، وحاصر عدن ثلاثةَ عشَرَ يومًا وملَكَها وأخذ الأموالَ بغير حق، وسار يريد تعز، فبعث إليه الأشرف جيشًا قاتله وأسَرَه وحمله إليه، فاعتَقَله.

العام الهجري : 1202 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1788
تفاصيل الحدث:

هو الشَّريفُ سرورُ بنُ مساعد بن سعيد بن سعد بن زيد بن محسن بن حسين بن حسن بن أبي نُمي، الذي طار صيتُه في الآفاقِ وبلغ من المجدِ والسعيِ في أعمال الخيرِ وتأمين السُّبُل ما لم يبلُغْ إليه أحدٌ من آبائه، ولقد كانت أحاديثُ الوافدين للحجِّ إلى بيت الله الحرام تخبِرُ عنه بأخبار تسُرُّ القلوبَ وتشَنِّف الأسماعَ وترَوِّح الطباعَ، وكان عظيمَ السَّطوة شديدَ الصَّولة قامعًا للفساد راعيًا لمصالح العباد، كثيرَ الغزو لمَرَدة الأعراب الذين يتخطَّفون الناس في الطرقات، وتوفي في يوم 18 ربيع الثاني، وعمره 35 سنة، ومدَّة ولايته 15 سنة وخمسة أشهر وثمانية أيَّام، وصُلِّي عليه عند الكعبة ودُفن بالمعلَّاة. وقام مقامَه بعد وفاته أخوه عبد المعين، ثمَّ رغِبَ عن الأمرِ لأخيه غالب بعد أيامٍ يسيرةٍ مِن ولايته.

العام الهجري : 373 العام الميلادي : 983
تفاصيل الحدث:

قال أبو حيَّان التوحيديُّ: " سألني وزيرُ صمصام الدَّولة بن عضُدِ الدولة عن زيد بن رفاعة في حدود سنة 373 قال: لا أزالُ أسمَعُ مِن زيد بن رفاعة قولًا يَريبُني، ومذهبًا لا عهد لي به، وقد بلغني أنَّك تغشاه وتجلِسُ إليه وتُكثِرُ عنده. ومن طالت عشرتُه لإنسانٍ أمكَنَ اطِّلاعُه على مستكنِّ رأيه. فقلت: أيُّها الوزيرُ، عنده ذكاءٌ غالِبٌ، وذهن وقَّاد. قال: فعلى هذا ما مذهَبُه؟ قلت: لا يُنسَبُ إلى شيءٍ، لكنه قد أقام بالبصرةِ زمانًا طويلًا وصادف بها جماعةً لأصنافِ العِلمِ، فصَحِبَهم وخَدَمهم، وكانت هذه العُصابةُ قد تألَّفَت بالعِشرة وتصافَتْ بالصَداقةِ، واجتمعت على القُدسِ والطَّهارة والنصيحةِ، فوضعوا بينهم مذهبًا زعموا أنَّهم قرَّبوا به الطريقَ إلى الفوز برضوانِ الله، وذلك أنهم قالوا: إنَّ الشريعةَ قد تدنَّسَت بالجَهالاتِ واختَلَطت بالضَّلالاتِ، ولا سبيل إلى غَسلِها وتطهيرِها إلَّا بالفَلسفةِ!!! وزَعموا أنَّه متى انتظَمَت الفلسفةُ اليونانيَّة والشَّريعة العربية فقد حصل الكَمالُ، وصنفوا خمسين رسالة في خمسينَ نَوعًا من الحكمة، ومقالةً حاديةً وخمسين جامعةً لأنواعِ المقالات على طريقِ الاختصارِ والإيجازِ، وسمَّوها "رسائل إخوان الصَّفا" وكتَموا فيها أسماءَهم وبثُّوها في الورَّاقينَ ووَهبوها للنَّاسِ، وحَشَوا هذه الرسائلَ بالكَلِمات الدينيَّة، والأمثال الشرعيَّة، والحروف المجتَمِعة، والطُّرُق الممَوَّهة، وهي مبثوثةٌ مِن كُلِّ فنٍّ بلا إشباعٍ ولا كفايةٍ، وفيها خرافات وكنايات، وتلفيقات وتلزيقات، فتَعِبوا وما أغْنَوا، وغَنَّوا وما أطرَبُوا، ونسَجُوا فهَلْهَلوا، ومَشَطوا ففَلْفَلوا!! وبالجملة فهي مقالاتٌ مُشوِّقاتٌ غيرُ مستقصاةٍ، ولا ظاهرة الأدلة والاحتجاج". ولما كتم مصنِّفو رسائل إخوان الصفا أسماءَهم، اختلف النَّاسُ في الذي وضعها، ولا تزال مصدرَ خِلافٍ بين عُلَماءِ الإسلام والتساؤل حولَ الانتماء المذهبيِّ للجماعة؛ فالبعض اعتبَرَهم من أتباع المدرسة المعتزِليَّة، والبعض الآخر اعتبرهم من نِتاجِ المدرسةِ الباطنيَّة، وذهب البعض الآخر إلى وصْفِهم بالإلحادِ والزندقة. قال الذهبي عنها: "حُبِّبَ إلى أبي حامدٍ الغزالي إدمانُ النَّظرِ في كتابِ "رسائل إخوان الصفا" وهو داءٌ عُضالٌ، وجَرَبٌ مُرْدٍ، وسمٌّ قتَّالٌ، ولولا أنَّ أبا حامد من كبارِ الأذكياء، وخِيارِ المُخلِصين، لتَلِفَ؛ فالحَذارِ الحَذارِ مِن هذه الكتبِ، واهربوا بدينِكم من شُبَهِ الأوائلِ، وإلَّا وقَعْتُم في الحَيرةِ، فمن رام النَّجاةَ والفوزَ فلْيَلزم العبوديَّة، ولْيُدمِن الاستغاثةَ باللهِ، ولْيَبتَهِلْ إلى مولاه في الثَّباتِ على الإسلامِ، وأن يُتوفَّى على إيمانِ الصَّحابةِ, وسادةِ التابعين، واللهُ المُوَفِّق، فبُحسنِ قَصدِ العالِمِ يُغفَرُ له وينجو، إن شاء اللهُ".

العام الهجري : 742 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1341
تفاصيل الحدث:

لَمَّا تَسلطَنَ المَلِكُ المنصور أبو بكر، أصبح همُّه ملذَّات نفسِه، فأصبح هذا شيئًا شائعًا عنه يعرِفُه القاصي والداني، حتى أصبح معروفًا بالشرب وجَلْب المغنيات إلى قَصرِه، حتى قال الأميرُ قوصون الناصري: أهكذا يكون أمرُ سُلطان المسلمين؟! أهكذا كان أبوه يفعَلُ؟! وكانت هذه الكَلِمةُ منه سببًا في الوحشة التي حَصَلت بعد ذلك، ثمَّ لَمَّا استفحل هذا الأمرُ مِن السلطان، قرَّر الأمراءُ خَلْعَه وإخراجَه وإخوتِه من القلعة، فتوجَّه برسبغا في جماعةٍ إلى القلعة، وأخرج المنصورَ وإخوته، وهو سابِعُ سَبعةٍ، ومع كل منهم مملوكٌ صغيرٌ وخادِمٌ وفَرَسٌ وبقجة قماش، وأركبهم برسبغا إلى شاطئ النيل، وأنزلهم في الحراقة، وسافر بهم جركتمر بن بهادر إلى قوص، واتَّفَق الأمراء على إقامة كجك بن محمد بن قلاوون، فكانت مدةُ سلطنة المنصور أبي بكر تسعة وخمسين يومًا، ومن حين قلَّدَه الخليفةُ أربعين يومًا، ومن الاتِّفاق العجيب أنَّ المَلِكَ الناصِرَ أخرج الخليفةَ أبا الربيع سليمان وأولاده إلى قوص مُرَسَّمًا عليهم، فقُوصِصَ بمثلِ ذلك!! وأخرج الله أولادَه مُرَسَّمًا عليهم إلى قوص على يد أقرَبِ الناس إليه، وهو قوصون مملوكِه وثِقَتِه ووصِيِّه على أولاده، ثمَّ في يوم الاثنين حادي عشر صفر أقيم المَلِكُ الأشرف علاء الدين كجك بن الناصر محمد بن قلاوون سُلطانًا، ولم يَكمُلْ له من العمر خمس سنين، وقيل: كان عمره دون سبع سنين، ولَمَّا تم أمرُه في السلطنة جلس الأمراء وتشاوروا فيمن يُقيموه في نيابةِ السَّلطنةِ فرُشِّحَ الأمير أيدغمش أمير آخور، فامتنعَ أيدغمش من ذلك، فوقع الاتفاقُ على الأمير قوصون الناصري، فأجاب وشَرَط على الأمراء أن يقيمَ على حاله في الأشرفيَّة من القلعة ولا يخرُج منها إلى دار النيابةِ خارِجَ باب القلة من القلعة، فأجابه الأمراءُ إلى ذلك، فاستقَرَّ من يومه في النيابة، وتصَرَّف في أمورِ الدولة.

العام الهجري : 833 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1429
تفاصيل الحدث:

في ثامن عشر محرم بعث صاحب تونس وإفريقية وتلمسان أبو فارس عبد العزيز ملك الحفصيين أسطولًا فيه مائتا فرس، وخمسة عشر ألف مقاتل من العسكرية والمطوعة؛ لأخذ جزيرة صقلية، فنازلوا مدينة مارز حتى أخذوها عنوة، ومضوا إلى مدينة مالطة، وحصروها حتى لم يبق إلا أخذها، فانهزم من جملتِهم أحد الأمراء من العلوج، فانهزم المسلمون لهزيمته، فركب الفرنج أقفيتهم، فاستُشهِد منهم في الهزيمة خمسون رجلًا من الأعيان، ثم إنهم ثبتوا وقبضوا على العلج الذي كادهم بهزيمتِه، وبعثوا به إلى أبي فارس، فأمدَّهم بجيوش كثيرة.

العام الهجري : 358 العام الميلادي : 968
تفاصيل الحدث:

لَمَّا استقَرَّ جوهر بمصر، وثبت قدَمُه، سيَّرَ جَعفرُ بنُ فلاح الكتامي إلى الشامِ في جمع كبيرٍ، فبلغ الرملة، وبها أبو محمَّد الحسن بن عبد الله بن طغج، فقاتله وجَرَت بينهما حروبٌ كان الظَّفَرُ فيها لجعفرِ بنِ فلاح، وأسَرَ ابنَ طغج وغيرَه من القوَّادِ فسَيَّرَهم إلى جوهر، وسيَّرَهم جوهر إلى المُعِزِّ بإفريقيَّة، ودخل ابنُ فلاح البلد عَنوةً، فقتَلَ كثيرًا من أهلِه، ثمَّ أمَّنَ مَن بَقِيَ، وجبى الخراجَ وسار إلى طبريَّة، فرأى ابنَ مُلهم قد أقام الدَّعوةَ للمُعِزِّ لدين الله، فسار عنها إلى دمشق، فقاتله أهلُها، فظَفِرَ بهم ومَلَك البلد، ونهب بعضَه وكَفَّ عن الباقي، وأقام الخُطبةَ للمُعِزِّ يوم الجمعة لأيَّامٍ خَلَت من المحَرَّم سنة تسعٍ وخمسين وقُطِعَت الخطبةُ العباسيَّة.