الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2458 ). زمن البحث بالثانية ( 0.005 )

العام الهجري : 9 العام الميلادي : 630
تفاصيل الحدث:


كان الحَجُّ مَعروفًا قبلَ البعثة، فإبراهيمُ أَذَّنَ في النَّاسِ بالحَجِّ، وحَجَّ موسى وغيرُه مِنَ الأنبياءِ، وبَقِيَ الحَجُّ مَعروفًا ولكن بَدَّلَ فيه المُشركون ما بَدَّلوا، وأَوَّلُ مَن بَدَّلَ عَمرُو بنُ لُحَيٍّ، ثمَّ فرَض الله تعالى الحَجَّ على المسلمين لِمَن اسْتَطاع إليه سَبيلًا، {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97]، وبَيَّن الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم مَناسِكَهُ بِتَمامِها في حَجَّةِ الوَداعِ في سَنَةِ 10هـ، واخْتُلِف في أيِّ عامٍ فُرِضَ الحَجُّ، قِيلَ: فُرِضَ في سَنَةِ سِتٍّ. وقِيلَ: سَنَةَ سبعٍ. وقِيلَ: سَنَةَ ثَمانٍ. وقِيلَ غيرَ ذلك.

العام الهجري : 57 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 677
تفاصيل الحدث:

هي ابنةُ سَيِّدِ بَنِي المُصْطَلِق مِن خُزاعَة، وقَعَت في السَّبْي بعدَ غَزوةِ المُصطَلِق فوقَعَت في سَهْمِ ثابتِ بن قيسٍ، فكاتَبَتْ نَفْسَها ثمَّ أَتَت النَّبِيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم تَستَعينُه فعَرَضَ عليها أن يُؤَدِّيَ عنها ويَتَزوَّجها فقَبِلَت، وكانت قبلَ ذلك -يعني قبلَ السَّبْي- تحت صَفوان بن مالكٍ وقد قُتِلَ فيمَن قُتِلَ في الغَزوةِ، ثمَّ لمَّا تَزوَّجها النَّبِيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أَطْلَقَ المسلمون أَسْراهُم مِن بَنِي المُصطلِق بسبَبِها إكرامًا لها حتَّى لا يكونَ أخوالُ المؤمنين سَبايا تحتهم، فكانت مِن أَعظمِ النِّساءِ بَركةً على قَومِها، كانت كثيرةَ التَّعَبُّدِ والذِّكْرِ، توفِّيت بالمدينةِ زمنَ مُعاوِيَة.

العام الهجري : 139 العام الميلادي : 756
تفاصيل الحدث:

غزا العبَّاسُ بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الصائفةَ مع صالحِ بنِ علي وعيسى بن علي، وبنوا ما أخربه الرومُ مِن ملطية، ثم غزَوا الصائفةَ من درب الحدثِ، فتوغلوا في أرض الروم، وغزا مع صالحٍ أختاه أم عيسى ولبابة بنتا علي، وكانتا نذَرَتا إن زال مُلكُ بني أميَّة أن تجاهِدا في سبيل الله، وغزا من درب ملطية جعفرُ بن حنظلة المرهاني، وفي هذه السَّنة كان الفداءُ بين المنصور وملك الروم، فاستفدى المنصورُ أسرى قاليقلا وغيرَهم من الروم، وبناها وعمَرها، وردَّ إليها وندب إليها جندًا من أهلِ الجزيرة وغيرهم، فأقاموا بها وحَمَوها

العام الهجري : 290 العام الميلادي : 902
تفاصيل الحدث:

هو أبو العبَّاس عبدالله بنُ إبراهيمَ بنِ أحمد بن الأغلب، الأميرُ الأغلبيُّ أميرُ تونُسَ والقيروان الحادي عشر من أمراء الدولةِ الأغلبيَّة، كان عاقلًا حكيمًا شجاعًا، قَرَّب إليه العلماءَ واستعان بهم على تطبيق العدلِ بين الناس، وسار بهم سيرةً حَسنةً، ولكِنَّ أمرَ الحُكمِ بدأ يضطرِبُ ويضعُفُ في أيَّامِه، وكان قد سجَنَ ابنًا له هو زيادة الله، سجنَه بسبب انحرافِه في الشهواتِ، وقيل: بل لأنَّه كان يتآمَرُ على والده، ثم وهو في السجنِ تآمر مع بعضِ الخدَمِ لقَتلِ أبيه، فقتل هؤلاءِ الخدَمُ الأميرَ عبدَالله وهو على سريرِه، فكانت مدة إمارته سنة وخمسون يومًا، فتولى ابنُه زيادةُ الله الإمارةَ من بعده.

العام الهجري : 584 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1188
تفاصيل الحدث:

جهَّزَ الخليفةُ الناصِرُ لدين الله عسكرًا كثيرًا، وجعلَ المقَدَّمَ عليهم وزيرَه جلال الدين عبيد الله بن يونس، وسيَّرَهم إلى مساعدة قزل أرسلان بن الأتابك إيلدكز، ليكُفَّ السلطان طغرل عن البلاد، فسار العسكَرُ ثالث صفر إلى أن قارب همذان، فلم يصِلْ قزل إليهم، وأقبَلَ طغرل إليهم في عساكرِه، فالتقوا ثامِنَ ربيع الأول بـ (داي مرج) عند همذان، واقتتلوا، فلم يثبُتْ عسكر بغداد، بل انهزموا وتفَرَّقوا، وثبت الوزيرُ قائمًا، ومعه مُصحَفٌ وسَيفٌ، فأتاه من عسكَرِ طغرل مَن أسَرَه، وأخَذَ ما معه من خزانةٍ وسِلاحٍ ودوابَّ وغير ذلك، وعاد العسكَرُ إلى بغداد متفَرِّقينَ.

العام الهجري : 981 العام الميلادي : 1573
تفاصيل الحدث:

كان بقصبة مراكش جماعةٌ من أسارى النصارى من لدُن أيامِ أبي العباس الأعرج وأخيه أبي عبد الله الشيخ، فرأوا الجمعَ الغفير من أعيان المسلمين وأهلِ الدولة يحضرون كلَّ جمعة للصلاة مع السلطان بجامعِ المنصور من القصبة، فحدَّثَتهم أنفسُهم الشيطانية بأن يصنعوا مكيدةً يُهلكون بها السلطانَ ومن معه، فحفروا في خُفيةٍ تحت الجامع حفرةً مَلؤُوها من البارود ووضعوا فيها فتيلًا تسري فيه النارُ على مهلٍ كي ينقلبَ الجامِعُ بأهله وقتَ الصلاة فتسبب ذلك في سقوط القبَّة الواسعة من الجامع، وانشقَّ مناره شقًّا كبيرًا، وكان ذلك مبلغَ ضررِهم، وكفى الله المسلمين شَرَّ تلك المكيدة، ولم يتمكن لهم الحالُ على وَفقِ ما أرادوا.

العام الهجري : 1346 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1928
تفاصيل الحدث:

كانت حكومة بريطانيا قد وعدت بالاعترافِ باستقلال الأردن ومضت خمسُ سنوات قبل أن تنَفِّذَ بريطانيا هذا الوعدَ استجابة لمساعي الأمير عبد الله وضغوط لجنة الانتداب التابعة لعُصبة الأمم، وفي 20 شباط 1928م تمَّ في القدس التوقيعُ على المعاهدة ومن بنودها وضع قانون أساسي للبلاد (الدستور) وتنازُل حكومة الانتداب للأمير عبد الله عن السُّلطتين التشريعية والتنفيذية، ويبقى لحكومة بريطانيا حقُّ الاحتفاظ بقوات مسلَّحة في شرق الأردن، وتقَدِّم بريطانيا معونة مالية للأردن سنويًّا، ثم صدر الدستور في نيسان من نفس العام، ثم في عام 1934م أُدخِلَ تعديل على المعاهدة يقضي بأحقية الأمير تعيينَ الممثِّلين القُنصليِّين في الخارج.

العام الهجري : 1400 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1980
تفاصيل الحدث:

لم تَرْضَ روسيا عن حَفيظ الله أمين رغم شُيوعيته؛ فهم لا يَرغبون بشُيوعيةٍ تخرُج عن دائرتِهم، وكان حِزْبُ برشام (الراية) الحزبَ الشيوعيَّ الأقربَ لِمُوسكو؛ فهو يرى الارتباطَ بها، وكان زَعيم الحزب هو بابرك كارمل، وكان لا يَزال في (براغ) عاصمة تشيكسلوفاكيا كلاجئٍ سياسيٍّ، ثم في يوم 6 صفر 1400هـ / 27 ديسمبر حدَث هجومٌ على القصر الجُمهوري برئاسة وزير الدِّفاع محمد أسد وطنجار، واعتُقِلَ رئيسُ الجمهوريةِ حفيظ الله أمين، وفي اليوم التالي لَقِيَ حتْفَه، وعُيِّن بابرك كارمل رئيسًا للجمهوريةِ وهو لا يَزالُ في (براغ)؛ حيث تحرَّك منها إلى موسكو، وألْقى منها بيانًا أعلَنَ فيه أن سلَفَه كان عميلًا لِأمريكا، ثم رجَع إلى كابُلَ مع الجيشِ الرُّوسي الذي كان قد سبَقَه إلى كابُلَ.

العام الهجري : 1429 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 2008
تفاصيل الحدث:

بدَأَت المملكةُ العربية السعوديةُ في تشغيلِ الدَّورِ الأرضيِّ من المَسعَى الجديدِ في المسجد الحرامِ بمكَّةَ المكرمة؛ وذلك ضِمنَ المرحلةِ الأولى لمشروعِ تطويرِ وتوسِعَةِ المَسعَى. وتَمَّت تلك التوسعةُ بِناءً على مُوافقةِ خادمِ الحرمَين الشريفَين الملِك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله، ولقد زاد المَسعَى -بعد هذه التوسعة- من (29) ألف متر مربع قبْل التوسعةِ لتُصبِحَ مساحتُه (87) ألف متر مربع، تتَّسع لـ(118) ألف شخصٍ في الساعة بعد أنْ كانت تتَّسع لـ(44) ألف شخص في الساعة قبْلَ التوسعة.
ولقد وَقَع خلاف بين فُقَهاءِ العالَم الإسلامي وعُلَمائِه حولَ التوسِعة، بين مؤيِّدٍ ومعارِضٍ.

العام الهجري : 1432 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 2011
تفاصيل الحدث:

وقَّع الرئيسُ اليمنيُّ علي عبد الله صالح على المُبادرةِ الخليجيَّةِ في الرياض؛ والمُبادرَة الخليجيَّة: هي مشروعُ اتفاقيَّةٍ سياسيَّةٍ أعلَنَتْها دولُ الخليجُ لإخراجِ اليمن من مَغبَّةِ الوُصولِ إلى انفجارِ الوضعِ، وحُصولِ حربٍ أهليَّةٍ داخِلَ البلدِ نتيجةَ تمسُّكِ الرئيسِ اليمنيِّ علي عبد الله صالح بالسُّلطة ورَفضِه التنحِّيَ عن الحكمِ بعد خُروجِ ملايِين اليمنِيِّين من الشَّبابِ وطلبةِ الجامعات ومُختلَف الشرائحِ الاجتماعيَّة إلى الشوارِعِ للمُطالَبة بتنحِّيه عن الحُكمِ، وأدَّى تمسُّكُ الرئيسِ صالح بالسُّلطة إلى تهديدِ السِّلم الاجتماعيِّ في اليمن وسُقوطِ مئاتِ القتلى بسببِ إفراطِ القوَّاتِ المسلَّحة وغيرِها في استخدامِ القوَّةِ ضدَّ المتظاهِرين في السَّاحات.

العام الهجري : 249 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 863
تفاصيل الحدث:

كان سبَب ذلك أنَّه لَمَّا وصل خبَرُ مقتل عمر بن عبيد الله، وعلي بن يحيى، أثناءَ غَزوِهما للروم للشاكريَّة والجند ببغداد وسامرَّا وما قرب منهما، وكانا من شجعان الإسلام، شَقَّ ذلك عليهم، وما لَحِقَهم من استعظامِهم قتلَ الأتراك للمتوكِّل، واستيلائِهم على أمور المسلمين، يقتلون من يريدون من الخُلَفاء، ويستخلفون من أحبُّوا من غير ديانةٍ، ولا نظَرٍ للمُسلمين، فاجتمعت العامَّة ببغداد وأخذوا في الصُّراخ، والنداء بالنفير، وانضَمَّ إليها الأبناء، والشاكرية تُظهِرُ أنَّها تطلب الأرزاق، ففَتَحوا السجون، وأخرجوا من فيها وأحرَقوا أحدَ الجسرين وقَطَعوا الآخَرَ، وانتهبوا دار بِشرٍ وإبراهيم ابنَي هارون، كاتبي محمد بن عبد الله، ثم أخرجَ أهلُ اليَسارِ من بغداد وسامرَّا أموالًا كثيرةً، ففَرَّقوها فيمن نهضَ إلى الثغور، وأقبلت العامَّةُ من نواحي الجبال وفارس والأهواز وغيرِها لغزو الروم، فلم يأمُر الخليفة في ذلك بشيءٍ ولم يوجِّهْ عسكرَه، ووثب نفرٌ من الناس لا يُدرى من هم بسامرَّا ففتحوا السجنَ، وأخرجوا من فيه، فبعث المستعينُ بالله في طَلَبِهم جماعةً من الموالي، فوثب العامَّةُ بهم فهزموهم، فركب بغا وأتامش ووصيفٌ وعامَّة الأتراك، فقَتَلوا من العامَّةِ جماعةً، فرُمِيَ وصيف بحجر، فأمَرَ بإحراق ذلك المكان، وانتهبت المغاربة، ثم سكَنَ ذلك آخرَ النهار.

العام الهجري : 358 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 969
تفاصيل الحدث:

سيَّرَ المعِزُّ الفاطميُّ القائِدَ أبا الحسَنِ جوهَرَ الصقليَّ، غلامَ والِدِه المنصور، وهو روميٌّ، في جيشٍ كثيفٍ إلى الديار المصرية، فاستولى عليها، وكان سببُ ذلك أنَّه لَمَّا مات كافور الإخشيدي، صاحِبُ مصر، اختلفت القلوبُ فيها، ووقع بها غلاءٌ شديد، فلما بلغ الخبَرُ بهذه الأحوال إلى المُعِزِّ، وهو بإفريقية، سيَّرَ جوهرًا إليها بجيشٍ عظيمٍ أنفق عليه ما جناه من البربَرِ مِن الضرائبِ، فكانت خمسمائة ألف دينار، ثم عمَدَ المعِزُّ إلى خزائنِ آبائِه فبذل منها خمسمائة حمل من المال، وساروا في أول سنة 358 في أُهبةٍ عظيمة، فلمَّا اتَّصَل خبَرُ مسيره إلى العساكِرِ الإخشيدية بمصرَ، هربوا عنها جميعُهم قبل وصوله، ثمَّ إنَّه قَدِمَها سابِعَ عشر شعبان، وأقيمت الدعوة للمعزِّ بمصرَ في الجامع العتيق في شوال، وفي جُمادى الأولى من سنة تسعٍ وخمسين سار جوهَرُ إلى جامعِ ابن طولون، وأمر المؤذِّنَ فأذَّنَ بحَيَّ على خيرِ العمَلِ، وهو أوَّل ما أُذِّنَ بمِصرَ، ثم أذَّنَ بعده في الجامعِ العتيق، وجهَرَ في الصلاةِ ببِسمِ الله الرحمن الرحيم، ولَمَّا استقَرَّ جوهر بمصرَ، شرع في بناءِ القاهرةِ, وضُرِبَت السِّكَّةُ على الدينار بمصرَ، وهي لا إله إلا الله محمَّدٌ رسول الله، عليٌّ خيرُ الوصِيَّينِ، والوجه الآخرُ اسمُ المعِزِّ والتاريخ.

العام الهجري : 427 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1036
تفاصيل الحدث:

هو الظاهِرُ لإعزازِ دينِ الله أبو الحَسَن عليُّ بن أبي علي المنصور الحاكم الفاطمي العُبيدي الإسماعيليُّ الباطنيُّ, أمُّه أم ولد تدعى رقية، وُلِدَ بالقاهرة سنة 395، وبويع بالحُكمِ بعد أبيه في يوم عيد الأضحى سنة 411، وله من العمرِ 16 سنة و3 أشهر، وكان له مِصرُ، والشام، والخطبة له بإفريقيَّة، وكان جميلَ السِّيرةِ، حَسَن السياسةِ، مُنصِفًا للرعية، إلَّا أنَّه مُشتَغِلٌ بلذَّاته محِبٌّ للدَّعَة والراحة، قد فوَّض الأمورَ إلى وزيره أبي القاسِمِ عليِّ بنِ أحمد الجرجرائي- وكان مقطوعَ اليدينِ مِن المِرفَقينِ-  لِمَعرفته بكفايته وأمانته، في سنة ثماني عشرة، فاستمَرَّ في الوزارة مدةَ ولايةِ الظاهر، ثمَّ لوَلَده المُستنصِر، توفِّي الظاهِرُ في منتصف شعبان بمصر وكان عمُره ثلاثًا وثلاثين سنة، وكانت مُدَّة حُكمِه خَمسَ عشرة سنة وتسعةَ أشهر وسبعة عشر يومًا، ولَمَّا مات الظاهِرُ ولِيَ بعده ابنُه تميم معد، ولقب المستنصر بالله، وتكَفَّل بأعباء المملكة بين يديه الأفضَلُ أميرُ الجيوش، واسمُه بدر بن عبد الله الجمالي، وكان عمرُ المستنصرِ يومَ نُصِّبَ حاكِمًا سبعَ سنينَ وعِدَّة أشهر، وبقي حاكمًا أكثَرَ مِن ستين سنةً.

العام الهجري : 693 العام الميلادي : 1293
تفاصيل الحدث:

كان هذا النَّصرانيُّ من أهل السويداء قد شَهِدَ عليه جماعةٌ أنَّه سَبَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وقد استجار هذا النصرانيُّ بعساف بن أحمد بن حجي أمير آل مري، فاجتمع شيخُ الإسلام تقي الدين ابنِ تيميَّة، والشيخ زين الدين الفارقي شيخُ دار الحديث، فدخلا على الأميرِ عزِّ الدين أيبك الحموي نائبِ السَّلطنة فكَلَّماه في أمرِه فأجابهما إلى ذلك، وأرسل ليُحضِرَه فخرجَا من عنده ومعهما خلقٌ كثيرٌ من الناس، فرأى الناسُ عسَّافًا حين قَدِمَ ومعه الرجلُ فسَبُّوه وشَتَموه، فقال عساف: هو خيرٌ منكم- يعني النصرانيَّ- فرجمَهما الناسُ بالحجارة، وأصابت عسَّافًا ووقعت خبطةٌ قويَّةٌ، فأرسل النائِبُ فطلب الشيخينِ ابنَ تيميَّةَ والفارقيَّ فضرَبَهما بينَ يديه، ورسَمَ عليهما في العذراويَّة، وقَدِمَ النصرانيُّ فأسلَمَ وعُقِدَ مجلسٌ بسَبَبِه، وأثبت بينه وبين الشهودِ عداوةً، فحُقِنَ دمُه، ثم استدعى بالشيخينِ فأرضاهما وأطلقَهما، ولحقَ النصرانيُّ بعد ذلك ببلادِ الحجاز، ثم في السنة التالية اتفق قتلُ عَسَّاف قريبًا من مدينة رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم، قتَلَه ابنُ أخيه هنالك، وصَنَّف الشيخُ تقي الدين ابن تيميَّةَ بسَبَبِ هذه الواقعةِ كتابَه المشهورَ (الصارمُ المسلول على شاتِمِ الرَّسول).

العام الهجري : 741 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1341
تفاصيل الحدث:

هو الصوفيُّ الاتحادي عثمان الدكاكي الدمشقي, خالطَ الصوفية ودعاةَ وَحدةِ الوجودِ، فتأثَّرَ بهم حتى ادَّعى الألوهيَّةَ وانتَقَص من الأنبياء, فعُقِدَ له مجلسٌ في دار العدل بدار السعادة في يوم الثلاثاء آخر شَهرِ شوال واجتَمَع القضاة والأعيانُ على العادة وأُحضِرَ يومئذ عثمان الدكاكي، وادُّعِيَ عليه بعظائمَ من القول لم يؤثَرْ مِثلُها عن الحلَّاجِ ولا عن ابن أبي الغدافر السلقماني، وقامت عليه البيِّنةُ بدعوى الإلهية- لعنه الله- وأشياءَ أُخَر من التنقيص بالأنبياء ومخالطته أرباب الرَّيبِ من الباجريقية وغيرهم من الاتحادية- عليهم لعائن الله- ووقع منه في مجلسٍ من إساءة الأدب على القاضي الحنبلي، وتضَمَّنَ ذلك تكفيرُه من المالكية أيضًا، فادعى أنَّ له دوافِعَ وقوادِحَ في بعض الشهود، فرُدَّ إلى السجنِ مُقَيَّدًا مغلولًا مقبوحًا، ثم لما كان يوم الثلاثاء الحادي والعشرين من ذي القعدة أُحضِرَ عثمان الدكاكي إلى دار السعادة وأُقيمَ بين يدي الأمراء والقُضاة وسُئِلَ عن القوادح في الشهودِ فعَجَز فلم يقدِرْ، وعجز عن ذلك فتوَجَّهَ عليه الحُكم، فسئل القاضي المالكي الحُكمَ عليه، فحَمِدَ الله وأثنى عليه وصلَّى على رسولِه، ثمَّ حكم بإراقة دَمِه وإن تاب، فأُخِذَ الدكاكيُّ فضُرِبَت رَقَبتُه بدمشق بسوقِ الخيل، ونودي عليه: هذا جزاءُ مَن يكون على مَذهَبِ الاتحاديَّة، وكان يومًا مشهودًا بدار السعادة، حضَرَ خلقٌ من الأعيان والمشايخِ.