الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3316 ). زمن البحث بالثانية ( 0.01 )

العام الهجري : 1390 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1970
تفاصيل الحدث:

عرَض وزيرُ الخارجية الأمريكيةِ وليام رُوجرز مشروعَه في 9 ديسمبر، وتألَّفَ مشروعُ رُوجرز في دِيباجة مُوجَزة تدْعو إلى عقْدٍ اتفاقٍ نهائيٍّ ملزِمٍ بصورةٍ مُتبادلة بين مصرَ وإسرائيلَ، يَجري التفاوضُ بشَأْنه تحت رِعاية السَّفير السويديِّ "غونار يارنغ" الممثِّل الشَّخصي للأمين العامِّ للأُمَم المتحِدة، ويَستنِد هذا الاتِّفاق إلى نِّقاط عشْر، أهمها أن تقومُ مصرُ وإسرائيلُ بتَحديد الجدْول الزَّمني والإجراءات المتعلِّقة بانسحاب القواتِ المسلَّحة الإسرائيلية مِن أراضي جُمهورية مصرَ العربيَّة التي احتُلَّت في النِّزاع عامَ 1967م. وانتهاء حالةُ الحرب بين مِصرَ وإسرائيلَ وتُقام حالةٌ رَسميةٌ للسلامِ، ويُوافِق الجانبانِ على أن مَضيق تِيران ممرٌّ مائيٌّ دَولي، وعلى أنَّ مَبدأ حُرِّية الملاحة يسْري على جميعِ الدُّول بما فيها إسرائيلُ، وفي الجانب الأردني: تَحسِم إسرائيلُ والأردنُّ معًا مسألةَ السَّيطرة على القدسِ، مع الاعترافِ ببَقاء المدينة مُوحَّدة، وحُرِّية التنقُّل في جَميع أجزائها، ويَتقاسَمُ البَلَدانِ المسؤولياتِ المدنيةَ والاقتصادية لحكومةِ المدينة. ويَشترِك الأردنُّ وإسرائيلُ في العمل على إتمامِ الإجراءاتِ النهائية لإدارةِ قِطاع غَزَّة، ويُعطى اللَّاجِئون الفِلَسطينيون (من حرب 48) الخيارَ بين العودةِ إلى إسرائيلَ، أو الإقامةِ الدائمة في الدُّول العربيَّة مع تَعويضاتٍ إسرائيليةٍ. وانتهَت مُبادرةُ رُوجرز -كأوَّل مُبادَرةٍ للسلامِ بين العربِ وإسرائيل خلالَ عهْدِ إدارة نِيكسون- إلى الفشَلِ؛ فقد رفَض الاتِّحاد السُّوفيتي مشروعَ رُوجرز بسَببِ عَدَم تَوازُنه وانحيازِه لإسرائيلَ، ورفَضَتْه إسرائيلُ! أما الفِلَسطينيون فقد رفَضوا مشروعَ رُوجرز؛ لأنَّه يتنكَّر لحُقوقِهم الوطنية، واعتَبَروه مُؤامرةً ضدَّ الكفاحِ الفِلَسطيني المسلَّح. أما الموقفُ المصري فعلى الرَّغم مِن تَرحيب عبد الناصرِ بها وإيقافِه لحرْب الاستنزافِ، إلا أن مُبادَرة روجرز رُفِضَت في الأخير؛ لأنها لم تَشتمِلْ على حلٍّ شامل لجميعِ المناطقِ العربيَّة المحتلَّة.

العام الهجري : 1204 العام الميلادي : 1789
تفاصيل الحدث:

أرسل الشريفُ غالِبُ بن مساعد شريفُ مكةَ إلى الإمام عبد العزيز بن محمد  كتابًا يطلُبُ فيه أن يرسِلَ إنسانًا عارِفًا حتى يعرِّفَه بحقيقة ما يدعو إليه وما هم عليه, فأرسل إليه القاضي عبد العزيز بن عبد الله الحصين، وكتب معه الشيخ محمد بن عبد الوهاب كتابًا ورد فيه: "بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد بن عبد الوهاب إلى العلماء الأعلام في بلد الله الحرام، نصر الله بهم دينَ سيِّد الأنام، وعليه أفضل الصلاة والسلام، وتابعي الأئمة الأعلام، سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد.. جرى علينا من الفتنةِ ما بلغكم وبلغ غيَركم، وسبَبُه هدم بنيان في أرضِنا على قبور الصالحين، ومع هذا نهيناهم عن دعوةِ الصالحين وأمَرْناهم بإخلاص الدعاء لله, فلمَّا أظهَرْنا هذه المسألةَ مع ما ذكَرْنا من هدمِ البنيانِ على القبورِ، كبُرَ على العامة, وعاضَدَهم بعضُ من يدعي العلم؛ لأسباب لا تخفى على مثلكم، أعظمُها اتِّباع الهوى مع أسباب أخرى, فأشاعوا عنا أنَّا نسُبُّ الصالحين، وأنا لسنا على جادَّة العلماء, ورفعوا الأمرَ إلى المشرق والمغرب فأشاعوا عنَّا أشياء يُستحيا مِن ذِكرِها, وإنا أخبرناكم بما نحن عليه بسبَبِ أنَّ مِثلَكم ما يروج عليه الكذب، فنحن وله الحمد متَّبعون لا مبتدعون، وعلى مذهب الإمام أحمد,.. وفي ولاية الشريف أحمد بن سعيد وصل إليكم الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الحصين، وأشرفتُم على ما عندنا بعد ما أحضروا كتُبَ الحنابلة التي عندنا عمدة، كالتحفة والنهاية عند الشافعية, فلما طلب منا الشريفُ غالب أعزَّه الله ونصره، امتثلنا وهو إليكم واصل، فإن كانت المسألة إجماعًا فلا كلام، وإن كانت مسألةً اجتهادية فمعلومكم أنَّه لا إنكارَ في مسائل الاجتهادِ، فمن عَمِلَ بمذهبه في محلِّ ولايتِه لا يُنكَرُ عليه, وأنا أُشهد الله وملائكتَه وأُشهِدُكم أنِّي متَّبِعٌ لأهل العلم، والسلام عيكم ورحمة الله وبركاته" فقدم عبد العزيز الحصين مكَّةَ فأكرمه الشريف غالب، واجتمع به مراتٍ، وعرض عليه رسالة الشيخ، فعرف ما بها من الحقِّ فأذعن وأقر بذلك، وطلب من عبد العزيز حضورَ العلماء للمناظرة في التوحيدِ، فأبوا وقالوا: هؤلاء يريدون أن يقطعوا جوايزك.. التي من أجدادِك ويملكون بلادَك، فارتعش قلبه وطار.

العام الهجري : 250 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 864
تفاصيل الحدث:

خرج الحسَنُ بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسَن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب بناحية طبرستان، وكان سبب خُروجِه أنَّه لَمَّا قُتِلَ يحيى بن عمر أقطع المستعينُ لمحمد بن عبد الله بن طاهر طائفةً مِن أرض تلك الناحية، فبعث كاتبًا له يقال له جابر بن هارون، وكان نصرانيًّا، ليتسَلَّم تلك الأراضي، فلما انتهى إليهم كرهوا ذلك جدًّا، وأرسلوا إلى الحسن بن زيد هذا، فجاء إليهم فبايعوه والتَفَّ عليه جملةُ الديلم وجماعةٌ من الأمراء في تلك النواحي فركِبَ فيهم ودخل آمل بطبرستان وأخذها قهرًا، وجبى خراجَها، واستفحل أمرُه جِدًّا، ثم خرج منها طالبًا لقتال سليمان بن عبد الله أمير تلك الناحية، فالتقيا هنالك فكانت بينهما حروبٌ، ثم انهزم سليمان هزيمةً مُنكرة، وترك أهلَه وماله ولم يرجِعْ دون جرجان فدخل الحسنُ بن زيد سارية إحدى مدن طبرستان، فأخذ ما فيها من الأموالِ والحواصل، ثم سيَّرَ أهل سليمان إليه مكَرَّمين على مراكب، واجتمع للحسن بن زيدٍ إمرة طبرستان بكمالِها، ثم بعَثَ إلى الري فأخذها وأخرجَ منها الطاهرية، وصار إلى جند همذان، ولَمَّا بلغ خبَرُه المستعينَ بالله، اغتمَّ لذلك جدًّا، واجتهد في بعض الجيوش والأمداد لقتالِ الحسن بن زيد.

العام الهجري : 592 العام الميلادي : 1195
تفاصيل الحدث:

لَمَّا انتصر أبو يوسفَ يعقوب الموحِّدي على نصارى الأسبان السَّنةَ الماضية, حَلَقَ ألفونسو رأسه، ونكَّس صليبه، وركب حمارًا، وأقسم أنْ لا يركب فرسًا ولا بغلًا حتى تُنصر النصرانيَّة, فجمع جموعًا عظيمة، وبلغ الخبَرُ بذلك إلى يعقوب، فأرسل إلى بلاد المغربِ مراكش وغيرها يستنفِرُ النَّاسَ مِن غير إكراه، فأتاه من المتطوِّعة والمرتزقين جمعٌ عظيم، فالتَقَوا في ربيع الأول من هذه السنة، فانهزم الفرنجُ هزيمة قبيحة، وغَنِمَ المسلمون ما معهم من الأموال والسلاح والدواب وغيرها، وتوجَّه إلى مدينة طليطلة فحصرها، وقاتلها قتالًا شديدًا، وقطَعَ أشجارها، وشنَّ الغارةَ على ما حولها من البلاد، وفتَحَ فيها عِدَّةَ حصون، فقتل رجالَها، وسبى حريمَها، وخَرَّب دُورَها، وهَدَم أسوارها، فضَعُفَت النصرانية حينئذٍ، وعَظُمَ أمر الإسلام بالأندلس، وعاد يعقوبُ إلى إشبيلية فأقام بها، فلمَّا دخَلَت سنة ثلاث وتسعين سار عنها إلى بلاد الفرنج، وذلوا واجتمَعَ ملوكها، وأرسلوا يطلُبونَ الصُّلحَ، فأجابهم إليه بعد أن كان عازمًا على الامتناعِ مريدًا لملازمة الجهادِ إلى أن يفرغَ منهم، فأتاه خبَرُ علي بن إسحق الملثم الميورقي أنَّه فعل بإفريقيَّة من الأفاعيل الشنيعة، فتَرَك عزمه، وصالَحَهم مدة خمس سنين، وعاد إلى مراكش آخِرَ سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة.

العام الهجري : 746 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1345
تفاصيل الحدث:

هو السُّلطانُ عِمادُ الدين المَلِكُ الصَّالحُ إسماعيل بن الناصر محمد بن المنصور قلاوون؛ في ربيع الأول اشتَدَّ مَرَضُ الملك الصالح إسماعيل فدخل عليه زَوجُ أمِّه ومُدَبِّرُ مَملكتِه الأمير أرغون العلائي في عِدَّة من الأمراء لِيَعهَدَ الملك الصالحُ إسماعيل بالمُلكِ لأحدٍ مِن إخوته, وكان أرغون العلائي غَرَضُه عند أخيه شعبان؛ لكونه أيضًا ربيبَه ابنَ زوجتِه, فعارضه في شعبانَ الأميرُ آل ملك نائِبُ السلطنة، إلى أن اتَّفَق المماليك والأمراء على توليةِ شعبان، وحضروا إلى بابِ القلعة واستدعَوه، وألبَسُوه أبَّهةَ السلطنة وأركبوه بشِعارِ الملك، ومَشَت الأمراء بخدمته، والجاوشيَّة تَصيحُ بين يديه على العامَّة، ولَمَّا طَلَع إلى الإيوان وجلس على الكرسيِّ وقَبَّل الأمراءُ له الأرضَ وأحضروا المُصحَفَ لِيَحلِفوا له، فحَلَف هو أولًا أنَّه لا يؤذيهم، ثم حَلَفوا له بعد ذلك على العادة، ولُقِّبَ بالملك الكامِلِ سيف الدين أبي الفتوح شعبان, ودُقَّت البشائِرُ بسَلطنتِه بمصرَ والقاهرة، وخُطِبَ له من الغَدِ على منابِرِ مِصرَ والقاهرة، وكُتِبَ بسلطنته إلى الأقطار مِصرًا وشامًا، ثم في يوم الاثنين ثامِنَ شَهرِ ربيع الآخر جلس الملك الكامل بدارِ العدل، وجُدِّدَ له العَهدُ من الخليفةِ بحَضرةِ القضاة والأمراء، وخَلَعَ على الخليفةِ وعلى القضاة والأمراء، وكانت مدة سلطنة الصالح إسماعيل ثلاث سنين وشهرين وأحد عشر يومًا.

العام الهجري : 218 العام الميلادي : 833
تفاصيل الحدث:

لم يكتَفِ المأمونُ باعتناقِ مسألةِ القَولِ بخلقِ القرآن، بل كتب إلى عمَّالِه في الأمصارِ بامتحانِ العُلَماءِ في هذه المسألة من أجاب وإلَّا كان العقابُ، وربَّما بطانتُه من العلماء كانوا وراء هذا الامتحان، فكتب المأمونُ إلى نائبه ببغداد إسحاقَ بن إبراهيم بن مُصعَب يأمُرُه أن يمتَحِنَ القُضاةَ والمحَدِّثين بالقَولِ بخَلقِ القرآن، وأن يرسل إليه جماعةً منهم، وكتب إليه يستحِثُّه في كتابٍ مُطَوَّل، وكتب غيره مَضمونُها الاحتجاجُ على أنَّ القرآنَ مُحدَثٌ، وكُل مُحدَث مخلوقٌ، وهذا احتجاجٌ لا يوافِقُه عليه كثيرٌ مِن المتكلِّمينَ فَضلًا عن المحدِّثينَ؛ فإنَّ القائلينَ بأنَّ الله تعالى تقوم به الأفعالُ الاختياريَّة لا يقولونَ بأنَّ فِعلَه تعالى القائِمَ بذاتِه المقَدَّسة، مخلوقٌ، بل لم يكن مخلوقًا، بل يقولون: هو محدَثٌ وليس بمخلوق، بل هو كلامُ اللهِ القائِمُ بذاته المقدَّسة، وما كان قائمًا بذاته لا يكون مخلوقًا، وقد قال الله تعالى: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ}، وقال تعالى، {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ) فالأمر بالسجودِ صدر منه بعد خلقِ آدم، فالكلامُ القائمُ بالذاتِ ليس مخلوقًا، والمقصودُ أن كتاب المأمونِ لَمَّا ورد بغدادَ قُرئ على الناس، وقد عيَّنَ المأمون جماعةً مِن المحدِّثينَ لِيُحضِرَهم إليه، وهم: محمد بن سعد كاتب الواقدي، وأبو مسلِم المُستملي، ويزيدُ بن هارون، ويحيى بن مَعين، وأبو خيثمة زُهير بن حرب، وإسماعيلُ بن أبي مسعود، وأحمد بن الدورقي، فبُعِثَ بهم إلى المأمونِ في الرقَّة، فامتحنهم بخلْقِ القرآنِ، فأجابوه إلى ذلك وأظهروا موافقتَه وهم كارهون، فردَّهم إلى بغداد وأمرَ بإشهارِ أمرِهم بين الفُقَهاء، ففعل إسحاقُ ذلك وأحضر خَلقًا من مشايخِ الحديثِ والفُقَهاءِ وأئمَّة المساجد وغيرِهم، فدعاهم إلى ذلك عن أمرِ المأمون، وذكَرَ لهم موافقة أولئك المحدِّثين له على ذلك، فأجابوا بمِثلِ جواب أولئك موافقةً لهم، ووقَعَت بين الناس فتنةٌ عظيمةٌ. ثم كتب المأمونُ إلى إسحاق أيضًا بكتابٍ ثانٍ يستدِلُّ به على القولِ بخَلقِ القُرآنِ بِشُبَهٍ من الدلائِلِ لا تحقيقَ تحتها ولا حاصلَ لها، بل هي من المُتشابِه، وأورد من القرآنِ آياتٍ هي حُجَّةٌ عليه، وأمَرَ نائبه أن يقرأ ذلك على النَّاسِ وأن يَدعُوَهم إليه وإلى القَولِ بخلقِ القرآن، فأحضَرَ أبو إسحاق جماعةً من الأئمَّة؛ منهم قاضي القضاة بشر بن الوليد الكندي، ومقاتل، وأحمد بن حنبل، وقُتَيبة، وعليُّ بن الجعْد، وغيرهم، وقال لبشرٍ: ما تقولُ في القرآن؟ قال: القرآنُ كلامُ الله، قال: لم أسألْك عن هذا، أمخلوقٌ هو؟ قال: الله خالِقُ كُلِّ شَيءٍ، قال: والقرآنُ شَيءٌ؟ قال: نعم، قال: أمخلوقٌ هو؟ قال: ليس بخالقٍ، قال: ليس عن هذا أسألُك، أمخلوقٌ هو؟ قال: ما أُحسِنُ غيرَ ما قلْتُ لك. قال إسحاقُ للكاتب: اكتُبْ ما قال، ثم سأل غيرَه وغيره ويجيبونَ بنَحوِ جوابِ بِشرٍ. من أنه يقالُ: لا يُشبِهُه شيءٌ مِن خَلقِه في معنًى من المعاني، ولا وجهٍ مِن الوجوهِ، فيقول: نعم، كما قال بِشرٌ. ثم سأل قتيبةَ، وعُبيد الله بن محمَّد، وعبد المنعم بن إدريس بن نبت، ووهب بن منبه وجماعةً، فأجابوا أنَّ القرآنَ مجعولٌ؛ لِقَولِه تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} والقرآنُ مُحدَثٌ لِقَولِه تعالى: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ}. قال إسحاق: فالمجعولُ مَخلوقٌ، قالوا: لا نقولُ مخلوقٌ، لكن مجعولٌ. فكتب مقالَتَهم ومقالةَ غَيرِهم إلى المأمونِ.

العام الهجري : 896 العام الميلادي : 1490
تفاصيل الحدث:

لما أحسَّ محمد الشيخ الوطاسي حاكم آصيلا من نفسه القدرة على الاستيلاء على كرسي فاس وتنحية الشريف أبي عبد الله الحفيد الإدريسي عنه- لا سيما مع ما كان الناس فيه من افتراق الكلمة- فجمع جندًا صالَحَها وزحف إلى فاس فبرز إليه الشريف والتقوا بأحواز مكناسة، فوقعت بينهما حرب عظيمة كانت الكرَّة فيها على الوطاسي، ثم جمع عسكرًا آخر وزحف به إلى فاس وحاصرها نحو سنتين والشريف فيها مع أرباب دولته، وفي أثناء الحصار ورد عليه الخبر باستيلاء البرتغال على آصيلا وعلى بيت ماله الذي كان بها وعلى حظاياه وأولاده، فأفرج عن فاس ورجع مبادرًا إلى آصيلا فحاصرها، ولما امتنعت عليه عقد مع البرتغال هدنة وعاد سريعًا إلى فاس فحاصرها وضيق على الشريف بها حتى خرج فارًّا بنفسه وأسلمها إليه.

العام الهجري : 1275 العام الميلادي : 1858
تفاصيل الحدث:

عاد الأميرُ عبد العزيز المحمد أبو عليان إلى إمارته في بُريدةَ بعد أن استرضى الإمامَ فيصل بن تركي، ولكنْ لم تكن الثقةُ بينهما تامةً، فالوحشةُ لم تفارِقْ عبد العزيز بل ازدادت؛ ذلك لأن الإمام لا ينظرُ إليه بالعين التي كان ينظرُه فيها، وما زال متَّهمًا عنده لكثرةِ نزعاته وعدم استقامته، ويزيد الإمامَ ما يتواترُ عليه من مهنَّا الصالح من أخبارٍ عن عبد العزيز لم تكُن في مصلحته، ومهنا كان طامِعًا بمركز عبد العزيز، فأثَّرت تلك الأخبار في الإمام، فاستدعى عبد العزيز إلى الرياض فقَدِمَ ومعه ابناه علي وعبد الله، فأمرهم بالبقاء عنده وجعَلَ عبد الله بن عبد العزيز بن عدوان أميرًا في بريدة، وهو من بني عم عبد العزيز المحمد.

العام الهجري : 7 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 628
تفاصيل الحدث:

اختلَف أهلُ السِّيَرِ في وقتِها على قولين، فقِيلَ: في السَّنةِ السَّابعةِ. وهو قولُ ابنِ إسحاقَ وغيرِه، وقِيلَ: في السَّنةِ السَّادسةِ. وهو قولُ مالكٍ وغيرِه. قال ابنُ القَيِّمِ: والجُمهورُ على أنَّها في السَّابعةِ. وقال ابنُ حَجَرٍ: وهذه الأقوالُ مُتقاربةٌ، والرَّاجحُ منها ما ذكَرهُ ابنُ إسحاقَ، ويُمكنُ الجمعُ بينهما بأنَّ مَن أطلق سَنَةَ سِتٍّ بِناءً على أنَّ ابتداءَ السَّنةِ مِن شهرِ الهِجرةِ الحقيقيِّ وهو ربيعٌ الأوَّلُ. عن أنسٍ: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم غَزا خَيبرَ، قال: فصلَّينا عندها صلاةَ الغَداةِ بِغَلَسٍ، فرَكِبَ نَبيُّ الله صلَّى الله عليه وسلَّم ورَكِبَ أبو طلحةَ، وأنا رَديفُ أبي طلحةَ، فأَجرى نَبيُّ الله صلى الله عليه وسلم في زُقاقِ خَيبرَ، وإنَّ رُكبتِي لَتَمَسُّ فَخِذَ نَبيِّ الله صلى الله عليه وسلم، وانْحسَر الإزارُ عن فَخِذِ نَبيِّ الله صلى الله عليه وسلم، فإنِّي لأَرى بَياضَ فَخِذِ نَبيِّ الله صلى الله عليه وسلم، فلمَّا دخَل القريةَ قال: «الله أكبرُ خَرِبتْ خَيبرُ، إنَّا إذا نزَلنا بِساحةِ قومٍ فَساءَ صباحُ المُنذَرين». قالها ثلاثَ مرَّاتٍ، قال: وقد خرَج القومُ إلى أعمالِهم، فقالوا: محمَّدٌ، والله -قال عبدُ العَزيزِ: وقال بعضُ أصحابِنا: محمَّدٌ، والخَميسُ- قال: وأَصَبناها عَنْوَةً، وجُمِعَ السَّبْيُ، فجاءَهُ دِحْيَةُ فقال: يا رسولَ الله، أَعطِني جاريةً مِنَ السَّبْيِ. فقال: «اذهَبْ فخُذْ جاريةً». فأخَذ صَفِيَّةَ بنتَ حُيَيٍّ، فجاء رجلٌ إلى نَبيِّ الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا نَبيَّ الله، أَعطيتَ دِحيةَ صَفيَّةَ بنتَ حُيَيٍّ سَيِّدِ قُريظةَ والنَّضيرِ! ما تَصلُحُ إلَّا لك، قال: «ادْعوهُ بها». قال: فجاء بها، فلمَّا نظَر إليها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، قال: «خُذْ جاريةً مِنَ السَّبْيِ غيرَها». قال: وأَعتقَها وتَزوَّجَها..." عن أنسٍ رضي الله عنه: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم خرَج إلى خَيبرَ، فجاءَها ليلًا، وكان إذا جاء قومًا بِليلٍ لا يُغيرُ عليهم حتَّى يُصبِحَ، فلمَّا أَصبح خرجَت يَهودُ بمَساحيهِم ومَكاتِلهِم، فلمَّا رَأَوْهُ قالوا: محمَّدٌ والله، محمد والخَميسُ. فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «الله أَكبرُ، خَرِبَتْ خَيبرُ إنَّا إذا نزلنا بِساحةِ قومٍ، فَساءَ صَباحُ المُنذَرين». وقد جعَل الله تعالى فتحَ خَيبرَ على يَدِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضي الله عنه.
وعن عبدِ الله بنِ عُمَرَ رضِي الله عنهما قال: أَعطى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم خَيبرَ اليَهودَ: أن يَعمَلوها ويَزرَعوها، ولهم شَطْرُ ما يَخرُجُ منها". فأَبقاهم النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في أَرضِهم ولهم النِّصفُ.

العام الهجري : 489 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1096
تفاصيل الحدث:

هو أبو المُظَفَّرِ مَنصورُ بنُ محمدِ بنِ عبدِ الجَبَّارِ بنِ أَحمدَ بنِ محمدٍ، السَّمعانيُّ، التَّميميُّ المَروَزِيُّ، الفَقِيهُ الحَنفيُّ ثم الشافعيُّ. الحافِظُ، مِن أَهلِ مَرْو، وُلِدَ في ذي الحجَّةِ 426هـ, وتَفَقَّهَ أَوَّلًا على أَبيهِ في مَذهَبِ أبي حَنيفَةَ، حتى بَرَعَ فيه وبَرَزَ على أَقرانِه, ثم انتَقَل إلى مَذهَبِ الشافعيِّ فأَخَذَ عن أبي إسحاقَ الشِّيرازيِّ وابنِ الصَّبَّاغِ. ذَكرَهُ أبو الحَسنِ عبدُ الغافِر فقال: "هو وَحيدُ عَصرِه في وَقتِه فَضلًا، وطَريقَةً، وزُهْدًا، ووَرَعًا، من بَيتِ العِلمِ والزُّهدِ. تَفَقَّه بأَبيهِ، وصار من فُحولِ أَهلِ النَّظَرِ، وأَخَذَ يُطالِع كُتُبَ الحَديثِ، وحَجَّ، فلمَّا رَجَعَ إلى وَطَنِه تَرَكَ طَريقَتَهُ التي ناظَرَ عليها أَكثرَ من ثلاثين سَنةً، وتَحَوَّلَ شافِعِيًّا. أَظهَرَ ذلك في سَنةِ ثَمانٍ وسِتِّين وأربعمائة. واضطَرَبَ أَهلُ مَرو لذلك، وتَشَوَّشَ العَوامُّ، إلى أن وَرَدَت الكُتُبُ مِن جِهَةِ بلكابك من بَلخ في شَأنِه والتَّشديدِ عليه، فخَرجَ مِن مَرو، ورافَقَهُ ذو المَجدَينِ أبو القاسمِ الموسويُّ، وطائِفةٌ من الأَصحابِ، وخَرجَ في خِدمَتِه جَماعةٌ من الفُقهاءِ وصار إلى طُوس، وقَصَدَ نيسابور، فاستَقبَلَهُ الأَصحابُ استِقبالًا عَظيمًا, وكان في نَوبَةِ نِظامِ المُلْكِ وعَميدِ الحَضرَةِ أبي سعدٍ محمدِ بنِ مَنصورٍ، فأَكرَموا مَورِدَه، وأَنزَلوه في عِزٍّ وحِشمَةٍ، وعُقِدَ له مَجلِسُ التَّذكيرِ في مَدرسةِ الشافعيَّةِ", وكان بَحرًا في الوَعظِ، حافِظًا لكَثيرٍ من الرِّواياتِ والحِكاياتِ والنُّكَتِ والأَشعارِ، فظَهرَ له القَبولُ عند الخاصِّ والعامِّ. واستَحكَمَ أَمرُه في مَذهبِ الشافعيِّ. ثم عاد إلى مَرو، ودَرَّسَ بها في مَدرسةِ أَصحابِ الشافعيِّ، وقَدَّمَهُ نِظامُ المُلْكِ على أَقرانِه، وعَلَا أَمرُه، وظَهرَ له الأَصحابُ. وخَرجَ إلى أصبهان، ورَجعَ إلى مَرو. وكان قَبولُه كلَّ يَومٍ في عُلُوٍّ, وتَعَصَّبَ للسُّنَّةِ والجَماعَةِ وأَهلِ الحَديثِ. وكان شَوْكًا في أَعيُنِ المُخالِفين، وحُجَّةً لأَهلِ السُّنَّةِ. قال أبو المعالي الجُويني: "لو كان مِن الفِقْهِ ثَوْبًا طاوِيًا لكان أبو المُظَفَّر بن السمعاني طَرَّازَهُ".قال الإمامُ أبو عليِّ بن أبي القاسمِ الصَّفَّارِ: "إذا ناظَرتَ أبا المُظَفَّر السمعانيَّ، فكأنِّي أُناظِرُ رَجُلًا من أئِمَّةِ التَّابِعين، ممَّا أَرَى عليه من آثارِ الصَّالِحين سَمْتًا، وحُسْنًا، ودِينًا".كانت له يَدٌ طُولَى في فُنونٍ كَثيرةٍ، وصَنَّفَ التَّفسيرَ وكِتابَ ((الانتصار)) في الحَديثِ، و((البرهان)) و((القواطع)) في أصول الفقه، و((الاصطلام)) وغيرَ ذلك، ووَعَظَ في مَدينةِ نيسابور. كان يقول: "ما حَفِظتُ شَيئًا فنَسيتُه، وسُئِلَ عن أَخبارِ الصِّفاتِ فقال: عليكم بِدِينِ العَجائِزِ وصِبيانِ الكَتاتيبِ. وسُئِلَ عن الاستِواءِ فأَنشدَ قائِلًا:
جِئتُماني لِتَعلَما سِرَّ سُعْدَى
تَجِداني بِسِرِّ سُعْدَى شَحيحا
إن سُعْدَى لَمُنْيَةُ المُتَمَنِّي
جَمَعَت عِفَّةً ووَجْهًا صَبيحا"
دُفِنَ في مَقبَرةِ مَرو.

العام الهجري : 976 العام الميلادي : 1568
تفاصيل الحدث:

ثار المسلمون في ليلة عيد ميلاد النصارى على الإسبان، واعتصموا في جبال البشرات لصدور أوامر ملكية تحرم عليهم التحدث بالعربية، وتمنعهم من ممارسة عبادتهم وتقاليدهم، وكانت هذه الثورة بقيادة محمد بن أمية، يُذكَر أن السلطان السعدي الغالب بالله بذل الوعود المعسولة لرسل الثوَّار البورشارات، ووعدهم بالنصر وتقديم كل ما يحتاجونه من عتاد وسلاح ورجال، لكن استمرَّ الغالب بالله محافظًا على روابطه الوديَّة مع فيليب الثاني، وعمل على خِذلان أهل الأندلس! تسارعت الأحداث في إسبانيا، وبلغ عدد المجاهدين في أوائل سنة 976 أكثر من مائة وخمسين ألفًا، وصادف تلك الثورة صعوباتٌ كبيرة بالنسبة للحكومة الإسبانية؛ إذ كانت غالبية الجيش متقدِّمة مع دوق البابا في الأراضي المنخفضة وأثبتت الدوريات البحرية أنها غير قادرة على حرمان الثوار المسلمين من الاتصال بالعثمانيين في الجزائر، فاستنجد المسلمون بالعثمانيين، فجمع قلج علي جيشًا عظيمًا قِوامُه أربعة عشر ألف رجل من رماة البنادق، وستين ألفًا من المجاهدين العثمانيين من مختلف أرجاء البلاد، وأرسلهم إلى مدينتي مستغانم ومازغران؛ استعدادًا للهجوم على وهران، ثم النزول في بلاد الأندلس، وكان يرافق ذلك الجيشَ عددٌ كبيرٌ من المدافع، وألف وأربعمائة بعير محمَّلة بالبارود الخاص بالمدافع والبنادق، ولكن وبسبب سوء تصرف أحد رجال الثورة الأندلسيين إذ انكشف أمره فداهمه الإسبان، وضبطوا ما كان يخفيه من سلاح بعد أن نجح قلج علي في إنزال الأسلحة والعتاد والمتطوعين على الساحل الإسباني، لم تقع الثورة في الموعد المحدَّد لها، لقد قام قلج علي في شعبان سنة 976 ببعث أسطول الجزائر لتأييد الثائرين في محاولتهم الأولى، وحاول إنزال الجند العثماني في الأماكن المتفق عليها، لكن الإسبان كانوا قد عرفوا ذلك بعد اكتشاف المخطَّط، فصدوا قلج علي عن النزول، وكانت الثورة في عنفوانها، وزوابع الشتاء قوية في البحر؛ فالأسطول الجزائري صار يقاوم الأعاصير من أجل الوصول إلى أماكن أخرى من الساحل يُنزل بها المدد المطلوب، إلا أن قوة الزوابع أغرقت 32 سفينة جزائرية تحمل الرجال والسلاح، وتمكَّنت ست سفن من إنزال شحنتِها فوق سواحل الأندلس، وكان فيها المدافع والبارود والمجاهدين، وكان القائد المجاهد قلج علي قد عزم على الذهاب بنفسه ليتولى قيادة الجهاد هناك، لكن ما شاع عن تجمع الأسطول الصليبي للقيام بمعركة حاسمة مع المسلمين وأمْر السلطان العثماني له بالاستعداد للمشاركة في هذه المعركة- جعله مضطرًّا للبقاء في الجزائر منتظرًا لأوامر إستانبول، وفي غمرة الثورة الأندلسية اتُّهم قائد الثورة ابن أمية بالتقاعس عن الجهاد، فهاجمه المتآمرون فقتلوه في منزله واختير مولاي عبد الله بن محمد بن عبو بدلًا منه، وبعث قلج علي تعزيزات له ونجح القائد الجديد في حملاته الأولى ضد النصارى الإسبان، وطوَّق جيشُه مدينة أرجيه، انزعجت الحكومة الإسبانية لهذا التطورات، وعينت دون جوان النمساوي على قيادة الأسطول الإسباني (وهو ابن غير شرعي للإمبراطور شارل) فباشر قمع الثورة في سنواتها 977-987 وأتى من الفظائع ما بخلت بأمثاله كتُبُ الوقائع، فذبح النساء والأطفال أمام عينيه، وأحرق المساكنَ ودمَّر البلاد، وكان شعاره لا هوادة، وانتهى الأمر بإذعان مسلمي الأندلس، لكنه إذعان مؤقت؛ إذ لم يلبث مولاي عبد الله أن عاد الكَرَّة، فاحتال الإسبان عليه حتى قتلوه غيلةً ونصبوا رأسه فوق أحد أبواب غرناطة زمنًا طويلًا.

العام الهجري : 300 العام الميلادي : 912
تفاصيل الحدث:

سببُ ذلك أنَّ محمَد بن هُرمُز، المعروفُ بالمولى الصندليِّ، كان خارجيَّ المذهب، وكان قد أقام ببُخارى وهو من أهلِ سِجِستان جنوب غرب أفغانستان، وكان شيخًا كبيرًا، فجاء يومًا إلى الحُسين بن عليِّ بنِ محمَّد العارض يَطلُبُ رِزقَه، فقال له: إنَّ الأصلحَ لِمِثلِك من الشيوخِ أن يلزمَ رباطًا يَعبُدُ الله فيه، حتّى يوافيَه أجلُه، فغاظه ذلك، فانصرف إلى سِجِستان والوالي عليها منصورُ بنُ إسحاق، فاستمال جماعةً من الخوارج، ودعا إلى الصَّفَّار، وبايع في السرِّ لِعَمرو بن يعقوب بن محمَّد بن عمرو بن الليث، وكان رئيسُهم محمَّد بن العبّاس، المعروف بابن الحَفَّار، وكان شديدَ القوَّة، فخرجوا، وقبضوا على منصورِ بن إسحاقَ أميرِهم وحبَسَوه في سجن أرك، وخطبوا لعمرو بن يعقوب، وسلَّموا إليه سجستان، فلمَّا بلغ الخبر إلى الأمير أحمد بن إسماعيل سيَّرَ الجيوشَ مع الحسين بن عليٍّ، مرّةً ثانية إلى زرنج، فحصرها تسعةَ أشهر، فصعد يومًا محمَّدُ بن هُرمُز الصندليُّ إلى السور، وقال: ما حاجتُكم إلى أذى شيخٍ لا يصلُحُ إلَّا لِلُزومِ رِباطٍ؟ يُذَكِّرُهم بما قاله العارضُ ببخارى؛ واتَّفق أنَّ الصندليَّ مات، فاستأمن عمرُو بن يعقوب الصَّفَّار وابن الحفَّار إلى الحسين بن عليٍّ، وأطلقوا منصور بن إسحاق، وكان الحسينُ بن عليٍّ يُكرِمُ ابن الحفَّار ويقرِّبُه، فواطأ ابن الحفَّار جماعة على الفتك بالحسين، فعَلِمَ الحسين بذلك، وكان ابنُ الحفَّارِ يدخُلُ على الحسين، لا يُحجَبُ عنه، فدخل إليه يومًا وهو مُشتَمِلٌ على سيف، فأمر الحُسَينُ بالقبض عليه، وأخذه معه إلى بُخارى، ولَمَّا انتهى خبر فتح سِجِستان إلى الأمير أحمد استعمل عليها سيمجورَ الدواتيَّ، وأمر الحسينَ بالرجوعِ إليها فرجع ومعه عمرُو بن يعقوب وابن الحفّار وغيرهما، وكان عَودُه في ذي الحجَّة سنة ثلاثمائة، واستعمل الأمير أحمدُ منصورًا ابنَ عمِّه إسحاق على نَيسابور وأنفَذَه إليها، وتوفِّي ابنُ الحفّار.

العام الهجري : 526 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1131
تفاصيل الحدث:

هو الأفضل أبو علي بن الأفضل بن بدر الجمالي وزير الحافظ لدين الله العلوي، صاحب مصر. ولد بعسقلان. كان داهيةً، تغلَّب على المُلك وحَجَر على الحافظ وردَّ على المصادِرين أموالهم، فحَمِد له المصريون ذلك. وكتَبَ اسمه على السكة، ودعا على المنابر للقائم في آخر الزمان، واستمر إلى أن قتله أحد مماليك الحافظ، بظاهر القاهرة. وسبب قتله: أنه كان قد حجر على الحافظ، ومنعه أن يحكُمَ في شيء من الأمور؛ قليل أو جليل، وأخذ ما في قصر الحافظ إلى داره، وأسقط من الدعاء ذكر إسماعيل الذي هو جدهم، وإليه تُنسَب الإسماعيلية، وأسقط من الأذان حي على خير العمل، ولم يخطب للحافظ، وأمر الخطباء أن يخطبوا له بألقاب كتبها لهم، وهي: "السيد الأفضل الأجَلُّ، سيد مماليك أرباب الدول، والمُحامي عن حوزة الدين، وناشر جناح العدل على المسلمين الأقربين والأبعدين، ناصر إمام الحق في حالتي غيبته وحضوره، والقائم بنصرته بماضي سيفه وصائب رأيه وتدبيره، أمين الله على عباده، وهادي القضاة إلى اتباع شرع الحق واعتماده، ومرشد دعاة المؤمنين بواضح بيانه وإرشاده، مولي النعم، ورافع الجور عن الأمم، ومالك فضيلتي السيف والقلم، أبو علي أحمد بن السيد الأجل الأفضل، شاهنشاه أمير الجيوش"، وكان إماميَّ المذهب، يُكثِرُ ذم الآمر والتناقص به، فنفرت منه شيعة العلويين ومماليكهم، وكرهوه، وعزموا على قتله، فخرج في العشرين من المحرم إلى الميدان يلعب بالكرة مع أصحابه، فكمن له جماعة منهم مملوك فرنجي كان للحافظ، فخرجوا عليه، فحمل الفرنجي عليه فطعنه فقتله، وحزُّوا رأسه، وخرج الحافظ من الخزانة التي كان فيها، ونهب الناس دارَ أبي علي، وأخذوا منها ما لا يُحصى، وركب الناس والحافظ إلى داره، فأخذ ما بقي فيها وحمله إلى القصر وجُدِّدت يومئذ البيعة للحافظ بالحكم، فلما بويع استوزر أبا الفتح يانس الحافظي في ذلك اليوم بعينه، ولقب أمير الجيوش، وكانت مدة حكم أبي علي بن الأفضل سنة وشهرًا وعشرة أيام؛ ثم حُمِل بعد قتله ودُفن بتربة أمير الجيوش، ظاهر باب النصر.

العام الهجري : 717 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1318
تفاصيل الحدث:

ظهر في سابع عشر ذي القعدة رجلٌ من أهل قرية قرطياوس من أعمالِ جبلة بساحل الشامِ زَعَم أنه محمد بن الحسن المهديُّ، وأنَّه بينما هو قائِمٌ يَحرُث إذ جاءه طائرٌ أبيضُ فنَقَب جنْبَه وأخرج روحَه وأدخل في جَسَدِه روحَ محمد بن الحسن، فاجتمع عليه من النصيريَّة القائلين بإلهيَّةِ عليِّ بن أبي طالب نحو الخمسة آلاف، وأمرهم بالسجودِ له فسجدوا، وأباح لهم الخَمرَ وتَرْك الصلوات وصَرَّحَ بأن لا إله إلا عليّ ولا حجاب إلا محمد، ورفع الراياتِ الحُمرَ، وشمعة كبيرة توقَدُ بالنَّهارِ ويَحمِلُها شابٌّ أمرَدُ زعم أنه إبراهيم بن أدهم، وأنه أحياه، وسمَّى أخاه المقداد بن الأسود الكنديَّ، وسمى آخَرَ جبريل، وصار يقول له: اطلع إليه وقُلْ كذا وكذا، ويشيرُ إلى الباري سبحانه وتعالى، وهو بزَعمِه علي بن أبي طالب، فيخرج المسمَّى جبريل ويغيب قليلًا، ثم يأتي ويقول: افعَلْ رأيك، ثم جمعَ هذا الدعِيُّ أصحابَه وهجم على المسلمينَ بجَبَلة يوم الجمعة العشرين منه، فقَتَل وسبى وأعلن بكُفرِه، وسبَّ أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، فجرَّدَ إليه نائب طرابلس الأميرُ شهاب الدين قرطاي الأميرَ بدر الدين بيليك العثماني المنصوري على ألفِ فارسٍ فقاتلهم إلى أن قُتِلَ الدعيُّ، وكانت مُدَّةُ خروجه إلى قَتلِه خمسةُ أيام، فتمزقت جماعةُ هذا الثائر بجَبَلة، وكان قد ادَّعى أنَّ دينَ النُّصيريَّة حَقٌّ، وأن الملائكة تَنصُرُه!

العام الهجري : 1410 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1989
تفاصيل الحدث:

بدأ في اليمَن تنفيذ مشروع الوَحْدة الاندماجيَّة الفَوْريَّة، عندما وصل وفدٌ من صنعاءَ برئاسة الرئيس علي عبد الله صالح للمُشارَكة في احتفالات ذِكرى جَلاء الاستعمار البريطاني عن الجنوب اليَمَني (1967م)، لكنَّ الزيارةَ لم تنتهِ إلَّا وقد تمَّ التوقيع على اتفاق يَقْضي بإحالة مشروع دستور يَمَن الوَحْدة الجديد على برلمان كل شطر، تمهيدًا لإجراء استفتاءٍ شَعبي عليه، وهو ما كان يَعْني قيامَ وَحْدة اندماجيَّة فَوْريَّة لم يكُنْ أحدٌ يتوقَّعُها، وجَرى حديث انفراديٌّ بين زَعيمَيْ شطرَيِ اليمَن آنذاك: علي عبد الله صالح، وعلي سالم البيض، وانتهى باتِّفاقهما على تحقيق وَحْدة اندماجيَّة، وعادت الوَحْدة بين شطرَيِ اليَمَن الجمهورية العربية اليمنية، وجمهورية اليَمَن الديمقراطيَّة الشعبيَّة في العام 1410/ 1990، ليُشكِّلا الجمهورية اليَمَنية، وفي بداية عهد الوَحْدة واجَهَ اليَمَنُ الجديدُ تحديًا خطيرًا تمثَّلَ في تداعيات الاحتلال العراقي للكويت، واستقدام القوات الدوليَّة لتحرير الكويت والدفاع عن منابع النفطِ، كما شهِد اليَمَن في العام الأوَّل للوَحْدة صراعًا سياسيًّا وفكريًّا بين التيار الإسلامي وأنصاره، وبين الحزب الاشتراكي وأنصاره، حولَ جُملة من القوانين والتوجُّهات الدستورية، ثم اختلفت أطراف النظام الحاكم، ممَّا أدَّى إلى اشتعال حرب بين الدولتَينِ في العام 1994، وانتصرت الجمهورية العربية اليَمَنية (الشماليَّة) في هذة المعارك، وتم إعادة الوَحْدة.