الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2161 ). زمن البحث بالثانية ( 0.005 )

العام الهجري : 672 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1274
تفاصيل الحدث:

هو الفيلسوف الرياضي الفلكي نصير الدين أبو جعفر محمد بن عبد الله الطوسي، كان يقال له المولى نصير الدين، ويقال الخواجا نصير الدين، اشتغل في شبيبتِه وحصَّل علم الأوائلِ جيدًا، وصَنَّف في ذلك في علم الكلامِ، وشرح الإشارات لابن سينا، حتى كان رأسًا في علم الأوائل، لا سيَّما معرفة الرياضة وصنعة الأرصاد، فإنه فاق بذلك على الكبار. اشتغل في بداية أمرِه على المعين سالم بن بدران المصري المعتزلي، المتشيِّع الرافضي فنزع فيه عروق كثيرة منه، حتى أفسد اعتقادَه، وزَرَ نصير الدين لأصحاب قلاع ألموت من الإسماعيلية، ثم وزر لهولاكو، وكان ذا حُرمة وافرة ومنزلةٍ عاليةٍ عند هولاكو, وكان معه في واقعة بغداد، وقيل إنه أشار على هولاكو خان بقتل الخليفةِ بعد أن كان أحدُ منجِّمي هولاكو حذَّره من مغبة ذلك، وكان يطيعُه فيما يشير به, وجعله هولاكو على أوقافِ بغداد يتصَرَّف فيها كيف يشاء, فابتنى بمدينةِ مراغة قُبَّة رصد عظيمة ورتَّبَ فيها الحكماء من المنجِّمين والفلاسفة والمتكلمين والفقهاء والمحدثين والأطباء وغيرهم من أنواع الفضلاء، وجعل لهم الجامكيَّة- الراتب- واتخذ فيها خزانةً عظيمة عالية، فسيحةَ الأرجاء وملأها بالكتب التي نُهِبَت من بغداد والشام والجزيرة، حتى تجمَّعَ فيها زيادة على أربعمائة ألف مجلد. وكان سمحًا، كريمًا، حليمًا حسن العشرةِ، غزيرَ الفضائل، جليلَ القدر، لكنَّه على مذهب الأوائِلِ في كثيرٍ مِن الأصول، نسأل الله الهدى والسَّداد. وله شعرٌ جيد قوي, وله كتابُ أخلاق ناصري بالفارسية ألَّفه لمتملك الإسماعيليَّة لما كان وزيرًا له في ألموت، وله كتاب تجريد العقائد بالعربية، وهو في الفلسفة وعلم الكلام، وله إثبات العقل الفعال وشرح كتاب المجسطي (المنطق) وغير ذلك. قال ابن القيم: " صارع محمد الشهرستانى ابن سينا في كتاب سماه "المصارعة" أبطل فيه قولَه بقدم العالم وإنكار المعاد، ونفى علمَ الرب تعالى وقدرته، وخلقه العالم، فقام له نصير الإلحاد وقعد، ونقَضَه بكتاب سماه "مصارعة المصارعة" ووقَفْنا على الكتابين نصر فيه: أن الله تعالى لم يخلق السموات والأرض في ستة أيام. وأنه لا يعلم شيئًا، وأنه لا يفعل شيئًا بقدرته واختياره، ولا يبعث من في القبور, وبالجملة فكان هذا الملحِدُ هو وأتباعه من الملحدين الكافرين بالله، وملائكته، وكتبه، ورسوله، واليوم الآخر". توفي في بغداد في ثاني عشر ذي الحجة، وله خمس وسبعون سنة.

العام الهجري : 132 العام الميلادي : 749
تفاصيل الحدث:

بعد أن هُزِمَ مَروان بن محمد ومن معه في معركةِ الزاب وهرب، وكان إبراهيم بن محمد قد قُتِلَ، فكان بعده أخوه عبد الله أبو العبَّاس السفَّاح، فبايعه الناسُ في الكوفة، فكان أوَّلَ خُلَفاءِ بني العباس، وبه افتُتِح عصرُ الدولةِ العباسيَّة.

العام الهجري : 236 العام الميلادي : 850
تفاصيل الحدث:

أمَرَ المتوكِّلُ بهَدمِ قَبرِ الحُسَين بنِ عليِّ بنِ أبي طالب وما حولَه من المنازلِ والدُّورِ، ونودي في الناسِ: مَن وُجِدَ هنا بعد ثلاثةِ أيَّامِ ذَهَبتُ به إلى المطبق (سجن من سجون بغداد)، فلم يبقَ هناك بَشَرٌ، واتُّخِذَ ذلك الموضِعُ مَزرعةً تُحرَثُ وتُستغَلُّ.

العام الهجري : 468 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1076
تفاصيل الحدث:

جاء جَرادٌ في شَعبانَ بعَددِ الرَّملِ والحَصَا، فأَكلَ الغَلَّاتِ وآذَى الناسَ، وجاعوا فطُحِنَ الخَرُّوبُ بِدَقيقِ الدُّخْنِ فأَكلوهُ، ووَقعَ الوَباءُ، ثم مَنعَ اللهُ الجَرادَ من الفَسادِ، وكان يَمُرُّ ولا يَضُرُّ، فرَخُصَت الأَسعارُ، ووَقعَ غَلاءٌ شَديدٌ بدِمشق واستَمرَّ ثلاثَ سِنين.

العام الهجري : 728 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1328
تفاصيل الحدث:

جاء إلى مدينة عجلون سيلٌ عظيم من أوَّل النهار إلى وقتِ العصر، فهدَمَ مِن جامعِها وأسواقِها ورِباعِها ودُورِها شيئًا كثيرًا، وغَرِقَ سَبعة نَفَرٍ، وهلك للناس شيءٌ كثير من الأموال والغلات والأمتعة والمواشي ما يقارب قيمتُه ألف ألف درهم.

العام الهجري : 1259 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1843
تفاصيل الحدث:

في أوَّلِ يومٍ مِن صفر بعد صلاة المغرب في وسَطِ القبلة ظهر عمودٌ أبيض مستطيل من الأفق إلى وسط السماء، مثل المنارة في رأي العين، وانزعج الناسُ لذلك، وكثر التنافس في طلوع هذه الآية، وما زال يضمحلُّ شيئًا فشيئًا إلى طلوع شهر صفر.

العام الهجري : 1339 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1921
تفاصيل الحدث:

كان غورو قد أرسل إلى المَلِك فيصل كتابًا يشيرُ فيه إلى استغرابه من بدءِ الفساد والتمرُّد منذ دخول جيوش فرنسا للمنطقة بعد رحيل إنجلترا، وذلك في تموز 1920م، ثم أرسل إليه إنذارًا أو بلاغًا يدور حولَ خمسِ نقاطٍ، أهمُّها: قَبولُ الانتداب الفرنسي، وإلغاءُ التجنيد الإجباري. رفَضَ وزيرُ الحربية يوسف العظمة قرارَ التسريحِ للجيشِ ولكنَّه اضطرَّ للتوقيع على القرار مُكرهًا بحضور الملك فيصل، وكتب الملك فيصل برقيةً لغورو بأنَّ مطالِبَه قُبِلَت، لكن غورو زعم أنَّ البرقية تأخَّرت وأنَّه أرسل جيشًا نحو دمشق واستطاع هذا الجيشُ أسْرَ فوجين من الجيشِ السوري بدون إطلاقِ رصاصة واحدة، وأراد الملِكُ أن يعود للدفاع لكِنَّ الجيش كان قد سُرِّح وخلت الكتائِبُ مِن معظم الجنود فذهب الوزير يوسف العظمة إلى ميسلون، وأخذ يُعِدُّ المعدَّاتِ مُنتظِرًا ما وعد به من النَّجدات، ولكن لم يَزِد عددُ الجنود مع المتطوِّعين على الأربعة آلاف، وكان القائم مقام "جميل الألش" -الذي كان على صلاتٍ جيِّدةٍ مع الفرنسيين- قد اطَّلع على الجيش في ميسلون، وقام بتعريف الجيش الفرنسي على مواضِعِ الضعف فيه، وكان الفَرقُ كبيرًا جدًّا في العَدَد والعُدَّة، وبدأت المعركة التي استُخدِمَت فيها الدَّبابات والطائرات، وقاتل العظمة ومَن معه ببسالةٍ، ولكن بوجود الخَوَنة حُسِمَت المعارك لصالحِ الفرنسيين؛ فقد قام رجلٌ درزي من المتطوِّعين مع بعضِ الفرسان بالوثوبِ على أحد المساير السورية من الخلف، وفتحوا النارَ عليها ونهبوا السلاحَ منهم، ورغم ذلك بقي العظمة يدير المعركةَ بإمكانيَّاتِه المتوفرة حتى قضى نحبَه بقذيفةِ إحدى الدبابات الفرنسية، وذلك في السابع من ذي القعدة 1339هـ / 24 يوليو. دامت المعركة ثماني ساعات انتهت بالقضاء على الجيش السوري المقاوِم، ودخولِ الجيش الفرنسي إلى دمشق بقيادة غوابييه، أما الملك فيصل وأعوانُه فقد كانوا خرجوا من دمشق إلى الكسوة (قريبًا من دمشق) ثم عادوا بعد دخول القوات الفرنسية إلى دمشق للتفاهمِ، إلَّا أن الفرنسيين رفضوا رفضًا باتًّا بقاء فيصل في البلاد، وأقلُّوه قطارًا خاصًّا هو وأعوانه، وتبعثر رجالُ الثورة العربية في مختَلِف الأقطار بعد أن عَرَفوا الفرق بين ما كانوا فيه وما أصبحوا فيه، أمَّا الفرنسيون فلم يُخفُوا أبدًا حِقدَهم الصليبي ولا أخفَوا أبدًا أنَّ حَربَهم هذه صليبيةٌ؛ فقد قال غورو أمام قبر صلاح الدين: ها قد عُدنا يا صلاحَ الدين! وقال: إنَّ حضوري هنا يقدِّسُ انتصارَ الصليبِ على الهلالِ.

العام الهجري : 7 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 629
تفاصيل الحدث:

بلَغ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أنَّ يَسيرَ بنَ رِزامٍ اليَهوديَّ يَجمعُ غَطَفانَ لِيَغزو بهم المدينةَ، فبعَث رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عبدَ الله بنَ رَواحةَ في ثلاثين راكبًا إلى يَسيرِ بنِ رِزامٍ حتَّى أَتَوْهُ بِخَيبرَ، فقالوا: أَرسلَنا إليك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لِيَستعمِلَك على خَيبرَ, فلم يزالوا به حتَّى تَبِعَهُم في ثلاثين رجلًا مع كُلِّ رجلٍ منهم رَديفٌ مِنَ المسلمين، فلمَّا بلغوا قَرْقَرَةَ نِيارٍ نَدِمَ يَسيرُ بنُ رِزامٍ فأَهوى بيدِه إلى سَيفِ عبدِ الله بنِ رَواحةَ، ففَطِنَ له عبدُ الله بنُ رَواحةَ فزَجَر بَعيرَهُ ثمَّ اقْتَحَم يَسوقُ بالقَومِ، حتَّى اسْتمكَن مِن يَسيرٍ فضرَب رِجلَهُ فقطَعها، واقْتحَم يَسيرٌ وفي يدِه مِخْراشٌ مِن شَوْحَطٍ فضرَب به وَجْهَ عبدِ الله بنِ رَواحةَ فشَجَّهُ شَجَّةً مَأمومةً, وانْكفَأ كُلُّ رَجُلٍ مِنَ المسلمين على رَديفِه فقَتلهُ، غَيرَ رَجُلٍ واحدٍ مِنَ اليَهودِ أعَجزَهُم شَدًّا ولم يُصِبْ مِنَ المسلمين أحدًا، فبَصَقَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في شَجَّةِ عبدِ الله بنِ رَواحةَ فلم تُقَيَّحْ ولم تُؤْذِهِ حتَّى مات.

العام الهجري : 252 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 866
تفاصيل الحدث:

كان سببُها أنَّ الأتراكَ وثَبوا بالوزيرِ عيسى بن فرخان شاه، فضربوه، وأخذوا دابَّته، واجتمَعَت المغاربةُ مع محمد بن راشد، ونصر بن سعد، وغلبوا الأتراكَ على الجوسق، وأخرجوهم منه، وقالوا لهم: كلَّ يومٍ تقتلونَ خليفةً، وتخلعونَ آخر, وتقتلونَ وزيرًا وتُثبِتونَ آخرَ، وصار الجوسق وبيتُ المال في أيدي المغاربة، وأخذوا الدوابَّ التي كان تَرَكها الأتراكُ، فاجتمع الأتراكُ وأرسلوا إلى من بالكرخ والدُّور منهم، فاجتمعوا وتلاقَوا هم والمغاربة، وأعان الغوغاءُ والشاكريَّة المغاربةَ، فضَعُف الأتراكُ وانقادوا، فأصلحَ جعفرُ بن عبد الواحد بينهم، على ألَّا يُحدِثوا شيئًا، ويكون في كلِّ موضعٍ يكونُ فيه رجلٌ من الفريقين يكونُ فيه رجلٌ من الفريقِ الآخر، فمكثوا مدةً مديدةً، ثم اجتمَعَ الأتراك وقالوا: نطلبُ هذين الرأسينِ- يعنون محمد بن راشد ونصر بن سعيد- فإن ظَفِرنا بهما فلا يَنطِق أحدٌ. فبلغَهما خبرُ اجتماع الأتراك عليهما، فخرجا إلى منزل محمد بن عزون؛ ليكونا عنده حتى يسكُنَ الأتراكُ، ثم يرجعا إلى جمعِهما، فغمز ابن عزون بهما إلى الأتراك، فأخذوهما فقَتلوهما فبلغ ذلك المعتَزَّ، فأراد قتل ابن عزون، فكُلِّمَ فيه فنفاه إلى بغداد.

العام الهجري : 1442 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 2020
تفاصيل الحدث:

وُلد الشَّيخُ عبدُ الرحمنِ بنُ عبدِ الخالِقِ في محافظةِ المنوفيَّةِ بمصرَ بتاريخ 23 رمضان 1358هـ الموافق 5 نوفمبر 1939م.
درس الشَّيخُ المرحلةَ الجامعيَّةَ في كليَّةِ الشريعةِ بالجامعةِ الإسلاميَّةِ في المدينةِ المنوَّرةِ، وتتلمذ على يدِ الشَّيخِ عبدِ العزيزِ بنِ باز، والشَّيخِ محمَّد ناصر الدين الألباني والشَّيخِ عبد الرَّزَّاق عفيفي، وغيرهم من العلماء، انتقل إلى الكويت عام ١٣٨٥هـ الموافق 1965م، حيثُ عَمِلَ مُدرسًا بمدارس الكويتِ في الفترةِ ما بين ١٣٨٥هـ - 1410هـ الموافق 1965م - 1990م. وبعدها عَمِلَ في مجالِ البَحثِ العِلميِّ في جمعيَّةِ إحياءِ التراثِ الإسلاميِّ بالكويتِ.
له عددٌ من المؤلَّفاتِ؛ منها:
الشُّورى في ظِلِّ نظامِ الحُكمِ الإسلاميِّ، السَّلَفيُّون والأئمَّة الأربعة رضي الله عنهم، أضواءٌ على أوضاعِنا السياسيَّةِ، القضايا الكُلِّيَّة للاعتقاد في الكتابِ والسُّنَّة،
الأصولُ العِلميَّةُ للدَّعوةِ السَّلَفيَّة، الرَّدُّ على من أنكر توحيدَ الأسماءِ والصِّفاتِ، الطريقُ إلى ترشيدِ حركةِ البعثِ الإسلاميِّ، منهجٌ جديدٌ لدراسة التوحيد، العَقَباتُ التي تعترضُ بناءَ الأمَّةِ الإسلاميَّةِ، فصولٌ من السِّياسةِ الشَّرعيَّةِ في الدَّعوةِ إلى اللهِ، الإلحادُ أسبابُ هذه الظاهرةِ وطرقُ علاجِها، لمحاتٌ من حياةِ شيخِ الإسلامِ ابنِ تيميَّةَ.
تُوفيَ عبدُ الرَّحمنِ عبد الخالق يومَ الثلاثاءِ في مُستشفى الصباح بالكويت.

العام الهجري : 899 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1494
تفاصيل الحدث:

في هذه الأيام تضاعف وقوف حال الناس؛ بسبب كثرة وقوع الثلج والجليد من أول الأصم- رجب- إلى آخره، حتى وصل الثلج إلى مصر على ما قيل، وماتت دواب كثيرة، وغلا سعر اللحم حتى صار رطله بخمسة دراهم، وسعر القمح حتى صارت الغرارة بنحو الأربعمائة.

العام الهجري : 1305 العام الميلادي : 1887
تفاصيل الحدث:

ضجَّ الناسُ في الرياض من سياسةِ ابنِ سبهان، ومما زاد غضَبَهم عليه قتلُه لأبناءِ سعودٍ الثلاثة: محمد، وعبد الله، وسعد، الأمر الذي أغضب أيضًا آل سعود وابن رشيد، فقام بعزلِه، وعيَّنَ بدلًا عنه فهَّاد بن عبادة بن رخيص.

العام الهجري : 255 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 869
تفاصيل الحدث:

وقعت فتنةٌ ببغداد بين محمَّد بن أوس البلخي ومن تَبِعَه وبين الشاكريَّة والجند وغيرهم من العامَّة والرَّعاع، فوثبت الشاكريَّة ببغداد بمحمد بن أوس، والسببُ في ذلك أنَّ محمَّد بن أوس قَدِمَ بغداد مع سليمانَ بنِ عبد الله بن طاهر، وهو على الجيش القادم من خراسان، ومع سليمان الصعاليكُ الذين تألَّفَهم سليمانُ بالرَّيِّ، ولم تكن أسماؤهم في ديوانِ السُّلطان بالعراق، والجُند والشَّاكرية يصيحون في طلبِ مال البيعة, وكان الحسينُ بن إسماعيل يحرِّضُ العامَّة على محمد بن أوس ومن قدم مع سليمان أنهم يقصِدون أخذَ أموالِهم والفوزَ بها دونهم، حتى امتلأت قلوبُهم غيظًا, فاجتمع من العامَّةِ نحوُ مائة ألف، وكان بين الناس قتالٌ بالنِّبال والرماح والسَّوط، فقُتِلَ خَلقٌ كثير، ثم انهزم محمد بن أوس وأصحابُه، فنَهَبت العامَّةُ ما وجدوا من أموالِه، وهو ما يعادل ألفَي ألف أو نحو ذلك، ثم اتَّفقَ الحالُ على إخراج محمد بن أوس من بغداد إلى أين أراد، فخرجَ منها خائفًا طريدًا؛ وذلك لأنَّه لم يكن عند الناسِ مرضِيَّ السِّيرة.

العام الهجري : 502 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1108
تفاصيل الحدث:

لما استولى جاولي سقاوو على الموصل وعلى الأموال الكثيرة منها، لم يحمل إلى السلطان منها شيئًا، فلما وصل السلطان إلى بغداد لقصد بلاد سيف الدولة صدقة، أرسل إلى جاولي يستدعيه إليه بالعساكر، وكرر الرسُلَ إليه، فلم يَحضُر، وغالط في الانحدار إليه، وأظهر أنه يخاف أن يجتمِعَ به، ولم يقنع بذلك حتى كاتب صدقة، وأظهر له أنه معه، فلما فرغ السلطان من أمر صدقة وقتله، أرسل مجموعة من أمرائه الكبار على رأسهم مودود بن طغتكين إلى الموصل، وبلاد جاولي، وأخذها منه، فتوجهوا نحو الموصل فوجدوا جاولي عاصيًا قد استعدَّ للحصار وحبَسَ الأعيان وخرج عن البلد ونهب السواد. فطال الحصار على أهلها من خارج، والظلم من داخل إلى آخِرِ المحرَّم، والجند بها يمنعون القربَ من السور. فلما طال الأمر على الناس خرج بعض الحامية من فرجة من السور وأدخلوا منها مودودًا وعساكره، فملكوا البلد, فلما دخله الأمير مودود نودي بالسكون والأمن، وأن يعود الناس إلى دورهم وأملاكهم، ووَلِيَ مودود الموصل وما ينضاف إليها.

العام الهجري : 543 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1148
تفاصيل الحدث:

لَمَّا استقَرَّ جرجي صاحب صقليَّة بالمَهديَّة، سَيَّرَ أسطولًا بعد أسبوع إلى مدينة صفاقس، وسَيَّرَ أسطولًا آخَرَ إلى مدينة سوسة، فأمَّا سوسة فإنَّ أهلَها لَمَّا سَمِعوا خبَرَ المهديَّة، وكان واليها عليَّ بنَ الحَسَن الأمير، فخرج إلى أبيه، وخرج النَّاسُ لخروجه، فدخلها الفِرنجُ بلا قتالٍ ثانيَ عَشَرَ صَفر، وأمَّا صفاقس فإنَّ أهلَها أتاهم كثيرٌ مِن العَرَبِ، فامتنعوا بهم، فقاتَلَهم الفرنج، فخرج إليهم أهلُ البَلَدِ فأظهَرَ الفِرنجُ الهزيمةَ، وتَبِعَهم الناسُ حتى أبعدوا عن البَلَدِ، ثمَّ عطَفوا عليهم، فانهزم قومٌ إلى البلد وقومٌ إلى البرِّيَّةِ، وقُتِلَ منهم جماعة، ودخل الفرنجُ البَلَدَ فمَلَكوه بعد قتالٍ شَديدٍ وقتلى كثيرةٍ، وأُسِرَ مَن بقي من الرجالِ وسُبِيَ الحَريمُ، وذلك في الثالثِ والعشرين من صفر، ثمَّ نودي بالأمان، فعاد أهلُها إليها، وافتَكُّوا حَرَمَهم وأولادَهم، ورَفَق بهم وبأهلِ سوسة والمهديَّة، وبعد ذلك وَصَلَت كتُبٌ مِن رجار لجميعِ أهلِ إفريقيَّة بالأمانِ والمواعيدِ الحَسَنةِ.