الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2638 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 136 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 754
تفاصيل الحدث:

عقد السَّفَّاح عبدُ الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس لأخيه أبي جعفرٍ عبدِ الله بن محمَّد بالخلافة مِن بعدِه، وجعله وليَّ عهد المسلمين، ومِن بعد أبي جعفرٍ ولد أخيه عيسى بن موسى بن محمد بن علي، وجعل العهدَ في ثوبٍ وخَتَمه بخاتمه وخواتيمِ أهل بيته، ودفعه إلى عيسى بن موسى. فلما توفي السفَّاح كان أبو جعفر بمكَّة، فأخذ البيعةَ لأبي جعفرٍ عيسى بن موسى، وكتب إليه يُعلِمُه وفاة َالسفَّاح والبيعةَ له بعد أن دامت خلافةُ السفَّاح أربع سنين.

العام الهجري : 293 العام الميلادي : 905
تفاصيل الحدث:

عمِلَ أبو عبد الله الشيعيُّ على تنظيم جماعتِه، حتى التزموا طاعتَه، ثم بدأ في سنة (289هـ - 901م) في مهاجمةِ دولة الأغالبة، التي دَبَّ فيها الضَّعفُ؛ بسبب سوء وضعِ آخِرِ حكامِها زيادةِ الله الثالثِ الذي قَتَل والِدَه وقرابته، مع انهماكه في اللَّهوِ، ودخل معها في عِدَّة معارِكَ وتوالت انتصاراتُ أبي عبدالله الشيعيُّ على دولة الأغالبة خاصةً بعد هرب زيادةِ الله إلى مصر، فسَقَطَت في يد أبي عبدالله الشيعيِّ قرطاجنَّة، وقسنطينة، وقفصة، ودخل رقادة عاصمة الأغالبة عام 296هـ - 26 من مارس 909م). وبذلك انتهت دولة الأغالبةِ بشَمالِ أفريقيا وتهيَّئَت البلادُ لقيامِ دولة الفاطميِّينَ.

العام الهجري : 341 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 953
تفاصيل الحدث:

هو المنصورُ بالله أبو الطاهرِ إسماعيلُ بنُ القائم أبي القاسم محمَّد بن عُبَيد الله المهدي، بويع يومَ وفاةِ أبيه القائم، وكان بليغًا فصيحًا يرتجِلُ الخُطَب. كانت خلافتُه سبعَ سنينَ وستَّة عشر يومًا، وكان سببُ مَوتِه أنَّه مَرِضَ من البردِ الشديدِ، فلازَمَه السهرُ حتى لا يستطيعَ النَّومَ أبدًا، فداواه أحد الأطباء بدواءٍ منوِّمٍ فمات منه، ولَمَّا مات وَلِيَ الأمرَ بعده ابنُه معد، وهو المعِزُّ لدين الله، وأقام في تدبير الأمور إلى سابع ذي الحجة، فأذِنَ للناس فدخلوا عليه، وجلس لهم، فسَلَّموا عليه بالخلافة، وكان عمره أربعًا وعشرينَ سنة.

العام الهجري : 827 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1424
تفاصيل الحدث:

جهَّز أبو فارس عبد العزيز بن أبي العباس أحمد صاحب تونس وبلاد إفريقية وملك الحفصيين ابنَه المعتمد أبا عبد الله محمدًا، من بجاية في عسكر إلى مدينة تلمسان، فحارب مَلِكَها أبا عبد الله عبد الواحد بن أبي محمد عبد الله بن أبي حمو موسى ملك بني زيان حروبًا كثيرة، حتى ملكها في جمادى الآخرة، وخطب لنفسه ولأبيه، فزالت دولة بني عبد الواد من تلمسان بعدما ملكت مائة وثمانين سنة، وولَّى على تلمسان الأمير الزياني محمد بن أبي تاشفين عبد الرحمن الثاني.

العام الهجري : 1329 العام الميلادي : 1910
تفاصيل الحدث:

هو محمد عبد الله حسن نور صومالي، قاد الجهاد ضِدَّ الاحتلال الإنجليزي والإيطالي والأثيوبي في مطلع القرنِ العشرينَ، وُلِدَ سنة 1856م، سماه الإنجليز «الملا المجنون» عندما واجه الاستعمارين البريطاني والإيطالي، واستطاع أن يقاوم المستعمرين لمدة عشرين عامًا، كبَّدهم أثناءها الخسائِرَ الفادحة، وانتزع حقَّ السيادة على مناطِقَ عديدة، خاض محمد بن عبد الله 270 موقعة في الجهاد ضدَّ البريطانيين انتصر في معظمها. في العام 1920م تعرض محمد بن عبد الله لقصف من الطيران البريطاني استهدف مواقِعَهم في مدينة جالكاسيو غرب الصومال، فاستطاع أن يصِلَ إلى أثيوبيا ثم توفِّيَ فيها.

العام الهجري : 386 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 996
تفاصيل الحدث:

هو العزيزُ صاحِبُ مِصرَ أبو منصور نزار بن المعِزِّ معد بن إسماعيل العبيدي المهدي المغربي. ولِدَ سنة 344. قام بعد أبيه في ربيع الأول، سنة 365. وكان كريمًا شُجاعًا صفوحًا، أسمَرَ أصهَبَ الشَّعرِ أعيَنَ أشهَلَ، بعيدَ ما بين المَنكِبَينِ، حسنَ الأخلاقِ قَريبًا من الرَّعيَّة، مُغرَمًا بالصيدِ، ويُكثِرُ مِن صيد السِّباعِ، ولا يُؤثِرُ سَفكَ الدماء. فُتحِتَ له حلب وحماة وحِمص. وخطب أبو الذواد محمَّد بن المسيب بالموصِلِ له، ورقَمَ اسمَه على الأعلامِ والسِّكَّة سنة 383، وخُطِبَ له أيضًا باليمن والشام ومدائن المغرب. قال الذهبي: "كانت دولةُ هذا الرافضيِّ أعظَمَ بكثيرٍ مِن دولةِ أمير المؤمنين الطائعِ ابنِ المطيعِ العباسي". وقد اشتُهِرَ في مصر أنَّ نسَبَ العُبَيديين إلى آلِ البيتِ غيرُ صَحيحٍ, قال ابنُ خَلِّكانَ: "وأكثر أهل العلم بالنَّسَبِ لا يصحِّحونَه، وصار هذا الأمرُ كالمستفيضِ بين الناسِ". وفي مبادي ولاية العزيزِ صَعِدَ المنبرَ يوم الجمعة فوجد ورقةً مكتوبٌ فيها:
إنَّا سَمِعْنا نسبًا مُنكَرًا... يُتلى على المِنبَرِ في الجامِعِ
إنْ كنتَ فيما تدَّعي صادقًا... فاذكُرْ أبًا بعد الأبِ الرَّابعِ
وإن تُرِدْ تحقيقَ ما قُلتَه... فانسُبْ لنا نفسَك كالطَّائِعِ
أو لا دَعِ الأنسابَ مَستورةً... وادخُلْ بنا في النَّسَبِ الواسِعِ
فإنَّ أنسابَ بني هاشمٍ... يقصُرُ عنها طَمَعُ الطَّامِعِ
وصَعِدَ العزيز يومًا آخَرَ المنبرَ، فرأى ورقةً فيها مكتوبٌ:
بالظُّلمِ والجَورِ قد رَضِينا... وليس بالكُفرِ والحَماقهْ
إن كنتَ أُعطِيتَ عِلمَ غَيبٍ... فقُلْ لنا كاتِبَ البِطاقَهْ
وإنما كُتِبَ هذا لأنَّ العُبَيديِّينَ كانوا يدَّعونَ عِلمَ المُغَيَّبات، وأخبارُهم في ذلك مشهورة. توفِّيَ العزيزُ للَيلتَينِ بَقِيَتا من رَمضانَ، بمدينة بلبيس، وكان برَزَ إليها لغَزوِ الرُّومِ، فلَحِقَه عِدَّةُ أمراضٍ منها النقرس والحصا والقولنج، فاتصَلَت به الأمراضُ إلى أن مات، وكان حُكمُه إحدى وعشرين سنة وخمسة أشهر ونصفًا، ولَمَّا مات العزيز ولِيَ بعدَه ابنُه أبو عليٍّ المنصورُ، ولُقِّبَ الحاكِمَ بأمرِ الله، بعَهدٍ مِن أبيه، فوَلِيَ وعُمُره إحدى عشرة سنة وستة أشهر، وأوصى العزيزُ إلى أرجوان الخادم، وكان يتولَّى أمرَ دارِه، فجعله مُدَبِّرَ دولةِ ابنه الحاكمِ، فقام بأمْرِه، وبايعَ له، وأخذ له البيعةَ على النَّاسِ.

العام الهجري : 1348 العام الميلادي : 1929
تفاصيل الحدث:

ساءت سيرةُ المَلِكِ أمان الله خان كثيرًا، وسار سيرةَ الأوربيين في زِيِّه وغَيِّه، وترفَّع على شعبِه، بل بدأ يُلزِمُه بما هوَتْه نفسُه من الملابس الأوروبية وسفورِ النساء واختلاطهم، وزاد على ذلك أن أثقَلَهم بالضرائبِ التي هدَّت من كواهِلِهم، حتى نَقموا عليه، فاندلعت الفوضى ضِدَّه، فقام أحدُ قُطَّاع الطرق الطامعين، وهو باجي السقا (ابن السقا) باستغلالِ الأحداث، فاستولى على كابل وفَّرَ المَلِكُ إلى قندهار وتنازل لأخيه الأكبر عناية الله، وهرب هو إلى بريطانيا، ولم يستطِعْ عناية الله مواجهةَ ابنِ السقا الذي تمَلَّك باسم حبيب الله غازي، وأخذ يعيثُ فسادًا في أفغانستان هو وحاشيته، وبقي على هذا الحالة قرابةَ التسعة أشهر، حتى تمكَّن محمد نادر شاه القائِدُ الأفغاني الذي انتصَرَ على الإنجليز سابقًا، من إلقاءِ القَبضِ على ابن السقا وأعدَمَه وتسَلَّم أعباءَ الحُكمِ، وساعده على ذلك سيرتُه الحميدةُ أمام الناس وجِهادُه المعروفُ ضِدَّ الصليبيين من روس وإنجليز، فقضى على الفسادِ والرشوة، وقَدَّم خِدماتٍ واسعةً للبلادِ.

العام الهجري : 98 العام الميلادي : 716
تفاصيل الحدث:

هو عُبيدُ الله بن عبدِ الله بن عُتْبَة بن مَسعودٍ أَحَدُ الفُقَهاء السَّبعَة بالمَدينَة، مُفْتِي المَدينَة وعالِمُها، حَدَّثَ عن ابنِ عَبَّاس ولازَمَهُ طَويلًا، وعن عائِشَةَ، وأبي هُريرةَ، وغَيرِهم، وهو مُعَلِّم عُمَر بن عبدِ العزيز، كان يُطيلُ الصَّلاةَ ولا يُعَجِّلُها لِأَحَدٍ.

العام الهجري : 210 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 825
تفاصيل الحدث:

سيَّرَ عبدالرحمن بن الحكَم سريَّةً كبيرةً إلى بلاد الفرنج، واستعمل عليها عبيدَ الله المعروف بابن البلنسي، فسار ودخل بلادَ العدُوِّ، وتردَّدَ فيها بالغارات والسبيِ، والقتل والأسْر، ولقِيَ عبيد الله الأعداءَ، فاقتتلوا فانهزم المشركونَ، وكثُرَ القتلُ فيهم، وكان فتحًا عظيمًا.

العام الهجري : 987 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1579
تفاصيل الحدث:

لما شفيَ المنصور أحمد السعدي من مرضه الذي ألمَّ به, وعاد إلى حاله من الصحة؛ أجمع رأي أعيان الدولة السعدية واتَّفقت كلمة كبرائها على أن يطلبوا منه تعيينَ من يلي الأمرَ بعده، ويكون وليَّ عهده، وكان المنصور مهيبًا لا يقدِرُ أحد على مواجهته بمثل هذا، فاتفقوا على أن يكون البادئ لذلك القائِدَ المؤمن بن الغازي العمري؛ لِما له من الإدلال على المنصور بطول الخدمة وسالف التربية، فقال له ابن الغازي: يا مولانا، الله تعالى حَفِظَ البلاد بإبلالك من هذا المرض، وقد بقي الناس في أيام سقمك في حيرةٍ عظيمةٍ، ودخلهم من الدهَشِ ما لا يخفى عليك، فلو عيَّنت لنا من أبنائك من تجتمعُ كلمة الإسلام عليه، ويشار بالخلافةِ إليه من بعدُ؛ لكان أولى وأليق بسياسة المُلك, وإنَّ ابنك أبا عبد الله محمد المأمون حقيقٌ بذلك, فاستحسن المنصور ذلك وأعجبه ما أشار عليه به، فقال له: سوف أستخير الله في ذلك، فإن يكن من عند الله يُمضِه, ثمَّ لبث المنصور بعد هذه الإشارة أيامًا يستخير ربه في ذلك ويستشير من يعلمُ أهليَّته للمشورة من أهل العلم والصلاح، فلما انقضت أيام الاستخارة وتواطأت الآراءُ على حسن تلك الإشارة، جمع المنصور أعيان حاضرة مراكش وأعيان مدينة فاس، وغيرهم من أشياخ القبائل بوجوه الناس من أهل الحواضر والبوادي، وأوصى بالعهد لولده أبي عبد الله محمد المأمون، وذلك يوم الاثنين مُنسلَخَ شعبان من هذه السنة.

العام الهجري : 185 العام الميلادي : 801
تفاصيل الحدث:

سقَطَت مدينةُ برشلونة بالأندلُسِ بِيَدِ ملك الفرنج بقيادةِ أذفونش بعد تحالُفِه مع البشكنس- لعَنَهم الله- وأخَذُوها من المسلمينَ، ونقلوا حُماةَ ثغورِهم إليها، وتأخَّرَ المسلمونَ إلى ورائهم. وكان سبَبُ مُلكِهم إيَّاها اشتغال الحَكَم بن هِشامٍ صاحِبِ الأندلس بمحاربةِ عَمَّيه عبد الله وسُليمان.

العام الهجري : 602 العام الميلادي : 1205
تفاصيل الحدث:

لما أخذ خوارزم شاه مدينة بلخ سار عنها إلى مدينة ترمذ مجِدًّا، وبها ولدُ عماد الدين صاحب بلخ، فأرسل إليه محمَّد بن علي بن بشير يقولُ له: إن أباك قد صار من أخصِّ أصحابي وأكابِرِ أمراء دولتي، وقد سَلَّمَ إليَّ بلخ، وإنما ظهَرَ لي منه ما أنكَرْتُه، فسَيَّرْتُه إلى خوارزم مُكرَمًا محترمًا، وأمَّا أنت فتكون عندي أخًا ووعَدَه، وأقطعه الكثيرَ، فخدعه محمد بن علي، فرأى صاحِبُها أنَّ خوارزم شاه قد حصره مِن جانبٍ والخطا قد حصره من جانبٍ آخر، وأصحابُه قد أسرهم الدز بغُزنة، فضَعُفَت نفسه، وأرسل من يستحلِفُ له خوارزم شاه، فحلَفَ له، وتسَلَّم منه ترمذ وسَلَّمَها إلى الخطا الكفار، فلقد اكتسَبَ بها خوارزم شاه سُبَّةً عظيمة، وذِكرًا قبيحًا في عاجِلِ الأمر، ثم ظهر للناس بعد ذلك أنَّه إنما سلمها إليهم ليتمكَّنَ بذلك مِن مُلكِ خراسان، ثم يعود إليهم فيأخُذُها وغيرَها منهم؛ لأنَّه لَمَّا مَلَكَ خراسان وقصد بلاد الخطا وأخَذَها وأفناهم؛ عَلِمَ النَّاسُ أنَّه فعل ذلك خديعةً ومكرًا.

العام الهجري : 32 العام الميلادي : 652
تفاصيل الحدث:

لمَّا جمَع الله لمُعاويةَ بن أبي سُفيانَ الشَّامَ كلَّها فصار أميرَ الشَّامِ كان يَغزو الرُّومَ كلَّ عامٍ في الصَّيْفِ -وتُسَمَّى الصَّائِفَةَ- فيَفتَح الله على يَديهِ البِلادَ ويَغنَم الكثيرَ حتَّى وصَل عَمُّورِيَة -وهي اليوم في أنقرة- وكان معه مِن الصَّحابةِ عُبادةُ بن الصَّامِتِ، وأبو أيُّوبَ الأنصاريُّ، وأبو ذَرٍّ الغِفاريُّ، وشَدَّادُ بن أَوْسٍ، وغيرُهم وقد فتَح الله لهم مِن البِلادِ الكثيرَ, ثمَّ غَزا مُعاويةُ الرُّومَ حتَّى بلَغ المَضِيقَ مَضِيقَ القُسطنطينيَّة ومعه زوجتُه عاتِكةُ، ويُقالُ: فاطمةُ بنتُ قَرَظَةَ بن عبدِ عَمرِو بن نَوفلِ بن عبدِ مَنافٍ.

العام الهجري : 1339 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1921
تفاصيل الحدث:

بعد مقتَلِ سعود بن عبد العزيز أمير حائل غزا الملك عبدالعزيز حائل، واستطاع أن يهزم شمر، ووصل إلى أسوارها، وقرر أميرُها الجديد عبد الله بن متعب أن يحتميَ بأسوار حائل المنيعة، ولما بدأت المؤَنُ تنفَدُ أرسل إلى الملك عبدالعزيز يعرِضُ عليه التفاوضَ، على أن تبقى إمارة جبل شمر على حائل، ولكنَّ الملك عبدالعزيز طلب منه الاستسلامَ بالكامِلِ، واستمرت المعركة عدة أشهر دون أن يتمكَّنَ من فتحِ حائل على الرغم من ظهور خلافٍ في حائل على حاكِمِهم، عندما خلعوا عبد الله بن متعب ونصَبوا محله محمد بن طلال، فاستجار عبد الله بن متعب بالملك عبدالعزيز.

العام الهجري : 675 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1277
تفاصيل الحدث:

في ثالث عشر المحرم دخل السلطان الظاهر بيبرس إلى دمشق، وسبق العساكر إلى بلاد حلب، فلما توافدت إليه أرسل بين يديه الأميرَ بدر الدين الأتابكي بألف فارس إلى البلستين بتركيا، فصادف بها جماعةً مِن عسكر الروم فرَكِبوا إليه وحَمَلوا إليه الإقاماتِ، وطلب جماعةٌ منهم أن يدخلوا بلادَ الإسلام فأذِنَ لهم، فدخل طائفةٌ منهم بيجار وابن الخطير، فرسم لهم أن يدخلوا القاهرةَ فتلقَّاهم الملك السعيد بركة بن السلطان بيبرس، ثم عاد السلطان من حَلَبَ إلى القاهرة، فدخلها في ثاني عشر ربيع الآخر، ثم ركِبَ السلطان من مِصرَ في العساكر فدخل دمشق في سابع عشر شوال، فأقام بها ثلاثةَ أيام، ثم سار حتى دخل حلب في مستهَلِّ ذي القعدة، فأقام بها يومًا ورسم لنائب حلب أن يقيم بعسكَرِ حَلَب على الفراتِ لحِفظِ المنائر، وسار السُّلطان الظاهر بيبرس فقطع الدربند في نصف يوم، ووقع سنقر الأشقر في أثناء الطريقِ بثلاثة آلاف من المغول فهزمهم يوم الخميسِ تاسع ذي القعدة وصَعِدَ العسكر على الجبالِ فأشرفوا على وطأة البلستين، فرأوا التتار قد رتَّبوا عسكرهم وكانوا أحدَ عَشَرَ ألف مقاتل، وعَزَلوا عنهم عسكَرَ الروم خوفًا من مخامرتهم، فلمَّا تراءى الجمعان حملت ميسرةُ التتار فصَدَمت رماح السلطان، ودخلت طائفةٌ منهم بينهم فشقُّوها، وساقت إلى الميمنة، فلما رأى السلطان ذلك أردف المسلمينَ بنفسه ومن معه، ثم لاحت منه التفاتةٌ فرأى الميسرة قد كادت أن تتحطَّمَ فأمر جماعةً من الأمراء بإردافها، ثم حمل العسكرُ جميعُه حملةً واحدة على التتار فترجَّلوا إلى الأرض عن آخرهم، وقاتلوا المسلمينَ قتالًا شديدًا، وصبر المسلمون صبرًا عظيمًا، فأنزل اللهُ نَصرَه على المسلمين، فأحاطت بالتتارِ العساكرُ مِن كل جانب، وقتلوا منهم خلقًا كثيرًا، وقتل من المسلمين أيضًا جماعةً، وأسر جماعةً من أمراء المغول، ومن أمراءِ الروم، وهرب حاجِبُ السلطان السلجوقي, فنجا بنفسه، ودخل قيسارية بفلسطين في بكرة الأحد ثاني عشر ذي القعدة، وأعلم أمراءُ الروم مَلِكَهم بكسرةِ التتار على البلستين، وأشار عليهم بالهزيمةِ فانهزموا منها وأخلوها، فدخلها الملكُ الظاهر وصلى بها الجمعةَ سابع ذي القعدة، وخُطِبَ له بها، ثم كرَّ راجعًا مؤيَّدًا منصورًا، وسارت البشائِرُ إلى البلدان ففرح المؤمنون يومئذ بنصر الله، ولما بلغ خبَرُ هذه الوقعة ملكَ التتار أبغا بن هولاكو جاء حتى وقف بنفسه وجيشِه، وشاهد مكان المعركة ومَن فيها من قتلى المغول، فغاظه ذلك وأعظَمَه وحنق على البرواناه؛ إذ لم يُعلِمه بجليَّة الحال، وكان يظنُّ أمر الملك الظاهر دون هذا كلِّه، واشتد غضَبُه على أهل قيسارية وأهلِ تلك الناحية، فقتَلَ منهم قريبًا من مائتي ألف، وقيل قتل منهم خمسمائة ألف من قيسارية وأرزن الروم، وكان في جملةِ مَن قُتِلَ القاضي جلال الدين حبيب، فإنَّا لله وإنا إليه راجعون.