الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3316 ). زمن البحث بالثانية ( 0.009 )

العام الهجري : 31 العام الميلادي : 651
تفاصيل الحدث:

لمَّا أصاب المسلمون مِن أهلِ أفريقيا وقتَلوهُم وسَبوهُم، خرَج قُسطنطين بن هِرقل في جمعٍ لم تَجمَعْ الرُّومُ مِثلَه مُذْ كان الإسلامُ، خرَجوا في خمسمائةِ مَركَبٍ عليهم قُسطنطين بن هِرقل، ورَكِبَ المسلمون البحرَ على غيرِ مِيعادٍ مع الرُّومِ وعليهم عبدُ الله بن سعدِ بن أبي السَّرْحِ أميرُ مِصْرَ حتَّى بلغوا ذاتَ الصَّواري، فلَقوا جُموعَ الرُّومِ في جمعٍ لم يَروا جمعًا مِثلَه قَطُّ, فقال عبدُ الله بن أبي السَّرْحِ: أَشِيروا عَلَيَّ، قالوا: نَنظُر اللَّيلةَ، فبات الرُّومُ يَضرِبون بالنَّواقيس، وبات المسلمون يُصلُّون ويَدعون الله، ثمَّ أصبحوا فقال المسلمون للرُّومِ: إن شِئْتُم فالسَّاحِل حتَّى يَموتَ الأعجلُ مِنَّا ومنكم، وإن شِئْتُم فالبَحر. قال: فنَخَروا نَخرَةً واحدةً وقالوا: الماء. ثمَّ أصبحوا وقد أجمعَ قُسطنطين أن يُقاتِلَ في البَحرِ، فقَرَّبوا سُفُنَهُم، وقَرَّب المسلمون فرَبَطوا السُّفُنَ بعضَها إلى بعضٍ، واقتَتَلوا أشدَّ القِتالِ، ووَثَبَ الرِّجالُ على الرِّجالِ يَضرِبون بالسُّيوفِ على السُّفُنِ، ويَتَواجَئون بالخَناجِر حتَّى رجعَت الدِّماءُ إلى السَّاحلِ تَضرِبها الأمواجُ، وطَرحَت الأمواجُ جُثَثَ الرِّجالِ رُكامًا حتَّى صارت كالجبلِ العظيمِ عند السَّاحلِ، وقُتِلَ مِن الفَريقين خَلْقٌ كثيرٌ، ثمَّ نصَر الله المسلمين فقتَلوا منهم مَقتلةً عظيمةً لم يَنْجُ منهم إلَّا الشَّريدُ، وانهزَم قُسطنطين. وأقام عبدُ الله بذاتِ الصَّواري أيَّامًا بعدَ هَزيمةِ القومِ، ثمَّ أقبلَ راجعًا. قِيلَ: عُرِفَت بذاتِ الصَّواري لأنَّ صَواري السُّفُنِ رُبِطَت ببعضِها بعضًا، سُفُن الرُّومِ وسُفُن المسلمين. وقِيلَ: لِكثرَةِ السُّفُنِ التي شاركت في القِتالِ وكانت كلُّها ذاتَ صَواري كبيرةٍ.

العام الهجري : 321 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 933
تفاصيل الحدث:

هو أبو بكر محمَّدُ بن الحسن بن دريد بن عتاهية الأزديُّ البصريُّ، عالِمٌ وشاعِرٌ وأديبٌ عربيٌّ، كان رأسًا في العربيَّةِ وأشعار العرَبِ, وله شعرٌ كثيرٌ وتصانيفُ مشهورة. ولِدَ سنة 223.كان يقالُ: "ابن دريد أشعَرُ العُلَماء وأعلَمُ الشُّعَراء", وكان أبوه وجيهًا من وجهاءِ البصرة، وقرأ ابنُ دريد على علمائِها وعلى عمه الحُسَين بن دريد، قال أحمد بن يوسف الأزرق: "ما رأيتُ أحفَظَ مِن ابنِ دُرَيد. وما رأيتُه قُرئ عليه ديوانٌ قَطُّ إلَّا وهو يسابِقُ إلى روايته؛ لحفظِه له". قال أبو حفصِ بنُ شاهين: "كنَّا ندخُلُ على ابن دُرَيد فنستحي ممَّا نرى من العيدانِ المُعَلَّقة والشَّراب. وقد جاوز التِّسعينَ". وقال أبو منصور الأزهري: "دخلتُ عليه فرأيتُه سكرانَ، فلم أعُدْ إليه". وعند ظهور الزِّنجِ في البصرة انتقل مع عمِّه إلى عُمان عام 257، وأقام فيها اثنتي عشرة سنةً، ثم رجع إلى البصرة وأقام فيها زمنًا، ثم خرج إلى الأحوازِ بعد أن لبَّى طلب عبد الله بن محمد بن ميكال، فلحق به لتأديبِ ابنِه أبي العباس إسماعيلَ، وهناك قَدَّمَ له كتابَه (جَمهرة اللُّغة) وتقَلَّد ابنُ دريد آنذاك ديوانَ فارِسَ، فكانت كتُبُ فارس لا تصدُرُ إلَّا عن رأيه، ولا ينفُذُ أمرٌ إلَّا بعد توقيعِه، وقد أقام هناك نحوًا من سِتِّ سنواتٍ. ولابن دريدٍ مِن الكتب "الجمهرة"، و"الأمالي"، و"اشتقاق أسماء القبائل"، و"المجتبى"، و"الخيل"، و"السلاح"، و"غريب القرآن" ولم يتِمَّ، و"أدب الكاتِب"، و"فعلتُ وأفعلتُ"، و"المطر"، وغيرها من الكتب. دُفِنَ ابن دريد وأبو هاشم الجُبَّائي في يومٍ واحد في مقبرةِ الخيزران لاثنتي عشرة ليلة بَقِيَت من شعبان، فقيل: مات الكلامُ واللُّغةُ جميعًا.

العام الهجري : 368 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 978
تفاصيل الحدث:

اتَّفَقَ أنَّ عَضُدَ الدولة أبا شجاع فناخسرو بن ركن الدولة بن بُويه أخذ بغدادَ مِن ابنِ عَمِّه بختيار بن أحمدَ بنِ بُوَيه، فسار بختيار إلى المَوصِل، واتَّفَق مع أبي تغلِبَ الغضنفر بن ناصر الدولة بن حِمدانَ على قتالِ فناخسرو، فسار إليهم فناخسرو وأوقَعَ بهم، فانهزموا، وأَسَر بختيار وقَتَلَه، وفَرَّ حينئذٍ مِن أولاد بختيار إعزازُ الدولة المرزبان، وأبو كاليجار وعَمَّاه: عُمدةُ الدولة أبو إسحاق، وأبو طاهرٍ مُحمَّد، ابنا مُعِزِّ الدولة أحمدَ بنِ بُوَيه، وساروا إلى دمشق في عسكرٍ، فأكرَمَهم خليفةُ أفتكين، وأنفَقَ فيهم، وحمَلَهم وصَيَّرَهم إلى أفتكين بطبَرِيَّة، فقَوِيَ بهم، وصار في اثني عشر ألفًا، فسار بهم إلى الرملة، ووافى بها طليعةَ العزيز، فحَمَل عليها أفتكين مرارًا، وقتَلَ منها نحوَ مائة رجل، فأقبل عسكرُ العزيز زُهاءَ سبعين ألفًا، فلم يكنْ غيرُ ساعةٍ حتى أحيط بعَسكرِ أفتكين، وأَخَذوا رِجالَه، فصاح الديلمُ الذين كانوا معه: زنهار، زنهار، يريدونَ: الأمان، الأمان. واستأمَنَ إليه أبو إسحاق إبراهيم بن مُعزِّ الدولة، وابنُ أخيه إعزاز الدولة، والمرزبان بن بختيار، وقتل أبو طاهر محمَّدُ بنُ معز الدولة، وأُخِذَ أكثَرُهم أسرى، ولم يكن فيهم كبيرُ قَتلى، وأخذَ أفتكين نحو القدس، فأُخِذَ وجيءَ به إلى حسَّانِ بنِ علي بن مفرج بن دغفل بن الجراح، فشَدَّ عمامتَه في عُنُقِه، وساقَه إلى العزيز، فشُهِرَ في العسكر، وأُسنِيَت الجائزةُ لابن الجرَّاح، وكانت هذه الوقعة لسبعٍ بقين من المحرم سنة 368. فورد كتابُ العزيز إلى مصر بنُصرتِه على أفتكين، وقَتْل عدة من أصحابه وأسْرِه، فقُرِئَ على أهلِ مِصرَ فاستبشروا وفَرِحوا.

العام الهجري : 762 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1361
تفاصيل الحدث:

كان أبو سالم إبراهيمُ المريني منفيًّا في الأندلس، ثم عاد وتمَلَّك بعد أن خَلَع ابن أخيه محمد السعيد الذي جلس بعد اغتيالِ أبيه، ثمَّ في هذه السنة قام الوزيرُ عمر بن عبد الله الفودودي بخلع السلطانِ أبي سالم إبراهيم وقَتَله وولِيَ السلطنة تاشفين بن أبي الحسن علي أخي السلطان المخلوع، وكان تاشفين موسوسًا مختل العقل، ولم يرضَ بنو مرين عما فعله الوزيرُ فخلعوا تاشفين وأتوا بابنِ أخٍ له يدعى محمد الثاني بن أبي الحسن علي المريني فبايعوه وولوه المُلك ولَقَّبوه المنتصر.

العام الهجري : 1264 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1848
تفاصيل الحدث:

هو الشاه محمد بن عباس القاجاري الشيعي، شاه إيران في الفترة من 23 أكتوبر 1834 إلى وفاته سنة 1848، ينتمي إلى سلالة القاجاريين التي حكمت بلاد فارس بين عامي 1779 و1925. وهو ابنُ عباس ميرزا، ابن فتح علي شاه وولي عهده. خلَفَ محمد شاه جَدَّه في الحكم. ثم ثار عليه عمُّه علي ميرزا. توفِّيَ محمد شاه يوم الثلاثاء 6 شوال من هذا العام  ودام ملكُه أربع عشرة سنة وثلاثة أشهر، وكان ابنه ناصر الدين ميرزا ولي العهد الذي تولى بعد وفاة والده ملك إيران.

العام الهجري : 1429 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 2008
تفاصيل الحدث:

أعلن رئيسُ اللجنةِ الانتخابية الباكستانية انتِخابَ زعيم حزبِ الشعب بالوَكالة آصف علي زرداري (53 عامًا) زوجِ بنازير بوتو- زعيمةِ المعارضةِ سابقًا- رئيسًا لباكستان من قِبَلِ البرلمان والمَجالسِ الإقليمية. وكان أعضاءُ البَرلمانِ الباكستانيِّ وأربعةُ مجالِسَ إقليميَّةٍ قد اجتَمَعوا للتَّصويتِ لاختيارِ رئيسٍ جديدٍ للبلادِ خَلَفًا للرئيسِ المُستَقيل برويز مشرف، وَسَطَ إجراءاتٍ أمنيَّةٍ مشدَّدةٍ حولَ مبنَى البَرلمان في العاصمةِ إسلام أباد. وقد حَصَل آصف علي زرداري على (281) صوتًا من (426) في مجلِسَي البرلَمان. وحَصَل على غالبيَّةِ الأصواتِ في المَجالِسِ الإقليمِيَّةِ الأربعَةِ.

العام الهجري : 762 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1361
تفاصيل الحدث:

خرج الأميرُ بَيدمر نائِبُ الشام عن الطاعة، وبموافقةِ جماعةٍ مِن الأمراء له على ذلك، منهم أسَنْدَمر أخو يَلبغا اليحياوي، والأمير مَنجَك وجماعة، وأنه قام لأخذ ثأر السُّلطانِ حسن، وأفتاه جماعةٌ من الفقهاء بجواز قتال قاتِلِه الذي تغَلَّب على المُلك- يعني الأمير يَلْبُغا- ومنع البريدَ أن يمُرَّ مِن الشام، وجَهَّزَ الأمير مَنجَك والأمير أَسَندَمُر الزيني في عسكَرٍ إلى غزة، فحاربوا نائِبَها ومَلَكوها، فنصب الأميرُ يَلبُغا السَنْجقَ السلطاني، وتقَدَّمَ إلى الأمراء بالتجهيز للسفر، وأخرج الأميرَ قَشَتمر نائب السلطة إلى جهة الصعيد في عسكَرس ليحفظ تلك الجِهةَ في مُدَّة الغيبة بالشام، وأُقيم الأمير شرف الدين موسى بن الأزْكَشي نائب الغيبة، وخَرَجت طلابُ الأمراء شيئًا بعد شيءٍ، وركب السلطانُ في أول شهر رمضانَ مِن قلعة الجبل، ونزل خارِجَ القاهرة، ثم رحل وصحبته الخليفةُ والأمراء، وتاج الدين محمد بن إسحاق المناوي قاضى العسكر، وسراج الدين عمر الندى قاضي العسكر، فرحل الأميرُ منجَك بمن معه من غَزَّة، عائدًا إلى دمشق، فنزل بها السلطانُ بعساكره وجلس الأميرُ يلبغا لعَرضِ العسكر، ثم ساروا جميعًا إلى دمشق، وخيَّموا بظاهرها، فخرج إليهم أكثَرُ أمراء دمشق وعسكَرُها راغبين في الطاعة، حتى لم يبقَ مِن الأمراء مع بيدمر سوى مَنجَك وأسندمر- وقد امتنعوا بالقلعة- فترددت القضاةُ بين الفريقين في الصُّلحِ حتى تقرر، وحَلَف لهم الأميرُ يَلُبغا على ذلك، فاطمأنُّوا إليه ونزلوا من القلعة، فركبَ السلطانُ بعساكره صبحَ يوم الاثنين تاسع عشرين شهر رمضان، ودخَلَ إلى دمشق وقبض على الأمير بيدمر والأمير منجك والأمير أسندمر، وقُيِّدوا، فأنكر ذلك جمال الدين يوسف بن محمد المرداوي الحنبلي قاضي دمشق، وصار إلى الأمير يَلْبُغا، وقال له: لم يقع الصلحُ على هذا فاعتذر بأنَّه ما قصد إلا إقامةَ حُرمةِ السلطان، ووعد بالإفراجِ عنهم، فلما انصرف بعث بهم إلى الإسكندريَّة، فسُجِنوا بها، وصَعِدَ السلطان إلى قلعة دمشق، وسكَنَها، واستبد الأميرُ يَلْبُغا بتدبير الأمورِ في الشام، على عادتِه في مصر، واستقَرَّ الأمير علاء الدين أمير علي نائب الشام عوضًا عن الأمير بَيدمر، واستقر الأميرُ قطْلُوبُغا الأحمدي رأس نوبة في نيابة حلب عوضًا عن الأمير أحمد بن القَشتمري، ثم سار السلطانُ بعساكره من دمشق في يوم الأحد، فلمَّا قرب من القاهرة دُقَّت البشائر بقلعة الجبل، وزُيِّنَت القاهرة ومصر زينة عظيمة، وصعد إلى قلعته في يوم الاثنين عشرين شوال، وفيه قدم الأمير قَشْتَمُر النائبُ مِن الوجه القبلي.

العام الهجري : 580 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1184
تفاصيل الحدث:

هو السُّلطانُ الكبير، أبو يعقوبَ يوسفُ بن عبد المؤمن بن علي القيسي الكومي صاحب المغرب, تمَلَّك بعد أخيه المخلوع محمد بن علي؛ لطَيشِه، وشُربِه الخمر، فخُلِعَ بعد شهر ونصف، وبُويع أبو يعقوب، وكان شابًّا مليحًا، أبيض بحُمرة، مستديرَ الوجه، أفوَهَ، أعيَنَ، تامَّ القامة، حُلوَ الكلام، فصيحًا، حُلوَ المفاكهةِ، عارفا باللغة والأخبار والفِقه، متفنِّنًا، عاليَ الهمة، سخيًّا، جوادًا، مَهيبًا شجاعًا، خليقًا للمُلك. قال عبد الواحد بن علي التميمي: "صحَّ عندي أنَّه كان يحفَظُ أحد (الصحيحين)، أظنُّه البخاري", وكان فقيهًا، يتكلم في المذاهب، ويقول: قولُ فلان صواب، ودليلُه من الكتاب والسنة كذا وكذا. نظر في الطبِّ والفلسفة، وجمع كُتُب الفلاسفة، وتطَلَّبَها من الأقطار، وكان يصحَبُه أبو بكر محمد بن طفيل الفيلسوف، فكان لا يصبِرُ عنه. قال أبو الوليد بن رشد الأندلسي: "لما دخلتُ على أبي يعقوب وجدتُه هو وابن طفيل فقط, فأخذ ابنُ طفيل يطريني، فكان أوَّلَ ما فاتحني أن قال: ما رأيُهم في السماء؟ أقديمةٌ أم حادثة؟ فخِفتُ، وتعَلَّلتُ، وأنكرتُ الفلسفة، ففَهِمَ، فالتفَتُّ إلى ابنِ طفيل، وذكرَ قول أرسطو فيها، وأورد حُجَجَ أهل الإسلام، فرأيتُ منه غزارة حِفظٍ لم أكن أظنُّها في عالِم، ولم يَزَلْ يبسطني، حتى تكَلَّمتُ، ثم أمر لي بخِلعةٍ ومال ومركوب". قال عبد الواحد: "لما تجهَّز أبو يعقوب لغزوِ الروم، أمَرَ العلماء أن يجمعوا أحاديثَ في الجهاد تُملى على الجند، وكان هو يُملي بنفسه، وكبارُ الموحدين يكتبونَ في ألواحهم". وكان يَسهُلُ عليه بذل الأموال لسَعةِ الخراج، فقد كان يأتيه من إفريقيَّةَ في العام مائة وخمسون وقرَ بغل, كان سديد الملوكيَّة، بعيدَ الهمَّة، جوادًا، استغنى الناسُ في أيامه. وزر له أخوه عمر أيامًا، ثم رفَعَ منزلته عن الوزارة، وولى إدريسَ بنَ جامع، إلى أن استأصله، ثم وزر له ولده يعقوب الذي تولى السلطة بعده، وكان له مِن الولد ستة عشر ابنًا.  قال ابن خلكان: "كان يوسفُ فقيهًا حافظًا متقنًا؛ لأن أباه هَذَّبه وقرن به وبإخوتِه أكمَلَ رجال الحرب والمعارف، فنشؤوا في ظهور الخيل بين أبطال الفرسانِ، وفي قراءةِ العلم بين أفاضِلِ العلماء, وكان ميلُه إلى الحكمة والفلسفة أكثَرَ مِن ميله إلى الأدب وبقيَّة العلوم، وكان جمَّاعًا منَّاعًا ضابطًا لخراجِ مملكته عارفًا بسياسة رعيته، وكان ربما يحضُرُ حتى لا يكادُ يغيبُ، ويغيب حتى لا يكاد يحضر، وله في غيبته نُوَّاب وخلفاء وحكام قد فوَّضَ الأمور إليهم؛ لِمَا علم من صلاحِهم لذلك، والدنانير اليوسفية المغربية منسوبةٌ إليه. فلما مُهِّدَت له الأمورُ واستقَرَّت قواعِدُ مُلكِه، دخل إلى جزيرة الأندلس لكشف مصالحِ دولته وتَفقُّد أحوالها. ثم استرجاع بلاد المسلمين من أيدي الفرنج". دخل الأندلسَ في سنة سبع وستين للجهاد، وهو يضمِرُ الاستيلاء على باقي الجزيرة، فجهَّزَ الجيش إلى محمد بن سعد بن مردنيش صاحِبِ مرسية، فالتقوا بقرب مرسية، فانكسر محمَّد، ثم ضايقه الموحِّدون بمرسية مدة، فمات، وأخذ أبو يعقوب بلاده، ثم سار فنازل مدينةَ وبذى، فحاصر فيها الفرنجَ أشهُرًا، وكادوا أن يسلِّموها من العَطَشِ، ثم استُسقُوا فسُقُوا، وامتلأت صهاريجُهم، فرحل بعد أن هادَنَهم، وأقام بإشبيليَّةَ سنتين ونصفًا، ودانت له الأندلس، ثم رجع إلى السوس، وفي سنة خمس وسبعين سار حتى أتى مدينةَ قفصة، فحاصرها، وقبضَ على ابن الرند. وهادَنَ صاحب صقلية، على أن يحمِلَ كُلَّ سنة ضريبة على الفرنج، وفي سنة تسع وسبعين استنفَرَ أهلَ السهل والجبل والعرب، فعَبَرَ إلى الأندلس، وقصد شنترين بيد ابن الريقِ فحاصر فيها الفرنجَ مُدَّةً، وجاء البرد، فقال: غدًا نترحل. فكان أوَّلَ من قَوَّض مخيمَه عليُّ بن القاضي الخطيب، فلما رآه الناسُ، قوَّضوا أخبيتهم، فكَثُر ذلك، وعَبَرَ ليلتئذ العسكر النهر، وتقدموا خوف الازدحام، ولم يَدْرِ بذلك أبو يعقوب، وعَرَفَت الروم، فانتهزوا الفرصةَ، وبرزوا، فحَمَلوا على الناس، فكشفوهم، ووصلوا إلى مخيَّم السلطان، فقُتِلَ على بابه خلقٌ من الأبطال، وخُلِصَ إلى السلطان، فطُعِنَ تحت سُرَّتِه طعنةً مات بعد أيام منها، وتدارك الناسُ، فهزموا الرومَ إلى البلد، وهرب الخطيبُ، ودخل إلى صاحِبِ شنترين، فأكرمه، واحترمه، ثم أخذ يكاتِبُ المسلمين، ويدلُّ على عورة العدو، فأحرقوه. ولما طُعِنَ أبو يعقوب ساروا به ليلتين، ثم توفِّي، فصُلِّيَ عليه، وصُيِّرَ في تابوت، ثم بعث إلى تينمل، فدُفِنَ مع أبيه، وابن تومرت. مات في سابع رجب، وكانت مدَّة ملكه اثنتين وعشرين سنة وشهرًا، ومات عن غيرِ وصية بالمُلك لأحد من أولاده، فاتَّفَق رأي قواد الموحدين وأولاد عبد المؤمن على تمليكِ ولده أبي يوسف يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن فمَلَّكوه من الوقت الذي مات فيه أبوه؛ لئلا يكونوا بغيرِ مُلكٍ يَجمَعُ كَلِمتَهم لقُربِهم من العدُوِّ.

العام الهجري : 1362 العام الميلادي : 1942
تفاصيل الحدث:

اتجه النضال في طرابلس نحو العمل السياسي والمطالبة بوحدة أراضيه والاستقلال، فأنشئ النادي السياسي الأول عام 1362هـ / 1943م في مدينة طرابلس، وافتتح فروعًا له في النواحي. وازداد نفوذ النادي حتى تمكَّن بعد عامين من تنظيم مظاهرة كبرى أزالت اللافتاتِ الفاشية من الشوارع. وتقَدَّم بعضُ الذين سبق لهم التعاونُ مع الإيطاليين بعرائض طالبوا فيها بوصاية بريطانية. ونشأ كرَدِّ فعل لهذه الحركة الحزبُ الوطني عام 1364هـ/ 1945م برئاسة (علي بن حسن الفقيه، وسالم بن منتصف. ونَشَر الحزب الوطني ميثاقَه في أول شعبان 1364هـ /1944م دعا فيه إلى مقاومة عودة إيطالية، والعمل على إلغاء القوانين الإيطالية، ومنع هجرة الإيطاليين إلى طرابلس. وعلى الرغم من أهداف الحزب المعتدلة فإن الإدارة العسكرية البريطانية لم تعترفْ به إلا في عام 1365 وضاق بعض الأعضاء وعلى رأسهم رئيس الحزب باعتدال الحزب، فانشَقُّوا وشكلوا في الكتلة الوطنية الحرة، وأرادت الإدارة العسكرية البريطانية إضعاف هذين الحزبين، فشكلت في 10 مايو حزبا ثالثًا من المتعاونين أيام الاحتلال مع الإيطاليين برئاسة سالم المنتصف، وعضوية الشيخ محمد أبو الإسعاد مفتي طرابلس في العهد الإيطالي، وسمي الحزب بالجبهة الوطنية المتَّحدة، وأعضاء الجبهة ينتمون إلى أسر كبيرة عُرِفوا بتعاونهم مع السلطات الإيطالية. وانشَقَّ عن الكتلة الوطنية الحرة ثلاثة أعضاء وشكَّلوا في 16 ديسمبر 1365 حزب الاتحاد المصري الطرابلسي برئاسة علي رجب الذي دعا إلى الاتحاد مع مصر. كذلك ألَّف العمال حزبًا في شوال 1366هـ، وشكَّل صادق بن زارع وكيل الحزب الوطني حزبَ الأحرار في الأول من جمادى الأول 1367هـ!!

العام الهجري : 1384 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1965
تفاصيل الحدث:

هو الملك فاروق بن الملك فؤاد الأول بن الخديوي إسماعيل بن إبراهيم باشا بن محمد علي باشا. آخِرُ ملوك مملكة مصر والسودان. ولِدَ في 11 فبراير 1920م في القاهرة، ونشأ بها كابن وحيدٍ بين خمسِ شقيقات أنجبهم الملك فؤاد الأول، ثم أكمل تعليمَه بفرنسا وإنجلترا، أصبح وليًّا للعهد وهو صغيرُ السن، واختار الملك الوالِدُ فؤادُ الأولُ لولي عهده لقَبَ أمير الصعيد. وتحمَّل فاروقٌ المسؤولية وهو صغير السن؛ حيث إنه تولَّى العرش في 16 من عمرِه بعد وفاة والده الملك فؤاد الأول، ولأنَّه كان قاصرًا فقد تمَّ تشكيل مجلس وصاية رأَسَه ابنُ عمه الأمير محمد علي بن الخديوي توفيق أخي الملك فؤاد الأول، وكان سببُ اختياره أنه أكبر الأمراء سنًّا في ذلك الوقت، واستمَرَّت مدة الوصاية ما يقارب السنة وثلاثة شهور؛ إذ إنَّ والدته الملكة نازلي خافت بأن يطمَعَ الأمير محمد علي بالحُكمِ ويأخذه لنفسه، فأخذت فتوى بأن يُحسَب عُمرَه بالتاريخ الهجري، وأدَّى ذلك إلى أن يتوَّج فاروق مِلكًا رسميًّا بتاريخ 29 يوليو 1937، وتمَّ تعيينُ الأمير محمد علي باشا وليًّا للعَهدِ، وظَلَّ بهذا المنصب حتى ولادة ابن فاروق الأول أحمد فؤاد. استمرَّ حكمُ فاروق مدة ست عشرة سنة إلى أن أرغمته ثورة 23 يوليو 1952 على التنازل عن العرش لابنه الطفل أحمد فؤاد، الذي كان عمره حينها ستة أشهر، والذي ما لبث أن خُلِعَ بتحويل مصر من ملكية إلى جمهورية، وبعد تنازل فاروق عن العرش أقام في منفاه بروما عاصمة إيطاليا، وكان يزور منها أحيانًا سويسرا وفرنسا، وذلك إلى أن توفِّيَ بروما، ودُفِن في المقبرة الملكية بمسجد الرفاعي بالقاهرة حَسَب وصيَّتِه.

العام الهجري : 788 العام الميلادي : 1386
تفاصيل الحدث:

حضر الشَّريفُ جماز بن هبة المدينةَ النبوية بحشده، فحاربه عليُّ بن عطية، وهزمه عنها.

العام الهجري : 643 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1245
تفاصيل الحدث:

كَثُرَت محاربة الصاحب معين الدين بن شيخ الشيوخ ومعه الخوارزمية الذين كان مجيئُهم بناءً على طلب الملك الصالحِ نجم ِالدين  أيوب صاحبِ مصر، فحاصروا دمشقَ وقطعوا عنها الميرةَ فتضايقت البلدُ، ثم أحرقوا قصرَ الحجَّاج في ثاني محرم، ورمي بالمجانيق وألحَّ بالقتال، فأحرق الصالحُ إسماعيل صاحب دمشق في ثالثه عدَّة مواضع، ونُهِبَت أموال الناس، وجرت شدائدُ إلى أن أهل شهر ربيع الأول، ففيه خرج المنصورُ صاحب حمص من دمشق، وتحدَّثَ معه بركة خان مقدم الخوارزمية في الصَّفحِ، وكذلك طلبوا إلى ابن شيخ الشيوخ الأمانَ ثم قرر أن الصالح إسماعيلَ يسلِّم دمشق، على أن يخرج منها هو والمنصور بأموالهم، ولا يعرض لأحدٍ مِن أصحابهم ولا لشيءٍ ممَّا معهم، وأن يعوَّض الصالحُ إسماعيل عن دمشق ببعلبك وبُصرى وأعمالها، وجميع بلاد السواد، وأن يكون للمنصور حمص وتدمر والرحبة، فأجاب أمين الدولة وزير دمشق إلى ذلك، وحلف الصاحِبُ معين الدين وزير مصر لهم، فخرج الصالحُ إسماعيل والمنصور من دمشق، ودخل الصاحِبُ معين الدين في يوم الاثنين ثامن جمادى الأولى، ومنع الخوارزميَّة من دخول دمشق ودبَّرَ الأمير أحسَنَ تدبير، وأقطع الخوارزميَّة الساحلَ، وخطب بدمشق وبجامعِ دمشق وعامَّة أعمالها للمَلِك الصالح نجم الدين، وسلم أيضًا الأمير سيف الدين علي بن قلج قلعة عجلون لأصحاب الملك الصالح، وقدم إلى دمشقَ، فلما وردت الأخبارُ بذلك على الملك الصالح نجم الدين أنكر على الطواشي شهاب الدين والأمراء كيف مكَّنوا الصالح إسماعيل من بعلبك، وقال: إنَّ الصاحِبَ معين الدين حَلَف له، وأما أنتم فما حلفتم، وأمَرَ الملك الصالح نجم الدين أن يسيرَ ركن الهيجاوي، والوزير أمين الدولة السامري، تحت الحوطة إلى قلعة الروضة، فسُيِّرَا من دمشق إلى مصر، واعتُقِلا بقلعة الجبل فاتفق مرض الصاحبِ معين الدين ووفاته بدمشق، في الثاني والعشرين من شهر رمضان، فكتب السلطان إلى الأمير حسام بن أبي علي الهذباني، وهو بنابلس، أن يسير إلى دمشق ويتسلمها، فسار إليها وصار نائبًا بدمشق، والطواشي رشيد بالقلعة.

العام الهجري : 1276 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1860
تفاصيل الحدث:

هو سليمان باشا الفرنساوي، أو الكولونيل سيف، اسمه "الكولونيل أوكتاف جوزيف انتلم سيف" ولِدَ عام 1788م في مدينة ليون بفرنسا وهو ضابطٌ فرنسي جاء إلى مصر مع الحملةِ الفرنسية، وبقي بها واعتنق الإسلامَ، وهو من بقايا حروب نابليون. عندما فكر محمد علي في بناء جيشٍ مصريٍّ حديث يحافِظُ على إنجازاته عَهِدَ إليه بتكوينِ النواة الأولى من الضباط، واختار له أسوانَ حتى يبتَعِدَ الطلاب عن القاهرة ومؤثِّراتها والمؤامَرات التي كانت تحاكُ فيها. وقد لاقى "الكولونيل سيف" متاعبَ جمةً خلال تدريب طلابِ هذه المدرسة، خاصةً وأنهم لم يعتادوا الطاعةَ المُطلقةَ لرؤسائهم, كما لم يتعودوا أن يتعَلَّموا فنون الحرب الحديثة، وكان "سليمان الفرنساوي" شديدَ الإعجاب بالجندي المصري، ويُؤثَرُ في ذلك قوله: "إن المصريين هم خيرُ من رأيتُهم من الجنود؛ فهم يجمعون بين النشاط والقناعة والجَلَد على المتاعب، مع انشراحِ النَّفسِ وتوطينها على احتمالِ صُنوف الحِرمان، وهم بقليلٍ مِن الخبز يسيرون طوالَ النهار يحدوهم الشَّدوُ والغناءُ. ولقد رأيتُهم في معركة "قونية بالشام" يبقون ساعاتٍ متوالية في خطِّ النار محتفظين بشجاعةٍ ورباطةِ جأشٍ تدعوان إلى الإعجابِ، دون أن تختلَّ صُفوفُهم، أو يسري إليهم المَلَل أو يبدو منهم تقصيرٌ في واجباتهم وحركاتهم الحربية". وظل سليمان باشا في خدمةِ الجيش المصري بعد وفاة محمد علي حتى صار القائِدَ العام للجيش المصري في عهد الخديوي عباس، واستمَرَّ في عمله أيامَ عباس الأول وسعيد باشا، وعاش بين المصريين وقام بمصاهرتِهم، فتزوَّج إحدى بناتِه "محمد شريف باشا" الذي يُطلَق عليه المصريون أبو الدستور، وأنجب منها فتاةً تزوجت من "عبد الرحيم صبري باشا" وأثمر هذا الزواجُ فتاةً أصبحت ملكةً على مصر وهي "الملكة نازلي" أم الملك الراحل" فاروق الأول". وتقديرًا من المصريين أقاموا لسليمان الفرنساوي تمثالًا في ميدان أطلق عليه اسمه، كما أطلقوا اسمه على أحد شوارع القاهرة الرئيسية حتى قامت ثورة يوليو فأطاحت بالتمثال، وغيَّرَت اسم الميدان والشارع، وأطلقت عليهما اسم "طلعت حرب" رجل الاقتصاد المصري الشهير. ومع ذلك لا يزالُ المصريون يفَضِّلون استعمال اسم (شارع سليمان) ربما وفاء منهم لذكرى رجل كانت له اليدُ الطولى في بناءِ أوَّلِ جَيشٍ مصريٍّ حديثٍ.

العام الهجري : 269 العام الميلادي : 882
تفاصيل الحدث:

هو أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن زياد الإسكندراني المالكي صاحبُ التصانيف المشهورة، المعروف بابن الموَّاز، فقيهٌ مالكي، تفقَّه على أصبغ بن الفرج المصري، وعلى ابن الماجِشون، انتهت إليه رياسةُ المذهب المالكي في عصره، فكان المنتهى في تفريعِ المسائل، وكتابه المشهورُ بالموازية يعتبَرُ من الكتب المعتَمَدة في الفقه المالكي، بل قيل: هو أصحُّ كتاب في الفقه المالكي، وعليه العُمدةُ، قَدِمَ دمشقَ في صحبة أحمد بن طولون, وقيل: إنه تزهَّد، وانزوى ببعض الحصونِ الشاميَّة في أواخر عمره، حتى أدركه أجَلُه- رحمه الله تعالى- توفي في دمشق عن 99 عامًا.

العام الهجري : 285 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 899
تفاصيل الحدث:

لَمَّا توفِّيَ أحمدُ بنُ عيسى بن الشيخ الشَّيباني صاحِبُ ديار بكر، قام بعده ابنُه محمد بآمد وما يليها على سبيل التغَلُّب، فسار المعتَضِدُ إلى آمد بالعساكر، ومعه ابنُه أبو محمد علي المُكتَفي، وجعل طريقَه على الموصِل، فوصل آمدَ، وحصرها إلى ربيع الآخر من سنة 286، ونصب عليها المجانيقَ، فأرسل محمَّد بن أحمد بن عيسى يطلبُ الأمانَ لنفسه، ولِمَن معه، ولأهل البلد، فأمَّنَهم المعتضد، فخرج إليه وسلَّم البلد، فخلع عليه المُعتَضِد وأكرَمَه، وهدم سورَها. ثم بلغه أنَّ محمَّدَ بن أحمد يريد الهربَ، فقبض عليه وعلى أهلِه.