الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3793 ). زمن البحث بالثانية ( 0.009 )

العام الهجري : 502 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1109
تفاصيل الحدث:

حاول الباطنية الإسماعيلية الاستيلاءَ على حصن شيزر مستغلين خروج أصحابه بني منقذ منه، ولكنَّ بني منقذ أدركوهم وقاتلوهم حتى أخرجوهم من الحصن وقُتل من الطرفين الكثير، كما قام الباطنية الإسماعيلية باغتيال عدد من القضاة، منهم: قاضي أصبهان عبيد الله بن علي الخطيبي، وقتلوا قاضي نيسابور صاعد بن محمد أبو العلاء البخاري، وقتلوا أيضًا قاضي آمد عبد الواحد بن إسماعيل الروياني الشافعي، وقام في السنة التالية بعض الباطنية على الوزير أبي نصر بن نظام الملك لقتله، فضربوه بالسكاكين فجرحه أحدُهم في رقبته، ثم أُخِذ الباطني فسُقِيَ الخمر فأقرَّ على جماعة من الباطنية، فأُخذوا فقُتلوا.

العام الهجري : 772 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1370
تفاصيل الحدث:

خُلِعَ أبو البقاء خالد بن إبراهيم بن أبي بكر متمَلِّك تونس، بعد إقامته في المُلْك سنة وتسعة أشهر تنقُصُ يومين، وهو الخامس عشر من ملوك الحفصيين بتونس، وكان صبيًّا والأمر بيد الحاجِبِ ابن المالقي، وقام بعدَه ابنُ عَمِّه أبو العباس أحمد بن محمد بن أبي بكر بن يحيى بن إبراهيم، وقد كان هذا أميرَ قُسنطينة وبجاية، فلما استطاع الزحفَ على تونس قَتَل الحاجي ابن المالقي وفَرَّ خالد المخلوع، لكِنَّه قبض عليه ونفِيَ إلى الغرب لكنَّه غَرِقَ في البحر، فتملك أبو العباس هذا وتلَقَّب بالمستنصر بالله في يوم السبت ثامن عشر ربيع الآخر.

العام الهجري : 1167 العام الميلادي : 1753
تفاصيل الحدث:

اجتمع في الدرعية الشيخ محمد بن عبد الوهاب والإمام محمد بن سعود، بالإضافة إلى كبار أنصار الدعوة الذين قدموا من مختلف البلدان للتباحث في شؤون الدعوة والمواقف اللازم اتخاذها ضد أعدائها، وكان دهام بن دواس قد تضجَّر من الحرب مع آل سعود، فلما سمع بهذا التجمع مال إلى المهادنة، وطلب من الشيخ محمد بن عبد الوهاب والإمام محمد بن سعود عقدَ صُلحٍ بينه وبين الدرعية، وتعهد باعتناق مبادئ الدعوة السلفية، إلَّا أنه نكث هذا العهد في العام التالي سنة 1168 هـ، وسانده على ذلك محمد بن فارس رئيس منفوحة، وهكذا تجددت الاشتباكاتُ بين الدرعية والرياض.

العام الهجري : 284 العام الميلادي : 897
تفاصيل الحدث:

ظهر اختلالُ حالِ هارونَ بنِ خِمارَوَيه بنِ أحمد بن طولون بمصر، واختلَفَت القوَّاد، وطَمِعوا فانحَلَّ النظام، وتفَرَّقَت الكلمة، فأقاموا له أحدَ أمراءِ أبيه يديرُ الأمورَ ويُصلِحُ الأحوال، وهو أبو جعفرِ بن أبان، وكان عند والدِه وجَدِّه مُقَدَّمًا كبيرَ القَدرِ، فأصلحَ مِن الأحوالِ ما استطاع، وكان مَن بدمشق من الجُندِ قد خالفوا على أخيه جيشِ بنِ خِمارَوَيه، فلما تولى أبو جعفرٍ الأمورَ سَيَّرَ جيشًا إلى دمشق عليهم بدرُ الحمامي، والحسينُ بن أحمد الماذرائي، فأصلحا حالَها وقرَّرا أمور الشامِ، واستعملا على دمشقَ طغج بن جف واستعملا على سائر الأعمال، ورجعا إلى مصرَ والأمور فيها اختلالٌ، والقُوَّاد قد استولى كلُّ واحدٍ منهم على طائفةٍ مِن الجند وأخذَهم إليه، وهكذا يكون انتقاضُ الدُّوَل، وإذا أراد الله أمرًا فلا مَرَدَّ لحُكمِه، وهو سريعُ الحِسابِ.

العام الهجري : 316 العام الميلادي : 928
تفاصيل الحدث:

لَمَّا وزَر أبو عليِّ بنُ مقلة بسعايةِ نصر الحاجب أبي عبدالله بن البريدي وبذل له عشرينَ ألف دينار على ذلك، فقلَّدَ أبا عبد اللهِ بنَ البريديِّ الأهوازَ جميعَها، سوى السُّوسِ وجُنْدَيسابور، وقلَّدَ أخاه أبا الحُسَين الفراتيَّة، وقلَّدَ أخاهما أبا يوسف الخاصَّةَ والأسافل، على أن يكون المالُ في ذمَّةِ أبي أيُّوب السمسار إلى أن يتصرَّفوا في الأعمال، وكتب أبو عليِّ بنُ مقلة إلى أبي عبد الله في القبضِ على ابن أبي السلاسل، فسار بنَفسِه فقَبَضَ عليه بتُستَر، وأخذ منه عشرةَ آلاف دينار ولم يوصِلْها، وكان أبو عبد الله متهوِّرًا لا يفكِّرُ في عاقبةِ أمْرِه؛ لِما يتَّصِفُ به من المَكرِ والدَّهاءِ وقِلَّة الدين، ثمَّ إنَّ أبا عليِّ بن مقلة جعل أبا محمَّد الحسين بن أحمد الماذرائي مُشرفًا على أبي عبدالله بن البريدي، فلم يلتفِتْ إليه.

العام الهجري : 328 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 940
تفاصيل الحدث:

هو العلَّامةُ الأديبُ الأخباريُّ، شهابُ الدين أبو عُمَر أحمدُ بنُ عبد ربه ابن حبيب بن حدير بن سالم المرواني القرطبي، مولى هشامِ بنِ عبد الرحمن بن معاوية بن هشام المعروف بابن عبد ربه الأندلسي. صاحِبُ كتاب (العِقد الفريد). ولد في رمضان سنة 246 كان موثَّقًا نبيلًا بليغًا شاعرًا, وكان من الفضلاء المُكثرين، والعُلَماء بأخبار الأوَّلين والمتأخرين، وكتابه العِقدُ يدُلُّ على فضائل جمة، وعلوم كثيرة مهمة، قال ابن كثير: "ويدلُّ كثيرٌ مِن كلامه على تشيُّعٍ فيه، ومَيلٍ إلى الحَطِّ على بني أميَّة، وهذا عجيبٌ منه؛ لأنَّه أحدُ مواليهم، وكان الأولى به أن يكونَ ممَّن يواليهم لا ممَّن يعاديهم"، له ديوانُ شِعرٍ حَسَنٍ، لكِنْ أورد منه أشعارًا في التغزُّلِ في المردانِ والنِّسوان. توفِّيَ بقرطبة يوم الأحد ثامن عشر جمادى الأولى عاش اثنتين وثمانين سنة.

العام الهجري : 685 العام الميلادي : 1286
تفاصيل الحدث:

هو السلطان المنصور أبو يوسف يعقوب بن عبد الحق بن محبو بن حمامة المريني مؤسس دولة بني مرين ببلاد المغرب بين فكيك وملوية. ولد بالمغرب سنة 609 وقد تولى قيادة بني مرين سنة 653 بعد وفاة أخيه أبي بكر بن عبد الحق, وتلقب يعقوب بالمنصور. وكان شجاعًا صوامًا قوامًا مجاهدًا مقرِّبًا لأهل الصلاح والخير والعلم. خرج على أبي دبوس آخر حكام الموحدين وقتله، واستولى على مملكة المغرب، فقضى على دولة آل عبد المؤمن الموحدين, ومَلَك سبتة سنة 672 واستقرَّت قدمُه في الملك، وكانت له جهود كبيرة في نصرة المسلمين في الأندلس، فاستعاد إشبيلية، وملَكَ بعده ولده يوسف أبو يعقوب, والمنصور هذا يختلف عن المنصور أبي يوسف يعقوب بن عبد المؤمن الموحدي المتوفى سنة 595

العام الهجري : 1079 العام الميلادي : 1668
تفاصيل الحدث:

هو العلَّامةُ الفقيهُ الشيخ أبو محمد سليمان بن علي بن محمد بن أحمد بن راشد بن بريد بن مشرف الوهيبي الحنظلي التميمي، جَدُّ الإمام المجدِّد محمد بن عبد الوهاب, وعالمُ الدِّيار النجدية في عصره ومُفتيها. قيل إنه وُلد في بلدة أشيقر ونشأ فيها وقرأ على علمائها, واشتهر بالورع والتواضع وغمط النفس, والعدل في أقضيته، وكان قويًّا في الحق، لا تأخذه في الله لومة لائم، وبعد أن برز وبرع في العلم واشتهر، طَلَبَه أهالي روضة سدير؛ ليكون قاضيًا لديهم، فأجابهم، وانتقل من مسقط رأسه أشيقر إلى روضة سدير، وأخذ في تعليم الناس، والقضاء بينهم، فحُمِدَت سيرته، وانتفع به أهلُها كثيرًا. ثم انتقل بعد ذلك إلى العُيينة، حيث تولى القضاء فيها، وحُمِدَت سيرته فيها أيضًا, وصنف المنسك المشهور به، وكان عليه اعتماد الحنابلة في المناسك. وله فتاوى تبلغ مجلدًا ضخمًا.

العام الهجري : 36 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 656
تفاصيل الحدث:


أبو محمَّدٍ طَلحةُ بن عُبيدِ الله بن عُثمانَ بن عَمرِو بن كعبِ بن سعدِ بن تَيْمِ بن مُرَّةَ بن كعبِ بن لُؤَيٍّ، أُمُّهُ: الصَّعْبَةُ بنتُ الحَضرميِّ، أُختُ العَلاءِ، أَسلمَت وأَسلَم طَلحةُ قديمًا، هو أحدُ العشرةِ المُبَشَّرين بالجنَّةِ، مِن السَّابقين الأوَّلين إلى الإسلامِ، دَعاهُ أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ إلى الإسلامِ، آخَى رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم بين طَلحةَ وبين أبي أيُّوبَ الأنصاريِّ، أَبْلَى يومَ أُحُدٍ بَلاءًا عظيمًا، ووَقَى رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم بِنَفْسهِ فاتَّقَى طَلحةُ بيَدِه عن وَجْهِ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم فأصاب خِنْصَره فَشُلَّتْ، فقال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: (أَوْجَبَ طَلحةُ). وفيه قال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: (هذا ممَّن قَضى نَحْبَهُ). وقال أيضًا: (مَن سَرَّهُ أن يَنظُرَ إلى رجلٍ يَمشي على الأرضِ قد قَضى نَحْبَهُ فَلْيَنظُرْ إلى طَلحةَ). قُتل يوم الجمل فلمَّا وجَدَهُ عَلِيٌّ بعدَ المعركةِ في القَتْلَى أَجْلَسَهُ ومسَح التُّرابَ عن وَجهِه وقال: عَزيزٌ عَلَيَّ أن أراك مُجَدَّلًا تحت نُجومِ السَّماءِ أبا محمَّدٍ. ثمَّ بكى عَلِيٌّ وقال: وَدِدْتُ أنِّي مِتُّ قبلَ هذا بعشرين سَنةً.

العام الهجري : 200 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 816
تفاصيل الحدث:

لَمَّا هزَمَ هَرثمةُ بنُ أعين أبا السرايا ومن كان معه من وُلاة الخلافة، وهو محمد بن محمد، وشَى بعضُ الناس إلى المأمون أنَّ هرثمة راسلَ أبا السرايا وهو الذي أمره بالظُّهور، فاستدعاه المأمونُ إلى مروٍ فأمر به فضُرِبَ بين يديه ووُطِئَ بطنُه، ثمَّ رفع إلى الحبس ثم قُتِلَ بعد ذلك بأيام، وانطوى خبَرُه بالكلية. ولَمَّا وصل بغدادَ خبَرُ قتلِه عَبَثَت العامَّة والحربيَّة بالحسن بن سهل نائب العراق، وقالوا: لا نرضى به ولا بعمَّاله ببلادنا، وأقاموا إسحاقَ بن موسى المهدي نائبًا، واجتمع أهلُ الجانبين على ذلك، والتفَّتْ على الحسَنِ بن سهل جماعةٌ من الأمراء والأجناد، وأرسل من وافق العامَّةَ على ذلك من الأمراء يحرِّضُهم على القتال، وجرت الحروبُ بينهم ثلاثةَ أيام في شعبان من هذه السنة، ثم اتفق الحالُ على أن يعطيهم شيئًا من أرزاقهم يُنفِقونها في شهرِ رمضان، فما زال يَمطُلُهم إلى ذي القعدة حتى يُدرِك الزرع، فخرج في ذي القَعدة زيدُ بن موسى الذي يقال له زيدُ النَّار، معه أخو أبي السرايا، وقد كان خروجُه هذه المرة بناحية الأنبار، فبعث إليه عليُّ بنُ هشام نائبُ بغداد عن الحسَنِ بن سهل- والحسَنُ بالمدائن إذ ذاك- فأُخِذَ وأُتِيَ به إلى عليِّ بنِ هشام، وأطفأ اللهُ ثائِرتَه.

العام الهجري : 851 العام الميلادي : 1447
تفاصيل الحدث:

هو السلطان القان معين الدين شاه رخ ابن الطاغية تيمورلنك كوركان بن أيتمش قنلغ بن زنكي بن سنيا بن طارم بن طغريل بن قليج بن سنقور بن كنجك بن طغر سبوقا بن التاخان، المغولي الأصل، من طائفة جغتاي، سلطان هراة، وسمرقند، وشيراز، وما والاها من بلاد العجم وغيرها. مَلَك البلاد بعد ابن أخيه خليل بن أميران شاه بن تيمورلنك، فإنَّه لما مات والده الطاغية تيمورلنك بأهنكران شرقي سمرقند، وثب خليلٌ على الأمر وتسلطن، وبلغ شاه رخ هذا الخبر في هراة، فجمع ومشى إليه، ووقعت بينهما حروب وخطوب إلى أن ملك شاه رخ، واستقَلَّ بممالك العجم وعراقة، وعظُمَ أمره وهابته الملوك، وحُمِدَت سيرتُه، وشُكِرت أفعاله، وقَدِمَت رسله إلى البلاد المصرية مرارًا عديدة, وراسلته ملوكُ مصر، إلى أن تسلطَنَ الملك الأشرف برسباي، وقع بينهما وحشة بسبب طلب شاه رخ أن يكسوَ البيت الشريف، فأبى الأشرفُ برسباي وخشَّن له الجواب. وترددت الرسلُ بينهما مرارًا، واحتجَّ شاه رخ أنه نذر أن يكسو البيت الشريف، فلم يلتفت الأشرفُ إلى كلامه، ورد قصَّاده إليه بالخيبة. ولَمَّا آل المُلك إلى المَلِك الظاهر جقمق، أذن له بكسوتها, واستمرَّت الصحبةُ بين الملك الظاهر جقمق وبين شاه رخ إلى أن مات شاه رخ في سنة 851. تولى الملك بعده حفيدُه علاء الدولة بن باي سنقر، نصبته جدتُه لأبيه كهرشاه خاتون، أرادت بولاية علاء الدولة، وعدم ولايتها ولَدَها ألوغ بك صاحب سمرقند، أن يكون الأمرُ إليها. فلما سمع ألوغ بك ذلك عزَّ عليه، وحشد ومشى إلى والدته كهرشاه وإلى ابن أخيه علاء الدولة بن باي سنقر، ووقع له معهما أمور وحوادث، ثم قُتِلَ ألوغ بك, واستمرت الفتنة بين بني تيمور. ولم يعُدْ بيت تيمور صالحًا للحكم بعد موت شاه رخ وقتْلِ ولده ألوغ بك صاحب سمرقند. كان شاه رخ ملكًا عادلًا ديِّنًا خَيِّرًا، فقيهًا متواضعًا، محبَّبًا لرعيته، غير محجوب عنهم، لم يسلك طريقة والده الطاغية تيمورلنك- لعنه الله وقبَّحه- كان يحب أهل العلم والصلاح، ويكرِمُهم ويقضي حوائجَهم. وكان متضعفًا في بدنه، يعتريه مرضُ الفالج فلا يزال يتداوى منه. وكان يحبُ السَّماع الطيب، وله حظٌّ منه، بل كان يَعرِفُ يضرب بالعود، وكان ينادمه الأستاذ عبد القادر بن الحاج غيبى ويختصُّ به، وكان له حظ من العبادة وله أوراد هائلة، لم يزل غالبَ أوقاته على طهارة كاملة، مستقبِلَ القبلة والمصحفُ بين يديه، وكان مَسيكًا لا يصرف المالَ إلا لحقه.

العام الهجري : 1208 العام الميلادي : 1793
تفاصيل الحدث:

سار الأميرُ سعود بن عبد العزيز بجيوشِه من جميع نواحي نجدٍ وعُربانها، وقصَدَ الأحساءَ، وكان أهلُ الأحساءِ بعد نقضِهم العهدَ أتى إليهم زيدُ بن عريعر واستولى عليهم واستوطنَ البلَدَ هو وإخوانُه وذووه، فأقبل إليهم سعود  بجنوده وفرسانه، ومعهم براك بن عبد المحسن بن سرداح آل حميد مهاجر، ونزل سعودٌ بجنوده على قرية الشقيق المعروفة في الأحساء، فحاصرها يومين وأخذها عَنوةً، واستولى عليها وهرب أهلُها، تم اجتمع أهل قرى شمال الأحساءِ في قرية القرين، فسار إليها سعود فنزلها وحاصرها أشدَّ الحصار وحاصر أهل بلد المطيرفي فصالحوه على نصفِ أموالهم، وسار سعود بجنوده إلى المبرز، فخرج عليهم زيدُ بن عريعر بما عنده من الخيلِ، فحصل بينهم قتالٌ، قُتِلَ مِن قومِ زيد غديرُ بن عمر، وحمود بن غرمول، وانهزم زيد ومن معه إلى البلدِ، ثم بعد أيام. سارت الجموعُ إلى المبرز فكمنوا لهم فجرت وقعةُ المحيرس قُتِلَ فيها من أهل المبرز مقتلةٌ عظيمة، قيل: إن القتلى ينيفون عن المائة رجل، وسارت الجنودُ إلى البطالية، فوقع فيها قتالٌ فانهزم أهلُها وقُتِلَ منهم عددٌ كثير، وأخذ سعود ما فيها من الأمتعةِ والطعام والحيوان والأموال، ثم ساروا إلى بلدانِ الشرق فحصل فيها قتالٌ وجِلادٌ، وارتجف أهل الشرق، ثم إنَّ براك بن عبد المحسن أتى إلى سعود وقال: إن أهل الأحساء يريدون المبايعة والدخول في الإسلامِ، ولكِنْ لا يقدرون على الجلوسِ بين يديك خوفًا وفَرَقًا وهيبةً، فقال: سعود لا بُدَّ من إقبالهم عندي، فشفَعَ براك برؤساء المسلمين على سعودٍ يرحَلُ عنهم، وقال لسعود: إذا رحلت عنهم أخرجوا عنهم زيدَ بن عريعر وأتباعه، ووفَدوا عليك وبايعوك فرحل سعود قافلًا إلى الدرعية، وركب براك إلى أهلِ الأحساءِ، فلما وصل إليهم نابذوه ونقضوا ما بينهم وبينه، وقاتَلوه واستمَرُّوا على أمرهم، فأرسل إليه فريق السياسب وأدخلوه المبرز، وكان أولاد عريعر في الجفر والجشة، فحصل بينهم وبين السياسب وأتباعهم قتالٌ شديد، فهرب أولادُ عريعر من الأحساء، وقصدوا البصرة والزبير وسكنوا فيه، واستولى على الأحساء من جهة الإمام عبد العزيز براكُ بن عبد المحسن وبايعوه على السمع والطاعة, وكتب إليه عبد العزيز أنه يجلي من الأحساءِ رؤساء الفتن: محمد بن فيروز، وأحمد بن حبيل، ومحمد بن سعدون، فأخرجهم براك منها، ودخل أهلُ الأحساء في طاعة براك، وصار أميرًا نائبًا للإمامِ عبد العزيز سامعًا مُطيعًا. وبزوال ولاية زيدِ بن عريعر عن الأحساء زالت ولاية آل حميد عن الأحساء ونواحيها؛ لأن ولاية براك هذه كانت للإمامِ عبد العزيز بن محمد بن سعود وتابعةً لدولة الدرعية.

العام الهجري : 69 العام الميلادي : 688
تفاصيل الحدث:

أقام عبدُ الملك بن مَرْوان بدِمشقَ بعدَ رُجوعِه مِن قِنَّسْرين ما شاء الله أن يُقيمَ، ثمَّ سار يُريدُ قَرْقِيسِيا وبها زُفَرُ بن الحارثِ الكِلابيُّ، وكان عَمرُو بن سعيدٍ مع عبدِ الملك، فلمَّا بلَغ بُطْنانَ حَبيبٍ رجَع عَمرٌو ليلًا ومعه حُميدُ بن حُرَيثٍ الكَلبيُّ، وزُهيرُ بن الأَبْرَدِ الكَلبيُّ، فأَتى دِمشقَ وعليها عبدُ الرَّحمن بن أُمِّ الحكمِ الثَّقفيُّ قد اسْتَخلَفَهُ عبدُ الملكِ، فلمَّا بَلغهُ رُجوعُ عَمرِو بن سعيدٍ هرَب عنها، ودَخلَها عَمرٌو فغَلَب عليها وعلى خَزائِنِه، وهَدَم دارَ ابنِ أُمِّ الحكمِ، واجتمع النَّاسُ إليه فخَطَبهم ونَهاهُم ووَعَدهُم، فأصبح عبدُ الملكِ وقد فَقَدَ عَمرًا، فسَألَ عنه فأُخْبِرَ خَبرُه، فرجَع إلى دِمشقَ فقاتَلهُ أيَّامًا، وكان عَمرٌو إذا أُخْرِج حُميدُ بن حُرَيثٍ على الخيلِ أَخرَج إليه عبدُ الملك سُفيانَ بن الأَبْرَدِ الكَلبيَّ، وإذا أُخْرِج عَمرٌو زُهيرُ بن الأبردِ أَخرَج إليه عبدُ الملك حسَّانَ بن مالكِ بن بَحْدَل. ثمَّ إنَّ عبدَ الملك وعَمرًا اصْطَلحا وكَتَبا بينهما كِتابًا وآمَنَهُ عبدُ الملك، فخرَج عَمرٌو في الخيلِ إلى عبدِ الملك فأَقبَل حتَّى أَوْطَأ فَرَسَهُ أَطْنابَ عبدِ الملكِ فانْقَطَعت وسَقَط السُّرادِق، ثمَّ دخَل على عبدِ الملك فاجْتَمَعا، ودخَل عبدُ الملك دِمشقَ يومَ الخميسِ، فلمَّا كان بعدَ دُخولِ عبدِ الملك بأربعةِ أيَّام أَرسَل إلى عَمرٍو: أنِ ائْتِنِي. فلمَّا كان العِشاءُ لَبِسَ عَمرٌو دِرْعًا ولَبِسَ عليها القُباءَ وتَقَلَّدَ سَيْفَهُ، ودخل عَمرٌو فرَحَّبَ به عبدُ الملك فأَجْلَسَهُ معه على السَّريرِ وجعَل يُحادِثُه طَويلًا، ثمَّ أَوْثَقَهُ وأَمَر بِقَتلِه، ثمَّ تَوَلَّى قَتْلَهُ بِنَفسِه فذَبَحهُ.

العام الهجري : 94 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 713
تفاصيل الحدث:

هو سَعيدُ بن جُبَير بن هِشام الأَسَدِيُّ الوالِبِيُّ مَوْلاهُم الكوفيُّ، أبو محمَّد، كان وِعاءًا مِن أَوْعِيَة العِلْم, قال خُصَيف: كان أَعْلَمَهم بالقُرآن مُجاهِد، وأَعْلَمَهم بالحَجِّ عَطاء، وأَعْلَمَهم بالحَلال والحَرام طاووس، وأَعْلَمَهم بالطَّلاق سَعيد بن المُسَيِّب، وأَجْمَعَهم لِهذه العُلوم سَعيد بن جُبير. لقد مات سَعيد بن جُبَير وما على ظَهْر الأرضِ رَجُل إلَّا يَحتاجُ إلى عِلْمِ سَعيد, وكان ابنُ جُبَير يقول بعدَ أن تَخَفَّى عن الحَجَّاج: (وَدِدْتُ لو أنَّ النَّاس أَخَذوا ما عِندي مِن العِلْم فإنَّه ممَّا يُهِمُّني). كان سَبَبَ قَتْلِ الحَجَّاج لابنِ جُبَير خُروجُه مع عبدِ الرَّحمن بن محمَّد بن الأشعث، وكان الحَجَّاج قد جَعَله على عَطاء الجُنْد حين وَجَّه ابنَ الأشعث إلى مَلِك التُّرْك رتبيل لِقِتالِه، فلمَّا خَلَعَ ابنُ الأَشعث الحَجَّاجَ كان سَعيدُ بن جُبَير فيمَن خَلَعَ، فلمَّا هُزِمَ ابنُ الأشعث ودَخَل بِلادَ رتبيل هَرَب سَعيد بن جُبَير إلى أَصْبَهان، فكَتَب الحَجَّاجُ إلى عامِلِهِ بِأَخْذِ سَعيد بن جُبَير، فخَرَج العامِل مِن ذلك بأن أَرسَل إلى سَعيد يُعَرِّفُه ذلك ويَأمُره بمُفارَقَتِه، فسارَ عنه فأَتَى أَذْرَبِيجان فطالَ عليه القِيامُ فاغْتَمَّ بها، وقد تَخَفَّى ابنُ جُبَير عن الحَجَّاج اثنا عَشَر سَنَةً، كان يَحُجُّ ويَعْتَمِر في كُلِّ سَنَةٍ فَتْرَةَ تَخفِّيه إلى أن خرج في مكَّة, فكان بها إلى أن وَلِيَها خالدُ بن عبد الله القَسري، فأشار مَن أشار على سَعيد بالهَرَب منها، فقال سَعيدٌ: والله لقد اسْتَحْيَيْتُ مِن الله، مم أَفِرُّ، ولا مَفَرَّ مِن قَدَرِهِ. فأَرسلَه خالدٌ القَسري إلى الحَجَّاج، ثمَّ إنَّ الحَجَّاج قَتَلَه، وقِصَّتُه مَشهورَة، ولم يَبْقَ الحَجَّاج بعدَ قَتلِه كَثيرًا، وكان يقول بعدَ ذلك: مالي ولابنِ جُبَير. فرَحِمَ الله سَعيدَ بن جُبَير.

العام الهجري : 162 العام الميلادي : 778
تفاصيل الحدث:

هو الفقيه الكبير، قاضي العراق، أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة بن أبي رهم - وهو بدري من السابقين المهاجرين- بن عبد العزى القرشي، ثم العامري. كان أبو بكر من علماء قريش، ولاه المنصور القضاء، وكان خرج مع محمد بن عبد الله بن حسن صاحب النفس الزكية، وكان على صدقات أسد وطيء، فقدم على محمد بأربعة وعشرين ألف دينار، فلما قتل محمد، أُسر ابن أبي سبرة وسجن، ثم استعمل المنصور جعفر بن سليمان على المدينة، وقال له: إن بيننا وبين ابن أبي سبرة رحما، وقد أساء وأحسن، فأطلقه وأحسن جواره. وكان الإحسان أن عبد الله بن الربيع الحارثي قدم المدينة ومعه العسكر، فعاثوا بالمدينة، وأفسدوا. فوثب على الحارثي سودان المدينة والرعاع، فقتلوا جنده، وطردوهم، ونهبوا متاع الحارثي، ثم كسر السودان السجن، وأخرجوا ابن أبي سبرة حتى أجلسوه على المنبر، وأرادوا كسر قيده، فقال: ليس على هذا فوت، دعوني حتى أتكلم. فتكلم في أسفل المنبر، وحذرهم الفتنة، وذكرهم ما كانوا فيه، ووصف عفو المنصور عنهم، وأمرهم بالطاعة. فأقبل الناس على كلامه، وتجمع القرشيون، فخرجوا إلى عبد الله بن الربيع، فضمنوا له ما ذهب له ولجنده، ثم رجع ابن أبي سبرة إلى الحبس، حتى قدم جعفر بن سليمان، فأطلقه وأكرمه، ثم صار إلى المنصور، فولاه القضاء. قال ابن عدي: عامة ما يرويه أبو بكر غير محفوظ، وهو في جملة من يضع الحديث. قال ابن سعد: ولي القضاء لموسى الهادي، وهو ولي عهد، ثم ولي قضاء مكة لزياد بن عبيد الله. توفي ابن ابي سبرة ببغداد, وقد عاش ستين سنة، فلما مات، استقضي بعده القاضي أبو يوسف.