أمر المعتمد أحمد المولد بالمسير إلى البصرة لحربِ الزنج، فسار حتى نزل الأبلة، ثم نزل البصرة، واجتمع إليه من أهلِها خلقٌ كثير، فسيَّرَ علي بن أبان المهلبي إلى حرب المولد يحيى بن محمد البحراني، فسار إليه فقاتله عشرةَ أيام، ثم وطَّن المولدُ نفسَه على المقام، فكتب العلَويُّ إلى يحيى يأمره بتبييتِ المولد، ووجه إليه الشذا مع أبي الليث الأصفهاني، فبَيَّته، ونهض المولد فقاتلَه تلك الليلة، ومن الغدِ إلى العصر، ثم انهزم عنه، ودخل الزنج عسكَرَه فغَنِموا ما فيه.
ولَّى المعتمِدُ أبا الساج الأهواز بعد مسيرِ عبد الرحمن بن مفلح عنها إلى فارس، وأمَرَه بمحاربة الزنج، فسيَّرَ صهره عبد الرحمن لمحاربة الزنج، فلَقِيه علي بن أبان المهلبي بناحية دولاب، فقُتِلَ عبد الرحمن، وانحاز أبو الساج إلى ناحية عسكر مكرم، ودخل الزِّنج الأهواز، فقتلوا أهلَها وسَبَوا وأحرَقوا، ثم انصرف أبو الساج عمَّا كان إليه من الأهواز، وحربِ الزنج، فوَلِيَها إبراهيم بن سيما فلم يزَلْ بها حتى انصرف عنها مع موسى بن بغا.
وصلت الرومُ أرزن وميافارقين ونصيبين، ثم طلبوا منديلًا مِن كنيسة الرها يزعمونَ أنَّ المسيحَ مسَحَ به وجهَه، فارتسمت صورتُه فيه، على أنهم يُطلِقونَ جميع من سَبَوا من المسلمين، فاستفتى الخليفةُ الفقهاءَ، فمِن قائلٍ: نحن أحقُّ بعيسى منهم، وفي بَعثِه إليهم غضاضةٌ على المسلمين ووهنٌ في الدينِ، فقال علي بن عيسى الوزير: يا أميرَ المؤمنينَ، إنقاذ أسارى المسلمين من أيدي الكُفَّارِ خَيرٌ وأنفَعُ للناس من بقاءِ ذلك المنديلِ بتلك الكنيسة، فأرسل لهم المنديلَ وفُكَّ الأسارى.
خرج ملك من ملوك الفرنج بالأندلس، يقال له ابن ردمير، فسار حتى انتهى إلى كتندة، وهي بالقرب من مرسية، في شرق الأندلس، فحصرها، وضيَّق على أهلها، وكان أمير المسلمين علي بن يوسف حينئذ بقرطبة، ومعه جيشٌ كثير من المسلمين والأجناد المتطوعة، فسيَّرهم إلى ابن ردمير، فالتقَوا واقتتلوا أشد القتال، وهزمهم ابن ردمير هزيمة منكرة، وكثر القتل في المسلمين، واستطاع الفرنج أن يستولوا على قلعة أيوب، وهي من أشد القلاع حصانة وقوة، وكانت تمثل معقلًا هامًّا وقويًّا للمسلمين.
قدم محمد بن منكلي المستولي على بلاد الجبل إلى بغداد، وسببُ ذلك أنَّ أباه منكلي لَمَّا استولى على بلاد الجبل وهرب إيدغمش صاحبها منها إلى بغداد خاف أن يساعِدَه الخليفة، ويرسِل معه العساكر، فيَعظُم الأمر عليه؛ لأنَّه لم يكن قد تمكَّن في البلاد، فأرسل ولده محمدًا ومعه جماعةٌ من العسكر، فخرج النَّاسُ ببغداد على طبقاتِهم يلتقونَه، وأُنزِلَ وأُكرِمَ، وبَقِيَ ببغداد إلى أن قُتِلَ منكلي إيدغمش بهمذان سنة عشر، فخلع الخليفةُ على ابن منكلي وعلى من معه، وأُكرِموا، وسيَّرَهم إلى بلاد الجبل.
فوَّضَ السلطانُ قلاوون ولايةَ العهدِ لابنه المَلِك الأشرف صلاحِ الدين خليل بعد وفاة أخيه ولي العهد المَلِك الصالح علاء الدين، فركِبَ بشعار السَّلطنة من قلعةِ الجبل إلى باب النصر، وعبَرَ إلى القاهرة وخرج من بابِ زويلة، وصَعِدَ إلى القلعة وسائِرُ الأمراء وغيرُهم في خدمته، ودُقَّت البشائر، وحَلَف القضاةُ له وجميع العسكر، وخلع على سائرِ أهل الدولة، وخُطِبَ له بولاية العهد، واستقَرَّ على قاعدة أخيه الصالحِ علي، وكُتِبَ بذلك إلى سائر البلاد، وكُتِبَ له تقليدٌ.
أخذ حسن بك بن علي بك بن قرايلك مدينة حصن كيفا، ثم أخذ قلعتَها في ذي القعدة بعد ما حاصرها سبعةَ أشهر، وانقطع من الحصنِ ملك الأكراد الأيوبية، بعدما ملكوها أكثَرَ من مائتي سنة، وذلك بعد قتلِ صاحبها الملك خلف بيد بعض أقاربه، فاختلف الأكراد فيما بينهم، فوجد حسن بك بذلك فرصةً في أخذها، فحاصرها حتى أخذها، وقوِيَ أمر حسن بأخذِها، فإنه أخذ بعد ذلك عدةَ قلاع من أعمالِ ديار بكر من تعلُّقات الحصنِ وغيرِه.
وقعت غزوة الحمر بين النصارى والقائد عبد الواحد بن طلحة العروسي على مقربةٍ من آصيلا، وانتصر فيها النصارى على المسلمين, واستُشهد فيها الشيخ أبو الحسن علي بن عثمان الشاوي. كان رحمه الله لما انهزم الناسُ استقبل النصارى وسيفُه في يدِه، فكان ذلك آخِرَ العهد به، ولما رجع الناسُ من الغد ليحملوا قتلاهم لم يوقَفْ لأبي الحسن على عينٍ ولا أثر، وإنما وُجد غنباز من لباسِه عند النصارى وفيه أثَرُ طعنة في صدره- الغنباز عند أهل المغرب: لباسٌ غليظ يستر العنُق.
هو الشيخ المحدث محمد بن علي بن محمد الحصني، المعروف بعلاء الدين الحصكفي، الكثير الحفظ والمرويات، مفتي الحنفية في دمشق. مولدُه في دمشق سنة 1025. كان فاضلًا عالي الهمة، عاكفًا على التدريس والإفادة. من كتبه الدر المختار في شرح تنوير الأبصار في فقه الحنفية، وإفاضة الأنوار على أصول المنار في الفقه، والدر المنتقى شرح ملتقى الأبحر في الفقه، وشرح قطر الندى في النحو، وله تعليق على صحيح البخاري في مجلد. توفي في دمشق عن 63 سنة.
هو الفقيه العلامة الإمام محدث الديار المصرية أبو عبد الله محمد بن عبد الباقي بن يوسف الأزهري، المالكي الناسك النحرير الشهير بالزرقاني نسبة إلى زرقان من قرى المنوفية، المصري الأزهري خاتِمة الحفاظ والمحدِّثين. ولد سنة 1055. كان شغوفًا بالعلم والعلماء منذ صِغَر سنه. أخذ عن والده وعن النور علي الشبراملسي. له مصنفات منها: شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك، ومختصر المقاصد الحسنة في بيان الأحاديث المشتهرة على الألسنة، والأسئلة المحيرة حول الدنيا والآخرة، وغيرها.
هاجم أميرُ الرياض دهام العماريةَ المواليةَ للدرعية وقتل أميرَها عبد الله بن علي وعقر إبِلَه، فلما بلغ ذلك الإمام محمد بن سعود جمع أهل الدرعية وعرقة، وأراد أن يرصد عودة جيش دهام من العمارية ويكمن له، وكان دهام بن دواس قد كمن في الموضعِ نفسه فالتقى الفريقان واقتتلوا قتالًا شديدًا انهزم فيه دهام، وجَدَّ أهل الدرعية في إثرِه ولكنهم فُوجئوا بخروج فرقة لابن دواس من جهة العمارية، فوقع القتل وانكسر جيشُ الدرعية.
افتَتَحت دولةُ الاحتلال "كنيس الخراب" قُربَ المسجدِ الأقصى، وفَرَضت شرطةُ الاحتلالِ منذ الإعلانِ عن افتتاحِه قيودًا مشدَّدةً على المسجدِ الأقصى؛ حيث مَنَعت دخولَ المَقدِسِيِّين وفِلَسطينيِّي (48) إلى البلدةِ القديمةِ والمسجدِ الأقصى المبارك، ومَنَعت مَن تَقِلُّ أعمارُهم عن (50) عامًا من الدخولِ لأداء الصلواتِ، وقامت باحتِجازِ بطاقاتِ هُوِيَّةِ مَن سُمِح لهم بالدُّخول، كما نَشَرت قُرابةَ (2500) جنديٍّ من قوَّات الاحتلال على أبوابِ المسجِد وعلى جميعِ مداخِلِ البلدةِ القديمةِ، بالإضافة إلى وَضْعِ الحواجِزِ والمَتاريسِ العسكريَّةِ.
أعلَنَت لجنةُ الانتِخاباتِ التُّونُسية أنَّ حزبَ النَّهضة الإسلاميَّ بزعامةِ راشد الغنوشي فاز بـ(90) مِقعَدًا من مقاعِدِ الجَمعيَّة التأسيسية الـ(217)، وبذلك يكون حزبُ النهضة قد حَصَل على أكثرَ من (41 %) من مَقاعدِ الجمعيَّة التأسيسِيَّة. وحركةُ النهضة (حركة الاتجاه الإسلامي سابقًا) تأسَّسَت (1972) وأعلَنَت عن نفسِها رسميًّا في (1981) ولم يتمَّ الاعترافُ بها كحزبٍ سياسيٍّ في تونس إلا في هذا العامِ من قِبَلِ حكومة محمد الغنوشي المؤقَّتةِ، بعد مُغادرةِ الرئيسِ زين العابدين بن عليٍّ البلادَ، عَقِبَ قيامِ الثَّورة التونُسية.
آيا صُوفيَا، أو جامع آيا صُوفيا؛ هو مَبنًى تاريخيٌّ للعبادة، يقَعُ على الضفَّة الأوروبيَّة في مَدينة إسطنبولَ، أُنشِئ ليكون كاتدرائيةً للبَطريركية المسيحية الأرْثوذكسيَّةِ، ثمَّ تحوَّل إلى كاتدرائيةٍ رُومانية كاثُوليكيةٍ، وبعْد فتْحِ القُسطنطينيةِ تحوَّل إلى مَسجدٍ، وبعْد قِيام الجُمهوريةِ التُّركية تحوَّل إلى مُتْحفٍ عَلْماني، وأخيرًا أُعلِن عن إعادته مَسجدًا بعْد إصدار حُكم المحْكَمة الإدارية العُليا بتُرْكيا بذلك؛ بناءً على أنه مِلكٌ للسُّلطان محمد الفاتحِ، وأوقَفَه ليكون مسجدًا، وعليه فقَرارُ تَحويلِه إلى مُتْحَفٍ قرارٌ غيرُ قانونيٍّ.
وُلِدَ رحمه اللهُ في صنعاءَ القديمةِ سنة 1340هـ ـ الموافق 1921م، توفِّيَ والِدُه وهو في الرابعةِ مِن عُمُرِه، وكفَلَتْه والدتُه، درس على يدِ عَدَدٍ كبيرٍ مِن عُلَماءِ الزَّيديَّةِ وغيرِهم، وكان من أشهَرِ عُلَماءِ اليَمَنِ المعاصِرين، وكان قاضِيَ اليمن ومُفتِيَها لعدَّةِ عُقودٍ، درَّس وهو في سِنٍّ مُبكِّرةٍ لم يتجاوَزِ الخامسةَ والعشرينَ مِن عُمُرِه بعد أن أجازه عددٌ مِن مشايخِه، تأثَّر كثيرًا بالعلَّامةِ محمَّد علي الشوكاني. توفِّيَ رحمه الله وقد جاوز المائةَ مِن عُمُرِه.