الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3515 ). زمن البحث بالثانية ( 0.009 )

العام الهجري : 735 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1334
تفاصيل الحدث:

بعد وفاة صفي الدين الأرْدَبيلي مؤسِّس الطريقة الصفوية خلَفَه في مشيخة الطريقة ابنه صدر الدين موسى مدةً طويلة بلغت تسعًا وخمسين عامًا, وكانت السلاطين تعتقِدُ فيه وتزوره، وممن زاره والتمس بركته تيمورلنك، فسأله أن يطلبَ منه أي شيء، فقال له موسى: أطلب منك أن تطلِقَ كل من أخذته من بلاد الروم من التركِ، فأجابه إلى سؤاله فأطلقَ جميع أسرى الترك، فصار أهل الروم يعتقدون في الشيخ صدر الدين والمشايخ من ذريتِه، ولما توفي صدر الدين تولى ابنُه خواجة علي مشيخةَ الطريقة مدة 36 سنة، وكان الخواجة علي يميل للتشييع, ولما مات سنة 830 تولى بعده ابنُه إبراهيم الذي كان تشيُّعه واضحًا، فقد أدخل أتباعَه بصراعات مع أهل السنة في داغستان, ولَمَّا توفي سنة 851 خلفَه ابنه الأصغر جنيد، وكان شيعيًّا جَلْدًا متعصبًا للشيعة الإمامية, فلمَّا كثر مريدوه وأتباعه خافه السلطان جهانشاه التركماني صاحب أذربيجان، فأخرجهم من أردبيل فتوجَّه جنيد مع بعض مريديه إلى ديار بكر، وقُتِلَ جنيد في إحدى حروبه في مدينة شيروان سنة 861، وخلَفه ابنه حيدر الذي تزوَّج من بنت حسن أوزون الطويل, وكانت أمُّها كاترينا ابنة كارلو يوحنا ملك مملكة طرابزون اليونانية النصرانية, وحيدر هذا هو أوَّلُ من أمر أتباعَ الطريقة الصفوية أن يضعوا على رؤوسِهم قلنسوة مخروطية الشكل مصنوعة من الجوخ الأحمر، وسُمُّوا بقزلباش، وهي كلمة تركية تعني الرأس الأحمر, ولما قتل حيدر سنة 893 كان له ثلاثة أولاد: علي، إبراهيم، وإسماعيل، سجنهم الأمير يعقوب أمير آق قونيلو، ثم أُطلِقَ سراحهم بعد وفاة يعقوب، فذهب إسماعيل بن حيدر إلى مدينة كيلان على بحر قزوين، وحاول منذ صِغَره تجميع الصوفية والقزلباشية حوله؛ من أجل الانتقام مِن قتَلَة أبيه وجده، فتوجه إلى أمير دولة التركمان "آق قونيلو" سنة 907، وقتله وجلس على ملكِه بعد أن بايعته كلُّ قبائل التركمان، وأعلن دولته الصفويَّة.

العام الهجري : 476 العام الميلادي : 1083
تفاصيل الحدث:

جَمعَ مَالكُ بن عَلويٍّ الصَّخريُّ العَربَ فأَكثرَ، وسارَ إلى المَهدِيَّةِ فحَصرَها، فقامَ الأَميرُ تَميمُ بن المُعِزِّ قِيامًا تامًّا، ورَحَّلَهُ عنها، ولم يَظفَر منها بشيءٍ، فسار مالِكُ منها إلى القَيروانِ فحَصرَها ومَلِكَها، فجَرَّدَ إليه تَميمٌ العَساكرَ العَظيمةَ، فحَصَروهُ بها، فلمَّا رأى مالِكٌ أنَّه لا طاقةَ له بتَميمٍ خَرجَ عنها وتَركَها، فاستَولَى عليها عَسكرُ تَميمٍ وعادَت إلى مُلكِه كما كانت.

العام الهجري : 598 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1202
تفاصيل الحدث:

هو المعزُّ إسماعيلُ بنُ سيف الإسلام ظهير الدين طغتكين بن نجم الدين أيوب. وسَبَبُ قتله قِلَّةُ عَقلِه، وما كان ادَّعاه من الدعاوى الكاذبة بعد تملُّكِه اليمن بعد أبيه. جَرَت له بها حروبٌ، منها: أنه خرج عليه الشريفُ عبد الله بن عبد الله الحسنى، وضرب معه مصافًّا، فانكسر الشريف, ثم خرج عليه مِن مماليك أبيه نحو ثمانمائة مملوك، وحاربوه، واعتصموا بصنعاء، فكَسَرهم، وأخذها منهم, ثم ادَّعى بعد ذلك الخلافة، وانتسب إلى بنى أميَّة، وجعل شعاره الخُضرةَ، وقطع خُطبةَ بنى العباس، وخطب لنفسه بالخلافةِ على منابر اليمن، وخطب بنَفسِه على المنبر يوم الجمعة.
وادَّعى الربوبيَّة، وأمَرَ كاتِبَه أن يكتُبَ: «من مقر الإلهية»، ثم نهى عن ذلك، خوفًا من القَتلِ، ولما بلغ عمَّه الملكَ العادِلَ دعواه النسبَ إلى بنى أمية، أنكره وساءه فِعلُه، وجحد أن يكونَ لبنى أيوب نَسَبٌ يتصل ببنى أمية, وخافته مماليكُ أبيه لهَوجِه وسَفَهه، ففارقوه وتحَزَّبوا عليه وحاربوه، ووافقهم على ذلك جماعةٌ مِن أمراء الأكراد، فاتفقوا كلُّهم على قتله، وضربوا معه مصافًّا، فكسروه وقتلوه، ونَصَبوا رأسَه على رمحٍ، وداروا به ببلادِ اليمن، ونهبوا زبيدَ تسعة أيامٍ, وكان له أخٌ صغير يلقَّب بالملك الناصر، فجعلوا له اسم السَّلطنة، ورُتِّبَ له سيف الدين سنقر كان مملوكًا لوالده, ثم اضطربت الأمور على سيف الدين سنقر، وتحزَّبَت عليه العساكر وقاتلوه، وجرَت بينهم حروب كثيرة، انتصر في آخِرِها وقتل جماعةً من الأكراد والأتراك، وحَبَس جماعة، وصَفَت له اليمنُ. ثم مات بعد أربع سنين.

العام الهجري : 1438 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 2016
تفاصيل الحدث:

هو علي أكبر هاشمي رفسنجاني بهرماني، ولِدَ في 25 أغسطس 1934 بقَريةِ بهرمانَ في ضاحيةِ مدينةِ رفسنجان بمحافظةِ كرمانَ جنوبِ إيرانَ في عائلةٍ ثَريَّةٍ. وبعد أنْ تتلمَذَ في مدرسةٍ دينيةٍ مَحلِّيَّةٍ انتقل إلى الحَوْزةِ الدينيةِ بمدينةِ قُمَّ، وهو في سِنِّ المراهقةِ، فأكمَلَ دُروسَه الدينيةَ. وكان رفسنجاني من أبرَزِ المعارضينَ للشاهِ الموالين للخميني، كما لعِبَ دورًا ملموسًا ومُميَّزًا في ترسيخِ نظامِ الجمهوريةِ الإسلاميةِ الإيرانيةِ بعد سقوطِ نِظامِ الشاهِ، فأصبحَ أحدَ أهمِّ عناصرِ مجلسِ قيادةِ الثورةِ التي تسلَّمَت الحكمَ في إيرانَ. تولَّى رفسنجاني منصِبَ رئيسِ البرلمانِ بين عامَي 1980 و1989. وخلال الحربِ العراقيةِ الإيرانيَّةِ عيَّنه مرشدُ النظامِ آيةُ اللهِ خميني في عامِ 1988 نائبًا عنه في قيادةِ القواتِ المسلَّحةِ؛ إذ يُعَدُّ رفسنجاني من أقرَبِ رجالِ الدينِ إلى الخميني، وبعد وفاةِ الخميني في 1989 لعِبَ دورًا مشهودًا في إقناعِ مجلِسِ خُبَراءِ القيادةِ لاختيارِ المرشِدِ الحاليِّ خليفةً للخميني، وتزامُنًا مع اختيارِ خامنئي مرشدًا للنظامِ تولَّى رفسنجاني منصِبَ رئاسةِ الجمهوريَّةِ في دورتَينِ من 1989م إلى 1997م، وبعدها بدَأَ رفسنجاني يبتعِدُ عن المرشِدِ؛ إذ صار يميلُ إلى حركةِ الإصلاحِ، وفي عامِ 2009م انتَقَدَ بشدةٍ قَمْعَ الاحتجاجاتِ على نتائجِ الانتخاباتِ الرئاسيَّةِ التي فاز فيها أحمدي نجاد، واتهمَّتِ المعارضةُ المتشدِّدين المُقرَّبين من المرشِدِ بتزويرِ الانتخاباتِ، وتعرَّضت أسرتُه إلى مُضايَقاتٍ عِدَّةٍ من المقرَّبينَ من المرشِدِ، لكنَّه ظلَّ رئيسًا لمجلِسِ تشخيصِ مصلحةِ النظامِ. ولعِبَ رفسنجاني دورًا حاسمًا إلى جانبِ الرئيسِ الأسبقِ الإصلاحيِّ محمد خاتمي، في دَعمِ الرئيسِ حسن روحاني، وفازَ رفسنجاني في انتخاباتِ مَجلِسِ خُبَراءِ القيادةِ في عامِ 2016؛ إذ حاز أعْلى الأصواتِ، لكنَّه ظلَّ مَرفوضًا مِن المتشدِّدين المقرَّبين من خامنئي. تُوفِّيَ إثرَ ذَبْحةٍ صَدريَّةٍ عن عمرٍ ناهزَ 82 عامًا، بعد نَقلِه إلى المستشفى في العاصمةِ طَهرانَ.

العام الهجري : 399 العام الميلادي : 1008
تفاصيل الحدث:

تحكَّمَ عبدُ المَلِك ابنُ أبي عامرٍ المُلَقَّبُ بالمُظَفَّر بأمرِ الأندلُسِ بعد أخيه المنصورِ، ثمَّ توفِّيَ المُظَفَّر وتولى أخوه عبدُ الرَّحمنِ المُلَقَّب بشنشول، الذي قام بإخراجِ هِشام المؤيَّد أميرِ الأندلس مِن مُعتَقَلِه, وأعاده إلى قَصرِه الزَّهراءِ، فتقَرَّبَ له حتى ولاه المؤيَّدُ ولايةَ العَهدِ بَعدَه، ولَقَّبه بالنَّاصِرِ المأمون، ثم سار عبدُ الرحمن للغزو. وخلالَ ذلك خُلِعَ هِشامٌ المُؤَيَّد، وبُويعَ لمحمَّدِ بنِ هِشامِ بن عبد الجبار وأمَرَ بإثباتِ كُلِّ مَن جاءه في الدِّيوان، فلم يبقَ زاهِدٌ ولا جاهِلٌ ولا حَجَّامٌ، حتى جاءه، فاجتمع له نحوٌ مِن خمسين ألف، وذَلَّت له الوُزَراءُ والصَّقالبة، وجاؤوا وبايعوه، وأمَرَ بنَهبِ دور بني عامرٍ، وانتهى جميعُ ما في الزهراء من الأموالِ والسِّلاح، حتى قُلِعَت الأبوابُ، فيُقالُ: إنَّ الذي وصلَ إلى خزانةِ ابن عبدِ الجبَّار خمسةُ آلافِ ألفِ دينارٍ، وخَمسُمِئَة ألفِ دينارٍ، ومن الفِضَّة ألفُ درهمٍ، ثم وَجَد بعد ذلك خوابي فيها ألفُ ألفٍ، ومِئَةُ ألفِ دينارٍ، وخُطِبَ لمحمَّدِ بنِ هشامٍ بالخِلافةِ بقُرطبة، وتسَمَّى بالمهديِّ، وقُطِعَت دعوةُ المُؤَيَّدِ، وصلَّى المهديُّ الجُمعةَ بالنَّاسِ، وقُرِئَ كتابٌ بلَعنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي عامرٍ المُلَقَّب بشنشول، ثمَّ سار إلى حَربِه إثرَ ذلك، وكان أمرُ ابنِ عبدِ الجبَّار يَقوى، وأمْرُ شنشول يَضعُفُ، وأصحابُه يَنخَذِلونَ عنه, وقد استعان بعَسكرٍ مِن الفِرنجِ، وقام معه ابنُ عومس القومص، فسار شنشول إلى قُرطبةَ، فقال له القومص: ارجعْ بنا قبل أن يدهَمَنا العدوُّ، فأبى، ومال إلى ديرِ شريس، جَوعانَ سَهرانَ، فنزل له الرَّاهِبُ بخُبزٍ ودجاجةٍ، فأكَلَ وشَرِبَ وسَكِرَ، وجاء لحَربِه حاجِبُ المهديِّ في خمسِمِئَة فارس، فجَدُّوا في السَّيرِ وقَبَضوا عليه، فقال: أنا في طاعةِ المَهديِّ، وظهَرَ منه جزَعٌ وذُلٌّ، وقَبَّل قَدَم الحاجِبِ، ثم ضُرِبَ عُنُقُ شنشول، ونودي عليه «هذا شنشول المأبونُ المخذول». فكانت هذه نهايةُ الدَّولة العامريَّة بالأندلُسِ.

العام الهجري : 1253 العام الميلادي : 1837
تفاصيل الحدث:

أقبل عبدُ الله بن علي بن رشيد رئيس جبل شمر ومعه من أعوانه وعشيرته رجالٌ؛ لمحاربة عيسى بن علي، ونزل عند بني تميم في بلد قفار المعروفة في حائل، وأقام عندهم، ثم سطا على عيسى بن علي وأخرجَه مِن قَصرِه ومن البلد، وقتل رجالًا ونهب أموالًا.

العام الهجري : 463 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1071
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ، العَلَّامةُ، حافظُ المَغرِب، شيخُ الإسلامِ، أبو عُمرَ يُوسُف بنُ عبدِ الله بن محمدِ بن عبدِ البَرِّ بن عاصمٍ النمريُّ، الأَندَلُسيُّ، القُرطُبيُّ, فَقِيهٌ مالكيٌّ مَشهورٌ، صاحبُ التَّصانيفِ المَلِيحَةِ الهائِلَة، منها ((التمهيد))، و((الاستذكار)) و((الاستيعاب))، وغير ذلك، مِن كِبارِ حُفَّاظِ الحَديثِ، يُقالُ عنه: حافِظُ المَغرِب، وُلِدَ سَنةَ 368هـ. طَلَبَ العِلمَ بعدَ 390هـ وأَدرَكَ الكِبارَ، وطال عُمرُه، وعَلَا سَنَدُه، وتَكاثَر عليه الطَّلَبَةُ، وجَمَعَ وصَنَّفَ، ووَثَّقَ وضَعَّفَ، وسارت بِتَصانيفِه الرُّكبانُ، وخَضَعَ لِعِلمِه عُلماءُ الزَّمانِ، وَفَاتَهُ السَّماعُ مِن أَبيهِ الإمامِ أبي محمدٍ، فإنه ماتَ قديمًا في سَنةِ 380هـ قبل أن يَبدأ ابنُه أبو عُمرَ في الطَّلَبِ، وله رِحلاتٌ طَويلةٌ في طَلَبِ العِلمِ. قال الحُميديُّ: "أبو عُمرَ فَقِيهٌ حافظٌ مُكْثِرٌ، عالِمٌ بالقِراءاتِ وبالخِلافِ، وبِعُلومِ الحَديثِ والرِّجالِ، قَديمُ السَّماعِ، يَميلُ في الفِقْهِ إلى أَقوالِ الشافعيِّ".قال الذهبيُّ: "كان إمامًا دَيِّنًا، ثِقَةً، مُتْقِنًا، عَلَّامةً، مُتَبَحِّرًا، صاحبَ سُنَّةٍ واتِّباعٍ، وكان أَوَّلًا أَثَرِيًّا ظاهِرِيًّا فيما قِيلَ، ثم تَحوَّل مالِكيًّا مع مَيْلٍ بَيِّنٍ إلى فِقهِ الشافعيِّ في مَسائلَ، ولا يُنكَر له ذلك، فإنه ممَّن بَلَغَ رُتبةَ الأئمَّةِ المُجتهِدين، ومَن نَظرَ في مُصنَّفاتِه، بانَ له مَنزِلَتُه مِن سِعَةِ العِلمِ، وقُوَّةِ الفَهمِ، وسَيَلانِ الذِّهنِ, وكان مُوَفَّقًا في التَّأليفِ، مُعانًا عليه، ونَفَعَ الله بِتَواليفِه، وكان مع تَقَدُّمِه في عِلمِ الأَثَرِ وبَصَرِه بالفِقهِ ومعاني الحَديثِ له بَسْطَةٌ كَبيرةٌ في عِلمِ النَّسَبِ والخَبَرِ, وكان حافِظَ المَغربِ في زَمانِه, وذَكَرَ جَماعةٌ أنه وَلِيَ قَضاءَ الأشبونة وشنترين". تُوفِّيَ في شاطبة عن 95 عامًا.

العام الهجري : 1263 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1847
تفاصيل الحدث:

قصد في هذه السنة شريفُ مكَّةَ محمد بن عون بتحريضٍ من رؤساء أهل القصيم الذين زيَّنوا له أنَّه إن سار إلى نجدٍ فلا يقاومُه أحدٌ ولا يثبُتُ فيصلُ بن تركي في مكانِه، فجهَّز نفسَه وعساكره واستلحق عساكِرَ الترك من المدينة والحناكية، وظهر معه خالدُ بن سعود واجتمع عليه عساكِرُ كثيرةٌ، وقَدِمَ القصيم في ربيع الآخر وأطاعه أهلُ القصيم كلُّهم، ووفد عليه كثيرٌ من رؤساء العُربان وأمراء البلدان، فلما علم فيصل بهذا الخبر استنفر رعيَّتَه وأمر ابنَه عبد الله أن يركَبَ من الرياض، وجهَّزَ معه الخيل والرجال ونزل ناحية سدير، وتكاملت عليه باقي غزوانه فيها، فلما علم الشريف بذلك داخلَه الفَشَلُ، وأرسل إلى فيصل يطلب الصلحَ وأن يرسِلَ له أحد إخوانِه مع هدية تكسِرُ عنه الفشَلَ، فقبل فيصل فأرسل له أخاه محمدًا ومعه ثماني عمانيات وخيل، لكِنَّ أهل القصيم أشاروا عليه برَدِّ الهدية ليعلمَ أهلُ نجد بقوَّتِه فيكاتبوه، فلما علم فيصل بذلك غَضِبَ وأمر بالنفير لملاقاةِ الشريف، فلما بلَغَ الشريف خروجُ الإمام فيصل وابنه عبد الله داخله الفشل وحَلَّ به الرعب وقنع باليسيرِ وشتَمَ مَن أشار عليه من أهل القصيم بالخروجِ، وأرسل إلى فيصل للمصالحة الأبدية والمسالمة المَرْضية فقَبِلَ منه فيصل وأرسل له هدايا من النجائِبِ العمانيات وأطايب الخيل، وعاد من عنيزة إلى مكة في منتصف رجب من هذه السنة راضيًا على فيصل ساخطًا على أهل القصيم ورؤسائِهم.

العام الهجري : 198 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 813
تفاصيل الحدث:


هو محمَّد الأمين بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن المنصور، أبو عبد الله، ويقال: أبو موسى الهاشمي العباسي، وأمه أمُّ جعفر زبيدة بنت جعفر بن أبي جعفر المنصور، كان مولده بالرصافة سنة سبعين ومائة, وأتته الخلافةُ بعد وفاة والده الرشيدِ بوصيةٍ منه له بولايةِ العهد، ثمَّ نازعه أخوه المأمونُ على الخلافة. كان طويلًا سمينًا أبيضَ أقنى الأنفِ صغيرَ العينين، عظيمَ الكراديس، بعيدًا ما بين المنكِبَين. وقد رماه بعضُهم بكثرة اللَّعِب والشُّرب وقِلَّة الصلاة، والإكثار من اقتناءِ السُّودان والخِصيان، وإعطائِهم الأموالَ والجواهر، وأمْرِه بإحضار الملاهي والمغنِّين من سائر البلاد، وذُكِرَ أنه كان كثيرَ الأدبِ فصيحًا يقولُ الشعرَ ويعطي عليه الجوائِزَ الكثيرةَ، وكان شاعرُه أبو نُواس، وقد امتدحه أبو نُواس في بعض أشعارِه بأقبَح في معناه من صنيع الأمين. قُتِلَ بعد حروب دامية بينه وبين أخيه المأمون، قتَلَه قُرَيش الدنداني، وحمَلَ رأسَه إلى طاهر بن الحسين، فنَصَبَه على رمحٍ, وكانت ولايتُه أربع سنين وسبعة أشهر وثمانية أيام.

العام الهجري : 1436 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 2015
تفاصيل الحدث:

المَلِك عبد الله بن عبد العزيز آلُ سعود هو الابنُ الثاني عشر من أبناءِ المَلِك عبد العزيز الذُّكور، وهو سادِسُ ملوكِ المملكة العربيَّة السعودية، وأُمُّه هي فَهدَة بنتُ العاصي بن شريم الشمري. وُلِد في عام (1924م) بمدينة الرِّياض، وقد نَشَأ في كَنَفِ والِدِه المَلِك عبد العزيز، واستفاد من مدرسَتِه وتَجارِبه في مجالاتِ الحُكْم والسِّياسةِ والإدارةِ والقيادةِ، عُيِّن قائدًا للحرسِ الوطنيِّ عامَ (1962م). وقام بزيادةِ عدد قوَّاتِ الحرسِ الوطنيِّ وتجهيزِها بأحدثِ الأسلحة. نُصِّب مَلِكًا في يومِ الإثنين (26 جُمادَى الثانية 1426هـ) الموافقِ (1 أغسطس 2005م) خَلَفًا للمَلِك فهد بن عبد العزيز آل سعود. تُوفِّي رحمه الله عن عمر يُناهِز التِّسعين عامًا، ودُفِن في مقبرةِ العود بعد أن صُلِّي عليه في جامِعِ الإمامِ تركي بن عبد الله عَقِبَ صلاةِ العصرِ من يومِ الجمعة.

العام الهجري : 87 العام الميلادي : 705
تفاصيل الحدث:

شَرَعَ الخَليفةُ الوَليدُ بن عبدِ الملك بن مَرْوان في بِناءِ جامِع دِمَشق الأُمَويِّ؛ وكان نِصْفُه كَنيسةَ النَّصارَى، وعلى ذلك صَالَحَهم أبو عُبيدةَ بن الجَرَّاح؛ فقال لهم الوَليدُ: إنَّا قد أَخَذنا كَنيسةَ مَريمَ عَنْوَةً فأَنَا أَهْدِمُها، فَرَضوا بِهَدْمِ هذه الكَنيسَة وإبْقاء كَنيسَة مَريم؛ والمِحْراب الكبير هو مكان بابِ الكَنيسَة.

العام الهجري : 1431 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 2010
تفاصيل الحدث:

محمد عابد الجابري مفكِّرٌ مغربيٌّ وُلِد غُرَّةَ شوالٍ (1354هـ)، وكان أستاذَ الفلسفة والفكرِ العربيِّ الإسلامي في كليَّة الآداب بالرباط. حَصَل على دُبلوم الدِّراسات العليا في الفلسفة في عامَ (1967) ثم دكتوراه الدَّولة في الفلسفة عامَ (1970) من كليَّة الآداب بالرباط. عَمِل كمعلِّمٍ بالابتدائيِّ (صف أول) ثم أستاذِ فلسفةٍ عضوِ مجلسِ أُمناءِ المؤسَّسة العربية للديمقراطية. استطاع محمد عابد الجابري عَبْرَ سِلسلةِ نقدِ العقلِ العربيِّ القِيامَ بتَحليلِ العقل العربيِّ عَبْرَ دِراسةِ المكوِّناتِ والبِنَى الثَّقافيَّةِ واللُّغَويَّةِ التي بَدَأت من عصر التدوين، ثم انتَقَل إلى دِراسةِ العقل السياسيِّ ثم الأخلاقيِّ، وفي نهايةِ تِلكَ السلسلةِ يَصِل المعلِّمُ إلى نتيجةٍ مَفادُها أنَّ العقلَ العربيَّ بحاجةٍ اليومَ إلى إعادَةِ الابتِكارِ. وقد أحدَثَت هذه السلسلةُ هِزَّةً عَميقةً داخِلَ العالَمِ الإسلاميِّ من الغَيورين على دينهِم؛ فقام بعضُ العُلَماءِ بالتحذيرِ منه ومن كتاباتِه، منها كتابه: (مدخل إلى القرآن الكريم)، الذي تضمَّن فصلًا بعُنوان جمعُ القرآن ومسألةُ الزيادةِ فيه والنُّقصانِ، وقوله عن القرآن الكريم: (ومن الجائِزِ أن تحدُث أخطاءٌ حين جمعِه زمنَ عثمان أو قبل ذلك؛ فالذين تولَّوا هذه المُهِمَّةَ لم يكونوا معصومين، وقد وقع تدارُكُ بعضِ النقصِ كما ذُكِر في مصادِرنا، وهذا لا يتعارَضُ مع قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9]؛ فالقرآن نفسُه ينصُّ على إمكانيَّةِ النسيانِ والتبديلِ والحذفِ والنسخِ!).

العام الهجري : 1385 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1965
تفاصيل الحدث:

هو الشيخُ الفقيه محمد بن عبد العزيز بن محمد بن مانع الوهيبي التميمي النجدي. ولِدَ في مدينة عنيزة إحدى مدن القصيم سنة 1300 هـ، ولما بلغ السابعةَ أدخله والده الكتاتيبَ؛ ليتعلم بها القرآنَ، ولم يلبث والدُه أن توفِّي، فشرع في القراءةِ على عُلماء بلده، فقرأ على عمِّه الشيخ عبد الله، وعلى الشيخ صالح العثمان القاضي، ولما بلغ الثامنةَ عَشْرة من عمره سافر إلى بغداد، واتصل بالعلامة السيد محمود شكري الألوسي، فقرأ عليه وعلى ابن عمه السيد علي الألوسي، وقرأ على غيرِهما من مشاهير العلماء ببغداد، فقرأ في النحو والصرف والفقه، والفرائض والحساب، ثم توجَّه إلى مصر فأقام في الأزهر مدةً قرأ فيها على الشيخ محمد الذهبي، ثم سافر إلى دمشق الشام ولازم الشيخ جمال الدين القاسمي، وحضر دروسَ الشيخ بدر الدين محدِّث الشام، وحضر دروس العلامة الشيخ عبد الرزاق البيطار، ثم رجع إلى بغدادَ ولازم القراءةَ على العلامة محمود شكري الألوسي، فقرأ عليه كثيرًا من مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيميَّة، وكثيرًا من الكتب والشروح والرسائل المختصرة، وفي هذه المدة دعاه بعضُ الأكابر من أهل بغداد؛ ليكونَ إمامًا له ويقرأ عليه كتبَ الحديث، فقرأ عليه بعضًا من صحيح البخاري، وجميعَ صحيح مسلم، والجزءَ الأوَّلَ مِن زاد المعاد لابن القيم، والجزءَ الأوَّلَ من مسند الإمام أحمد بن حنبل، والموطَّأ للإمام مالك، وكثيرًا من كتب التاريخ، وقرأ نزهةَ النظر للحافظ ابن حجر، ثم رجع إلى بلده مدينة عنيزة سنة 1329هـ وقرأ على قاضيها الرَّوض المُرْبِع، ثمَّ توجه إلى بلد الزبير سنة 1330هـ وقرأ على الفقيه الحنبلي المشهور في بلدة الزبير محمد العوجان في الفقه الحنبلي والفرائض والحساب، ثم دعاه مُقبل الذكير أحد تجار نجد وأعيانها -المقيمين في البحرين للتجارة- دعاه لمكافحة التنصير، وفتح له لهذا الغرض مدرسة لتعليم علوم الشريعة واللغة سنة 1330هـ، فأقام في البحرين أربعَ سنين شرح في أثنائها العقيدةَ السفارينية، ثم دعاه حاكم قطر عبد الله بن قاسم بن محمد بن ثاني، فتوجَّه إليها في شوال سنة 1334هـ فتولَّى القضاءَ والخطابة والتدريس، ورحل إليه كثيرٌ من الطلاب أخذوا عنه العلمَ في قَطَر، وأقام في قطر أربعًا وعشرين سنة تولى خلالها القضاءَ والفتيا، وتزوَّج في قطر وأنجب أبناءه الثلاثة: الشيخ عبد العزيز، وأحمد، وعبد الرحمن، وأنشأ في قَطَر أوَّلَ مدرسةٍ علمية سنة 1336هـ، واستمرَّت نحو سبعة عشر عامًا. وبَقِيَ في قَطَر إلى صَفَر سنة 1358هـ، فقَدِمَ الأحساءَ ومكث بها إلى شهر جمادى الآخرة، وفي هذه الأثناء قَدِمَ الأحساءَ معالي الوزير ابن سليمان وزير الملك عبد العزيز، فاتصل به وقابله وأشار عليه ابن سليمان أن يقابِلَ الملك عبد العزيز، فقَدِمَ عليه في مدينة الرياض فأكرمه وعيَّنه مدرسًا في الحرم المكي الشريف، فأقام في مكَّةَ واجتمع عليه كثيرٌ من طلاب العلم يقرؤون عليه في الفقه والحديث، والنحو والفرائض، منهم الشيخ عبد العزيز بن رشيد رئيس هيئة التمييز بنجد، والشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم بن عبد اللطيف الباهلي، والشيخ البصيلي، والشيخ ناصر بن حمد الراشد الرئيس العام لتعليم البنات، والشيخ عبد الله بن زيد بن محمود، ومن أبرز تلامذته: الشيخ عبد الرحمن السعدي؛ علَّامة القصيم، وبعد قيامه بواجب التدريس بالمسجد الحرام عيَّنه الملك عبد العزيز زيادةً على ذلك رئيسًا لثلاث هيئات: هيئة تمييز القضايا، وهيئة الأمر بالمعروف، وهيئة الوعظ والإرشاد. وقام بهذه الأعمال إلى جانب قيامِه بالتدريس في المسجد الحرام بعد صلاتَي الفجر والمغرب، وفي عام 1364هـ عيَّنه الملكُ مديرًا للمعارف، وفي سنة 1366هـ أسند إليه رئاسةَ دار التوحيد، ولما شُكِّلت وزارةُ المعارف سنة 1373هـ وعُيِّن الأمير فهد بن عبد العزيز وزيرًا لها نُقِلَ الشيخ ابن مانع مستشارًا برتبة وكيل وزارة إلى عام 1377ه،ـ حيث طلبه حاكِمُ قطر، ولازم الشيخ علي بن الشيخ عبد الله بن قاسم بن ثاني إلى أن توفي رحمه الله ببيروت على إثر عملية جراحية أُجريت له، ونُقِل جثمانه إلى قَطَر ودُفِن بها، وخَلَّف ثلاثة أبناء: عبد العزيز، وأحمد، وعبد الرحمن, ومكتبةً كبيرة حافلة بنوادر الكتب، ومؤلفات كثيرة، منها: ((إقامة الدليل والبرهان بتحريم الإجارة على قراءة القرآن))، و ((تحديث النظر في أخبار الإمام المهدي المنتظر))، و ((إرشاد الطلاب إلى فضيلة العلم والعمل والآداب))، و ((الأجوبة الحميدة: رسالة تتعلق بالتوحيد))، و ((حاشية على دليل الطالب))، و ((سبل الهدى شرح قطر الندى))، وله ((الكواكب الدرية شرح الدرة المضيئة))، و ((القول السديد فيما يجب لله على العبيد)).

العام الهجري : 1019 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1610
تفاصيل الحدث:

استولى النصارى الأسبان على العرائش، وذلك بعد إخراجهم للمسلمين منها باتفاق مع حاكمها الشيخ المأمون ابن المنصور السعدي، الذي استعان بهم على أخيه السلطان زيدان، فاشترطوا عليه وقتها إعطاءهم العرائش وإخلاءها من سكَّانها، ففعل- خذَلَه اللهُ- ولما خرج منها المسلمون أقام بها القائد الكرني إلى أن دخلها النصارى واستولوا عليها في رابع رمضان من هذه السنة، ووقع في قلوب المسلمين من الامتعاض لأخذ العرائش أمرٌ عظيم، وأنكروا ذلك أشدَّ الإنكار، وقام الشريف أبو العباس أحمد بن إدريس العمراني ودار على مجالس العلم بفاس، ونادى بالجهاد والخروج لإغاثة المسلمين بالعرائش، فانضاف إليه أقوامٌ وعزموا على التوجه لذلك، ففَتَّ في عَضُدِهم قائدُهم حمو المعروف بأبي دبيرة وصرف وجوههم عما قصدوه في حكايةٍ طويلةٍ، وكان الشيخ المأمون لما خاف الفضيحةَ وإنكار الخاصة والعامة عليه إعطاءه بلدًا من بلاد الإسلام للكفَّار، احتال في ذلك وكتب سؤالًا إلى علماء فاس وغيرها يذكُرُ لهم فيه أنه لَمَّا وغل في بلاد العدو الكافرِ واقتحمها كرهًا بأولاده وحشَمِه، منعه النصارى من الخروج من بلادِهم حتى يعطيَهم ثغر العرائش وأنَّهم ما تركوه خرج بنفسِه حتى ترك لهم أولادَه رهنًا على ذلك، فهل يجوز له أن يفدِيَ أولاده من أيدي الكفار بهذا الثغرِ أم لا؟ فأجابوه: بأن فداء المسلمين سيما أولاد أمير المؤمنين سيما أولاد سيد المرسلين صلَّى الله عليه وسلم من يد العدو الكافر بإعطاء بلدٍ من بلاد الإسلام له- جائزٌ، وإنا موافقون على ذلك، ووقَّع هذا الاستفتاء بعد أن وقع ما وقع، وما أجاب من أجاب من العلماء عن ذلك إلا خوفًا على نفسه، وقد فرَّ جماعة من تلك الفتوى، كالإمام أبي عبد الله محمد الجنان صاحب الطرر على المختصر، وكالإمام أبي العباس أحمد المقري التلمساني مؤلف نفح الطيب، فاختفيا مدةً استبراءً لدينهما حتى صدرت الفتوى من غيرهما، وبسبب هذه الفتوى أيضًا فرَّ جماعة من علماء فاس إلى البادية، كالشيخ أبي علي الحسن الزياتي شارح جمل ابن المجراد، والحافظ أبي العباس أحمد بن يوسف الفاسي، وغيرهما.

العام الهجري : 1302 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1885
تفاصيل الحدث:

هو محمد أحمد بن عبد الله، المهدي السوداني الثَّائر، وقائدُ الحركة المهدية ومؤسِّسُها. كان لحركته أثرٌ كبير في حياة السودانِ السياسية. ولِدَ في جزيرةٍ تابعة لدنقلة سنة 1259هـ، من أسرةٍ اشتهر أنها حُسينية النَّسَبِ. وكان أبوه فقيهًا، فتعلَّم منه القراءةَ والكتابة، وحفِظَ القرآنَ وهو في الثانية عشرة من عمره. ومات أبوه وهو صغير، فعَمِلَ مع عمه في نجارةِ السُّفن مدةً قصيرةً، وذهب إلى الخرطوم، فقرأ الفِقهَ والتفسيرَ، وتصوَّفَ وانقطع في جزيرة أبا في النيل الأبيض مدة خمسة عشر عامًا للعبادة والدرسِ والتدريس. وكثُرَ مريدوه، واشتهر بالصلاحِ. وسافر إلى (كردفان) فنشر فيها (رسالة) من تأليفِه يدعو بها إلى تطهيرِ البلاد من مفاسِدِ الحكَّام, وجاءه عبد الله بن محمد التعايشي فبايعه على القيامِ بدعوتِه. وقَوِيَت عصبيَّةُ المهدي بقبيلة (البقَّارة) وقد تزوَّج منها, وتلقَّب سنة 1298هـ (1881 م) بالمهديِّ المنتظر، وكتب إلى فُقهاء السودان يدعوهم لنصرتِه. وانبَثَّ أتباعُه (ويُعرفون بالدراويش أو الأنصار) بين القبائِلِ يحضُّون على الجهادِ. حاولت الحكومةُ المصرية والإنجليزُ القضاءَ عليه وعلى حركتِه، لكِنَّ كثرةَ أتباعِه وحماسَهم لحركتِه التي تسعى لرفعِ الظلم الواقع على السودانيين كلَّف المصريين والإنجليز الكثيرَ من الدماء على رأسِها القائدُ الإنجليزي غوردون، عندما هاجم بعضُ أتباع المهدي (الخرطوم) وفيها غوردون باشا فقتلوه وحملوا رأسَه على حَربةٍ (سنة 1302هـ)، وانقاد السودان كلُّه للمهدي. أرسل إلى الخديوي والسلطان عبد الحميد ومَلِكة إنجلترا يشعِرُهم بدولته ومقر سلطنتِه، وضربَ النقودَ. ولكِنَّه لم يلبث أن مات بالجدري في (أم درمان) وقد أوصى بالخلافة من بعده لعبد الله التعايشي. كان المهدي طويلًا أسمرَ بخضرة، ضَخْمَ الجثة، عظيمَ الهامة، واسِعَ الجبهة، أقنى الأنف، واسعَ الفم والعينين، مستديرَ اللحية، خفيفَ العارِضَينِ، أسنانه كاللؤلؤ، يتعَمَّمُ على قلنسوة من نوعِ ما يتعمَّمُ عليه أهلُ مكة، وعمامتُه كبيرةٌ مُنفَرِجةٌ من الأمام، يُرسِلُ عذبةً منها على مَنكِبِه الأيسر.وكان فطِنًا فصيحًا قويَّ الحجة، إذا خطب خلبَ لُبَّ مَن يستمِعُ إليه.