بعث الملكُ المنصور عمر بن علي بن رسول، صاحبُ اليمن، عسكرًا إلى مكة، وفيها الشَّريفُ راجح بن قتادة، فمَلَكَها من الأمير شجاع الدين طغتكين، نائب الملك الكامل، وفرَّ شجاع الدين إلى نخلة ثم إلى ينبع، وكتب يُعلِمُ الملك الكامل بذلك، فبعث إليه الكامِلُ عسكرًا سار بهم إلى مكَّة، فقدموها في شهر رمضان، ومَلَكوها بعدما قتلوا جماعة، وكان مُقَدَّم العسكر الأمير فخر الدين يوسف بن الشيخ.
هو الإمام العلامة الشيخ الفقيه أبو الحسن علي بن قاسم التجيبي المعروف بالزقاق من كبار فقهاء عصره بالمغرب، تتلمذ على يد أشهر علماء المغرب والأندلس، واستقَرَّ به المقام بفاس، فصار فقيه فاس وخطيبها وقاضيها ومدرسها، وصاحب المنظومة اللامية في علم القضاء وغيرها بعنوان المنهج المنتخب إلى قواعد المذهب، وهي من أنفس ما وُضعت نظمًا في قواعد الفقه المالكي, وقد حَظِيت هذه المنظومة باهتمام المالكية؛ حيث تولى عدد من العلماء شرحها وتكميلها.
هو السلطان أبو عبد الله محمد بن محمد شيخ الوطاسي المعروف بالبرتغالي، صاحب المغرب، وقع في الأسر عند البرتغاليين مدةً من الزمن وهو صغير السن؛ ولذلك لقِّب بالبرتغالي, تولى السلطنة بعد والده محمد شيخ، وقد انشغل بجهاد البرتغاليين, وبعد وفاته تولى أخوه أبو الحسن علي بن محمد الثاني الملقب أبو حسون، فقام أبو العباس أحمد بن أبي عبد الله محمد بخلع عمه أبي حسون.
أدرك الإمامُ عبد العزيز بن محمد بن سعود، الذي نجحت جيوشُه في القضاءِ على ثوراتِ الخرج والقصيم أهميةَ منطقة جبل شمر لتأمين حدود دولتِه من الشمال، وأدرك أيضًا أهميتَها الاقتصادية؛ حيث تزدهِرُ فيها الزراعة، بالإضافة إلى علاقتِها التجارية بالعراقِ والبلاد المجاورة؛ لذا عزم على إخضاعِ أُمرائها آل علي لنفوذِ دولةِ الدرعية، فأرسل إليها الحَمَلاتِ تِباعًا، حملةً تلو حملة، واستمَرَّت تلك العملياتُ العسكرية إلى أن خضعت المنطقةُ لدولة الدرعية.
حجَّ ركبٌ من أهل نجدٍ في هذا العام، فيهم عليٌّ ابنُ الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأخوه إبراهيم، وإبراهيمُ بن سدحان رئيس بلد شقراء، ورفقة معهم من أهل الوشم وأهل القصيم، وقَضَوا حجَّهم ورجعوا سالمين، وذلك أنَّ الشريف بعد وقعة الخرمة (من محافظات منطقة مكة المكرمة) سنة 1212 أرسل إلى الإمام عبد العزيز وطلب الصلحَ والمهادنة، فأجابه إلى ذلك وأذِنَ لأهل نجد بالحَجِّ بعد أن كانوا ممنوعين منه منذ عقودٍ.
جاء محمدُ علي باشا إلى مصرَ مع الجنود الذين جاؤوا لإخراجِ الفرنسيين منها واستطاع بعد مناورات مع المماليك والولاة والعثمانيين والأهالي أن يتوصَّلَ إلى ولايةِ مصر في العاشرِ من شهر ربيع الثاني من عام 1220هـ حتى عندما حاول الإنجليز لدى الدولة العثمانية عزلَه أو نقلَه، تمسَّك به العلماء والقادة، فصدر أمرٌ بتثبيته عام 1221هـ، ثم استطاع أن يتفَرَّد بالحُكمِ بتخَلُّصِه من المماليك في حادثة القلعة عام 1226هـ وضَرْبِ العلماءِ بعضِهم ببعضٍ، فخلى له الجوُّ وتفَرَّد بالحُكمِ كما يحِبُّ ويشاء.
لما استعمل الإمامُ فيصل عبدَ اللهِ بنَ سعد المداوي أميرًا على القطيف استلحق علي بن عبد الله بن غانم الرافضي رئيس القطيف السابق، فناوبه بأشياءَ ذُكِرَت له فضَرَبَه بالخَشَبِ حتى مات، فغضب الإمامُ فيصل وأرسل إليه غلامَه بلال بن سالم الحرق، فأشخصه إلى الإمام وجلس مكانَه في القطيف، فلما أتى المداوي إلى الإمام ذكَرَ له عُذْرَه في ضربه لابن غانم، فقبل منه ورَدَّه إلى القطيف أميرًا.
في سنة 1985م جرى تعيينُ زين العابدين وزيرَ دولةٍ للأمن في مكتب رئيس الوزراء محمد مزالي، وفي سنة 1986م عُيِّن وزيًرا للداخلية، وظلَّ في منصبه هذا حتى تولَّى رئاسة الوزارة، فجمع بين منصب الوزير الأول، ووزير الحكومة، فضلًا عن تولِّيه الأمانة العامة للحزب الاشتراكي الدُّستوري، الحِزب الحاكم. وزينُ العابدين بن علي رجُلٌ عسكريٌّ اصطفاه بورقيبة منذُ سنواتٍ؛ ليكون قبضتَه الحديديَّة في مُواجهة خُصومه والأزمات التي حلَّت بنظامه.
وقَّعَت حركتا فتح وحماس اتفاقَ مُصالحةٍ برعاية يمنيَّةٍ، وتعهَّدَتا بإحياء المحادثاتِ المباشِرةِ بعد شهور من الأعمالِ العدائية، ووقَّع كلٌّ من عزَّام الأحمد رئيس كتلة فتح في المجلس التشريعي الفِلَسْطيني، ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق الاتفاقَ الذي أُطلق عليه اسمُ "إعلان صنعاء"، بحضور الرئيس اليَمَني علي عبد الله صالح، والتوقيع شكَّلَ إطارًا لاستئناف الحوار من أجْل العودة بالأوضاع في الأراضي الفِلَسْطينية إلى ما قبلَ أحداث غزَّةَ.
في شهر جمادى الآخرة، أوله الثلاثاء، وفيه مرض السلطان الملك المنصور، وفي يوم الجمعة رابعه: عادت الخيول من الربيع، وظهر بين أهل الدولة حركة، فكَثُرت القالة، وبات المماليك تسعى بعضها إلى بعض، فظهر الملك الناصر في بيت الأمير سودن الحمزاوي، وتلاحق به كثير من الأمراء والمماليك، ولم يطلع الفجر حتى ركب السلطان بآلة الحرب، وإلى جانبه ابن غراب، وعليه آلة الحرب، وسار بمن اجتمع إليه يريد القلعة، فقاتله سودن المحمدي أمير أخور، وإينال باي بن قجماس، وبيبرس الكبيري، ويشبك بن أزدمر، وسودن المارديني، قتالًا ليس بذاك، ثم انهزموا، وصعد السلطان إلى القلعة، فكانت مدة عبد العزيز سبعين يومًا، فعاد السلطان الملك الناصر زين الدين فرج ابن الملك الظاهر برقوق إلى الملك ثانيًا؛ وذلك أنه لما فُقِد من القلعة وصار إلى بيت سعد الدين بن غراب، ومعه بيغوت، قام له بما يليق به، وأعلم الأمير يشبك به، فخفي على أهل الدولة مكانه، ولم يعبؤوا به، وأخذ ابن غراب يدبر في القبض على الأمير إينال باي، فلم يتمَّ له ذلك، فلما تمادت الأيام قرر مع الطائفة التي كانت في الشام من الأمراء، وهم يشبك، وقطلو بغا الكركي، وسودن الحمزاوي في آخرين، أنه يخرج إليهم السلطان، ويعيدونه إلى المُلك؛ لينفردوا بتدبير الأمور؛ وذلك أن الأمير بيبرس الأتابك قويت شوكته على يشبك، وصار يتردد إليه، ويأكل على سماطه، فعزَّ عليه وعلى أصحابه ذلك، فما هو إلا أن أعلمهم ابن غراب بالخبر، فوافقوه على ذلك، وواعد بعضهم بعضًا، فلما استحكم أمرهم، برز الناصر نصف ليلة السبت خامس جمادى الآخرة من بيت ابن غراب، ونزل بدار الأمير سودن الحمزاوي، واستدعى الناس، فأتوه من كل جهة، وركب وعليه سلاحه، وابن غراب إلى جانبه، وقصد القلعة، فناوشه من تأخر عنه من الأمراء قليلًا، ثم فرُّوا، فملك السلطان القلعة بأيسر شيء؛ وذلك أن صوماي رأس نوبة كان قد وكل بباب القلعة، فعندما رأى السلطان فتح له، فطلع منه، وملك القصر، فلم يثبت بيبرس ومن معه، ومرُّوا منهزمين، فبعث السلطان بالأمير سودن الطيار في طلب الأمير بيبرس فأدركه خارج القاهرة، فقاتله وأخذه وأحضره إلى السلطان، فقيَّده وبعثه إلى الإسكندرية فسُجِن بها، واختفى الأمير إينال باي بن قجماس، والأمير سودن المارديني.
لما أخذ السلطان سليم الأول مصر ورأى غالبَ حكامِها من المماليك الذين وَرِثوها عن ساداتهم؛ رأى أنَّ بُعدَ الولايةِ عن مركز الدولة ربما أوجب خروجَ حاكِمِها عن الطاعة وتطَلُّبَه الاستقلال، فجعل حكومة مصر منقسمةً إلى ثلاثة أقسام، وجعل في كل قسم رئيسًا، وجعلهم جميعًا منقادين لكلمة واحدة هي كلمة وزير الديوان الكبير، وجعله مركَّبًا من الباشا الوالي من قِبَله، ومن بيكوات السبع وجاقات، وجعل للباشا مزيةَ توصيل أوامر السلطان إلى المجلس وحَفْظ البلاد وتوصيل الخَراج إلى القسطنطينية، ومنع كلًّا من الأعضاء العلو على صاحبه، وجعل لأعضاء المجلس مزيةَ نقضِ أوامر الباشا بأسبابٍ تبدو لهم وعزله إن رأوا ذلك، والتصديق على جميع الأوامر التي تصدر منه في الأمور الداخلية، وجعل حكَّام المديريات الأربع والعشرين من المماليك، وخَصَّهم بمزية جمع الخَراج في البلاد، وقَمْع العُربانَ وصَدهم عنها والمحافظة على ما في داخلها، وكل ذلك بأوامر تصدرُ لهم من المجلس، وجردَّهم عن التصرف من أنفسِهم، ولقب أحدَهم المقيم بالقاهرة بشيخ البلد، ثم رتب الخراج وقسَّمه أقسامًا ثلاثة، وجعل من القسم الأول ماهية عشرين ألف عسكري بالقطر من المشاة واثني عشر ألفا من الخيالة، والقسم الثاني يرسَل إلى المدينة المنورة ومكة المشرفة، والقسم الثالث يرسَل إلى خزينة الباب العالي، ولم يلتفت إلى راحة الأهالي بل تركها عُرضةً للمضارِّ كما كانت، ومن هذا الترتيب تمكَّنت الدولة العلية من إبقاء الديار المصرية تحت تصرفِها نحو مائتي سنة، ثم أهملت بعد ذلك هذه القوانينَ التي وضعها السلطانُ سليم من حين استيلائِه عليها، وكانت هي الأساس، ولم تلتفت الدولة لما كان يحصُلُ من المماليك من الأمور المخِلَّة بالنظام، فضعُفَت شوكة الدولة وهيبتُها التي كانت لها على مصر، وأخذ البكوات تُكثِرُ من المماليك وتتقَّوى بها، حتى فاقت بقوتها الدولة العثمانية في الديار المصرية، فآل الأمر والنهي لهم في الحكومةِ، وصارت الدولة صوريةً غيرَ حقيقية، وسبب ذلك إكثارُهم من شراء المماليك، ولو كانت الدولة العليَّة تنبهت لهذا الأمر ومنعت بيعَ الرقيقِ، لكانت الأمور باقيةً على ما وضعه السلطان سليم، ولكن غفَلَت عن هذا الأمر كما غفَلَت عن أمور كثيرة؛ ولذلك لحق الأهالي الذلُّ والإهانة، وهاجر كثيرٌ منهم إلى الديار الشامية والحجازية وغيرهما، وخربت البلاد، وتعطلت الزراعة من قلة المزارعين وعدم الاعتناء بتطهير الجداول والخلجان التي عليها مدار الخصب، ونتج من ذلك ومن خوف الدولة العليَّة مِن تمكُّن الباشا في الحكومة: أن تغلَّبَ البكواتُ وصارت كلمتُهم هي النافذةَ، وانفردوا بالتصَرُّف.
هو علي محمد ابن المرزا رضى البزَّاز الشيرازي الملقَّب بالباب مؤسِّس فرقة "البابية" وهي إحدى الفِرَق التي حرَّفت العقيدة الإسلامية، وهي أصلُ فرقة البهائية, وهو إيرانيُّ الأصل، ولِدَ بشيراز سنة 1235هـ، ومات أبوه وهو رضيعٌ، فرَبَّاه خاله المرزا سيد علي التاجر، ونشأ في أبي شهر فتعَلَّم مبادئَ القراءة بالعربية والفارسية، وتلقى شيئًا من علوم الدين، وتقشَّف، فكان يمكث في الشَّمسِ ساعات عديدة. وأثَّر ذلك في عَقلِه، ولَمَّا بلغ الخامسةَ والعشرين سنة 1260هـ جاهَرَ بعقيدة ظاهِرُها توحيد الأديان، وقِوامُها تلفيقُ دينٍ جديد. والبابيَّةُ فرقةٌ ضالةٌ كافرةٌ مَوطِنُها الأول إيران، وسمِّيت "بالبابية" نسبة لزعيمِها الأول، والذي لقَّب نفسَه بالباب. وإن كانت البابيةُ في أصلها بيضةً رافضيةً إلَّا أنها اتُّهِمَت بقضية تدرج مؤسسيها في الكذب، وأنها دُعِمَت مِن قِبَل الغرب الكافر. فقد ادعى مؤسِّسُها " علي محمد الشيرازي " عام 1260هـ لنفسه أنَّه الباب والوسيلة للوصولِ إلى الإمام المنتظر، ثم تحوَّل عن ذلك وزعَمَ أنَّه هو بعينه الإمام المنتظر عند الباطنية، ثم تجاوز ذلك وزعم أنَّه نبي مرسَلٌ وأنَّ له كتابًا أفضل من القرآن اسمه "البيان"، وبعد ذلك تطور به الأمرُ وزعم أن الإله حلَّ فيه -تعالى الله عما يقول علوًّا كبيرًا- وقد أوعزت اليهوديَّةُ العالمية إلى يهود إيران أن ينضمُّوا تحت لواء هذه الحركة بصورةٍ جماعية، ففي طهران دخل فيها (150) يهوديًّا، وفي همدان 100 يهودي، وفي كاشان 50 يهوديًّا، وفي منطقة كلبا كليا 85 يهوديًّا، كما دخل حبرانِ من أحبار اليهود إلى البابيَّة في همدان، وهما: الحبر الباهو، والحبر لازار. ودخول هذا العدد الكبيرِ مِن اليهود في مدَّةٍ قصيرة في هذه النِّحْلة يكشِفُ الحجم الكبير للتآمُرِ، والأهدافَ الخطيرة التي يسعى اليهودُ لتحقيقها من وراء دَعمِ هذه الحركات التي تُسعَّرُ ضِدَّ الإسلام والمسلمين. ولَمَّا خشيت حكومة إيران الفتنةَ بسبب دعوته سجَنَت بعض أصحابه. وانتقل هو إلى شيراز، ثم إلى أصبهان، فتلقى حاكمُها أمرًا بالقبض على الباب، فاعتُقل وسُجِنَ في قلعة "ماكو" بأذربيجان، ثم انتقل إلى قلعة "جهريق" على أثر فتنة بسببه، ومنها إلى تبريز، وحُكِم عليه فيها بالقتل وذلك بفتوى من العلماء بارتدادِه، فأُعدِمَ رميًا بالرصاص. وألقِيَ جسَدُه في خندق تبريز، فأخذه بعضُ مريديه إلى طهران. وفي حيفا (بفلسطين) قبر ضخمٌ للبهائية يقولون إنهم نقَلوا إليه جثَّةَ الباب خِلسةً, وله عدة مصنفات، منها كتاب "البيان" طُبِع بالعربية والفارسية.
كان هذا الحِصارُ في هذه المَرَّةِ بقِيادَة فَضالَةَ بن عُبيدٍ الأنصاريِّ، وعلى الأُسْطولِ البَحريِّ عبدُ الله بن قيسٍ الحارثيُّ، وجُنادةُ بن أبي أُمَيَّة، وأمَّا أسطولُ الشَّام فكان بإمْرَةِ يَزيدَ بن شَجَرَة الرُّهاويِّ، ودام هذا الحِصارُ إلى عام 57 هـ، احْتَلُّوا فيها عِدَّةَ جُزُرٍ قريبة كأَرْواد وكزيكوس، واتُّخِذَت قَواعِد عَسكريَّة, ولم تَسْتطِعْ هذه الحَمْلةُ الثَّانية اقْتِحامَ القُسطنطينيَّة بسببِ مَناعَةِ أسوارِها، وما كان يُطْلِقُهُ البِيزَنطيُّون على سُفُنِ الأُسْطولِ الإسلاميِّ مِن نِيران، فانْتَهى الأمرُ بعَقْدِ صُلْحٍ بين المسلمين والبيزَنْطيِّين.
هو محمَّد بن عَلِيٍّ بن أبي طالِب، أُمُّهُ خَوْلَةُ بِنتُ جَعفَر مِن بني حَنِيفَة مِن سَبْيِ اليَمامَة، نُسِبَ إليها تَمييزًا له عن أَخَوَيْهِ الحسن والحُسين وَلَدَي فاطِمَة رضي الله عنهم أجمعين، كانت الشِّيعَة في زَمانِه تَتَغالى فيه، وتَدَّعِي إمامَتَه، وأوَّل مَن دَعا إلى ذلك المُخْتار الثَّقَفِيُّ، ولَقَّبُوه بالمَهْدِيِّ، ويَزعُمون أنَّه لم يَمُت، كان أحدَ الأبطال الشُّجْعان، وكان كثيرَ العِلْم والوَرَع، تُوفِّي في المدينة ودُفِنَ في البَقيع كما قال وَلدُه عبدُ الله، وله خَمْسٌ وسُتُّون سَنَة.
طلَب إبراهيمُ بن محمَّد بن عَلِيِّ بن عبدِ الله بن عَبَّاس مِن أبي مُسلِم أن يَحضُر إليه إلى مَكَّة لِيَعلَم منه أَخبارَ الدَّعوة، فجاءَه كِتابٌ منه أن يَرجِع إلى خُراسان ويُعلِن بالدَّعوة بعد أن كانت سِرِّيَّة، فأَظهَر أبو مُسلِم الدَّعوة وطلَب مِن سُليمان بن كَثير أن يُصلِّي بالنَّاس العيد، فأَرسَل إليهم نَصرُ بن سِيار قُوَّةً؛ ولكنَّ جُندَ أبي مُسلِم كانوا قد اسْتولَوا على هَراة، وكُشِفَ أمرُ إبراهيمَ مِن الرَّسائل وكان يُقيمُ بالحميمية فقُبِضَ عليه وسُجِن.