الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3066 ). زمن البحث بالثانية ( 0.009 )

العام الهجري : 466 العام الميلادي : 1073
تفاصيل الحدث:

إنَّ خاقان التكين صاحبَ سَمرقَند مَلَكَ تِرمِذَ بعدَ قَتْلِ السُّلطانِ ألب أرسلان، فلمَّا استَقامَت الأُمورُ للسُّلطانِ ملكشاه سار إلى تِرمِذ وحَصرَها، وطَمَّ العَسكرُ خَندَقها، ورَماها بالمجانيقِ، فخافَ مَن بها، فطَلَبوا الأَمانَ فأَمَّنَهم، وخَرَجوا منها وسَلَّموها، وكان بها أَخٌ لِخَاقان التكين، فأَكرَمَه السُّلطانُ، وخَلَعَ عليه وأَحسنَ إليه وأَطلَقَه، وسَلَّمَ قَلعةَ تِرمِذ إلى الأَميرِ ساوتكين، وأَمرَهُ بعِمارَتِها وتَحصِينِها وعِمارَةِ سُورِها بالحَجَرِ المُحْكَمِ، وحَفْرِ خَندَقِها وتَعمِيقِه، ففَعلَ ذلك. وسارَ السُّلطانُ ملكشاه يُريدُ سَمرقَند، ففارَقَها صاحِبُها، وأَنفذَ يَطلُب المُصالَحَةَ، ويَضرَع إلى نِظامِ المُلْكِ في إجابَتِه إلى ذلك، ويَعتَذِر مِن تَعَرُّضِه إلى تِرمِذ، فأُجِيبَ إلى ذلك، واصطَلَحوا، وعاد ملكشاه عنه إلى خُراسان، ثم منها إلى الرَّيِّ، وأَقطعَ بَلْخ وطخارستان لأَخيهِ شِهابِ الدِّينِ تكش.

العام الهجري : 572 العام الميلادي : 1176
تفاصيل الحدث:

كان شَمسُ الدين محمَّدُ بنُ عبد الملك بن المقَدَّم صاحب بعلبك، قد أتاه خبَرُ أنَّ جمعًا من الفرنجِ قد قَصَدوا البِقاعَ من أعمال بعلبك، وأغاروا عليها، فسار إليهم، وكَمَن لهم في الشعاري والغياض، وأوقع بهم، وقَتَل فيهم وأكثَرَ، وأسَرَ نحو مائتي رجل منهم وسَيَّرَهم إلى صلاح الدين، وكان شمسُ الدولة توران شاه، أخو صلاح الدين، وهو الذي مَلَك اليمن، قد وصل إلى دمشق، وهو فيها، فسَمِعَ أن طائفة من الفرنج قد خرجوا من بلادِهم إلى أعمال دمشق، فسار إليهم ولَقِيَهم عند عين الجر في تلك المروج، فلم يثبُتْ لهم، وانهزم عنهم، فظَفِروا بجمعٍ مِن أصحابه، فأسَروهم، منهم سيفُ الدين أبو بكر بن السلار، وهو من أعيان الجُندِ الدمشقيين، واجترأ الفرنجُ بعده، وانبسَطوا في تلك الولاية، وجَبَروا الكسرَ الذي نالهم من ابن المقدم.

العام الهجري : 609 العام الميلادي : 1212
تفاصيل الحدث:

توفي الملك الأوحد نجم الدين والدنيا أيوب بن السلطان الملك العادل أبي بكر، صاحب خلاط بتركيا في أيام أبيه الملك العادل، مَلَكَ خلاط ونواحيها، فظلم وعسَف وسفك الدماء بها, وقيل إنه قتل ثمانية عشر ألف نَسَمة بخلاط عندما أخذها، فابتُلي بأمراضٍ مزمنة، فتمنى الموتَ، فمات قبل الكهولة, وكان قد استزار أخاه الملك الأشرف موسى من حران، فأقام عنده أيامًا، واشتد مرضُه فطلب الأشرف الرجوع إلى حران، فقال له الأوحدُ: يا أخي لم تلِحُّ في الرواح، والله إني ميت وأنت تأخذ البلادَ مِن بعدي، فكان كذلك! وملك الأشرف بعد موته خلاط وأحبَّه أهلُها، كلُّ ذلك في حياة أبيهما الملك العادل، فكانت مدَّة تملك الأوحد خلاط أقلَّ من خمس سنين.

العام الهجري : 1391 العام الميلادي : 1971
تفاصيل الحدث:

أعدَّت الهِند عُدَّتها لفصْل شَطْري باكستانَ عن بعضِهما، وعقَدَت حِلفًا عسكريًّا مع رُوسيا لردْعِ أيِّ مُحاولةِ تهديدٍ تأتي من الصِّين، وقد كانت القواتُ الهِندية تَفوق القواتِ الباكستانيةَ في الجبهةِ الشرقيةِ بما يُعادِل ستة أضعافها، ومُجهَّزة بكلِّ الوسائل الحديثةِ في القتالِ، تَدعُمها رُوسيا، بينما إمكانياتُ الباكستانيينَ في الشرْق ضَعيفةٌ، واندلَع القِتالُ على كافَّة الجبهاتِ الشرقيةِ والغربيةِ وكَشمير، وتقدَّمت الهِندُ في بنجلاديشَ، وبرغْم المقاومةِ الباسلةِ التي أبداها الباكستانيون في الشَّرق إلا أنَّهم اضطرُّوا للاستسلامِ. أما في الغرْبِ فكانت الحربُ سِجالًا بين الطرفينِ، وأعلَن مجلسُ الأُمَّة وقْفَ القتال، إلا أنَّ الهِندوس والروسَ قد عارَضوا، حتى توقَّف القتالُ في نهاية 1391هـ، ولا يمكِنُ وصْف المجازرِ والمذابح التي أُقِيمت للمسلمين في بِنغلاديش بعدَ إعلان الاستسلامِ؛ فقد تفنَّن الهنودُ في أساليب القتْل والتعذيبِ للمُسلمين.

العام الهجري : 1418 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1997
تفاصيل الحدث:

وُلد محمد خاتمي في مدينة أردكان في إيرانَ، نشأ خاتمي في كنَف أسرةٍ تُركمانيةٍ مُتديِّنةٍ، ودخلَ مدرسةَ قُمَّ الدينيةَ عامَ 1961م، بعد إنهائه دراستَه الابتدائية، ودرس الفلسفةَ، وحصلَ على إجازة البكالوريوس في الفلسفة من جامعة أصفهانَ، واستكملَ دراستَه الدينيةَ بعد ذلك في معهد قُمَّ، وفي العام 1970م عاد ليدرسَ العلوم التربوية في جامعة طهرانَ، وعاد بعدَها إلى قُمَّ لدراسة علم الاجتهاد.
في عهد الشاه كان لخاتمي نشاطاتٌ سياسيةٌ معارضةٌ، فشارَكَ في نشر البيانات الصادرة عن مؤسس الجمهورية الإيرانية آية الله الخُميني، كان عضوًا ناشطًا في اتحاد الطلبة في الجامعة، كما أنَّه كان قريبًا من محمد منتظري وأحمد الخُميني، كما أنه ترَأَّس مركزَ هامبورج الإسلامي في ألمانيا في المدةِ التي سبَقَت انتصار الثورة في إيرانَ عامَ 1979م.
وتمَّ انتخابُ خاتمي ليكونَ خامسَ رئيسٍ للجمهورية.

العام الهجري : 742 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1341
تفاصيل الحدث:

هو الشيخُ الإمامُ العلَّامة الحافِظُ حُجَّة العصرِ، ومحَدِّثُ الشام ومصر وخاتمةُ الحُفَّاظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن بن يوسف بن علي بن عبد الملك بن أبي الزهر القضاعي الكلبي المزِّي الحلبي المولد، وُلِدَ بظاهر حَلَب في عاشر ربيع الآخر سنة 654، وكان إمامَ عَصرِه وأحَدَ الحُفَّاظ المشهورين، نشأ بالمزَّة بالقُربِ مِن دمشق, فحَفِظَ القرآن الكريم وعُنِيَ باللغةِ وبَرَع فيها وأتقَنَ النحو والتصريف، ثمَّ طلب الحديث سنة 675، فما ونى وما فَتَر ولا لها ولا قَصَّر، في الطلب والاجتهاد والرواية, وصَنَّف وأفاد، وكتب الكثير، لَمَّا وَلِيَ دار الحديث الأشرفي تمذهَبَ للشافعيِّ وأُشهِدَ عليه بذلك. وكان فيه حياءٌ وسكينة، وحِلمٌ واحتمال وقناعة، واطِّراحُ تكَلُّف وتَركُ التجَمُّل والتودُّد والانجماع عن الناسِ وقلة الكلام، إلا أنَّه يُسأل فيُجيب ويجيد، وكلَّما طالت مجالسةُ الطالب له ظهر له فضلُه. وكان لا يتكَثَّر بفضائله، كثيرَ السكوت لا يغتابُ أحدًا. وكان معتَدِلَ القامة مُشرَبًا بحُمرةٍ، قَوِيَّ التركيب مُتِّعَ بحواسِّه وذهنه. وكان قَنوعًا غيرَ متأنقٍ في ملبَسٍ أو مأكلٍ، يصعَدُ إلى الصالحية وغيرها ماشيًا وهو في عشر التسعينَ, وأما معرفته بالرجال فإليه تُشَدُّ الرِّحال؛ فإنه كان الغاية وحامِلَ الراية. ولما ولي دارَ الحديث قال الشيخ تقي الدين ابن تيمية: "لم يَلِ هذه المدرسةَ مِن حين بنائِها وإلى الآن أحَقُّ منه بشرطِ الواقِفِ، وقد وَلِيَها جماعة كبار مثل: ابن الصلاح، ومحيي الدين النواوي، وابن الزبيدي، لأنَّ الواقِفَ قال: فإن اجتمَعَ مَن فيه الروايةُ ومن فيه الدرايةُ قُدِّمَ مَن فيه الدرايةُ؛ قال الشيخ شمس الدين: لم أرَ أحفَظَ منه، ولم يَرَ هو مثلَ نَفسِه, ولم يسألْني ابن دقيق العيد إلَّا عنه. وكان قد اغتَرَّ في شبيبته وصَحِبَ عفيف الدين التلمساني، فلما تبيَّنَ له مذهبُه هَجَره وتبرَّأ منه, ثم قال الشيخ شمس الدين: قرأت بخطِّ الحافظ فتح الدين ابن سيد الناس: ووجدت بدمشقَ الحافِظَ المقَدَّم، والإمامَ الذي فاق من تأخَّر وتقدم، أبا الحجَّاج المزِّيَّ؛ بحرَ هذا العلم الزاخر، القائِلَ من رآه: كم ترك الأوائِلُ للأواخِر، أحفَظَ النَّاسِ للتراجم، وأعلَمَهم بالرواة من أعارِبَ وأعاجم، لا يخصُّ بمعرفته مصرًا دون مصر، ولا ينفَردُ علمُه بأهل عصر دون عصر، معتمدًا آثارَ السلف الصالح، مجتهدًا فيما نِيطَ به في حفظ السنة من النصائح، مُعرِضًا عن الدنيا وأشباهِها، مُقبِلًا على طريقته التي أربى بها على أربابها، لا يبالي بما ناله من الأزل، ولا يخلط جِدَّه بشَيءٍ مِن الهَزل، وكان بما يصنعه بصيرًا، وبتحقيق ما يأتيه جديرًا، وهو في اللغة إمام، وله بالقريض إلمام". من أهم مُصَنَّفاتِه تهذيب الكمال في أسماء الرجال في أربعة عشر مجلدًا، كشَفَ به الكتب القديمة في هذا الشأن، وسارت به الرُّكبان، واشتهر في حياته، وهو كتابٌ نافِعٌ جدًّا ليس له نظيرٌ في فنه، وألف كتاب " أطراف الكُتُب الستة " في تسعة أسفار, وكان سبَبُ موته هو أنه أصابه طاعون فمَرِضَ عِدَّة أيام حتى إذا كان يوم السبت من الثاني عشر من صفر توفِّيَ بعد صلاة الظهر، فلم يمكن تجهيزُه تلك الليلة، فلما كان من الغدِ يومَ الأحد ثالث عشر صفر صبيحة ذلك اليوم، غُسِّلَ وكُفِّنَ وصُلِّيَ عليه بالجامع الأموي، وحضر القضاةُ والأعيان وخلائِقُ لا يُحصَونَ كثرةً، وخرج بجنازته من باب النصر فصَلَّوا عليه خارج باب النصر، أمَّهم عليه القاضي تقي الدين السبكي الشافعي، وهو الذي صلى عليه بالجامِعِ الأموي، ثم ذهب به إلى مقابر الصوفية، فدفن هناك إلى جانب زوجتِه المرأةِ الصالحة الحافظةِ لكتاب الله: عائشةَ بنتِ إبراهيم بن صديق، غربيَّ قَبرِ شَيخِ الإسلام تقي الدين بن تيمية- رحمهم الله أجمعين.

العام الهجري : 100 العام الميلادي : 718
تفاصيل الحدث:

وَجَّهَ محمَّدُ بن عَلِيِّ بن عبدِ الله بن عَبَّاس الدُّعاة في الآفاق، وكان سَبَب ذلك أنَّ أبا هاشِم عبدَ الله بن محمَّد بن الحَنَفِيَّة سار للشَّام إلى سُليمان بن عبدِ الملك، فلمَّا أَكرَمَه وقَضَى حَوائِجَه، ورَأَى مِن عِلْمِه وفَصاحَتِه ما حَسَدهُ عليه وخافه، فلمَّا أَحَسَّ أبو هاشِم بالشَّرِّ قَصَدَ الحُمَيْمَة مِن أَرضِ الشَّراةِ بالأردن، وبها محمَّدُ بن عَلِيِّ بن عبدِ الله بن عَبَّاس، فنَزَل عليه وأَعْلَمَه أنَّ هذا الأَمْرَ صائِرٌ إلى وَلَدِه، وعَرَّفَه ما يَعمَل، وكان محمَّدُ بن عَلِيٍّ رَجُلًا طَموحًا، فحَمَل فِكْرَةَ إِزالَة مُلْكِ بني أُمَيَّة، وبَدَأ يَعمَل على تَنفيذِها. كان أبو هاشِم عبدُ الله بن محمَّد بن الحَنَفِيَّة قد أَعلَم شِيعَتَه مِن أَهلِ خُراسان والعِراق عند تَرَدُّدِهِم إليه أنَّ الأمرَ صائِرٌ إلى وَلَدِ محمَّد بن عَلِيِّ بن عبدِ الله بن عَبَّاس، وأَمَرَهم بِقَصْدِه بَعدَهُ. فلمَّا مات أبو هاشِم قَصَدوا محمَّدًا وبايَعوهُ، وعادوا فدَعوا النَّاسَ إليه، فأَجابوهُم, وكان الذين سَيَّرَهُم إلى الآفاق جَماعةً، وأَمَرَهُم بالدُّعاء إليه وإلى أَهلِ بَيتِه، فلَقوا مَن لَقوا، ثمَّ انْصَرفوا بكُتُبِ مَن اسْتَجاب لهم إلى محمَّد بن عَلِيٍّ، فدَفَعوها إلى مَيْسَرة، فبَعَثَ بها مَيسَرةُ إلى محمَّدِ بن عَلِيِّ بن عبدِ الله بن عَبَّاس، فاخْتار أبو محمَّد الصَّادِق لِمحمَّدِ بن عَلِيٍّ اثْنَي عَشَر رَجُلًا نُقَباء، واخْتَار سَبعين رَجُلًا، وكَتَب إليهم محمَّدُ بن عَلِيٍّ كِتابًا ليكون لهم مِثالًا وسِيرَةً يَسِيرون بها.

العام الهجري : 1438 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 2016
تفاصيل الحدث:

هو علي أكبر هاشمي رفسنجاني بهرماني، ولِدَ في 25 أغسطس 1934 بقَريةِ بهرمانَ في ضاحيةِ مدينةِ رفسنجان بمحافظةِ كرمانَ جنوبِ إيرانَ في عائلةٍ ثَريَّةٍ. وبعد أنْ تتلمَذَ في مدرسةٍ دينيةٍ مَحلِّيَّةٍ انتقل إلى الحَوْزةِ الدينيةِ بمدينةِ قُمَّ، وهو في سِنِّ المراهقةِ، فأكمَلَ دُروسَه الدينيةَ. وكان رفسنجاني من أبرَزِ المعارضينَ للشاهِ الموالين للخميني، كما لعِبَ دورًا ملموسًا ومُميَّزًا في ترسيخِ نظامِ الجمهوريةِ الإسلاميةِ الإيرانيةِ بعد سقوطِ نِظامِ الشاهِ، فأصبحَ أحدَ أهمِّ عناصرِ مجلسِ قيادةِ الثورةِ التي تسلَّمَت الحكمَ في إيرانَ. تولَّى رفسنجاني منصِبَ رئيسِ البرلمانِ بين عامَي 1980 و1989. وخلال الحربِ العراقيةِ الإيرانيَّةِ عيَّنه مرشدُ النظامِ آيةُ اللهِ خميني في عامِ 1988 نائبًا عنه في قيادةِ القواتِ المسلَّحةِ؛ إذ يُعَدُّ رفسنجاني من أقرَبِ رجالِ الدينِ إلى الخميني، وبعد وفاةِ الخميني في 1989 لعِبَ دورًا مشهودًا في إقناعِ مجلِسِ خُبَراءِ القيادةِ لاختيارِ المرشِدِ الحاليِّ خليفةً للخميني، وتزامُنًا مع اختيارِ خامنئي مرشدًا للنظامِ تولَّى رفسنجاني منصِبَ رئاسةِ الجمهوريَّةِ في دورتَينِ من 1989م إلى 1997م، وبعدها بدَأَ رفسنجاني يبتعِدُ عن المرشِدِ؛ إذ صار يميلُ إلى حركةِ الإصلاحِ، وفي عامِ 2009م انتَقَدَ بشدةٍ قَمْعَ الاحتجاجاتِ على نتائجِ الانتخاباتِ الرئاسيَّةِ التي فاز فيها أحمدي نجاد، واتهمَّتِ المعارضةُ المتشدِّدين المُقرَّبين من المرشِدِ بتزويرِ الانتخاباتِ، وتعرَّضت أسرتُه إلى مُضايَقاتٍ عِدَّةٍ من المقرَّبينَ من المرشِدِ، لكنَّه ظلَّ رئيسًا لمجلِسِ تشخيصِ مصلحةِ النظامِ. ولعِبَ رفسنجاني دورًا حاسمًا إلى جانبِ الرئيسِ الأسبقِ الإصلاحيِّ محمد خاتمي، في دَعمِ الرئيسِ حسن روحاني، وفازَ رفسنجاني في انتخاباتِ مَجلِسِ خُبَراءِ القيادةِ في عامِ 2016؛ إذ حاز أعْلى الأصواتِ، لكنَّه ظلَّ مَرفوضًا مِن المتشدِّدين المقرَّبين من خامنئي. تُوفِّيَ إثرَ ذَبْحةٍ صَدريَّةٍ عن عمرٍ ناهزَ 82 عامًا، بعد نَقلِه إلى المستشفى في العاصمةِ طَهرانَ.

العام الهجري : 1307 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1890
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ العلَّامةُ الأميرُ السيد الشريف المحقِّقُ محيي السنة وقامِعُ البدعة: أبو الطيب محمد صديق بن حسن بن علي بن لطف الله القنوجي البخاري، نزيل بهوبال، ويرجع نَسَبُه إلى زين العابدين بن علي بن الحسين السبط بن علي بن أبي طالب. ولِدَ في بلدة "بريلي" موطِنِ جَدِّه من جهةِ الأمِّ، عام 1248هـ ولما بلغ السادسةَ مِن عمره توفِّيَ والدُه، فرحل مع أمِّه إلى قِنَّوج موطِنِ آبائهِ بالهندِ، فنشأ فيها في حجرِ أمِّه يتيمًا فقيرًا على العَفافِ والطهارة، وتلقَّى الدروس في علومٍ شتى على صفوةٍ مِن علماءِ قِنَّوج ونواحيها وغيرهم. درسَ صِدِّيق على شيوخٍ كثيرين من مشايخِ الهند واليمن، واستفاد منهم في علومِ القرآن والحديثِ وغيرهما، ولقد أجازه شيوخٌ كثيرون ذكَرَهم في ثَبتِه "سلسة العَسْجَد في مشايخ السند". وله تلاميذ كثيرون درَسوا عليه واستجازوه، وبعد عودتِه مِن الحجازِ إلى الهند انتقل العلامةُ صِدِّيق حسن خان من (قنوج) إلى مدينة (بهوبال) في ولاية (مادهيا براديش) في وسط الهند، وقد ذاع صيتُه في تلك الأيام، كإمام في العلومِ الإسلامية، ومؤلِّفٍ بارع في العلوم العقليَّةِ والنَّقلية، وكاتبٍ قديرٍ في اللغات العربية والفارسية والأوردية، ومجتهدٍ متواصلٍ في الدرس والتأليف والتدوين، ولم يلبَثْ أن تزوَّجَ بأميرة بهوبال (شاهجان بيجوم) التي كانت تحكُمُها حينذاك، تزوَّجَت به لَمَّا عَلِمَت من شَرَفِ نَسَبِه وغزارة عِلمِه واستقامة سيرتِه، سنة 1287هـ، وجعلَتْه مُعتَمِدَ المهامِّ، ومنحته أقطاعًا من الأرضِ الخراجيَّة تغلُّ له خمسين ألف ربيَّة في كلِّ سنة، وخلعت عليه ولقَّبَتْه الدولةُ البريطانيةُ الحاكِمةُ بالهند نواب أمير الملك سيد محمد صديق حسن خان بهادر، ومنحته حَقَّ التعظيم في أرض الهند بطولِها وعرضِها بإطلاقِ المدافِعِ سَبعَ عشرة طلقةً، وخلَعَت عليه بالخِلَعِ الفاخرةِ، ومنَحَه السلطانُ عبد الحميد خان الوسامِ المجيدي من الدرجةِ الثانية. عَمِلَ صديق خان وزيرًا لزوجته الأميرة (شاهجان بيجوم) ونائبًا عنها. كان زواجُ العلَّامة صديق حسن خان بالأميرة شاهجان وتلقُّبه بأمير بهوبال نقطةَ تحوُّلٍ لا في حياتِه العلميَّةِ فقط، بل في النشاطِ العلميِّ والعهد التأليفي في الهند كلِّها، فكان له موهبةٌ فائقةٌ في الكتابة وفي التأليف، حتى قيل إنَّه كان يكتُبُ عَشَرات الصفحاتِ في يوم واحد، ويكمِلُ كتابًا ضخمًا في أيام قليلة، ومنها كتب نادرةٌ على منهج جديد، وعندما ساعدته الظروفُ المَنصبيَّةُ والاقتصادية على بذل المالِ الكثيرِ في طَبعِها وتوزيعِها، تكَلَّلت مساعيه العلمية بنجاحٍ منقطعِ النظير. من مؤلَّفاتِه: فتح البيان في مقاصد القرآن، ونيل المرام من تفسير آيات الأحكام، والدين الخالص (جمع فيه آيات التوحيد الواردة في القرآن، ولم يغادر آيةً منها إلا أتى عليها بالبيان الوافي)، وعون الباري بحَلِّ أدلة البخاري (شرح كتاب التجريد)، والسراج الوهاج في كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجَّاج، والحِرز المكنون من لفظ المعصوم المأمون (في الحديث)، والرحمة المهداة إلى من يريد زيادةَ العلمِ على أحاديثِ المِشكاة، والجنة في الأسوة الحسنة بالسنَّة،(في اتباع السنة)، الحِطَّة في ذكر الصحاح الستة، والروضة الندية شرح الدرر البهية للقاضي محمد اليمني الشوكاني، وفتح العلام شرح بلوغ المرام لابن حجر العسقلاني، وحصول المأمول من علم الأصول (تلخيص إرشاد الفحول للشوكاني) (في أصول الفقه)، وقطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر، وغيرها كثير، قال عبد الحي الطالبي: "له مصنَّفاتٌ كثيرةٌ ومؤلَّفاتٌ شهيرة في التفسير والحديث، والفقه والأصول، والتاريخ والأدب، قلَّما يتَّفِقُ مثلُها لأحدٍ من العلماء، وكان سريعَ الكتابةِ حُلوَ الخَطِّ، يكتب كراستين في مجلسٍ واحدٍ بخَطٍّ خفيٍّ في ورقٍ عالٍ، ولكنه لا تخلو تأليفاتُه عن أشياءَ، إما تلخيص أو تجريد، أو نقل من لسانٍ إلى لسان آخر، وكان كثيرَ النقل عن القاضي الشوكاني، وابن القيم، وشيخه ابن تيمية الحراني، وأمثالهم، شديدَ التمَسُّك بمختاراتهم، وقد اعتراه مرَضُ الاستسقاء، واشتدَّ به المرضُ وأعياه العلاجُ واعتراه الذهولُ والإغماء، وكانت أناملُه تتحَرَّك كأنَّه مشغول بالكتابة، فلما كان نصفُ الليل فاضت على لسانِه كلمةُ أحِبُّ لقاءَ اللهِ، قالها مرة أو مرتين، وطلب الماءَ واحتُضِرَ، وفاضت نفسه، وكان ذلك في ليلة التاسع والعشرين من جمادى الآخرة سنة 1307هـ، وله من العُمرِ تِسعٌ وخمسون سنة وثلاثة أشهر وستة أيام، وشُيِّعَت جنازته في جمعٍ حاشدٍ، وصلِّيَ عليه ثلاث مرات، و كان قد أوصى بأن يُدفَنَ على طريقةِ السُّنَّة، فنُفِّذَت وصيَّتُه.

العام الهجري : 468 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1076
تفاصيل الحدث:

في سَنةِ 463هـ مَلَكَ أتسز الرَّمْلَةَ، والبيتَ المُقدَّسَ، وحَصرَ مَدينةَ دِمشقَ، فلمَّا عادَ عنها جَعلَ يَقصِد أَعمالَها كلَّ سَنةٍ عند إدراكِ الغَلَّاتِ فيَأخُذها، فيَقوَى هو وعَسكرُه، ويَضعُف أَهلُ دِمشقَ وجُندُها، فلمَّا كان رَمضانُ سَنةَ 467هـ سار إلى دِمشقَ فحَصرَها، وأَميرُها المُعَلَّى بن حَيدرَة مِن قِبَلِ المُستَنصِر العُبيدي صاحبِ مصر، فلم يَقدِر عليها، فانصَرفَ عنها في شوَّال، فهَربَ أَميرُها المُعلَّى في ذي الحجَّةِ، وكان سببُ هَرَبِه أنَّه أَساءَ السِّيرَةَ مع الجُنْدِ والرَّعِيَّةِ وظَلَمَهم، فكَثُرَ الدُّعاءُ عليه، وثار به العَسكرُ، وأَعانَهُم العامَّةُ، فهَرَبَ منها إلى بانياس، ثم منها إلى صور، ثم أُخِذَ إلى مصر فحُبِسَ بها، فماتَ مَحبوسًا، فلمَّا هَربَ من دِمشقَ اجتَمعَت المصامدة -والمصامدة قَبيلَة من المَغارِبَة- ووَلَّوْا عليهم انتِصارَ بنَ يحيى المَصموديَّ، المَعروف برَزِينِ الدَّولةِ، وغَلَت الأَسعارُ بها حتى أَكلَ الناسُ بَعضُهم بَعضًا، ووَقعَ الخُلْفُ بين المصامدة وأَحداثِ البَلدِ، وعَرفَ أتسز ذلك، فعادَ إلى دِمشقَ، فنَزلَ عليها في شَعبانَ من هذه السَّنَةِ، فحَصرَها، فعُدِمَت الأَقواتُ، فبِيعَت الغرارة، إذا وُجِدَت، بأَكثرَ من عِشرين دِينارًا، فسَلَّموها إليه بأَمانٍ، وعوض عنها بقَلعَةِ بانياس، ومَدينةِ يافا من الساحِلِ، ودَخلَها هو وعَسكرُه في ذي القعدةِ، وخَطَبَ بها يومَ الجُمعةِ لخَمسٍ بَقِينَ من ذي القعدةِ، للمُقتدِي بأَمرِ الله الخَليفةِ العبَّاسيِّ، وكان آخرَ ما خُطِبَ فيها للعَلويِّينَ المِصريِّينَ، ومَنَعَ الأذانَ بحيَّ على خَيرِ العَمَلِ، ففَرِحَ أَهلُها به فَرَحًا عَظيمًا، وتَغَلَّبَ على أَكثرِ الشامِ وعَظُمَ شَأنُه، وخافَهُ المِصريُّونَ، وظَلَمَ أَهلَها، وأَساءَ السِّيرَةَ فيهم. حتى أَهلَكَ الناسَ وأَفقَرَهُم.

العام الهجري : 686 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1287
تفاصيل الحدث:

توجَّه الأميرُ حُسام الدين طرنطاي نائبُ السُّلطة على عسكرٍ كثيرٍ لقتالِ الأمير شمسِ الدين سنقر الأشقر بصهيون، وسَبَبُ ذلك أنَّ السُّلطانَ لَمَّا نازَل المرقب وهي بالقربِ من صهيون، لم يحضُرْ إليه سنقر الأشقر، وبعث إليه ابنَه ناصرَ الدين صمغار، فأسَرَّها السلطانُ في نفسِه، ولم يمكِّنْ صمغار من العودِ إلى أبيه وحَمَله معه إلى مصر، واستمَرَّ الحالُ على ذلك حتى هذه السنة، فسار طرنطاي ونازل صهيونَ حتى بعث الأشقر يطلُبُ الأمانَ فأمَّنَه، ونزل سنقر إليه ليسَلِّمَ الحصن، فخرج طرنطاي إلى لقائِه ماشيًا، فنزل سنقر عندما رآه وتعانقا، وسار سنقر إلى مخيم طرنطاي، وقد خلع طرنطاي قباءَه وفَرَشه على الأرض ليمشيَ عليه سنقر، فرفع سنقر القباءَ عن الأرض وقَبَّله ثمَّ لَبِسَه، فأعظم طرنطاي ذلك من فِعلِ سنقر، وشَقَّ عليه وخَجِلَ، وأخذ يعامل سنقر من الخدمة بأتمِّ ما يكون، وتسَلَّمَ طرنطاي حصن صهيون، ورتَّبَ فيه نائبًا وواليًا وأقام به رجالًا، بعد ما أنفق في تلك المدَّة أربعَمائة ألف درهم في العسكر الذي معه، فعتب عليه السلطانُ، ثم سار طرنطاي إلى مصر ومعه سنقر الأشقر حتى قَرُب من القاهرة، فنزل السلطان من قلعة الجبل، وهو وابنُه الملك الصالح علي، وابنُه الملك الأشرف خليل، وأولاد الملك الظاهر، في جميعِ العساكر إلى لقاءِ سنقر الأشقر، وعاد به إلى القلعةِ، وبعث إليه الخِلَع والثيابَ وحوائِصَ الذَّهَب والتُّحَف والخيولَ، وأنعم عليه بإمرةِ مائة فارس وقَدَّمَه على ألف، فلازم سنقر الخِدمةَ مع الأمراءِ إلى سابع عِشْرِي شهر رجب، وخرج السلطان من قلعة الجبل سائرًا إلى الشام، فأقام بتل العجول ظاهِرَ غَزَّة.

العام الهجري : 963 العام الميلادي : 1555
تفاصيل الحدث:

نتيجةً لتحالف السعديين مع الإسبان والبرتغال ضِدَّ العثمانيين تحَّركت القوات العثمانية تحت قيادةِ صالح رايس والي الجزائر من قِبَل العثمانيين للوقوف مع أبي حسون الوطاسي وحصلت اصطدامات عسكرية بين قوات محمد الشيخ السعدي والقوات العثمانية قرب بادس التي رسا بها الأسطول العثماني، فلحقت الهزيمة بالقوات السعدية؛ مما أفسح المجالَ أمام العثمانيين لكي يواصلوا زحفهم نحو الداخل، وفي هذا العام سقطت مدينة تازة في يد العثمانيين الذين اشتبكوا مع السعديين في معاركَ متواصلة أهمُّها بكدية المخالي في ساحة فاس، عند ذلك تقدَّمت القوات العثمانية ومعها أبو حسون نحو فاس التي دخلتها في 3 صفر سنة 964, وأعلن الباب العالي ضمَّ المغرب إلى الدولة العثمانية بعد أن خطب الإمام للسلطان العثماني، مكث صالح رايس بمدينة فاس أربعة أشهر ضَمِن خلالها استقرار الأمور للدولة العثمانية، وخلال وجود صالح رايس في فاس لم يترك الجهادَ ضِدَّ الإسبان فأرسل فرقة من جيشه إلى الريف المغربي استرجع من الإسبان مَعقِلَهم الكبير باديس أو صخرة فالين كما يَدْعونها، كما حاول صالح رايس أن يستبدل الباشا العثماني أبا حسون بالشريف الإدريسي الراشدي بوبكر، بناء على اقتراح المرابطين الصوفيين للقيامِ على حكم فاس باسم السلطان العثماني، إلا أنَّ ثورة الأهالي اضطرَّت صالح رايس لإعادة أبي حسون إلى حكم فاس، فأذعن أبو حسون لشروط العثمانيين بشأنِ الحفاظِ على السيادة العثمانية من حيث الخطبةُ باسم السلطان العثماني، وإقامةُ حاميةٍ عثمانية في مقَرِّ بلاطه.

العام الهجري : 1355 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1936
تفاصيل الحدث:

خطَّطت فرنسا -بعد أن انتهت الثورةُ العربية الكبرى ضِدَّ العثمانيين- لما ستفعله في سوريا، فأول ما قامت به هو فَصلُ لبنان عن سوريا، وخاصة أن فيه كثيرًا من الموارنة النصارى، وقد سنَّت دستورًا خاصًّا للبنان الكبير، ومع أنَّ الدستور لم ينُصَّ على ديانة الرئيس إلَّا أن فرنسا كانت مصممة على ألَّا يليَ الرئاسة إلا نصراني، فعُيِّنَ أولًا شارل دباس، وحاول حبيب باشا السعد أن يجعل اللهجةَ العامية هي اللغة الرسمية للبلاد؛ ليقضيَ على اللغة العربية الأصيلة، وبدأ التمييز الديني بين النصارى والمسلمين؛ من هضم للحقوق، وتدني في المستوى الاجتماعي والمعيشي، وعمَّقَت فرنسا هذا الموضوع الطائفي، وفي أول سنة 1936م تسلَّم الرئيس إميل إدة مهامَّ رئاسة لبنان الكبير، وتزايدت في عهده حِدَّةُ الصراعات الطائفية، ثم بدأت المفاوضات اللبنانية الفرنسية التي حذت حذو المفاوضات السورية الفرنسية، وكانت الكتلة الدستورية برئاسة بشارة الخوري قد تقَدَّمت بالمطالبة بأن تحلَّ محلَّ الانتداب، ثم تداعت القوى الإسلامية والقومية الوحدوية من مختَلِف الطوائف إلى عقدِ مؤتمر الساحل والأقضية الأربعة في مارس 1936م، وكانوا يطالبون بالوحدة مع سوريا، ثم عُقِدَ مؤتمر آخر هو المؤتمر القومي الإسلامي في أكتوبر 1936م، وطالبوا بالاتحاد مع سوريا وأن تكون هناك بنودٌ واضحة لحقوق وواجبات الطوائف، ثم بعد المفاوضات والأخذ والرد وُقِّعَت المعاهدة في 13 نوفمبر 1936م من قِبَل رئيس الجمهورية إميل إدة، والمفوض الداني دي مارتل الفرنسي، وكانت مدتها خمسة وعشرين عامًا اعترفت فيها فرنسا باستقلال لبنان، وتعهَّدت بمساعدته للانضمام للأمم المتحدة على أن يبقى جنود فرنسيون في لبنان، وتمثِّلُ فرنسا لبنان في الشؤون الخارجية والعسكرية.

العام الهجري : 1372 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1952
تفاصيل الحدث:

قدَّمت الدولُ العربية احتجاجًا إلى هيئة الأمم المتحدة، وإلى فرنسا؛ على الأعمال التي تقومُ بها فرنسا في المغرب، ورفعت مذكرات الاحتجاج من السعودية ومصر وسوريا والأردن، غير أنَّ فرنسا رفضت كلَّ ذلك، وأما مَلِكُ المغرب الملك محمد الخامس فقد قام بتقديمِ مذكِّرة إلى رئيس فرنسا أيَّدَ فيه مطالِبَ شَعبِه بالاستقلال، وإلغاء الحماية الفرنسية، ورفضت فرنسا كلَّ ذلك أيضًا، وقدَّمت العراق مذكِّرةً إلى هيئة الأمم المتحدة، وطلبت عرضَ القضية عليها وأيَّد العراق ثلاث عشرة دولة، وأعلن حزب الاستقلال واتحاد النقابات في المغرب الإضرابَ العامَّ تضامنًا مع تونس التي أضربت بسَبَبِ مَقتَلِ فرحات حشَّاد على أيدي السلطات الفرنسية، فاستغَلَّ الفرنسيون الفرصةَ وقاموا بمذبحةٍ في مدينة الدار البيضاء ذهب ضحيَّتَها أربعة آلاف مواطن، كما اعتقلوا زعماء حزب الاستقلال، ورؤساء اتحاد النقابات في المغرب، وأعلنوا حلَّ حزب الاستقلال، وعطَّلوا الصحف العربية، وقاموا بإجراءات تعسُّفية، وتفاقَمَ الوضع أكثر بعد أن نفى الفرنسيون الملكَ محمد الخامس إلى كورسيكا من قِبَل فرنسا في شهر ذي الحجة من هذا العامِ، فتضافر معظَمُ شعب المغرب وهَبَّ لتأييد المَلِك والعمل على إعادته، وانقض الثائرون على عددٍ كبير من المتعاونين مع فرنسا والموالين لها، ففتكوا بهم، وتجاوز الأمرُ الحمايةَ الفرنسية ووصل إلى منطقة الريف؛ حيث الحماية الأسبانية. وحاول الفرنسيون اغتيالَ بعض الشخصيات فزاد الاضطراب وقاطع السكانُ البضائعَ الفرنسية، ونشأ جيشُ التحرير السري الذي استطاع أن يقومَ ببعض العمليات الناجحة على ثكناتِ الجيش الفرنسي وعلى بعض مؤسَّساته، بل وصل إلى اغتيال بعضِ أفراده.

العام الهجري : 1413 العام الميلادي : 1992
تفاصيل الحدث:

في 24 نيسان إبريل 1992، تم توقيعُ اتفاق عُرف باسم اتفاق بيشاورَ من قِبَل أحزاب الاتحاد الإسلامي لمجاهِدي أفغانستانَ السبعة، وحزب الوَحْدة الشيعي، والحركة الإسلامية محسني، فتمَّ الاتفاق على تشكيل حكومة مؤقَّتة لمدة شَهرينِ، وعلى رأسها صبغة الله مجددي، ثم يتبَعُه ولمدة أربعة أشهرٍ بُرهان الدين ربَّاني، ولكنَّ الحزب الإسلامي بقيادة حكمتيار رفَضَ الاتفاقيةَ بالرغم من أنَّه من الموقِّعين عليها، فهاجَم كابل وانهارت الاتفاقية، وبَقيَ ربَّاني في رئاسة الدولة.
ثم عادت الأحزاب المتناحِرة لتجتمِعَ في 7 مارس 1993م في إسلام أباد في باكستانَ بعد حرب ضَروسٍ، ومعاركَ طاحنةٍ في كابُولَ، وتمَّ توقيع اتفاقية عُرفت باتفاقية إسلام أباد، شاركت فيها السعوديةُ وباكستانُ، ونصَّت الاتفاقية على أن:
1. لربَّاني رئاسة الدولة لمدة 18 شهرًا.
2. وقلب الدين حكمتيار يتولَّى رئاسة الوزراء.
3. وأن يتمَّ إيقاف إطلاق النار.
ولكنَّ الاتفاقيةَ لم تُنفَّذ بسبب اندلاع القتال من جديد بين ربَّاني وحكمتيار بسبب الاتهامات المتبادَلة بين حِزبَيْهما، وفي الأول من يناير عام 1994م تعرَّض برهان الدين ربَّاني لمحاوَلة انقلاب بيد تحالُف بين حكمتيار، وعبد الرشيد دوستم، وصبغة الله مجددي، وحزب الوَحْدة الشيعي، ولكنَّ الانقلاب فشِلَ، وتمَّ تجديد فترة حُكم ربَّاني لعام آخَرَ في يوليو 1994م، وفي نوفمبر 1994م، بدأت طالِبان بالظهور، وخلال عامَيْنِ سيطَرَت على معظم مناطقِ أفغانستانَ، ودخلت كابولَ عامَ 1996م، وأعلنت نفسَها الحاكمةَ للبلاد بإزاحة ربَّاني.