الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 1510 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 89 العام الميلادي : 707
تفاصيل الحدث:

كان موسى بن نُصَير ذا رَأْيٍ وتَدْبيرٍ وحَزْمٍ و خِبْرَةٍ بالحَرْبِ، فوَلَّاهُ عبدُ العزيز بن مَرْوان والي مِصْر على أفريقيا خَلَفًا لِحَسَّان بن النُّعْمان في خِلافَة الوَليدِ بن عبدِ الملك بن مَرْوان، فعَمِل موسى بن نُصَير على تَثْبيت دَعائِم الإسلام في إقليم أفريقيا، الذي ارْتَدَّ أَهلُه عن الإسلام أَكثرَ مِن مَرَّة؛ فاسْتَطاع موسى أن يُخْمِد ثَوْرات البَرْبَر المُتَعاقِبَة، ويُعيد فَتْحَ المَناطِق التي كان البَرْبَر قد انْتَزَعوها مِن المسلمين بعدَ فَتحِها أوَّلَ مَرَّةٍ، كما شَرَع موسى في بِناءِ دارِ صِناعَة قُرْبَ قَرْطاجَنَّة لِبِناءِ أُسْطولٍ قَوِيٍّ لِحِمايَة الثُّغور. ثمَّ توَجَّه موسى بن نُصَير ناحِيَة المَغرِب فافْتَتَح بِلادًا كَثيرةً جِدًّا.

العام الهجري : 1276 العام الميلادي : 1859
تفاصيل الحدث:

هو الأميرُ جابر الأول بن عبد الله بن صباح، ثالثُ أمراء الكويت من آل الصباح. ولِدَ في الكويت وأقام في البحرين إلى أن توفِّيَ والده سنة 1229هـ فعاد إلى الكويت وولِيَ إمارتها. وفي أيَّامِه استولت إحدى قبائل العراق على البصرة وطردت حاكِمَها، فلجأ إلى جابر الأول فأنجَدَه بعدة سفُنٍ مزوَّدة بالرجال والمدافع، فاستخلصها فكافأته الحكومةُ العثمانية بمقدارٍ كبيرٍ من التمر كان يُرسَلُ إليه كلَّ عامٍ، وحاولت حكومةُ لندن إقناعَه برفع الراية البريطانية على الكويتِ فأبى، وأرادوا البناءَ فيها فلم يأذَنْ لهم، واستمَرَّ في الحكم إلى أن مات فيها. وقد اشتُهِرَ بالكرم والحَزم، ولُقِّبَ بـجابر العيش من شِدَّةِ كَرَمِه، وكان كثير التصَدُّقِ على الفقراء.

العام الهجري : 1401 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1981
تفاصيل الحدث:

كان الدِّفاعُ عن العراق -والتي كانت في حالةِ حربٍ مع إيرانَ- موضعَ اتِّفاق أعضاءِ مجلس التعاوُن الخليجيِّ. وكانت سياسةُ الكويت التي استنَدَت لاتِّفاقيات مُبرَمةٍ في 1972، 1978، والتي نظَّمت تِجارة الترانزيت، والإمدادَ العسكريَّ مِن موانئِ "الشعيبة" و"الشويخ" الكويتيينِ إلى البصرةِ؛ تَعكِسُ دعمًا للعراقِ، وقد أدَّى هذ إلى ردِّ فِعلٍ عسكري إيرانيٍّ؛ ففي 10/ 8/ 1981 اعترَضَت البحريةُ الإيرانية عند مدخَل مَضيق هُرمز السفينةَ التجاريةَ (إل. أس. كت) وهي في طَريقِها إلى الكويتِ ثم إلى العراقِ، وسحبَتْها إلى مِيناء بندر عباس. ونتيجةً لاستمرارِ فاعلية موانئِ الكويت في إرسالِ حُمولات إستراتيجيةٍ للعراق، قامت المقاتلاتُ الإيرانية بقصْفِ آبار البترولِ الكويتيةِ في 16/ 10/ 1981.

العام الهجري : 1433 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 2011
تفاصيل الحدث:

ظَهَرت في مِصرَ السُّنية لأولِ مرةٍ ما يسمَّى باحتفالاتِ عاشوراءَ الشيعية؛ حيث تجمَّع نحوُ (1000) شيعيٍّ من مُختلَف المُحافظاتِ، ووفدٌ من الشيعةِ العراقيِّين؛ لإحياءِ ذكرى مَقتلِ الحسين رضي الله عنه في كَربِلاء. وألقت الشُّرطة المصريةُ القبضَ على محمد الدريني القيادي الشيعيِّ ورئيسِ مؤسسةِ آل البيت بمصرَ وعَشَرةٍ من قيادات الشيعةِ قُبَيل بدءِ احتفالاتِ الشيعةِ بليلةِ عاشوراءَ بمسجِدِ الحُسين بالقاهرة. وقد عُقِدت خلالَ الأيَّامِ العشرِ الأولى من شهرِ محرمٍ مجالسَ العزاءِ بعددٍ من محافظاتِ الجمهورية في مَقتلِ الحُسين رضي الله عنه. وعُقِد مجلسُ العزاءِ الأكبرِ بمسجِدِ الحُسين في اليومِ العاشِرِ من محرَّم، وشارَك فيه عددٌ من الأشرافِ والصُّوفيةِ.

العام الهجري : 1443 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 2022
تفاصيل الحدث:

وُلِد الشَّيخُ خليفة عام 1948م في مدينةِ العَينِ،وهو ثاني رئيسٍ لدولةِ الإماراتِ العربيَّةِ المتَّحِدةِ، والحاكِمُ السَّادِسَ عَشَرَ لإمارةِ أبوظبي، أصبح رئيسًا للإماراتِ عام 2004 خلَفًا لوالِدِه الشَّيخِ زايدِ بنِ سُلطانَ مُؤَسِّسِ دولةِ الإماراتِ العربيَّةِ المتَّحِدة، وتولَّى رئاسةَ الدَّولةِ حتَّى وفاتِه.
وُلِد الشَّيخُ خليفة بقلعة (قصر) المويجعي في مدينةِ العَينِ، وكان أكبَرَ الأبناءِ الذُّكورِ للشَّيخِ زايدِ بنِ سُلطانَ آل نَهْيان مؤسِّسِ دَولةِ الإماراتِ.
شَغلَ قَبلَ ذلك منصِبَ وَليِّ عهدِ إمارة أبوظبي،وكان ممثِّلَ الحاكِمِ في المنطقةِ الشَّرقيَّةِ، ورئيسَ المحاكمِ فيها.
توفِّيَ عن عمرٍ يناهز 73 عامًا،ودُفِنَ بمقبرةِ البطينِ في أبوظبي.

العام الهجري : 1443 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 2022
تفاصيل الحدث:

وُلِد أبو بكرٍ عام 1366هـ بمدينةِ أحور بمحافظةِ أَبْيَن في اليَمَنِ الجَنوبيِّ، ونشأ في كَنَفِ والِدِه علي بنِ أبي بكر، تلقَّى دراستَه الابتدائيَّةَ في مدينَتَي أحور والمحفد، وتلقَّى دراستَه الثَّانويَّةَ في مدينةِ عَدَن. وتخرَّج في جامعةِ عَدَنٍ من كليَّةِ التربيةِ قِسمِ اللُّغةِ العربيَّةِ، والتَحَق بسِلكِ التَّربيةِ والتَّعليمِ، ودرَّس في مدارِسِ أحور وعَدَن بَعدَ تخرُّجِه من الجامعةِ.
كان العَدَنيُّ من دُعاةِ التصَوُّفِ في اليَمَنِ، وهو ينتمي إلى أُسرةِ آل باعَلَوي الحُسَينيَّةِ، أنشأ عددًا من المعاهِدِ التَّربويَّةِ التَّعليميَّةِ في اليَمَنِ، ومراكِزَ للدِّراساتِ والأبحاثِ العِلميَّةِ، وله مُؤَلَّفاتٌ ومنظوماتٌ عديدةٌ.
توفِّي رحمه الله في عمّان الأردن عن عُمرٍ ناهز 77 عامًا.

العام الهجري : 620 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1223
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ العلَّامة البارع الفقيه أبو محمد موفق الدين عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة بن مقدام بن نصر المقدسي، الجماعيلي، الدمشقي، الصالحي، الحنبلي، صاحب (المُغني). ولد بجماعيل، من عمل نابلس، في شعبان سنة 541. صاحب كتاب المغني المشهور في المذهب الحنبلي، قدم مع أهله إلى دمشق في سنة إحدى وخمسين، وهو ابن عشر سنوات ومعه ابن خاله الحافظ عبد الغني, وقرأ القرآن وسمع الحديث الكثير، ورحل مرتين إلى العراق إحداهما مع الحافظ عبد الغني، فأدركا نحو أربعين يومًا من جنازة الشيخ عبد القادر، فنزلا عنده بالمدرسة، واشتغلا عليه تلك الأيام، وسمعا منه، تفقه ببغداد على مذهب الإمام أحمد، وبرع وأفتى وناظر وتبحَّر في فنون كثيرة، مع زهد وعبادة، وورع وتواضع وحسن أخلاق، وجودٍ وحياء وحسن سمت وكثرة تلاوة، وصلاة وصيام وقيام، وطريقة حسنة واتباع للسلف الصالح، فكان عالم أهل الشام في زمانه. قال ابن النجار: "كان إمام الحنابلة بجامع دمشق، وكان ثقة حجة، نبيلًا، غزير الفضل، نزهًا، وَرِعًا، عابدًا، على قانون السلف، عليه النور والوقار، ينتفع الرجل برؤيته قبل أن يسمع كلامَه", وقال عمر بن الحاجب: "هو إمام الأئمة، ومفتي الأمة، خصه الله بالفضل الوافر، والخاطر الماطر، والعلم الكامل، طنَّت بذكره الأمصار، وضَنَّت بمثله الأعصار، أخذ بمجامع الحقائق النقلية والعقلية...، إلى أن قال: وله المؤلفات الغزيرة، وما أظن الزمان يسمح بمثله، متواضع، حسن الاعتقاد، ذو أناة وحلم ووقار، مجلسه معمور بالفقهاء والمحدثين، وكان كثير العبادة، دائم التهجد، لم نرَ مثله، ولم ير مثل نفسِه". عمل الشيخ الضياء (سيرته) في جزأين، فقال: "كان تام القامة، أبيض، مشرق الوجه، أدعج، كأن النور يخرج من وجهه لحسنه، واسع الجبين، طويل اللحية، قائم الأنف، مقرون الحاجبين، صغير الرأس، لطيف اليدين والقدمين، نحيف الجسم، ممتَّعًا بحواسه". وقال الضياء: "سمعت المفتي أبا بكر محمد بن معالي بن غنيمة يقول: ما أعرف أحدًا في زماننا أدرك درجة الاجتهاد إلا الموفق, وسمعت الحافظ أبا عبد الله اليونيني يقول: أما ما علمته من أحوال شيخنا وسيدنا موفق الدين، فإنني إلى الآن ما أعتقد أن شخصًا ممن رأيته حصل له من الكمال في العلوم والصفات الحميدة التي يحصل بها الكمال سواه؛ فإنه كان كاملًا في صورته ومعناه من حيث الحسن، والإحسان، والحلم والسؤدد، والعلوم المختلفة، والأخلاق الجميلة، رأيت منه ما يعجز عنه كبار الأولياء، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما أنعم اللهُ على عبدٍ نعمةً أفضل من أن يلهِمَه ذِكْرَه)), فقلت بهذا: إن إلهام الذكر أفضل من الكرامات، وأفضل الذكر ما يتعدى إلى العباد، وهو تعليمُ العلم والسنة، وأعظمُ من ذلك، وأحسن ما كان جبلة وطبعًا، كالحلم، والكرم، والعقل، والحياء، وكان الله قد جبله على خُلق شريف، وأفرغ عليه المكارم إفراغًا، وأسبغ عليه النعم، ولطف به في كل حال. قال الضياء: كان الموفَّق لا يناظر أحدًا إلا وهو يتبسم, وقيل: إن الموفق ناظر ابن فضلان الشافعي الذي كان يُضرَبُ به المثل في المناظرة، فقطَعَه. وبقي الموفق يجلسُ زمانًا بعد الجمعة للمُناظرة، ويجتمع إليه الفقهاء، وكان يشغلُ إلى ارتفاع النهار، ومن بعد الظهر إلى المغرب ولا يضجر، ويسمعونَ عليه، وكان يقرئُ في النحو، وكان لا يكاد يراه أحد إلا أحبَّه, وما علمت أنه أوجع قلبَ طالب، وكانت له جارية تؤذيه بخُلُقِها، فما يقول لها شيئًا، وأولاده يتضاربون وهو لا يتكلم, وسمعت البهاءَ يقول: ما رأيتُ أكثر احتمالًا منه." كان يؤمُّ الناس للصلاة في محراب الحنابلة هو والشيخ العماد، فلما توفي العماد استقل هو بالوظيفة، وله مصنفات عديدة مشهورة، أشهرها المغني في شرح مختصر الخرقي، والكافي في الفقه الحنبلي، والمقنع للحفظ، والروضة في أصول الفقه، وغير ذلك من التصانيف المفيدة، وكانت وفاته في يوم عيد الفطر، وقد بلغ الثمانين، وكان يوم سبت وحضر جنازته خلق كثير، ودفن بتربته المشهورة، ورئيت له منامات صالحة رحمه الله تعالى. كان له أولاد ذكور وإناث، ماتوا في حياته, ولم يعقب منهم سوى ابنه عيسى ولد له ولدان ثم ماتا وانقطع نسله.

العام الهجري : 211 العام الميلادي : 826
تفاصيل الحدث:

هو أبو بكر عبدُالرَّزاق بن همام بن نافع الحِمْيري ولاءً الصَّنعاني، الحافِظُ المحَدِّث الثِّقة، عالمُ اليمَنِ الكبيرُ، ولد بصنعاء سنة 126هـ, روى عنه خلقٌ كثيرٌ، منهم الإمام أحمدُ وابنُ عُيَينة، قال الذهبي: هو خزانةُ العِلمِ، له كتابٌ في التفسير، وأشهرُ كتُبِه هو (المصنَّف) المعروفُ، جمعَ فيه الكثيرَ من الأحاديثِ والآثارِ الموقوفةِ عن الصحابة وعن التابعين. كان فيه تشيُّعٌ لعليٍّ، قال أحمد العجلي: عبد الرزَّاق ثقةٌ، كان يتشَيَّع. قال عبدالرزاق: ما انشرح صدري قطُّ أن أفضِّلَ عليًّا على أبي بكرٍ وعُمَرَ، فرحمهما الله, ورَحِمَ عُثمانَ وعَلِيًّا، مَن لم يحِبَّهم فما هو بمؤمنٍ، أوثَقُ عَمَلي حبِّي إياهم. وقال أيضًا: أفضِّلُ الشيخينِ بتفضيلِ عليٍّ إيَّاهما على نفسِه، كفى بي إزراءً أن أخالِفَ عليًّا.   قال أبو صالح محمَّد بن إسماعيل الصراري: بلَغَنا ونحن بصنعاء عند عبد الرزَّاق أنَّ أصحابَنا- يحيى بن مَعِين، وأحمدَ بن حنبل، وغيرَهما- تركوا حديثَ عبد الرزاق وكَرِهوه، فدخَلَنا من ذلك غَمٌّ شديد، وقلنا: قد أنفَقْنا ورَحَلْنا وتَعِبْنا، فلم أزَلْ في غَمٍّ مِن ذلك إلى وقتِ الحَجِّ، فخرجتُ إلى مكَّةَ، فلقيتُ بها يحيى بنَ مَعِينٍ، فقلتُ له: يا أبا زكريَّا، ما نزل بنا من شيءٍ بلَغَنا عنكم في عبدِ الرزاق؟ قال: وما هو؟ قلنا: بلَغَنا أنَّكم تركتُم حديثَه، ورَغِبتُم عنه، قال: يا أبا صالحِ، لو ارتَدَّ عبد الرزَّاق عن الإسلامِ، ما تركْنا حديثَه.

العام الهجري : 338 العام الميلادي : 949
تفاصيل الحدث:

هو الخليفة أبو القاسمِ عبد الله المستكفي بالله بن المكتفي علي بن المعتضد العباسي. كان رَبْعَ القامةِ مليحًا، معتدِلَ البَدَن، أبيضَ بحُمرةٍ، خفيفَ العارضين. وأمُّه أمُّ ولد. بويع وقتَ خَلعِ المتقي لله عام 333. وله يومئذٍ إحدى وأربعون سنة، ولقب بالمستكفي بالله. قام ببيعته أميرُ الأمراء توزون، ولَمَّا أقبل أبو الحسن أحمدُ بنُ بويه على العراق استولى على الأهوازِ والبصرة وواسط، ثم بغداد, وفَرَّ منها أميرُ الأمراء في حينها ابن شيرزاد, وتولَّى ابن بويه منصِبَ أميرِ الأمراء, ولقَّبَه المستكفي بمعز الدولة، وأصبحَ المُعِزُّ الآمِرَ الناهيَ في بغداد، وبلغ الحالُ بضعف الخليفة أن قرَّرَ له مُعِزُّ الدولة في الشهر مائة وخمسون ألف درهم فقط, وفي عام 334 دخل على الخليفةِ المستكفي اثنان من الديلم، فطلبا منه الرزقَ، فمَدَّ يدَه للتقبيلِ، فجَبَذاه من سريرِ الخِلافةِ، وجَرَّاه بعمامته، ونُهِبَت داره، وساقاه ماشيًا إلى منزل معزِّ الدولة، الذي خَلع المستكفيَ وسملَ عينيه بمِكحلٍ محميٍّ. ثم بايع للفَضلِ بن المقتدر، ولَقَّبَه بالمطيع لله، واستقَلَّ بملك العراق معزُّ الدولة. وضعُفَ أمرُ الخلافةِ جِدًّا، وظهر الرَّفضُ والاعتزال ببني بُوَيه. فكانت خلافةُ المستكفي ستة عشر شهرًا، ثم عاش بعد العزلِ والكَحلِ ذليلًا مقهورًا مسجونًا أربعةَ أعوام إلى أن مات وله سِتٌّ وأربعون سنةً.

العام الهجري : 533 العام الميلادي : 1138
تفاصيل الحدث:

توجَّه عبدُ المؤمن لِمُلاقاةِ المرابطين، إلى جَبَل كرناطة، فنَزَل في أرضٍ صُلبة، بين شَجَر، ونزل تاشفين بنُ علي قُبالتَه، في الوطأةِ في أرضٍ لا نباتَ فيها، وكان الفَصلُ شاتيًا، فتوالت الأمطارُ أيامًا كثيرةً لا تُقلِعُ، فصارت الأرضُ التي فيها تاشفين وأصحابُه كثيرةَ الوحل، تسوخُ فيها قوائمُ الخيلِ إلى صُدورِها، ويَعجِزُ الرَّجُلُ عن المشيِ فيها، وتقَطَّعَت الطرقُ عنهم، فأوقدوا رماحَهم، وقرابيسَ سُروجِهم، وهلكوا جوعًا وبردًا وسوءَ حالٍ, وكان عبدُ المؤمن وأصحابُه في أرضٍ خَشنةٍ صُلبةٍ في الجَبَل، لا يبالونَ بشَيءٍ، والميرةُ مُتَّصِلةٌ إليهم، وفي ذلك الوقتِ سَيَّرَ عبدُ المؤمن جيشًا إلى وجرةَ مِن أعمالِ تلمسان، ومُقَدَّمُهم أبو عبد الله محمد بن رقو، فبلغ خبَرُهم إلى محمد بن يحيى بن فانوا، متولِّي تلمسان، فخرج في جيشٍ مِن الملثمين، فالتَقَوا بموضعٍ يُعرَفُ بخندق الخمر، فهَزَمَهم جيشُ عبد المؤمن، وقُتِلَ مُحمَّدُ بنُ يحيى وكثيرٌ من أصحابه، وغَنِموا ما معهم ورَجَعوا، فتوجَّهَ عبدُ المؤمن بجَميعِ جَيشِه إلى غمارة، فأطاعوه قبيلةً بعد قبيلةٍ، وأقام عندهم مُدَّةً. وما بَرِحَ يمشي في الجِبالِ، وتاشفين يُحاذيه في الصَّحاري، فلم يَزَل عبدُ المؤمن كذلك إلى سنةِ خَمس وثلاثين، فتوفِّيَ أميرُ المُسلِمينَ عليُّ بنُ يوسُفَ بمراكش ومَلَك بعدَه ابنُه تاشفين، فقَوِيَ طَمَعُ عبد المؤمن في البلاد، إلَّا أنَّه لم يَنزِل الصَّحراءَ.

العام الهجري : 579 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1183
تفاصيل الحدث:

نزل صلاحُ الدين بحرزم، تحت ماردين، فلم يَرَ لأخذها وجهًا، فسار عنها إلى آمد، على طريق البارعيَّة، وكان نور الدين محمد بن قرا أرسلان يطالبُه في كل وقتٍ بقَصدِها وأخْذِها وتَسلِيمها إليه، على ما استقَرَّت القاعدةُ بينهما، فوصل إلى آمد سابع عشر ذي الحجة سنة ثمان وسبعين ونازلها، وأقام يحاصِرُها، وقاتلهم صلاح الدين، ونصب المجانيقَ، وزحف إليها، وهي الغايةُ في الحصانة والمَنَعة، بها وبسورِها يُضرَبُ المثل، وابن نيسان على حالِه من الشُّحِّ بالمال، وتصَرُّفِه تصرُّفَ مَن ولَّت سعادته وأدبَرَت دولته، فلما رأى الناسُ ذلك منه تهاونوا بالقتال، وجَنَحوا إلى السلامة، وأمَرَ صلاح الدين أن يكتب على السِّهامِ إلى أهلِ البلد يَعِدُهم الخيرَ والإحسان إن أطاعوه، ويتهَدَّدُهم إن قاتلوه، فزادهم ذلك تقاعدًا وتخاذلًا، وأحبُّوا مُلكَه وتركوا القتال، فوصل النقَّابون إلى السور، فنَقَبوه وعَلِقوه- حازوه- فلما رأى الجندُ وأهلُ البلد ذلك، طمعوا في ابن نيسان واشتَطُّوا في المَطالَبِ، فحين صارت الحالُ كذلك أخرج ابن نيسان نساءَه إلى القاضي الفاضل، وزير صلاح الدين، يسألُه أن يأخُذَ له الأمان ولأهلِه وماله، وأن يؤخِّرَه ثلاثةَ أيام حتى ينقُلَ ما له بالبلدِ مِن الأموال والذخائر، فسعى له الفاضل في ذلك، فأجابه صلاحُ الدين إليه، فسَلَّمَ البلد في العشر الأُوَل من المحرم، فلما تسَلَّمَها صلاح الدين سلمها لنور الدين صاحِبِ الحصنِ.

العام الهجري : 1299 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1882
تفاصيل الحدث:

كان ضُبَّاط الجيشِ قد نَظَّموا مظاهرة أيَّدها الشعب طالبوا الخديوي توفيق بتشكيلِ وَزارةٍ جديدة وتسَلُّم أحمد عُرابي في الوزارة الجديدة وزارةَ الحربية، واقترحت هذه الوَزارةُ مناقشةَ المجلس للميزانية باستثناءِ القِسمِ المخَصَّص لتسديد الديون للحيلولةِ دون التدخُّلِ الأجنبي، فوافق المجلِسُ واعتمد الخديوي الدستور عام 1299هـ فعارضت إنكلترا وفرنسا ذلك وعَمِلَتا على إثارة الفِتَنِ لإمكانية التدخُّلِ، وكان أحمد عرابي قد سَرَّح عددا من الضباط وأحال بعضَهم إلى المحاكمة، فوجدت إنكلترا البذورَ لزَرعِ الشِّقاقِ، فحَرَّضت الخديوي على رفض تصرُّف الوزارة، فانصاع وعاد الخلافُ وبدأت المناوراتُ الأجنبية؛ حيث جاء الأسطولان الفرنسي والإنجليزي إلى المياهِ المصرية قُربَ الإسكندرية وشجَّعا الخديوي على ضَربِ المتمَرِّدين، فأمر الخديوي بإبعاد أحمد عرابي فنُفِيَ ومَن معه إلى الريف، وفي نفس الوقتِ حَرَّكت إنجلترا أعوانَها من النصارى في الإسكندرية لإحداثِ فِتنةٍ دينيةٍ، فتدخَّلت إنجلترا بالقَصفِ المِدفعيِّ على المدينة، وأعلن أحمد عرابي الثورةَ على الخديوي الذي احتمى في الإسكندرية قريبًا من الإنجليز، وأسرع أحمد عرابي إلى الإسكندرية للدفاع عنها، لكِنَّ الإنجليز استطاعوا احتلالها فانسحب عرابي بجيشِه ونزلت القوات الإنجليزيةُ في الإسماعيلية، وأسرع عرابي لملاقاتِهم والتقى الطرفان عند التل الكبير في رمضان 1299هـ وهُزِمَ أحمد عرابي واحتَلَّ الإنجليز مصرَ، وحاكموا أحمد عرابي ورفاقَه وحُكِمَ عليهم بالقتل، ثم استُبدِلَ بالقتل النَّفيُ المؤَبَّد.

العام الهجري : 1302 العام الميلادي : 1884
تفاصيل الحدث:

كانت مَطامِعُ روسيا ومنذ عهد بطرس الأكبر الوصولَ إلى مياه الخليج العربي، والسيطرةَ على بلاد فارس المجاوِرة، والحُصولَ على قاعدة بحرية في الخليج العربي، وكانت بريطانيا هي المنافِسَ لروسيا؛ حيث استطاعت الملاحةُ في نهر الكارون، وعَقَدت الاتفاقيات مع الشاه، ومن جانبٍ آخر قام الروس بتسخير جيشٍ لحماية الشاه من الانقلابات والتمرُّدات العسكرية، فأصبح الروسُ لهم نفوذٌ في الشمال من إيران، ومن البريطانيين في الجنوب، وقامت بريطانيا بتقوية مراكزها التجارية على الموانئ مِثل بندر عباس والمحمرة وبوشهر، ومع ذلك أبدت رغبتَها في التعاون مع الروس لإيجادِ منفذٍ تجاريٍّ لها في شمال فارس، وفي الوقت نفسِه حَرَصت على عدم تقوِّي الروس في الجنوب حتى لا يُصبِحوا منافسين لها، فكانت تعمَلُ على إثارة الولايات للتمَرُّد على الولاية المركزية، وأما الروسُ فكان مشروعُ سكة الحديد إلى الكويتِ مِن البحر المتوسط مثيرًا لقلق البريطانيين، فقامت بريطانيا بتوقيع معاهدة مع الكويت بجَعلِها تحت الحماية البريطانية، وردًّا على الأمر حاولت روسيا التقرُّبَ من الكويت وحاولت الاستيلاءَ على ميناء بندر عباس وبعض الجزر الواقعة في مضيق هرمز، فأسست شركاتٍ للملاحة بين موانئ البحر الأسود وموانئ الخليج العربي، وفتحت قنصلياتٍ في بوشهر والبصرة, وهكذا كانت الدولتانِ تتنافسان مع الشاهِ بعَقدِ الاتفاقيات التجارية والامتيازات النفطية والتنقيبِ، حتى تطوَّرت الأمور وعَقَدت الدولتان الروسية والبريطانية اتفاقًا يحدِّدُ مناطِقَ نفوذ كلٍّ منهما على فارس؛ حيث كانت حصةُ روسيا أكبَرَ من بريطانيا.

العام الهجري : 1340 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1922
تفاصيل الحدث:

دخلت مصر إلى القرن العشرين وهى مُثقلَةٌ بأعباء الاستعمار البريطاني بضغوطِه لنَهبِ ثرواتها، وتصاعدت المقاومةُ الشعبية والحركةُ الوطنية ضِدَّ الاحتلال بقيادة مصطفى كامل، ومحمد فريد، وظهر الشعورُ الوطني بقوة مع ثورة 1919 للمطالبة بالاستقلال، وكان لسعد زغلول ورفاقِه دورٌ بارز فيها بدعمٍ مِن الإنجليز للعمل من أجلِ إلغاء الحماية البريطانية على مصر في عام 1922 والاعتراف باستقلالِها على أيدي وطنيِّين تمَّ تهيئتُهم مِن قِبَل الإنجليز لضمان ولاء مصرَ لها. انتهت الحمايةُ البريطانية على مصر بإعلان الثامن والعشرين من شباط في العام 1922م، الذي اعترف بمصر كدولةٍ مستقلةٍ ذاتِ سيادةٍ بقيود محددة، وصدر أوَّلُ دستورٍ مصري في هذا العام، وفي الأول من آذار أصدر السلطان فؤاد مرسومًا بتشكيلِ حكومة جديدة، التي ضمَّت أوَّلَ وزارة خارجية مصرية بعد إعلانِ زوال الحماية البريطانية. وهناك يومٌ آخر يعَدُّ أحد المعالم الرئيسة في تاريخِ وزارة الخارجية المصرية، وهو الخامس عشر من آذار في العام 1923م؛ فهذا اليوم يرمُزُ إلى تغيير اللقب الرسمي لمصر لتصبِحَ مملكةَ مصر، كما تلقَّب السلطان فؤاد بلقَب الملك فؤاد، ويشيرُ أيضًا هذا اليوم إلى تطوُّر الدبلوماسية المصرية؛ فقد تمَّ تعيين وزير خارجية جديد، في حين أخذت الوزارةُ شَكلَها البنيويَّ، مع إعادة إرسال المبعوثين المصريين إلى الخارج. ومنذ ذلك الوقتِ قام العديدُ من الشخصيات المصرية بقيادةِ الدبلوماسية المصرية كوزراء للخارجية.

العام الهجري : 1426 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 2005
تفاصيل الحدث:

بدأ سلفا كير حياتَه العسكريةَ جُنديًّا في الجيش السوداني قبلَ أنْ يَلتحِقَ بقوات جارانج، وفي عام 1986م أصبحَ نائبًا لقائد الأركان، ومكلَّفًا بالعمليات في الجيش الشعبي لتحرير السودان، وفي عام 1997م أصبحَ نائبًا لجارانج في قيادة الحركة، وفي الوقت نفسِه قائدًا عسكريًّا لقواتها المسلَّحة في بحر الغزال.
ثارت الإشاعاتُ منذُ عامِ 1998م حولَ خلافه مع جون جارانج، وبأنَّه كان يُخطِّط لانقلابٍ داخلَ الحركة الشعبية واعتقال قائده جارانج، ويُعَدُّ سلفا كير من المتشدِّدين داخلَ الحركة، وكان مؤيِّدًا قويًّا لخيار الانفصال عن الحكومة المركزية، باعتباره حلًّا أمثلَ للجنوب.
وكاد أنْ يؤدِّيَ خلافٌ بين الرجُلَينِ في نوفمبر/ تشرين الثاني عامَ 2004م إلى انشقاقٍ في الحركة؛ لأنَّه أبْدى عدمَ رِضاه عن أسلوب جارانج الانفرادي، وتردَّدَت شائعاتٌ بأنَّ جارانج كان يَسْعى لإقالة كير من منصبِه كقائدٍ لقواتِ الحركة الشعبية، لكنَّه لم يكُنْ قادرًا على ذلك بسبب التأييدِ القويِّ الذي كان يتمتَّعُ به كير بين زعماء الجنوب.
وبعد رحيل جارانج في حادثِ تحطُّمِ مِروحيَّةٍ أدَّى كير اليَمينَ القانونيةَ نائبًا للرئيس السوداني عمر البشير في 11 أغسطس/ آب 2005، كما سارَعَ بإعلان التزامه باتفاق السلام الذي تمَّ التوصلُ إليه في يناير/ كانون الثاني 2005م، وينصُّ على تشكيلِ حكومةٍ ائتلافيةٍ، واقتسام الثروة، والسلطة، وإجراء استفتاءٍ في الجنوب على الانفصال عن الشمال بعد ستِّ سنواتٍ.