الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2999 ). زمن البحث بالثانية ( 0.008 )

العام الهجري : 1005 العام الميلادي : 1596
تفاصيل الحدث:

وصل الهولنديون إلى سومطرة وجاوه، وحدث بينهم وبين السكَّان معاركُ، وحاول البرتغاليون الوقوفَ في وجه الهولنديين، فتحرَّكوا بسفُنِهم ضِدَّهم، وكان الأندونيسيون قد تحالفوا ضِمنًا مع الهولنديين ضد البرتغاليين؛ ظنًّا منهم أنهم سيتخلَّصون من الحقد البرتغالي الصليبي، فتزحزح البرتغالُ عن أندونيسيا، ولكنَّ هولندا لم تكن أحسنُ حالًا من سلَفِها؛ فالصليبيون هم الصليبيون، فانقضُّوا على الجزر الأندونيسية سلبًا ونهبًا وقتلًا، ثم بدأت المعاركُ بينهم وبين الممالك الإسلامية، وخاصة متارم، ولكِنَّ أمرَها لم يدُمْ طويلًا؛ حيث بدأت المنافسةُ الإنكليزية تظهر عام 1027، ولكن بعد أن انتهت الحروبُ في أوروبا- وخاصةً بعد انتهاء الحربِ بين إنكلترا وهولندا أيام حروب نابليون- عادت الحكومة الهولندية واستعمرت أندونيسيا؛ حيث كانت إنكلترا قد احتلَّتها بعدها، ثم وقعت معاهدةٌ بين إنكلترا وهولندا تركت إنكلترا بموجِبِها أندونيسيا لهولندا، التي رفعت علَمَها عليها من جديد عام 1232 لكن حدثت عدةُ حروب، منها حروب الأمير المسلم ديبو نيغورو الذي استمَرَّت حروبه مع الهولنديين خمسة أعوام، وحروب بدري الجمعية الخيرية، وحروب آتشيه شماليَّ سومطرة، واستمَرَّت حروبُهم أكثَرَ من ثلاثين سنة، غيرَ الاضطرابات السكانيَّة بين الفَينةِ والأخرى ضِدَّ الهولنديِّين.

العام الهجري : 380 العام الميلادي : 990
تفاصيل الحدث:

تفاقَمَ الأمرُ بالعيَّارينَ (وهم طائفة من أهل الدعارة والنهب واللصوصية) ببَغداد وصار الناسُ أحزابًا، في كلِّ مَحلَّةٍ أميرٌ مُقَدَّمٌ، واقتتل النَّاسُ وأُخِذَت الأموالُ، وأُحرِقَت دُورٌ كِبارٌ، ووقع حريقٌ بالنَّهارِ في نهر الدجاج، فاحتَرَق بسببه شيءٌ كثيرٌ للناسِ.

العام الهجري : 816 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1413
تفاصيل الحدث:

كانا الأميران نوروز وشيخ مشتركينِ في العصيان على السلطان الناصر فرج بن برقوق حتى تم لهما التغلب عليه، وقاما بسلطنة الخليفة المستعين بالله الذي  فوض إلى الأمير نوروز كفالة الشام جميعه: دمشق، وحلب، وطرابلس، وحماة، وصفد، وغزة، وجعل له أن يعيِّنَ الأمراء والإقطاعات لمن يريده ويختاره، وأن يولي نواب القلاع الشامية والسواحل وغيرها لمن أراد من غير مراجعة في ذلك، غير أنه يطالع الخليفة، ثم إن الأمير شيخًا استطاع أن يتسلطن ويخلع الخليفة من السلطنة فهذا ما أثار حفيظة نوروز الذي استدعى جميع النواب بالبلاد الشامية، فخرج الأمير نوروز إلى ملاقاتهم، والتقاهم وأكرمهم، وعاد بهم إلى دمشق، وجمع القضاة والأعيان، واستفتاهم في سلطنة الملك المؤيد شيخ وحبسه للخليفة وما أشبه ذلك، فلم يتكلم أحد بشيء، وانفضَّ المجلس بغير طائل، وأخذ الأمير نوروز في تقوية أموره واستعداده لقتال الملك المؤيد شيخ، وطلب التركمان، وأكثر من استخدام المماليك، وبلغ الملك المؤيد شيخًا ذلك فخلع في ثالث ذي الحجة من السنة على الأمير قرقماس ابن أخي دمرداش المدعو سيدي الكبير باستقراره في نيابة دمشق عوضًا عن الأمير نوروز الحافظي، فلما وصل قرقماس سيدي الكبير إلى غزة، سار منها في تاسع صفر وتوجَّه إلى صفد واجتمع بأخيه تغري بردي سيدي الصغير، ثم خرج في أثرهما الأمير ألطنبغا العثماني نائب غزة، والجميع متوجِّهون لقتال الأمير نوروز فقرَّروا البدء بأخذ حلب لَمَّا بلغهم خروج نوروز منها إلى جهة دمشق، فعاد نوزوز من حلب إلى دمشق، فأقاموا بالرملة، ولما بلغ نوروز قدوم قرقماس بمن معه إلى الرملة سار لحربهم، وخرج من دمشق بعساكره، فلما بلغ قرقماس وأخاه ذلك عادا بمن معهما إلى جهة الديار المصرية عجزًا عن مقاومته حتى نزلا بالصالحية، ثم إن السلطان جهز جيشًا وسيَّره إلى الشام للقاء نوروز، ثم في شهر صفر في ثامنه من السنة 817 نزل السلطان شيخ على قبة يلبغا خارج دمشق، وقد استعد نوروز وحَصَّن القلعة والمدينة، فأقام السلطان أيامًا، ثم رحل ونزل بطرف القبيبات، وكان السلطان -من الخربة- قد بعث قاضي القضاة مجد الدين سالم الحنبلي إلى الأمير نوروز ومعه قرا أول المؤيدي في طلب الصلح، فامتنع من ذلك، ووقعت الحرب، فانهزم نوروز، وامتنع بالقلعة في السادس والعشرين ونزل السلطان بالميدان، وحاصر القلعة، ورمى عليها بالمكاحل والمدافع والمنجنيق، حتى بعث نوروز بالأمير قمش الأمان، فأُجيبَ ونزل من القلعة، ومعه الأمراء: طوخ، ويشبك بن أزدمر، وسدن كستا، وقمش، وبرسبغا، وأينال، فقُبِض عليهم جميعًا في الحادي والعشرين شهر ربيع الآخر، وقُتِل من ليلته، وحُمِل رأسه على يد الأمير جرباش إلى القاهرة، وعلى يده كتب البشارة، وذلك أن الأمير كزل نائب طرابلس قَدِمَ في العشر الأخير من صفر، وقاتل عسكر نوروز، فركب السلطان بمن معه، فانهزم النوروزية إلى القلعة، وملك السلطان المدينة، ونزل بالإسطبل ودار السعادة، وحصر القلعة، وفي يوم الخميس مستهل جمادى الأولى قدم رأس نوروز، فعُلِّقَ على باب القلعة!

العام الهجري : 210 العام الميلادي : 825
تفاصيل الحدث:

خلعَ أهلُ قُم المأمونَ، ومنعوا الخراجَ، وكان سببُه أنَّ المأمونَ لَمَّا سار من خراسانَ إلى العراق أقام بالريِّ عِدَّةَ أيَّامٍ، وأسقط عنهم شيئًا من خراجِهم، فطَمِعَ أهلُ قُم أن يصنع بهم كذلك، فكتَبوا إليه يسألونُه الحطيطةَ، وكان خراجُهم ألفي ألف درهم، فلم يُجِبْهم المأمونُ إلى ما سألوا، فامتنعوا من أدائِه، فوجَّه المأمونُ إليهم عليَّ بن هشام، وعجيف بن عنبسة، فحارباهم فظَفِرا بهم، وقتَلَ يحيى بن عمران، وهدَمَ سُورَ المدينة، وجباها على سبعةِ آلافِ ألف درهم، وكانوا يتظَلَّمونَ مِن ألفَي ألف.

العام الهجري : 493 العام الميلادي : 1099
تفاصيل الحدث:

كانت بلنسية قد سقطت بيد النصراني إلكمبيادور بعد حصرها عام 487، وطلب أهلُها في حينها النزولَ بالأمان، فنقض الفرنجُ الأمانَ فورَ دُخولِهم وقتلوا وحرقوا، وبَقِيَت بيَدِهم إلى هذا العام؛ حيث قام المرابطون بحصارها بقيادة محمد بن تاشفين ومعه القائد المزدلي اللمتوني، ثم في فترة الحصار هلك إلكمبيادور وتولَّت زوجته شيمانه الدفاعَ عن المدينة، ولكِنَّ الحصار الذي دام سبعة أشهر اضطرها لتسليم المدينة؛ حيث انتشر الجوعُ وبدأ الموتُ، فخرجت من المدينة بعد أن أمرت بحرق المدينة بكاملها إظهارًا لخُبثِها وحنقِها على المسلمين، فدخلها المرابطون فوجدوها دمارًا.

العام الهجري : 632 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1235
تفاصيل الحدث:

عاد الملكُ الكامل إلى قلعة الجبل من بلاد الشرق، وقد توحَّشَ ما بينه وبين أخيه الأشرف صاحب دمشق وغيره من الملوك، فقبَضَ الكامل على المسعود صاحب آمد واعتقله في برجٍ هو وأهلَه، يوم الاثنين سادس عشر جمادى الأولى، لممالأتِه لهم، فملك صاحبُ الروم حرَّان بالسيف، وعاد إلى بلاده، بعدما استولى على ما كان بها من الأموال، فلما بلغ الكامل ذلك أمر العساكر أن تتجهز للمسير إلى الشرق، وأقطع ابنَ الأمير صلاح الدين الإربلي صنافيرَ بالقليوبية، وجعل أقاربَ والده ومماليكه معه، وعدتهم سبعة عشر رجلًا.

العام الهجري : 823 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1420
تفاصيل الحدث:

طلب السلطان القضاة والأمراءَ فعهد إلى ولده الأمير أحمد بالسلطة من بعده، ومولده في ثاني جمادى الأولى من السنة الماضية، وله من العمر سبعة عشر شهرًا وخمسة أيام، وجعل الأمير الكبير ألطنبغا القرمشي القائِمَ بأمره، وأن يقومَ بتدبير الدولة, ثم أحضر القرمشي من حلب الأمراء الثلاثة، وهم: قجقار القردمي، وتنبك ميق، وططر، وحلفوا على ذلك، ثم حلف المماليك من الغد، ثم في ذي الحجة أثبت عهد الأمير أحمد ابن السلطان المؤيد، على قاضي القضاة زين الدين عبد الرحمن التفهني الحنفي، بالسلطنة، ثم نفذ على بقية القضاة.

العام الهجري : 1243 العام الميلادي : 1827
تفاصيل الحدث:

أقبل فيصل بن تركي هاربًا مِن مصر وقَدِمَ على أبيه في الرياض فاستبشر به والِدُه، وصار فيصل الساعِدَ الايمان لوالده في إدارة الدولة، وقد كان فيصل من ضمن المنقولين إلى مصر سنة 1234 ومعه أسرته، وهم إخوانُه وعددهم أربعةٌ، وأخواتُه اثنتان، ووالدته، وثمانٍ مِن جواريه، وسبعةٌ من عبيدِه وخَدَمِه، وكان مجموعُ من نفى إبراهيم باشا إلى مصرَ مِن آل سعود وآل الشيخ 351 بموجِبِ البيان الذي أرسله إبراهيمُ لوالده في مصر، والجبرتي ذكر أنَّ الذين وصلوا إلى مصر 285 فردًا؛ مما يعني تخلُّفَ عَدَدٍ منهم، وهَرَبَ بعضِهم.

العام الهجري : 779 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1377
تفاصيل الحدث:

بينما أيبك البدريُّ في أمْرِه ونَهْيِه بمصرَ، ورد عليه الخبَرُ بعصيان نوَّاب الشامِ، ففي الحال علَّق أيبك جاليش السفر في التاسع عشر من ربيع الأوَّل ورسم للعساكر بالتجهيز إلى سفر الشام وأسرع بالنفقةِ على العساكر وتجهَّزَ في أسرع وقت وخرج الجاليش من القاهرة إلى
 الريدانية في السادس والعشرين من ربيع الأول، وهم خمسةٌ من أمراء الألوف ومائةُ مملوك من المماليك السلطانية، ومائةُ مملوك من مماليك الأتابك أيبك، وفي التاسِعِ والعشرين من ربيع الأول خرج طلَبُ السلطان الملك المنصور، ثم استقَلُّوا بالمسير قاصدينَ البلاد الشامية، وساروا حتى وصلوا بلبيس، ثم رجعوا على أعقابِهم بالعساكر إلى جهة الديار المصرية، وخبَرُ ذلك أن قطلوخجا أخا أيبك مُقَدَّم الجاليش بلغه أنَّ الجماعة الذين معه مخامِرون، وأنهم أرادوا أن يكبِسوا عليه، فاستقَصَّ الخبَرَ حتى تحققه، فرَكِبَ مِن وقته وساعته وهرب في الحال، وهو في ثلاثةِ أنفس، عائدًا إلى أخيه أيبك فاجتمع به وعَرَّفه الخبر، ففي الحال أخذ أيبك السلطانَ ورجع به إلى نحو القاهرة حتى وصلها في يوم الاثنين ثالث شهر ربيع الآخر، وطلع به إلى قلعةِ الجبل، وأنزل الأتابك أيبك السلطانَ المَلِكَ المنصور إلى الإسطبل السلطاني، وجاءه بعض أمراء من أصحابه، ثم أخذ أيبك في إصلاحِ أمْرِه، وبينما هو في فلك بلَغَه أنَّ الأمير قطلقتمر العلائي الطويل والأمير ألطنبغا السلطاني، وكانا رجَعا معه من بلبيس، ركبا بجماعَتِهما في نصف الليل، ومعهما عِدَّة من الأمراء وسائر المماليك السلطانية، وخرج الجميعُ إلى قبة النصر موافَقةً لِمن كان من الأمراءِ بالجاليش، فجهز أيبك الأمير قطلوخجا في مائتي مملوك لقتال هؤلاء، فخرج بهم قطلوخجا إلى قبة النصر، فتلقَّاه القوم وحملوا عليه، فانكسر ومُسِكَ، فلما بلغ أيبكَ ذلك، جهَّز الأمراء الذين كانوا بقلعة الجبل، وأرسلهم إلى قُبَّةِ النصر، هذا وقد ضعف أمر أيبك وخارت قواه؛ فإنه بلغه أنَّ جميع العساكر اتَّفَقَت على مخالفته، حتى إنَّه لم يعلم من هو القائِمُ بهذا الأمر لكثرةِ من خرج عليه، فلما رأى أمرَه في إدبار، ركب فَرَسَه ونزل من الإسطبل السلطاني من غير قتال، وهرب إلى ناحيةِ كيمان مصر، ولما استولت الأمراءُ على القلعة ألزموا واليَ القاهرة ومصر بإحضاره، فنُودِيَ عليه بالقاهرة ومصر، وهدِّدَ من أخفاه بأنواعِ النَّكال، فخاف كلُّ أحد على نفسه من تقريبه، فلم يجِدْ أيبك بدًّا من طلب الأمان من الأميرِ يلبغا الناصري فأمَّنَه بعد مدة، فطلع أيبك إليه، فحالَ وقَعَ بَصَرُ القوم عليه قبضوه، وأرسلوه مقَيَّدًا إلى سجن الإسكندرية، وكان ذلك آخِرَ العهد به، أما الأمراءُ فإنهم لما بلَغَهم هروب أيبك من قلعة الجبل رَكِبَ الجميع من قبة النصر وطلعوا إلى الإسطبلِ السلطاني من القلعة، وصار المتحدث فيهم قطلقتمر العلائي الطويل، وضرب رنكه على إسطبل شيخون بالرميلة تجاه باب السلسلة، وأقام ذلك اليومَ مُتحَدِّثًا، فأشار عليه مَن عنده من أصحابه أن يسلطنَ سلطانًا كبيرًا يرجِعُ الناس إلى أمْرِه ونهيه، فلم يفعَلْه وقال: حتى يأتيَ إخوانُنا- يعني الأمراء الذين كانوا بالجاليش مع قطلوبغا- ثم حضرت الأمراءُ الذين كانوا بالجاليش إلى الإسطبل السلطاني، وهم جمعٌ كبير ممن أنشأه أيبك وغيرُهم، وتكَلَّموا فيمن يكون إليه تدبيرُ الملك، واشتوروا في ذلك، فاختلفوا في الكلام، وظهر للقادمينَ الغَدرُ مِمَّن كان بالإسطبل السلطاني، فقبضوا على جماعة منهم وقَيَّدوا الجميع، وأُرسلوا إلى الإسكندرية صحبة جمال الدين عبد الله بن بكتمر الحاجب، واتفقوا على أن يكون المتكَلِّم في المملكة الأمير يلبغا الناصري، فصار هو المتحَدِّثَ في أحوال الملك، وسكن الإسطبلُ السلطاني، وأُرسِلَ بإحضار الأمير طشتمر العلائي الدوادار نائب الشام، ثمَّ في يوم الأحد تاسع شهر ربيع الآخر، لما تزايد الفَحصُ على أيبك حضر أيبك بنفسه إلى عند الأمير بلاط، فطلع به بلاط إلى يلبغا الناصري بعد أن أخذ له منه الأمانَ حَسَب ما تقدَّمَ ذِكرُه، ولم تطُلْ أيام يلبغا الناصري في التحدث، وظهر منه لِينُ جَنب، فاتفق برقوق وبركة- وهما حينذاك من أمراء الطبلخانات، لهما فيها دون الشهرين - مع جماعةٍ أُخَرَ وركبوا في سادس عشر شهر ربيع الآخر، وركبت معهم خشداشيتهم- زملاء المهنة- من المماليك اليلبغاوية، ومسكوا دمرداش اليوسفي، وتمرباي الحسني، وآقبغا آص الشيخوني، وقطلوبغا الشعباني، ودمرداش التمان تمري المعلم، وأسندمر العثماني، وأسنبغا تلكي، وقُيِّدوا وأرسلوا إلى سجن الإسكندرية فسُجِنوا بها، فصار برقوق العثماني هو متولي السَّلطنةِ، فسكن القصر وكان هذا بدايةَ التمَكُّن للماليك الشَّراكِسةِ.

العام الهجري : 23 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 644
تفاصيل الحدث:

أثار فَتحُ بلادِ فارِسَ وتطهيُرها من عبادةِ غيرِ اللهِ عزَّ وجلَّ حِقْدًا مجوسيًّا؛ فحَرَّكوا أصابَعهم، واستطاعوا بقَدَرٍ مِن اللهِ عزَّ وجلَّ أن يَصِلوا إلى خليفةِ المسلمينَ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ رضي الله عنه وقتله، بتحريكِ ذلك العِلْجِ المجوسيِّ؛ ليَقضِيَ اللهُ أمرًا كان مفعولًا، فكان قاتله أشقى الخَلقِ بما أقدَمَ عليه، وكان قَتْلُه لعُمَرَ مؤامرةً منه مع غيرِه من المجوسِ الذين جيءَ بهم أَسرى إلى المدينة، وكان هذا المجوسي واسمُه فَيْروز أبو لُؤْلُؤَةَ المَجوسيُّ غُلامًا للمُغيرةِ، بَقِيَ فيها لِعِلْمِهِ بِكثيرٍ مِن الصِّناعاتِ النَّافعةِ للمسلمين، ولكنَّه كان صاحِبَ حِقْدٍ شَديدٍ على عُمَرَ، فهو مَجوسيٌّ خَبيثٌ ظَلَّ يَتَحَيَّنُ الفُرْصَةَ للقضاءِ على عُمَرَ، فجَهَّزَ سِكِّينًا ذا حَدَّيْنِ وطَلَاهُ بالسُّمِّ، وانْتظَر عُمَرَ بن الخطَّاب في صَلاةِ الفَجْرِ، فلمَّا دخَل عُمَرُ في الصَّلاة وكَبَّرَ طَعَنَهُ أبو لُؤلؤةَ سِتَّ طَعَناتٍ في خاصِرَتِه وهرَب بين الصُّفوفِ يَطْعُنُ المُصَلِّين أَمامَهُ حتَّى قام عبدُ الرَّحمنِ بن عَوفٍ فأَلقى عليه بُرْنُسَهُ فلمَّا أَيْقَنَ الخَبيثُ أنَّه مَقبوضٌ طَعَنَ نَفْسَهُ بسِكِّينِه ومات, ومات مِن طَعَناتِه تلك ثلاثةَ عشرَ رجلًا، وأمَّا عُمَرُ فقَدَّمَ عبدَ الرَّحمن بن عَوفٍ للصَّلاةِ بالنَّاسِ، ثمَّ نظروا أَمْرَ عُمَرَ الذي احْتُمِلَ إلى بَيتِه، وجِيءَ له بالطَّبيبِ فسَقاهُ نَبيذًا فخرَج النَّبيذُ مُشْكَلًا، قال: فاسْقُوهُ لَبَنًا. قال: فخرَج اللَّبَنُ مَحْضًا، فقِيلَ له: يا أميرَ المؤمنين، اعْهَدْ. طلَب عُمَرُ مِن ابنِه عبدِ الله أن يَنظُرَ مَن قَتلَهُ؟ فقال له: قتَلَك أبو لُؤلؤةَ غُلامُ المُغيرةِ بن شُعبةَ. قال: الحمدُ لله الذي لم يَجعلْ مَنِيَّتِي بِيَدِ رجلٍ سجَد لله سَجدةً واحِدةً. ثمَّ قال لعبدِ الله، اذْهَبْ إلى عائشةَ فَسَلْها أن تَأذنَ لي أن أُدْفَنَ مع النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وأبي بكرٍ. بَقِيَ عُمَرُ بعدَها ثلاثةَ أيَّامٍ ثمَّ تُوفِّيَ رضِي الله عنه وأَرضاهُ، وصلَّى عليه صُهيبٌ، ثمَّ دُفِنَ بجانبِ أبي بكرٍ في حُجرَةِ عائشةَ، فكان مع صاحِبَيْهِ كما كان معهُما في الدُّنيا، وهو أحدُ العشرةِ المُبَشَّرين بالجنَّة، وكان قد بَقِيَ خَليفةً عشرَ سنواتٍ وخمسةَ أَشهُرٍ وواحدًا وعشرين يومًا، كانت حافِلةً بالفُتوحاتِ الإسلاميَّة، وبالعَدْلِ المشهورِ، فجَزاهُ الله عن الإسلامِ والمسلمين خيرًا.

العام الهجري : 64 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 683
تفاصيل الحدث:


هو يَزيدُ بن مُعاوِيَة بن أبي سُفيان الأُمَويُّ القُرشيُّ الدِّمشقيُّ، وُلِدَ في 23 رمضان 26 هـ في خِلافَة عُثمان بن عفَّان رضي الله عنه في قَريةِ الماطِرُون، وأُمُّهُ مَيْسونُ بنتُ بَحْدَل الكَلْبِيَّةُ، طَلَّقَها مُعاوِيَةُ فيما بعدُ. عاش فَترةً مِن حياتِه في البادِيَةِ بين أخوالِه، تَوَلَّى الخِلافَة بعدَ وَفاةِ والدِه في سنة 60 للهِجرَةِ، ولم يُبْقِ مِن مُعارِضي تَوْلِيَتِهِ الخِلافَة غيرَ الحُسينِ بن عَلِيٍّ، وعبدِ الله بن الزُّبيرِ. حدَث في عَهدِه ثلاثةُ حوادِث في سنة 61هـ، وقَعةُ كَرْبَلاء التي قُتِلَ فيها الحُسينُ بن عَلِيٍّ رضي الله عنه بعدَ تَحريضِ شِيعَةِ العِراق له بالخُروجِ إليهم ثمَّ تَخَلّيهم عنه. والثَّاني سنة 63 هـ مُعارضَةُ عبدِ الله بن الزُّبير في الحِجاز، وما تَرَتَّب عليها مِن اسْتِباحَةِ الحَرَمِ واحْتِراقِ الكَعبَةِ. والثَّالث مُعارضَةُ أهلِ المدينةِ سنة 63 هـ على يَزيدَ وخَلْعُ بَيْعَتِه ممَّا أَدَّى إلى حِصارِ المدينةِ ثمَّ اسْتِباحَتِها في وَقعةِ الحَرَّةِ. تُوفِّي يَزيدُ بن مُعاوِيَة أثناءَ حِصارِ الجيشِ لمكَّة، وكان هو في الشَّامِ وقد كان عَهِدَ لابنِه مُعاوِيَة بن يَزيدَ بالخِلافَة مِن بَعدِه, وبعدَ وَفاةِ يَزيدَ بن مُعاوِيَة تَبايَنَت الآراءُ حول شَخْصِيَّتِه. والنَّاسُ فيه طَرَفان ووَسَطٌ، قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تَيميةَ: "إنَّه كان مَلِكًا مِن مُلوكِ المسلمين، له حسنات وسَيِّئات، ولم يُولد إلَّا في خِلافَة عُثمانَ، ولم يكُن كافرًا؛ ولكن جَرى بِسبَبِه ما جَرى مِن مَصرَعِ الحُسينِ، وفعَل ما فعَل بأهلِ الحَرَّةِ، ولم يكُن صاحبًا ولا مِن أوْلِياءِ الله الصَّالحين، وهذا قولُ عامَّةِ أهلِ العَقلِ والعِلْمِ والسُّنَّةِ والجَماعةِ. ثمَّ افْتَرقوا ثلاث فِرَق: فِرْقَة لَعَنَتْهُ، وفِرْقَة أَحَبَّتْهُ، وفِرْقَة لا تَسُبُّهُ ولا تُحِبُّهُ، وهذا هو المنصوصُ عن الإمامِ أحمد، وعليه المُقْتَصِدون مِن أصحابِه وغيرِهم مِن جَميعِ المسلمين.

العام الهجري : 162 العام الميلادي : 778
تفاصيل الحدث:

هو الفقيه الكبير، قاضي العراق، أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة بن أبي رهم - وهو بدري من السابقين المهاجرين- بن عبد العزى القرشي، ثم العامري. كان أبو بكر من علماء قريش، ولاه المنصور القضاء، وكان خرج مع محمد بن عبد الله بن حسن صاحب النفس الزكية، وكان على صدقات أسد وطيء، فقدم على محمد بأربعة وعشرين ألف دينار، فلما قتل محمد، أُسر ابن أبي سبرة وسجن، ثم استعمل المنصور جعفر بن سليمان على المدينة، وقال له: إن بيننا وبين ابن أبي سبرة رحما، وقد أساء وأحسن، فأطلقه وأحسن جواره. وكان الإحسان أن عبد الله بن الربيع الحارثي قدم المدينة ومعه العسكر، فعاثوا بالمدينة، وأفسدوا. فوثب على الحارثي سودان المدينة والرعاع، فقتلوا جنده، وطردوهم، ونهبوا متاع الحارثي، ثم كسر السودان السجن، وأخرجوا ابن أبي سبرة حتى أجلسوه على المنبر، وأرادوا كسر قيده، فقال: ليس على هذا فوت، دعوني حتى أتكلم. فتكلم في أسفل المنبر، وحذرهم الفتنة، وذكرهم ما كانوا فيه، ووصف عفو المنصور عنهم، وأمرهم بالطاعة. فأقبل الناس على كلامه، وتجمع القرشيون، فخرجوا إلى عبد الله بن الربيع، فضمنوا له ما ذهب له ولجنده، ثم رجع ابن أبي سبرة إلى الحبس، حتى قدم جعفر بن سليمان، فأطلقه وأكرمه، ثم صار إلى المنصور، فولاه القضاء. قال ابن عدي: عامة ما يرويه أبو بكر غير محفوظ، وهو في جملة من يضع الحديث. قال ابن سعد: ولي القضاء لموسى الهادي، وهو ولي عهد، ثم ولي قضاء مكة لزياد بن عبيد الله. توفي ابن ابي سبرة ببغداد, وقد عاش ستين سنة، فلما مات، استقضي بعده القاضي أبو يوسف.

العام الهجري : 1234 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1818
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ عبد الله بن سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود، آخِرُ أئمَّةِ الدولة السعودية الأولى، وآخِرُ حاكمٍ اتَّخَذ من الدرعية عاصمةً للدولة السعودية، وكان عبدُ الله بن سعود ذا سيرةٍ حسنةٍ مقيمًا للشرائع آمرًا بالمعروف ناهيًا عن المنكرِ كثيرَ الصَّمتِ حَسَن السَّمتِ، باذِلَ العطاء موقِّرًا للعلماء، وكان صالحَ التدبير في مغازيه، ثبت في مواطِنِ اللقاء وهو أثبَتُ مِن أبيه في مصابرةِ الأعداء، وكانت سيرتُه في مغازيه وفي الدرعية في مجالس الدروس، وفي قضاء حوائجِ الناس وغير ذلك على سيرةِ أبيه سعود. بعد أن تمَّت المصالحةُ بينه وبين إبراهيم باشا بيومين على أن يسَلِّمَ نفسَه مقابِلَ حَقنِ دماءِ أهل الدرعية أمر الباشا إبراهيمُ الإمامَ عبدَ الله بن سعود أن يتجهَّز للمسير إلى السلطانِ، ثم أمر رشوان أغا ومن معه من العساكِرِ والدويدار ومن معه من العسكر أن يتجهَّزوا للمسير معه، ورحل عبدُ الله من الدرعية وليس معه من قومِه إلَّا ثلاثة رجال أو أربعة، وقابل في مِصرَ محمد علي باشا، ثم بعد يومين سافر إلى استانبول، حيث قُتِل هناك في آيا صوفيا بعد وصولِه بقليلٍ، ولم يفِ السُّلطانُ بوعودِه، ورجع إبراهيمُ من الجزيرة في الحادي والعشرين من صفر من عام 1235هـ بعد أن استمَرَّ حُكمُه أربعَ سنوات, ثم إنَّ إبراهيم باشا لم يفِ بشروط الصُّلحِ التي أعطاها لعبد الله مقابِلَ استسلامِه، وسَفَّره للسلطان، فبعد سفر الإمام إلى مصر استمرَّ الباشا وجنودُه في الدرعية لتخريبِها، ففَرَّق قواتِه في نواحي الدرعية لهَدمِ الأسوارِ والحُصونِ ومصادرة الأرزاق، ثم إحراقها وتدميرِها وقطْع نخيلها قبل المغادرة، وبعد مغادرة الباشا الدرعية خلى الجو لمحمد بن مشاري بن معمر، وكان من أغنياء الدرعية، فاستولى على أكثر مناطِقِها، فقدم مشاري بن سعود فتولَّى الحكمَ في سنة 1235هـ ثمَّ بعد عدةِ أشهرٍ قَبَض عليه ابنُ معمر وسَلَّمه للعثمانيين فقَتَلوه، وعاد هو لحكم الدرعيةِ.

العام الهجري : 1258 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1842
تفاصيل الحدث:

في ليلةِ عشرين من رمضان أنزل اللهُ من الغيث العظيم على نجدٍ، فسالت منه الوديان، وضاقت من جَورِ سَيلِه الشعبان، وعمَّ جميع الأوطان والبلدان حتى أشفقوا من الغرق، فتضَرَّعوا إلى الله خوفًا من الغرق، فكان هذا السيلُ رحمة من الله للعباد والبلدان، وإنقاذًا من بعد السنين الشداد، فجرى به كلُّ وادٍ، وكان قد مضى على وادي سدير نحو أربع عشرة سنة ما عَمَّ بلدانَه سَيلُه، وغارت آبارُه وهلك كثيرٌ من نخله، فأخذ وادي منيخ أكثَرَ من خمسة أيام وجرت الأودية كلُّها بسيلٍ لم يُعرَفْ مِثلُه منذ أعوام، ونزل على الوشم مسيلٌ عظيم لم يُعرَف له نظير منذ ثلاثين سنة، حتى قيل: إن وادي بلد القرابين شال صخرةً عظيمة في مجراه ولا يدري أحد أين رماها، وجرى وادي حنيفة وخرب العامِرَ وخرب السيل في الفرع والخرج والجنوب، وجعل كلَّ عامرٍ
دامرًا، وعم الضِّرابَ والآكامَ، وابتهج به جميعُ الأنام، وهذه المنة الجسيمة كلها في هذه الليلة العظيمة، وذلك في الوسمي لسبعٍ مضين من حلول الشمس برج العقرب، وكان الناس في غاية الضعفِ مِن قلة البَذرِ وقِلَّة العوامل والرجال بعد سنين القحط، والوقت الشديد والجَدب المبيد، وغَور الآبار، وموت النخيل والأشجار، حتى جلا أهلُ البلدان ولم يبقَ في كُلِّ بلد إلا عُشرُ أهلِها، وتتابعت المصائب عليها، وتشتَّت شَملُها وتفَرَّقوا في الأقطارِ، وأكثَرُهم جَلَوا إلى البصرة وما حولها من الديار، ودام هذا الوقتُ كلَّ سنة بزيادةِ شِدَّةٍ إلى أن مضت تسعُ سنين، فأنزل الله لهم هذه السنة هذا السيلَ العظيم البركة، فكانوا على أوفَقِ التيسير في البَذرِ والعوامل والمحترفين، وسخَّر الله الغنيَّ للفقير، والمستأجِرَ للأجير، والمُعير للمستعير، حتى لم يحتَجْ حاجةً أحدٌ تلجِئُه إلى ترك الزرع، فضاقت كلُّ بلد بزروع أهلها، وزرعوا وَعْرَها وسهلها، وأعشبت الأرض من أوانها، وأربعت المواشي في وسط بلدانها وتزخرفت.

العام الهجري : 737 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1337
تفاصيل الحدث:

هو الشَّيخُ الزَّاهِدُ أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن الحاج الفاسي المغربي نزيلُ مِصرَ العَبدري الفقيه المالكي عُرِفَ بابنِ الحاجِّ، وأخذ عن جماعةٍ منهم الشيخ أبو عبد الله محمد بن سعيد بن أبي جمرة، قَدِمَ القاهرة وسَمِعَ بها الحديث وحَدَّث بها وهو أحدُ المشايخ المشهورين بالزُّهدِ والخير والصلاح، صَحِبَ جماعة من الصلحاء أربابِ القلوب وتخَلَّق بأخلاقهم وأخذ عنهم الطريقةَ, وصَنَّف كتابه المشهور "المدخل إلى تنمية الأعمال بتحسين النيات والتنبيه على بعض البدع والعوائد التي انتحلت وبيان شناعتها وقبحها" قال عنه ابن حجر: " جمع ابن الحاجِّ كتابًا سَمَّاه المدخَل كثير الفوائد كشف فيه من معايبَ وبِدَع يفعلها الناسُ ويتساهلون فيها، وأكثَرُها مما ينكَرُ وبَعضُها مما يُحتَمَل". #قال الألباني عن هذا الكتاب ما نصه: "قولُ بَعضِهم: إنه ينبغي ألَّا يذكُرَ حوائِجَه ومغفرةَ ذُنوبِه بلِسانِه عند زيارةِ قَبرِه صَلَّى الله عليه وآله وسلم لأنَّه أعلَمُ منه بحوائِجِه ومصالحه! ومما يؤسَفُ له أن هذه البدعة واللتين بعدها قد نقلتها من «كتاب المدخل» لابن الحاج (1/ 259، 264) حيث أوردها مسلِّمًا بها كأنَّها من الأمور المنصوصِ عليها في الشِّريعةِ، وله من هذا النحو أمثلة كثيرة سبق بعضُها دون التنبيه على أنها منه، وسنذكر قسمًا كبيرًا منها في الكتابِ الخاصِّ بالبدع إن شاء الله تعالى، وقد تعجَّبَ من ذلك لِما عُرِف أن كتابه هذا مَصدرٌ عظيم في التنصيص على مفردات البدع، وهذا الفصل الذي خَتَمتُ به الكتاب (أحكام الجنائز) شاهِدٌ عدل على ذلك، ولكِنَّك إذا علمت أنَّه كان في عِلمِه مُقَلِّدًا لِغَيره، ومتأثرًا إلى حد كبير بمذاهِبِ الصوفية وخُزَعبلاتها، يزول عنك العَجَبُ وتزداد يقينًا على صِحَّةِ قول مالك: "ما مِنَّا من أحد إلا رَدَّ ورُدَّ عليه الا صاحِبُ هذا القبر" صلَّى الله عليه وآله وسلم, و قوله- ابن الحاج-: لا فَرقَ بين موتِه صَلَّى الله عليه وآله وسلم وحياتِه في مشاهدتِه لأُمَّتِه ومعرفتِه بأحوالِهم ونيَّاتِهم وتحَسُّراتهم وخواطِرِهم! قال شيخ الإسلام في "الرد على البكري" (ص 31): "ومنهم من يظنُّ أن الرَّسولَ أو الشيخَ يَعلَمُ ذنوبه وحوائِجَه وإن لم يذكُرْها، وأنه يَقدِرُ على غفرانِها وقضاء حوائجه ويَقدِرُ على ما يقدِرُ الله، ويَعلَمُ ما يعلم الله، وهؤلاء قد رأيتُهم وسَمِعتُ هذا منهم وعنهم شيوخٌ يقتدى بهم، ومُفتون وقضاة ومدرسون! والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله" توفي ابن الحاج عن بضع وثمانين، وكانت وفاته في العشرين من جمادى الأولى، ودُفِنَ بالقرافة وقد عَلَت سِنُّه وكُفَّ بَصَرُه، وكانت جنازتُه عظيمةً.