الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3431 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 659 العام الميلادي : 1260
تفاصيل الحدث:

أغار التتارُ على حلَب فلَقِيَهم صاحِبُها حسامُ الدين العزيزي، والمنصورُ صاحِبُ حماة، والأشرَفُ صاحِبُ حمص، وكانت الوَقعةُ شماليَّ حِمصَ قَريبًا من قَبرِ خالد بن الوليدِ، والتتار في ستة آلاف، والمسلمون في ألف وأربعمائة، فهزمهم الله عز وجل، وقتل المسلمونَ أكثَرَهم، فرجع التتار إلى حلب فحصروها أربعةَ أشهُر وضيَّقوا عليها الأقوات، وقَتَلوا من الغرباء خلقًا صبرًا، والجيوش الذين كسروهم على حمص مُقيمونَ لم يرجعوا إلى حلب بل ساقوا إلى مِصرَ، فتلقاهم الملك الظاهِرُ في أبَّهة السلطنة وأحسنَ إليهم، وبَقِيَت حلب محاصرة لا ناصِرَ لها في هذه المدة، ولكن سلم الله سبحانه وتعالى بتجهيز الظاهرِ بيبرس جيشًا إلى حلب ليطرُدَ التتار عنها، فلما وصل الجيشُ إلى غزة كتب الفرنجُ إلى التتار ينذِرونَهم، فرحلوا عنها مسرعينَ واستولى على حلب جماعةٌ من أهلها، فصادروا ونهبوا وبلغوا أغراضَهم، وقَدِمَ إليهم الجيش الظاهري فأزال ذلك كُلَّه، وصادروا أهلَها بألف ألف وستمائة ألف، ثم قَدِمَ الأمير شمس الدين آقوش التركي من جهة الظاهرِ فتسلم البلد فقطع ووصَل، وحكَمَ وعَدَل.

العام الهجري : 494 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1101
تفاصيل الحدث:

في هذه السَّنة قَتَل السلطان بركيارق خلقًا من الباطنية ممن تحقَّق مذهبَه، ومن اتُّهِم به، فبلغت عدتُهم ثمانمائة ونيِّفًا، ووقع التتبُّعُ لأموال من قُتِل منهم، فوُجِد لأحدهم سبعون بيتًا من الزوالي المحفور، وكُتب بذلك كتابٌ إلى الخليفة، فتقدَّم بالقبض على قومٍ يُظَنُّ فيهم ذلك المذهَبُ، ولم يتجاسر أحدٌ أن يشفع في أحدٍ لئلَّا يُظَنَّ مَيلُه إلى ذلك المذهب، وزاد تتبُّعُ العوام لكل من أرادوا، وصار كلُّ من في نفسه شيءٌ من إنسانٍ يرميه بهذا المذهب، فيُقصَد ويُنهَب حتى حُسِم هذا الأمر فانحسم في أيام السلطان ملكشاه، فإنه اجتمع منهم ثمانية عشر رجلًا، فصلَّوا صلاة العيد في ساوة، ففَطِنَ بهم الشحنة فأخذهم وحبَسَهم، ثم سُئِلَ فيهم فأطلقهم، فهذا أول اجتماع كان لهم، ثمَّ إنهم دَعَوا مؤذِّنًا من أهل ساوة كان مقيمًا بأصبهان، فلم يُجِبْهم إلى دعوتهم، فخافوه أن ينمَّ عليهم، فقتلوه، فهو أوَّلُ قتيل لهم، وأوَّلُ دم أراقوه، فبلغ خبَرُه إلى نظام الملك، فأمر بأخذِ من يُتَّهَمَ بقتله، فوقعت التهمةُ على نجارٍ اسمه طاهر، فقُتِل ومُثِّل به، وجَرُّوا برِجْلِه في الأسواق، فهو أولُ قتيل منهم، وأولُ موضع غُلِبوا عليه وتحصَّنوا به بلدٌ عند قاين، كان متقدَّمُه على مذهبهم، فاجتمعوا عنده، وقَوُوا به، فتجرد للانتقام منهم أبو القاسم مسعود بن محمد الخجندي، الفقيه الشافعي، وجمع الجمَّ الغفير بالأسلحة، وأمر بحفرِ أخاديد، وأوقد فيها النيرانَ، وجعل العامةُ يأتون بالباطنية أفواجًا ومنفَرِدين، فيُلقَون في النار، وجعلوا إنسانًا على أخاديد النيران وسمَّوه مالكًا، فقتلوا منهم خلقًا كثيرًا، وكان السببُ في قتل بركيارق الباطنيةَ أنَّه لما اشتد أمرُ الباطنية، وقَوِيت شوكتهم، وكثُرَ عددهم، صار بينهم وبين أعدائهم إحَنٌ، فلما قتلوا جماعةً من الأمراء الأكابر، وكان أكثَرُ من قتلوا من هو في طاعة محمد، مخالِفٌ للسلطان بركيارق، مثل شحنة أصبهان سرمز، وأرغش، وكمش النظاميين، وصهره، وغيرهم، نَسَب أعداءُ بركيارق ذلك إليه، واتهموه بالميلِ إليهم. فلما ظفر السلطان بركيارق، وهزم أخاه السلطان محمدًا، وقتل مؤيد الملك وزيره، انبسط جماعةٌ منهم في العسكر، واستغووا كثيرًا منهم، وأدخلوهم في مذهبهم، وكادوا يظهرون بالكثرة والقوَّة، وحصل بالعسكر منهم طائفة من وجوههم، وزاد أمرهم، فصاروا يتهددون من لا يوافقهم بالقتل، فصار يخافهم من يخالِفُهم، حتى إنهم لم يتجاسَرْ أحد منهم، لا أمير ولا متقدِّم، على الخروج من منزله حاسِرًا، بل يلبس تحت ثيابه درعًا، وأشاروا على السلطان أن يفتك بهم قبل أن يعجِزَ عن تلافي أمرهم، وأعلموه ما يتَّهِمُه الناس به من الميل إلى مذهبهم، حتى إن عسكر أخيه السلطان محمد يشنِّعون بذلك، وكانوا في القتال يكبرون عليهم، ويقولون: يا باطنية. فاجتمعت هذه البواعِثُ كلها فأذن السلطانُ في قتلهم، والفتكِ بهم، وركب هو والعسكرُ معه، وطلبوهم وأخذوا جماعةً من خيامهم ولم يُفلِتْ منهم إلا من لم يُعرَف، وكان ممن اتُّهِم بأنه مقدَّمُهم الأمير محمد بن دشمنزيار بن علاء الدولة أبي جعفر بن كاكويه، صاحب يزد، فهرب وسار يومه وليلته، فلما كان اليوم الثاني وجَدَّ في العسكر قد ضَلَّ الطريق ولا يَشعُر، فقُتِل، ونُهِبَت خيامه، فوُجِد عنده السلاح المعَدِّ، وأخرج الجماعة المتهمون إلى الميدان فقُتِلوا، وقُتِل منهم جماعة برآء لم يكونوا منهم سعى بهم أعداؤهم، وكتب إلى بغداد بالقبض على أبي إبراهيم الأسداباذي الذي كان قد وصل إليها رسولًا من بركيارق ليأخذ مال مؤيد الملك، وكان من أعيانهم ورؤوسهم، فأُخذ وحُبِس، فلما أرادوا قتله قال: هَبُوا أنكم قتلتموني، أتقدرون على قَتْلِ من بالقلاع والمدُن؟ فقُتِل، ولم يُصَلِّ عليه أحد، وألقِيَ خارج السور، واتُّهِم أيضًا الكيا الهرَّاسي، المدَرِّس بالنظامية بأنَّه باطنيٌّ، ونُقِل ذلك عنه إلى السلطان محمد، فأمر بالقبض عليه، فأرسل المستظهر بالله من استخلصه، وشَهِدَ له بصحة الاعتقاد، وعلوِّ الدرجةِ في العلم، فأُطلِقَ.

العام الهجري : 887 العام الميلادي : 1482
تفاصيل الحدث:

كان الأمير أبو الحسن علي بن سعد ملك غرناطة متزوجًا بعائشة الحرة ابنة عمه الأمير محمد الأيسر وله منها ولدان محمد ويوسف, وكان من جملة انهماك الأمير أبي الحسن في الملذات أنه اصطفى على زوجته رومية اسمُها ثريا وهجر ابنة عمه وأولادها منه، فأدرك ابنة عمه من الغيرة ما يدرك النساء على أزواجهن، ووقع بينهما نزاع كثير وقام الأولاد محمد ويوسف مع أمهما وغلظت العداوة بينهم، وكان الأمير أبو الحسن شديد الغضب والسطوة، فكانت الأم تخاف على ولديها منه، فبقيت الحال كذلك مدة والأمير مشتغل باللذات منهمك في الشهوات، ووزيره يضبط المغارم, وفي يوم انتصار المسلمين على النصارى في موقعة لوشة بلغ الخبر لمن كان فيها أن ابني الأمير أبي الحسن محمد ويوسف هربا من القصبة خوفًا من أبيهما؛ وذلك أن شياطين الإنس صاروا يوسوسون لأمهما عائشة ويخوفونها عليهما من سطوة أبيهما ويغوونها مع ما كان بينها وبين مملوكة أبيهما الرومية ثرية من الشحناء، فلم يزالوا يغوونها حتى سمحت لهم بهما فاحتالت عليهما بالليل وأخرجتهما إليهم وساروا بهما إلى وادي آش، فقام أهل وادي آش بدعوتهما ثم قامت غرناطة أيضًا بدعوتهما واشتعلت نار الفتنة ببلاد الأندلس، ووقعت بينهم حروب بينهم إلى أن قتل الوالد ولَدَه ولم تزل نار الفتنة مشتعلة وعلاماتها قائمة في بلاد الأندلس، والعدو مع ذلك كله مشتغل بحيلته في أخذ الأندلس, ويعمل على اتحاد كلمتهم حتى تزوج فرناندو ملك أراجون من إيزابيلا ملكة قشتالة، واتحدت الممالك الصليبية في إسبانيا لأول مرة في تاريخها ضد المسلمين.

العام الهجري : 8 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 629
تفاصيل الحدث:

كانت بنو هَوازِنَ قد مَدَّتْ يدَ المَعونَةِ لأعداءِ المسلمين مِرارًا, فأَرسلَ إليهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم شُجاعَ بنَ وَهْبٍ الأَسديَّ في خمسةٍ وعشرين رجلًا، وهم بالسِّيِّ, ناحيةَ رُكْبَةَ, مِن وراءِ المَعدِن, وهي مِنَ المدينةِ على خمسِ ليالٍ، وأَمرهُ أن يُغِيرَ عليهم, فكان يَسيرُ اللَّيلَ ويكَمُنُ النَّهارَ, حتَّى صَبَّحَهُم وهُم غارون، وقد أَوعزَ إلى أصحابِه ألَّا يُمْعِنوا في الطَّلَبِ، فأصابوا نَعَمًا كَثيرًا وشاءً, ولم يَلقوا كَيْداً, واسْتاقوا ذلك حتَّى قَدِموا المدينةَ, واقْتسَموا الغَنيمةَ, فكانت سهمانهم خمسةَ عشرَ بَعيرًا لِكُلِّ رَجلٍ, وعَدلوا البَعيرَ بِعشرٍ مِنَ الغَنَمِ، وكان مَغيبُهم خمسَ عشرةَ ليلةً.

العام الهجري : 9 العام الميلادي : 630
تفاصيل الحدث:


كان الحَجُّ مَعروفًا قبلَ البعثة، فإبراهيمُ أَذَّنَ في النَّاسِ بالحَجِّ، وحَجَّ موسى وغيرُه مِنَ الأنبياءِ، وبَقِيَ الحَجُّ مَعروفًا ولكن بَدَّلَ فيه المُشركون ما بَدَّلوا، وأَوَّلُ مَن بَدَّلَ عَمرُو بنُ لُحَيٍّ، ثمَّ فرَض الله تعالى الحَجَّ على المسلمين لِمَن اسْتَطاع إليه سَبيلًا، {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97]، وبَيَّن الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم مَناسِكَهُ بِتَمامِها في حَجَّةِ الوَداعِ في سَنَةِ 10هـ، واخْتُلِف في أيِّ عامٍ فُرِضَ الحَجُّ، قِيلَ: فُرِضَ في سَنَةِ سِتٍّ. وقِيلَ: سَنَةَ سبعٍ. وقِيلَ: سَنَةَ ثَمانٍ. وقِيلَ غيرَ ذلك.

العام الهجري : 57 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 677
تفاصيل الحدث:

هي ابنةُ سَيِّدِ بَنِي المُصْطَلِق مِن خُزاعَة، وقَعَت في السَّبْي بعدَ غَزوةِ المُصطَلِق فوقَعَت في سَهْمِ ثابتِ بن قيسٍ، فكاتَبَتْ نَفْسَها ثمَّ أَتَت النَّبِيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم تَستَعينُه فعَرَضَ عليها أن يُؤَدِّيَ عنها ويَتَزوَّجها فقَبِلَت، وكانت قبلَ ذلك -يعني قبلَ السَّبْي- تحت صَفوان بن مالكٍ وقد قُتِلَ فيمَن قُتِلَ في الغَزوةِ، ثمَّ لمَّا تَزوَّجها النَّبِيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أَطْلَقَ المسلمون أَسْراهُم مِن بَنِي المُصطلِق بسبَبِها إكرامًا لها حتَّى لا يكونَ أخوالُ المؤمنين سَبايا تحتهم، فكانت مِن أَعظمِ النِّساءِ بَركةً على قَومِها، كانت كثيرةَ التَّعَبُّدِ والذِّكْرِ، توفِّيت بالمدينةِ زمنَ مُعاوِيَة.

العام الهجري : 345 العام الميلادي : 956
تفاصيل الحدث:

عَصِيَ روزبهان الديلميُّ على معِزِّ الدولة وانحاز إلى الأهوازِ ولَحِقَ به عامَّةُ من كان مع المهلبي وزيرِ مُعِزِّ الدولة الذي كان يحارِبُه، فلمَّا بلغ ذلك مُعِزَّ الدولةِ لم يصَدِّقْه؛ لأنَّه كان قد أحسن إليه ورفع مِن قَدْرِه بعد الضَّعةِ والخمول، ثم تبيَّنَ له أنَّ ذلك حَقٌّ، فخرج لقتالِه وتَبِعَه الخليفةُ المطيع لله خوفًا مِن ناصرِ الدَّولةِ بنِ حمدان؛ فإنَّه قد بلغه أنَّه جهَّزَ جَيشًا مع ولدِه أبي المرجا جابر إلى بغداد ليأخُذَها، فأرسل معِزُّ الدولة حاجِبَه سبكتكين إلى بغداد، وصمَدَ مُعِزُّ الدولة إلى الروزبهان فاقتتلوا قتالًا شديدًا، وهزمه معِزُّ الدولة وفَرَّق أصحابَه وأخذه أسيرًا إلى بغداد فسَجَنه، ثم أخرجه ليلًا وأغرَقَه؛ لأنَّ الديلمَ أرادوا إخراجَه من السجن قهرًا، وانطوى ذِكرُ روزبهان وإخوتِه، وكان قد اشتعل اشتعالَ النَّارِ، وحَظِيَت الأتراكُ عند معِزِّ الدولة وانحطَّت رتبةُ الديلم عنده؛ لأنَّه ظهر له خيانتُهم في أمر الروزبهان وإخوتِه.

العام الهجري : 503 العام الميلادي : 1109
تفاصيل الحدث:

لما فرغ الفرنج من طرابلس سار طنكري، صاحب أنطاكية، إلى بانياس وحَصَرها وافتتحها، وأمَّن أهلها، ونزل مدينة جبيل، وفيها فخر الملك بن عمار الذي كان صاحب طرابلس، وكان القوت فيها قليلًا، فقاتلها إلى أن ملكها في الثاني والعشرين من ذي الحجة من السنة بالأمان، وخرج فخر الملك بن عمار سالِمًا، ووصل عَقيبَ ملك طرابلس الأسطولُ المصري بالرجال والمال والغلال وغيرها ما يكفيهم سنة، فوصل إلى صور بعد أخذ طرابلس بثمانية أيام، وفُرِّقت الغلال التي فيه والذخائِرُ في الجهات المنفذة إليها صور وصيدا وبيروت، وأما فخر الملك بن عمار فإنه قصد شيزر، فأكرمَه صاحبها الأمير سلطان بن علي بن منقذ الكناني، واحترمه، وسأله أن يقيم عنده، فلم يفعل، وسار إلى دمشق، فأنزله طغتكين صاحبها، وأجزل له في الحمل والعطية، وأقطعه أعمال الزبداني، وهو عمل كبير من أعمال دمشق.

العام الهجري : 538 العام الميلادي : 1143
تفاصيل الحدث:

زاد أمرُ العيَّارينَ (وهم طائفة من أهل الدعارة والنهب واللصوصية) وكَثُروا لأمْنِهم مِنَ الطَّلَبِ بسَبَبِ ابنِ الوزيرِ وابنِ قاروت أخي زوجةِ السُّلطان؛ لأنَّهما كان لهما نَصيبٌ في الذي يأخذُه العيَّارون، وكان النَّائِبُ في شحنكية بغدادَ يومَئذٍ مَملوكًا اسمُه إيلدكز، وكان صارِمًا مِقدامًا، ظالِمًا، فحَمَلَه الإقدامُ إلى أن حضَرَ عند السُّلطانِ، فقال له السُّلطانُ: إنَّ السِّياسةَ قاصِرةٌ، والنَّاسَ قد هَلَكوا، فقال: يا سُلطانَ العالَمِ، إذا كان عقيدُ العيَّارينَ وَلَدَ وَزيرِك وأخا امرأتِك، فأيُّ قُدرةٍ لي على المُفسِدينَ؟! وشَرَح له الحالَ، فقال له: الساعةَ تخرُجُ وتكبِسُ عليهما أين كانا، وتصلُبُهما، فإنْ فعَلْتَ وإلَّا صَلَبْتُك، فأخَذَ خاتَمَه وخرج فكَبَس على ابنِ الوزيرِ فلم يَجِدْه، فأخَذَ مَن كان عنده، وكبَسَ على ابنِ قاروت فأخَذَه وصَلَبَه، فأصبَحَ النَّاسُ وهرَبَ ابنُ الوزيرِ وشاع في النَّاسِ الأمرُ ورُئِيَ ابنُ قاروت مصلوبًا، فهَرَبَ أكثَرُ العيَّارينَ، وقَبَضَ على من أقام وكفى النَّاسَ شَرَّهم.

العام الهجري : 1192 العام الميلادي : 1778
تفاصيل الحدث:

هو الشيخُ الإمام أبو العباس أحمد بن عبد المنعم بن يوسف بن صيام الدمنهوري، شيخ جامع الأزهر، وأحد عُلماء مصر المُكثرين من التصنيف، ولِدَ بدمنهور سنة 1101هـ - 1589م. تعلَّم في الأزهر حتى تولى مشيخَتَه. فقد اشتغل بالعلمِ، وجدَّ في تحصيلِه، واجتهد في تكميلِه، وأجازَه علماء المذاهب الأربعة، وسمحوا له بتدريسِ الفِقهِ على المذاهب الأربعة, حتى سُمِّي بالمَذهبي. كانت له حافظةٌ وذاكرةٌ عجيبة, قيل عنه إنه: "أعلمُ أهل عصره بالديار المصريةِ في جميع الفنون النَّقلية والعقلية, وإنه بحرٌ لا ساحِلَ له" كان مُهابًا لدى الأمراء؛ لكونه قوَّالًا للحق، أمَّارًا بالمعروف، سمحًا بما عنده من الدنيا، وقَصَده الملوك والولاة من كلِّ حَدبٍ مِن طَرفِ الدولة, وله مصنَّفات كثيرة، منها: النفع العزيز في صلاح السلطان والوزير، ونهاية التعريف بأقسام الحديث الضعيف، والفيض العميم في معنى القرآن العظيم، ومنهج السلوك في نصيحة الملوك، ومشاركات في الطب والكيمياء. توفي في القاهرة.

العام الهجري : 1207 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1793
تفاصيل الحدث:

غزا إبراهيمُ بنُ سُليمان بن عفيصان قطر، وهو أوَّلُ قائدٍ تابِعٍ لدولة الدرعية يقومُ بغزوها، واستطاع إخضاعَ مُعظَم قراها: فريحة والحويلة واليوسفية والرويضة وغيرها، وكتب إلى الدرعية يطلب السماحَ له بمهاجمة الزبارة، فجاءته الموافقةُ مِن الإمام عبد العزيز بن محمد، وحاصر إبراهيمُ فيها العتوب (آل خليفة وجماعتهم) وشدَّد هجماتِه عليها حتى استولى على قلعتِها، فاضطر العتوب إلى الرحيلِ وساروا إلى البحرين بوساطة البحر مُقتَنِعين بأنَّ رحيلَهم هذا ما هو إلا رحيلٌ مؤقَّتٌ يدوم لفترة قصيرةٍ هي فترةُ بقاء قوات الدرعية في قطر؛ ظنًّا منهم أنَّ حُكمَ الدرعية فيها لن يتعَدَّ كَونَه حملةً عابرة تنسحِبُ قواتُ الدرعية بعدها، وعندها يعود العتوب إليها مرةً ثانية، وهكذا دخل أتباعُ دعوة المجدِّد قطر، فأصبحت جزءًا من الدولة السعودية الأولى التي أخذَت تَنشُرُ فيها مبادئَ دعوةِ الشيخ محمد بن عبد الوهاب.

العام الهجري : 1247 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1831
تفاصيل الحدث:

حصل في السماء تغييرٌ عند طلوع الشمس وعند غروبها؛ ففي آخر صفر ليلة خمس وعشرين وست وعشرين منه، صار في السماء والأرض نورٌ قريبٌ من نور القمر، واستمَرَّ إلى آخر الشهر، فلما كان سابع ربيع الأول صار قَترٌ في السماء وتغيرت الشمسُ، وفي أول العشر الأواخر من هذا الشهر ظهرت الشمسُ مِن المشرق خضراءَ كأنَّها قطعةُ زجاج وصارت تلك الخُضرةُ في الجدران والأرض، وحسبها الناس كسوفًا! وفي هذا الشهر صار في الأُفقِ حُمرةٌ زائدة بعد غروب الشمس وقبل طلوعها، واستمَرَّ أيامًا، وشوهِدَ قبل انفلاق الصبح حمرةٌ بادية من جهة الشمال ليس من جهة الفجر نحو ثلاثة أيام، وفي النصف من هذا الشهر بعد صلاة المغرب ظهر من الأفق حمرةٌ عظيمة من جهة الجَدْي، ثم سارت إلى المغرب وأضاءت الأرض والجدران، واخضرَّت واحمَرَّت، حتى ظن الناسُ أن الشمس لم تغرب. وفي ربيعٍ الثاني في أوله اجتمع من السياراتِ خمسةٌ في برج الأسد (الشمس والقمر، والمريخ وزحل وعطارد).

العام الهجري : 1318 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1901
تفاصيل الحدث:

انتهت الدولة السعوديُة الثانية عام 1308هـ واستطاع محمدُ ابنُ رشيد السيطرةَ على كل المناطق التي كانت تحت حُكمِ آل سعود في نجدٍ وما حولها، وبقِيَ الأمرُ على ذلك إلى عام 1319هـ، وكان كُلَّ هذه الفترة عبدُالرحمن بن فيصل مع أسرتِه في الكويت، ثمَّ إن أمير حائل عبد العزيز بن متعب استعَدَّ لقتال الشيخ مبارك أميرِ الكويت، فاقترح عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل على الشيخِ مبارك أن يسيرَ بقوَّةٍ إلى الرياضِ فيأخُذَها من آلِ رشيدٍ، فتَضعُف قوَّتُهم عن محاربةِ الشيخ مبارك، فلاقى ذلك قبولًا عنده، فلمَّا اتجَه الشيخُ مبارك بقواتِه إلى جهة القصيم واشتَبَك مع ابن رشيد في معركةٍ حامية بالقُربِ مِن مكانٍ يُسمَّى بالصريف على مقربةٍ مِن الطرفية في القصيم، كان عبد العزيز قد سار بقوةٍ إلى الرياض ـ وحاصَرَها ولم يستَطِعْ دُخولَها، فاضطر للانسحابِ منها، ثمَّ عاد إلى الكويت بعد أن بلَغَه هزيمة الشيخ مبارك أمامَ ابن رشيد في معركةِ الصريفِ.

العام الهجري : 769 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1367
تفاصيل الحدث:

وصلَ الفِرنجُ طرابلس في أول صفر في مائة وثلاثين مركبًا، ما بين شيني وقرقورة وغراب وطريدة، وشختور، عليها متمَلِّك قبرص، ومتمَلِّك رودس، والاسبتار، وكان نائِبُ طرابلس وأكثر عسكرها غائبين عنها، فاغتَنَمَت الفرنج الفرصةَ وخرجوا من مراكبهم إلى الساحل، فخرج لهم من طرابلس بقيَّةُ عَسكَرِها بجماعة من المسلمين، فترامَوا بالنبال ثم اقتتلوا أشدَّ قتال، وتقهقر المسلمون، ودخل المدينةَ طائفةٌ من الفرنج، فنَهَبوا بعض الأسواق، ثم إن المسلمين تلاحقوا، وحصل بينهم وبين الفرنج وقائع عديدة استُشهِدَ فيها من المسلمينَ نحوُ أربعين نفرًا، وقُتِل من الفرنج نحو الألف، وألقى الله تعالى الرُّعبَ في قلوب الفرنج فرجعوا خائبين، فمرُّوا بمدينة إياس في مائة قطعة، فسار إليهم الأميرُ منكلي بغا نائب حلب، وقد فَرَّ أهل إياس منها، فدخلها الفرنج، فلما قدم نائب حلب جلَوا عنها.

العام الهجري : 268 العام الميلادي : 881
تفاصيل الحدث:

سارت سريَّةٌ من المسلمين في صقليَّة مُقَدَّمُها رجلٌ يُعرَفُ بأبي الثور، فلقيهم جيشٌ من الروم، فأصيب المسلمون كلُّهم غيرَ سبعة نفر، وعُزِل الحسَنُ بن العباس عن صقلية، ووَلِيَها محمد بن الفضل، فبثَّ السرايا في كل ناحية من صقليَّة، وخرج هو في حشدٍ وجمعٍ عظيم، فسار إلى مدينة قطانية، فأهلك زرعَها، ثم رحل إلى أصحابِ الشلندية فقاتَلَهم، فأصاب فيهم فأكثَرَ القتلَ، ثم رحل إلى طبرمين فأفسَدَ زَرعَها، ثم رحل فلقيَ عساكر الروم، فاقتتلوا فانهزم الرومُ وقُتِلَ أكثَرُهم، فكانت عِدَّةُ القتلى ثلاثةَ آلاف قتيل، ووصلت رؤوسُهم إلى بلرم، ثم سار المسلمونَ إلى قلعة كان الروم بنوها عن قريبٍ، وسمَّوها مدينة الملك، فملكها المسلمونَ عَنوةً، وقَتَلوا مقاتليها وسَبَوا من فيها.