الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 1185 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 278 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 891
تفاصيل الحدث:

خرج الأميرُ عبد الله إلى بلاي مِن عَمَل قبرة، وبها عدوُّ اللهِ ابنُ حفصون مع جماعةٍ كبيرةٍ مِن أصحابِه أهلِ الفسادِ والارتداد. وكانوا قد أضَرُّوا بأقاليمِ قرطبة، وضَيَّقوا عليهم حتى أغاروا على أغنامِ قُرطبة. فخرج إليهم الأميرُ، فناهضه وصادقه القتال، فانهزم ابنُ حَفصون ومن معه، ولجأ إلى حِصنِه مع ملأٍ من أصحابِه، وعُوجِلَ خواصُّه عن الدخول معه، فلم يخلُصْ منهم أحدٌ. فبات الأميرُ قريرَ عَينٍ، والمسلمون كذلك، وقد أخذوا عليه تلك الليلةَ البابَ؛ رجاءَ أن يأتي الصباحُ، فيُؤخَذَ داخِلَ الحِصنِ، لكنه خرج منه مع بعضِ أصحابه، ونجا ونجَوْا. ولَمَّا أصبحَ أُعلِمَ السُّلطانُ بخَبَرِه، فأرسل الخيلَ في أثَرِه، فلم يُعلَمْ له خَبَرٌ. ودخل الأميرُ الحصن فوجده مُترعًا بالذَّخائر، ملآنَ من العُدَد، وكان عددُ عسكرِ الأمير ثمانيةَ عشر ألف فارس. وقيل: إن ابن حفصون ألَّبَ أهل حصون الأندلس كلِّها، وأقبل إليه في ثلاثين ألفًا، ووقعت الحرب بينهم، فانهزم عدوُّ الله، وقُتِلَ أكثَرُ من كان معه، ودخَلَت جملةٌ منهم في مَحلَّة الأمير، فأمر بالتقاطِهم، فأُتي بألف رجُلٍ منهم فقُتِلوا صبرًا بين يديه، ثمَّ قصَدَ الأميرُ إستجة فنازلهم وحاربهم، وقتَلَ منهم عددًا كثيرًا. فلما أخذهم الجَهدُ رفعوا الأطفالَ على الأيدي في الأسوارِ، مُستصرِخينَ ضارِعينَ راغبينَ في العَفوِ، فعفا عنهم

العام الهجري : 329 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 940
تفاصيل الحدث:

هو أبو إسحاقَ محمَّد - وقيل: أحمد – الراضي بالله بن المقتَدِر بالله جعفر بن المعتضد بالله أحمد بن الموفق بن المتوكل الهاشمي، العباسي. ولد: سنة 297. وأمُّه رومية. كان أسمَرَ قصيرًا نحيفًا، في وَجهِه طول. استخلف بعد عَمِّه القاهر عندما سمَلوا عينيه سنة 322. له فضائِلُ؛ منها: أنه آخر خليفة خطب يومَ الجمعة، وآخِرُ خليفةٍ جالسَ النُّدَماء، وآخِرُ خليفة له شِعرٌ مُدَوَّن، وآخر خليفة انفرد بتدبيرِ الجيوش. وكانت جوائِزُه وأموره على ترتيبِ المتقدمين منهم، وكان سمحًا جوادًا، أديبًا فصيحًا محبًّا للعُلَماءِ، سَمِعَ من البَغَوي. حاول الإصلاحَ لكنَّه فشَلَ، وفي عهده تفكَّكَت الدولة حتى صارت كلُّ ناحية بيدِ رجلٍ، توفي في بغداد ودُفِنَ بالرصافة، توفي وله اثنتان وثلاثون سنة سوى أشهرٍ. وكانت مدة خلافتِه سِتَّ سنين وعشرة أشهر وعشرة أيام. اجتمع القضاةُ والأعيان بدار بجكم وتشاوروا فيمن يولُّونَ عليهم، فاتَّفَق رأيُهم كلِّهم على المتَّقي، فأحضروه في دارِ الخلافة وأرادوا بيعتَه فصلى ركعتينِ صلاةَ الاستخارةِ وهو على الأرضِ، ثم صعِدَ إلى الكرسيِّ بعد الصلاة، ثم صَعِدَ إلى السرير وبايعه الناسُ يوم الأربعاء لعشرٍ بَقِينَ مِن ربيع الأول منها، فلم يغيِّرْ على أحد شيئًا، ولا غدر بأحدٍ، ولما استقَرَّ المتقي لله في الخلافة أنفذ الرسُلَ والخِلَعَ إلى بجكم وهو بواسط، ونفذت المكاتبات إلى الآفاقِ بولايته.

العام الهجري : 361 العام الميلادي : 971
تفاصيل الحدث:

أغار مَلِكُ الرومِ على الرَّها ونواحيها، وسار في ديارِ الجزيرة الفراتية حتى بلغوا نصيبين، فغَنِموا، وسَبَوا، وأحرقوا وخرَّبوا البلاد، وفعلوا مثلَ ذلك بديارِ بكر، ولم يكُنْ من أبي تَغلِبَ بنِ حمدان في ذلك حركةٌ، ولا سعيَ في دَفعِه، لكنَّه حمل إليه مالًا كَفَّه به عن نفسِه، فسار جماعةٌ مِن أهل تلك البلادِ إلى بغداد مستنفرينَ، وقاموا في الجوامِعِ والمشاهِدِ، واستنفروا المسلمينَ، وذكروا ما فعَلَه الرومُ مِن النَّهب والقتل، والأسْرِ والسبيِ، فاستعظمه النَّاسُ، وخَوَّفَهم أهل الجزيرة من انفتاحِ الطَّريقِ وطَمَعِ الرُّومِ، وأنَّهم لا مانِعَ لهم عندهم، فاجتمع معهم أهلُ بغداد، وقصدوا دارَ الخليفة المطيع لله، وأرادوا الهُجومَ عليه، فمُنِعوا من ذلك، وأغلِقَت الأبوابُ، وكان بختيار عِزُّ الدولة بن معز البويهي حينئذٍ يتصَيَّدُ بنواحي الكوفة، فخرج إليه وجوهُ أهلِ بغداد مُستغيثين، مُنكِرينَ عليه اشتغالَه بالصَّيدِ، وقتالَ عِمرانَ بنِ شاهين وهو مُسلِمٌ, وتَركَ جِهادِ الروم، ومَنْعَهم عن بلادِ الإسلامِ حتى توغَّلوها، فوعدهم التجهُّزَ للغزاة، وأرسل إلى الحاجِبِ سبكتكين يأمُرُه بالتجهُّزِ للغَزوِ وأن يستنفِرَ العامَّةَ، ففعل سبكتكين ذلك، فاجتمَعَ مِن العامَّةِ عدَدٌ كثير لا يُحصَونَ كَثرةً، وكتب بختيار إلى أبي تغلِبَ بن حمدان، صاحِبِ الموصِل، يأمُرُه بإعدادِ الميرة والعُلوفات، ويُعَرِّفُه عَزْمَه على الغزاة، فأجابه بإظهارِ الفَرَحِ، وإعدادِ ما طلب منه. ولَمَّا تَجهَّزَت العامَّةُ للغَزاةِ، وقعت بينهم فتنةٌ شديدةٌ بين الرَّوافِضِ وأهلِ السُّنَّة، ولم تتِمَّ الغزوةُ.

العام الهجري : 697 العام الميلادي : 1297
تفاصيل الحدث:

شرفُ الدين أبو عبد الله محمَّدُ بن سعيد بن حماد الصنهاجي البوصيري المصري، وبوصيرُ هي بين الفيوم وبني سويف بمصرَ، وُلِدَ البوصيري ببني سويف في مصرَ سنة 608 من أسرةٍ ترجع أصولُها إلى قبيلةِ صِنهاجةَ التي كانت تسكُنُ شَمالَ أفريقية, فهو شاعِرٌ صنهاجي له شعرٌ غايةٌ في الحسن واللطافة عذب الألفاظ منسجم التركيب. تنقَّل بين القدس والمدينة ومكَّة، ثم عاد إلى مصر وعَمِلَ كاتبًا في الدولةِ ثم أصبح يعلِّمُ الصبيانَ القرآن، وكان صوفيًّا على الطريقة الشاذليَّة، اشتهر بقصيدته المشهورة بالبُردة، واسمها (الكواكِبُ الدُّرِّيَّة في مدح خير البَريَّة)، ويقال إنَّ سَبَبَ نَظمِها أنَّه مَرِضَ مَرَضًا شديدًا فرأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم في منامه فشكا له مرضَه فألقى عليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم البُردةَ، فقام من نومِه وقد شُفِيَ، فعَمِلَ القصيدة، ولكنَّ هذه القصيدة فيها كثيرٌ مِن الأبيات المخالِفةِ للعقيدةِ الصحيحةِ وغُلوٌّ في الثناءِ النَّبَويِّ حتى وصف النبيَّ صلى الله عليه وسلم ببعضِ أوصاف الربوبيَّة! وقد صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم ما رواه الإمامُ البخاريُّ في صحيحِه: عن ابنِ عَبَّاسٍ سَمِعَ عُمَرَ رضي الله عنه يقولُ على المنبر: سمعتُ النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم يقولُ: ((لا تُطرُوني، كما أطرَتِ النصارى ابنَ مريمَ؛ فإنَّما أنا عبدُه، فقولوا عبدُ اللهِ ورَسولُه)).

العام الهجري : 710 العام الميلادي : 1310
تفاصيل الحدث:

بعد أن رجع الناصِرُ محمَّد إلى السلطنة وقَتَل المظَفَّر بيبرس الجاشنكيري، بقِيَ هناك الكثيرُ مِن الأمراء الذين كان يتخَوَّفُ منهم فبدأ بالقَبضِ عليهم فاستدعى من دمشقَ سبعةً من الأمراء واعتقَلَهم وحبَسَهم عنده، وفي مِصرَ قَبَض على أربعةَ عَشرَ أميرًا وحَبَسَهم، ومنهم من قُتِلَ وأُخِذَت إقطاعاته، وقُبض أيضًا على مماليك المظَفَّر بيبرس، ولكِنَّه تَرَكهم رحمة لهم، ثم إنَّه كان يهتَمُّ أكثَرَ شَيء ٍلأمرِ الأمير سيف الدين سلار المغولي الذي كان نائِبَ السلطان بيبرس الجاشنكيري، فهو الذي كان الآمِرَ الناهيَ في الدولة، وهو الذي حَرَّض بيبرسَ على كلِّ الأفعال التي صدرت منه وخاصةً مُصادرة أموال الناصر، وكان سلار قد هرب إلى الشوبك، ثمَّ إنَّه قَرَّر الحضورَ إلى السلطانِ النَّاصر، فلمَّا حضر حبَسَه وبقي محبوسًا شَهرًا حتى مات في سِجنِه جُوعًا وعَطَشًا، وقد استُخرِجَت منه كلُّ أمواله وإقطاعاته، فكانت كثيرة جدًّا بما لا يُحَدُّ ولا يوصَفُ من الذهب والفضَّة والجواهر الثمينة من الياقوت والزمُرُّد واللؤلؤ وغير ذلك من الأموال والأراضي والحيوانات الشيء المهول، ويُذكَرُ أنَّ سلار أصله من المماليك التتار الأويراتية، وصار إلى الملك الصالحِ عليِّ بن قلاوون، وبقِيَ بعد موته في خدمة الملك المنصورِ قلاوون حتى مات، ثم دخل في خدمةِ الملك الأشرف خليل بن قلاوون، وحَظِي عنده، فلما قُتِلَ حظي عند لاجين لمودَّة كانت بينهما، وترقى إلى أن صار نائِبَ السلطنة بديار مصرَ للسُّلطانِ المظَفَّر بيبرس.

العام الهجري : 748 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1347
تفاصيل الحدث:

لَمَّا كَثُرَ قَتلُ السلطانِ المظَفَّر حاجي للأمراءِ، أثار حفيظةَ نائِبِ السلطان بالشَّامِ مَلِكِ الأمراء يلبغا اليحياوي عليه، فعَمِلَ على مراسلةِ نائب صفد ونائبِ حماة على أن يتَّفِقوا على قتل السُّلطانِ المظَفَّر كما قَتَل الأمراء؛ حيث زاد شَرُّه وكَثُر الفسادُ، فوافقه نائِبُ حماة في الظاهر، وأوصل الخبَرَ إلى مصر، فسَيَّرَ السلطان جيشًا مع بعض الأمراءِ للقَبضِ على يلبغا وتوليةِ غَيرِه إمرةَ دِمشق، فعَلِمَ بذلك يلبغا فهرب هو وبعضُ مماليكه حتى وصل إلى حماة فاستقبَلَه نائِبُها على أنَّه معه، ولكِنَّه قبض عليه وسجَنَه عنده، ثمَّ في يوم الجمعة العاشر من جمادى الآخر قتَلَه نائبُ حماة وجهَّزَ رأسَه وأرسَلَه إلى القاهرة للسُّلطانِ المظَفَّر حاجي، وقيل: قُتِلَ يلبغا فيما بين قاقون وغبرة، وكذلك قُتِلَ بغبرة الأمراءُ الثلاثة الذين خرجوا من مِصرَ وحاكمُ الوزير ابن سرد ابن البغدادي، والدوادار طغيتمر وبيدمر البدري، أحد المقَدَّمين، كان قد نَقَم عليه السلطان ممالأةَ يلبغا، ثم أُخِذَت رؤوسهم إلى السلطان، وقَدِمَ أميران من الديار المصرية بالحوطة على حواصل يلبغا وطواشي من بيت المملكة، فتسَلَّم مصاغًا وجواهر نفيسة جدًّا، ورسم ببيع أملاكِه وما كان وقَفَه على الجامِعِ الذي كان قد شرع بعمارته بسوق الخيلِ، ثم طُلِبَ بقيَّةُ أصحابه من حماة فحُمِلوا إلى الديار المصرية وعَدِمَ خَبَرُهم، فلا يُدرى على أيِّ صفة هلكوا, وأصبح نائبًا عن السلطان في دمشقَ الأميرُ سيف الدين أرغون شاه.

العام الهجري : 783 العام الميلادي : 1381
تفاصيل الحدث:

بعد وفاةِ محمد بردي بك أمير أذربيجان سنة 762 وقد كان ولَدُه توقتاميش صغيرًا على الملك فعَمَّت الفوضى البلاد فاستقَلَّ الحاج جركس بمنطقة استراخان، واستقَلَّ ماماي بمنطقة القرم، وأما منطقة سراي فحَكَمَها خضر بك وهرب توقتاميش إلى سمرقند إلى تيمورلنك، فاستغَلَّ الروس هذا الاختلاف فانقَضُّوا على التتار والتَقَوا مع ماماي وانتصروا عليه، فقام توقتاميش بالرجوع إلى سراي وحكَمَها بمساعدة تيمورلنك، ثم في هذه السنة 783 بعد أن استطاع توقتاميش خان السيطرةَ على أمور التتار والجلوس على عرش الحكم فيها، حيث استقَلَّ بسلطنة دشت القفجاق وسراي، بعد أن قتل تيمر ملك خان في حدود سنة 780 فأرسل إلى حكام الروسية ليدينوا له بالطاعةِ، ولكن حصل منهم تباطؤ وممالأة، فسار إليهم توقتاميش إلى موسكو في أوائل سنة 783 من طريقِ البلغار وعبَرَ نَهرَ أدل (أولغا) ففَرَّ منها حاكمُها ديمتري وهرب معه كثيرٌ مِن أهل موسكو، وبَقِيَ مَن بقي للمدافعة والقتال مغترين بسور المدينة العظيم، ثم وصل التتار وبدؤوا الحصار والرمي ثلاثة أيام، ثم بدأت المحاربة في اليوم الرابع وقال لهم توقتاميش: إن همه هو ديمتري ثم استقَرَّ رأي أهل البلد أن يفتحوا الأبوابَ، فلما فعلوا دخل التتار وقتلوا كلَّ من رأوا أمامَهم من الأهالي ونَهَبوا الأموال وأسَروا من أسَروا ثم عادوا إلى بلادهم بما حصَّلوه من أموال.

العام الهجري : 866 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1462
تفاصيل الحدث:

حاول الأمير جانم نائب دمشق قبل هذا أن يتسلطنَ، ولكنه كان يخاف، وكان قد أرسل ولده يحيى في السنة الماضية إلى مصر أيام السلطان المؤيد أحمد وكلم بعض الأمراء بذلك وبعضهم وعده أن يقِفَ معه، حتى إنَّ أمر سلطنة خشقدم السلطان الحالي كان على أساس أنه يكون مؤقتًا؛ لأن كثيرًا من الأمراء كاتبوا الأمير جانم على أنهم يسلطنونه وأرسلوا له أن يحضُرَ إلى مصر لذلك؛ لذا فإن جانم هذا وفي هذا شهر جمادى الأولى من هذا العام أرسل يدعو تركمان الطاعة إلى موافقته، كما أنه دُعي لجانم على منابر ديار بكر، ثم ورد الخبر بأن جانم نائب الشام كان عدَّى الفرات في جمعٍ كثير من المماليك وتركمان حسن بك بن قرايلك، وسار بعساكره حتى وصل إلى تل باشر من أعمال حلب، وتجهَّز نائب حلب لقتاله، ففي الحال عين السلطان تجريدةً إلى حلب لقتال جانم ثمَّ رسم بإبطال التجريدة، وسَبَبُ ذلك ورود الخبر من نائب حلب بعود جانم على أقبحِ وجه، وأن جماعة كثيرة من مماليكه فارقوه، وقَدِموا إلى مدينة حلب، وأمرُ رجوع جانم أنَّه كان لما وصل إلى تل باشر وقع بينه وبين تركمان حسن بك- الذين كانوا معه- كلامٌ طويل، فتركوه وعادوا، فتلاشى أمر جانم لذلك وعاد، ثم في يوم الثلاثاء الثالث عشر ربيع الآخر من سنة 867 ورد الخبر من جانبك التاجي نائب حلب أن جانم نائب الشام قُتِل بمدينة الرها، وقد اختُلِف في قتله على أقاويل.

العام الهجري : 916 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1511
تفاصيل الحدث:

هو السلطان العادل المجاهد أبو الفتح محمود شاه بن محمد أحمد بن محمد بن مظفر ناصر الدين أبو الفتح بن غياث الدين الدلي الأصل، الأحمد أبادي. كان مولده سنة 848 بآباد. أسلم جَدُّ جَدِّه مظفر على يد محمد شاه صاحب دلي، وكان عاملًا له على فتن من كجرات- وفتن: بلدة من بلاد كجرات- من بلاد الهند، فلما وقعت الفتن في مملكة دلي وتقسمت البلاد، فكان الذي خصَّ مظفر حكمه كجرات، ثم وثب عليه ابنه محمد، ولكن لم يلبث أن استفحل أمر الأب مظفر، بحيث قَتَل ولده محمدًا، ثم بعد سنين انتصر أحمدُ لأبيه وقتَل جدَّه مظفرًا واستقر في كجرات، وخَلَّفه غياث الدين بن محمد، ثم قطب الدين، ثم أخوه داود، فلم يلبث سوى أيام وخُلِعَ واستقر أخوهم محمود شاه وذلك في سنة ثلاث وستين، حين كان ابن خمس عشرة سنة واستقر حكمُه وأخذ من الكفار قلعة الشابانير فابتناها مدينة وسمَّاها أحمد آباد، ومن جملة ممالكه كناية, وعَمَر بمكة رباطًا مجاورَ باب الدربية، عرف بالكنباتية، وقرَّر به جماعة ودروسًا وغير ذلك، وكان يرسِلُ لهم مع أهل الحرمين عِدَّة صدقات، ثم قطعها لَمَّا بلغه استيلاء النظَّار عليها، واستمر على ولايته إلى أن توفِّي يوم الأحد ثاني رمضان بأحمد أباد, ودفن بها.

العام الهجري : 920 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1514
تفاصيل الحدث:

بعد أن نشأت الدولة الصفوية لم تكتفِ بفرض مذهبِها الشيعي على الناس بالقوةِ والقهر، بل بدأت تتحرَّش بالدولة العثمانية عن طريق إثارة الموالين لها من أصحابِ العمائم الحمر المعروفين بـ (قزلباش) ذوي التدين الشيعي، وأيضًا إثارتهم البرتغاليين وإرسال الرسائل لهم وحثهم على حرب العثمانيين، كما أنَّ احتضان الدولة لمراد بن أحمد الهارب من عمه السلطان سليم، كلُّ هذه الأمور اجتمعت لإثارة الحرب بين الدولتين العثمانية والصفوية، فتوجَّه السلطان العثماني سليم الأول بجيشٍ عظيم من أدرنة إلى الصفويين، وكان قد أحصى الشيعةَ الذين يقيمون في شرقي الدولة؛ لأنهم سيكونون أنصارًا للصفويين، وأمر بقتلهم جميعًا، ثم تقدَّم نحو تبريز عاصمة الصفويين الذين أرادوا الخديعة بالتراجُعِ حتى إذا أُنهك الجيش العثماني انقضُّوا عليه، وبقي السلطان العثماني في تقدُّمِه حتى سهل جالديران جنوب قارص شرقي الأناضول، وكانت فيه معركةٌ شرسة في شهر رجب من هذا العام عُرِفت بمعركة جالديران، انتصر فيها العثمانيون وفَرَّ من الميدان إسماعيل شاه الصفوي، ثم دخل السلطان العثماني تبريز في شهر رمضان واستولى على الخزائن ونقلها إلى إستانبول وتتبَّع إسماعيل لكنَّه لم يستطع القبض عليه، وأقبل فصلُ الشتاء فاشتد الأمرُ على الجنود وبدأ تذمُّرُهم، فترك السلطان المنطقة وسار نحو أماسيا حتى انتهى فصل الشتاء فرجع إلى أذربيجان، ففتح بعض القلاع ودخل إمارةَ ذي القادر، ثم رجع إلى إستانبول بعد أن ترك الجيش العثماني الذي دخل أورفة والرقَّة وماردين والموصل.

العام الهجري : 963 العام الميلادي : 1555
تفاصيل الحدث:

أُطلِعَ صالح رايس- والي الجزائر من قِبَل العثمانيين- على تلك المؤامرةِ التي كانت تُحاك ضِدَّ الدولة العثمانية بين ملكِ المغرب السلطانِ الشيخ المهدي أبي عبد الله محمد السعدي والإسبان، والتي كان هدفُها طردَ العثمانيين من الجزائر؛ لأنَّه طالما أن الدولة في الجزائر معناه خطرٌ على إسبانيا، فبعث صالح رايس للباب العالي يخبرُه بشأن تلك المحادثات، فكان جوابُ السلطان سليمان سريعًا وحاسمًا بوجوبِ مهاجمة وهران قبل أن تسفِرَ المحادثات بين الجانبين السعدي والإسباني عن نتيجةٍ عملية، فأرسل السلطانُ سليمان أربعين سفينة لمساعدة رايس في الاستيلاءِ على وهران والمرسى الكبير، ومنذ ذلك الوقت كانت الهجرةُ والتجنيدُ الطوعي من مختلِفِ أنحاء الدولة العثمانية، فاستعَدَّ صالح رايس لفتح وهران، وضَمَّ أسطوله الى جانب أسطول السلطان، وصار لديه نحو سبعين سفينة، واجتمع لديه من الجند ما يقارب من أربعين ألف جندي، وكان ينوي من إتمام زحفه هذا بالمسير الى مراكش للقضاء على الفِتَن والاضطرابات وإخضاعها لسلطانه، ولكن القَدَر لم يمهِلْه، فتوفِّي صالح رايس بالطاعون في شهر رجب 963هـ وقام القائد يحيى بإكمال خطة صالح رايس، فأبحر نحو وهران، وفي الطريق وصلت الأوامر السلطانية بتعيين حسن قورصو لمنصب بيلرباي، ووصلت الجيوش البرية والبحرية إلى وهران، وحوصرت حصارًا شديدًا، إلَّا أنها لم تُفتحْ رغم استعدادات العثمانيين الكبيرة؛ وذلك بسبب النجدات المتواصلة التي كانت تبعثُها إسبانيا إلى المدينة المحاصَرة.

العام الهجري : 1094 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1683
تفاصيل الحدث:

تعرض الجيش العثماني لهزيمة قاسية في معركة "ألمان داغي" أثناء حصاره لفيينا للمرة الثالثة، فعندما تداعت الدول الأوروبية بأقصى سرعة لنجدة فيينا من السقوط، وأعلن بابا روما الحرب الصليبية على العثمانيين، وأمر ملك بولندا سوبيسكي بنقض عهده مع العثمانيين، وأمر أيضًا أمراء ساكسونيا وبافاريا الألمان، وهم أقرب أمراء أوربا بالتوجه إلى فيينا بأقصى سرعة ممكنة، وكان قرة مصطفى قد وضع قوة عثمانية كبيرة يقودها أمير القرم مراد كراي عند جسر الدونة, وهنا حدث ما لم يكن في حسبان أحد لا من العثمانيين ولا من الأوربيين؛ إذ قام مراد كراي بخيانة عظمى للإسلام والمسلمين، وذلك بأنه سمح للأوربيين بالعبور من الجسر دون قتال، ثم حدثت خيانة عظمى أخرى من جانب أوغلو إبراهيم قائد ميمنة الجيش العثماني؛ إذ انسحب من القتال الذي اندلع بمنتهى العنف في 20 رمضان من هذه السنة، وكان لهذا الانسحاب الأثر الأكبر في هزيمة العثمانيين، وقد استطاع قرة مصطفى أن ينسحب بصورة منظمة من أرض المعركة بعد قتل 10 آلاف عثماني، وفي طريق العودة قام قرة مصطفى بإعدام كل من مراد كراي وأوغلو إبراهيم، ولكن لم يشفع ذلك له عند السلطان محمد الرابع الذي أمر بقتله, وتعدُّ هذه الهزيمة عند أسوار فيينا نقطةَ تحول فاصلة في التاريخ العثماني والأوروبي غيَّرَت مجرى التاريخ العالمي، واشتدت الحروب الصليبية على العثمانيين، وفقدت الجيوش العثمانية هيبتَها!!

العام الهجري : 1210 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1796
تفاصيل الحدث:

بعد طلَبِ برَّاك بن عبد المحسن الأمانَ لأهل الأحساء من الإمام عبد العزيز بن محمد، أُجيب إلى طلبِه، وانسحب جيشُ الأمير سعود من الأحساءِ بعد مبايعة أهلِها على السمع والطاعة، وبعد ذلك بسنواتٍ ثار أهل الأحساء بتحريضٍ مِن براك بن عبد المحسن نفسِه، ولكنْ قضى على ثورتهم إبراهيمُ بن عفيصان، ثمَّ وصول قوات كبيرة بقيادة الأميرِ سعود بن عبد العزيز الذي أخضع الأحساءَ لحكم دولة الدرعيةِ، وضرب عليهم ألوفًا من الدراهم وقبَضَها منهم؛ وذلك لأجلِ ما تكرَّر منهم من نقضِ العهد ومنابذة الدولةِ، وجَرِّهم الأعداء, وقَتَل منهم عِدَّةَ رجال مجتمعين على الفسوقِ ويفعلون كل ما أرادوه بأهوائِهم، ولا يتجاسرُ أحدٌ أن يأمُرَهم وينهاهم، فكثُرَ لذلك تعدِّيهم واعتداؤهم على أهلِ الأحساءِ، فأفنى الأميرُ سعود مُعظَمَهم, وسُمِّيت هذه الغزوة بغزوة الرقيقة (وهي محلة بالهفوف) وذلك في أواخرِ هذه السنة، وعاد إلى الدرعيَّة ومعه عدد من رؤساء أهل الأحساءِ، منهم علي بن حمد آل عمران مبارك، وحمد العدساني، ورجال كثيرٌ، وأسكنهم الدرعية، وولَّى على المنطقة أميرًا من عامَّةِ أهلها يُدعى ناجم بن دهينيم، وكان من نتائجِ استيلاء الأمير سعود على الأحساء وصولُ حدود دولة الدرعية إلى الخليجِ العربي، وامتلاكُها موانئَ بحرية، وتحقيقُ ثروة من المحاصيل الزراعية والمواد الغذائية التي تنتِجُها مزارِعُ الأحساء الواسعة، وانتشار الدعوة الإصلاحية بين سكَّان الأحساء.

العام الهجري : 1251 العام الميلادي : 1835
تفاصيل الحدث:

أعلن عبد القادر الجزائري الجهادَ ونظَّم حُكمَه، فكان بمثابةِ رئيس للوزراء وله نائب ووزراء، واتخذ من مدينةِ المعسكر قاعدةً له، واتَّصل بمن بقي من العثمانيين، فأعلنوا السَّمعَ والطاعة، ثم بويع أميرًا للجهاد في جمادى الآخرة 1248هـ / تشرين الثاني 1832م، ثم قَوِيَ أمره حتى جرت بينه وبين الجنرال دي ميشيل معاهدة بتاريخ 17 شوال 1249هـ / 26 شباط 1834م لوقف القتالِ، وإطلاق سراح الأسرى، وحرية التجارة، واحترام عادات وديانة المسلمين، لكِنَّ المعاهدةَ لم تَرُقْ للفرنسيين الذين غيَّروا دي ميشيل وعيَّنوا مكانه حاكمًا للجزائر هو تريزل، وكان عبد القادر الجزائري قد سار إلى موسى حسن الذي احتَلَّ بلدة المدية، فانتصر عليه، وكان لا بد من الصدام مع الفرنسيين. فعندما خرج  الجنرال الفرنسي تريزل على رأسِ جيش مكون من 2500 جندي مدعَّمين بمؤونة وذخيرة ومدافع، كان متوجهًا لمعسكر عاصمة الأمير عبد القادر آنذاك. حيث هاجَمه الأميرُ عبد القادر على نهر المقطع قُربَ الساحل، فانتصر عليه انتصارًا عظيمًا، اضطر الفرنسيون على إثره إلى توقيع معاهدة المقطع مع عبد القادر في ربيع الأول 1251هـ / حزيران 1853م. يَعتَبر الجزائريون معركةَ المقطع من أشهر المعارك التي خاضها عبد القادر الجزائري ضد فرنسا وعمره لم يتجاوز ال26 سنة، ويذكر أن عدد قتلى معركة المقطع 500 قتيل فرنسي.

العام الهجري : 1263 العام الميلادي : 1846
تفاصيل الحدث:

بعد أن سيطر الروسُ تمامًا على سيبيريا (تشمل منطقة آسيا الشمالية) عام 1078هـ أصبحت تركستان تحدُّهم من جهة الجنوب حيث تمتدُّ سهول القازاق الواسعة والتي تعد قليلةَ السكان؛ الأمر الذي أغراهم بها، ولكِنْ كان قبل ذلك انصبَّ همهم على القفقاس فما أن انتهوا من أمر القفقاس وأصبحت تحت قبضتِهم حتى توجهوا إلى تركستان فسيطروا على سواحل بحر الخزر الشمالية والشرقية عام 1249هـ، ثم تابعوا تقَدُّمَهم نحو نهر سيحون، واحتلُّوا طاشقند وسمرقند، ووصلوا حتى نهر جيحون، أي: فصلوا بين الأراضي التابعة لخانية خوقند والأراضي التابعة لخانية بخارى، وتوقَّفوا عند نهر جيحون، ولا يزال الحد الفاصل بين الإمبراطورية الروسية وبلاد الأفغان، وذلك في المدة 1270هـ إلى 1286هـ، ثم توسَّعوا نحو الجنوب على سواحل بحر الخزر الشرقية ليحيطوا بخانية خوارزم من جهة الغرب، ولم يبقَ أمام الاستعمار الروسي إلَّا هذه الخانيات الثلاث خوقند وبخارى وخوارزم إضافةً إلى بلاد الطاجيك وبلاد التركمان، وبدؤوا بخانية خوقند التي أصبحت منعزلةً عن الخانيتين الأخريين، ففَرَضوا سيطرتهم عليها عام 1293هـ ثم اتَّجَه الروس إلى خانية بخارى، ففرضوا سيطرتَهم عليها عام 1303هـ وتابعوا سيرَهم إلى بلاد التركمان فدخلوها في العام نفسِه بعد مقاومة عنيفةٍ مُدافِعين عن عاصمتهم مرو دفاعًا مجيدًا، وهكذا أصبحوا على حدودِ إيران، وعزلوا خوارزمَ التي بقيت وسطَ البلاد الخاضعة أو المحمية للروسِ، فدخلوها عام 1306هـ وتوجهوا بعدها إلى بلادِ الطاجيك فأخضعوها عام 1311هـ.