الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3041 ). زمن البحث بالثانية ( 0.01 )

العام الهجري : 130 العام الميلادي : 747
تفاصيل الحدث:

خَرَج بِحَضرمَوت طالبُ الحَقِّ عبدُ الله بن يحيى الكِندي إمامُ الإباضِيَّة؛ تَغلَّب عليها واجْتَمع عليه الإباضِيَّةُ. ثمَّ سار إلى صَنعاء وبها القاسِمُ بن عُمَر الثَّقفي فوقَع بينهم قِتالٌ كَثيرٌ، انْتَصر فيه طالبُ الحَقِّ وهَرَب القاسِمُ وقُتِلَ أخوه الصَّلْتُ، واسْتَولى طالبُ الحَقِّ على صَنعاء وأَعمالَها، ثمَّ جَهَّز إلى مَكَّة عشرةَ آلاف وبها عبدُ الواحد بن سُليمان بن عبدِ الملك بن مَرْوان فغَلَبوا على مَكَّة وخَرَج منها عبدُ الواحد، وكان على الجَيشِ أبو حَمزَة المُختار ثمَّ سارَ إلى المَدينَة وحَصَل قِتالٌ بينهم فاسْتَولى كذلك على المَدينَة، ثمَّ تَوجَّه إلى الشَّام فأَرسَل له مَرْوان جَيشًا بِقِيادة عبدِ الملك بن محمَّد بن عَطِيَّة الذي هَزَم جَيشَ أبي حَمزَة وأَكمَل سَيْرَهُ إلى المَدينَة ومَكَّة وصَنعاء.

العام الهجري : 980 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1573
تفاصيل الحدث:

كان الفقيهُ أبو عبد الله محمد الأندلسي نزيلُ مراكش قد استهوى بما يظهر عليه من زهدٍ وصلاحٍ كثيرًا من العامة، فتبعوه، وكانت تصدرُ عنه مقالات قبيحةٌ من الطعن على أئمة المذاهب رحمهم الله تعالى، ويتفوه بمقالات شنيعة في الدين، فأمر السلطانُ الغالب بالله بقتلِه، فاستغاث بالعامَّةِ مِن أتباعه، واعصوصبوا عليه ووقعت فتنةٌ عظيمة بمراكش بسَبَبِه إلى أن قُتِلَ وصُلِب على باب داره برياض الزيتون بمراكش، وكان ذلك أواسِطَ ذي الحجة من هذه السنة.

العام الهجري : 575 العام الميلادي : 1179
تفاصيل الحدث:

توفِّيَت الزاهدةُ العابدةُ علم بنت عبد الله بن هبة الله أم المبارك. امرأة صالحة واعظة، زوجةُ محمد بن يحيى الزبيدي الواعِظ، تزوجها بدمشق ثم قَدِمَت معه بغداد, وكانت تضاهي رابعة العدويَّة في زمانها، وقد عمرت طويلًا، توفيت ببغداد، وعمرها مائة سنة وستُّ سنين، ولم يتغيَّرْ لها شيء من حواسِّها.

العام الهجري : 1432 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 2011
تفاصيل الحدث:

تُوفِّي الأديبُ السُّعودي الحَدَاثي عبد الله عبد الجبار عن عمرٍ ناهَزَ الـ(93) عامًا. وقد وُلد في مكة عامَ (1919)، ويلقَّب بـ"الأستاذ"؛ كونُه أشرَف على طُلَّابِ البَعَثات التعليميَّةِ من الحجازِ في مصر في الأربعيناتِ. وأصبح كِتابَاه: ((التيارات الأدبيَّة في قلب الجزيرة العربية)) و((قصَّة الأدب في الحجاز)) اللَّذانِ اشترك في تأليفِهِما مع الدكتور عبد المُنعِم خفاجي من المراجِعِ التاريخيَّةِ في الأدب السُّعوديِّ الحديثِ. وله أعمالٌ قَصصيَّةٌ ومسرحيةٌ ومقالاتٌ صَحفيةٌ عديدةٌ، وكان أمينًا عامًّا لرابِطَةِ الأدبِ الحديثِ إبَّانَ إقامَتِه في مصر في الأربعيناتِ.

العام الهجري : 1382 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1962
تفاصيل الحدث:

وجَّه الرَّئيسُ الأمريكي جون كندي رسائلَ إلى رئيس الوزراء السعودي الأمير فيصل، وملك الأردن حسين، ورئيس مصر عبد الناصر، والرئيس اليمني عبد الله السلال, ضمَّنَها تصوراتِه حول سُبُل حلِّ نزاع اليمن. وقد تجاهل الرئيسُ الأمريكي الإمامَ محمد البدر وحاشيته. واقترح كندي على مصر سَحْبَ قواتها المسلَّحة من اليمن, وفي المقابل اقترح على السعودية والأردن ومشايخ وسلاطين اتحاد جنوب الجزيرة وقْفَ المساعدات للمَلَكيِّين قواتِ الإمام البدر. وفي اليوم نفسِه أعلن الأميرُ فيصل عن رفضه اقتراحَ كندي. وفي اليوم التالي رفض الرئيس جمال عبد الناصر بدوره اقتراحَ كندي, وأعلن أنَّه لن يوافق على سحب القوَّات المصرية من أراضي اليمن إلَّا إذا زال الخطرُ الذي يهدِّد اليَمَن الجُمهوري! ولم يوافِقْ على مبادرة كندي إلا الرئيس اليمني عبد الله السلال. وفي خاتمة المطاف اعتبرت واشنطن قضيةَ الملكيين مَيؤوسًا منها. وفي 14 ديسمبر/ ديسمبر 1962 أعلنت حكومةُ الجمهورية العربية اليمنية أنَّها ستُغلِق السفاراتِ والبَعَثاتِ الدبلوماسية لجميع البلدان التي لم تعترفْ بالجمهورية اليمنية. وفي 19 ديسمبر أعلنت وزارةُ الخارجية الأمريكية رسميًّا عن اعتراف الولاياتِ المتحدة بالجُمهورية اليَمَنيَّة.

العام الهجري : 1385 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1965
تفاصيل الحدث:

هو الشيخُ الفقيه محمد بن عبد العزيز بن محمد بن مانع الوهيبي التميمي النجدي. ولِدَ في مدينة عنيزة إحدى مدن القصيم سنة 1300 هـ، ولما بلغ السابعةَ أدخله والده الكتاتيبَ؛ ليتعلم بها القرآنَ، ولم يلبث والدُه أن توفِّي، فشرع في القراءةِ على عُلماء بلده، فقرأ على عمِّه الشيخ عبد الله، وعلى الشيخ صالح العثمان القاضي، ولما بلغ الثامنةَ عَشْرة من عمره سافر إلى بغداد، واتصل بالعلامة السيد محمود شكري الألوسي، فقرأ عليه وعلى ابن عمه السيد علي الألوسي، وقرأ على غيرِهما من مشاهير العلماء ببغداد، فقرأ في النحو والصرف والفقه، والفرائض والحساب، ثم توجَّه إلى مصر فأقام في الأزهر مدةً قرأ فيها على الشيخ محمد الذهبي، ثم سافر إلى دمشق الشام ولازم الشيخ جمال الدين القاسمي، وحضر دروسَ الشيخ بدر الدين محدِّث الشام، وحضر دروس العلامة الشيخ عبد الرزاق البيطار، ثم رجع إلى بغدادَ ولازم القراءةَ على العلامة محمود شكري الألوسي، فقرأ عليه كثيرًا من مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيميَّة، وكثيرًا من الكتب والشروح والرسائل المختصرة، وفي هذه المدة دعاه بعضُ الأكابر من أهل بغداد؛ ليكونَ إمامًا له ويقرأ عليه كتبَ الحديث، فقرأ عليه بعضًا من صحيح البخاري، وجميعَ صحيح مسلم، والجزءَ الأوَّلَ مِن زاد المعاد لابن القيم، والجزءَ الأوَّلَ من مسند الإمام أحمد بن حنبل، والموطَّأ للإمام مالك، وكثيرًا من كتب التاريخ، وقرأ نزهةَ النظر للحافظ ابن حجر، ثم رجع إلى بلده مدينة عنيزة سنة 1329هـ وقرأ على قاضيها الرَّوض المُرْبِع، ثمَّ توجه إلى بلد الزبير سنة 1330هـ وقرأ على الفقيه الحنبلي المشهور في بلدة الزبير محمد العوجان في الفقه الحنبلي والفرائض والحساب، ثم دعاه مُقبل الذكير أحد تجار نجد وأعيانها -المقيمين في البحرين للتجارة- دعاه لمكافحة التنصير، وفتح له لهذا الغرض مدرسة لتعليم علوم الشريعة واللغة سنة 1330هـ، فأقام في البحرين أربعَ سنين شرح في أثنائها العقيدةَ السفارينية، ثم دعاه حاكم قطر عبد الله بن قاسم بن محمد بن ثاني، فتوجَّه إليها في شوال سنة 1334هـ فتولَّى القضاءَ والخطابة والتدريس، ورحل إليه كثيرٌ من الطلاب أخذوا عنه العلمَ في قَطَر، وأقام في قطر أربعًا وعشرين سنة تولى خلالها القضاءَ والفتيا، وتزوَّج في قطر وأنجب أبناءه الثلاثة: الشيخ عبد العزيز، وأحمد، وعبد الرحمن، وأنشأ في قَطَر أوَّلَ مدرسةٍ علمية سنة 1336هـ، واستمرَّت نحو سبعة عشر عامًا. وبَقِيَ في قَطَر إلى صَفَر سنة 1358هـ، فقَدِمَ الأحساءَ ومكث بها إلى شهر جمادى الآخرة، وفي هذه الأثناء قَدِمَ الأحساءَ معالي الوزير ابن سليمان وزير الملك عبد العزيز، فاتصل به وقابله وأشار عليه ابن سليمان أن يقابِلَ الملك عبد العزيز، فقَدِمَ عليه في مدينة الرياض فأكرمه وعيَّنه مدرسًا في الحرم المكي الشريف، فأقام في مكَّةَ واجتمع عليه كثيرٌ من طلاب العلم يقرؤون عليه في الفقه والحديث، والنحو والفرائض، منهم الشيخ عبد العزيز بن رشيد رئيس هيئة التمييز بنجد، والشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم بن عبد اللطيف الباهلي، والشيخ البصيلي، والشيخ ناصر بن حمد الراشد الرئيس العام لتعليم البنات، والشيخ عبد الله بن زيد بن محمود، ومن أبرز تلامذته: الشيخ عبد الرحمن السعدي؛ علَّامة القصيم، وبعد قيامه بواجب التدريس بالمسجد الحرام عيَّنه الملك عبد العزيز زيادةً على ذلك رئيسًا لثلاث هيئات: هيئة تمييز القضايا، وهيئة الأمر بالمعروف، وهيئة الوعظ والإرشاد. وقام بهذه الأعمال إلى جانب قيامِه بالتدريس في المسجد الحرام بعد صلاتَي الفجر والمغرب، وفي عام 1364هـ عيَّنه الملكُ مديرًا للمعارف، وفي سنة 1366هـ أسند إليه رئاسةَ دار التوحيد، ولما شُكِّلت وزارةُ المعارف سنة 1373هـ وعُيِّن الأمير فهد بن عبد العزيز وزيرًا لها نُقِلَ الشيخ ابن مانع مستشارًا برتبة وكيل وزارة إلى عام 1377ه،ـ حيث طلبه حاكِمُ قطر، ولازم الشيخ علي بن الشيخ عبد الله بن قاسم بن ثاني إلى أن توفي رحمه الله ببيروت على إثر عملية جراحية أُجريت له، ونُقِل جثمانه إلى قَطَر ودُفِن بها، وخَلَّف ثلاثة أبناء: عبد العزيز، وأحمد، وعبد الرحمن, ومكتبةً كبيرة حافلة بنوادر الكتب، ومؤلفات كثيرة، منها: ((إقامة الدليل والبرهان بتحريم الإجارة على قراءة القرآن))، و ((تحديث النظر في أخبار الإمام المهدي المنتظر))، و ((إرشاد الطلاب إلى فضيلة العلم والعمل والآداب))، و ((الأجوبة الحميدة: رسالة تتعلق بالتوحيد))، و ((حاشية على دليل الطالب))، و ((سبل الهدى شرح قطر الندى))، وله ((الكواكب الدرية شرح الدرة المضيئة))، و ((القول السديد فيما يجب لله على العبيد)).

العام الهجري : 336 العام الميلادي : 947
تفاصيل الحدث:

سار مُعِزُّ الدولة ومعه المطيعُ لله إلى البصرةِ; لاستنقاذها مِن يَدِ أبي القاسم عبدِ الله بن أبي عبد الله البريدي، وسَلَكوا البريَّةَ إليها، فأرسل القرامِطةُ مِن هجَرَ إلى مُعِزِّ الدولة ينكرون عليه مسيرَه إلى البريةِ بغير أمْرِهم، وهي لهم، فلم يجِبْهم عن كتابهم، وقال للرَّسولِ: قل لهم مَن أنتم حتى تستأمِروا، وليس قصدي مِن أخذِ البَصرةِ غَيرَكم، وستَعلَمونَ ما تلقونَ مني. ولَمَّا وصل معزُّ الدولة إلى الدرهميَّة أو الدَّرهمة، استأمن إليه عساكِرُ أبي القاسم البريدي، وهرب أبو القاسمِ في الرابع والعشرين من ربيع الآخر إلى هجر، والتجأ إلى القرامِطة، ومَلَكَ مُعِزُّ الدولة البصرةَ، فانحلَّت الأسعارُ ببغداد انحلالًا كثيرًا.

العام الهجري : 33 العام الميلادي : 653
تفاصيل الحدث:

لمَّا كَثُرَت الفُتوحُ وبالتَّالي كَثُرَ الدَّاخِلون الجُدُدُ في الإسلامِ والمُتعَلِّمون لِكتابِ الله مِن غيرِ العَربِ ظَهرَت بعضُ الاختِلافاتِ في القِراءاتِ، ممَّا خَوَّفَ بعضَ الصَّحابةِ على مُستقبَلِ مِثلِ هذه الخِلافاتِ، فما كان مِن حُذيفةَ بن اليَمانِ رضِي الله عنه إلَّا أن تَوجَّهَ إلى عُثمانَ بن عفَّانَ وطلَب منه أن يُدرِكَ النَّاسَ قبلَ أن يَختلِفوا الاختِلافَ الذي تكونُ فيه فِتْنَتُهم واقْتِتالُهم، فأَمَرَ عُثمانُ بن عفَّانَ بِنَسْخِ القُرآنِ الكريمِ على قِراءَةٍ واحدَةٍ على لُغَةِ قُريشٍ ولَهْجَتِها، وقد كَلَّفَ لذلك عددًا مِن الصَّحابةِ وهُم: زيدُ بن ثابتٍ، وعبدُ الله بن الزُّبيرِ، وسعيدُ بن العاصِ، وعبدُ الرَّحمنِ بن الحارِثِ، فبَدَأوا يَنسَخون المُصحَفَ، وجَمَعوهُ بالاسْتِعانةِ بالمُصحَفِ الذي كان أبو بكرٍ قد جَمعَهُ في عَهدِه، وكان يَومَها عندَ حَفصةَ رضِي الله عنها، فاسْتَلَمه عُثمانُ منها، ثمَّ أَمَر عُثمانُ بنَسْخِ عِدَّةِ نُسَخٍ مِن هذا المُصحَفِ الذي وَحَّدَهُ على قِراءَةٍ واحدَةٍ، وأَمَر بكُلِّ نُسخَةٍ في بلدٍ عند أَميرِها، وأَمَر بِسائِرِ المَصاحِف أن تُحْرَقَ ولا يَبقى منها شيءٌ إلَّا التي جَمَعها ووَحَّدَها، وإلى يَومِنا هذا لا يُعرَفُ إلَّا الرَّسْمُ العُثمانيُّ، يعني الرَّسْمَ الذي أَمَر بجَمْعِه عُثمانُ وأَبقاهُ ونَشَرهُ، وغيرُ هذا الرَّسْمِ العُثمانيِّ يُعتبَرُ شاذًّا لا يُقْرَأُ به ولا يُعَدُّ مِن القُرآنِ فجَزاهُ الله خيرًا.

العام الهجري : 9 ق هـ العام الميلادي : 613
تفاصيل الحدث:

كان رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يدْعو إلى الله تعالى في كُلِّ أحوالِهِ؛ ليلًا ونهارًا، وسِرًّا وجهرًا، لا يَصرِفُه عن ذلك صارِفٌ ولا يَرُدُّه عن ذلك رادٌّ، ولا يَصُدُّه عن ذلك صادٌّ، يَتبَعُ الناسَ في أنديَتِهم، ومَجامِعِهم ومَحافِلِهم وفي المَواسمِ، ومَواقفِ الحَجِّ؛ يدعو مَن لَقيَه مِن حرٍّ وعبدٍ، وضعيفٍ وقويٍّ، وغنيٍّ وفقيرٍ.
وتسلَّط عليه وعلى مَنِ اتَّبَعه كفارُ قَومِه من مُشرِكي قُريشٍ، بل كان من أشدِّ الناسِ عليه عمُّه أبو لَهَبٍ وامرأتُه أُمُّ جَميلٍ حَمَّالةُ الحَطَبِ -أرْوَى بِنتُ حَربِ بن أُمَيَّةَ أختُ أبي سُفيانَ-، وكان عمُّه أبو طالبِ بن عبد المُطَّلب يحنو عليه، ويُحسِنُ إليه، ويُدافِعُ عنه ويُحامي، ويُخالِفُ قَومَه في ذلك؛ مع أنه على دِينِهم، وكان استِمرارُه على دينِ قَومِه من حكمةِ الله تعالى، ومَّما صَنَعه لرَسولِه من الحِمايةِ؛ إذ لو كان أسلَمَ أبو طالب لَمَا كان له عند مُشرِكي قُريشٍ وَجاهةٌ ولا كلمةٌ، ولا كانوا يَهابونه ويَحتَرِمونَه.
روى أصحاب السِّير أنَّ قريشًا جاءتْ إلى أبي طالبٍ فقالوا: "إنَّ ابنَ أخيك هذا قد آذانا في نادينا ومَسجِدِنا فانْهَهُ عنَّا". فقال: "يا عَقيلُ، انطلِقْ فأْتِني بمُحمَّدٍ"، فجاء به في الظَّهيرةِ في شدَّةِ الحَرِّ. فلمَّا أتاهم قال: "إنَّ بني عمِّك هؤلاء زعموا أنَّك تُؤذيهم في ناديهم ومَسجدِهم؛ فانتَهِ عن أذاهم"، فحلَّق رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ببصرِه إلى السماءِ؛ فقال: "تَرَونَ هذه الشَّمسَ؟" قالوا: "نعم"، قال: "فما أنا بأقدَرَ أن أدَعَ ذلك منكم على أن تَشتَعِلوا منها بشُعلةٍ". فقال أبو طالبٍ: "واللهِ ما كَذَب ابنُ أخي قطُّ فارجِعوا".

العام الهجري : 564 العام الميلادي : 1168
تفاصيل الحدث:

هو مَلِك الديار المصرية ووزيرُها أبو شجاع شاور بن مجير بن نزار بن عشائر السعدي، الهوازني. يرجع نسبه إلى أبي ذؤيب عبد الله والد حليمة السعدية مرضعة رسول الله صلى الله عليه وسلم. كان الملك الصالحُ طلائع بن رزيك الرافضي وزيرُ العاضد قد ولَّاه إمرة الصعيد، ثم نَدِمَ على توليته حيث لا ينفع الندم. ثم إن شاوِر تمكن في الصعيد، وكان شجاعًا فارسًا شهمًا، وكان الصالح لما احتُضِرَ قد وصى ولده رزيك ألَّا يتعرض لشاور ولا يهيجه بمساءةٍ ولا يُغَيِّر عليه حاله، فإنه لا يأمَنُ عصيانه والخروج عليه، وكان كما أشار، ثم إن شاور بعد وفاة الملك الصالح حشَدَ وجمع، وأقبل من الصعيد على واحات، واخترق البرِّية إلى أن خرج من عند تروجة بقرب الإسكندرية، وتوجه إلى القاهرة ودخلها، فقتل العادِلَ رزيك بن الملك الصالح، ووزر للعاضِدِ. لما تملك شاور البلاد لمَّ شَعثَ القصر، وأدرَّ الأرزاق الكثيرة على أهل القصر، وكان قد نقصهم المَلِكُ الصالح أشياءَ كثيرة، ثمَّ تجبَّرَ شاور وظلم فخرج عليه الأميرُ ضرغام وأمراء، وتهيؤوا لحربه، ففَرَّ إلى دمشق مستنجدًا بالسلطان نور الدين محمود، فاجتمع به، وأكرمَه، ووعده بالنصرة. وقال شاوِر له: أنا أمَلِّكُك مصر، فجهَّزَ معه شيركوه بعد عهودٍ وأيمان، فالتقى شيركوه وعسكر ضرغام، فانكسرَ المصريون، وحُوصِرَ ضرغام بالقاهرة، وتفلَّلَ جمعُه، فهرب، فأُدرِك وقُتِلَ عند جامع ابن طولون، وطِيفَ برأسه، ودخل شاوِر، فعاتبه العاضِدُ على ما فعل من جَلبِ أصحاب نور الدين محمود إلى مصر، فضَمِنَ له أن يصرِفَهم، فخلع عليه، فكتب إلى الروم يستنفِرُهم ويُمَنِّيهم، فأُسقِطَ في يد شيركوه، وحاصر القاهرةَ، فدهمته الرومُ، فسبق إلى بلبيس، فنزلها، فحاصره العدوُّ بها شهرين، وجرت له معهم وقعات، ثم فَتَروا، وترحلوا، وبقي خلقٌ من الروم يتقوَّى بهم شاور، وقرر لهم مالًا، ثم فارقوه. وبالغ شاوِر في العسف والمصادرة، وتمنى المصريون أن يليَ أمرهم شيركوه، فسار إليهم ثانيًا من الشام، فاستصرخ شاوِر بملك الفرنج عموري، للعودِ إلى مصر، ولكنهم تأخروا فخاف شاور فعَمِلَ حيلةً يغدر فيها بأسد الدين وأمرائه ويقبض عليهم، فنهاه ابنه الكامل، وقال له: والله لئن لم تنتهِ عن هذا الأمرِ لأُعَرِّفنَ أسد الدين. فقال له أبوه شاور: واللهِ لئن لم نفعَلْ هذا لنُقتَلَنَّ كلنا. فقال له ابنه الكامل: لَأنْ نقتل والبلادُ بيدِ المُسلِمينَ خَيرٌ من أن نقتل والبلاد بيد الفرنج. وكان شاور قد شرط لأسدِ الدين شيركوه ثلثَ أموال البلاد، فأرسل أسد الدين يطلب منه المال، فجعل شاوِر يتعلل ويماطل وينتظر وصول الفرنج، فابتدره أسدُ الدين وقتَلَه، واختلفوا في قتلِه على أقوال؛ أحدُها: أن الأمراء اتفقوا على قتله لَمَّا عَلِموا مكاتبتَه للفرنج، وأنَّ أسد الدين تمارض، وكان شاور يخرجُ إليه في كل يوم والطبل والبوق يضربان بين يديه على عادةِ وُزَراء مصر، فجاء شاوِر ليعود أسد الدين فقَبَض عليه وقتله، والثاني: أن صلاح الدين وجرديك اتَّفقا على قتله وأخبرا أسدَ الدين فنهاهما، وقال: لا تفعلا، فنحن في بلاده ومعه عسكر عظيم، فأمسكا عن ذلك إلى أن اتفق أنَّ أسد الدين ركب إلى زيارة الإمام الشافعي وأقام عنده، فجاء شاوِر على عادته إلى أسد الدين فالتقاه صلاح الدين وجرديك وقالا: هو في الزيارة انزل، فامتنع؛ فجذباه فوقع إلى الأرض فقتَلاه، والثالث: أنهما لما جذباه لم يمكِنْهما قتله بغير أمر أسد الدين فسَحَبَه الغلمان إلى الخيمة وانهزم أصحابه عنه إلى القاهرة ليُجَيِّشوا عليهم، علم أسد الدين فعاد مسرعًا، وجاء رسول من العاضد برقعةٍ يطلب من أسد الدين رأسَ شاور، وتتابعت الرسل. وكان أسد الدين قد بعث إلى شاوِر مع الفقيه عيسى يقول: لك في رقبتي أيمانٌ، وأنا خائِفٌ عليك من الذي عندي فلا تجيء. فلم يلتفت وجاء على العادة فقُتِل. ولما تكاثرت الرسل من العاضد دخل جرديك إلى الخيمة وجَزَّ رأسه، وبعث أسد الدين برأسِه إلى العاضد فسُرَّ به. ثم طلب العاضد ولدَ شاوِر الملك الكامل وقتَلَه في الدهليز وقتَلَ أخاه، واستوزر أسدَ الدين شيركوه، وذلك في شهر ربيع الأول.

العام الهجري : 20 العام الميلادي : 640
تفاصيل الحدث:

أوَّلُ مَن دخَل أرضَ الرُّومِ أبو بَحْرِيَّةَ عبدُ الله بن قيسٍ، وقِيلَ: أوَّلُ مَن دخَلَها مَيْسرَةُ بن مَسروقٍ العَبْسِيُّ، فسَبَى وغَنِمَ.

العام الهجري : 1336 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1918
تفاصيل الحدث:

هو السلطانُ عبد الحميد الثاني بن عبد المجيد الثاني، السلطان الرابع والثلاثون من سلاطين الدولة العثمانية، وآخِرُ من امتلك سلطةً فعليةً منهم. ولد في 16 شعبان 1258هـ الموافق 21 سبتمبر 1842م، وتولَّى الحكم عام 1293هـ 1876م. أبعِدَ عن العرش عام 1327هـ / 1909م بتهمة الرجعية، وأقام تحت الإقامة الجبرية حتى وفاته في 15 جمادى الأولى 1337هـ الموافق 10 فبراير 1918م. تلقى السلطان عبد الحميد بن عبد المجيد تعليمَه بالقصر السلطاني، وأتقن من اللغات: الفارسية والعربية، وكذلك درس التاريخ والأدب. يعرِّفُه البعض، "باولو خاقان" أي "الملك العظيم" وعُرِفَ في الغرب باسم "السلطان الأحمر"، أو "القاتل الكبير" بسبب مذابح الأرمن المزعوم وقوعُها في فترة تولِّيه منصِبَه. رحَّب جزء من الشعب العثماني بالعودة إلى الحكم الدستوري بعد إبعاد السلطان عبد الحميد عن العرش في أعقاب ثورة الشباب التركي "الاتحاديين". غيرَ أن الكثير من المسلمين ما زالوا يقدِّرون قيمة هذا السلطان الذي خَسِرَ عرشه في سبيل أرض فلسطين التي رفض بيعَها لزعماء الحركة الصهيونية. تولى السلطانُ عبد الحميد الثاني الخلافة في 11 شعبان 1293هـ، الموافق 31 آب (أغسطس) 1876م، وتبوَّأ عرشَ السلطنة يومئذٍ على أسوأ حال؛ حيث كانت الدولة في منتهى السوء والاضطراب، سواء الأوضاع الداخلية أو الخارجية. دبَّرت جمعية "الاتحاد والترقي" عام 1908م انقلابًا على السلطان عبد الحميد تحت شعارات الماسونيةِ "حرية، عدالة، مساواة". كان اليهودُ لَمَّا عُقِدَ مؤتمرُهم الصهيوني الأول في (بازل) بسويسرا عام 1315هـ، 1897م، برئاسة ثيودور هرتزل 1860م-1904م رئيس الجمعية الصهيونية، اتَّفقوا على تأسيس وطنٍ قوميٍّ لهم يكون مقرًّا لأبناء عقيدتهم، وأصَرَّ هرتزل على أن تكون فلسطينُ هي الوطنَ القوميَّ لهم، فنشأت فكرةُ الصهيونية، وقد اتَّصل هرتزل بالسلطان عبد الحميد مرارًا ليسمح لليهودِ بالانتقال إلى فلسطين، ولكِنَّ السلطان كان يرفض، ثم قام هرتزل بتوسيطِ كثير من أصدقائه الأجانب الذين كانت لهم صلةٌ بالسلطان أو ببعض أصحابِ النفوذ في الدولة، كما قام بتوسيطِ بعض الزعماء العثمانيين، لكنه لم يُفلح، وأخيرًا زار السلطانَ عبد الحميد بصحبة الحاخام (موسى ليفي) و(عمانيول قره صو)، رئيس الجالية اليهودية في سلانيك، وبعد مقَدِّمات مُفعَمة بالرياء والخداع، أفصحوا عن مطالبهم، وقدَّموا له الإغراءاتِ المتمثلة في إقراض الخزينة العثمانية أموالًا طائلةً مع تقديم هدية خاصة للسلطان مقدارها خمسة ملايين ليرة ذهبية، وتحالُف سياسي يُوقفون بموجِبِه حملات الدعاية السيئة التي ذاعت ضِدَّه في صحف أوروبا وأمريكا. لكِنَّ السلطان رفض بشدةٍ وطردهم من مجلسِه، وقال: " إنكم لو دفعتم ملءَ الدنيا ذهبًا، فلن أقبل؛ إنَّ أرضَ فلسطين ليست ملكي، إنما هي ملك الأمة الإسلامية، وما حصل عليه المسلِمون بدمائهم لا يمكن أن يباعَ، وربما إذا تفَتَّت إمبراطوريتي يومًا يمكِنُكم أن تحصلوا على فلسطين دون مقابل"، ثم أصدر أمرًا بمنعِ هجرة اليهود إلى فلسطين. عندئذ أدرك خصومُه الصهاينة أنهم أمام رجلٍ قوي وعنيد، وأنَّه ليس من السهولة بمكانٍ استمالتُه إلى صفِّها، ولا إغراؤه بالمال، وأنه ما دام على عرش الخلافة فإنَّه لا يمكِنُ للصهيونية العالمية أن تحقِّقَ أطماعها في فلسطين، ولن يمكِنَ للدول الأوروبية أن تحقِّقَ أطماعها أيضًا في تقسيمِ الدولة العثمانية والسيطرة على أملاكها، وإقامة دويلات لليهود والأرمن واليونان؛ لذا قرَّروا الإطاحةَ به وإبعاده عن الحكم، فاستعانوا بالقوى المختلفة التي نذرت نفسَها لتمزيق ديار الإسلام؛ أهمها الماسونية، والدونمة، والجمعيات السرية (الاتحاد والترقي)، وحركة القومية العربية، والدعوة للقومية التركية (الطورانية)، ولَعِبَ يهود الدونمة دورًا رئيسًا في إشعال نار الفتن ضد السلطان إلى أن تمَّ عزلُه وخَلعُه من منصبه عام 1909، وتم تنصيب شقيقِه محمد رشاد خلفًا له. وتوفِّيَ السلطان عبد الحميد الثاني في المنفى في 15 جمادى الأولى 1337هـ 10 فبراير 1919م.

العام الهجري : 1243 العام الميلادي : 1827
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ العلَّامةُ الأوحد الشيخ عبد الله ابن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، الثِّقةُ الثَّبتُ, التقي الوَرِعُ المجاهد المحتَسِب, ذو الهمة العالية والشجاعة المتناهية, الذي خَلَف والِدَه شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في مؤازرة الإمامِ عبد العزيز بن محمد بن سعود، وخَلَفه في بثِّ العلم والقيام بدعوة التوحيد ونَشْرها، والدفاع عنها بالقلَمِ واللسان، والحُجَّة والبيان، وهو عالمُ نجد بعد أبيه ومُفتيها، ومَن له الفتاوى السديدة والأجوبة العديدة، والرُّدود العظيمة، ومن ضُرِبَت إليه أكبادُ الإبل مِن سائِرِ بلدان نجد، وتوالت عليه الأسئلةُ من جميع قرى نجد ومدُنِها. ولِدَ في الدرعية سنة 1165هـ ونشأ بها في كَنَف والده، وقرأ القرآنَ حتى حَفِظه ثم شرع في القراءةِ على والده، فتفَقَّه في المذاهب الإسلامية، ومهَرَ في علمي الفروع والأصول، وكان مع هذا عالِمًا بارزًا في علم التفسير والعقائد وأصول الدين، عارفًا بالحديث ومعانيه، وبالفِقهِ وأصوله، وعلم النحو واللغة، وله اليدُ الطولي في جميع العلوم والفنون، كرَّس جُهدَه وأوقف حياته على تحصيلِ العلم وتعليمه ونَشْره تدريسًا وتأليفًا، فأخذ عنه العِلمَ خلقٌ كثيرٌ من فطاحلة عُلماء نجد وجهابِذتِهم، وكان مَرجِعَ القضاة في عهد الإمامِ عبد العزيز بن محمد بن سعود، وابنِه الإمام سعود، وابنِه الإمام عبد الله، وقد ألَّف مؤلفات كثيرة، منها: جواب أهل السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والزيدية، ردَّ به على بعض عُلماء الزيدية الذين اعترضوا على دعوةِ التوحيد السَّلَفية، وألَّف مختَصَر السيرة النبوية في مجلَّدٍ ضخمٍ، والكلمات النافعة في المكفِّرات الواقعة، وألَّف منسكًا صغيرًا للحج، وكتب رسائِلَ وفتاوى كثيرة، وكان له دروسٌ خاصة يحضُرُها الإمام سعود عبد العزيز، وابنه الإمام عبد الله بن سعود، في الدرعية، وقد صَحِبَ الأمير سعودَ بن عبد العزيز في دخوله مكَّةَ سنة 1218، وكتب حالَ دخوله مكة المكرمة مع الأمير سعود رسالةً وإجابةً منه لِمن سأله عمَّا يعتقدونه ويدينون للهِ به، وكان مع هذا شجاعًا مِقدامًا، وقف في باب البجيري المعروف -أثناء حصار إبراهيم باشا للدرعيَّة- وشهَرَ سَيفَه وقاتل قِتالَ الأبطال قائلًا كلمته المشهورة: "بطنُ الأرض على عِزٍّ خيرٌ من ظهرِها على ذُلٍّ" وقاتَلَ حتى رد العساكِرَ وزحزحهم عن مواقِفِهم، وذلك في آخر حرب الباشا على الدرعية، ثم نقله باشا إلى مصرَ بعد ما استولى على الدرعية، وذلك سنة 1242هـ, ونقل معه ابنه عبد الرحمن، وبقي بمصر محدودَ الإقامة حتى توفِّيَ  بمصر، وقد أنجب ثلاثةَ أبناء عُلَماء، هم: الشيخ سليمان، الذي قتله إبراهيم باشا في الدرعية، وعليٌّ قُتِلَ فيما بعد على يد بعض عساكرِ الترك بنجد، وعبد الرحمن نُقِلَ مع أبيه إلى مصر صغيرًا وتعلَّم بها ودرَّس برُواق الحنابلةِ.

العام الهجري : 1233 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1818
تفاصيل الحدث:

عندما نزل إبراهيم باشا على الدرعية رتَّبَ قبوسَه ومدافِعَه وقنابره على جهاتِ الدرعية الأربعة، وكان عبد الله بن سعود قد رتَّب جموع أهل الدرعية ومن كان عنده من أهل الآفاقِ مقابِلَ قوات الباشا، ومن أبرز القادة الذين كانوا مع عبد الله إخوانُه فيصل وإبراهيم وفهد، وتركي الهزاني صاحب حريق نعام، وعبد الله ابن القاضي أحمد العريني رئيس سدير، ومحمد العميري رئيس المحمل، تولى هؤلاء قيادةَ الجبهات، ومعهم المدافع والمتاريس، وفي كل برج من أبراج الجهات فيه رجالٌ من رؤساء أهلِها وأشياخهم وأثقالِهم الذين ليس لهم شِدَّةٌ في الحرب، وإنما عليهم حِفظُ نواحيهم, فلما نزل الباشا وفَرَّق عساكره تجاه جموعِ أهل الدرعية وقعت الحربُ بينهم واضطرمت نارُها وطار في السماء شَرُّها وشرارها، فتخاللت بينهم القنابرُ والقبوس والمدافع، وصار مطرها فوق تلك الجموعِ متتابعًا فاشتدَّ القتال وتصادم الأبطال، والحرب بين الروم وبين أهل الدرعية سجالٌ، واستمرَّت الحربُ والحصار ستة أشهر، أظهر فيها أهلُ الدرعية ضروبًا من البطولة والتضحية، وشهدت الحربُ عددًا من المعارك والوقائع بين الطرفين، مثل وقعة المغيصيبي، والحريقة، ووقعة غبيراء، ووقعة سمحة، كما حصلت مقتلة عظيمة بين الفريقين عند السليماني النخل المعروف في الدرعية, ووقعة البليدة، ووقعة شعيب قليقل، ووقعة كتلة الشعيب, ووقعة الرفيعة، وفي أثناء الحرب اشتعلت النار في زهبة الباشا وما في خزائنِه من البارود والرصاص وجميع الجيخان، وكان لثورتها أمر هائل لا يكادُ يُوصَفُ، وسُمِعَ صوتها مسيرة ثلاثة أيام أو أربعة، وأهلكت خيلًا ورجالًا وأحرقت خيامًا وأزوادًا وأثاثًا، وهربت العساكرُ في رؤوس الجبال، ووقع في قلوبِهم الرعبُ، وكان لهذه الحادثة وهَنٌ عظيمٌ على الروم، وهمَّ أهلُ الدرعية أن يحملوا عليهم ويدهموهم فيه، فلم يفعلوا وكان أمرُ الله قدرًا مقدورًا، فتراجع الرومُ وثبتوا، ثم أرسل الباشا إلى جميع نواحي نجد، وأخذوا من كل بلدٍ ما فيها من خزانة الجبخان وتتابع عليه بعد ذلك الجبخان والعساكر من مصر، وأتت إليه الرجال والقوافل، وهو في الدرعية من البصرة والزبير مع أهل نجد الذين فيهما ممن كان أجلاهم سعود عن نجد وأخذوا أموالهم. فتتابع عليه القوافِلُ من الأرز والحنطة والتنباك وجميع حاجات العساكر، وسارت إليه القوافِلُ أيضًا من جميع نواحي نجدٍ بجميع ما ينوب العساكِرُ، فثبت الباشا في موضعه وتعاظم أمرُه وتزايد بالحرب على الدرعية، فحاربها حربًا عظيمًا وهم ثابتون، والخارج منها كلَّ ليلة من أهل النواحي ومن أهلها يبذل الباشا لهم الأمان، وقُتِل أثناء الحرب فيصل بن سعود بن عبد العزيز. يقول ابن بشر: "كان الروم إذا قُتِل منهم ألف أتى بدَلَهم ألفان، وتتابع العساكِرُ من مصر على الدرعية في كل أسبوع وشهر يأتي من مصر عسكرٌ وقافلة من الطعام والأمتاع وما ينوب تلك العساكر، فلما طال الحصار وكثرت الأمداد من مصر على الروم، وأهل الدرعيةِ كُلَّ يوم يَنقُصون، وذلك بتقدير الحيِّ القيومِ، وإليه يُرجَعُ الأمر كلُّه، وما ربُّك بغافلٍ عمَّا يعملون، واستمروا في تلك المحاجي قريبَ ستة أشهر، وصار في تلك المدة وقعاتٌ عديدة لا يحيطُ بها العلم ولا يدرِكُها من أرادها القلم" وبعد وقعة الرفيعة خرج من الدرعية رئيسُ الخيالة غصاب العتيبي وهو ممن يُظَنُّ به الصِّدقُ مع آل سعود والصبر معهم فأصاب أهلَ الدرعية كآبةٌ ووَهَنٌ من خروجه، فلما خرج قصد الباشا فقَوِيَ عزم الباشا على الحربِ، فقرب القبوس من البلد، وفي صبيحة ثالث ذي القعدة حَمَل الروم على الدرعية من جميع الجهات الأربع فاقتحموها ودخل الرومُ الدرعية وقاتلهم الناسُ مِن منازلهم واشتَدَّ القتال حول قصر غصيبة المشهور الذي بناه الإمام سعود بن عبد العزيز، كان قد تحصَّن فيه سعد بن عبد الله سعود مع عِدَّة رجال، فجَرَّ عليهم الباشا القُبوس والقنابر، فلما رأى عبد الله بن سعود البوارَ، انتقل إلى منزلِه في الطريف وترك مخيَّمَه وثِقلَه في موضعِه، فأقبل الباشا بقبوسه وقنابره ومدافعه ونزل إلى باب المنزل واشتَدَّت وطأة الروم عليهم، فحماهم الله وكَفُّوا عنهم فهَمُّوا بالمصالحة، فتأبى الباشا، فشَمَّرَ الشيخ عبد الله ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب وشَهَر سيفَه وندَبَ للقتال، فاجتمع عليه أهلُ البجيري ونهضوا على الرومِ مِن كل جانب كأنهم الأسودُ، فأخرجوا الروم وقتلوا منهم مئاتٍ، ثم أرسلوا إلى الباشا وطلبوا الصلحَ فأجاب إليه بعدما كان آبيًا، ولان بعدما كان قاسيًا. وقيل: قُتِل من عساكر الروم في هذا الحصار 10 آلاف مقاتِلٍ، ومِن أهل الدرعية ألفٌ وثلاثمائة مقاتل.

العام الهجري : 1267 العام الميلادي : 1850
تفاصيل الحدث:

جهَّز الإمامُ فيصل بن تركي لغزوِ قطر، فلما عَلِمَ أهلُ قطر بذلك طلبوا الأمانَ من فيصل وبايعوه على دينِ الله والسمع والطاعة، فأمر الإمامُ فيصل على السُّفن التي لأهل قطر، وهي نحو 300 سفينة أن يُهَيِّئوها وجعل فيها رجالًا مِن جُندِه، ثمَّ أمرَ على أولاد عبد الله آل خليفة الجالين من البحرين أن يركبوها ويتولَّوا قيادتَها.