الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2508 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 935 العام الميلادي : 1528
تفاصيل الحدث:

تمكَّن خير الدين بربروسا من طرد الإسبان من الجيوبِ التي أقاموها في الجزائر، فضمَّ إليه عنابة وقالة في شرقي الجزائر، ثم حقق انتصارًا باهرًا على الإسبانيين حين استولى في هذا العام على حصن بينون الإسباني على الجزيرة المواجهة لبلدة الجزائر، وقد كان قد استمر يقصِفُ الحصنَ بقذائف مدافعه طوال عشرين يومًا حتى تداعت جوانبه، ثم اقتحم الحصنَ مع قوات كثيفة العدد كانت تحملُها خمس وأربعون سفينة جاءت من الساحل، وأُسِرَ قائد الحصن مع كبار ضباطه. إنَّ استيلاء خير الدين على البينون يعدُّ بداية تأسيس ما عرف باسم نيابة الجزائر، ومنذ ذلك التاريخ أصبح ميناء الجزائر عاصمةً عثمانية كبرى للمغرب الأوسط، بل ولكل شمال إفريقيا فيما بعد، وبدأ استخدامُ مصطلح الجزائر؛ للدَّلالة على إقليم الجزائر.

العام الهجري : 746 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1345
تفاصيل الحدث:

هو السُّلطانُ عِمادُ الدين المَلِكُ الصَّالحُ إسماعيل بن الناصر محمد بن المنصور قلاوون؛ في ربيع الأول اشتَدَّ مَرَضُ الملك الصالح إسماعيل فدخل عليه زَوجُ أمِّه ومُدَبِّرُ مَملكتِه الأمير أرغون العلائي في عِدَّة من الأمراء لِيَعهَدَ الملك الصالحُ إسماعيل بالمُلكِ لأحدٍ مِن إخوته, وكان أرغون العلائي غَرَضُه عند أخيه شعبان؛ لكونه أيضًا ربيبَه ابنَ زوجتِه, فعارضه في شعبانَ الأميرُ آل ملك نائِبُ السلطنة، إلى أن اتَّفَق المماليك والأمراء على توليةِ شعبان، وحضروا إلى بابِ القلعة واستدعَوه، وألبَسُوه أبَّهةَ السلطنة وأركبوه بشِعارِ الملك، ومَشَت الأمراء بخدمته، والجاوشيَّة تَصيحُ بين يديه على العامَّة، ولَمَّا طَلَع إلى الإيوان وجلس على الكرسيِّ وقَبَّل الأمراءُ له الأرضَ وأحضروا المُصحَفَ لِيَحلِفوا له، فحَلَف هو أولًا أنَّه لا يؤذيهم، ثم حَلَفوا له بعد ذلك على العادة، ولُقِّبَ بالملك الكامِلِ سيف الدين أبي الفتوح شعبان, ودُقَّت البشائِرُ بسَلطنتِه بمصرَ والقاهرة، وخُطِبَ له من الغَدِ على منابِرِ مِصرَ والقاهرة، وكُتِبَ بسلطنته إلى الأقطار مِصرًا وشامًا، ثم في يوم الاثنين ثامِنَ شَهرِ ربيع الآخر جلس الملك الكامل بدارِ العدل، وجُدِّدَ له العَهدُ من الخليفةِ بحَضرةِ القضاة والأمراء، وخَلَعَ على الخليفةِ وعلى القضاة والأمراء، وكانت مدة سلطنة الصالح إسماعيل ثلاث سنين وشهرين وأحد عشر يومًا.

العام الهجري : 1438 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 2017
تفاصيل الحدث:

هو السلطانُ عبدُ الحليمِ معظم، ملكُ ماليزيا. وُلد في 28 نوفمبر 1927 وهو سلطانُ وِلايةِ قدح شمالَ البلادِ، أدَّى اليمينَ الدُّستوريَّةَ لتولِّي منصِبِ ملكِ ماليزيا الرابعَ عشرَ لمدةِ خمسِ سنَواتٍ، في مراسمَ تقليديَّةٍ أقيمت بالقصرِ الوطنيِّ في العاصمةِ كوالالمبور في 13 ديسمبر 2011. وهذه هي المرةُ الثانيةُ التي يتولَّى فيها عبدُ الحَليمِ هذا المنصِبَ؛ فقد كانت المرةُ الأولى عامَ 1970 واستمرَّت حتى 1975. ووَفقًا لنظامِ المَلَكيَّةِ الفريدِ في ماليزيا، يتولَّى سلاطينُ الولاياتِ التسعِ في البلادِ مَنصِبَ الملِكِ بصورةٍ دَوريَّةٍ لمدَّةِ خَمسِ سنَواتٍ. ويجتمعُ مُؤتمَرُ الحكَّامِ مرةً كلَّ 5 أعوامٍ لاختيارِ الملكِ الجديدِ؛ حيث يُجرى اقتراعٌ سِريٌّ، من حيثُ المبدأُ، ولكن فِعليًّا يسيرُ التسلسُلُ وَفقًا لقواعدَ مُعدَّةٍ سابقًا لتولِّي المنصِبِ بصفةٍ دوريَّةٍ. السلطانُ عبدُ الحليم في هذه المرةِ خلَفَ ميزانَ زين العابدين سلطانَ ترغكانو، والسلطانُ عبدُ الحليم هو أولُ ملِكٍ ماليزيٍّ يُتوَّجُ مرتَينِ. والمَلَكيَّةُ الدستوريَّةُ في ماليزيا ذاتُ دورٍ شَرفيٍّ، ولكنَّ الملكَ هو القائدُ والمدافِعُ عن تقاليدِ عِرقيَّةِ المالاي، التي تمثِّلُ أغلبيَّةَ سكَّانِ البلادِ، والإسلامُ هو الديانةُ الرسميةُ لماليزيا. تُوفِّيَ السلطانُ عبدُ الحليم -رحِمَه الله- عن عُمُرٍ ناهَز 89 عامًا، في إستانا أنك بوكين في ألور ستار.

العام الهجري : 659 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1261
تفاصيل الحدث:

استهَلَّت بيوم الاثنين لأيامٍ خَلَونَ مِن ديسمبر، وليس للمسلمينَ خليفة، وصاحب مكة أبو نمي بن أبي سعيد بن علي بن قتادة الحسني، وعمه إدريس بن علي شريكُه، وصاحِبُ المدينة الأميرُ عِزُّ الدين جماز بن شيحة الحسيني، وصاحِبُ مصر والشام السلطان الملك الظاهر بيبرس البندقداري، وشريكُه في دمشق وبعلبك والصبيبة وبانياس الأميرُ علم الدين سنجر الملقب بالملك المجاهد، وشريكُه في حلب الأمير حسام الدين لاشين الجوكنداري- حامل الجوكان مع السلطان في لعب الكُرة- العزيزي، والكرك والشوبك للملك المغيث فتح الدين عمر بن العادل بن سيف الدين أبي بكر الكاملِ محمد بن العادل الكبير سيف الدين أبي بكر بن أيوب، وحصن جهيون وبازريا في يد الأمير مظفر الدين عثمان بن ناصر الدين مكورس، وصاحِبُ حماة الملك المنصور بن تقي الدين محمود، وصاحِبُ حمص الأشرف بن المنصور إبراهيم بن أسد الدين الناصر، وصاحِبُ المَوصِل الملك الصالح بن البدر لؤلؤ، وأخوه الملك المجاهِد صاحِب جزيرة ابن عمر، وصاحبُ ماردين الملك السعيد نجم الدين ايل غازي بن أرتق، وصاحب بلاد الروم ركنُ الدين قلج أرسلان بن كيخسرو السلجوقي، وشريكُه في الملك أخوه كيكاوس والبلاد بينهما نصفَينِ، وسائرُ بلاد المشرق بأيدي التتار أصحاب هولاكو، وبلاد اليَمَن يملكها غيرُ واحد من الملوك، وكذلك بلادُ المغرب في كل قطر منها مَلِك.

العام الهجري : 689 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1290
تفاصيل الحدث:

هو السلطانُ المَلِكُ المنصورُ سَيفُ الدنيا والدين، أبو المعالي وأبو الفتوح قلاوون بن عبد الله التركي الصالحيُّ النجميُّ الألفي، اشتراه المَلِكُ الصالحُ نجم الدين أيوب بألفي دينار، ولهذا يقالُ له الألفي, وكان من أكابِرِ الأمراء عنده وبعدَه، كان ملكًا عظيمًا حَسَنَ الصورة مَهيبًا، عليه أبَّهةُ السلطنة ومهابة المُلك، تامَّ القامة حَسَنَ اللِّحيةِ عاليَ الهِمَّة شجاعًا وقورًا, وكان لا يحِبُّ سَفكَ الدماء، إلَّا أنه كان يحِبُّ جمع الأموال، ولَمَّا تزوَّج الملكُ السعيد بن الظاهر بابنة قلاوون غازية خاتون، عظُمَ شأنُه جِدًّا عند الظاهر، وما زال يترفَّعُ في الدولة حتى صار أتابكَ سلامش بن الظاهر، ثم عزله واستقَلَّ بالملك في سنة أربع وثمانين. فأمسَكَ قلاوون بجماعةٍ مِن أمراء ظاهرية، واستعمل مماليكَه على نيابة البلاد. كسر التتارَ سنة ثمانين، ونازل حصنَ المرقب, وفتح طرابلسَ سنة ثمان وثمانين، وعزم على فتح عكَّا وبرز إليها فعاجَلَته المنيَّةُ, ودفن بتربته بمدرسته العظيمةِ التي أنشأها بين القصرين، والتي ليس بديارِ مِصرَ ولا بالشَّامِ مِثلُها. وفيها دارُ حديث والمارستان المنصوري. وعليها أوقافٌ دارَّة كثيرة عظيمة، مات عن قريبٍ من ستين سنة، وكانت مدَّة ملكه اثنتي عشرة سنة، وقد أبقى اللهُ تعالى الملكَ في بنيه ومماليكِه وبني بنيه إلى أواخِرِ القرن الثامن الهجري, وبعد وفاته جلس ابنُه وولي العَهدَ الملِكُ الأشرف صلاح الدين خليل على تخت الملك بقلعةِ الجبل يوم الأحد سابع ذي القعدة سنة تسع وثمانين وستمائة.

العام الهجري : 1337 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1919
تفاصيل الحدث:

أثار انتصار قوات الإخوان (إخوان من أطاع الله) في تربة وتفوقهم العسكري مخاوف الإنجليز من توسع الملك عبدالعزيز تجاه الحجاز على حساب حليفهم الشريف حسين لذلك حاولت بريطانيا تخفيف حدة الصراع والتوتر بين الحجاز ونجد والحيلولة دون تقدم آل سعود إلى الحجاز بأن طلبت منه أن يسحب قواته من الحجاز، ثم دعا اللورد كيرزون وزير الخارجية البريطانية لعقد مؤتمر في مبنى وزارة الخارجية في لندن دعا إليه مسؤولون بريطانيون مختصون بالشرق الأوسط فأشار في المؤتمر جون فيلبي سكرتير برسي كوكس المعتمد البريطاني في الخليج إلى أن الملك عبدالعزيز لن يتقدم نحو الأراضي الحجازية لأنه أكثر حكمة من أن يلحق الإساءة بعلاقته مع بريطانيا من خلال توسعه في الحجاز إلا أن كيرزون أوضح أن الموقف لا يسمح بالتكهنات والاحتمالات حول تقدم الملك عبدالعزيز نحو الحجاز واقترح إرسال مبعوث للرياض لإبلاغ الملك عبدالعزيز انزعاج بريطانيا من سوء علاقته بالهاشميين وكُلف فيلبي بتبليغ رسالة الإنجليز للملك عبدالعزيز وأمرت الخارجية البريطانية الجنرال اللنبي المندوب السامي في القاهرة أن يرسل ست طائرات حربية إلى جدة لمساعدة الحسين إذا ما حاول الملك عبدالعزيز التقدم نحو الحجاز، وعند ما أظهر الشريف حسين انزعاجه من حسن تعامل بريطانيا مع الملك عبدالعزيز أرسل اللنبي إليه يطمئنه بأن الحكومة البريطانية لن تتخذ موقفا يضر بمصالحه ويؤُخذ بعين الاعتبار شروط المعاهدة بين حكومة بريطانيا والملك عبدالعزيز التي تتعهد بموجبها حمايته والاعتراف باستقلاله ورجاء الامتناع عن إثارة أية مشكلة قد تؤدي إلى توتر العلاقات مع الملك عبدالعزيز.

العام الهجري : 815 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1412
تفاصيل الحدث:

دار الأمرُ بين السلطان والأمراء العصاة عليه، وفي هذه الأثناء وفي يوم السبت خامس عشرين المحرم خلع الخليفة المستعين بالله الملكَ الناصر فرج من السلطنة، واتفق الأمراء على إقامة الخليفة المستعين بالله أبي الفضل العباس ابن الخليفة المتوكل على الله أبي عبد الله محمد ابن الخليفة المعتصم بالله أبي بكر ابن الخليفة المستكفي بالله أبي الربيع سليمان ابن الخليفة الحاكم بأمر الله أبي العباس أحمد بن الحسن بن أبي بكر بن علي بن الحسين في السلطنة؛ لتستقيم بسلطنته الأحوال، وتنفذ الكلمة، وتجتمع الناس على سلطان، وثبت خَلعُ الملك الناصر على القضاة، وأجمعوا على إقامة الخليفة سلطانًا، فامتنع الخليفة من ذلك غايةَ الامتناع، وخاف ألا يتمَّ له ذلك فيَهلِك، وصمم على الامتناع، وخاف من الملك الناصر خوفًا شديدًا، فلما عجز عنه الأمراء دبَّروا عليه حيلةً، وطلبوا الأمير ناصر الدين محمد بن مبارك شاه الطازي أخا الخليفة المستعين بالله لأمِّه، فندبوه بأن يركب ومعه ورقة تتضمن مثالب الملك الناصر ومعايبه، وأن الخليفة قد خلعه من المُلكِ وعزله من السلطنة، ولا يحل لأحد معاونته ولا مساعدته، فلما بلغ الخليفة ذلك لام أخاه ناصر الدين بن مبارك شاه على ذلك، وأيس الخليفة عند ذلك من انصلاح الملك الناصر له، فأذعن لهم حينئذ بأن يتسلطن؟ فبايعوه بأجمعهم، وحلفوا له بالأيمان المغلظة والعهود على الوفاء له وعلى القيام بنصرته ولزوم طاعته، وأما الملك الناصر فإنه لما تسلطن الخليفة، وخُلِعَ هو من المُلك، نفر الناس عنه وصاروا حزبين: حزبًا يرى أن مخالفة الخليفة كُفر، والناصر قد عُزِل من الملك، فمن قاتل معه فقد عصى اللهَ ورسوله، وحزبًا يرى أن القتال مع المَلِك الناصر واجب، وأنه باقٍ على سلطنته، ومن قاتله إنما هو باغٍ عليه وخارج عن طاعته، ومن حينئذٍ أخذ أمر الملك الناصر في إدبار.

العام الهجري : 743 العام الميلادي : 1342
تفاصيل الحدث:

بعد هزيمةِ جَيشِ مَلِك المرينيين أمام تحالُفِ الأسبان، تشَجَّع مَلِكُ قشتالةَ للعَودِ إلى غزو غرناطةَ فتابعَ حُروبَه عليها واستولى على قلعةِ بني سعيدٍ، فأثار هذا الحميَّةَ لدى مَلِك بني مرين أبي الحَسَن علي بن عثمان، فأراد الانتقامَ مِن هزيمتِه الماضية، فأرسل أسطولًا بحريًّا إلى بحرِ الزقاق من مضيقِ جَبل طارق، فالتقى بجيش قشتالة في معركةٍ بحرية كانت فيها هزيمةُ جيش مَلِك بني مرين مرة أخرى، وتمَزُّق أسطوله الذي أرسله، ثم توجَّه الجيش الفرنجي إلى غرناطة فنَصَبوا عليها أكثَرَ مِن عَشرةِ مجانيق حتى صالحهم مَلِكُ غرناطة على مالٍ يؤدِّيه كُلَّ عام، وأن يكون الصلحُ بينهم عشرَ سنين.

العام الهجري : 792 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1390
تفاصيل الحدث:

بعد أن قام الظَّاهِرُ برقوق بالاستيلاء على مِصرَ وعودَتِه إليها، بقي منطاش في دمشق عاصيًا على السلطان برقوق، وأخَذَ منطاش بعلبكَّ بعد أن حاصرها محمد بن بيدمر أربعةَ أشهر، ثم إنَّ الظاهر برقوقًا جَهَّز العساكِرَ إلى دمشق لأخْذِها من منطاش، فلما بلغ منطاش قدومُ العساكر برز من دمشق، وأقام بقبَّة يلبغا، ثم رحل نصفَ ليلة الأحد ثالث عشر جمادى الآخرة بخواصِّه، وهم نحو الستمائة فارس، ومعه نحو السبعينَ حملًا ما بين ذَهَبٍ ودراهم وقماش، وتوجه نحو قارا والنبك، بعد أن قَتَل المماليك الظاهرية، والأميرُ ناصر الدين محمد بن المهمندار، وإن الأمير الكبير أيتمش خرج من سجنه بقلعة دمشق وأفرجَ عَمَّن بها، ومَلَك القلعة، وبعث إلى النوابِ يُعلِمُهم، وسَيَّرَ كتابه إلى السلطان بذلك، فسار النوابُ إلى دمشق ومَلَكوها بغير حرب، ثمَّ إن منطاش توجه إلى الأمير نعير، ومعه عنقا بن شطى أمير آل مرا، ثم قدم البريدُ بأن منطاش ونعيرًا جمعَا جمعًا كبيرًا من العُربان والأشرفية والتركمان، وساروا لمحاربة النواب، فخرج الأمير يلبغا الناصري والأمير ألطبغا الجوباني بالعساكر من دمشق إلى سليمة، ثم اجتمع البَيْدَمرية والطازية والجنتمرية في طوائف من العامة بدمشق يريدون أخْذَها، فسَرَّح الأمير الكبير أيتمش الطائر من القلعةِ إلى سليمة يُعلِمُ الأمير يلبغا الناصري بذلك، فركب ليلًا في طائفةٍ مِن العسكر، وقَدِمَ دمشق وقاتَلَهم ومعه ألابغا العثماني حاجب الحجاب بدمشق، فقُتِلَ بينهما خلقٌ كثير من الأتراك والعوام وكَسَرَهم، وقَبَض على جماعة ووسَّطَهم تحت قلعة دمشق، وحَبَس جماعة، وقَطَع أيديَ سبعمائة رجل، وعاد إلى سليمة، وافترقت جمائِعُ منطاش وعساكر الشام ثلاث فرق، وتولى الأميرُ يلبغا الناصري محاربةَ الأمير نعير، فكسَرَه، وقتل جمعًا مِن عُرْبانه، وركب قفا نعيرٍ إلى مَنازِلِه، وحارب الأميرُ قرا دمرداش منطاشَ ومَن معه من التركمان، فضرَبَ كُلٌّ منهما الآخر، فوقعت الضربةُ بكَتِفِ منطاش، وقُطِعَت أصابع قرا دمرداش، وخامَرَ جماعة من الأشرفية على منطاش وصاروا في جملةِ الأمير ألطبغا الجوباني، فأحسن إليهم وقرَّبَهم، فلما وقعت الحربُ اتفق الأشرفيَّةُ مع بعض مماليكِه وقَتَلوه، وقبضوا على الأمير مأمور ووسَّطوه- قتلوه- وقتلوا الأمير أقبغا الجوهري وعِدَّةً من الأمراء، فكانت حروبًا شديدة، قُتِلَ فيها بين الفِرَق الثلاث خَلقٌ لا يُحصي عددَهم إلا خالقُهم سبحانه وتعالى, ونَهَبَت العربُ والعشير جميعَ ما كان مع العسكَرينِ، وقَدِمَ البريد بذلك، وأن منطاش انكسر، فأقام الأشرفيَّةُ بدله ألطبغا الأشرفي، فحضر منطاش من الغَدِ وأراد قتْلَه، فلم تمَكِّنْه الأشرفية من ذلك، وإنَّ الناصري لَمَّا رجع من محاربة نعير جمع العساكِرَ وعاد إلى دمشق، ثم خرج بعد يومين وأغار على آل علي، ووسَّط- قتل- منهم مائتي نفس، ونهب كثيرًا من جِمالِهم، وعاد إلى دمشق، ثم قَدِمَ البريد من دمشق بأن الأمير قَشْتَمُر الأشرفي، الحاكِمَ بطرابلس من جهة منطاش، سَلَّمَها من غير قتال، وأنَّ حماة وحمص أيضًا استولت العساكرُ السلطانية عليهما، ثم قَدِمَ البريد من دمشق بفرار منطاش عن أرض حَلَب، ومعه عنقاءُ بن شطي، خوفًا على نَفسِه مِن نعير، وأنَّه توجَّهَ في نحو سبعمائة فارس من العَرَبِ، أخذهم على أنَّه يكبس التركمان ويأخذ أعناقَهم، فلما قطع الدربند أخذَ خُيولَ العرب، وسار إلى مرَعش، وترك العربَ مُشا، فعادوا.

العام الهجري : 1348 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1930
تفاصيل الحدث:

بعد أن قضى الملك عبد العزيز على حركة الإخوان (إخوان من أطاع الله) وتسَلَّم زعماءَهم عَقَد معاهدةَ صداقة وحُسْن جوار مع الملك فيصل بن الحسين ملك العراق؛ حيث التقى الاثنان مع المندوب السامي البريطاني في العراق همفرز، ودام اللقاءُ ثلاثة أيام، واتفقا على معاهدة صداقة وحُسْن جوار، ووُقِّعَت بعد أسابيع، وتبادَلَ المَلِكان الاعترافَ بدولتيهما ونسيان ماضي الصراع الهاشمي السعودي في الحجاز، وتم تبادل المندوبين الدبلوماسيين.

العام الهجري : 435 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1044
تفاصيل الحدث:

هو صاحِبُ العِراقِ، المَلِك جلالُ الدَّولة، أبو طاهر بن بهاء الدَّولة بن عضد الدَّولة بن ركن الدَّولة بن بُوَيه، الديلمي. تمَلَّك سبع عشرة سنة، وكانت دولتُه ليِّنةً، وتمَلَّك بعده ابنُه المَلِك العزيزُ أبو منصور، فكانت أمورُه واهيةً كأبيه. وكان جلالُ الدَّولة شيعيًّا كأهلِ بَيتِه وفيه جُبنٌ، وعَسكَرُه مع قِلَّتِهم طامعون فيه. عاش نيفًا وخمسين سنة، وذاق نكدًا كثيرًا, وإنما كان سلطانَ العَصرِ ابنُ سبكتكين. توفِّيَ المَلِك جلالُ الدَّولة ببغداد، وكان مَرَضُه ورمًا في كَبِده، وبَقِيَ عدَّةَ أيام مريضًا حتى توفِّيَ ودُفِنَ بداره، ولَمَّا تُوفِّيَ غُلِّقَت الأبواب، ونظَرَ أولادُه من الروشن إلى الأتراك، وقالوا: أنتم أصحابُنا ومشايخُ دَولتِنا وفي مقامِ والِدِنا، فارعَوا حُقوقَنا، وصونوا حريمَنا، فبَكَوا وقَبَّلوا الأرضَ, ولَمَّا توفِّيَ انتقل الوزيرُ كمال الملك بن عبد الرحيم وأصحابُ المَلِك الأكابر إلى باب المراتِبِ، وحريم دار الخلافة، خوفًا من نَهبِ الأتراكِ والعامَّةِ دُورَهم، فاجتمع قوَّادُ العَسكَرِ تحت دار المملكة، ومَنَعوا النَّاسَ من نهبِها، ولَمَّا توفِّيَ كان ولده الأكبَرُ الملك العزيزُ أبو منصور بواسط، على عادته، فكاتبه الأجنادُ بالطاعة، وشَرَطوا عليه تعجيلَ ما جَرَت به العادة من حَقِّ البيعة، فتردَّدَت المراسلاتُ بينهم في مقداره وتأخيرِه لفَقْدِه، وبلغ موتُه إلى الملك أبي كاليجار بن سلطان الدَّولة بن بهاء الدَّولة، فكاتب القوَّاد والأجناد، ورغَّبَهم في المال وكثرته وتعجيلِه، فمالوا إليه وعَدَلوا عن الملك العزيز، وأمَّا المَلِك العزيزُ فإنه أصعد إلى بغداد لَمَّا قَرُب الملك أبو كاليجار منها، عازمًا على قَصدِ بغداد ومعه عسكَرُه، فلما بلغ النعمانية غدَرَ به عسكَرُه ورجعوا إلى واسط، وخطبوا لأبي كاليجار، ولم تَزَل الرسُلُ تتردَّدُ بينه وبين عسكَرِ بغداد، حتى استقَرَّ الأمرُ له، وحَلَفوا، وخَطَبوا له ببغداد في صَفَر من سنة 436.

العام الهجري : 637 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1239
تفاصيل الحدث:

انتهت مدةُ الصلح المعقود بين الملك الكامل بن الملك العادل وبين فردريك الثاني ملك الألمان على ما ذكرناه سنة 624، وكانت المدة عشر سنوات، وكان بموجبه قد تسلم الصليبيون القدس، وبه نَصَّب فردريك نفسه ملكًا على القُدسِ.

العام الهجري : 590 العام الميلادي : 1193
تفاصيل الحدث:

وصل المَلِكُ العزيزُ عُثمانُ بن صلاح الدين، وهو صاحِبُ مصر، إلى مدينةِ دِمشقَ، فحَصَرَها وبها أخوه الأكبَرُ الملك الأفضل عليُّ بن صلاح الدين، فنزل بنواحي ميدان الحصى، فأرسل الأفضَلُ إلى عمه الملك العادل أبي بكر بن أيوب، وهو صاحِبُ الديار الجزرية، يستنجِدُه، فسار الملك العادِلُ إلى دمشق هو والمَلِك الظاهر غازي بن صلاح الدين، صاحِبُ حلب، وناصِرُ الدين محمد بن تقي الدين، صاحِبُ حماة، وأسدُ الدين شيركوه بن محمد بن شيركوه، صاحِبُ حمص، وعسكَرُ الموصل وغيرها، كُلُّ هؤلاء اجتمعوا بدمشق، واتَّفَقوا على حفظها، علمًا منهم أنَّ العزيزَ إن مَلَكَها أخذ بلادَهم، فلما رأى العزيزُ اجتماعَهم عَلِمَ أنَّه لا قدرة له على البلد، فترَدَّدَت الرسل حينئذ في الصلح، فاستقَرَّت القاعدة على أن يكون بيتُ المقدس وما جاوره من أعمالِ فلسطين للعزيز، وتبقى دمشق وطبرية وأعمالها والغور للأفضَلِ، على ما كانت عليه، وأن يعطيَ الأفضَلُ أخاه المَلِك الظاهر جبلة واللاذقية بالساحل الشامي، وأن يكون للعادِلِ بمصر إقطاعُه الأول، واتفقوا على ذلك، وعاد العزيزُ إلى مصر، ورجع كُلُّ واحدٍ من الملوكِ إلى بلده.

العام الهجري : 651 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1253
تفاصيل الحدث:

قام الخليفةُ العباسيُّ المستعصم بالتوسُّط بين الأيوبيين أصحابِ الشَّامِ وبين المماليك أصحابِ مِصرَ لما كان بينهم من الحروب، فأرسل الشيخَ نجم الدين البادرائي للتوسُّط بينهم، الذي حمل رسالةً إلى الطرفين فتقرر الصلحُ بين الملك المعز أيبك وبين الملك الناصر صاحب دمشق، بسفارةِ نجم الدين البادرائي، وقد قَدِم نجمُ الدين إلى القاهرة، وصَحِبَه عز الدين أزدمر، وكاتبُ الإنشاء بحَلَب نظام الدين أبو عبد الله محمد بن المولى الحلبي، لتمهيدِ القواعد، فلم يبرحَا إلى أن انفصَلَت القضية على أن يكون للمصريِّينَ إلى الأردن، وللناصر ما وراء ذلك، وأن يدخُلَ فيها للمصريين غَزَّة والقدس ونابلس والساحلُ كله، وأن المعِزَّ يُطلِقُ جميع مَن أسَرَه من أصحاب الملك الناصر، وحَلَفَ كل منهما على ذلك، وكُتِبَت به العهود، وعاد المَلِكُ المعز وعسكره إلى قلعةِ الجبل في يوم الثلاثاء سابع صفر، ونزل البادرائي بالقاهرة، وأطلق الملك المعزُّ الملك المعظَّم توران شاه بن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب، وأخاه نُصرة الدين، وسائرَ أولاد الملوك والأمراء، وأحضَرَهم دار الوزارة ليشهَدوا حَلِفَه للملك الناصر.

العام الهجري : 1344 العام الميلادي : 1925
تفاصيل الحدث:

بعد أن ضَمَّ الملك عبدالعزيز الحجازَ حاول الإبقاء على النظام الإداري الذي وضعه المَلِكُ حسين في الحجاز، والتوفيق بين عُلماء الدين في نجد والحجاز، واستمَرَّت أعمال الشركات الأجنبية في الحجاز، وكان الوضعُ في الحجاز أكثَرَ تطورًا من نجد؛ حيث وجودُ الإدارة وَفقَ المعايير العثمانية والميزانية المالية، والجيش النظامي والمدارس على النظام الحديث حتى المرحلة الثانوية، كما كان يوجدُ في الحجاز صحيفة "القبلة" الناطقة باسم الحكومةِ، كما أدرك الملك عبدالعزيز أهميةَ إدخال الوسائل الحديثة للدولة من الهاتف والراديو والسيارة وغيرها، بعد أن اطَّلع على أثَرِها في الحياة العامة والخاصة، إلَّا أنَّ بعضَ هذه الوسائل الحديثة كانت مرفوضةً من بعض علماء نجد وإخوان من أطاع الله خاصة، كالهاتف والتلغراف والراديو، على أنها من أعمال "الشيطان". ومعظم شعوب العالم حتى في أوروبا استنكرتها في بدايتها ظنًّا منها أنَّها من أعمال السحر، ولكِنَّ الملك عبدالعزيز أصرَّ على استخدامها فانتشرت السيارة والتليفون في البلاد، ثم قام الملكُ عبد العزيز بإجراء بعض التغييرات السياسية؛ فعيَّن ابنَه فيصلًا نائبًا للمَلِك في الحجاز في منتصف عام 1926م، وأصدر "التعليمات الأساسية للمملكة الحجازية" وهو كالدستور، حدَّد وضع نائب الملك، ومجلس الشورى، والإدارة العامة.