الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 1781 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 1412 العام الميلادي : 1991
تفاصيل الحدث:

إنَّ مؤسِّسي دولة ليبيريا الإفريقية كانوا من السُّود المحرَّرين الذين كانوا عبيدًا في الولايات المتحدة، ثم أعادتهم واشنطنُ إلى مواطِنِهم الأصليَّة من أجْل خِدمة أطماعها الاستعمارية، فضلًا عن أطْماع الكنيسة في واشنطنَ التي عمِلت على تنصير هؤلاء أوَّلًا، ثم إرسالهم إلى بلادهم من أجْل نشر النصرانيَّة، وبالرغم من أنَّ هؤلاء لم يُشكِّلوا سوى 1% فقطْ من سكان البلاد، إلَّا أنَّ الدعم الأمريكي الكبيرَ لهم خاصةً في مجال التسليح أسهم في تفوُّقِهم في النهاية عام 1847م، وكانت المهمة الرئيسة لهؤلاء بعد الوصول للحكم وَضْعُ دستور عِلْماني على النمط الأمريكي، واعتماد الإنجليزية لغةً رسميةً في البلاد، واعتبروا أنَّ هدفَهم الديني هو إقامة مملكة المسيح في إفريقيا، وصارت الكنائس الليبيرية تابعةً للكنائس الأمِّ في الولايات المتحدة، ولقد حَظيَ تايلور بدعم واضحٍ في هذا الشأن من قِبَل مجلس الكنائس العالمي، حتى أثناء الفترة الانتقالية التي شهدتها البلادُ قبلَ انتخابات 1997م، فقد قرَّر مجلس الكنائس العالمي في مؤتَمَرِه الذي عَقَده في لندنَ عامَ 1995م تخصيصَ الجزء الأكبر من ميزانيته لصالح النشاط التنصيري في ليبيريا، وكان حصاد ممارسات تايلور ضدَّ المسلِمين في هذه الفترة ما يلي:
1- قتلُ ما لا يقلُّ عن 35 ألفَ مُسلمٍ.
2- تَشريدُ قُرابةَ نصف مليونِ مُسلمٍ.
3- هدمُ مئات المساجدِ.
4- هدمُ قُرابةَ مئة مدرسةٍ إسلاميةٍ.

العام الهجري : 230 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 845
تفاصيل الحدث:


كان سببُ ذلك أنَّ بني سُليم كانت تُفسِدُ حولَ المدينة بالشَّرِّ، ويأخذون ما أرادوا من الأسواقِ بالحجازِ بأيِّ سِعرٍ أرادوا، وزاد الأمرُ بهم إلى أن وقَعُوا بناسٍ مِن بني كِنانة وباهلة، فأصابُوهم، وقتلوا بعضَهم، فوَجَّهَ محمَّدُ بن صالح- عامِلُ المدينةِ- إليهم حمَّادَ بنَ جريرٍ الطبري، وكان مَسلَحةً لأهل المدينة، في مائتي فارسٍ، وأضاف إليهم جندًا غيرَهم، وتَبِعَهم متطوِّعة، فسار إليهم حمَّاد، فلَقِيَهم بالرويثة، فاقتتلوا قتالًا شديدًا فانهزمت سودانُ المدينةِ بالنَّاسِ، وثَبَت حمَّادٌ وأصحابُه، وقُرَيشٌ والأنصارُ، وقاتلوا قتالًا عظيمًا، فقُتِل حمَّادٌ وعامةُ أصحابِه وعَدَدٌ صالحٌ مِن قريشٍ والأنصار، وأخذ بنو سُلَيم الكُراعَ والسِّلاحَ، والثياب، فطَمِعوا ونهبوا القُرى والمناهِلَ ما بين مكَّة والمدينة، وانقطع الطريقُ. فوَجَّه إليهم الواثِقُ بغا الكبيرَ أبا موسى في جمعٍ من الجند، فقَدِمَ المدينةَ في شعبان، فلَقِيَهم ببعض مياه الحرَّة من رواء السورقية قريتِهم التي يأوُون إليها وبها حُصون، فقتل بغا منهم نحوًا من خمسين رجلًا وأسر مِثلَهم، وانهزم الباقون، وأقام بغا بالسَّورقية، ودعاهم إلى الأمانِ على حُكم الواثق، فأتوه متفَرِّقين فجَمَعَهم، وترك من يُعرَفُ بالفسادِ، وهم زُهاءَ ألفِ رجل، وخلَّى سبيل الباقين، وعاد بالأَسْرى إلى المدينة، فحبَسَهم ثم سار إلى مكَّة. فلما قضى حَجَّه سار إلى ذاتِ عِرقٍ بعد انقضاء الموسِمِ، وعرض على بني هلالٍ مِثلَ الذي عرضَ على بني سُليم، فأقبلوا وأخذ من المفسدينَ نحوًا من ثلاثمائةِ رَجُلٍ، وأطلق الباقين، ورجع إلى المدينةِ فحَبَسَهم.

العام الهجري : 315 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 927
تفاصيل الحدث:

كانت بين يوسُفَ بنِ أبي الساج وبين أبي طاهرٍ القرمطيِّ عند الكوفة موقعةٌ، فسبقه إليها أبو طاهر فحال بينه وبينها، فكتب إليه يوسُفُ بنُ أبي الساج: اسمَعْ وأطِعْ، وإلا فاستعِدَّ للقتالِ يوم السبت تاسِعَ شوال منها، فكتب: هلُمَّ، فسار إليه، فلما تراءى الجمعانِ استقَلَّ يوسف جيشَ القرمطي، وكان مع يوسُفَ بن أبي الساج عشرونَ ألفًا، ومع القرمطي ألفُ فارس وخمسمائة رجل. فقال يوسف: وما قيمةُ هؤلاء الكلابِ؟ وأمر الكاتِبَ أن يكتب بالفتحِ إلى الخليفة قبل اللِّقاء، فلما اقتتلوا ثبت القرامطة ثباتًا عظيمًا، ونزل القرمطي فحَرَّض أصحابَه وحمل بهم حملةً صادقة، فهزموا جندَ الخليفة، وأسروا يوسُفَ بن أبي الساج أميرَ الجيش، وقتلوا خلقًا كثيرًا من جند الخليفة، واستحوذوا على الكوفةِ، وجاءت الأخبار بذلك إلى بغداد، وشاع بين الناسِ أنَّ القرامطة يريدون أخذَ بغداد، فانزعج النَّاسُ لذلك وظَنُّوا صِدقَه، فاجتمع الوزيرُ بالخليفة فجهَّزَ جيشًا أربعين ألف مقاتِلٍ مع أمير يقال له بليق، فسار نحوهم، فلما سَمِعوا به أخذوا عليه الطُّرُقات، فأراد دخول بغداد فلم يُمكِنْه، ثم التقَوا معه فلم يلبَثْ بليق وجيشه أن انهزم، فإنَّا لله وإنا إليه راجعون. وكان يوسُفُ بنُ أبي الساج معهم مقيَّدًا في خيمةٍ، فجعل ينظر إلى محلِّ الوقعة، فلما رجع القرمطي قال: أردتَ أن تهربَ؟ فأمر به فضُرِبَت عنقه. ورجع القرمطي من ناحيةِ بغداد إلى الأنبار، ثم انصرف إلى هيتَ.

العام الهجري : 487 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1094
تفاصيل الحدث:

قُتِلَ قَسيمُ الدَّولةِ أتسز، وسَببُ قَتلِه أن تاجَ الدَّولةِ تتش لمَّا عاد من أذربيجان مُنهزِمًا لم يَزل يَجمَع العَساكرَ، فكَثُرت جُموعُه، وعَظُمَ حَشدُه، فسار في هذا التاريخِ عن دِمشقَ نحوَ حَلَب لِيَطلُب السَّلطنةَ، فاجتَمعَ قَسيمُ الدولةِ أتسز وبوزان، وأَمَدَّهُما رُكنُ الدِّينِ بركيارق بالأَميرِ كربوقا الذي صار بعدَ صاحِبِ المَوصِل، فلمَّا اجتَمَعوا ساروا إلى طَريقِه، فلَقوهُ عند نَهرِ سبعين قَريبًا من تَلِّ السُّلطانِ، بينه وبين حَلَب سِتَّةُ فَراسِخ، واقتَتَلوا، واشتَدَّ القِتالُ، فخامَرَ بَعضُ العَسكرِ الذين مع أتسز، فانهَزَموا، وتَبِعَهم الباقون، فتَمَّت الهَزيمةُ، وثَبَتَ أتسز، فأُخِذَ أَسيرًا، فقَتَلَهُ صَبْرًا، وسار نحوَ حَلَب، وكان قد دَخلَ إليها كربوقا، وبوزان، فحَفِظاها منه، وحَصَرَها تتش وأَلَحَّ في قِتالِها حتى مَلَكَها، وسَلَّمَها إليه المُقيمُ بقَلعةِ الشَّريفِ، ومنها دَخلَ البلدَ، وأَخذَهُما أَسِيرَيْنِ، وأَرسلَ إلى حران والرها لِيُسلِّموهُ مَن بهما وكانتا لبوزان، فامتَنَعوا من التَّسليمِ عليه، فقَتَلَ بوزان، وأَرسلَ رَأسَهُ إليهم وتَسَلَّم البَلدَينِ، وأمَّا كربوقا فإنه أَرسلَه إلى حِمصَ، فسَجَنهُ بها إلى أن أَخرَجهُ المَلِكُ رضوان بعدَ قَتْلِ أَبيهِ تتش، فلمَّا مَلَكَ تتش حران والرها سار إلى الدِّيارِ الجَزريَّةِ فمَلَكَها جَميعَها، ثم مَلَكَ دِيارَ بَكرٍ وخلاط، وسار إلى أذربيجان فمَلَكَ بِلادَها كُلَّها، ثم سار منها إلى همذان فمَلَكَها، وأَرسلَ إلى بغداد يَطلُب الخُطبةَ من الخَليفةِ المُستظهِر بالله، وكان شِحنَتُه –الشحنة يعني القَيِّم لضَبطِ البلد- ببغداد ايتكين جب، فلازَمَ الخِدمَةَ بالدِّيوانِ، وأَلَحَّ في طَلَبِها، فأُجيبَ إلى ذلك، بعدَ أن سَمِعوا أن بركيارق قد انهَزَم من عَسكرِ عَمِّهِ تتش.

العام الهجري : 189 العام الميلادي : 804
تفاصيل الحدث:

هو أبو الحسنُ عليُّ بن حمزة بن عبد الله بن بهمن بن فيروز الأسدي مولاهم الكوفيُّ الملقَّبُ بالكسائيِّ؛ لكساءٍ أحرَمَ فيه، وُلِدَ بالكوفةِ نحو 120هـ, اختار قراءةً اشتَهَرت عنه، وصارت إحدى القراءاتِ السَّبع، وجالس في النحو الخليلَ، وسافر في بادية الحجازِ مُدَّةً للعربيَّة، قال الشافعي: "من أراد أن يتبحَّرَ في النحو فهو عيالٌ على الكسائيِّ". وقال ابن الأنباري: "اجتمع في الكسائيِّ أمور: كان أعلمَ النَّاسِ بالنحو، وواحِدَهم في الغريبِ، وكان أوحدَ الناسِ في القرآن، وكانوا يُكثِرونَ عليه حتى لا يضبطَ عليهم، فكان يجمَعُهم ويجلِسُ على كرسيٍّ ويتلو القرآنَ مِن أوَّلِه إلى آخره وهم يسمعون، ويَضبِطون عنه حتى المقاطِعَ والمبادئَ" له عدةُ تصانيفَ منها: معاني القرآن، وكتاب في القراءات، وكتاب النوادر الكبير، ومختَصَر في النحو، وغير ذلك. مات بالريِّ بقرية أرنبوية عن سبعين سنة، وفي تاريخِ موتِه أقوال، وأصحُّها أنَّها سنة تسع وثمانين ومئة.

العام الهجري : 414 العام الميلادي : 1023
تفاصيل الحدث:

هو أبو حيَّانَ عليُّ بن محمَّد بن العبَّاس البغدادي، الصوفي، صاحِبُ التَّصانيفِ، له مصنَّفاتٌ عديدةٌ في الأدبِ والفصاحةِ والفلسفةِ، له مصنَّفٌ كبيرٌ في تصوُّفِ الحكماءِ، وزهَّاد الفلاسفة، وكتابٌ سمَّاه البصائرَ والذخائرَ, وكان سيئَ الاعتقادِ، نفاه الوزيرُ أبو محمد المهلبي. ذكر ابن بابي في كتاب الخريدة والفريدة: "كان أبو حيان كذَّابًا، قليلَ الدين والوَرَع عن القَذفِ والمجاهَرة بالبُهتان، تعرَّضَ لأمور جِسامٍ من القَدحِ في الشريعة والقَولِ بالتعطيل، ولقد وقف سيدُنا الصاحِبُ كافي الكُفاة على بعضِ ما كان يدغلُه ويُخفيه من سوء الاعتقادِ، فطلبه ليقتُلَه، فهرب والتجأ إلى أعدائه، ونفَق عليهم بزُخرفه وإفكِه، ثم عثَروا منه على قبيحِ دخلته وسوء عقيدته وما يُبطِنُه من الإلحاد ويرومُه في الإسلام من الفساد، وما يُلصِقُه بأعلام الصَّحابة من القبائِحِ، ويضيفُه إلى السلف الصالح من الفضائح، فطلبه الوزيرُ المهلبي فاستتر منه، ومات في الاستتار، وأراح الله منه، ولم تؤثَرْ عنه إلا مَثلبةٌ أو مخزيةٌ. "

العام الهجري : 519 العام الميلادي : 1125
تفاصيل الحدث:

قصد دبيس والسلطانُ طغرل بغدادَ ليأخذاها من يد الخليفة، فلما اقتربا منها برز إليهما الخليفةُ في جحفلٍ عظيم، والناسُ مُشاةٌ بين يديه إلى أول منزلة، ثم ركب الناسُ بعد ذلك، فلما أمست الليلةُ التي يقتتلون في صبيحتها، ومِن عزمهم أن ينهبوا بغداد، أرسل الله مطرًا عظيمًا، ومرض السلطان طغرل في تلك الليلة، فتفَرَّقت تلك الجموع ورجعوا على أعقابهم خائبين خائفين، والتجأ دبيس وطغرل إلى الملك سنجر وسألاه الأمان من الخليفة، والسلطان محمود، فحَبَس سنجر دبيسًا في قلعة خدمةً للمسترشد.

العام الهجري : 825 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1422
تفاصيل الحدث:

أول ما بدأ به الأشرف في سلطنته أنَّه منع الناس كافةً من تقبيل الأرض بين يديه، فامتنعوا من ذلك، وكانت عادةُ تقبيل الأرض جرت بالديار المصرية من أيام المعزِّ معد أول خلفاء بني عُبَيد بمصر، وبقيت إلى يوم تاريخه، وكان لا يُعفى أحد عن تقبيل الأرض، والكل يُقَبِّل الأرض: الوزير والأمير والمملوك وصاحب القلم ورسل ملوك الأقطار، إلا قضاة الشرع وأهل العلم وأشراف الحجاز! حتى لو ورد مرسوم السلطان على ملك من نواب السلطان قام على قدميه وخرَّ إلى الأرض وقبَّلها قبل أن يقرأ المرسوم، فأبطل الملك الأشرف برسباي ذلك وجعل بدلَه تقبيل اليد، فمشى ذلك أيامًا، ثم عاد تقبيل الأرض لكن بطريق أحسن من الأولى؛ فإن الأولى كان الشخص يخرُّ إلى الأرض حتى يقبِّلَها كالساجد، والآن صار الرجل ينحني كالراكع ويضع أطرافَ أصابع يده على الأرض كالمقَبِّل، ثم يقوم ولا يقبِّل الأرضَ بفَمِه أبدًا، بل ولا يَصِلُ بوجهه إلى قريب الأرض، فهذا على كل حال أحسنُ مما كان أولًا!

العام الهجري : 749 العام الميلادي : 1348
تفاصيل الحدث:

هو الشَّيخُ عبد الله بن رشيق المغربي، كاتِبُ مُصَنَّفات العلَّامة ابن تيمية، كان أبصَرَ بخَطِّ الشيخ منه، إذا عَزَب شيءٌ منه على الشيخِ استخرجه عبدُ الله هذا، وكان سريعَ الكتابةِ لا بأس به، دَيِّنًا عابدًا كثيرَ التلاوة حَسَن الصلاة، له عيالٌ وعليه ديونٌ.

العام الهجري : 1352 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1933
تفاصيل الحدث:

أعلن المقيمُ العامُّ الفرنسيُّ في تونس حَلَّ الحزبِ الحُرِّ الدستوري التونسي الذي استقى مبادِئَه من كتاب "تونس الشهيدة" لعبد العزيز الثعالبي. وكان من مطالِبِ الحزب: إرساءُ نظامٍ دستوريٍّ بتونس، والفَصلُ بين السلطات الثلاث, وضمانُ الحريات والمساواة, وإجبارية التعليم.

العام الهجري : 647 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1249
تفاصيل الحدث:

قَدِمَ السلطان الملك الصالحُ نجم الدين أيوب من دمشق، وهو مريضٌ، لَمَّا بلغَه من حركةِ الفرنج، فنزل بأشموم طناح في المحرم، وجمع في دمياط من الأقواتِ والأسلحة شيئًا كثيرًا، وبعث إلى الأميرِ حسام الدين بن أبي علي نائبِه بالقاهرة، أن يجهِّزَ الشواني من صناعةِ مصر، فشرع في تجهيزِها، وسَيَّرَها شيئًا بعد شيء، وأمر الملك الصالح نجم الدين أيوب الأمير فخر الدين بن شيخ الشيوخ أن ينزل على جيزةِ دمياط بالعساكرِ ليصيرَ في مقابلة الفرنج إذا قَدِموا فتحوَّل الأمير فخر الدين بالعساكر، فنزل بالجيزةِ تجاهَ دمياط، وصار النيلُ بينه وبينها، ثم في الساعة الثانية من يوم الجمعة لتسعٍ بَقِينَ مِن صفر وصلت مراكِبُ الفرنج البحرية، وفيها جموعُهم العظيمة بصحبة لويس التاسع ملك فرنسا، وقد انضَمَّ إليهم فرنجُ الساحل كله، فأرسَوا في البحر بإزاء المسلمين، وسَيَّرَ ملك الفرنج إلى الملك الصالحِ كتابًا يتهَدَّدُ فيه ويتوعَّدُه بقتله واحتلالِ مصر، فلمَّا وصل الكتاب إلى السلطان الملك الصالحِ وقرئ عليه، كتب الجوابَ فيه أنهم أصحابُ الحربِ والسيوفِ، وأنَّه كم من فئةٍ قليلةٍ غلبت فئةً كثيرةً بإذن الله، وفي يوم السبت نزل الفرنجُ في البر الذي عسكَرَ فيه المسلمون، وضُرِبَت للويس التاسع خيمةٌ حمراء، فناوشهم المسلمون الحربَ، فلما أمسى الليل رحل الأميرُ فخر الدين يوسف بن شيخ الشيوخ بمن معه من عساكِرِ المسلمين، وقطع بهم الجسرَ إلى الجانب الشرقي، الذي فيه مدينةُ دمياط، وخلا البَرُّ الغربي للفرنج، وسار فخر الدين بالعسكر يريد أشموم طناح، فلما رأى أهلُ دمياط رحيل العسكر، خرجوا كأنما يسحبونَ على وجوهِهم طول الليلِ، ولم يبقَ بالمدينة أحدٌ البتة، وصارت دمياط فارغةً مِن الناس جملةً، وفروا إلى أشموم طناح مع العسكَرِ، وهم حفاةٌ عراةٌ جياعٌ فقراء حيارى بمن معهم من الأطفال والنساء، وساروا إلى القاهرة، فنهبهم الناسُ في الطريق، ولم يبقَ لهم ما يعيشون به فعُدَّت هذه الفعلة من الأمير فخر الدين من أقبَحِ ما يُشَنَّع به، وأصبح الفرنجُ يوم الأحد لسبعٍ بقين من صفر، سائرينَ إلى مدينة دمياط، فعندما رأوا أبوابها مفتحةً ولا أحد يحميها، خشُوا أن تكون مكيدة، فتمَهَّلوا حتى ظهر أنَّ النَّاسَ قد فروا وتركوها، فدخلوا المدينةَ بغير كلفة ولا مؤنة حصارٍ، واستولوا على ما فيها من الآلات الحربية، والأسلحة العظيمة والعُدَد الكثيرة، والأقوات والأزواد والذخائر، والأموال والأمتعة وغير ذلك، صَفْوًا، وبلغ ذلك أهلَ القاهرة ومصر، فانزعج الناس انزعاجًا عظيمًا، ويَئِسوا من بقاء كلمة الإسلامِ بديار مصر، لتمَلُّك الفرنجِ مدينة دمياط، وهزيمة العساكر، وقوَّة الفرنج بما صار إليهم من الأموالِ والأزواد والأسلحة، والحصن الجليل الذي لا يقدر على أخذه بقوة، مع شِدَّة مرض السلطان الصالح أيوب، وعَدَمِ حركته، وعندما وصلت العساكرُ إلى أشموم طناح، ومعهم أهل دمياط، اشتَدَّ حنق الملك الصالح أيوب على الكنانيين، وأمر بشنقهم فقالوا: وما ذنبُنا إذا كانت عساكِرُ السلطان جميعهم وأمراؤه هربوا وأحرَقوا الزردخاناه فلأي شيء نحن فشُنِقوا, فكانت نقمةُ السلطان عليهم أنهم خرجوا من المدينة بغيرِ إذنٍ حتى تسلَّمَها الفرنج، فكانت عِدَّةُ مَن شُنِقَ زيادة على خمسين أميرًا من الكنانيين، وتغيَّرَ السلطان على الأمير فخر الدين بن شيخ الشيوخ، وقامت الشناعةُ من كل أحدٍ على الأمير فخر الدين، فخاف كثيرٌ من الأمراء وغيرهم سطوةَ السلطان، وهَمُّوا بقتله، فأشار عليهم فخر الدين بالصبر، حتى يتبين أمر السلطان ومَرَضه.

العام الهجري : 817 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1415
تفاصيل الحدث:

هو الشيخ العلَّامة أبو الطاهر مجد الدين محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن عمر الفيروزآبادي الشيرازي الشافعي اللغوي، وُلِدَ سنة 729 بمدينة كازرون وتفقه بها. قال جلال الدين السيوطي: "كان يرفع نسبَه إلى الشيخ أبي إسحاق الشيرازي صاحب التنبيه، ويقول: إن جده فضل الله ولد الشيخ أبي إسحاق، ولا يبالي بما يشاع بين الناس أن الشيخ أبا إسحاق لم يتزوَّج فضلًا عن أن يُعقِبَ" وقال المقري التلمساني: "ثم ارتقى الشيخ مجد الدين درجة فادعى بعد أنْ ولي قضاء اليمن بمدة طويلة أنَّه من ذرية أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وزاد إلى أنْ رأيت بخطه لبعض نوابه في بعض كتبه: محمد الصديق, ولم يكن مدفوعًا عن معرفة إلَّا أنَّ النفس تأبى قبولَ ذلك". دخل بلاد الروم واتصل بخدمة السلطان بايزيد بن السلطان مراد، ونال عنده رتبة وجاهًا، وأعطاه السلطان مالًا جزيلًا، وأعطاه تيمورلنك خمسة آلاف دينار، ثم جال البلاد شرقًا وغربًا، وأخذ عن علمائها، حتى برع في العلوم كلها، لا سيما الحديث والتفسير والفقه. توفي بزَبيد من بلاد اليمن في ليلة العشرين من شوال، عن ثماني وثمانين سنة وأشهر، وَلِيَ قضاء الأقضية ببلاد اليمن نحو عشرين سنة حتى مات بعدما طاف البلاد، وأقام بالقاهرة زمانًا، وله مصنفات كثيرة تنيفُ على أربعين مصنفًا، أشهرها كتاب القاموس في اللغة المعروف بالقاموس المحيط، وكتاب تسهيل الأصول إلى الأحاديث الزائدة على جامع الأصول، وله بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، وله فتح الباري في شرح صحيح البخاري، وله المرقاة الوفية في طبقات الحنفية، وله تاريخ أصبهان، وغيرها.

العام الهجري : 1363 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1944
تفاصيل الحدث:

هو عبد العزيز بن إبراهيم بن عبد الرحمن الثعالبي: زعيمٌ تونسيٌّ، وهو عالم، أديب، كاتب، خطيب، سياسي، صحافي, جزائري الأصلِ، ولِدَ بتونس في 15 شعبان 1293هـ. حَفِظَ القرآن الكريم وأتمَّ الدراسة الأولية في البيت على يد مدرس خاص، ثم دخل مدرسة "باب سويقة الابتدائية" في تونس، ثم التحق بجامع الزيتونة وتخرج سنة 1896م، وأخذ يتردَّدُ على المدرسة الخلدونية حتى حصل على الدراسات العليا. وبظهور أولِ حزب لتحرير تونس ومقاومة الاستعمار الفرنسي حزب "تونس الفتاة" كان الثعالبي من أوائل من انضم إليه؛ ليؤسِّسَ بعدها الحزبَ الوطني الإسلامي الذي كان يدعو إلى تحرير العالم العربي كله، وقيام الوحدة بين أقطاره. وكان قد كتب وعمل محررًا في صحيفتي "المبشر" و"المنتظر" إلى أن عطَّلَتْها الحكومة، ثم أصدر جريدة "سبيل الرشاد" وكرَّسها للوعظ والإرشاد والدعوة إلى الإصلاح. وبعد سنة عطَّلتْها الحكومة وأصدرت قانونًا قيَّدت به الصحافة. جاهر الثعالبي بطلبِ الحرية لبلاده، فسجنه الفرنسيون، ولَمَّا أُطلِقَ سَراحُه سافر إلى باريس، وزار الأستانة والهند وجاوى، وعاد إلى تونس قُبيلَ سنة 1332ه / 1914م، وقد حلَّ الفرنسيون حزب تونس الفتاة، فعَمِل في الخفاء مع بقايا من أعضائه بالدعاية والمنشورات. وسافر إلى باريس بعد الحرب العالمية الأولى فطبع كتابه "تونس الشهيدة" بالفرنسية. واتُّهِم بالتآمر على أمن الدولة الفرنسية، فاعتُقِلَ ونقل سجينًا إلى تونس، وأخلي سبيله بعد 9 أشهر سنة 1920م، فرأس حزب "الدستور"، وقد ألفه أنصاره وهو في السجن، وأنشأ مجلة "الفجر" في أغسطس 1920, ثم غادر الثعالبي تونس مرة أخرى سنة 1923م متنقلًا بين مصر وسورية والعراق والحجاز والهند، مشاركًا في حركاتها الوطنية، ولا سيما مقاومة الاستعمار الفرنسي، ثم عاد إلى تونس سنة 1937م، فناوأه بعضُ رجال حزبه، فابتعد عن الشؤون العامة إلى أن توفي في تونس. من كُتُبِه: تاريخ شمال إفريقية، وفلسفة التشريع الإسلامي، ومحاضراتُه في جامعة آل البيت ببغداد نُشِرت تباعًا في مجلَّتِها، وتاريخ التشريع الإسلامي، ومذكرات في خمسة أجزاء عن رحلته إلى مصر والشام والحجاز والهند وغيرها، و"معجزة محمد رسول الله صلَّى الله عليه وسلم".

العام الهجري : 750 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1349
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ الشيخ علاءُ الدين علي ابنُ القاضي فخر الدين عثمان بن إبراهيم بن مصطفى المارديني الحنفي المعروف بالتركماني، ومولِدُه في سنة 683، كان إمامًا فقيهًا بارعًا نحويًّا أصوليًّا لغويًّا، أفتى ودرَّس واشتغل وألَّف وصَنَّف، وكان له معرفةٌ تامَّةٌ بالأدب وأنواعه، وله نظمٌ ونَثرٌ، كان إمامَ عَصرِه لا سيَّما في العلوم العقلية والفقه أيضًا والحديث، وتصدى للإقراءِ عِدَّة سنين، وتولى قضاء الحنفيَّة بالديار المصرية في شوال سنة 748، عوضًا عن قاضي القضاة زين الدين البسطامي، وحسُنَت سيرته، ودام قاضيًا إلى أن مات، وتولى عِوَضَه ولده جمال الدين عبد الله، من مصَنَّفاته كتاب بهجة الأريب في بيان ما في كتاب الله العزيز من الغريب، والمنتخب في علوم الحديث، والمؤتلف والمختلف، والضعفاء والمتروكون، والدر النقي في الرد على البيهقي، ومختصر المحصل في الكلام، ومقدمة في أصول الفقه، والكفاية في مختصر الهداية، ومختصر رسالة القشيري، وغير ذلك. توفِّيَ يوم الثلاثاء عاشرَ المحَرَّم بالقاهرة.

العام الهجري : 1386 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1966
تفاصيل الحدث:

هو الشيخُ العلامة أبو عبد الله عبد الرحمن بن يحيى بن علي بن أبي بكر المعَلِّمي العتمي اليمني، وُلِدَ في أولِ سنة 1313هـ بقرية المحاقرة التابعة لمحافظة صنعاء، قرأ القرآنَ على والدِه، ثم درس في المدرسةِ الحكومية، وتعلَّم القرآنَ والتجويدَ والحسابَ، ثم قرأ النحو، ثم ارتحل إلى جازان سنة 1336هـ، فترأَّس فيها القضاءَ، ثم ارتحل إلى عَدَن ثمَّ الهند مصحِّحًا لكتب الحديث وعلومه، ثمَّ إلى مكة سنة 1371هـ وكان بارعًا في علم الحديثِ والرِّجالِ والجَرح والتعديل، وله مؤلفات، منها: ((التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل))، و ((الأنوار الكاشفة بما في كتاب أضواء على السُّنَّة من الزلل والتضليل والمجازفة))، في الردِّ على أبي رَيَّة. و ((علمُ الرجال وأهميته))، وله بحوث كثيرة مستقِلَّة، وله تحقيقات، منها تحقيق كتاب الرد على الأخنائي لابن تيمية، والفوائد المجموعة، والجَرح والتعديل وتقدِمتُه، والمنار المنيف في الصحيح والضعيف، وغيرها كثير، توفي رحمه الله في مكَّةَ المكرمة، وعمره ثلاث وسبعون سنة.