الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 1510 ). زمن البحث بالثانية ( 0.006 )

العام الهجري : 1225 العام الميلادي : 1810
تفاصيل الحدث:

لَمَّا تمكَّنَت قوات الدولة السعودية من دخولِ البحرين والزبارة قصدَ أبناء آل خليفة صاحِبَ مسقط سعيد بن سلطان فاستنصروه وأرسلوا إلى العجم الفُرس واستصرخوهم, وكانت مراكِبُ الإنجليز عند سعيد في مسقط، فاستعانوا بهم فأقبلوا بجموعٍ عظيمة في مراكِبَ كثيرة، وبندروا عند الزبارة بالليل، فأظهر آلُ خليفة منها بقيَّة رجالهم وما فيها من المتاع والمال ودمَّروها جملة, ثم ساروا إلى البحرين ونازلوا فهد بن عفيصان والمرابِطة الذين في قصر المنامة، وهم نحو ثلاثمائة رجل، فحاصروهم وأقاموا على ذلك أيامًا، ثم أخرجوهم بالأمانِ على دمائِهم، فأمسكوا منهم فهد بن عفيصان ومعه ستة رجال، واعتقلوهم رهينةً مقابِلَ رجالهم الذين في الدرعية وتركوا الباقين.

العام الهجري : 808 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1405
تفاصيل الحدث:

في شهر جمادى الآخرة، أوله الثلاثاء، وفيه مرض السلطان الملك المنصور، وفي يوم الجمعة رابعه: عادت الخيول من الربيع، وظهر بين أهل الدولة حركة، فكَثُرت القالة، وبات المماليك تسعى بعضها إلى بعض، فظهر الملك الناصر في بيت الأمير سودن الحمزاوي، وتلاحق به كثير من الأمراء والمماليك، ولم يطلع الفجر حتى ركب السلطان بآلة الحرب، وإلى جانبه ابن غراب، وعليه آلة الحرب، وسار بمن اجتمع إليه يريد القلعة، فقاتله سودن المحمدي أمير أخور، وإينال باي بن قجماس، وبيبرس الكبيري، ويشبك بن أزدمر، وسودن المارديني، قتالًا ليس بذاك، ثم انهزموا، وصعد السلطان إلى القلعة، فكانت مدة عبد العزيز سبعين يومًا، فعاد السلطان الملك الناصر زين الدين فرج ابن الملك الظاهر برقوق إلى الملك ثانيًا؛ وذلك أنه لما فُقِد من القلعة وصار إلى بيت سعد الدين بن غراب، ومعه بيغوت، قام له بما يليق به، وأعلم الأمير يشبك به، فخفي على أهل الدولة مكانه، ولم يعبؤوا به، وأخذ ابن غراب يدبر في القبض على الأمير إينال باي، فلم يتمَّ له ذلك، فلما تمادت الأيام قرر مع الطائفة التي كانت في الشام من الأمراء، وهم يشبك، وقطلو بغا الكركي، وسودن الحمزاوي في آخرين، أنه يخرج إليهم السلطان، ويعيدونه إلى المُلك؛ لينفردوا بتدبير الأمور؛ وذلك أن الأمير بيبرس الأتابك قويت شوكته على يشبك، وصار يتردد إليه، ويأكل على سماطه، فعزَّ عليه وعلى أصحابه ذلك، فما هو إلا أن أعلمهم ابن غراب بالخبر، فوافقوه على ذلك، وواعد بعضهم بعضًا، فلما استحكم أمرهم، برز الناصر نصف ليلة السبت خامس جمادى الآخرة من بيت ابن غراب، ونزل بدار الأمير سودن الحمزاوي، واستدعى الناس، فأتوه من كل جهة، وركب وعليه سلاحه، وابن غراب إلى جانبه، وقصد القلعة، فناوشه من تأخر عنه من الأمراء قليلًا، ثم فرُّوا، فملك السلطان القلعة بأيسر شيء؛ وذلك أن صوماي رأس نوبة كان قد وكل بباب القلعة، فعندما رأى السلطان فتح له، فطلع منه، وملك القصر، فلم يثبت بيبرس ومن معه، ومرُّوا منهزمين، فبعث السلطان بالأمير سودن الطيار في طلب الأمير بيبرس فأدركه خارج القاهرة، فقاتله وأخذه وأحضره إلى السلطان، فقيَّده وبعثه إلى الإسكندرية فسُجِن بها، واختفى الأمير إينال باي بن قجماس، والأمير سودن المارديني.

العام الهجري : 892 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1487
تفاصيل الحدث:

لما كان النصف من شهر ربيع الثاني من هذا العام خرج ملك قشتالة إلى أرض المسلمين قاصدًا مدينة بلش مالقة، فلما سمع ملك غرناطة محمد الزغل بنزوله على مدينة بلش ندب أهل غرناطة ومن أطاعه من أهل تلك الجهات وترك طائفةً تقاتل أهل البيازين، وخرج يريد نصرة أهل بلش، وذلك يوم السبت الرابع والعشرين لربيع الثاني من عام التاريخ، فلما سار قريبًا منها وجد العدو قد سبقه بالنزول عليها، ودار بها من كل الجهات فقصد الأمير حصن منتميس فنزله بحملته وأقام به بعض الأيام فطلبه الناس أن يسير بهم نحو العدو للقائه فتوجه بهم إليه فرتبهم، وكان ذلك عشية النهار فدخل عليهم الليل بالطريق فبينما هم سائرون إذ قامت كرَّة ودهشة فانهزموا في ظلام الليل من غير لقاء عدو ولا قتال، وكانت على ذمة أمير غرناطة فنزلها فرجعوا منهزمين مفلولين إلى محلتهم، فباتوا ليلتهم تلك وفي الغد أتاهم الخبر أن العدو استخلص مدينة بلش فسُقط في أيديهم وانهزموا من غير أن يلقوا عدوًّا، ورجع كل واحد منهم إلى وطنه, ولما استولى العدو على مدينة بلش دخلت في ذمته جميع القرى التي تلي بلش وقرى جبل منتميس وحصن قمارش، وخرج أهل بلش من بلدهم مؤمَّنين وحملوا ما قدروا عليه، وذلك بعد قتال شديد وحرب عظيمة، فمنهم من جوزه العدو إلى أرض العدوة، ومنهم من أقام في بعض تلك القرى، ومنهم من سار إلى أرض المسلمين التي بقيت بالأندلس.

العام الهجري : 1387 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1967
تفاصيل الحدث:

تمَّ خِلالُ مؤتمر الخرطوم وضعُ وإقرارُ مبادئ تنسيق الدول العربية, وخاصةً فيما يخصُّ التسوية في الشرق الأوسط. وُضِعَت في الخرطومِ صيغةُ اللاءات الثلاث المعروفة، والمعبِّرة عن الموقف العربي المشتركِ حيال إسرائيل "لا صُلحَ, لا مفاوضاتِ, لا اعتِرافَ", والتي تمسَّكت بها طوالَ السنوات اللاحقة جميعُ الدول العربية إلى أن خَرَقَت مصرُ في عهدِ السادات هذا الإجماعَ بعقدِ صُلحٍ منفردٍ ومباشِرٍ مع إسرائيل

العام الهجري : 857 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1453
تفاصيل الحدث:

عرَضَ السلطان محمد بن مراد الثاني على إمبراطور القسطنطينية أن يسلِّمَها كي لا تصابَ بأذًى ولا يحِلَّ بالأهالي النكبات، وتعهَّد السلطان بحمايةِ العقائد وإقامةِ الشعائر، فرفض الإمبراطورُ ذلك، فقام السلطانُ بمحاصرة المدينة من الجانب الغربي من البَرِّ بجنود يزيد عددهم على مائتين وخمسين ألف مقاتل، ومن جهة البحر بمائة وثمانين سفينة بحرية، وأقام المدافِعَ حول الموقع، وكان من أهمِّها وأشهرها المدفعُ العظيم الذي صمَّمه له المجري أوربان خِصِّيصَى للسلطان، وهذا المدفَعُ كان يحتاج إلى سبعمائة شخص لجَرِّه، ويرمي كرة حجرية وزنها اثنا عشر رطلًا لمسافة ألف وستمائة متر، كما قام السلطان بنقل سبعين سفينة حربية إلى القرن الذهبي على ألواحٍ خشبية مسافة تقرُبُ من عشرة كيلومترات، وبهذا أحكم الحصارَ على القسطنطينية التي كان موقعُها يعطيها القوةَ؛ فهي محاطة بالمياه البحرية في ثلاث جبهات: مضيق البسفور، وبحر مرمرة، والقرن الذهبي الذي كان محميًّا بسلسلة ضخمة جدًّا تتحكم في دخول السفن إليه، بالإضافةِ إلى ذلك فإن خطينِ من الأسوار كانت تحيطُ بها من الناحية البرية من شاطئ بحر مرمرة إلى القرن الذهبي، يتخلَّلها نهر ليكوس، وكان بين السورين فضاءٌ يبلغ عرضه 60 قدمًا ويرتفِعُ السور الداخلي منها 40 قدمًا وعليه أبراجٌ يصل ارتفاعها إلى 60 قدمًا، وأمَّا السور الخارجيُّ فيبلغ ارتفاعُه قرابة خمس وعشرين قدمًا، وعليه أبراج موزَّعة مليئة بالجند، وبدأ الحصارُ يوم الجمعة السادس والعشرين ربيع الأول، ولكن كل المحاولات البحرية كانت تبوء بالفشل بسبب تلك السلاسل، أمَّا في البَرِّ فتمكنت المدافِعُ العثمانية من فتحِ ثغرة في الأسوار البيزنطية عند وادي ليكوس في الجزء الغربي من الأسوار، فاندفع إليها الجنودُ العثمانيون بكلِّ بسالة محاولينَ اقتحام المدينة من الثغرة، كما حاولوا اقتحامَ الأسوار الأخرى بالسلالم التي ألقَوها عليها، ولكِنَّ المدافعين عن المدينة بقيادة جستنيان استماتوا في الدفاعِ عن الثغرة والأسوار، واشتَدَّ القتال بين الطرفين، وكانت الثغرةُ ضيقة وكثرةُ السهام والنبال والمقذوفات على الجنود المسلمين، ومع ضيقِ المكان وشدة مقاومة الأعداء وحلول الظلام أصدر الفاتِحُ أوامره للمهاجمين بالانسحاب بعد أن أثاروا الرعب في قلوب أعدائهم متحيِّنين فرصة أخرى للهجوم، ثم لما رأى السلطان الفاتح أن المحاولات البحرية لا تجدي، أمر بنقل السفن الحربية برًّا إلى القرن الذهبي على الألواح الخشبية المدهونة بالزيت والدهون، وهذا العمل كان من معجزات ذلك الزمان في سرعته وكيفيته؛ حيث تم نقل سبعين سفينة في ليلة واحدة مسافة ثلاثة أميال برًّا خلف هِضاب غلطة وصولًا إلى القرن الذهبي، وبهذا تمكَّنوا من الالتفاف على السلسلة, واستمر العثمانيون في دكِّ نقاط دفاع المدينة وأسوارها بالمدافع، وحاولوا تسلُّق أسوارها، وفي الوقت نفسِه انشغل المدافِعونَ عن المدينة في بناء وترميم ما يتهدَّمُ من أسوار مدينتهم وردِّ المحاولات المكثفة لتسلُّق الأسوار مع استمرار الحصار عليهم، كما وضع العثمانيون مدافِعَ خاصة على الهضاب المجاورة للبسفور والقرن الذهبي، مهمتها تدمير السفن البيزنطية والمتعاوِنة معها في القرن الذهبي والبسفور والمياه المجاورة؛ مِمَّا عرقل حركةَ سُفُن الأعداء وأصابها بالشَّللِ تمامًا وحاول العثمانيون بكلِّ طريقة الدخول فحاولوا حفرَ الأنفاق تحت الأسوار لكنَّها كانت تبوء بالفشلِ، وحاولوا صنع أبراج خشبية أعلى من أسوار المدينة دون كلل ولا تعب، وكانت المدفعية العثمانية لا تنفكُّ عن عملها في دكِّ الأسوار والتحصينات، وتهدمت أجزاءٌ كثيرة من السور والأبراج وامتلأت الخنادق بالأنقاض، وبقي الهجومُ مكثفًا وخصوصًا القصف المدفعي على المدينة، حتى إن المدفع السلطاني الضخم انفجر من كثرة الاستخدامِ, وعند الساعة الواحدة صباحًا من يوم الثلاثاء 20 جمادى الأولى سنة 857 (29 مايو 1435م) بدأ الهجوم العام على المدينة بعد أن شجَّع السلطانُ المجاهدين ووعدهم بالأعطيات، وانطلق المهاجمون وتسلَّقوا الأسوار وقاتلوا من عارضَهم، وقد واصل العثمانيون هجومهم في ناحية أخرى من المدينة حتى تمكنوا من اقتحام الأسوار والاستيلاء على بعض الأبراج والقضاء على المدافعينَ في باب أدرنة، ورفعت الأعلامُ العثمانية عليها، وتدفَّق الجنود العثمانيون نحوَ المدينة من تلك المنطقة، ولما رأى قسطنطين الأعلامَ العثمانية ترفرف على الأبراج الشمالية للمدينة، أيقن بعدم جدوى الدفاعِ وخلع ملابِسَه حتى لا يُعرَفَ، ونزل عن حصانِه وقاتل حتى قُتِلَ في ساحة المعركةِ، ثم دخل السلطانُ كنيسة آيا صوفيا، ومنع أعمالَ السلب والنهب التي كانت قائمةً، ووصل إلى الكنيسة فأمر المؤذِّنَ أن يؤذِّنَ للصلاةِ وحوَّلها إلى مسجدٍ، وهو المسجِدُ المشهور في إسطنبول، وسمح السلطان للنصارى بتأدية شعائرهم وأعطاهم نصف كنائِسِهم محولًا النصف الآخر لمساجد، وأطلق على القسطنطينية اسمَ إسلامبول، وهي تعني: تخت الإسلام، أو مدينة الإسلام.

العام الهجري : 1262 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1846
تفاصيل الحدث:

هو الشيخُ المحَدِّث الكبير، أشرف علي التهانوي بن عبد الحق بن الحافظ فيض علي، صاحِبُ التصانيف النافعة المفيدة، وُلِدَ صباح الخامس من شهر ربيع الثاني سنة 1280هـ / 10 سبتمبر 1863م، في إحدى قرى الهند وهي قرية (تهانه بهون)، وترعرع في بيئة علمية، وكان منذ نعومة أظفاره مكبًّا على العلم والعلماء، بعيدًا عن اللهو. ويعتبر أشرفُ علي التهانوي أحد كبار مشيخة ديوبند، تخرَّج عليه خلقٌ كثيرون، وعلماء أمثال: الشيخ المفتي محمد شفيع المفتي الأكبر بباكستان، والعلامة السيد سليمان الندوي، والمحدِّث ظفر أحمد التهانوي، والشيخ محمد إدريس الكاندهلوي، والشيخ عبد الباري الندوي. مات رحمه الله في النصف الأول من ليلة الأربعاء، 16 رجب، وصلَّى عليه ابن أخته العلَّامة المحدث الشيخ ظفر أحمد العثماني التهانوي، ودُفِنَ في المقبرة التي وقَفَها الشيخ بنفسه لدفنِ موتى المسلمين.

العام الهجري : 20 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 641
تفاصيل الحدث:

بعدَ انْتِصار المسلمين في مَوقعةِ عَيْنِ شَمْسٍ مَكَّنَ هذا النَّصرُ مُعسكراتِ المسلمين مِن أن تَشْرُفَ على حِصْن بابِ لِيُون مُباشرةً مِن جِهَتِه الشَّماليَّة والشَّرقيَّة، وكانت أَسوارُ هذا الحِصْن تَضُمُّ مِساحةً تَزيدُ عن السِّتِّين فَدَّانًا, ضرَب المسلمون حِصارًا قَوِيًّا على الحِصْن المَنيعِ، غيرَ عابِئِينَ بِمَجانيق الرُّومِ، تَدفَعُهم حَماسَتُهُم، وحُبُّ الجِهادِ ونَيْلُ الشَّهادةِ في مُهاجَمةِ الحِصْن، والقِيامِ بِسِلسلةٍ مِن المُناوَشات التي كانت نَتائِجُها تُضْعِفُ مَعنوِيَّات المُحاصَرين، ولم يَكَدْ يَمْضي على الحِصار شهرٌ حتَّى دَبَّ اليأسُ في نَفْسِ "المُقَوْقِس" حاكمِ مِصْرَ، فأرسَل في طَلَبِ المُفاوَضَةِ والصُّلْحِ، فبعَث عَمرُو بن العاصِ وَفْدًا مِن المُفاوِضين على رَأْسِه عُبادةُ بن الصَّامتِ الذي كُلِّفَ بألَّا يَتَجاوَزَ في مُفاوَضَتِه أُمورًا ثلاثة يَختارُ الرُّومُ واحدةً منها، وهي: الدُّخولُ في الإسلامِ، أو قُبولُ دَفْعِ الجِزيَةِ للمسلمين، أو الاحْتِكامُ إلى القِتالِ، فلم يَقْبَلْ الرُّومُ العَرْضَيْن الأوَّلَيْن، وأَصَرُّوا على مُواصَلَةِ القِتالِ، وحاوَلَ المُقَوْقِسُ أن يَعْقِدَ صُلْحًا مع عَمرٍو بعدَ أن تَيَقَّنَ أنَّه لا قِبَلَ له بِمُواجَهَةِ المسلمين، وآثَرَ الصُّلْحَ وحَقْنَ الدِّماءِ، واخْتار أن يَدْفَعَ الجِزيَةَ للمسلمين، وكتَب شُروطَ الصُّلْحِ، وأَرْسلها إلى هِرقلَ إمبراطور الرُّومِ للمُوافقَةِ عليها، وأَسْرعَ إلى الإسكندريَّة مُغادِرًا الحِصْنَ، وأَردَفَ شُروطَ الصُّلْحِ بِرِسالةٍ إلى هِرقلَ يَعْتَذِرُ فيها لِهِرقلَ عمَّا أَقْدَمَ عليه مِن الصُّلْحِ مع المسلمين، فما كان مِن هِرقلَ إلَّا أن أَرسَل إليه وإلى قادةِ الرُّومِ يُعَنِّفُهُم على تَخاذُلِهِم وتَهاوُنِهِم إزاءَ المسلمين، ولم يكُن لهذا مَعْنًى سِوى رفضِ شُروطِ الصُّلْحِ، اسْتأنفَ المسلمون القِتالَ وشَدَّدوا الحِصارَ بعدَ فشلِ الصُّلْحِ، وفي أثناءِ ذلك جاءت الأنباءُ بوَفاةِ هِرقل ففَتَّ ذلك في عَضُدِ الجُنودِ داخِلَ الحِصْنِ، وزادَهُم يأسًا على يأسٍ، في الوقت الذي صَحَّتْ فيه عَزائمُ المسلمين، وقَوِيَتْ مَعنوِيَّاتُهم، وفي غَمْرَةِ الحِصارِ تَطوَّع الزُّبيرُ بن العوَّام بِتَسَلُّقِ سُورِ الحِصْنِ في ظَلامِ اللَّيلِ، وتَمَكَّنَ بِواسطَةِ سُلَّمٍ وُضِعَ له أن يَصعَدَ إلى أعلى السُّورِ، ولم يَشعُرْ الرُّومُ إلَّا بِتَكبيرةِ الزُّبيرِ تَهُزُّ سُكونَ اللَّيلِ، ولم يَلْبَثْ أن تَبِعَهُ المسلمون يتسابقون على الصُّعودِ، تَسبِقُهُم تَكبيراتُهم المُدَوِّيَةُ فتَنخَلِع لها أفئدةُ الرُّوم التي ملأها اليأسُ، فكانت تلك التَّكبيرات أمضى مِن كلِّ سِلاحٍ قابلهم، حتَّى كان قائد الحِصْن يَعرِض الصُّلْحَ على عَمرٍو ومُغادرةَ الحِصْنِ.

العام الهجري : 1249 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1834
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود بن محمد بن مقرن، من أمراءِ نجد، وَلِيَها بعد مقتل ابنِ عَمِّه مشاري بن سعود. كان تركي بن عبد الله فارًّا من وجه التُّرك وعُمَّال والي مصر محمد علي، في الخَرجِ بنجد، وعلم بأنَّ مشاري بن معمر قبض على ابنِ عَمِّه مشاري وسَلَّمه إلى الترك فقَتَلوه، فخرج من مخبئه ودخل العارضَ فنازع ابن معمر برهةً مِن الزمن، ثم قتَلَه بابن عمه، وتولى الحكمَ مكانه. وبولايةِ تركي بن عبد الله انتقل الحكمُ في آل سعود من سلالةِ عبد العزيز بن محمد بن سعود إلى سلالة أخيه عبد الله بن محمد بن سعود، وكان تركي شجاعًا؛ أخذ على عاتقه إخراجَ الترك ومَن معهم من المصريين عن بلادِه، فاستردَّ الأحساء والقطيف، وصالحَه أميرُ حائل، وانبسط نفوذُه في القصيم. واستمَرَّ إلى أن قام مشاري بن عبد الرحمن ابن أخت تركي بن عبد الله -وهو ابنُ عمه أيضًا- بقَتلِه غدرًا، قال ابن بشر: "عزم مشاري على إظهارِ ما أبطن وجَرَّد سيفه لإثارة الفِتَن، وذلك بمساعدة رجالٍ أسافِلَ مِن الخدمِ الأراذلِ، وقد تواعدوا عليه بعد صلاةِ الجمعة إذا خرج من المسجِدِ، فلما صلى الجمعة وخرج.. من المسجدِ، وقف له البغاة عند الدكاكين بين القصر والمسجد، وبيده مكتوبٌ يقرؤه، وفي جنبه رَجُلٌ على يساره، واعترضهم منهم عبدٌ خادم لهم يقال له إبراهيم بن حمزة، فأدخل الطبنجة مع كُمِّه وهو غافِلٌ فثورها فيه، فخَرَّ صريعًا، فلم تخط قلبه، وإذا مشاري قد خرج من المسجد فشَهَر سيفَه وتهدَّد الناس وتوعَّدَهم، وشهر أناسٌ سُيوفَهم معه فبُهِتَ الناس وعَلِموا أن الأمر تشاوروا فيه وقُضِيَ بليلٍ، فلما رأى زويد العبد المشهور مملوكُ تركي عمَّه صريعًا، شهر سيفه ولَحِقَ برجلٍ من رجاجيل مشاري فجَرَحَه.. ثم إن مشاري دخل القصرَ من ساعته وأعوانه معه.. وجلس للناسِ يدعوهم إلى البيعةِ، فلما علم آلُ الشيخِ وقوعَ هذا الأمر جلسوا في المسجد، فلم يخرجوا منه حتى أرسل إليهم مشاري يدعوهم فأبَوا أن يأتوا إلا بالأمانِ، فكتب لهم بالأمان، فأتوا إليه وطلب منهم المبايعةَ فبايعوه، ثمَّ نُقِلَ تركي من موضعه ذلك، وأدخلوه بيت زويد فجُهِّزَ وصلى عليه المسلمون بعد صلاة العصر، ودُفِنَ في مقبرة الرياض آخر ساعة من يوم الجمعة"، وكان قتلُ تركي بن عبد الله على يد ابن عمه مشاري بن عبد الرحمن أوَّل جريمةٍ مِن نوعِها في آل سعود.  وكان ابنُه فيصل في القطيف على رأس جيشٍ، فلما علم بمقتلِ أبيه رجع من فوره واستطاع أن يقتُلَ مشاري، ثم يتولى الإمامةَ والحُكمَ.

العام الهجري : 757 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1356
تفاصيل الحدث:

في السابِعِ والعشرين من جمادى الأولى ورَدَ الخبَرُ إلى دمشق بأن الفرنجَ استحوذوا على مدينة صفد، قدموا إليها في سبعة مراكب وقتلوا طائفةً مِن أهلها ونهبوا شيئًا كثيرًا وأسَرُوا أيضًا، وهجموا على الناس وقت الفجرِ يوم الجمعة، وقد قَتَل منهم المسلمون خلقًا كثيرًا وكَسَروا مركبًا من مراكبهم، وجاء الفرنجُ في عشية السبت قبل العصر، وقَدِمَ الوالي وهو جريحٌ مُثقَلٌ، وأمر نائِبَ السلطنة عند ذلك بتجهيز الجيش إلى تلك الناحية، فساروا تلك الليلة ولله الحمد، وتقَدَّمهم حاجب الحجاب وتحدَّر إليه نائب صفد الأمير شهاب الدين بن صبح، فسبق الجيشُ الدمشقيُّ، ووجد الفرنجَ قد برزوا بما غَنِموا من الأمتعة والأسارى إلى جزيرةٍ تِلقاءَ صيدا في البحر، وقد أسر المسلمونَ منهم في المعركة شيخًا وشابًّا من أبناء أشرافهم، وهو الذي عاقهم عن الذَّهاب، فراسلهم الجيشُ في انفكاك الأُسارى من أيديهم، فبادرهم عن كلِّ رأس بخمسمائة فأخذوا من ديوان الأسارى مبلغ ثلاثين ألفًا، ولم يبقَ معهم- ولله الحمد- أحَدٌ، واستمر الصبيُّ من الفرنج مع المسلمين، وأسلم ودفَعَ إليهم شيخ الجريح، وعطش الفرنج عطشًا شديدًا، وأرادوا أن يرووا من نهر هناك فبادرهم الجيش إليه، فمنعوهم أن ينالوا منه قطرة واحدةً، فرحلوا ليلة الثلاثاء منشمرينَ بما معهم من الغنائم، وبُعِثَت رؤوس جماعة من الفرنج ممَّن قتِلَ في المعركة فنُصِبَت على القلعة بدمشق، وجاء الخبَرُ في هذا الوقت بأن إيناس قد أحاط بها الفرنج، وقد أخذوا الربيضَ وهم محاصِرونَ القلعة، وفيها نائب البلد، وذكروا أنهم قتلوا خلقًا كثيرًا من أهلها وذهب صاحِبُ حلب في جيشٍ كثيف نحوَهم، وفي يوم السبت رابع جمادى الآخرة قَدمَ رؤوس من قتلى الفرنج على صيدا، وهي بضعٌ وثلاثون رأسًا، فنُصِبَت على شرافات القلعة، ففرح المسلمون بذلك، ولله الحمد.

العام الهجري : 1258 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1842
تفاصيل الحدث:

في ليلةِ عشرين من رمضان أنزل اللهُ من الغيث العظيم على نجدٍ، فسالت منه الوديان، وضاقت من جَورِ سَيلِه الشعبان، وعمَّ جميع الأوطان والبلدان حتى أشفقوا من الغرق، فتضَرَّعوا إلى الله خوفًا من الغرق، فكان هذا السيلُ رحمة من الله للعباد والبلدان، وإنقاذًا من بعد السنين الشداد، فجرى به كلُّ وادٍ، وكان قد مضى على وادي سدير نحو أربع عشرة سنة ما عَمَّ بلدانَه سَيلُه، وغارت آبارُه وهلك كثيرٌ من نخله، فأخذ وادي منيخ أكثَرَ من خمسة أيام وجرت الأودية كلُّها بسيلٍ لم يُعرَفْ مِثلُه منذ أعوام، ونزل على الوشم مسيلٌ عظيم لم يُعرَف له نظير منذ ثلاثين سنة، حتى قيل: إن وادي بلد القرابين شال صخرةً عظيمة في مجراه ولا يدري أحد أين رماها، وجرى وادي حنيفة وخرب العامِرَ وخرب السيل في الفرع والخرج والجنوب، وجعل كلَّ عامرٍ
دامرًا، وعم الضِّرابَ والآكامَ، وابتهج به جميعُ الأنام، وهذه المنة الجسيمة كلها في هذه الليلة العظيمة، وذلك في الوسمي لسبعٍ مضين من حلول الشمس برج العقرب، وكان الناس في غاية الضعفِ مِن قلة البَذرِ وقِلَّة العوامل والرجال بعد سنين القحط، والوقت الشديد والجَدب المبيد، وغَور الآبار، وموت النخيل والأشجار، حتى جلا أهلُ البلدان ولم يبقَ في كُلِّ بلد إلا عُشرُ أهلِها، وتتابعت المصائب عليها، وتشتَّت شَملُها وتفَرَّقوا في الأقطارِ، وأكثَرُهم جَلَوا إلى البصرة وما حولها من الديار، ودام هذا الوقتُ كلَّ سنة بزيادةِ شِدَّةٍ إلى أن مضت تسعُ سنين، فأنزل الله لهم هذه السنة هذا السيلَ العظيم البركة، فكانوا على أوفَقِ التيسير في البَذرِ والعوامل والمحترفين، وسخَّر الله الغنيَّ للفقير، والمستأجِرَ للأجير، والمُعير للمستعير، حتى لم يحتَجْ حاجةً أحدٌ تلجِئُه إلى ترك الزرع، فضاقت كلُّ بلد بزروع أهلها، وزرعوا وَعْرَها وسهلها، وأعشبت الأرض من أوانها، وأربعت المواشي في وسط بلدانها وتزخرفت.

العام الهجري : 240 العام الميلادي : 854
تفاصيل الحدث:

هو أفلحُ بن عبدالوهاب بن عبدالرحمن بن رستم، إمامُ الرستميَّة الإباضيَّة الثالث في تاهرت، بويع له للإمامة بعد أبيه عام 190هـ، كان حازِمًا للأمورِ، وقد خرجت عليه كثيرٌ من الحروبِ والفِتَن، كان مؤيِّدًا للأُمَويِّين في الأندلس، وهو الذي أحرق مدينةَ العباسيَّة التي بناها الأغالبةُ عام 239هـ وكافأه على ذلك عبدُالرحمن الأوسط أميرُ الأندلس بمائة ألف دِرهَم، ودامت إمامتُه للرستمية خمسين سنة، واستخلف بعدَه ابنُه أبو اليقظان.

العام الهجري : 748 العام الميلادي : 1347
تفاصيل الحدث:

بعد وفاةِ أبي يحيى المتوكِّل أبي بكر الحفصي ظهَرَت فِتَنٌ أثارها أمراءُ البيت الحفصي؛ ممَّا أتاح الفرصةَ أمام بني مرين بزعامة مَلِكِهم أبي الحسن علي بن عثمان للانقضاضِ على دولتِهم، فسار إلى تونس واستولى عليها، وفَرَّ أبو الحسن بن أبي حفص عمر الثاني ملك الحفصيينَ، ثمَّ قبض عليه بعد ذلك وقُتِل، فتمَّ للمرينيين مُلكُ المغرب كلِّه الأقصى والأوسط والأدنى.

العام الهجري : 21 العام الميلادي : 641
تفاصيل الحدث:

هو خالدُ بن الوَليد بن المُغيرةِ بن عبدِ الله بن عَمرِو بن مَحْزومٍ القُرشيُّ المَخْزوميُّ، سَيْفُ الله، أبو سُليمانَ، كان أحدَ أَشرافِ قُريشٍ في الجاهِليَّة، وكان إليه أَعِنَّةُ الخَيلِ في الجاهِليَّة، وشَهِدَ مع كُفَّارِ قُريشٍ الحُروبَ إلى عُمرَةِ الحُديبيةِ، كما ثبَت في الصَّحيحِ: أنَّه كان على خَيلِ قُريشٍ طَلِيعَةً، ثمَّ أَسلَم في سَنةِ سبعٍ بعدَ خَيبرَ، وقِيلَ قَبلَها، أَرسَلهُ أبو بكرٍ إلى قِتالِ أهلِ الرِّدَّةِ فأَبْلَى في قِتالِهم بَلاءً عظيمًا، ثمَّ وَلَّاهُ حَربَ فارِسَ والرُّومِ، فأَثَّرَ فيهم تَأثيرًا شديدًا، وفتَح دِمشقَ، واسْتخلَفهُ أبو بكرٍ على الشَّامِ إلى أن عَزَلَهُ عُمَرُ، وقد قال عنه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: (نِعْمَ عبدُ الله وأخو العَشيرَةِ خالدُ بن الوَليدِ، سَيْفٌ مِن سُيوفِ الله سَلَّهُ الله على الكُفَّارِ). وقال خالدٌ عند مَوتِه: ما كان في الأرضِ مِن ليلةٍ أَحَبَّ إليَّ مِن ليلةٍ شَديدةِ الجَليدِ في سَرِيَّةٍ مِن المُهاجرين أُصَبِّحُ بهم العَدُوَّ فعَليكُم بالجِهادِ. مات خالدُ بن الوَليد بمدينةِ حِمْصَ وقِيلَ: تُوفِّيَ بالمدينةِ. فلمَّا تُوفِّيَ خرَج عُمَرُ إلى جِنازَتِه فقال: ما على نِساءِ آلِ الوَليدِ أن يَسْفَحْنَ على خالدٍ دُموعَهُنَّ ما لم يكُن نَقْعًا أو لَقْلَقَةً. قال ابنُ حَجَرٍ وهذا يَدُلُّ أنَّه مات في المدينةِ.

العام الهجري : 1218 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1803
تفاصيل الحدث:

على الرغم من معاهدة 1210ه بين الجزائر والولايات المتحدة، فإن السفنَ العثمانية التابعة لإيالة (ولاية) طرابلس بدأت في التعَرُّضِ للسفن الأمريكية التي تدخُلُ البحر المتوسط، وترتَّب على ذلك أن أرسَلَت الولايات المتحدة أسطولًا حربيًّا إلى ميناء طرابلس، هاجمت سفينتا حرب أمريكيتان تملك 35 مدفعًا السفُنَ الموجودةَ في ميناء طرابلس في ليبيا، إلَّا أن إحدى السفينتين (فلادليفيا) التي كانت تعدُّ أكبر سفينة في العالم في ذلك الوقتِ جنحت في المياه الضَّحلةِ في ميناء طرابلس، وتم أسرُ طاقَمِها المكون من 300 بحَّار، وطالب حاكِمُ طرابلس قرة مانلي يوسف باشا الولاياتِ المتحدة بدفع ثلاثة ملايين دولار تقَدَّم لهم كتعويضاتٍ قبلَ إطلاق سراح السفينة وطاقمِها، وطالب في نفس الوقت محمد حمودة باشا والي تونس الولاياتِ المتحدة بعشرة آلاف دولار سنويًّا. وظلت الولايات المتحدة تدفَعُ هذه الضريبة حمايةً لسفنها حتى سنة 1227هـ حيث سدَّد القنصل الأمريكي في الجزائر 62 ألف دولار ذهبًا، وكانت هذه هي المرة الأخيرة التي تسَدَّد فيها الضريبة السنوية.

العام الهجري : 1264 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1848
تفاصيل الحدث:

وفي هذه السنة منع اللهُ الغيثَ بحكمته، فلم يقَعْ في الأرض حَيَا في بلدان نجدٍ ولا غيمٌ ولا مطرٌ كثيرٌ ولا قليلٌ، من أولها إلى آخر الشتاء، وقتَ حلول الشمس برج الحوت، فقَنِط الناس قنوطًا عظيمًا؛ لأن الناس يقولون: ما نعلم أن السماء عَدِمَ فيها الغيم مثل هذه السنة، فلما كان رابعَ عشر صفر أنشأ الله الغيمَ في السماء فصَبَّ الغيث فامتلأ كلُّ وادي بما فيه، وضاقت مجاريه وخرَّب السيل في البلدان كثيرًا، فلم يأتِ آخر الليل إلا وكلُّ إنسان يستغيث ربَّه أن يرفعه عنهم، ثم عادهم السيلُ في رابع عشر ربيع الآخر ليلة الثلاثاء ويومَها على أول حلول الشمسِ برج الحمل، فجاء سيلٌ ضاقت منه الوديان وخرب البلدانَ في كُلِّ بلد من بلدان نجد، ثم عادها الحيَا على أول دخول جمادى الآخرة، واستمَرَّ على جميع البلدان المطرُ نحو أربعة عشر يومًا لم تطلُعِ الشمس، وكل يوم معه سيلٌ يجري، وحار الماءُ في وسط منازل البلدان حتى إنَّه ظهر في مسجد الجامع في بلد المجمعة، وسقط أكثَرُ من ثلثه، وظهر الماء في المجالس وبطون النخل، وأعشبت الأرض عشبًا لم يُعرَف له نظير!