الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 1740 ). زمن البحث بالثانية ( 0.006 )

العام الهجري : 232 العام الميلادي : 846
تفاصيل الحدث:

في حوالَيْ عامِ 232هـ ومع ضَعفِ الحُكام العباسيِّينَ بدأت تظهرُ أطماعُ بعضِ الوُلاةِ المحلِّيينَ في كَوْكبانَ وعلى رأسِهم يَعفُرُ بنُ عبدِ الرحمنِ الحَوَاليُّ. ومع أواخِرِ القرنِ التاسعِ الميلاديِّ، أصبحت اليَمنُ قاعدةَ عملياتٍ لحركةِ الشِّيعةِ الفاطميِّينَ. وقد عهِدَ يَعفُرُ بالسُّلطةِ لابنِه محمدٍ الذي فضَّلَ أن تكونَ مِن صَنعاءَ، ثم عهِدَ محمدُ بنُ يَعفُرَ بالسُّلطةِ بعدَ ذلك لابنِه إبراهيمَ، الذي اختَلَف مع أبيه على أسلوبِ الحُكم، وانتهي الأمرُ بقتلِ أبيه عامَ 892م/269هـ. تَبِعَ ذلك فوضى وتمَرُّدٌ بينَ القبائلِ وأهالي القُرى بَينَ السُّنِّيِّينَ والشِّيعةِ، وعَمَّ التَّوتُّرُ شوارعَ صَنعاءَ حتى أرسلَ الخليفةُ العباسيُّ في بغدادَ آنذاكَ، علِيَّ بنَ الحُسَينِ إلى اليَمنِ لِيقضيَ على الفِتنةِ ويَضعَ نهايةً لِلتَّمرُّدِ.
بعدَ استِدعاءِ ابنِ الحُسَينِ إلى بَغدادَ عامَ 895م/282هـ. اهتزَّتِ الأمورُ في صَنعاءَ، وحينَئِذٍ ظهرَ أوَّلُ إمامٍ زَيديٍّ ليتوَلَّى زِمامَ الأمرِ، وهو الإمامُ الهادي إلى الحقِّ يحيى بنُ الحُسَينِ، ولكنَّه لم يَستطِعْ أن يحُدَّ مِنَ الصِّراعاتِ، فعادَ بنو يَعفُرَ إلى الحُكمِ، ومع وفاةِ آخِرِ حُكَّامِهم عبدِ اللهِ بنِ قَحطانَ، انتهى حُكمُهم، وظلَّتِ البِلادُ في حالةِ فوضى سياسيةٍ إلى أن جاء إلى الحُكمِ سُلالةٌ أُخرى حاكمةٌ، وهم بَنو الصُّليحيِّ عامَ 1047م/439هـ.

العام الهجري : 297 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 910
تفاصيل الحدث:

هو أبو بكرٍ محمَّدُ بنُ داود بن عليِّ بن خلف الأصبهانيُّ المعروفُ بالظاهريِّ. ابنُ الإمامِ داودَ بنِ عليٍّ الظاهري, كان عالِمًا بارعًا, إمامًا في الحديث, أديبًا شاعِرًا ظريفًا، فقيهًا ماهرًا، اشتغل على أبيه وتَبِعَه في مذهبه ومَسلَكِه وما اختاره من الطرائِقِ وارتضاه، وكان أبوه يحبُّه ويقَرِّبُه ويُدنيه. كان أحدَ من يُضرَبُ المثَلُ بذكائه. تصَدَّرَ للفُتيا بعد والده، لَمَّا جلس للفتوى بعد والِدِه استصغروه، فدَسُّوا عليه من سأله عن حَدِّ السُّكرِ، ومتى يعَدُّ الإنسانُ سَكرانَ؟ فقال: إذا عَزَبَت- يعني: بعُدت وغابت- عنه الهُمومُ، وباح بسِرِّه المكتومِ، فاستُحسِنَ ذلك منه. كان مِن أجمل النَّاسِ وأكرَمِهم خلقًا، وأبلَغِهم لسانًا، وأنظَفِهم هيئةً، مع الدِّينِ والورَع، وكلِّ خَلَّةٍ محمودةٍ، مُحَبَّبًا إلى الناس. حَفِظَ القرآنَ وله سبعُ سنين، وذاكَرَ الرِّجالَ بالآدابِ والشِّعرِ وله عشرُ سنين، وكان يُشاهَدُ في مَجلِسِه أربعُمئة صاحبِ مِحبَرةٍ، وله من التآليفِ: كتابُ الزهرة، صنَّفه في عنفوان شبابِه، وهو مجموعٌ في الأدبِ، جمعَ فيه غرائبَ ونوادِرَ وشِعرٍ رائق، كتابُ (الإنذار والإعذار)، وكتاب (التقصِّي) في الفقه، وكتاب (الإيجاز) ولم يَتِمَّ، وكتاب (الانتصارُ من محمَّد بن جريرٍ الطَّبَري)، وكتاب (الوصولُ إلى معرفة الأصول)، وكتاب (اختلافُ مصاحف الصحابة)، وكتاب (الفرائض) وكتاب (المناسِك).

العام الهجري : 413 العام الميلادي : 1022
تفاصيل الحدث:

اتَّفَق أحَدُ المِصريِّينَ مِن أصحابِ الحاكِمِ مع جماعةٍ مِن الحُجَّاجِ المصريِّينَ على أمرٍ سُوءٍ، وذلك أنَّه لَمَّا كان يومُ النَّفرِ الأوَّلِ، طاف هذا الرجُلُ بالبَيتِ، فلما انتهى إلى الحَجَرِ الأسودِ جاء ليُقَبِّلَه فضَرَبه بدبوسٍ كان معه ثلاثَ ضَرَباتٍ مُتَوالياتٍ، وقال: إلى متى نعبُدُ هذا الحجَرَ؟ ولا مُحمَّدٌ ولا عليٌّ يَمنَعُني ممَّا أفعله، فإنِّي أهدم اليومَ هذا البيتَ، وجعل يرتَعِدُ، فاتَّقاه أكثَرُ الحاضرينَ وتأخَّروا عنه؛ وذلك لأنَّه كان رجُلًا طُوالًا جَسيمًا، وعلى باب المسجِدِ الحَرامِ جَماعةٌ مِن الفُرسان وُقوفٌ لِيَمنعوه ممَّن يريدُ مَنْعَه من هذا الفِعلِ وأراده بسُوءٍ، فتقَدَّمَ إليه رجلٌ مِن أهلِ اليَمَنِ معه خِنجَرٌ فوَجَأَه به، وتكاثَرَ النَّاسُ عليه فقَتَلوه وقَطَّعوه قِطَعًا، وحَرَّقوه بالنَّارِ، وتَتَّبَعوا أصحابَه فقتلوا منهم جماعةً، ونَهَبَت أهلُ مَكَّةَ الرَّكبَ المصريَّ، وتعدَّى النَّهبُ إلى غيرهم، وجَرَت خبطةٌ عَظيمةٌ، وفِتنةٌ كبيرةٌ جِدًّا، ثم سكَنَ الحالُ بعد أن تُتُّبِعَ أولئك النَّفَرُ الذين تمالَؤوا على الإلحادِ في أشرَفِ البلادِ، غيرَ أنَّه قد سقط من الحَجَرِ ثلاثُ فِلَقٍ مِثل الأظفارِ، وبدا ما تحتَها أسمَرَ يَضرِبُ إلى صُفرةٍ، مُحَبَّبًا مثل الخَشخاشِ، فأخذ بنو شيبةَ تلك الفِلَقَ فعَجَنوها بالمِسْكِ وحَشَوا بها تلك الشُّقوقَ التي بَدَت، فاستمسَكَ الحَجَرُ.

العام الهجري : 543 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1148
تفاصيل الحدث:

اشتَدَّ الغلاءُ بإفريقيَّةَ مِن سنة 537 إلى سنة اثنتين وأربعين حتى أكَلَ النَّاسُ بعضُهم بعضًا، وخَلَت القرى، ولحِقَ كثيرٌ مِن النَّاسِ بجزيرة صقلية، فاغتنمَ رجار مُتمَلِّكُها الفُرصةَ وبعث جرج، مُقَدَّم أسطولِه، فنزل على المهديَّة ثامِنَ صفر سنة 542، وبها الحَسَنُ بن علي بن يحيى بن تميم بن المعز بن باديس، ففَرَّ بأخَفِّ حِملِه وتَبِعَه الناس، فدخل جرج المهديَّةَ بغيرِ مانعٍ، واستولى على قَصرِ الأمير حَسَن، وأخذ منه ذخائِرَ نَفيسةً وحظايا بديعاتٍ، وعزم حَسَن على المجيءِ إلى مصر، فقَبَضَ عليه يحيى بن العزيز، صاحِبُ بجاية، ووكَلَ به وبأولادِه، وأنزله في بعضِ الجزائر، فبَقي حتى ملك عبدُ المؤمنِ بنُ علي بجاية سنة 547، فأحسنَ إلى الأمير حسن وأقَرَّه في خدمتِه، فلَمَّا مَلَك المهديَّةَ تقَدَّمَ إلى نائبه بها أن يقتديَ برأيِ حَسَن ويَرجِعَ إلى قوله، وكان عِدَّةُ مَن ملك منهم من زيري بن مناد إلى الحَسَن تسعةَ ملوك، ومُدَّةُ ولايتهم 208 سنوات، من سنة 335 إلى سنة 543, وفيها بَعَثَ رجار بن رجار مَلِكُ جزيرة صقلية إلى المهديَّة أُسطولَه، مائتين وخمسين من الشواني، مع جرجي بن ميخائيل، فجَدَّ في حِصارِها حتى أخَذَها في صفر، ومَلَك سوسة وصفاقس، وملك رجار بونة.

العام الهجري : 576 العام الميلادي : 1180
تفاصيل الحدث:

سار يوسُفُ بن عبد المؤمن إلى إفريقيَّةَ، وملك قفصة، وكان سبب ذلك أنَّ صاحِبَها علي بن عبد المعز بن المعتز لَمَّا رأى دخولَ الترك إلى إفريقيَّة واستيلاءهم على بعضها، وانقياد العرب إليهم؛ طَمِعَ أيضًا في الاستبدادِ والانفراد عن يوسف وكان في طاعته، فأظهر ما في نفسه وخالفه وأظهر العِصيان، ووافقه أهلُ قفصة، فقتلوا كلَّ من كان عندهم مِن الموحِّدين أصحابه، وكان ذلك في شوال سنة 572، فأرسل والي بجاية إلى يوسفَ بن عبد المؤمن يخبِرُه باضطراب أمور البلاد، واجتماعِ كثيرٍ من العرب إلى بهاء الدين قراقوش القائد الأيوبي الذي دخل إلى إفريقيَّة, فشرع يوسف بن عبد المؤمن في سدِّ الثغور التي يخافُها بعد مسيره، فلما فرغ من جميع ذلك جهَّز العسكر وسار نحو إفريقيَّة سنة خمس وسبعين، ونزل على مدينة قفصة وحَصَرها ثلاثة أشهر وهي بلدة حصينة، وأهلها أنجاد، وقطَعَ شَجَرَها، فلما اشتد الأمرُ على صاحبها وأهلها خرج منها مستخفيًا وطلب عفوَ أمير المؤمنين واعتذر، فَرَقَّ له يوسف فعفا عنه وعن أهل البلد، وتسلم المدينة أول سنة ست وسبعين وسيَّرَ علي بن المعز صاحِبَها إلى بلاد المغرب، فكان فيها مُكرمًا عزيزًا، وأقطعه ولايةً كبيرة؛ ورتَّب يوسف لقفصة طائفةً من أصحابه الموحِّدين.

العام الهجري : 610 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1214
تفاصيل الحدث:

هو السلطانُ أبو عبد الله الملك الناصر محمد بن يعقوب المنصور بالله يوسف بن عبد المؤمن بن علي القيسي, أميرُ الموحدين، وأمُّه رومية اسمها زهر. بويعَ له بعد أبيه سنة 595 بعهدٍ من أبيه، وكان أشقَرَ أشهَلَ أسيل الخَدِّ مليح الشكل، كثير الصمتِ والإطراق، شجاعًا مَهيبًا بعيدَ الغور، حليمًا عفيفًا عن الدماء، وفي لسانه لثغةٌ، وكان بخيلًا، وله عِدَّة أولاد. استوزر أبا زيد بن يوجان، ثم عزله، واستوزر الأمير إبراهيم أخاه، وكتب سرَّه ابن عياش، وابن يخلفتن الفازازي، وولي قضاءَه غير واحد. وكان قد استرد تونس والمهدية وما كان استولى عليه عليُّ بن غانية من إفريقيا، كما استولى على طرابلس الغرب وانتزعها من الأميرِ بهاء الدين قراقوش قائد الأيوبيين المصري، كما انتزع جزيرة ميورقة وما حولها من الجزر جزر الباليار من بني غانية، وكانوا نواب المرابطين فيها، وقاتل الأسبان فهزموه في وقعة العقاب عام 609, ولما عاد الناصرُ إلى مراكش أخذ البيعة لولده يوسف الملقب بالمستنصر بالله، ثمَّ احتجب في قصره إلى أن مات في هذا العامِ بعد أن أصيب بمرضٍ أيامًا، ومات في شعبانَ مِن هذه السنة، وكانت أيامُه خمسة عشر عامًا، وقام بعده ابنه المستنصرُ يوسف عشرة أعوام.

العام الهجري : 720 العام الميلادي : 1320
تفاصيل الحدث:

بعث السُّلطانُ الناصر محمد بن قلاوون ثلاثينَ فداويًّا من أهل قلعةِ مصياف للفَتكِ بالأمير قراسنقر، فعندما وصلوا إلى تبريز نمَّ بعضُهم لقراسنقر عليهم، فتَتَبَّعَهم وقبضَ على جماعة منهم، وقَتَلهم، وانفرد به بعضُهم وقد ركب من الأردو، فقفز عليه فلم يتَمَكَّنْ منه، وقُتِلَ، واشتَهَر في الأردو خبَرُ الفداوية، وأنهم حضروا لقَتلِ السلطان أبي سعيد وجوبان والوزير علي شاه وقراسنقر وأمراء المغول، فاحتَرَسوا على أنفسهم، وقبضوا عدَّة فداوية، فتحيل بعضُهم وعَمِلَ حمَّالًا، وتبع قراسنقر ليقفِزَ عليه فلم يلحَقْه، ووقع على كفلِ الفَرَسِ فقُتِل، فاحتجب أبو سعيد بالخركاه- بالخيمة- أحد عشر يومًا خوفًا على نفسِه، وطلب المجد إسماعيل، وأنكر عليه جوبان وأخرق به، وقال له: أنت كلَّ قليل تُحضِرُ إلينا هديةً، وتريد منا أن نكون متَّفِقينَ مع صاحب مصر، لتمكُرَ بنا حتى تقتُلَنا الفداوية والإسماعيليَّة، وهدَّدَه أنه يقتُلُه شَرَّ قِتلةٍ، ورسم عليه، فقام معه الوزيرُ علي شاه حتى أفرج عنه، ثم قَدِمَ الخبر من بغداد بأن بعض الإسماعيلية قفز على النائبِ بها ومعه سكينٌ فلم يتمكَّنْ منه، ووقعت الضربةُ في أحد أمراء المغول، وأن الإسماعيليَّ فَرَّ، فلما أدركه الطلبُ قَتَل نفسَه، فتنَكَّر جوبان لذلك، وجهَّزَ المجد السلامي إلى مصر ليكشِفَ الخبر، وبعثوا في أثره رسولًا بهديَّةٍ.

العام الهجري : 772 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1370
تفاصيل الحدث:

هو الشَّيخُ جمال الدين أبو محمد عبد الرحيم بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن إبراهيم الأرموي الإسنوي نزيلُ القاهرة، ولِدَ في العشر الأواخر من ذي الحجة سنة 704. وقدِمَ القاهرة سنة 721 وحَفِظَ التنبيه وسَمِعَ الحديث من الدبوسي والصابوني وغيرهما، وحدث بالقليل، وأخذ العلمَ عن الجلال القزويني، والقونوي، وغيرهما، وأخذ العربية عن أبى حيَّان، ثم لازم بعد ذلك التَّدريسَ والتصنيفَ, فدرَّسَ بالملكية والأقبغاوية والفاضلية، ودرس التفسير بالجامع الطولوني, وصنف التصانيف المفيدة منها: "المهمات والتنقيح فيما يرد على الصحيح" و"الهداية إلى أوهام الكفاية" و"طبقات الشافعية" وغير ذلك. كان فقيهًا ماهرًا، ومعلمًا ناصحًا، ومفيدًا صالحًا، مع البر والدين والتودد والتواضع، وكان يقَرِّبُ الضعيف المستهان به من طَلَبتِه، ويحرص على إيصال الفائدةِ إلى البليد، وله مثابرةٌ على إيصال البر والخير إلى كل محتاجٍ، مع فصاحةِ عبارة وحلاوة محاضرةٍ ومروءة بالغةٍ، كان بحرًا في الفروع والأصول محقِّقًا لِما يقول من النقول، تخرج به الفضلاءُ، وانتفع به العلماء, وقد ولِيَ وكالة بيت المال والحِسبة، ثم عزل نفسه عن الحِسبةِ؛ لكلام وقع بينه وبين الوزير في سنة 762 ثم عزَلَ نَفسَه من الوكالة في سنة 766، وكانت وفاتُه ليلة الأحد ثامن عشر من جمادى الأولى من هذه السنةِ.

العام الهجري : 788 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1386
تفاصيل الحدث:

هو الخليفةُ العباسي الواثِقُ عُمَرُ ابن الخليفة المستعصم بالله أبي إسحاق إبراهيم بن المستمسك بالله أبي عبد الله محمد بن الإمام الحاكم بأمر الله أبي العباس أحمد بن الحسن بن أبي بكر بن أبي علي إسحاق بن علي القبي. في يوم الاثنين الخامس والعشرين من شوال استدعى السلطانُ برقوق زكريَّا ابنَ الخليفة المعتصم بالله وأعلمه أنَّه يريد أن ينصِبَه في الخلافةِ بعد وفاة أخيه الواثق بالله عمر، ثم استدعى السلطانُ القضاة والأمراء والأعيان، فلما اجتمعوا أظهر زكريا المذكور عَهدَ عَمِّه المعتضد له بالخلافة، فخلع السلطانُ عليه خِلعةً غير خلعة الخلافةِ ونزل إلى داره، فلما كان يوم الخميس الثامن والعشرين منه طلع الخليفة زكريا إلى القلعةِ وأحضر أعيانَ الأمراء والقضاة والشيخ سراج الدين عمر البلقيني، فبدأ البلقينيُّ بالكلام مع السلطان في مبايعة زكريا على الخلافةِ، فبايعه السلطان أولًا، ثم بايعه من حضر على مراتِبِهم، ونُعِتَ بالمستعصم بالله، وخُلِعَ عليه خِلعةُ الخلافة على العادة، ونزل إلى داره وبين يديه القضاة وأعيان الدولة، ثم طلع زكريا في يوم الاثنين ثاني ذي القعدة وخلع عليه السلطان ثانيًا بنَظَرِ المشهد النفيسي على عادة من كان قبلَه مِن الخلفاء.

العام الهجري : 1206 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1792
تفاصيل الحدث:

رجعت النمسا عن تحالُفِها مع الروس ضِدَّ العثمانيين وعقدت صلحًا معهم وأعادت ما كانت أخذَته من العثمانيين، أما روسيا فقد استمَرَّت بالحرب واستولت على بعض المدنِ، فارتكبت من الجرائِمِ ما لا يوصف، ثم توسَّطت إنكلترا وهولندا للصلحِ بين الطرفين خوفًا على مصالحِهم، فكانت معاهدةُ ياش, أخذت بموجِبِها روسيا بلادَ القرم نهائيًّا، وبسارابيا وجزءًا من بلاد الشراكسة، والمنطقة الواقعة بين نهري بوغ ودنيسر، وأصبح هذا النهر الأخير فاصلًا بين الدولتين، كما تنازلت الدولةُ العثمانية عن مدينة أوزي. ويُذكَر أنَّ أهمَّ بنود هذه المعاهدة تبادُلُ أسرى الحرب، والسماحُ للرعايا الذين يعيشون خارِجَ دولتِهم بسبب الأزمات السياسية بالعودة إلى بلدانِهم الأصلية أو البقاء حسب رغباتهم. تتنازلُ الدولة العثمانية لروسيا عن ميناءِ أزوف وبلادِ القرم وشبهِ جزيرة طمان، وبلاد القويان وبساربيا، والأقاليم الواقعة بين نهري بجد والدينستر، ويكون النهرُ الأخير حدًّا فاصلًا بين الدولتين. تُرجِع روسيا للدولة العثمانية مناطِقَ: البغدان وأكرمان وكيلي وإسماعيل مقابِلَ أن تقوم الدولةُ بإعفاء رعايا البغدان من الضرائبِ، وعدم مطالبة روسيا بتعويضاتِ حرب أو ما شابه ذلك. يمنع الباب العالي رعايا دولته من الغارات على محافظتي تفليس وكاتالينا الروسيتين، وعلى السفن الروسية في البحر المتوسط، وعليه القيامُ بدفع تعويضات لأي أضرار تحدثُ بعد ذلك من قِبَل رعايا الدولة العثمانية.

العام الهجري : 1233 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1818
تفاصيل الحدث:

هو الأميرُ الشريف حمود بن محمد بن أحمد الحسني التهامي، ويُعرَفُ بأبي مسمار أمير من أشراف تهامة اليمن، كانت ولادته عام 1170هـ في قرية الملاحة من بلاد بني مالك بالسراة، كانت له ولأسلافه ولايةُ المخلاف السليماني من تهامة ودعوتهم لأئمة صنعاء. في سنة 1210 ثار حمود على ابن عمه علي بن حيدر، فنزل له عن إمارة عريش واستقلَّ بولاية أبي عريش وصبيا وضمد والمخلاف السليماني. واختطَّ مدينة (الزهراء) وبنى قلاعًا وأسوارًا. وكان شجاعًا كريمًا محبًّا للعمران، فيه دهاءٌ وحَزمٌ. وهو أولُ من استقَلَّ بالمخلاف السليماني عن أئمَّةِ صنعاء. وفي أيامِه استولت جيوشُ نجد على البلاد المجاورة له، فقاتلهم، فهزموه فانضوى إلى لوائِهم فدان بالدَّعوةِ السلفية، فأزال ما كان من أثَرٍ للبِدَعِ والوسائِلِ الشركية في بلادِه، وأصبح أميرًا من أمراء الإمام عبد العزيز بن محمد، ثم لابنه سعود، وقد قام بعملياتِ فتحٍ لصالح دولة الدرعية، فاستولى على اللحية والحُديدة وزَبيد وما يليها. وقد هزم الأميرُ حمود أبو مسهار قواتِ محمد علي باشا التي يقودُها سنان أغا في عسير، ثم وافاه الأجلُ بعد انتصاره بعشرة أيام عن عمر ثلاث وستين سنة، وقد دفن في قرية الملاحة مسقِطَ رأسه في الظهرة المعروفة بظهرةِ حمود نسبةً إليه، وهي واقعة على ضفاف كضامة الملاحة.

العام الهجري : 1411 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1991
تفاصيل الحدث:

كان رئيس الصومال محمد زياد بري قد أسَّس في مقديشو مكتبًا للمنظمة الديمقراطية الشعبية الأورومية المعارِضة في الحَبَشة لنظام منغستو ماريام رئيس الحبشة، فقامت الحَبَشة بمضاعَفة دَعْمها للمعارَضة الصومالية، ممَّا أدَّى إلى اشتداد القتال بين قوات الحكومة وفصائل المعارَضة التي زادت قوتها، وبان تفوقها، حتى اضطرَّ الرئيس محمد زياد بري إلى الهرب خارج الصومال في رجب 1411هـ / كانون الثاني 1991م، وتمكَّنت القوات المسلَّحة المعارِضة التي تتألَّف أكثريتُها من أفراد قَبيلة الهويه أنْ تدخُلَ مقديشو بقيادة العقيد محمد فارح عيديد، وتسلَّم علي مهدي محمد رئاسة الدولة مؤقتًا لمدة شهر، وعهِد إلى عمر عرتة برئاسة الحكومة المؤقتة، وهو من قَبيلة الهويه أيضًا، وهذا ما أثار القبائل الأُخْرى المشارِكة في المعارَضة، وزاد الأمرُ عندما أُبقيَ التسليح بيد قبائلِ الهويه فقطْ، حتى اشتدَّ الصراعُ بين الفصائلِ فاستقلَّ الشماليُّونَ وشكَّلوا جمهورية أرض الصومال برئاسة عبد الرحمن أحمد علي تور، وفي أقْصى الجنوب كان كِيان الحزب الاشتراكي الثوري المؤيِّد لزياد بري، وأُضرمت نارُ القتال بين الأطراف الصومالية، وانتشرت المجاعة والخوف وعدم الأمن على الأرواح والأعراض، وبدأ الناس يتساقطون مَوْتى، فمن نَجا من القتل قتلته المجاعةُ.

العام الهجري : 256 العام الميلادي : 869
تفاصيل الحدث:

كان أول ظهورٍ لثورة صاحب الزنج  الدعيِّ علي بن محمد عام 255هـ وبدأ يستفحل أمرُه وتوالت الحروب بينه وبين جيوش الخلافة مرَّةً تلو الأخرى، وكل ذلك لم يظفروا به، فدخل البصرةَ والسبخة والأبلة وعبادان والأهواز، حتى خافه كثيرٌ من أهل البصرة وفرُّوا خارج البصرة، فكان هذا بدايةً لدولتهم الجديدة المؤسَّسة أصلًا على الزنج من العبيد الفارِّين والمتمرِّدين على أسيادهم، ومَن أُسِرَ من العبيد في حروبِه.

العام الهجري : 358 العام الميلادي : 968
تفاصيل الحدث:

كانت نهايةُ الدَّولةِ الإخشيديَّة بعد أن توفِّيَ كافورُ الإخشيدي، حيثُ مَلَك بعده أحمدُ بنُ علي الإخشيدي عِدَّة أشهُرٍ، وأمورُ مِصرَ كانت سيِّئةً جدًّا، فالغلاء من جهةٍ والقَحطُ من جهة أخرى، وكثرة المغاربة من طرَفِ الفاطميِّينَ مِن جهةٍ أيضًا، فصارت أمورُ الدولة لا زمام لها؛ ممَّا أغرى المعِزَّ الفاطميَّ بالهجومِ عليها، فأرسل القائِدَ جَوهَرَ الصِّقليَّ فدخلها فكانت هذه نهايةَ الدَّولةِ الإخشيديَّة، وبداية الدَّولة الفاطميَّة في مصر.

العام الهجري : 360 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 971
تفاصيل الحدث:

كان بين جَعفرِ بنِ عليٍّ، صاحِبِ مدينةِ مَسيلة وأعمالِ الزَّاب، وزِيري الصِّنهاجيِّ مُحاسَدةٌ، فلمَّا كثُرَ تقَدُّمُ زِيري عند المعِزِّ ساء ذلك جعفرًا، ففارق بلادَه ولَحِقَ بزناتة فقَبِلوه قَبولًا عظيمًا، ومَلَّكوه عليهم عداوةً لزِيري، وعصيَ جعفرٌ على المعِزِّ الفاطميِّ، فسار زيري إليه في جمعٍ كثيرٍ مِن صنهاجة وغيرِهم، فالتقوا في شهر رمضان، واشتد القتالُ بينهم، فكبا بزيري فرسُه، فوقعَ فقُتِل.