الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3316 ). زمن البحث بالثانية ( 0.009 )

العام الهجري : 917 العام الميلادي : 1511
تفاصيل الحدث:

هو الأمير أبو الحسن علي بن موسى بن راشد بن علي بن سعيد بن عبد الوهاب مختطُّ مدينة شفشاون في العدوة الأخرى؛ حيث بنى قصبتها وشيَّدها وأوطنها بأهله وعشيرته، ونزل الناس بها فبَنَوا وصارت في عداد المدن، وكان من أهل الجهاد والمرابَطة خاصة على العدو ببلاد غمارة والهبط.

العام الهجري : 751 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1350
تفاصيل الحدث:

هو الشَّيخُ الإمامُ العلَّامةُ أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي الدمشقي الحنبلي المعروفُ بابن قَيِّم الجوزيَّة، فهو إمامُ الجوزيَّة، وابنُ قَيِّمِها، ولِدَ بدمشق في سابع صفر سنة 691, وسَمِعَ الحديث واشتغل بالعلم، وبَرَع في العلوم المتعَدِّدة، لا سيما علم التفسير والحديث والأصلين، ولَمَّا عاد الشيخ تقي الدين بن تيمية من الديار المصرية في سنة 712 لازَمَه إلى أن مات الشيخُ، فأخذ عنه علمًا جَمًّا لازمه قرابة 16 عامًا وتأثَّر به, وسُجِنَ في قلعة دمشق في أيام سجنِ ابن تيمية، وخرج بعد أن توفِّيَ شيخه عام 728 ولم يخَلِّفِ الشيخُ العلَّامة تقي الدين ابن تيميَّة مِثلَه، ومع ما سَلَف له من الاشتغال، صار فريدًا في بابِه في فنونٍ كثيرة، مع كثرةِ الطَّلَب ليلًا ونهارًا، وكثرة الابتهال، وكان حَسَن القراءة والخُلُق، كثيرَ التودد لا يحسُد أحدًا ولا يؤذيه، ولا يستعيبُه ولا يحقِدُ على أحد؛ قال ابن رجب: "كان ذا عبادةٍ وتهَجُّد وطولِ صلاةٍ إلى الغاية القصوى، وتألُّه ولَهَج بالذكر، وشَغف بالمحبة والإنابة والاستغفار، والافتقار إلى الله والانكسار له، والاطِّراح بين يديه على عتبة عبوديته، لم أشاهِدْ مِثلَه في ذلك، ولا رأيتُ أوسَعَ منه علمًا، ولا أعرَفَ بمعاني القرآن والسنَّة وحقائق الإيمان منه، وليس هو المعصومَ، ولكن لم أرَ في معناه مِثلَه، وقد امتُحِنَ وأوذيَ مَرَّات، وحُبِسَ مع الشيخ تقي الدين في المرَّة الأخيرة بالقلعة، منفرِدًا عنه، ولم يُفرَجْ عنه إلَّا بعد موت الشيخ, وكان في مُدَّة حبسه مشتغلًا بتلاوة القرآن بالتدبر والتفكر، ففُتِحَ عليه من ذلك خير كثير، وحصل له جانِبٌ عظيم من الأذواق والمواجيد الصحيحة، وتسَلَّط بسبب ذلك على الكلام في علومِ أهل المعارف، والدُّخولِ في غوامِضِهم، وتصانيفه ممتلئةٌ بذلك، وحَجَّ مرات كثيرة، وجاور بمكَّةَ، وكان أهلُ مكة يذكرون عنه من شِدَّة العبادة، وكثرة الطواف أمرًا يُتعَجَّب منه. ولازمت مجالِسَه قبل موته أزيدَ مِن سنة، وسَمِعتُ عليه قصيدته النونية الطويلة في السنة، وأشياء من تصانيفه، وغيرها " وقال ابنُ كثير: " كنتُ مِن أصحَبِ النَّاسِ له وأحَبِّهم إليه، ولا أعرف في هذا العالَمِ في زماننا أكثَرَ عبادةً منه، وكانت له طريقةٌ في الصلاة يطيلها جِدًّا ويمُدُّ ركوعَها وسجودَها، ويلومه كثيرٌ من أصحابه في بعضِ الأحيانِ، فلا يرجِعُ ولا ينزِعُ عن ذلك- رحمه الله" وقال ابن حجر العسقلاني: " كان إذا صلَّى الصبح جلس مكانَه يذكُرُ الله حتى يتعالى النَّهارُ، ويقول: هذه غَدوتي لو لم أقعُدْها سَقَطَت قُوايَ، وكان يقولُ: بالصبر واليقين تُنال الإمامةُ في الدين، وكان يقول: لا بد للسَّالك من همَّة تُسيِّرُه وترَقِّيه، وعلمٍ يُبَصِّرُه ويهديه. وكان مُغرًى بجمع الكتب فحصَّل منها ما لا يُحصَرُ حتى كان أولادُه يبيعون منها بعد موتِه دهرًا طويلًا سوى ما اصطَفَوه منها لأنفُسِهم" وله من التصانيف الكبار والصغار شيءٌ كثير، وهي أكثَرُ مِن أن تُحصَرَ هنا، ولكن من أشهرها: زاد المعاد في هَدْي خير العباد، وإعلام الموقعين عن ربِّ العالمين، ومدارج السالكين، وبدائع الفوائد، وطريق السعادتين، وشرح منازل السائرين، والقضاء والقدر، وجلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام، ومصايد الشيطان، ومفتاح دار السعادة، والروح، وحادي الأرواح، ورفع اليدين، والصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة، وتصانيف أخرى كثيرة؛ قال ابن حجر: "وكلُّ تصانيفه مرغوبٌ فيها بين الطوائف، وهو طويلُ النَّفَسِ فيها يتعانى الإيضاحَ جُهدَه، فيُسهِبُ جدًّا، ومعظمها من كلام شيخِه يتصَرَّفُ في ذلك، وله في ذلك مَلَكَة قويَّة، ولا يزال يدندِنُ حولَ مُفرداتِه ويَنصُرُها ويحتَجُّ لها" ومن نَظْمِه قصيدة تبلغ ستة آلاف بيت سمَّاها الكافية في الانتصار للفرقة الناجية. ومن تلاميذه ابنه برهان الدين إبراهيم، والإمام ابن رجب الحنبلي، والحافظ ابن كثير، والحافظ ابن عبد الهادي، والإمام الذهبي، والفيروزآبادي صاحب القاموس. توفِّيَ رحمه الله في دمشق ليلة الخميس ثالث عشر رجب وقتَ أذان العشاء وصُلِّيَ عليه بعد صلاة الظهر من الغد بالجامِعِ الأموي، ودفن عند والدته بمقابر الباب الصغير، وقد كانت جنازته حافلةً، شهدها القضاة والأعيان والصالحون من الخاصة والعامة، وتزاحم الناسُ على حمل نعشه، وكَمُل له من العمر ستون سنةً.

العام الهجري : 1337 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1918
تفاصيل الحدث:

انتهت الحربُ العالمية الأولى وخرجت إنجلترا ومن معها منتَشِين بالنصر، وكانت تُمنِّي المصريين بمنحِهم الاستقلالَ فورَ انتصارهم في الحرب، ولما كان الاحتلالُ مكَلِّفًا أكثر من إبقاء الدولة تابعةً لها بوضع أناسٍ يُخضِعون إدارتها، فتحصُلُ على ما تريد دون خسائرَ بشرية ولا خسائِرَ اقتصادية، فأظهرت اللِّينَ وأبدت الاستعدادَ لفكرة الاستقلالِ، وهيَّأت أشخاصًا مناسبين لها لهذا العمل الجديد، فأوحت لسعد زغلول بالتحرُّكِ، فدعا لاجتماع في صفر تمخَّض عن المطالبة بالاستقلال وتشكيلِ وفدٍ للسَّفَر إلى باريس لعرض القضية على مؤتمر الصُّلحِ، وتشكَّل الوفدُ مِن سعد زغلول، وعلي الشعراوي، وعبد العزيز فهمي، ولكِنَّ الأمر لا بدَّ له من ضجةٍ وضوءٍ ليبدوَ طبيعيًّا، فقامت إنجلترا بمنع الوفدِ مِن السفر وقبضت على سعد زغلول وغيره، ونُفيَ إلى مالطة فأصبح بطلًا وطنيًّا!! وقامت المظاهرات، ومنها المظاهرة النسائية المشهورة في ميدان التحرير، التي قادتها هدى شعراوي، وخلعت فيها الحجابَ وأحرقت صفية فهمي -زوجة سعد زغلول- حجابَها، وفعل بعضُ الساذجات المغفَّلات مثلَهنَّ، وكأن الحجابَ فرضته إنجلترا حتى يكون هذا مظهرًا من التنديد بالاستعمارِ!!! وقامت المظاهراتُ بالتخريب والتدمير بلا هدفٍ ولا مبرِّرٍ، ليس إلا التقليد الأعمى، فهم يدمرون بلادَهم هم لا بلادَ العدو، بل وسمِّيَ هذا الميدان فيما بعد "ميدان التحرير"!! واستقالت الوزارةُ واندلعت الثورةُ في أرجاء مصر، واعترفت أمريكا بالحماية الإنجليزية على مصر، ثم رُفِع الحظر على السفر، وأطلق سراح المنفيين في مالطة، فتألَّف وفدٌ جديد ضمَّ سعد زغلول، وعلي الشعراوي، وسينوت حنا، وجورج خياط، وغيرهم، وفي 11 رجب 1337هـ / 11 نيسان 1919م غادر الوفد البلادَ ووصل باريس، وبدأ الاتصال بالمسؤولين في مؤتمر الصلح، غير أن الأمور كانت مرتبةً وجاهزة كما يريد الصليبيون، وحدثت اضطراباتٌ بمصر، واتفقت كلمة شعب مصر أن الرأي للمفاوِضين في باريس ولهم القرار، ورفَضَ أيٌّ منهم المفاوضةَ داخل مصر َبغياب الوفد المصري، فسافرت لجنةُ ملنر التي جاءت إلى مصر للمفاوضة إلى لندن، ودعت المفاوضين للسفر من باريس إلى لندن للمفاوضة معهم، وتبيَّن أن أعضاء الوفد متفاوتون في درجة رضوخِهم للمفاوضات وشروطها، فرجع البعض لمصر وبقي البعض، منهم سعد زغلول، وبقيت الأمورُ بين أخذٍ وردٍّ، وكل ذلك إنجلترا تصِرُّ على إبقاء حامية إنجليزية في مصر، وفشلت المباحثات. ثم جرى اتفاقٌ بين المعتمد البريطاني في القاهرة وبين عبد الخالق ثروت، وعدلي يكن، وإسماعيل صدقي، وذلك في 14 جمادى الأولى 1340هـ / 12 كانون الثاني 1922م، نص الاتفاق على تأليف وزارة برئاسة عبد الخالق ثروت؛ شريطة موافقة الحكومة البريطانية على نقاطٍ، منها إلغاء الحماية والاعتراف بمصر مستقلةً، وإلغاء الأحكام العسكرية، وحماية المصالح الأجنبية وغيرها.

العام الهجري : 923 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1517
تفاصيل الحدث:

لما أخذ السلطان سليم الأول مصر ورأى غالبَ حكامِها من المماليك الذين وَرِثوها عن ساداتهم؛ رأى أنَّ بُعدَ الولايةِ عن مركز الدولة ربما أوجب خروجَ حاكِمِها عن الطاعة وتطَلُّبَه الاستقلال، فجعل حكومة مصر منقسمةً إلى ثلاثة أقسام، وجعل في كل قسم رئيسًا، وجعلهم جميعًا منقادين لكلمة واحدة هي كلمة وزير الديوان الكبير، وجعله مركَّبًا من الباشا الوالي من قِبَله، ومن بيكوات السبع وجاقات، وجعل للباشا مزيةَ توصيل أوامر السلطان إلى المجلس وحَفْظ البلاد وتوصيل الخَراج إلى القسطنطينية، ومنع كلًّا من الأعضاء العلو على صاحبه، وجعل لأعضاء المجلس مزيةَ نقضِ أوامر الباشا بأسبابٍ تبدو لهم وعزله إن رأوا ذلك، والتصديق على جميع الأوامر التي تصدر منه في الأمور الداخلية، وجعل حكَّام المديريات الأربع والعشرين من المماليك، وخَصَّهم بمزية جمع الخَراج في البلاد، وقَمْع العُربانَ وصَدهم عنها والمحافظة على ما في داخلها، وكل ذلك بأوامر تصدرُ لهم من المجلس، وجردَّهم عن التصرف من أنفسِهم، ولقب أحدَهم المقيم بالقاهرة بشيخ البلد، ثم رتب الخراج وقسَّمه أقسامًا ثلاثة، وجعل من القسم الأول ماهية عشرين ألف عسكري بالقطر من المشاة واثني عشر ألفا من الخيالة، والقسم الثاني يرسَل إلى المدينة المنورة ومكة المشرفة، والقسم الثالث يرسَل إلى خزينة الباب العالي، ولم يلتفت إلى راحة الأهالي بل تركها عُرضةً للمضارِّ كما كانت، ومن هذا الترتيب تمكَّنت الدولة العلية من إبقاء الديار المصرية تحت تصرفِها نحو مائتي سنة، ثم أهملت بعد ذلك هذه القوانينَ التي وضعها السلطانُ سليم من حين استيلائِه عليها، وكانت هي الأساس، ولم تلتفت الدولة لما كان يحصُلُ من المماليك من الأمور المخِلَّة بالنظام، فضعُفَت شوكة الدولة وهيبتُها التي كانت لها على مصر، وأخذ البكوات تُكثِرُ من المماليك وتتقَّوى بها، حتى فاقت بقوتها الدولة العثمانية في الديار المصرية، فآل الأمر والنهي لهم في الحكومةِ، وصارت الدولة صوريةً غيرَ حقيقية، وسبب ذلك إكثارُهم من شراء المماليك، ولو كانت الدولة العليَّة تنبهت لهذا الأمر ومنعت بيعَ الرقيقِ، لكانت الأمور باقيةً على ما وضعه السلطان سليم، ولكن غفَلَت عن هذا الأمر كما غفَلَت عن أمور كثيرة؛ ولذلك لحق الأهالي الذلُّ والإهانة، وهاجر كثيرٌ منهم إلى الديار الشامية والحجازية وغيرهما، وخربت البلاد، وتعطلت الزراعة من قلة المزارعين وعدم الاعتناء بتطهير الجداول والخلجان التي عليها مدار الخصب، ونتج من ذلك ومن خوف الدولة العليَّة مِن تمكُّن الباشا في الحكومة: أن تغلَّبَ البكواتُ وصارت كلمتُهم هي النافذةَ، وانفردوا بالتصَرُّف.

العام الهجري : 1222 العام الميلادي : 1807
تفاصيل الحدث:

في بداية حكم محمد علي لمصر دخل في مفاوضاتٍ مع الإنجليز استمرَّت أربعة أشهر أكَّدَ فيها جديَّتَه ورغبته المخلصة في الارتباطِ بهم، بل وطلب وضع نفسِه تحت حمايتهم، وهذا ما يؤكِّدُه تقرير القائد الإنجليزي فريزر قائد الحملة البريطانية على الإسكندرية، والذي تولى التفاوضَ مع محمد علي، الأمر الذي أدى- بعد اقتناعهم به- إلى تخلِّيهم عن أصدقائهم من المماليك. وقد تضمَّن التقرير الذي أعده فريزر ثم أرسلَه الى الجنرال مور في 16 أكتوبر من هذا العام أهمَّ جوانب هذه المفاوضات، وقد جاء فيه: "أرجو أن تسمحوا لي بأن أبسُطَ لكم ليكون... موضِعَ نظركم فحوى محادثة جرت بين باشا مصر والميجر جنرال شريروك والكابتن فيلوز أثناء قيامهما بمهمتهما لدى سمُوِّه. ولديَّ ما يجعلني أعتقد أن هذه المحادثة، ومن اتصالات خاصة كثيرة أخرى كانت لي معه، بأنه جادٌّ وصادقٌ فيما يقترحه. لقد أبدى محمد علي باشا والي مصر رغبته في أن يضع نفسه تحت الحماية البريطانية، ووعدناه بإبلاغ مقترحاتِه إلى الرؤساء في قيادة القوات البريطانية؛ كي يقوم هؤلاء بإبلاغها إلى الحكومة الإنجليزية للنظر فيها. ويتعهد محمد علي من جانبه بمنع الفرنسيين والأتراك أو أي جيش تابع لدولة أخرى من الدخولِ إلى الإسكندرية من طريقِ البحر وبعد الاحتفاظ بالإسكندرية كصديقٍ وحليف لبريطانيا العظمى، ولكنَّه لا مناص له من الانتظار أن تعاونَه إنجلترا بقواتها البحرية إذا وقع هجوم عليه من جهة البحر؛ لأنَّه لا يملك سفنًا حربية. ويوافق محمد علي باشا في الوقت نفسِه على تزويد كلِّ السفن البريطانية التي تقِفُ على بُعد من الاسكندرية بما قد تحتاج إليه من ماء النيل عند إعطائِها إشارةً يصير الاتفاق عليها"

العام الهجري : 1251 العام الميلادي : 1835
تفاصيل الحدث:

كان محمد علي باشا والي مصر يعمَلُ على تكوين دولة كبرى على حسابِ الدولة العثمانية، فضَمَّ السودان والشام وأجزاءً من بلاد اليونان والأناضول إلى سيطرته. وكان يَعُدُّ شبهَ جزيرة العرب من المناطق التابعة لدولته؛ ولهذا لم يكن غافلًا عما يجري في نجد من حركة لإعادة الدولة السعودية. ووجد أنَّ مِمَّا يسهل عَمَلَ الحملات العسكرية أن يترأَّسَها أحدُ أفراد الأسرة السعودية. وأراد محمد علي باشا التخاطبَ مع الإمام فيصل بن تركي، فأرسل إليه دوسري بن عبد الوهاب أبو نقطة، مبعوثًا ليكونَ وسيطًا بينهما. وطلب من الإمامِ فيصل إرسالَ الخَراج إليه، وتزويد القوات المصرية المحاربة في شبه الجزيرة العربية ببعض ما تحتاج إليه. ولكن الإمام لم يشأ أن يلبِّيَ هذه الطلبات، ربما لأنَّه خَشِيَ أن تُستعمَلَ ضِدَّه مستقبلًا. وفي الوقت نفسِه اتخذ موقفًا لينًا تجاه حكومة محمد علي، فأرسل هدايا ثمينة إلى أحمد باشا ممثِّل محمد علي في الحجاز مع أخيه جلوي بن تركي، على أملِ أن يكونَ في ذلك تعبيرٌ عن حُسنِ نيَّتِه تجاه الدولة. وأبدى استعدادَه لتلبية بعضِ طلبات القوات المصرية من الإبل. لكِنَّ محمد علي لم يقتنِعْ بذلك الموقف، فجهَّز حملة عسكرية بقيادة إسماعيل بك، ووضع على رأسِها -من الناحية الشكلية- خالد بن سعود بن عبد العزيز -الشقيق الأكبر للإمام عبد الله بن سعود- وكان خالد بن سعود قد أسَرَه إبراهيم باشا عند سقوط الدرعية، وأُرسِلَ إلى مصر مع بقَّية آل سعود، ووصلت الحملةُ إلى ينبع في هذه السنة.

العام الهجري : 733 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1333
تفاصيل الحدث:

عَمِلَ السُّلطانُ النَّاصِرُ محمد بن قلاوون بابًا من خَشَبِ السنط الأحمر، وصَفَّحه بفِضَّة زِنتُها خمسة وثلاثون ألفَ درهم وثلاثمائة درهم، ومضى به الأميرُ سيف الدين برسبغا الساقي إلى مكَّة، فقُلِعَ باب الكعبة العتيق، ورُكِّبَ هذا الباب وأخذ بنو شيبةَ الباب العتيق، وكان من خَشَبِ الساسم المصَفَّح بالفِضَّة، فوجدوا عليه ستين رطلًا من فِضَّة تقاسَموها فباعوها كلُّ دِرهمٍ بدرهمين، لأجلِ التبَرُّك، (وهذا خطأٌ من وجهَينِ: الأول: أنَّه رِبًا. والثاني: أنَّه لا يُتبَرَّكُ بمثل هذه الأشياءِ، وإن كانت بابًا للكعبة!) وتُرِكَ خَشَبُ ذلك الباب داخِلَ الكعبة، وعليه اسمُ صاحِبِ اليمن في الفردتين، واحدةٌ عليها: اللهُمَّ يا وليُّ يا عليُّ، اغفِرْ ليوسُفَ بنِ عُمَرَ بنِ عليٍّ.

العام الهجري : 1334 العام الميلادي : 1915
تفاصيل الحدث:

كانت أسرة سولونغ تحكم منطقة دارفور غرب السودان حتى عام 1293هـ، ثمَّ بعد أن أعيد الحُكمُ الإنجليزي على السودان وبعد معركةِ كرري 1316هـ غادر أم درمان علي دينار بن زكريا السولونغي ومعه عشرة أفراد، وانضم لهم في طريقِهم قرابةُ الألفي رجلٍ، واتجه نحو دارفور، ولما وصل الفاشر سلمت له وبدأت المنافسة بينه وبين إبراهيم علي الذي وضعته القواتُ الإنجليزية في دارفور، فتنازل إبراهيم لعلي دينار الذي استطاع أن يضبِطَ أمور دارفور وينشر الأمنَ، ثم بدأت شهرتُه تزداد حتى أصبحت الحكومةُ السودانيةُ الخاضعةُ للإنجليز تخافه؛ فقد وصل أمرُه إلى أن أصبح يرسِلُ محملًا للحجاز كأيِّ حاكمٍ مُسلمٍ، وبالمقابل رأى هو أنه لا يحصُلُ على حقِّه من الحكومة، بل إن كلَّ تعدٍّ عليه تسكت عنه الحكومة، وكلَّ متمرد عليه تؤويه الحكومة، وكان علي دينار قد أيَّد العثمانيين في الحرب العالمية الأولى، فسيَّرت الحكومة جيشًا من ثلاثة آلاف مقاتل أغلبُهم مصريون إلى دارفور، وجرت موقعةُ برنجية بين الطرفين، فهُزم علي دينار أمام هذا الجيش المجهَّز، وهرب إلى جبل مرة، ثم تبعوه وقُتِلَ في محرم 1335هـ / 6 تشرين الثاني 1916م وضُمَّت دارفور إلى السودان.

العام الهجري : 1307 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1890
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ العلَّامةُ الأميرُ السيد الشريف المحقِّقُ محيي السنة وقامِعُ البدعة: أبو الطيب محمد صديق بن حسن بن علي بن لطف الله القنوجي البخاري، نزيل بهوبال، ويرجع نَسَبُه إلى زين العابدين بن علي بن الحسين السبط بن علي بن أبي طالب. ولِدَ في بلدة "بريلي" موطِنِ جَدِّه من جهةِ الأمِّ، عام 1248هـ ولما بلغ السادسةَ مِن عمره توفِّيَ والدُه، فرحل مع أمِّه إلى قِنَّوج موطِنِ آبائهِ بالهندِ، فنشأ فيها في حجرِ أمِّه يتيمًا فقيرًا على العَفافِ والطهارة، وتلقَّى الدروس في علومٍ شتى على صفوةٍ مِن علماءِ قِنَّوج ونواحيها وغيرهم. درسَ صِدِّيق على شيوخٍ كثيرين من مشايخِ الهند واليمن، واستفاد منهم في علومِ القرآن والحديثِ وغيرهما، ولقد أجازه شيوخٌ كثيرون ذكَرَهم في ثَبتِه "سلسة العَسْجَد في مشايخ السند". وله تلاميذ كثيرون درَسوا عليه واستجازوه، وبعد عودتِه مِن الحجازِ إلى الهند انتقل العلامةُ صِدِّيق حسن خان من (قنوج) إلى مدينة (بهوبال) في ولاية (مادهيا براديش) في وسط الهند، وقد ذاع صيتُه في تلك الأيام، كإمام في العلومِ الإسلامية، ومؤلِّفٍ بارع في العلوم العقليَّةِ والنَّقلية، وكاتبٍ قديرٍ في اللغات العربية والفارسية والأوردية، ومجتهدٍ متواصلٍ في الدرس والتأليف والتدوين، ولم يلبَثْ أن تزوَّجَ بأميرة بهوبال (شاهجان بيجوم) التي كانت تحكُمُها حينذاك، تزوَّجَت به لَمَّا عَلِمَت من شَرَفِ نَسَبِه وغزارة عِلمِه واستقامة سيرتِه، سنة 1287هـ، وجعلَتْه مُعتَمِدَ المهامِّ، ومنحته أقطاعًا من الأرضِ الخراجيَّة تغلُّ له خمسين ألف ربيَّة في كلِّ سنة، وخلعت عليه ولقَّبَتْه الدولةُ البريطانيةُ الحاكِمةُ بالهند نواب أمير الملك سيد محمد صديق حسن خان بهادر، ومنحته حَقَّ التعظيم في أرض الهند بطولِها وعرضِها بإطلاقِ المدافِعِ سَبعَ عشرة طلقةً، وخلَعَت عليه بالخِلَعِ الفاخرةِ، ومنَحَه السلطانُ عبد الحميد خان الوسامِ المجيدي من الدرجةِ الثانية. عَمِلَ صديق خان وزيرًا لزوجته الأميرة (شاهجان بيجوم) ونائبًا عنها. كان زواجُ العلَّامة صديق حسن خان بالأميرة شاهجان وتلقُّبه بأمير بهوبال نقطةَ تحوُّلٍ لا في حياتِه العلميَّةِ فقط، بل في النشاطِ العلميِّ والعهد التأليفي في الهند كلِّها، فكان له موهبةٌ فائقةٌ في الكتابة وفي التأليف، حتى قيل إنَّه كان يكتُبُ عَشَرات الصفحاتِ في يوم واحد، ويكمِلُ كتابًا ضخمًا في أيام قليلة، ومنها كتب نادرةٌ على منهج جديد، وعندما ساعدته الظروفُ المَنصبيَّةُ والاقتصادية على بذل المالِ الكثيرِ في طَبعِها وتوزيعِها، تكَلَّلت مساعيه العلمية بنجاحٍ منقطعِ النظير. من مؤلَّفاتِه: فتح البيان في مقاصد القرآن، ونيل المرام من تفسير آيات الأحكام، والدين الخالص (جمع فيه آيات التوحيد الواردة في القرآن، ولم يغادر آيةً منها إلا أتى عليها بالبيان الوافي)، وعون الباري بحَلِّ أدلة البخاري (شرح كتاب التجريد)، والسراج الوهاج في كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجَّاج، والحِرز المكنون من لفظ المعصوم المأمون (في الحديث)، والرحمة المهداة إلى من يريد زيادةَ العلمِ على أحاديثِ المِشكاة، والجنة في الأسوة الحسنة بالسنَّة،(في اتباع السنة)، الحِطَّة في ذكر الصحاح الستة، والروضة الندية شرح الدرر البهية للقاضي محمد اليمني الشوكاني، وفتح العلام شرح بلوغ المرام لابن حجر العسقلاني، وحصول المأمول من علم الأصول (تلخيص إرشاد الفحول للشوكاني) (في أصول الفقه)، وقطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر، وغيرها كثير، قال عبد الحي الطالبي: "له مصنَّفاتٌ كثيرةٌ ومؤلَّفاتٌ شهيرة في التفسير والحديث، والفقه والأصول، والتاريخ والأدب، قلَّما يتَّفِقُ مثلُها لأحدٍ من العلماء، وكان سريعَ الكتابةِ حُلوَ الخَطِّ، يكتب كراستين في مجلسٍ واحدٍ بخَطٍّ خفيٍّ في ورقٍ عالٍ، ولكنه لا تخلو تأليفاتُه عن أشياءَ، إما تلخيص أو تجريد، أو نقل من لسانٍ إلى لسان آخر، وكان كثيرَ النقل عن القاضي الشوكاني، وابن القيم، وشيخه ابن تيمية الحراني، وأمثالهم، شديدَ التمَسُّك بمختاراتهم، وقد اعتراه مرَضُ الاستسقاء، واشتدَّ به المرضُ وأعياه العلاجُ واعتراه الذهولُ والإغماء، وكانت أناملُه تتحَرَّك كأنَّه مشغول بالكتابة، فلما كان نصفُ الليل فاضت على لسانِه كلمةُ أحِبُّ لقاءَ اللهِ، قالها مرة أو مرتين، وطلب الماءَ واحتُضِرَ، وفاضت نفسه، وكان ذلك في ليلة التاسع والعشرين من جمادى الآخرة سنة 1307هـ، وله من العُمرِ تِسعٌ وخمسون سنة وثلاثة أشهر وستة أيام، وشُيِّعَت جنازته في جمعٍ حاشدٍ، وصلِّيَ عليه ثلاث مرات، و كان قد أوصى بأن يُدفَنَ على طريقةِ السُّنَّة، فنُفِّذَت وصيَّتُه.

العام الهجري : 1420 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1999
تفاصيل الحدث:

وُلِدَ الشيخ عبد العزيز في الرياض في الثانيَ عَشَرَ من ذي الحِجة سنةَ 1330ه،ـ ونشأ في بيئة علمٍ وصلاحٍ، حفِظ القرآنَ قبل أنْ يبلُغَ سنَّ البلوغ، وكان قد بدأ يضعُفُ بصرُه إثْرَ مرضٍ أصابَه في عينَيْه حتى فقَدَ بصرَه نهائيًّا سنةَ 1350هـ، وعمرُه 20 عامًا، فزاد ذلك من هِمَّته لطلب العلمِ مُلازمًا العلماءَ بذكاءٍ مُفرطٍ، وذاكرةٍ حادَّةٍ، وسرعةِ بَديهةٍ، واستحضارٍ لمسائل العلمِ، معَ ما أُوتيَ من فِراسةٍ، وكان مُتواضِعًا زاهدًا حليمًا، واسعَ الصدرِ، كريمَ الأخلاق، وبرز -رحمه الله- في علومٍ شَتَّى في: التوحيد، والتفسير، والفقه، والأصول، والحديث، والفِرَق والمذاهب، وكان عالمًا ربَّانيًّا، تلقَّى علومَه على يد عدد من المشايخ مثلِ: الشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ، والشيخ سعد بن حمد بن عتيق، والشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ وغيرهم، وكان قد عُيِّن قاضيًا في الخَرْج، ثم الدلم، ثم أصبحَ بعد وفاة المفتي ابن إبراهيم مفتيًا للملكة العربية السعودية، وكان قد تولَّى التدريس بعد القضاء في المعهد العلمي بالرياض سنةَ 1372هـ، ثم أصبَحَ رئيسًا للجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية سنةَ 1395هـ، بعد أنْ كان نائبًا لرئيسها الأسبق ابن إبراهيم، كانت حياته مليئةً بالعلم والتعليم، قدَّم للأمة الإسلامية خلالَها من علمه وفِقهِه ما نفع اللهُ به المسلمين، ممَّا جعلَه إمامَ عصره بحقٍّ، وقد تركَ تُراثًا كبيرًا في شَتَّى العلوم من فتاوى، وشروح، ودروس في الفقه والتوحيد، وغيرها من فنون الإسلام، ومؤلَّفاتُه شاهدةٌ على صفاء ذهنِه وعِلمِه، وقد جُمعت رسائلُه وفتاواه في مجلَّدات، أمَّا وفاته فقد كان يشكو من عدة أمراضٍ -رحمه الله- ثم في ليلة الخميس ضاق نَفَسُه حتى نُقِلَ إلى مُستشفى الملك فَيْصل بالطائف، حيث تُوفيَ هناك في السابع والعشرين من محرم 1420هـ، ثم صُلِّيَ عليه في المسجد الحرام بعد صلاة الجمُعة، ودُفنَ في مَقبرةِ العدل، رحمه اللهُ تعالى، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيرَ الجزاء.

العام الهجري : 416 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1025
تفاصيل الحدث:

هو المَلِك مُشرف الدَّولة أبو عليٍّ بنُ بهاءِ الدَّولة بنِ عَضُدِ الدَّولةِ بنِ بُوَيهِ الديلميُّ الشِّيعيُّ. كان فيه عَدلٌ في الجُملةِ. وكان له العِراقُ في وقتٍ وشيراز وكرمان، ولأخيه سُلطانِ الدَّولةِ صاحِبِ فارِسَ بُخارى ثمَّ اصطلحا. وتمَلَّكَ بعد مُشرف الدَّولة أخوه جلالُ الدَّولة ببغداد. توفِّيَ مُشرف الدَّولة بمرضٍ حادٍّ، وله أربعٌ وعشرون سنة، وكان مُلكُه خَمسَ سِنينَ وخمسة وعشرين يومًا، واستقَرَّ الأمرُ على توليةِ أخيه جلالِ الدَّولة أبي طاهرٍ، فخُطِبَ له على المنابِرِ، وهو بالبصرة. فخُلِعَ على شَرفِ الملك أبي سعدِ بنِ ماكولا وزيره، ولَقَّبَه علم الدين سعد الدَّولة، أمين الملة، شرف الملك، ثمَّ إنَّ الجُندَ عَدَلوا إلى الملك أبي كاليجار بن سلطان الدَّولةِ بنِ بهاء الدَّولة ونوَّهوا باسمه، وكان وليَّ عهدِ أبيه سلطانِ الدَّولة الذي استخلَفَه بهاءُ الدَّولة عليهم، فخُطِبَ لهذا ببغداد، وكوتِبَ جَلالُ الدَّولة بذلك، فأُصعِدَ مِن واسط.

العام الهجري : 441 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1049
تفاصيل الحدث:

هو الحافِظُ أبو عبد الله مُحمَّدُ بنُ عليِّ بنِ عبد الله بن محمد الصوري، أحَدُ علماء الحديثِ؛ طلب الحديثَ بنَفسِه على الكِبَرِ، ورحَلَ في طلبه إلى الآفاق. كان من أعظَمِ أهل الحديث هِمَّةً في الطلب وهو شابٌّ، ثم كان من أقوى النَّاسِ على العمَلِ الصالحِ عزيمةً في حالِ كِبَرِه. كان صوَّامًا يَسرِدُ الصومَ إلَّا يومَيِ العيدينِ وأيام التشريق، وكان مع ذلك حَسَن الخُلُق جميلَ المعاشرة، محبًّا للشِّعرِ، وقد ذهبت إحدى عَينيه، وكان يكتُبُ بالأخرى المجَلَّدَ في جزءٍ. قال أبو الحسن الطيوري: "يقال إنَّ عامَّةَ كُتُبِ الخطيبِ سوى التاريخِ مُستفادةٌ مِن كُتُبِ أبي عبد الله الصوري، لَمَّا مات ترك كتبَه اثني عشر عِدلًا عند أخيه، فأخذ الخطيبُ بعض تلك الكتب فحوَلَّها في كتُبِه", وكان سبَبُ مَوتِه أنَّه افتصد فوَرِمَت يدُه، وقيل إنَّ ريشةَ الفاصد كانت مسمومةً لِغَيره فغَلِطَ ففَصَده بها، فكانت فيها منيَّتُه، فحُمِلَ إلى المارستان فمات به، ودُفِنَ بمقبرة جامع المدينة، وقد نَيَّف على الستين.

العام الهجري : 594 العام الميلادي : 1197
تفاصيل الحدث:

لَمَّا ورد رسولُ ملك الخطا التُّرك الكُفَّار على خوارزم شاه، أعاد الجوابَ: إنَّ عَسكَرَك إنَّما قَصَد انتزاعَ بلخ، ولم يأتُوا إلى نصرتي، ولا اجتَمَعْتُ بهم، ولا أمرتُهم بالعبور، إن كنتُ فعلْتُ ذلك، فأنا مقيمٌ بالمال المطلوب مني، ولكِنْ حيث عجزتم أنتم عن الغوريَّة عُدتُم عليَّ بهذا القول وهذا المطلب، وأمَّا أنا فقد صلحت مع الغورية، ودخلت في طاعتِهم، ولا طاعةَ لكم عندي، فعاد الرسولُ بالجواب، فجَهَّزَ ملك الخطا جيشًا عظيمًا وسَيَّرَه إلى خوارزم فحصروها، فكان خوارزم شاه يخرجُ إليهم كل ليلة، ويقتُلُ منهم خلقًا، وأتاه من المتطوِّعة خلقٌ كثير، فلم يَزَلْ هذا فِعْلَه بهم حتى أتى على أكثَرِهم، فدخل الباقون إلى بلادِهم، ورحل خوارزم شاه في آثارهم، وقَصَد بخارى فنازلها وحَصَرها، وامتنع أهلُها منه، وقاتلوه مع الخطا، فلم يَزَلْ هذا دأبَهم حتى ملك خوارزم شاه البلدَ بعد أيام يسيرة عَنوةً، وعفا عن أهله، وأحسَنَ إليهم، وفَرَّقَ فيهم مالًا كثيرًا، وأقام به مُدَّةً ثم عاد إلى خوارزم.

العام الهجري : 744 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1343
تفاصيل الحدث:

هو حَسَنُ بن الشيخ محمد السكاكيني، كان والده الشيخ محمد السكاكيني يَعرِفُ مَذهَب الرافِضةِ الشِّيعةِ جَيِّدًا، وكانت له أسئلةٌ على مذهب أهلِ الجَبْرِ، ونَظَم في ذلك قصيدةً أجابه فيها شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميَّةَ رحمه الله، وذكر غيرُ واحدٍ مِن أصحابِ الشَّيخِ أنَّ السكاكيني ما مات حتى رجع عن مذهَبِه، وصار إلى قَولِ أهلِ السنَّةِ، فالله أعلم، وقيل إنَّ وَلَدَه حَسَنًا هذا القبيحَ، كان قد أراد قَتْلَ أبيه لما أظهر السُّنَّةَ. قُتِلَ حَسَن بسوق الخيل في صبيحة يوم الاثنين الحادي والعشرين من جمادى الأولى على ما ظهَرَ منه من الرَّفضِ الدَّالِّ على الكُفرِ المَحضِ، بعد أن شُهِدَ عليه عند القاضي شرف الدين المالكي بشهاداتٍ كثيرةٍ تدُلُّ على كُفرِه، وأنَّه رافِضيٌّ جَلْدٌ، فمن ذلك تكفيرُ الشَّيخينِ- رَضِيَ اللهُ عنهما- وقَذْفُه أمَّيِ المُؤمِنينَ عائشةَ وحفصةَ- رَضِيَ اللهُ عنهما- وزَعَم أنَّ جبريلَ غَلطَ فأوحى إلى محمَّدٍ، وإنَّما كان مُرسَلًا إلى عليٍّ! وغيرُ ذلك من الأقوالِ الباطلة القبيحةِ- قَبَّحَه اللهُ.

العام الهجري : 840 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1436
تفاصيل الحدث:

في محرم خرج من مدينة بجاية بإفريقية أبو الحسن علي ابن السلطان أبى فارس عبد العزيز ملك الحفصيين، حتى نزل على قسنطينة، وحصرها، ثم في شهر صفر سار أبو عمرو عثمان بن أبي عبد الله محمد ابن السلطان أبى فارس عبد العزيز من مدينة تونس يريد قسنطينة؛ لقتال عمه أبي الحسن علي.