الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 1185 ). زمن البحث بالثانية ( 0.006 )

العام الهجري : 361 العام الميلادي : 971
تفاصيل الحدث:

لَمَّا كان مِن أمرِ دُخولِ الرُّومِ وبُلوغِ الخبر إلى بغداد، وتجهَّزت العامَّةُ للغَزاةِ، وقعت بينهم فتنةٌ شديدة بين الروافض وأهل السُّنة، وأحرق أهلُ السُّنَّة دُورَ الرَّوافِضِ في الكرخ، وقالوا: الشَّرُّ كُلُّه منكم، وثار العيَّارون ببغداد يأخذون أموالَ النَّاسِ، وتناقَضَ النَّقيبُ أبو أحمد الموسوي والوزيرُ أبو الفضل الشيرازي، وأرسل بختيار عزُّ الدولة بن معز الدولة إلى الخليفةِ المُطيع لله يطلُبُ منه أموالًا يستعين بها على هذه الغزوةِ، فبعث إليه الخليفةُ يقول: لو كان الخراجُ يجيء إلي لدَفَعتُ منه ما يحتاج المُسلِمونَ إليه، ولكن أنت تصرِفُ منه في وُجوهِ ليس بالمُسلمينَ إليها ضرورةٌ، وأمَّا أنا فليس عندي شيءٌ أُرسِلُه إليك, فتردَّدَت الرُّسُلُ بينهم وأغلَظَ بختيار للخليفةِ في الكلامِ وتهَدَّده، فاحتاج الخليفةُ أن يحَصِّلَ له شيئًا فباع بعضَ ثيابِ بَدَنِه وشيئًا مِن أثاث بيته، ونقضَ بعضَ سُقوفِ داره وحصَلَ له أربعمائة ألف درهم فصَرَفَها بختيار في مصالحِ نَفسِه، وأبطل تلك الغزاةَ، فنَقِمَ الناس للخليفةِ وساءهم ما فعَلَ به ابنُ بُوَيه الرافضيُّ مِن أخْذِه مالَ الخليفةِ وتَرْكِ الجِهاد.

العام الهجري : 452 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1060
تفاصيل الحدث:

حَصَرَ عِزُّ الدَّولةِ محمودُ بن شِبْلِ الدَّولةِ نَصرِ بن صالحِ بن مِرداس الكِلابي مدينةَ حَلَب، وضَيَّقَ عليها، واجتَمعَ مع جَمعٍ كَثيرٍ من العَربِ، فأَقامَ عليها، فلم يَتمكَّن مِن فَتحِها، فرَحلَ عنها، ثم عاوَدَها فحَصرَها، فمَلَكَ المدينةَ عَنوةً، بعدَ أن حَصرَها، وامتَنعَت القَلعةُ عليه. -كانت حَلبُ أوَّلًا بِيَدِ ثمالِ بن صالحِ بن مِرداس؛ لكنَّ أَهلَ حَلبَ لمَّا خَرجَ ثمالٌ إلى مِصرَ سَلَّموها إلى مَكينِ الدَّولةِ الحَسنِ بن عَليِّ بن ملهمٍ والي المُستَنصِر الفاطمي-. أَرسلَ مَن بِحَلبَ إلى المُستَنصِر، صاحبِ مِصر ودِمشق، يَستَنجِدونَه، فأَمرَ ناصرُ الدولةِ أبا محمد الحسينَ بنَ الحسنِ بن حمدان، الأميرَ بِدِمشق، أن يَسيرَ بمَن عندَه مِن العَساكرِ إلى حَلبَ يَستَردَّها من محمود، فسار إلى حَلبَ، فلمَّا سَمِعَ محمودٌ بِقُربِه منه خَرجَ مِن حَلبَ، ودَخلَها عَسكرُ ناصرِ الدولةِ فنَهَبوها، ثم إنَّ الحربَ وقعت بين محمود وناصرِ الدولةِ بظاهرِ حَلبَ، واشتَدَّ القِتالُ بينهم، فانهَزمَ ناصرُ الدولةِ وعاد مَقهورًا إلى مِصر، ومَلَكَ محمود حَلبَ، واستقام أَمرُه بها، وهذه الوقعة تُعرَف بوقعة الفُنَيْدِق، وهي مشهورة، وكان ذلك في شعبان.

العام الهجري : 614 العام الميلادي : 1217
تفاصيل الحدث:

قَدِمَ السلطانُ علاء الدين خوارزم شاه محمد بن تكش من همدان قاصدًا بغداد في أربعمائة ألف مقاتل، وقيل في ستمائة ألف، فاستعَدَّ له الخليفة واستخدم الجيوَش وأرسل إلى الخليفةِ يطلُبُ منه أن يكون بين يديه على قاعدةِ مَن تقَدَّمه من الملوك السلاجقة، وأن يَخطُبَ له ببغداد، فلم يجِبْه الخليفة إلى ذلك، وأرسل إليه الشيخ شهاب الدين السهروردي، فلما وصل شاهدَ عند خوارزم شاه من العظمةِ وكثرة الملوك بين يديه وأخذَ السهروردي في خطبةٍ هائلة فذكر فيها فضلَ بني العباس وشرَفَهم، والترجمان يعيد على السلطانِ خوارزم شاه، فقال السلطانُ أمَّا ما ذكرتَ مِن فضل الخليفة فإنَّه ليس كذلك، ولكني إذا قَدِمتُ بغداد أقمتُ من يكون بهذه الصِّفة، وانصرف السهروردي راجعًا، وأرسل الله تعالى على خوارزم شاه وجنده ثلجًا عظيمًا ثلاثة أيام حتى طَمَّ الخيامَ والخراكي -لفظ فارسيٌّ يعني بيتًا من الخشب- ووصل إلى قريب رؤوس الأعلام، وتقطَّعت أيدي رجالٍ وأرجُلُهم، وعَمَّهم من البلاء ما لا يُحَدُّ ولا يوصف، فمات كثيرٌ من الدواب والرجال، فلم يحقِّق خوارزم شاه ما جاء لأجلِه، وخاف أن يتغلَّب التَّترُ على بلاده؛ إذ قد بدأوا بالتحرُّك، فرجع إلى بلاده!

العام الهجري : 846 العام الميلادي : 1442
تفاصيل الحدث:

قام أميرُ الصرب جورج برنكوفتش بمهاجمة السلطان مراد الثاني العثماني، واستطاع أن يفتح جزءًا من بلاد الصرب، وحاصر مدينة بلغراد ستة أشهر، وغادرها أميرها نائب السلطان العثماني متوجهًا إلى بلاد المجر، ثم غادرها أيضًا, وأرسل جيشه للهجوم على ترانسلفانيا من أملاك المجر -تقع في الجزء الغربي من رومانيا- غير أن جيشه هُزم، وقُتل قائِدُه مع عشرين ألفًا من جند المسلمين، وانسحب العثمانيون إلى ما بعد نهر الدانوب، فأرسل السلطان مراد الثاني جيشًا آخر قوامه ثمانون ألفًا غير أنه هُزِمَ، وأُسر قائده سنة 845، وسار الجيش المجري بعد ذلك إلى بلاد الصرب، فالتقى في هذا العام بالسلطان مراد الثاني نفسه، فنشبت بين الفريقين ثلاثة معارك هُزم فيها السلطان كلها، واضطر إلى توقيع معاهدة تنازل فيها السلطان عن الأفلاق للمجر، ورَدَّ الصرب بعض المواقع، وكانت مدة هذه الهدنة عشر سنين، ويُذكر أنه اشترك مع الجيش المجري أعداد من الصليبيين من بولندا وفرنسا وألمانيا والبندقية وجونيه وأفلاق وصرب وغيرهم، ولكن البابا لما بلغه خبر هذه المعاهدة أرسل مندوبًا مِن قِبَلِه، وهو سيزاريني- إلى ملك المجر، وأمره أن يرفضَ هذه المعاهدة وينقُضَها.

العام الهجري : 891 العام الميلادي : 1486
تفاصيل الحدث:

بعد القتال الذي دار بين أمراء بني نصر على الملك، بقيت هذه الفتنة بينهم إلى أن تم الاتفاق على أن تنقسمَ المملكة إلى قسمين؛ القسم الأول: وهو غرناطة ومالقة، يكون تحت ملك أبي عبد الله محمد بن سعد المعروف بالزغل، والقسم الثاني: وهو القسم الشرقي يكون تحت ملك ابن أخيه محمد بن علي المعروف بأبي عبد الله الصغير، ولكن هذا الأخير لم يلبث أن نقض الاتفاق وظهر فجأة في ساحة البيازين بغرناطة، وأذاع عقده للصلح مع الإسبان، وأنهم أمدوه بالرجال والعتاد، وبينما كان الأمير محمد بن سعد الزغل في طريقه إلى غرناطة بلغه خبر أن غرناطة قد قامت بدعوة ابن أخيه محمد بن علي, وأنه دخل البلد بقيام البيازين معه وملكه لها، وقتل القواد الذين كانوا بالبلد يقاتلونه، فرجع الأمير محمد بن سعد عند ذلك على عَقِبه يريد البشرة، فسار إلى وادي آش ممتنعًا بقواته فيها، وبعد هذا الاستيلاء انقسم ما تبقى من غرناطة إلى قسمين؛ الأول: ويحوي غرناطة وأعمالها اختص به أبو عبد الله محمد الصغير، الثاني: يضم وادي آش وأعماله اختص به عمه أبو عبد الله محمد الزغل.

العام الهجري : 979 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1571
تفاصيل الحدث:

كانت إيطاليا وإسبانيا تقدران أهمية جزيرة قبرص، وشاع في أوروبا تكوُّنُ حِلف ضِدَّ السلطان، ولكن لم يُعمَلْ شَيءٌ في حينه لإنقاذ قبرص من العثمانيين الذين نزلوها بقوة كاسحة، نفذت إلى الجزيرة بدون صعوبة، ووقفت مدينة فامرجستا الحصينة أمام العثمانيين بقيادة باحليون وبراجادنيو الذين واجهوا القوة العثمانية التي بلغ عددُ مقاتليها مائة ألف, واستعمل خلالها العثمانيون جميعَ وسائل الحصار المعروفة، مِن فَرٍّ وكَرٍّ، وزرع للألغام، ولم ينتج أي تأثير على الحامية، ولو وصلت قوة النصرانية للنجدة، لصار العثمانيون في خطرٍ، إلا أنَّ المجاعة قامت بعملها، واستسلمت المدينةُ في ربيع الثاني من هذه السنة، ونَقَلت الدولةُ العثمانية بعد فتحِها لقبرص عددًا كبيرًا من سكان الأناضول الذين لا يزال أحفادُهم مقيمين في الجزيرة حتى الآن، ورغم ترحيبِ القبارصة الأرثوذكس بالحكم العثماني الذي أنقذهم من الاضطهاد الكاثوليكي الذي مارسته البندقية لعدة قرون، إلَّا أن احتلال العثمانيين أثار الدولة الكاثوليكية، ثم عرضت البندقيةُ الصلحَ مع الدولة العثمانية، فجرت بين الطرفين معاهدة تتخلى بموجِبِها البندقيةُ عن قبرص لصالح العثمانيين، وتحتفظ البندقية بجزيرة كريت وجزر الأرخبيل اليوناني، مع دفع غرامة مالية حربية خوفًا من تجديد القتال.

العام الهجري : 1254 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1838
تفاصيل الحدث:

كانت معاهدة بلطة ليمان معاهدةً تجارية وُقِّعَت بين الدولة العثمانية والمملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا؛ لتنظيم التجارة الدولية. وتمَّ تحديد الرسوم لتكون 5 % على الواردات، و12 % على الصادرات، و3 % على البضائع المارة (ترانزيت). كما وافق العثمانيون على إلغاء جميع الاحتكارات. ففي عام 1831 قاد إبراهيم باشا بن محمد علي باشا حملةً عسكريةً ناجحةً في بلاد الشام، منَصِّبًا نفسَه حاكمًا، وبدأ في عَصْرَنة دولته. وقد كان هناك قَلَقٌ في المملكة المتحدة من احتمال تأسيس دولة مستقلة متحالِفة مع الإمبراطورية الروسية ضِدَّ العثمانيين وبلاد فارس القاجارية (فاستقلال ووحدة أراضي كل من الدولة العثمانية وبلاد فارس كانت من الأمور البالغة الأهمية للمصالح البريطانية في المنطقة). كما كان هناك العديدُ مِن الشكاوى من رجال الأعمال البريطانيين من تعَرُّضِهم لرسوم تُفرَضُ على بضائعِهم المارَّة عبرَ أراضي الدولة العثمانية، وكذلك تعَرُّضهم لرسوم عشوائية من الباشوات المحليين. وعندما رفض محمد علي تنفيذَ الاتفاقية بسبب ما تشَكِّلُه من تهديد لمشروعِه التصنيعي الناشئ، أمهله السلطانُ محمود الثاني فترةَ سماح لمدة سنة، ولكنَّ محمد علي رفض بعدها الالتزامَ بالمعاهدة.

العام الهجري : 1275 العام الميلادي : 1858
تفاصيل الحدث:

في عام 1821م أُلقِيَ القبض على فلاديميرسكو زعيمِ مولدافيا ونُفِّذَ به حكم القتل بتهمةِ الخيانة؛ لأنه كانت له محاولات للخروجِ عن السلطنة العثمانية. ومع ذلك استمرت الثورات في رومانيا، التي أدَّت إلى معاهدة 1829م التي سُمِح لروسيا بموجِبِها باحتلالِ الإمارات الرومانية. وأصبح أميرُها يُعيَّنُ لمدى الحياة بالتوافُقِ ما بين القيصر الروسي والسلطان العثماني. وبعد عِدَّةِ ثورات قامت في تلك الإمارات قرَّر المؤتمَرُ الدولي في سنة 1858م منْحَ الإمارات نظامَ حُكمٍ ذاتي تستَمِرُّ بموجِبِه بدَفعِ الضريبة للسُّلطان العثماني, وفي عام 1881م أُعلِنَ استقلال رومانيا، وأصبح الأمير كارول المَلِكَ الأول، واستمَرَّت الحياة السياسية في العهد الملكي كما كانت عليه في السابقِ من تناوب الحُكمِ بين المحافِظين (البويار) من جهةٍ، والبورجوازيين والمثقفين والليبراليين من جهة ثانية. ووقع الاختيارُ على الأمير شارل دو هوهنزولرن سيغمارتغن الذي اتخَذَ اسم كارول دو رومانيا وأصدَرَ دستورًا جديدًا (1866م). في عام 1876م قرَّر الأمير كارول الاشتراكَ بالحرب الروسية التركية التي اندلعت في عام 1876م. لكنْ جاءت النتائج مخيِّبةً للآمال؛ إذ استُبعِدَت رومانيا عن المفاوضاتِ, وجاءت معاهدةُ السلام بعد عِدَّةِ حروب وقَعَت في المنطقة؛ لتثبت حدود «رومانيا الكبرى».

العام الهجري : 1325 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1907
تفاصيل الحدث:

كان الناسُ في مِصرَ على تيارات ثلاثة، تيار "الحركة الوطنية"، وكانت ضِدَّ الاحتلالِ الإنجليزيِّ وتيار "جماعةِ الاحتلال" التي تتلقَّى الدعم الإنجليزيَّ وتعيش عليه، وتيار "جماعة قصر عابدين" التي تؤيِّد الخديوي الذي يكرَهُ الاحتلالَ لكِنَّه راضِخٌ له، وبدأت وسائِلُ إعلام كلُّ تيارٍ بالصِّراعِ، وبناءً على هذه التيارات نشأت الأحزابُ السياسية، فأُعلِنَ في 16 رمضان عن تأسيس "الحزب الوطني"، رغم قيامِه فعليًّا قبل هذا التاريخِ، ويتزعَّمُه مصطفى كامل، ويرى العمَلَ على الاستقلالِ ضِمنَ دولةِ الخلافةِ العثمانية، ومن الضروريِّ وجودُ حِزبٍ واحدٍ تنضوي تحت لوائِه كلُّ العناصر الوطنية لمقاومةِ المحتَلِّين، وظهر "حزب الأمة" في 11 شعبان بعد أن تحوَّلت شركةُ الجريدة إلى حزبٍ، و "حزبُ الملاكِ" ورئيسُه محمود سليمان ويرى الاستقلالَ الكامِلَ وضرورة الاشتراك في الحُكمِ، وكان تأثيرُ محمد عبده واضحًا على هذا الحزبِ، الذي كان ليِّنًا معتدلًا مع الاحتلال ومعاديًا للخديوي، وبرز "حزبُ الإصلاح على المبادئ الدستورية" ورئيسُه علي يوسف، ويعدُّ هذا الحزبُ حِزبَ الخديوي عباس حلمي، أو حزب القصر، ومِن مُهمَّتِه السرية تفتيتُ حزبِ الأمة، وهذه الأحزابُ الثلاثةُ في مصرَ قُبَيل الحرب العالمية الأولى، وربما كان أكبَرُها وأهمها هو الحزب الوطني.

العام الهجري : 1338 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1919
تفاصيل الحدث:

في عام 1919م اتَّفق عددٌ من الوطنيين السوريين على اختيار إبراهيم هنانو لتأليف قواتٍ من المجاهدين، تمكَّنَت من احتلال مدينة أنطاكية، وكان أولُ صدام مسلح بين قوات هنانو والفرنسيين في أكتوبر، ثم قامت بعضُ القوات التابعة لهنانو بالهجومِ على الفرنسين والانتصار عليه، فذاع صيتُه وكثُر مؤيدوه، وبعد توقيع الأمير فيصل بن الحسين على معاهدة الانتداب عام 1920م أصبح وضعُ هنانو صعبًا؛ لحاجته للسلاح، فحصل عليه من تركيا، فواصل في هجومه على الفرنسيين حتى كبَّدهم خسائِرَ فادحةً، واستطاع أسْرَ جنود فرنسيين, واستردادَ مناطِقَ واسعة من الفرنسيين. ولَمَّا دخل الفرنسيون دمشقَ ثمَّ حلب؛ لقَمعِ ثورته، أعلن هنانو دولةَ حلب بإدارته، فبدأت مفاوضاتٌ بينه وبين الفرنسيين. تعرَّض هنانو لكمين قُربَ جبل الشعر بالقرب من حماة يوليو 1921م حيث فقَدَ مُعظَمَ قوَّاته. ونجا هو بنفسه، ثم تمكَّن الفرنسيون من القبضِ عليه وتقديمه إلى محكمةٍ عسكريةٍ فرنسيةٍ بتهمةِ الإخلالِ بالأمنِ والقيام بأعمالٍ إجرامية، فحُكِمَ عليه بالقتل، لكِنَّ القاضيَ الفرنسيَّ أطلق سراحَ هنانو مُعتبرًا ثورتَه ثورةً سياسيةً مشروعة، معلنًا استقلاليَّةَ السلطة القضائية الفرنسية عن السُّلطةِ العسكرية!!

العام الهجري : 1339 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1920
تفاصيل الحدث:

استمرَّت حركة المقاومة في ليبيا حتى نشوب الحرب العالمية الأولى سنة (1332هـ / 1914م)، ودخلت إيطاليا الحربَ إلى جانب الحلفاء، بينما كانت تركيا حليفًا لألمانيا، ومن ثمَّ فقد جاهرت تركيا بمساندتها وتأييدها للِّيبيين بقيادة أحمد السنوسي، ومناصرتهم في حربهم ضِدَّ عدوهم المشترك. ولكنْ ما لبثت العلاقاتُ أن تعقَّدت بين السنوسي والأتراك الذين نجحوا في الوقيعة بينه وبين الإنجليز فأغلقوا بدورهم طريق مصر في وجهه، وازداد الأمر حرجًا مع سوء الأحوال الاقتصادية وحدوث المجاعة التي أودت بحياة مئات الليبيين نتيجة انتشار الأمراض، وتفشِّي وباء الطاعون، الأمرُ الذي اضطر السنوسي إلى التفاوض مع القوتين المتحالفتين: إنجلترا وإيطاليا في (24 من جمادى الآخرة 1335هـ / 16 من إبريل 1917م). وقد أسفرت تلك المفاوضات عن اتفاق "عكرمة" الذي حدد مناطِقَ نفوذٍ لكلٍّ من السنوسيين والإيطاليين، كما نصَّ على إيقاف الحرب، وأتاح حريةَ التنقل بين كلتا المنطقتين. وتمَّ عقدُ اتفاق آخر بعد ذلك، عُرِفَ باتفاق "الرجمة"، تم بموجِبِه الاعتراف بالسنوسي حاكمًا مدنيًّا وزعيمًا للقسم الداخلي من برقة، ومُنِحَ لقب أمير، وأصبحت تلك المنطقة تخضع لنظامِ حُكمٍ وراثي ينحصر في السنوسي وأولاده من بعدِه.

العام الهجري : 1344 العام الميلادي : 1925
تفاصيل الحدث:

بعد أن ضَمَّ الملك عبدالعزيز الحجازَ حاول الإبقاء على النظام الإداري الذي وضعه المَلِكُ حسين في الحجاز، والتوفيق بين عُلماء الدين في نجد والحجاز، واستمَرَّت أعمال الشركات الأجنبية في الحجاز، وكان الوضعُ في الحجاز أكثَرَ تطورًا من نجد؛ حيث وجودُ الإدارة وَفقَ المعايير العثمانية والميزانية المالية، والجيش النظامي والمدارس على النظام الحديث حتى المرحلة الثانوية، كما كان يوجدُ في الحجاز صحيفة "القبلة" الناطقة باسم الحكومةِ، كما أدرك الملك عبدالعزيز أهميةَ إدخال الوسائل الحديثة للدولة من الهاتف والراديو والسيارة وغيرها، بعد أن اطَّلع على أثَرِها في الحياة العامة والخاصة، إلَّا أنَّ بعضَ هذه الوسائل الحديثة كانت مرفوضةً من بعض علماء نجد وإخوان من أطاع الله خاصة، كالهاتف والتلغراف والراديو، على أنها من أعمال "الشيطان". ومعظم شعوب العالم حتى في أوروبا استنكرتها في بدايتها ظنًّا منها أنَّها من أعمال السحر، ولكِنَّ الملك عبدالعزيز أصرَّ على استخدامها فانتشرت السيارة والتليفون في البلاد، ثم قام الملكُ عبد العزيز بإجراء بعض التغييرات السياسية؛ فعيَّن ابنَه فيصلًا نائبًا للمَلِك في الحجاز في منتصف عام 1926م، وأصدر "التعليمات الأساسية للمملكة الحجازية" وهو كالدستور، حدَّد وضع نائب الملك، ومجلس الشورى، والإدارة العامة.

العام الهجري : 1353 العام الميلادي : 1934
تفاصيل الحدث:

منذ أواسط القرن التاسع عشر الميلادي كان لليهود محاولات للتسلُّل إلى فلسطين، وعندما عَلِمَ سلاطين الدولة العثمانية وضعوا قوانين صارمة لمنع مثل هذه التسلُّلات، وعاش من كان في فلسطين كأقليةٍ تعتمد على المعونات الخارجية، ثم بعد اضطهاد قيصر روسيا لليهود بسبب محاولتِهم اغتيالَه بدأ قسم كبيرٌ منهم بالهجرة إلى فلسطين، فقَدِمَ الفوجُ الأول إلى فلسطين سنة 1823م وأنشؤوا بعض المستوطنات بين يافا والقدس، لكِنَّها كادت أن تفشل لولا دعم روتشيلد بالأموال الطائلة، ثم قام السلطان عبد الحميد بعرقلة كثيرٍ من هذه العمليات بوضع القوانين الصارمة، أما الفوجُ الثاني فمن سنة 1903م إلى 1914م فقد تراوح عددهم ما بين خمسة وثلاثين ألفًا إلى خمسة وأربعين ألفًا معظمُهم من روسيا، ويتميزون بشدة تعصُّبهم للصهيونية، وشَيَّدوا المستعمرات الصهيونية بأيديهم، وكان ذلك أيام جماعة الاتحاد والترقي، أما الفوجُ الثالث من 1919م إلى 1923م فقُدِّرَ بخمسة وثلاثين ألفًا، وكانت خلال الانتداب البريطاني على فلسطين، وقاموا بتشكيلِ دائرة الهجرة في فلسطين، وبدأ اليهود يَقدَمون من كافة أنجاء أوربا؛ كألمانيا، وبولندا، ورومانيا، ومن اليمن، وأمريكا، وغالبهم أصحاب أموال واستثمارات ضخمة وأصحاب خبرات علمية.

العام الهجري : 1367 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1948
تفاصيل الحدث:

كان عامر شرف الدين الشيوعي رئيسًا للحكومة ووزيرًا للدفاع في أندونيسيا، ولكنه أُقيل من منصبه بعد الضَّغطِ الشعبي على الرئيس أحمد سوكارنو الذي عيَّنه بنفسه، فثار الشيوعيون، وألف الحزبُ الشيوعي الأندونيسي مجلسًا للثورة وقيادة عليا وقَدَّم أحدهم هو عيديد مذكرةً للحكومة للمطالبة بالتبادل السياسي مع الدول الشيوعية، وبالتأميم، ومصادرة الأملاك، وإقالة الحكومة، والسير مع الدول الماركسية، والانضمام إلى المعسكر الشيوعي تحت لواء الكرملين، وبدؤوا أيضا باختطاف الضباط من الجيش، وقاموا بأعمال تخريبية، وقتلوا بعض القياديين المسلمين، وهاجموا مراكزَ الشرطة، ثم في 16 من ذي القعدة 1367هـ / 19 أيلول أعلنت إذاعةُ ماديون عن قيام جمهورية أندونيسيا السوفيتية التي يتولى رئاسةَ حكومتِها عامر شرف الدين، فأصبح في أندونيسيا على هذا حكومتان، فأعلن المسلمون الجهادَ وتحَرَّك الجيش الأندونيسي واستطاع القضاء على هذه الثورة الشيوعية التي كان من نتائجِها قَتلُ ألف وخمسمائة من العلماء وأساتذة المدارس الإسلامية، وإحراق جثثهم بعد إعدامهم، وكُوِيَت أعيُنُ عدد كبير من الأطفال، ثم سيقَ زعماء الثورة الشيوعية وقُدِّموا للمحاكمة، وأعدِمَ عَدَدٌ منهم رميًا بالرصاص، وفي مقدمتهم عامر شرف الدين.

العام الهجري : 1388 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1968
تفاصيل الحدث:

لما انتُخِبَ عبد الرحمن عارف رئيسًا للجمهورية كان لمدةٍ سنة واحدة فقط مع إمكان تجديدِها، وكان من المفترض تعديلُ الدستور، ولكِنَّ العدوانَ اليهوديَّ على مصر والأردن وسوريا ومساهمة العراق بالمساعدة أخَّر ذلك، ومع ذلك وقبل انتهاء فترة حُكمِ الرئيس حدث انقلابٌ أطاح بعبد الرحمن عارف؛ فقد قام تنظيمٌ سري باسم (الثوريون العرب) حرَّكه مديرُ الاستخبارات العسكرية وتمكَّن من التواصُلِ مع رئيس الحرس الجمهوري، وتعاونوا مع الجناحِ المعتدل من حِزبِ البعثِ الذي يمثِّلُه أحمد حسن البكر وجماعته، ولما شعروا بالاستعداد قاموا بتحريكِ الدَّبَّابات باتجاه القصر الجمهوري ولم يُبدِ رئيسُ الحرس الجمهوري أيَّ مساعدة للحكم، وبعد عِدَّة طلقات استسلم الفريقُ عبد الرحمن عارف وألقيَ القبضُ عليه وأُذيع نبأُ الانقلاب، وأُعلِنَ عن تشكيل مجلس لقيادة الثورة، واختير أحمد حسن البكر رئيسًا للجمهورية، وأُعلِنَ أن الهدف من الحركة هو الوحدة الوطنية، وأحيل عبدُ الرحمن عارف إلى التقاعُدِ ونُفيَ خارجَ البلد إلى لندن. وبعد ثلاثة عشر يومًا فقط من الانقلاب انفرد البعثيُّون بالسُّلطة، وأُبعِدَ رئيس الحكومة فغادر إلى لندن، كما أُبعدَ أعوانُه.