الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 1175 ). زمن البحث بالثانية ( 0.01 )

العام الهجري : 1339 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1921
تفاصيل الحدث:

كانت لجنةُ الحلفاء العليا المجتَمِعة في باريس والمؤلَّفة من رؤساء وزارات كلٍّ من إنجلترا وفرنسا وإيطاليا واليونان والحكومة التركية أصدرت قرارًا يقضي بنزول الجيوشِ اليونانية في أزمير، وحذَّر القرارُ الدولةَ العثمانية من المقاومة، وأن أيَّ مقاومة تعني نقضَ الهدنة وعودة الحرب، وقد نزل اليونانيون فعلًا في اليوم الثاني من مطلع صيف 1338هـ، ثم دفعت إنجلترا باليونانيين فتقدَّموا من ناحية الغرب، وجرى القتال بين الأتراك واليونانيين؛ حيث شنَّ اليونانيون هجومَهم وأحرزوا نصرًا على الأتراك في معركة إينونو الأولى، ثم عاد اليونانيون في رجب / مارس، وكان مؤتمر لندن قائمًا، فسار اليونانيون نحو أسكي شهر وأفيون قره حصار لكنَّهم هُزِموا وارتدوا إلى بورصة، فصمموا على الهجوم على استانبول، لكن بريطانيا وقفت في وجههم، فانكفأ اليونانيون نحو الشرقِ فالتقوا بالقوات التركية، واستولوا على أفيون، ثم وصل مصطفى كمال إلى جبهة القتال الذي أمر القوات التركية بالانسحابِ، وفعلًا تم ذلك وتجمَّعت القوات في سقاريا، ورجع مصطفى إلى أسكي شهر على الجبهة الأولى، وكان اليونانيون قد وصلوا إلى غرب نهر سقاريا، وبدأ الهجوم اليوناني في شوال 1339هـ وتراجع الأتراكُ بفوضوية، وسدَّ الفدائيون الثغراتِ، ثم بدأ اليونانيون أيضًا بالانسحاب بعد أن رأوا عدمَ جدوى الهجوم الذي دام عشرةَ أيامٍ، وكانوا يحرقون القرى ويدمِّرون الآبار، ويسوقون المواشيَ، ويقتلون الأهاليَ، ثم عُقِدت الهدنة مع اليونان، وبرز مصطفى كمال يومَها بأنه استطاع إجبار اليونان من الانسحاب من تركيا عام 1340ه.

العام الهجري : 1341 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1923
تفاصيل الحدث:

اعترفت إنجلترا باستقلال شرق الأردن، واحتفظت لنفسِها بالإشراف العسكريِّ، وبعضِ الإشرافِ الماليِّ عليه، والمعروف أنَّ هذا القسم كان تحت حكم ِالأمير عبد الله بن حسين بن شريف مكةَ، وفي 15 أيار أقيمَ حَفلٌ رَسميٌّ بمناسبة اعتراف بريطانيا باستقلالِ شرق الأردن، شارك فيه رجالاتُ الأردن وفلسطين، وأيضًا المندوب السامي البريطاني في فلسطين الصهيوني هربرت صموئيل، ومعه الجنرال كلايتون الذي يعمل في المكتب العربي في القاهرة، وكان له دورٌ كبير في عمليات الثورة العربية، وقد ألقى الأميرُ عبد الله خطبةً طويلة استهلَّها بمقدِّمة تاريخية عن مجد الأمة العربية، وما أصاب هذه الأمَّةَ بعد الدولة العباسية، ثم تحدَّث عن مفاوضاته مع جلالةِ ملك بريطانيا مُثمِّنًا اعتراف جلالته باستقلال هذا القِسمِ مِن المملكة العربية، وأن الحكومةَ ستشرع بتعديل قانون الانتخابات، ووضْعِ القانون الأساسيِّ لشرق الأردن، ثم شكر الأميرُ عبد الله كلَّ الذين ساهموا في إنجاز المعاهدة أو في خطوات الاستقلال، وإرساء قواعد الدولة، وخَصَّ بالشكر المندوبَ السامي في فلسطين الصهيوني هربرت صموئيل، وتناول فرنسا في حديثِه؛ حيث قال: "إني لآمُلُ أن يكونَ موقِفُ الدولة الفرنسية تجاهَ قضيتنا العربية المقدَّسة وتجاه القسم الشمالي الباقي من وطننا المحبوب آخِذًا بها إلى عهدٍ جديدٍ كافٍ للدَّلالةِ على احترامِ أبناء الثورة الفرنسية لحريةِ الأقوامِ واستقلالِها"

العام الهجري : 1344 العام الميلادي : 1925
تفاصيل الحدث:

في بدايةِ عَهدِ الملك عبد العزيز كان التعليمُ في معظم أنحاء الجزيرة العربية -عدا منطقتي الحجاز والأحساء اللَّتينِ كانتا تخضعان للحكم العثماني- يعتَمِدُ على النظام التقليدي (الكتاتيب)، ولم يكن في نجدٍ وما حولها أيُّ مدرسة نظامية، وإنما حلقات لدراسة العلوم الشرعية، والتاريخ واللغة في المساجد والجوامع والكتاتيب التي يُعلَّم فيها الأطفال في المنازل القراءة والكتابة وحفظ القرآن، وتمَّ فتحُ أول مدرسة في الرياض على يدِ الشيخ عبد الله آل الشيخ بعد أن عاد إلى نجدٍ من الحجاز، ثم ظهرت مدارسُ العلماء في منازلهم يهتمُّون فيها بحفظ القرآن الكريم، وتعلُّم أصول الفقه، والحديث، والعقيدة، والتاريخ، والسيرة، ويتخرج الطلبةُ من هذه المدارس على أساسِ العمَلِ في القضاء، وبعد ضَمِّ الحجاز أُعجِبَ الملك عبد العزيز بنظام التعليم الحجازي، فأسَّس في هذا العام إدارةَ المعارف العامة التي جَلَبت المعلمين من الدول العربية، وتأسَّس في نفس العام 12 مدرسة حكومية وأهلية في الرياض وما حولها، ثم انتشرت في المدنِ الكبيرة، وما إن حَلَّ عقدُ السبعينيات الهجري حتى أصبح عددُ المدارس الابتدائية 90 مدرسة، و10 مدارس ثانوية، و50 مدرسة في القرى يَدرُسُ فيها 16 ألف طالب، ثم توسَّع التعليمُ في المملكة بتوسُّع مناهجه وأساليبه، وفتح مدارس لتعليم البنات، وإرسال البعثات الطلابية للخارج، واستقدام الكفاءات العربية والأجنبية، وأُنشِئَت كلية الشريعة في مكة عام 1365هـ.

العام الهجري : 1349 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1930
تفاصيل الحدث:

كانت المعاهدةُ قد طُرِحَت سابقًا لكِنْ لم يتمَّ التوقيعُ عليها بسبب بُعدِ الشروط فيها، فكانت كلُّ وزارة تتغيَّرُ ولا يحدث أي توقيع للمعاهدة، حتى شُكِّلت لجنةٌ لمفاوضة الجهة البريطانية التي يمثِّلُها المعتمد السامي البريطاني، وقد وجدت ثلاث نقاط يجب بحثُها، وهي: تعديل الاتفاقية المالية والعسكرية؛ حيث كان هناك اعتراض على قوة الطيران البريطانية الموجودة بالعراق، وقضيةُ التجنيد الإلزامي، وامتلاك ميناء البصرة والسكك الحديدية. ثم عادت المفاوضاتُ بين الحكومة العراقية والبريطانيين في الرابع من ذي القعدة عام 1348هـ ودارت حول نقطتين أساسيتين: الاعتراف بحفظ وحماية المواصلات الجوية البريطانية في العراق بصورةٍ دائمة وفي جميع الأحوال، دخولُ العراق في عصبة الأمم عام 1932م. وكان الملك فيصل يُشرِفُ على المفاوضات بنفسِه، واضطر للسفر إلى لندن فأناب أخاه عليًّا حتى تم التوقيعُ على المعاهدة في الرابع من صفر من هذا العام، ونُشِرَت بنودُ المعاهدة في الثاني والعشرين من نفس الشهر فلَقِيَت معارضةً واسعة، والتي كان من بنودها: يسودُ سِلمٌ وصداقة دائِمَين بين ملك العراق وملك بريطانيا، ويؤسَّس بين الفريقين الساميين المتعاقدين تحالفٌ وثيق توطيدًا لصداقتهما... وتجري بينهما مشاوراتٌ تامة وصريحة في جميع شؤون السياسة الخارجية مما قد يكون له مِساسٌ بمصالحِهما المشتركة، ومنها معونةُ أي طرف للآخر في حال اشتبك أحدُ الفريقين بحربٍ، وغيرها من البنود الدالة على الربطِ الوثيقِ بين الحكومتين؛ لإبقاء العراق تحت بريطانيا كالتابِعِ.

العام الهجري : 1377 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1958
تفاصيل الحدث:

نشأت "حركة الضباط الأحرار" عام 1376هـ تحت قيادة عبد الكريم قاسم ذو الميول الشيوعية، وعبد السلام عارف ذو الميول الإسلامية، وقد قامت الحركةُ بعدة محاولاتٍ لقَلبِ نظام الحُكمِ لكِنَّها فَشِلت، إلى أن تمكنت من توجيه ضربة قاضية ضِدَّ الحكم الملكي، فقتلت كلًّا من الملك فيصل الثاني بن غازي ملك العراق، والوصي عليه خاله عبد الإله بن علي، ونوري السعيد رئيس الحكومة، وسيطرت على الوَضعِ ورحَّبت بعض الدولُ العربية بالحركة الانقلابية، ثم قامت عملياتٌ عسكرية احتَلَّ فيها عبد السلام عارف بغدادَ، وأعلن بنفسه من إذاعة بغداد قيامَ الجمهورية العراقية، ثم أعلن مجلِسُ قيادة الثورة المعروف بمجلس السيادة تعيينَ عبد الكريم قاسم رئيسًا أعلى للقوات المسلحة، ومُنِحَ صلاحيات واسعة، كما عُيِّن رئيسًا للوزراء لحكومة مدنية مؤقتة، ووزيرًا للدفاع بالوكالة، كما عين عبد السلام عارف مساعدًا له في رئاسة القوات المسلحة، ونائبًا له في رئاسة الحكومة، ووزيرًا للداخلية بالوكالة، وكانت كلُّ البيانات تَصدرُ باسم مجلس السيادة، وخرجت المظاهراتُ المؤيِّدة، وأيَّدَت الجمهورية العربية المتحدة (مصر وسوريا) الوضعَ بكُلِّ ثِقلِها، وأعلنت استعدادَها للدَّعمِ، وتسلَّم عبد الكريم قاسم السلطةَ وبدأ يُصدِرُ القرارات وإعلان الأحكامَ العُرفيةَ، ومصادرة الأملاكَ الملَكيَّة.

العام الهجري : 1387 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1967
تفاصيل الحدث:

قامت إسرائيل بشنِّ غارةٍ على سوريا انتقامًا من الفدائيِّين الذين دخلوا فلسطينَ من الجبهة السورية، وأسقطت بعضَ الطائرات السورية فوق ضواحي دمشق، فأمر جمال عبد الناصر القواتِ المصريَّة أن تزحَفَ إلى سيناء، وطلب إنهاءَ عمل قوات الطوارئ الدوليَّة فيها، وأعلنت مصرُ إغلاقَ خليج العقبة أمامَ السُّفُن الإسرائيلية والسُّفُن التي تحمِلُ البضائع لها، ونصحت روسيا مصر ألَّا تبدأ هي بالهجومِ حتى يكونَ الإسرائيليون هم البادئين، وصدَّق جمال النصيحةَ فباغتةَ اليهود في صباح 27 صفر 1387هـ / 5 حزيران 1967م واستهدفوا المطاراتِ بغاراتٍ خاطفة وما هي إلا ساعة، وغدا الطيرانُ المصري مشلولًا عاجزًا! وجاءت الأوامرُ بالانسحابِ من سيناء، وكان الطيرانُ الإسرائيلي يتصيَّد المنسحبين، وطلبت مصرُ وقف إطلاق النار، وتوقَّفت الحربُ على الجبهة المصرية بعد أن خَسِرَت مصر غزة وسيناء، ودُمِّر ثمانون بالمائة من أسطولها الجوي الذي استغرق بناؤه نحو 15 سنة، ثم التفَّتْ إسرائيلُ على الجبهة الأردنية التي كانت هادئة، فاحتلَّت الضفةَ الغربية، ثم طَلَبت الأردن وقفَ إطلاق النار، فكان ذلك، فاتجَهت إسرائيلُ إلى الجبهة السورية فسقطت الجولان بأيدي اليهود، وتصيَّد اليهودُ الذين انسحبوا بشكلٍ عشوائي، واحتلَّت إسرائيلُ القنيطرة، وتوقَّف القتال، وانتصرت إسرائيلُ على الجبهات الثلاث واحدةً تِلوَ الأخرى!! وتُعرَفُ هذه الحرب في كلٍّ من سوريا والأردن باسمِ نكسة حزيران، وفي مِصرَ باسم نكسة 67، وتسمَّى في إسرائيل "حرب الأيَّام السِّتة".

العام الهجري : 1387 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1967
تفاصيل الحدث:

هو المشيرُ محمد عبد الحكيم بن علي عامر، وُلِدَ في 11 ديسمبر 1919م في قرية أسطال مركز سمالوط بمحافظة المنيا في أسرةٍ ثرية، وكان والِدُه عمدةَ القرية، ويُعدُّ المشير أحد رجال ثورة يوليو عام 1952م في مصر. وكان صديقًا مقربًا للرئيس جمال عبد الناصر، ورئيسِ المخابرات صلاح نصر، ووزيرِ الحربية شمس بدران حتى حرب 1967. وقائدًا عامًّا للقوات المسلحة المصرية، ونائِبَ رئيس الجمهورية. تخرَّج عامر من الكلية الحربية عام 1939، وشارك في حرب 1948 في نفس وَحدة جمال عبد الناصر. لعِبَ عامر دورًا كبيرًا في القيام بالثورة عام 1952, وفي العام التالي للثورة، وفي عام 1954 تولى وزارة الحربية، ثمَّ تمَّ ترقيتُه من رتبة صاغ (رائد) إلى رتبة لواء متخطيًا ثلاث رتب، وأصبح رئيسًا للأركان. وقاد القواتِ المصريَّةَ والمقاوَمةَ في حرب العدوان الثلاثي عام 1956، وبعد الوحدة مع سوريا عام 1958 أصبح القائِدَ الأعلى للقوات المشتركة. وفي عام 1964 أصبح نائبًا أوَّلَ لرئيس الجمهورية. فَسَدَت العلاقةُ بين الرئيس عبد الناصر والمشير عامر على نحوٍ سريع عقب حرب 1967 بعد إصدار الرئيس عبد الناصر قرارًا بتنحيةِ عبد الحكيم عامر عن قيادة الجيش، وتعيينه نائبًا لرئيس الجمهورية، وهو القرارُ الذي رفضه عامر بشدَّة، فوُضِعَ قَيدَ الإقامةِ الجبرية في منزله، حتى مات فيه، قيل مسمومًا وقيل منتحرًا.

العام الهجري : 1425 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 2004
تفاصيل الحدث:

وُلِد عبد العزيز علي عبد الحفيظ الرنتيسي عام 1947م في قرية يبنا (بين عسقلان ويافا)، لجأت أسرتُه بعد حرب 1948م إلى قطاع غزَّةَ، واستقرَّت في مخيم خان يونس للاجئين، وكان عمرُه وقتَها ستةَ شهورٍ، التحَقَ وهو في السادسة من عُمره بمدرسةٍ تابعةٍ لوَكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفِلَسْطينيين، واضطر للعمل أيضًا، وهو في هذا العمر ليُسهِم في إعالة أسرته الكبيرة التي كانت تمرُّ بظروف صعبةٍ، أنهى دراسته الثانوية عام 1965م، وتخرَّج من كلية الطب بجامعة الإسكندرية عام 1972م، ونال منها لاحقًا درجة الماجستير في طب الأطفال، ثم عمِلَ طبيبًا مُقيمًا في مستشفى ناصر (المركز الطبي الرئيسي في خان يونس) عام 1976م، شغَل الدكتور الرنتيسي عدةَ مواقعَ في العمل العام منها: عضوية هيئة إدارية في المجمَّع الإسلامي، والجمعية الطبية العربية بقطاع غزَّةَ، والهلال الأحمر الفِلَسْطيني، وعمِلَ في الجامعة الإسلامية في غزَّةَ منذ افتتاحها عام 1978م، محاضِرًا يدرِّسُ علمَ الوراثة وعلمَ الطفيليات.
أسَّس مع مجموعة من نشطاء الحركة الإسلامية في قطاع غزَّةَ تنظيمَ حركةِ المقاومة الإسلامية "حماس" عام 1987م، واعتُقِل عدَّةَ مرَّاتٍ، وتعرَّضَ لمحاولة اغتيالٍ نفَّذتها قوات الاحتلال الصِّهْيَوْني، ونجا منها، وبعد يومَيْنِ من اغتيال الشيخ ياسين، اختير الدكتور الرنتيسي زعيمًا لحركة "حماس" في قطاع غزَّةَ، واغتيل هو مع اثنين من مُرافقيه في 17 نيسان (أبريل) 2004م، بعد أن قَصفَت سيارتَهم طائراتُ الأباتشي الصِّهْيَوْنية في مدينة غزَّةَ، رحمه اللهُ.

العام الهجري : 1426 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 2005
تفاصيل الحدث:

يُعَدُّ رفيقٌ الحريريُّ الذى اغتيلَ في قلب العاصمة اللُّبنانية بيروتَ واحدًا من أبرز الساسة اللُّبنانيِّين الذين لعِبوا دَورًا هامًّا في الحياه السياسية بلُبنان، وقد وُلد رفيق بهاء الحريري في صيدا عام 1944م، وأنهى دراسته الثانوية في لُبنان، وحصل على إجازة في العلوم التجارية من جامعة بيروت العربية، وسافَرَ بعد تخرُّجه في الجامعة للعمَل في المملكة العربية السعودية، وحصل علي الجنسية السعودية، وفي عام 1982م بعد الغزو الإسرائيلي للُبنانَ وضَعَ الحريري كلَّ إمكانياتِه تحتَ تصرُّفِ الدولة اللُّبنانيه؛ لإزالة آثار حصار بيروتَ، وفى نفس العام لعِبَ دَورًا في إقامة السلام بين مختلِف الطوائف في لُبنان؛ لوقف المعارك الدائرة آنذاكَ، ونجحَ في إعادة فتح مطار بيروتَ، وقد تولَّى الحريري منصبَ رئيس الوزراء طوالَ المدة التي تلَت الحربَ الأهليةَ اللُّبنانيةَ عامَ 1990م، وذلك خلال الفترة من عام 1992م إلى 1998م، ومن عام 2000م إلى 2004م، عندما استقال من منصبِه بعدَ تصاعُدِ الخلاف بينَه وبين الرئيس اللُّبناني إميل لحود، فيما يتعلَّق بالتوَجُّه نحوَ سوريا، كان الحريري أحد المشاركين البارزين في صياغة اتفاق الطائف عامَ 1989م، والذى وضَعَ حدًّا للحرب الأهلية اللُّبنانية، وأدَّى إلى تسوية الخلافات بين القوى السياسية والميليشيات والأحزاب اللُّبنانية.
وكان اغتيالُه بتفجير مَوْكِبه قرب أحد الفنادق ببيروت والمتَهم حينها باغتياله الأمنُ السُّوري بالتواطئ مع حزب الله.

العام الهجري : 1427 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 2006
تفاصيل الحدث:

صفي الرحمن بن عبد الله بن محمد أكبر المباركفوري الأعظمي، وُلد في 6 يونيو 1943م بقرية من ضواحي مباركفور، وهي معروفة الآنَ بشرية حسين آباد، تعلَّم في صباه القرآنَ الكريمَ، كما حصَلَ على الشهادة المعروفة بشهادة «مولوي» في فبراير سنة 1959م، ثم حصَلَ على شهادة «عالم» في فبراير سنة 1960م من هيئة الاختبارات للعلوم الشرقية في مدينة الله أباد بالهند، ثم حصَلَ على شَهادةِ الفَضيلة في الأدبِ العربيِّ في فبراير سنةَ 1976م، وبعدَ تخرُّجِه من كلية فيض عام اشتغَلَ بالتدريسِ والخَطابةِ، وإلقاء المحاضَراتِ، والدعوة إلى اللهِ في مقاطَعةِ «الله آباد» وناغبور، وقام الشيخ بتأليف كتاب «الرحيق المختوم»، ونال به الجائزةَ الأُولى من رابطة العالمِ الإسلاميِّ، وانتقَلَ إلى الجامعة الإسلاميَّة بالمدينة النبويَّة ليعمَلَ باحثًا في مركزِ خِدمةِ السُّنة والسيرة النبوية عامَ 1409ه، وعمِلَ فيه إلى نهاية شهرِ شَعبانَ 1418هـ، ثم انتقَلَ إلى مكتبة دارِ السلام بالرياضِ، وعمِلَ فيها مُشرفًا على قسم البحث والتحقيق العلميِّ إلى أنْ توفَّاه اللهُ عزَّ وجلَّ، ومن مؤلَّفاته أيضًا: ((سنة المنعم في شرح صحيح مسلم))، و((إتحاف الكرام في شرح بلوغ المرام))، و((بهجة النظر في مصطلح أهل الأثر))، و((المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير))، وغيرها، تُوفيَ الشيخ عقِبَ صلاةِ الجمُعة في موطِنِه مباركفور أعظم كر- بالهند، بعد مرضٍ ألَمَّ به، رحمَه اللهُ تعالى.

العام الهجري : 1432 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 2011
تفاصيل الحدث:

اغتِيلَ في كابُل برهانُ الدين ربَّاني بن محمد يوسف -رحمه الله- والذي يُعَدُّ ثانِيَ رئيسٍ في كابُل بعد سُقوطِ الحكم الشيوعيِّ فيها في إبريل (1992)، وقد أُخرِج من كابُل في (26 سبتمبر 1996) على يدِ حركةِ طالِبان. وظلَّ ينتقِل في ولاياتِ الشَّمال التابعةِ له. وهو يُعتبَر أحدَ أبرزِ زُعماءِ تحالُفِ المعارَضةِ الشمالي، المعارِضِ لطالِبان، ووُلد في مدينة فيض آباد مركز ولاية بدخشان، وينتمي إلى قبيلَةِ اليفتليين ذاتِ العِرقية الطاجيكية السُّنية، والْتحق بمدرسةِ أبي حنيفةَ بكابُل، وبعد تخرُّجِه من المدرسة انضَمَّ إلى جامعة "كابُل" في كليَّة الشَّريعة عامَ (1960)، وتخرَّج فيها عامَ (1963)، وعُيِّن مدرسًا بها. وفي عام (1966) الْتحق بجامعةِ الأزهر وحَصَل منها على درجة الماجستير في الفلسفةِ الإسلاميَّة وعاد بها إلى جامعة كابُل ليدرُسَ الشريعةَ الإسلاميةَ. واختارَتْه الجمعيَّةُ الإسلامية ليكونَ رئيسًا لها عامَ (1972). ولم يحظَ بآراءِ النَّاخبين لقيادةِ الحركة الإسلامية في الانتخاباتِ التي أُجرِيت خارِجَ أفغانستان عامَ (1977)، وهو ما أدَّى إلى انشقاقٍ في الحركة الإسلاميَّة التي انقسَمَت إلى حِزبَين: "الحزب الإسلامي" الذي كان يقودُه قلبُ الدين حكمتيار، و"الجمعيَّة الإسلامية" التي كان يقودُها رباني. ومنذ الاحتلالِ السوفيتِّي لأفغانستان عامَ (1979) كان برهانُ الدين رباني مشارِكًا في الجهاد ضدَّ السوفيت وكانت قُوَّاتُه أوَّلَ القواتِ التي دَخَلت كابُل بعد هزيمة الشُّيوعيِّين فيها. وشَغَل منصِبَ رئيسِ المجلس الأعلى للسَّلامِ في أفغانستان.

العام الهجري : 1441 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 2019
تفاصيل الحدث:

جائحةُ فَيروس كُورونا، أو جائحةُ (كوفيد-19)؛ هي جائحةٌ عالَميةٌ سبَّبها فَيروس (كورونا 2) المرتبِطُ بالمُتلازمة التَّنفُّسيةِ الحادَّة الشَّديدةِ (سارس-كوف-2). تفشَّى المرضُ للمرةِ الأُولى في مَدينة وُوهان الصِّينيةِ في أوائل شَهْر دِيسمبر عامَ 2019م/ رَبيعٍ الآخَرِ 1441هـ، وانتشَرَ في نهايةِ المطافِ إلى بَقيَّة الصِّينِ، وفي 30 يناير 2020م / 5 جُمادى الأولى 1441 أعلَنَت منظَّمةُ الصِّحةِ العالميَّة رسميًّا أنَّ تفشِّيَ الفيروس يُشكِّل حالةَ طوارئٍ صِحِّية عامَّة تَبعَثُ على القلَقِ الدَّولي، وأكَّدت تحوُّلَ الفيروسِ إلى جائحةٍ في 11 مارس/ 16 رجَب.
ثم انتشَر الفيروسُ إلى كلِّ بُلدانِ العالَم، وأصاب عشَراتِ الملايينَ، وتُوفِّي منهم مِئاتُ الآلاف!
يَنتقِل الفيروسُ بالدَّرجة الأُولى عند المخالَطة بين الأفراد، وغالبًا عبْرَ الرَّذاذِ والقُطيرات التنفُّسية الناتجة عن السُّعال أو العُطاس أو التحدُّث. وقد يُصاب الأفرادُ نتيجةً لِلمْسِ العينينِ أو الفَمِ أو الأنْف بعْدَ لمْسِ سطْحٍ ملوَّث بالفيروس.
ومِن أعراضِه الشائعة: الحُمَّى، والسُّعال، والإعياءُ، وضِيقُ النفَسِ، وفقْدانُ حاسَّتي الشَّمِّ والتذوُّقِ.
وقد سبَّب الوباءُ أضرارًا اجتماعيةً واقتصاديةً عالميةً بالغةً، تَسبَّبت في أضخَمِ رُكودٍ اقتصاديٍّ عالمي، بالإضافةِ إلى تَعطيل الصَّلوات في المساجدِ، وانتقالِ الدِّراسة والأعمال لتُمارَسَ عن بُعْدٍ، وتَأجيلِ الأحداث الرِّياضية والسِّياسية والثقافيةِ أو إلْغائِها، ونقْصٍ كبير في الإمداداتِ والمُعِدات.
فكانت بحقٍّ جائحةً وكارثةً عالَميةً!

العام الهجري : 491 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1098
تفاصيل الحدث:

كان أخذُ المعرَّة بعد أخذ أنطاكية. ولَمَّا وقع ذلك اجتمع ملوكُ الإسلام بالشام، وهم رضوان صاحِبُ حلب، وأخوه دقماق، وطغتكين صاحب دمشق، وصاحب الموصل، وسكمان بن أرتق صاحب ماردين، وأرسلان شاه صاحب سنجار, ولم ينهَضْ أمير الجيوش الأفضل بن بدر بإخراج عساكِرِ مِصرَ مع قدرته على المال والرجال, فاجتمع الجميعُ ونازلوا أنطاكية وضيَّقوا على الفرنجَ حتَّى أكلوا ورق الشجر. وكان صنجيل مقدَّم الفرنج عنده دهاءٌ ومكر، فرتَّب مع راهب حيلة وقال: اذهب فادفن هذه الحربةَ في مكان كذا، ثم قُلْ للفرنج بعد ذلك: رأيتُ المسيحَ في منامي وهو يقولُ: في المكان الفلاني حربةٌ مدفونة فاطلبوها، فإن وجدتموها فالظَّفَرُ لكم، وهي حربتي، فصوموا ثلاثةَ أيَّامٍ وصلُّوا وتصدَّقوا، ثم قام وهم معه إلى المكان ففتَّشوه فظهرت الحَربةُ؛ فصاحوا وصاموا وتصدَّقوا وخرجوا إلى المسلمين من الباب متفرِّقين من خمسة، وستة، ونحو ذلك، فقال المسلمون لكربوقا: ينبغي أن تقِفَ على الباب، فتقتُلَ كُلَّ من يخرج، فإنَّ أمْرَهم الآن وهم متفرقون سَهلٌ. فقال: لا تفعلوا، أمهلوهم حتى يتكامَلَ خروجُهم فنقتُلَهم! ولم يمكِنْ من معاجلتِهم، فقَتَل قومٌ من المسلمين جماعةً من الخارجين، فجاء إليهم هو بنفسه ومنعهم ونهاهم، فلما تكامل خروجُ الفرنج ولم يبق بأنطاكية أحدٌ منهم، ضربوا مصافًّا عظيمًا، فولى المسلمون منهزِمين؛ لِما عاملهم به كربوقا أولًا من الاستهانة بهم والإعراض عنهم، وثانيًا: مِن مَنعِهم عن قتل الفرنج، وتمت الهزيمةُ عليهم، ولم يضرِبْ أحدٌ منهم بسيف، ولا طعَنَ برُمحٍ، ولا رمى بسهمٍ! وآخِرُ من انهزم سقمان بن أرتق، وجناح الدولة؛ لأنهما كانا في الكمين، وانهزم كربوقا معهم. فلما رأى الفرنجُ ذلك ظنُّوه مكيدة؛ إذ لم يجرِ قِتالٌ يُنهزَمُ مِن مِثلِه! وخافوا أن يتبعوهم، وثبت جماعةٌ من المجاهدين، وقاتلوا حِسبةً، وطلبًا للشهادة، فقَتَل الفرنجُ منهم ألوفًا، وغَنِموا ما في العسكرِ مِن الأقوات والأموال والأثاث والدواب والأسلحة، فصلحت حالهم، وعادت إليهم قوَّتُهم، فلما فعل الفرنجُ بالمسلمين ما فعلوا ساروا إلى معرَّة النعمان، فنازلوها وحصروها، وقاتلهم أهلها قتالًا شديدًا، ورأى الفرنجُ منهم شدةً ونكاية، ولقُوا منهم الجِدَّ في حربهم، والاجتهادَ في قتالهم، فعملوا عند ذلك برجًا من خشب يوازي سورَ المدينة، ووقع القتالُ عليه، فلم يضُرَّ المسلمين ذلك، فلما كان الليل خاف قومٌ من المسلمين، وانتابهم الفشَلُ والهلع، وظنُّوا أنهم إذا تحصنوا ببعضِ الدور الكبار امتنعوا بها، فنزلوا من السورِ وأخلَوا الموضِعَ الذي كانوا يحفظونه، فرآهم طائفةٌ أخرى، ففعلوا كفِعلِهم، فخلا مكانُهم أيضًا من السور، ولم تزَلْ تتبَعُ طائفةٌ منهم التي تليها في النزولِ حتى خلا السور! فصعد الفرنجُ إليه على السلاليم، فلما علوه تحيَّر المسلمون، ودخلوا دورَهم، فوضع الفرنجُ فيهم السيفَ ثلاثة أيام، فقتلوا ما يزيد على مائة ألف، وسَبَوا السبيَ الكثير، وملكوه، وأقاموا أربعين يومًا! وساروا إلى عرقة فحصروها أربعةَ أشهر، ونقبوا سورَها عدةَ نُقوبٍ، فلم يقدروا عليها، وراسلهم منقذ صاحب شيزر، فصالحهم عليها، وساروا إلى حمص وحصروها فصالحهم صاحبها جناح الدولة، وخرجوا على طريق النواقير إلى عكا فلم يقدروا عليها. ثم كتب دقماق ورضوان والأمراء إلى الخليفة المستظهر العباسي يستنصِرونَه، فأخرج الخليفةُ أبا نصر ابن الموصلايا إلى السلطان بركيارق بن السلطان ملكشاه السلجوقي يستنجده. كلُّ ذلك وعساكر مصر لم تُهيَّأ للخروج!!

العام الهجري : 701 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1302
تفاصيل الحدث:

كثُرَ فَسادُ العُربان بالوجه القبلي، وتعَدَّى شَرُّهم في قَطعِ الطَّريقِ إلى أن فَرَضوا على التجَّار وأرباب المعايش بأسيوط ومنفلوط فرائِضَ جَبَوها شبه الجماليَّة، واستخَفُّوا بالولاة ومنعوا الخراجَ، وتَسَمَّوا بأسماء الأمراء، وجعلوا لهم كبيرينِ أحدهما سَمَّوه بيبرس، والآخر سلار، ولبسوا الأسلحةَ وأخرجوا أهلَ السُّجونِ بأيديهم، فاستدعى الأمراءُ القُضاةَ والفُقَهاءَ، واستفتَوهم في قتالِهم، فأفتَوهم بجواز ذلك، فاتَّفَق الأمراء على الخروج لقتالِهم وأخْذِ الطرق عليهم، لئلا يمتَنِعوا بالجبالِ والمفاوزِ فيَفوتَ الغَرَضُ فيهم، فاستدعَوا الأمير ناصر محمد بن الشيخي متولي الجيزية, وغيرَه من ولاة العمل، وتقَدَّموا إليه بمنع الناسِ بأَسرِهم من السفر إلى الصعيدِ في البَرِّ والبحر، ومَن ظَهَر أنه سافر كانت أرواحُ الولاة قبالةَ ذلك، فاشتَدَّ حِرصُهم، وأشاع الأمراءُ أنَّهم يريدون السَّفَرَ إلى الشام، وكُتِبَت أوراق الأمراء المسافرين، وهم عشرونَ مُقَدَّمًا بمضافيهم، وعيَّنوا أربعة أقسام: قسمٌ يتوَجَّهُ في البر الغربي من النيلِ، وقِسمٌ في البَرِّ الشرقي، وقِسمٌ يركب النيل، وقِسمٌ يمضى في الطريق السالكةِ، وتوجه الأميرُ شمس الدين سنقر الأعسر إلى جهة ألواح في خمسةِ أمراء، وقرر أن يتأخَّرَ مع السلطان أربعةُ أمراء من المقَدَّمين، وتقَدَّمَ إلى كُلِّ مَن تعَيَّنَ لجهة أن يضَعَ السَّيفَ في الكبير والصَّغيرِ والجليل والحقير، ولا يُبقُوا شيخًا ولا صبيًّا، ويحتاطوا على سائِرِ الأموال، وسار الأميرُ سلار في رابع جمادى الآخرة ومعه جماعةٌ من الأمراء في البر الغربي، وسار الأميرُ بيبرس بمن معه في الحاجر في البر الغربي على طريق الواحات، وسار الأميرُ بكتاش أميرُ سلاحٍ بمن معه إلى الفيوم وسار الأميرُ بكتمر الجوكندار بمن معه في البرِّ الشرقي، وسار قتالُ السبع وبيبرس الدوادار وبلبان الغلشي وعرب الشرقية إلى السويس والطور، وسار الأميرُ قبجق ومن معه إلى عقبةِ السَّيل، وسار طقصبا والي قوص بعرب الطاعةِ وأخذ عليهم المفازاتِ، وضَرَبَ الأمراءُ على الوجه القبلي حلقةً كحلقةِ الصيدِ، وقد عُمِّيَت أخبارُهم على أهل الصعيد، فطَرَقوا البلادَ على حينِ غَفلةٍ مِن أهلها، ووضَعوا السيفَ في الجيزيَّة بالبر الغربيِّ والإطفيحية من الشرق، فلم يتركوا أحدًا حتى قَتَلوه، ووسطوا نحو عشرة آلاف رجلٍ، وما منهم إلَّا من أخذوا مالَه وسَبَوا حريمه، فإذا ادَّعى أحدٌ أنَّه حَضَريٌّ قيل له قل: دقيق، فإن قال بقاف العَرَبِ قُتِلَ، ووقع الرعبُ في قلوبِ العُربان حتى طَبَّق عليهم الأمراءُ، وأخَذوهم مِن كُلِّ جِهةٍ فَرُّوا إليها، وأخرَجوهم من مخابِئِهم حتى قَتَلوا مَن بجانبي النيلِ إلى قوص، وجافت الأرضُ بالقتلى، واختفى كثيرٌ منهم بمغائِرِ الجبالِ، فأُوقِدَت عليهم النيرانُ حتى هلكوا عن آخِرِهم، وأُسِرَ منهم نحوُ ألف وستمائة لهم فلاحات وزروع، وحَصَل من أموالهم شيءٌ عَظيمٌ جدًّا تفَرَّقَتْه الأيدي، وأُحضِرَ منه للديوان ستة عشر ألف رأسٍ من الغنم، من جملةِ ثمانين ألف رأسٍ ما بين ضأن وماعز، ونحو أربعةِ آلاف فرس واثنين وثلاثين ألف جمل، وثمانية آلاف رأس من البقر، غيرَ ما أُرصِدَ في المعاصر، ومن السِّلاحِ نحو مائتين وستين حملًا ما بين سيوف ورماح، ومن الأموالِ على بغالٍ مُحَمَّلة مائتين وثمانين بغلًا، ثم عاد العسكَرُ في سادس عشر رجب، وقد خلت البلادُ بحيث كان الرجلُ يمشي فلا يجِدُ في طريقه أحدًا، وينزِلُ بالقرية فلا يرى إلا النِّساءَ والصِّبيانَ والصِّغارَ، فأفرجوا عن المأسورينَ وأعادوهم لحِفظِ البلاد، وكان الزَّرعُ في هذه السنة بالوجه القبلي عظيمًا إلى الغاية، تحصَّلَ منه ما لم يُقدَرْ قَدرُه كَثرةً.

العام الهجري : 719 العام الميلادي : 1319
تفاصيل الحدث:

جهز الأميرُ أيتمش المحمدي على عسكرٍ إلى برقة، ومعه فايد وسليمان أمراءُ العُربان لجباية زكاةِ الأغنام على العادة، فسار في ثلاثمائةِ فارسٍ من أجناد الحلقة ومعه من الأمراءِ عِدَّةٌ، وذلك في آخِرِ يومٍ من المحرَّم، ونزل بالإسكندرية، ثم سار أيتمش يريدُ بلاد جعفر بن عمر من برقة، ومسافتُها من الإسكندرية على الجادة نحو شهرين، فدَلَّه بعض العرب على طريقٍ مسافتُها ثلاثة عشَرَ يَومًا يُفضي به إلى القَومِ مِن غيرِ أن يعلموا به، وطَلَب في نظير دَلالتِه على هذه الطريقِ مائةَ دينار وإقطاعاتٍ مِن السلطانِ بعد عودِ العسكرِ إلى القاهرة، فعَجَّل له أيتمش المائة، والتزم له بالإقطاعِ مِن السلطان، وكتب له بعشرةِ أرادِبَ قمحًا لعياله، وأركبه ناقةً، وكتم ذلك كلَّه عن العسكَرِ مِن الأمراء والأجناد والعُربان، وسار بمسيرِه، حتى إذا مضت ثلاثَ عشرة ليلة أشرف على منازِلِ جَعفرِ بنِ عمر وعُرْبانه، فدُهِشوا لرؤيةِ العَسكَرِ، وأرسل إليهم أيتمش بسليمان وفايد يدعوهم إلى الطاعةِ، فأجابوا مع رسُلِهم: إنَّا على الطاعةِ، ولكن ما سبب قدومُ هذا العسكرِ على غفلةٍ مِن غير أن يتقَدَّمَ لنا به علمٌ؟ فقال لهم أيتمش: حتى يحضُرَ الأمير جعفر ويسمَعَ مَرسومَ السلطان، وأعادهم، وتَقَدَّم أيتمش إلى جميع من معه ألَّا ينزِل أحدٌ عن فرسه طولَ ليلتِه، فباتوا على ظهورِ الخيل، فلما كان الصباحُ حضر أخو جعفر ليسمَعَ المرسوم، فنهَرَه أيتمش وقال له ولمن معه: ارجعوا إلى جعفرٍ فإن كان طائعًا فلْيَحضُر، وإلَّا فلْيُعَرِّفْني، وبعث معه ثلاثةً مِن مُقَدَّمي الحلقة، فامتنع جعفرٌ من الحضور، فللحالِ لَبِسَ العسكر السلاحَ وتَرَتَّب، وأفرد سليمان وفايد، بمن معهما من العسكرِ ناحية، واستعد جعفرٌ أيضًا وجمع قومَه وحمل بهم على العَسكَر، فرموهم بالنشَّاب فلم يبالُوا به، ودقُّوا العسكرَ برماحِهم، وصَرَعوا الأميرَ شُجاعَ الدين غرلوا الجوكندار بعدما جَرَحوه ثلات جراحات، فتداركه أصحابُه وأركبوه، وحملوا على العرب فكانت بين الفريقينِ تِسعَ عشرة وقعة آخِرُها انهزم العربُ إلى بيوتهم، فقاتلهم العسكرُ عند البيوتِ ساعةً وهزموهم إليها، وكانت تلك البيوتُ في غابةِ قَصَب، فكفَّ العسكَرُ عن الدخول إليهم، ومنعهم أيتمش عن التعرُّضِ إلى البيوتِ وحماها، وأباح لهم ما عداها، فامتَدَّت الأيدي، وأُخِذَت من الجمالِ والأغنامِ ما لا ينحَصِرُ عدده، وبات العسكَرُ محترسين، وقد أَسَروا نحوَ السِّتِّمائة رجل سوى من قُتِل، فلما أصبح الصبحُ منَّ أيتمش على الأسرى وأطلَقَهم، وتفَقَّد العسكرَ فوجد فيه اثني عشر جريحًا، ولم يُقتَل غيرُ جندي واحد، فرحل عائدًا عن البيوتِ بأنعامٍ تَسُدُّ الفضاء، وبِيعَ ما معهم فيما بينهم الرأسُ الغَنَمُ بدِرهمٍ، والجَمَلُ ما بين عشرين إلى ثلاثين درهمًا، وسار أيتمش ستةَ أيام في الطريق التي سلكها والعسكَر بالسِّلاح، خشيةً مِن عَودِ العرب إليهم، وبعث أيتمش بالبشارةِ إلى السلطان الناصر محمد بن قلاوون، فبعث الأميرَ سيفَ الدين ألجاي الساقي لتلَقِّي العسكر بالإسكندرية وإخراج الخُمُس مِمَّا معهم للسلطان، وتَفرِقة ما بَقِيَ فيهم، فخُصَّ الجنديُّ ما بين أربعةِ جمالٍ وخمسةٍ، ومِنَ الغَنَم ما بين العشرينَ إلى الثلاثين، وحَضَروا إلى القاهرة، فخَلَع السلطان على أيتمش، وبعد حضورهم بأسبوع قدم جعفرُ بنُ عمر إلى القاهرة، ونزل عند الأمير بكتمر الساقي مُستجيرًا، فأكرمه ودخل به على السلطانِ، فاعترف بالخطأِ، وسأل العفوَ، وأن يقَرِّرَ عليه ما يقومُ به، فقَبِلَ السلطانُ قَولَه وعفا عنه، وخلع عليه ومضى، وصار يحمِلُ القودَ في كلِّ سَنَةٍ.