الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3066 ). زمن البحث بالثانية ( 0.01 )

العام الهجري : 333 العام الميلادي : 944
تفاصيل الحدث:

ظهر أبو يزيدَ مخلدُ بنُ كيداد عام 316هـ في جبالِ أوراس، وقَوِيَ أمره عام 325هـ بانضمام الإباضيَّة إليه، ثم انضَمَّ إليه بعضُ السُّنَّة؛ لمحاربته الفاطميِّينَ، كان بداية الأمر أن أرسل القائِمُ الفاطميُّ عامِلَه على قسطيلة لقتالِ أبي يزيد، فاعتقله أبو يزيدَ فأرسل القائِمُ جَيشًا كبيرًا أحرز فيه أبو يزيد انتصاراتٍ على جيش الفاطميِّينَ، واستولى على كثيرٍ مِن المدن، فدخل رقادة والقيروان، واتَّجَه نحو المهديَّة وحصرها، فاستنهض الفاطميُّونَ أهلَ كتامةَ وصنهاجة، وتتابَعَت الحروبُ بينهم حتى قاتَلَهم المنصورُ الفاطميُّ ابن القائم بنَفسِه بحُروبٍ يطولُ شَرحُها، كانت نهايتُها قتلَ أبي يزيد وحمْلَ رأسِه إلى المنصور الفاطميِّ.

العام الهجري : 560 العام الميلادي : 1164
تفاصيل الحدث:

هو رستم بن علي بن شهريار بن قارن. ملك مازندران. كان ملكًا شجاعًا مخوفًا، استولى على بسطام وقومس، واتَّسعت ممالكه، وكان شيعيًّا شديد التشيع, غزا بلاد ألموت فأوطأ الإسماعيلية ذلًّا، وخَرَّب بلادهم، وسبى النساء والأولاد، وغنم، وخُذلت الإسماعيلية في أيامه، وخُرِّبَت عامة قراهم. توفي في ثامن ربيع الأول، ولَمَّا توفي كتم ابنه الحسن بن علاء الدين موتَه أيامًا، حتى استولى على سائر الحصون والبلاد، ثم أظهره، فلما ظهر خبرُ وفاته أظهر إيثاق بن الحسن صاحِبُ جرجان ودهستان المنازعة لوالده في الملك، ولم يَرْعَ حقَّ أبيه عليه، ولم يحصُلْ من منازعته على شيءٍ غير سوء السمعة وقُبح الأُحدوثة.

العام الهجري : 1083 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1672
تفاصيل الحدث:

استطاع القائد العثماني قبلان مصطفى باشا أن يفتح منطقة بودوليا، ويؤسِّس فيها إيالة "كامانيجة"، وكانت هذه المنطقة تابعة لبولونيا، لكنها تقع الآن في جمهورية أوكرانيا. وقد استمرت السيطرة العثمانية عليها حتى نوفمبر 1180م.

العام الهجري : 407 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1016
تفاصيل الحدث:

هو الوَزيرُ الكَبيرُ، أبو غالبٍ مُحمَّدُ بنُ عليِّ بنِ خَلَفِ بنِ الصيرفيِّ الشِّيعيِّ، المُلَقَّبُ فَخر الملك، وزيرُ بهاءِ الدَّولة أبي نصرِ بنِ عضُدِ الدَّولة بن بُوَيه، وبعد وفاتِه وَزَرَ لِوَلَدِه سُلطانِ الدَّولةِ أبي شُجاعٍ فناخِسرو. أصلُه مِن واسِط، وكان أبوه صيرفيًّا، وباسمِه صَنَّفَ كتاب "الفخري" في الجبرِ والمُقابلة. كان صدرًا مُعظَّمًا، جوادًا مُمَدَّحًا، مِن رجالِ الدَّهرِ، وكان مِن صِباه يتعانى المكارِمَ والأفضالَ، ويلَقِّبونَه بالوزيرِ الصَّغيرِ، وكان من أعظَمِ وُزراءِ آلِ بُوَيه على الإطلاقِ بعدَ أبي الفَضلِ مُحَمَّدِ بنِ العَميد والصَّاحِبِ بنِ عَبَّاد، وكان واسِعَ النِّعمةِ، فسيحَ مجالِ الهمَّة، جَمَّ الفضائِلِ، جَزيلَ العَطايا والنَّوال، وكان شَهمًا كافيًا، خبيرًا بالتصَرُّفِ، سديدَ التَّوقيعِ، طَلْقَ المُحَيَّا، يكاتِبُ مُلوكَ النواحي، ويهاديهم، وفيه عَدلٌ في الجُملةِ، عَمَرَت العراقُ في أيَّامِه، أنشأ بيَمارستانًا، ودارًا عَظيميَنِ ببَغداد, وكان من أثَرِ تَشَيُّعِه أنَّه أعاد اللَّطمَ يومَ عاشوراءَ، فثارت الفِتَنُ لذلك سنة406. كانت جوائِزُه متواترةً على العُلَماء والصُّلَحاء والشُّعَراء. وَلِيَ بعضَ الأعمال، وتنَقَّلَت به الأحوالُ إلى أن وَلِيَ ديوانَ واسط، ثم وزَرَ وناب للسُّلطانِ بهاءِ الدَّولة بفارِس، وافتتَحَ قِلاعًا، ثمَّ وَلِيَ العِراقَ بعد عميدِ الجيوش. لم يزَلْ فَخرُ الملك في عِزِّه وجاهِه وحُرمَتِه إلى أنْ نَقَم عليه سُلطانُ الدَّولة، فحَبَسَه ثمَّ قتلَه بسَفحِ جَبَلٍ قريبٍ مِن الأهواز لثلاثٍ بَقِينَ مِن شهرِ ربيع الأول سنة 407, وعاش ثلاثًا وخمسينَ سنةً.

العام الهجري : 828 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1425
تفاصيل الحدث:

في سنة 827 تأخر الأمير قرقماس الدوادار في ينبع، وطلب عسكرًا ليقاتِلَ به الشريف حسن بن عجلان، ويستقر عِوَضَه في إمارة مكة، فأُجيب إلى ذلك، ثم خَلَع على الشريف علي بن عنان بن مغامس، واستقر في إمارة مكة شريكًا للأمير قرقماس، ثم قَدِمَ الخبر بوصول الشريف علي بن عنان إلى ينبع بمن معه من المماليك المجردين، وتوجه الأمير قرقماس معه إلى مكة، فدخلوها يوم الخميس سادس جمادى الأولى بغير حرب، وأن الشريف حسن بن عجلان سار إلى حلي بني يعقوب من بلاد اليمن، ثم في الرابع والعشرين من محرم من هذه السنة قدم الرَّكبُ الأول من الحجاج إلى مصر، ثم قدم من الغد المحمَل ببقية الحاجِّ، ومعهم الشريف رميثة بن محمد بن عجلان في الحديد، وقد قبض عليه الأمير قرقماس بمكة، ثم في شهر جمادى الآخرة خرج الأمير قرقماس من مكة بمن معه في طلب الشريف حسن بن عجلان حتى بلغ حلي من أطراف اليمن، فلم يقابله ابن عجلان مع قوته وكثرة من معه، بل تركه وتوجَّه نحو نجد تنزُّهًا عن الشر، وكراهة الفتنة، فعاد قرقماس وقدم مكة في العشرين منه، ثم في شهر ذي الحجة قدم كتاب الأمير تغري بردي المحمودي من مكة وقد توجه حاجبًا يتضمن أنه بعث لَمَّا نزل من عقبة أيلة، قاصدًا إلى الشريف حسن بن عجلان يرغِّبه في الطاعة ويحذِّره عاقبة المخالفة، فقَدِمَ ابنه الشريف بركات بن حسن، وقد نزل بطن مر في الثامن والعشرين ذي القعدة، فسُرَّ بقدومه ودخل به معه مكة أول ذي الحجة، وحلف له بين الحجر الأسود والملتزم أن أباه لا يناله مكروه من قِبَلِه ولا من قِبَل السلطان، فعاد إلى أبيه، وقدم به مكة يوم الاثنين ثالث ذي الحجة، وأنه حلف له ثانيًا، وألبسه التشريف السلطاني، وقرَّره في إمارة مكة على عادته، وأنه عزم على حضوره إلى السلطان صحبة الركب، واستخلاف ولده بركات على مكة، ثم في شهر محرم من سنة 829 قدم الأمير قرقماس المقيم هذه المدة بمكة، وقدم الشريف حسن بن عجلان، فأُكرِمَ ثم خُلِعَ عليه في السابع والعشرين، واستقر في إمارة مكة على عادته، وأُلزم بثلاثين ألف دينار، فبعث قاصده إلى مكة حتى يحصرها، وأقام هو بالقاهرة رهينة، ولم يقع في الدولة الإسلامية مثلُ هذا، ثم في يوم الثلاثاء الرابع والعشرين رمضان من سنة 829 قدم الشريف بركات بن حسن بن عجلان من مكة، وقد استُدعي بعد موت أبيه فخُلِع عليه، واستقر في إمرة مكة، على أن يقوم بما تأخَّر على أبيه وهو مبلغ خمسة وعشرين ألف دينار، فإنه كان قد حمل قبل موته من الثلاثين الألف التي التزم بها مبلغ خمسة آلاف دينار، وأُلزم بركات أيضًا بحمل عشرة آلاف دينار في كل سنة، وألَّا يتعرض لما يؤخذ بجدة من عشور بضائع التجار الواصلة من الهند وغيره.

العام الهجري : 557 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1162
تفاصيل الحدث:

قَصَد السلطانُ محمود بن محمد الخان، وهو ابن أخت السلطان سنجر، مَلِك خراسان بعده. سار محمود لحصار المؤيَّد أي أبه صاحب نيسابور بشاذياخ، وكان الغز الأتراك (التركمان) مع السلطان محمود، فدامت الحربُ إلى سنة 556, ثم إن محمودًا أظهر أنَّه يريدُ دُخولَ الحمَّام، فدخل إلى شهرستان، آخر شعبان، كالهارب من الغز، وأقاموا على نيسابورَ إلى آخرِ شوال، ثم عادوا راجعين، فعاثُوا في القرى ونَهَبوها، ونهبوا طوس نهبًا فاحشًا، فلما دخل السلطانُ محمود إلى نيسابور أمهلَه المؤيدُ إلى أن دخل رمضانُ من سنة 557 فأخذه وكحَّله وأعماه، وأخذ ما كان معه من الأموالِ والجواهرِ والأعلاقِ النفيسة، وكان يُخفيها خوفًا عليها من الغز لَمَّا كان معهم، وقطَعَ المؤيدُ خطبته من نيسابور وغيرِها ممَّا هو في تصَرُّفِه، وخطَب لنفسِه بعد الخليفة المستنجد بالله، وأخذ ابنَه جلالَ الدين محمدًا الذي كان قد ملَّكه الغز أمْرَهم قبل أبيه، وسجنهما، ومعهما جواريهما وحشمهما، وبقيا فيها فلم تطُل أيامهما، ومات السلطان محمود، ثم مات ابنُه بعده من شدة وجْدِه لموت أبيه.

العام الهجري : 479 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1087
تفاصيل الحدث:

وكان المُعتَمِدُ على الله أبو عبدِ الله محمدُ بن عَبَّاد أَعظمَ مُلوكِ الأندلسِ من المسلمين، وكان يَملِك أكثرَ البلادِ مثل قُرطُبة وإشبيلية، وكان يُؤدِّي إلى الفونسو السادس -الأذفونش- ضَريبةً كلَّ سَنَةٍ. فلمَّا مَلَكَ الفونسو طليطلة أَرسلَ إليه المُعتَمِدُ الضَّريبةَ على عادَتِه، فرَدَّها عليه ولم يَقبَلها منه، فأَرسلَ إليه يَتهدَّدهُ ويَتوعَّدهُ أنَّه يَسيرُ إلى مَدينةِ قُرطُبة ويَتملَّكها إلَّا أن يُسلِّم إليه جَميعَ الحُصونِ التي في الجَبلِ، ويُبقِي السهلَ للمُسلمين، وكان الرسولُ في جَمعٍ كَثيرٍ كانوا خمسمائة فارس، فأَنزَله محمدُ بن عبَّاد، وفَرَّقَ أَصحابَه على قُوَّادِ عَسكرِه، ثم أَمَرَ كلَّ مَن عنده منهم رَجُل أن يَقتُلَه، وأَحضرَ الرَّسولَ وصَفَعَهُ، وسَلِمَ من الجَماعةِ ثلاثةُ نَفَرٍ، فعادوا إلى ألفونسو فأَخبَروه الخَبرَ وكان مُتوجِّهًا إلى قُرطُبة لِيُحاصِرَها، فلمَّا بَلَغَهُ الخَبَرُ عادَ إلى طُليطلة ليَجمعَ آلاتَ الحِصارِ، ورَحلَ المُعتمدُ إلى إشبيلية فلمَّا عاد إليها، وسَمِعَ مَشايخَ قُرطبة بما جَرَى، ورأوا قُوَّةَ الفِرنج، وضَعفَ المُسلمين، واستِعانَةَ بَعضِ مُلوكِهم بالفِرنج على بعضٍ، اجتَمَعوا وقالوا: هذه بلادُ الأندلسِ قد غَلَبَ عليها الفِرنجُ، ولم يَبقَ منها إلَّا القليلُ، وإن استَمرَّت الأَحوالُ على ما نَرَى عادت نَصرانيةً كما كانت. وساروا إلى القاضي عبدِ الله بن محمدِ بن أدهم، فقالوا له: ألا تَنظُر إلى ما فيه المسلمون من الصَّغارِ والذِّلَّةِ، وعَطائِهم الجِزيةَ بعدَ أن كانوا يَأخُذونَها، وقد رأينا رَأيًا نَعرِضُه عليك. قال: ما هو؟ قالوا: نَكتُب إلى غَربِ إفريقية ونَبذُل لهم، فإذا وَصَلوا إلينا قاسَمناهُم أَموالَنا، وخَرَجنا معهم مُجاهِدين في سبيلِ الله. قال: نخافُ، إذا وَصَلوا إلينا، يُخَرِّبون بِلادَنا، كما فَعَلوا بإفريقية، ويَتركون الفِرنجَ ويَبدؤون بكم، والمُرابِطون أَصلَحُ منهم وأَقربُ إلينا. قالوا له: فكاتب أَميرَ المُسلمين، وارغَب إليه لِيَعبُرَ إلينا، ويُرسِل بعضَ قُوَّادِه. وقَدِمَ عليهم المُعتمِدُ بن عبَّاد، وهُم في ذلك، فعَرَضَ عليه القاضي ابنُ أدهم ما كانوا فيه، فقال له ابنُ عبَّاد: أنت رسولي إليه في ذلك، فامتَنَع، وإنَّما أرادَ أن يُبرِّئ نَفسَه من تُهمةٍ، فأَلَحَّ عليه المُعتمِدُ ابنُ عبَّاد وقال: "إنْ دُهِينَا من مُداخَلَةِ الأضدادِ، فأَهْوَنُ الأَمرينِ أَمرُ المُلَثَّمين، ورِعايةُ أولادِنا جِمالَهم أَهوَنُ من أن يَرعوا خَنازيرَ الفِرنج". فسارَ إلى أَميرِ المسلمين يوسفَ بنِ تاشفين، فأَبلغَه الرِّسالةَ، وأَعلَمهُ ما فيه المسلمون من الخَوفِ من ألفونسو. وما زالت وُفودُ الأندلسِ تَفِدُ على يوسفَ بنِ تاشفين مُستَعطِفين مُجهَشِينَ بالبُكاءِ ناشِدينَ بالله, ومُستَنجِدينَ بفُقهاءِ حَضرتِه ووُزراءِ دَولتِه فيَسمَع إليهم ويُصغِي لِقَولِهم وتَرِقُّ نَفسُه لهم, ولمَّا انتَهَت الرُّسُلُ إلى ابنِ تاشفين أَقبلَ عليهم وأَكرمَ مَثواهُم وجَرَت بينه وبينهم مُراوضاتٌ ثم انصَرَفوا إلى مُرسِلِهم ثم عَبَرَ يوسفُ البحرَ عُبورًا سَهلًا حتى أتى الجَزيرةَ الخَضراءَ فخَرجَ إليه أَهلُها بما عندهم من الأقواتِ والضِّيافاتِ وأَقاموا له سُوقًا جَلَبوا إليه ما عندهم من سائرِ المَرافِقِ وأَذِنوا للغُزاةِ في دُخولِ البلدِ والتَّصَرُّفِ فيها, ثم أَرسلَ ابنُ تاشفين لألفونسو يَدعوهُ للإسلامِ أو الجِزيَةِ أو الحَربِ فاختارَ الحربَ، فقام يوسفُ بن تاشفين في الحالِ وكان بمَدينةِ سَبتَة، فأَمرَ بعُبورِ العَساكرِ إلى الأندَلُسِ، وأَرسلَ إلى مراكش في طَلبِ مَن بَقِيَ مِن عَساكرِه، فأَقبلَت إليه يَتلُو بَعضُها بَعضًا، فلمَّا تَكامَلَت عنده عَبَرَ البحرَ وسارَ، فاجتَمعَ بالمُعتَمِدِ بن عبَّاد بإشبيلية، وكان قد جَمعَ عَساكرَه أيضًا، وخَرجَ من أَهلِ قُرطُبة عَسكرٌ كَثيرٌ. وقَصدَهُ المُتَطَوِّعَةُ من سائرِ بلادِ الأندلسِ، ووَصَلت الأَخبارُ إلى ألفونسو فجَمعَ فِرسانَه وسارَ من طُليطلة، وكَتبَ إلى أَميرِ المسلمين كِتابًا كَتَبَهُ له بعضُ أُدباءِ المُسلِمين، يُغلِظ له القَولَ، ويَصِفُ ما عنده من القُوَّةِ والعَددِ، وبالَغَ الكاتِبُ في الكِتابِ. فأَمَرَ أَميرُ المُسلمين أبا بكرِ بن القَصيرَةِ أن يُجيبَهُ، وكان كاتِبًا مُفْلِقًا، فكَتبَ فأَجادَ، فلمَّا قَرأهُ على أَميرِ المُسلِمين قال: هذا كِتابٌ طَويلٌ، أَحضِر كِتابَ ألفونسو واكتُب في ظَهرِه: الذي يكون سترا له الذي سَيكونُ سَتَراهُ. فلمَّا عادَ الكِتابُ إلى ألفونسو ارتاعَ لذلك، وعَلِمَ أنَّه بُلِيَ بِرَجُلٍ له عَزْمٌ وحَزْمٌ، فازداد استِعدادًا, فجَمعَ ألفونسو فِرسانَه ثم سارَ من طُليطِلة، وسارَ أَميرُ المُسلِمين ابنُ تاشفين، والمُعتَمِدُ بن عبَّاد، حتى أَتوا أَرضًا يُقال لها: الزَّلَّاقَة، من بَلدِ بطليوس، فأَرسلَ ابنُ تاشفين للمُعتَمِد يَأمُرُه أن يكونَ في المُقدِّمَةِ، ففَعلَ، وقد ضَربَ الفونسو خِيامَه في لَحْفِ جَبَلٍ، والمُعتَمِدُ في سَفْحِ جَبَلٍ آخرَ، يَتَراءونَ، ويَنزِلُ أَميرُ المُسلِمين ابنُ تاشفين وَراءَ الجَبَلِ الذي عنده المُعتَمِد، وظَنَّ ألفونسو أنَّ عَساكِرَ المُسلِمين ليس إلَّا الذي يَراهُ. وكان الفِرنجُ في خمسين ألفًا، فتَيَقَّنوا الغَلَبَ، ثم أَقبَلَت الجُيوشُ، ونَزلَت تِجاهَ الفِرنجِ، فاختارَ ابنُ عبَّادٍ أن يكونَ هو المُصادِمُ للفِرنجِ أوَّلًا، وأن يكون ابنُ تاشفين رِدْفًا له. ففَعَلوا ذلك، وأَرسلَ ألفونسو إلى المُعتَمِد في مِيقاتِ القِتالِ، فقال: غَدًا الجُمعةُ، وبَعدَه الأحدُ، فيكونُ اللِّقاءُ يومَ الاثنينِ، فقد وَصلنا على حالِ تَعَبٍ، واستَقرَّ الأَمرُ على هذا، وركب ليلة الجمعة سَحَرًا، وصَبَّحَ بجَيشِه جَيشَ المُعتَمِد بُكرَةَ الجُمعَةِ، غَدْرًا، وظَنًّا منه أن ذلك المُخَيَّم هو جَميعُ عَسكرِ المُسلِمين، فوَقعَ القِتالُ بينهم فصَبرَ المسلمون، فأَشرَفوا على الهَزيمَةِ، وكان المُعتَمِد قد أَرسلَ إلى أَميرِ المُسلِمين ابنِ تاشفين يُعلِمه بمَجيءِ الفِرنجِ للحربِ، فقال: احمِلوني إلى خِيامِ الفِرنجِ، فسار إليها، فبينما هُم في القِتالِ وَصَلَ أَميرُ المُسلِمين إلى خِيامِ الفِرنجِ، فنَهَبَها، وقَتَلَ مَن فيها، فلمَّا رأى الفِرنجُ ذلك لم يَتَمالَكوا أن انهَزَموا، وأَخَذَهم السَّيفُ، وتَبِعَهم المُعتَمِدُ مِن خَلفِهم، ولَقِيَهم أَميرُ المُسلِمين من بين أَيدِيهم، ووَضَعَ فيهم السَّيفَ، فلم يُفلِت منهم أَحَدٌ، ونَجَا ألفونسو في نَفَرٍ يَسيرٍ قِيلَ: 30 رَجُلًا, وجَعلَ المُسلِمون من رُؤوسِ القَتلَى كُوَمًا كَثيرةً، فكانوا يُؤذِّنون عليها إلى أن جِيفَت فأَحرَقوها، وكانت الوَقعَةُ يومَ الجُمعةِ في العَشْرِ الأُوَلِ من شَهرِ رَمضان، وغَنِمَ المسلمون غَنيمةً عَظيمةً, وعَفَّ يوسفُ عن الغَنائمِ، وآثَرَ بها مُلوكَ الأندلسِ لِيَتِمَّ له الأَجرُ، فأَحَبُّوه وشَكَروا له, ورَجعَ أَميرُ المُسلِمين إلى الجَزيرةِ الخَضراء، وعَبرَ إلى سَبتَة، وسار إلى مراكش، فأقامَ بها إلى العامِ المُقبِل.

العام الهجري : 836 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1433
تفاصيل الحدث:

كان السلطان الأشرف برسباي قد تجهز للسفر إلى جهة آمد من هذه السنة، وسبب ذلك أن قرا يلك مَلِك آمد أظهر أولًا أنه يريد الطاعة لَمَّا كان ابنه هابيل في قبضة السلطان من أيام تملُّك الرها، ثم لما مات هابيل بالطاعون لم يعُدْ قرا يلك يُلقي بالًا للسلطان، بل عدا على ملطية وغيرها من البلاد، وأحرق وأفسد، وكان السلطان في السنوات الماضية يُشيعُ أنه يريد السفر لقتاله؛ لعل قرا يلك يُرعَب منه فيطلب الصلح، ولكنه لم يفعَلْ، فعزم في هذه السنة على السفر فسافر إلى آمد، ثم وصل كتاب السلطان من الرها، مؤرخًا بالثامن عشر ذي القعدة، يتضمَّنُ أنه رحل عن آمد بعدما أقام على حصارها خمسة وثلاثين يومًا، حتى طلب قرا يلك الصلح، فصُولحَ، ورحل العسكر في الثالث عشر ذي القعدة، وكان من خبرهم أن سار السلطان بعساكره من الرها وعليهم الأسلحة وآلة الحرب، إلى أن نزل إلى آمد في يوم الخميس ثامن شوال، وقبل نزول السلطان عليها صَفَّ عساكره عدة صفوف، ووراءهم الثقل والخدم، حتى ملؤوا الفضاء طولًا وعرضًا، وقد هال أهل آمد ما رأوه من كثرة العساكر وتلك الهيئة المزعجة؛ لكثرة ما اجتمع على السلطان من العساكر المصرية والنواب بالبلاد الشامية وأمراء التركمان والعربان، وكان قرا يلك قبل أن يخرج من مدينة آمد أمر أن يُطلَق الماءُ على أراضي آمد من خارج البلد من دجلة، ففعلوا ذلك فارتطمت خيول كثير من العسكر بالماء والطين، فلم يكترث أحد بذلك، ومشى العسكر صفًّا واحدًا، ولم يكن لآمد قلعة بل سور المدينة لا غير، إلا أنه في غاية الحسن من إحكام بنيانه؛ فلهذا يصعب حصارها ويبعد أخذها عَنوةً، فوقف العسكر حول آمد ساعة، ثم مال السلطان بفرسه إلى جهة بالقرب من مدينة آمد، ونزل به في مخيمه، وأمر الناس بالنزول في منازلهم، وأمرهم بعدم قتال أهل آمد، ونزل الجميعُ بالقرب من آمد، كالحلقة عليها، غير أنهم على بعد منها، بحيث إنه لا يلحقهم الرمي من السور، ونزل السلطان بمخيمه وقد ثبت عنده رحيل قرا يلك من آمد، وأنه ترك أحد أولاده بها، فأقام بمخيَّمه إلى صبيحة يوم السبت عاشر شوال، فركب وزحف بعساكره على مدينة آمد بعد أن كلَّمهم السلطان في تسليمها قبل ذلك، وتردَّدت الرسل بينه وبينهم، فأبى من بها من الإذعان لطاعة السلطان وتسليم المدينة إلا بإذن قرا يلك، ولما زحف السلطان على المدينة اقتحمت عساكر السلطان خندق آمد، وقاتلوا من بها قتالًا شديدًا، حتى أشرف القوم على الظفر وأخْذ المدينة، ورُدِم غالب خندق مدينة آمد بالحجارة والأخشاب، وبينما الناس في أشدِّ ما هم فيه من القتال، أخذ السلطانُ في مقت المماليك وتوبيخهم، وصار كلما جُرِحَ واحد من عساكره وأُتي له به يزدريه ويهزأُ به، وينسب القوم للتراخي في القتال، ثم لبس هو سلاحه بالكامل، وأراد أن يقتحم المدينة بنفسه حتى أعاقه عن ذلك أعيان أمرائه، وهو يتكلم بكلام معناه أن عساكره تتهاون في قتال أهل آمد، فلا زالت الأمراء به، حتى خلع عن رأسه خوذته ولبس تخفيفة على العادة، واستمرَّ القرقل عليه، إلى أن ترضَّاه الأمراء، وخلع قرقله، وسَئِمَت الناس من القتال، هذا مع ما بلغهم من غضب السلطان، بعد أن لم يُبقوا ممكِنًا في القتال، وقد أثخنت جراحات الأمراء والمماليك من عِظَم القتال، كل ذلك والسلطان ساخِطٌ عليهم بغير حق، فعند ذلك فتر عزم القوم عن القتال من يومئذ، ولما انقضى القتال وتوجه كل واحد إلى مخيمه، وهو غير راض في الباطن، وجد أهل آمد راحة كبيرة بعودة القوم عنهم، وأخذوا في تقوية أبراج المدينة وسورها، بعد أن كان أمرهم قد تلاشى؛ مما دهمهم من شدة قتال مَن لا قِبَلَ لهم بقتاله، ونزل السلطان بمخيمه، وندب الأمراء والعساكر للزحف، على هيئة ركوبهم يوم السبت، في يوم الثلاثاء، وهو أيضًا في حال غضبه، وقد اجتهد مماليك السلطان وأمراؤه في القتال، وجُرِح الغالب منهم، فكان آخر كلام السلطان للأمراء: إن العساكر تركب صحبة الأمراء في يوم الثلاثاء، وتزحف على المدينة، ويكون الذي يركب مع الأمراء للزحف المماليك القرانيص، وأنا ومماليكي الأجلاب نكون خلفهم، وقامت قيامةُ القوم، وتنكَّرت القلوب على السلطان في الباطن، وتطاولت أعناقُ أمرائه إلى الوثوب عليه، وبلغ السلطان عن الأمراء والمماليك نوع من الممالأة على الفتك به، فاضطرب أمره وصار يحاور المدينة، وهو في الحقيقة محصور من احتراسه من أمرائه ومماليكه، وأخذ في الندم على سفره، وفتر عزمه عن أخذ المدينة في الباطن، وضَعُف عن تدبير القتال، هذا والقتال مستمر في كل يوم، بل في كل ساعة، بين العسكر السلطاني وبين أهل آمد، وقُتِلَ خلائق من الطائفتين كثيرة، وصار السلطان يضايق أهل آمد بكل ما وصلت قدرتُه إليه، هذا وقد قَوِيَ أمرهم واشتد بأسهم لما بلغهم من اختلاف عساكر السلطان، وبينما السلطان فيما هو فيه قَدِمَ عليه الأمير دولات شاه الكردي صاحب أكل من ديار بكر، فأكرمه السلطان وخلع عليه، ثم لما بلغ الأشرف أحمد ابن الملك العادل سليمان صاحب حصن كيفا قدوم السلطان الملك الأشرف إلى آمد، خرج من الحصن في قليل من عسكره في أوائل ذي القعدة يريد القدوم على السلطان، فاعترضه في مسيره جماعة من أعوان قرا يلك على حين غفلة، وقاتلوه إلى أن قُتِلَ الملك الأشرف من سهم أصابه، وانهزم بقيةُ من كان معه وانتهبوا، فقدم جماعةٌ منهم على السلطان الأشرف، وعَرَّفوه بقتل الملك الأشرف صاحب الحصن، فعَظُم عليه ذلك إلى الغاية، ومن هذا اليوم أخذ السلطان في أسباب الرحيل عن آمد، غيرَ أنه صار يترقب حركة يرحل بها؛ لتكونَ لرحيله مندوحةٌ، ثم ندب السلطان جماعة كبيرة من التركمان والعربان من عسكره لتتبع قتلة الملك الأشرف صاحب الحصن، ولما ندب السلطان الجماعة المذكورة لتتبُّع قتلة الملك الأشرف وغيره، خرجوا إلى جهة من الجهات فوافوا جماعة كبيرة من أمراء قرا يلك وقاتلوهم حتى هزموهم، وأسَروا منهم جماعة كبيرة من أمراء قرا يلك وفرسانه، وأتوا بهم إلى السلطان، وهم نيِّف على عشرين نفسًا، فأمر السلطان بقيدهم فقُيِّدوا، ثم توجهوا ثانيًا فوافقوا جماعة أخرى فقاتلوهم أيضًا وأسروا منهم نحو الثلاثين، ومن جملتهم قرا محمد أحد أعيان أمراء قرا يلك، فأحضر السلطان قرا محمد وهدده بالتوسيط إن لم يُسَلِّم له آمد، فأخذوا قرا محمد ومرُّوا إلى تحت سور المدينة، فكلَّمهم قرا محمد في تسليم المدينة، فلم يلتفتوا إليه، فأخذوه وعادوا، وأصبح السلطان فوسَطَ منهم تحت سور آمد عشرين رجلًا، من جملتهم قرا محمد، ثم بلغ السلطان أن قرا يلك نزل من قلعة أرقنين بجماعة من عساكره يريد أن يكبس على السلطان في الليل، أو يتوجه بهم إلى حلب، فندب السلطانُ جماعة من الأمراء والمماليك في عمل اليزك بالنوبة، في كل ليلة لحفظ العساكر، ثم رسم السلطان للأمير جارقطلو نائب الشام بالتوجُّه لقرا يلك بقلعة أرقنين، وندب معه جماعة من النواب والأمراء والعساكر المصرية، فخرجوا من الوطاق السلطاني في الليل بجموع كثيرة، وجدُّوا في السير حتى وافوا قرا يلك وهو بمخيمه تحت قلعة أرقنين بين الظهر والعصر، وكان غالب العسكر قد تخلَّف، فتقدم بعض العسكر السلطاني من التركمان والعربان، واقتتلوا مع القرا يلكية قتالًا جيدًا إلى أن كانت الكسرة في العسكر السلطاني، وقُتِل جماعة كثيرة من التركمان والعربان وأمراء دمشق وغيرهم، كل ذلك وسنجق السلطان إلى الآن لم يَصِل، وأما جارقطلو فإنه لما قَوِيَ الحر عليه نزل على نهر بالقرب من أرقنين ليروي خيوله منه، وصار الرائد يرد عليه بأن القوم قد التقوا مع عساكر قرا يلك، وهم في قلة وقد عزموا على القتال، فلم يلتفت إلى ذلك وسار على هيئته، فتركه بعض عساكره وساروا حتى لحقوا بمن تقدَّمهم وقاتلوا القرا يلكية، ثم تراجع القومُ وكرُّوا على القرا يلكية وهزموهم أقبح هزيمة، وتعلَّق قرا يلك بقلعة أرقنين وتحصَّن بها، ونُهِبت عساكره وتمزقوا كل ممزق، هذا والسلطان مجتهد في عماره قلعة من الخشب تجاه أبراج، ومكاحل النفط ترمي في كل يوم بالمدافع، والمجانيق منصوبة يُرمى بها، وأيضًا على الأبراج، وأهل آمد في أسوأ ما يكون من الحال، هذا مع عدم التفات السلطان لحصار آمد الالتفات الكلي؛ لشغل خاطره من جهة اختلاف عساكره، وهو بتلك البلاد بين يدي عدوِّه، وقد تورط في الإقامة على حصار آمد، والشروع ملزم، وطالت إقامته على آمد بعساكره نحو خمسة وثلاثين يومًا، وقد ضاق الحالُ أيضًا على أهل آمد، فعند ذلك ترددت الرسل بين السلطان وبين قرا يلك في الصلح، وكان قرا يلك هو البادئ في ذلك، حتى تم وانتظم الصلح بينهما على أن قرا يلك يُقَبِّل الأرض للسلطان، ويَخطُب باسمه في بلاده ويَضرِبَ السكةَ على الدينار والدرهم باسمه، فأجاب إلى ذلك، فأرسل إليه السلطان القاضيَ شرف الدين الأشقر نائب كاتب السر، فتوجَّه إليه القاضي شرف الدين بالخِلَع والفرس الذي جهزه السلطان إليه بقُماش ذهب، ونحو ثلاثين قطعة من القماش السكندري، ولما بلغ قرا يلك مجيءُ القاضي شرف الدين نزل من قلعة أرقنين بمخيمه، ولقي القاضي شرف الدين وسَلَّم عليه، ثمَّ قام وقَبَّل الأرض، فألبسه القاضي شرف الدين الخِلعة، ثم قُدِّمَ له الفرس صحبة الأوجاقي، فقام إليه، فأمره القاضي شرف الدين بتقبيل حافرِ الفرس، فامتنع من ذلك قليلًا، ثم أجاب بعد أن قال: واللهِ، إن هذه عادة تعيسة، أو معنى ذلك, ثم أخذ في الكلام مع القاضي شرف الدين، فأخذ القاضي شرف الدين يعظه ويحذره مخالفة السلطان وسوء عاقبة ذلك، وعاد القاضي شرف الدين إلى السلطان، وفي الحال أخَذَ السلطان في أسباب الرحيل، ورحل في ليلة الخميس ثالث عشر ذي القعدة في النصف الثاني من الليل من غير ترتيب ولا تطليب، ولا تعبية، ورحلت العساكر من آمد كالمنهزمين، لا يلوي أحد على أحد، بل صار كل واحد يسير على رأيه، وعند رحيل القوم أطلق الغلمان النيران في الزروع المحصودة برسم عليق خيول الأجناد، فإنه كان كل جندي من الأجناد صار أمام خيمته جرن كبير مما يحصُدُه غلامه، ويأتيه به من زروع آمد، فلما انطلق النار في هذه الأجران، انطبق الوطاق بالدخان إلى الجو، حتى صار الرجل لا ينظر إلى الرجل الذي بجانبه، ورحل الناس على هذه الهيئة مسرعين، مخافة أن يسير السلطان ويتركهم غنيمةً لأهل آمد!

العام الهجري : 245 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 859
تفاصيل الحدث:

وقَعَت بين البربرِ وعسكَرِ أبي إبراهيم أحمدَ بنِ محمد بن الأغلب وقعةٌ عظيمةٌ، وسبَبُها أنَّ بربرَ لهان امتنعوا على عاملِ طرابلس من أداءِ عُشورِهم وصَدقاتِهم، وحاربوه فهَزَموه، فقصد لبدة فحَصَّنَها وسار إلى طرابلس، فسَيَّرَ إليه أحمد بن محمد الأمير جيشًا مع أخيه زيادةِ الله، فانهزم البربَرُ، وقُتل منهم خلقٌ كثيرٌ، وسيَّرَ زيادةُ الله الخيلَ في آثارهم، فقَتَلَ من أدرك منهم، وأسَرَ جماعةً، فضُرِبَت أعناقُهم، وأحرقَ ما كان في عسكَرِهم، فأذعن البربرُ بعدها وأعطوا الرَّهنَ، وأدَّوا طاعتَهم.

العام الهجري : 1033 العام الميلادي : 1623
تفاصيل الحدث:

أعلن والي أرضروم أباظة باشا العصيانَ مدَّعيًا أنه يريد الانتقام للمرحوم السلطان عثمان شهيد الانكشارية، فدخل سيواس وأنقرة، فسار إليه الصدرُ الأعظم حافظ باشا، وبعد معركة قيصرية قضى على هذه الثورة، ثم سار القائدُ حافظ باشا إلى بغداد غير أنَّ الانكشارية لم يستمروا معه في القتال، فعزل بسبب ذلك القائد حافظ باشا، فعاد أباظة باشا للثورة وأحرز نصرًا على الدولة العثمانية، فسار إليه خسرو باشا الصدر الأعظم الجديد، وأدخله في الطاعة وعيَّنه واليًا على البوسنة عام 1037هـ.

العام الهجري : 381 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 992
تفاصيل الحدث:

هو الأميرُ الكبيرُ, قائِدُ الجُيوشِ, أبو الحسَنِ جَوهرُ بنُ عبد الله الروميُّ الصقلِّيُّ، قائد المعِزِّ الفاطميِّ, مِن نُجَباء الموالي. كان عاليَ الهِمَّة, نافِذَ الأمر. فتح مِصرَ للفاطميِّينَ فأنهى الحُكمَ الإخشيديَّ عليها لَمَّا تهيَّأَ له أخذُ البلاد بمُكاتبةٍ مِن أمراء مصر, عندما قَلَّت عليهم الأموالُ, اختَطَّ القاهِرةَ في اللَّيلةِ التي دخل فيها مِصرَ, والجامِعَ الأزهَرَ، كُلُّ ذلك قبلَ مجيءِ المعِزِّ الفاطميِّ إليها، ثمَّ لَمَّا تَمَلَّك العزيزُ أرسَلَه إلى فتح دمشق، لكنَّه انسحب لاستنجادِهم بالقرامِطةِ، فعُزِلَ عن القيادةِ إلى أن توفِّيَ. قال الذهبي: "كان جوهرٌ حسَنَ السيرةِ في الرَّعايا, عاقِلًا أديبًا, شُجاعًا مَهيبًا, لكِنَّه على نِحلةِ بَني عُبَيدٍ، التي ظاهِرُها الرَّفضُ, وباطِنُها الانحلالُ. وعُمومُ جُيوشِهم من البربَرِ، وأهلُ زعارةٍ وشَرٍّ لا سيَّما مَن تَزَندقَ منهم, فكانوا في معنى الكَفَرةِ, فكم ذاقَ المُسلِمونَ منهم من القَتلِ والنَّهبِ وسَبيِ الحريمِ، ولا سيَّما في أوائِلِ دَولتِهم, حتى إنَّ أهلَ صور استنجدوا بنصارى الرُّومِ لَمَّا لَحِقَهم من المغاربةِ مِن الظُّلمِ والجَورِ وأخْذِ الحَريمِ مِن الحَمَّامات والطُّرُقِ أمرٌ كبيرٌ"، فقاموا عليهم, وقَتَلوا فيهم فهربوا. توفِّيَ جَوهرٌ في هذه السَّنةِ في القاهرةِ، ودفن في الجامعِ الأزهر.

العام الهجري : 1437 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 2016
تفاصيل الحدث:

وُلِدَ محمد علي كِلاي في 17 يناير 1942م في مدينةِ لويفيل بولايةِ كنتاكي، مِن عائلةٍ أمريكيَّةٍ سوداءَ مِن الطبَقةِ المتوسِّطةِ، واعتنَقَ الإسلامَ في عامِ 1964م، وكان اسمُه قبلَ إسلامِه (كاسيوس مارسيلوس كلاي جونيور) فغيَّرَه إلى مُحمَّد علي، واختار الانتماءَ في بادئِ أمرِه إلى جماعةِ أمَّةِ الإسلامِ، ولم يستمرَّ انضمامُه إليهم طويلًا؛ إذ كان يختلِفُ مع الكثيرِ مِن أفكارِهم، فاعتنَقَ الإسلامَ السُّنِّيَّ، ثم أنشأ أعمالَه الخيريَّةَ والدَّعَويَّة مُحاولًا تصحيحَ الصُّورة الخاطئة التي رسَخَت في أذهانِ الغَربِ عن الإسلامِ والمُسلمين، ورفض أنْ يَخدمَ في جيشِ الولاياتِ المُتَّحِدة في حربِه على فيتنام عامَ 1966م، وعَدَّ نفسَه مُعارِضًا للحَربِ، معلِّلًا بأنَّ هذه الحربَ ضِدُّ تعاليم القرآنِ. فاز كلاي ببطولةِ العالَم للوزنِ الثقيلِ ثلاثَ مرَّاتٍ على مدى عشرينَ عامًا، وأصيبَ في عامِ 1984 بداءِ باركنسون (الشلل الرَّعاشي). وفي عامِ 1999 تُوِّجَ بلقب "رياضيِّ القَرنِ". وفي عامِ 2005 مُنِحَ وسامَ الحرِّيَّة الرئاسيَّ -وهو أرفَعُ وسامٍ مَدَنيٍّ في الولاياتِ المُتَّحِدة الأمريكية- وقد تُوفِّيَ مُحمَّد علي -رحِمَه الله- في مستشفى فينيكس بولايةِ أريزونا عن عمرٍ ناهَزَ 74 عامًا. ودُفِنَ في مَسقطِ رأسِه؛ في مدينةِ لويفيل بولايةِ كنتاكي الأمريكيَّةِ.

العام الهجري : 1429 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 2008
تفاصيل الحدث:

محمود درويش هو أحدُ الشُّعراءِ الفِلَسطينين الحداثيين الذين ارتَبَط اسمُهُم بشِعرِ الثورَةِ والوطن وكان مليئًا بالسُّخْرية والاستهزاء بالله وبالدين والمقدسات الإسلامية. وُلد درويش عام (1941) في قريةِ البَروةِ وهي قريةٌ فِلسطينيةٌ تقع في الجليلِ قُربَ ساحِلِ عَكَّا، وخَرَجت الأسرةُ برُفقة اللَّاجئين الفِلَسطينيين عامَ (1947) إلى لُبنان، ثم عادت متسلِّلةً عامَ (1949) بُعَيدَ توقيعِ اتِّفاقياتِ السلام المؤقَّتة، وبعد إنهائِه تعليمَه الثانويَّ انتَسَب إلى الحزب الشُّيوعي الإسرائيليِّ، وعَمِل في صُحف مثلِ "الاتحاد" و"الجديد" التي أصبح فيما بعدُ مشرِفًا على تحريرِها. في عام (1972) توجَّه إلى الاتِّحاد السوفيتِّي للدِّراسة، وانتَقَل بعدَها لاجِئًا إلى القاهرة في العامِ ذاتِه؛ حيث التحَقَ بمنظَّمة التَّحرير الفِلَسطينية، ثم لُبنان حيث عَمِل في مؤسَّساتِ النشرِ والدِّراسات التابعةِ لمنظَّمة التحرير الفلسطينية. ولقد مُنِح محمود درويش عِدَّةَ جوائزَ تقديرية، منها: درع الثورة الفِلَسطينية عامَ (1981)، جائزةُ لينين في الاتحاد السوفيتي عامَ (1983)، جائزة القاهرة للشِّعر العربي عام (2007). وأعلنت وِزارة الاتِّصالات الفِلَسطينية في (27 يوليو 2008) عن إصدارِها طابِعَ بريدٍ يحمِلُ صورةَ محمود درويش. ولقد اتُّهِم درويش بالزَّندقة؛ وذلك لِمَا وقَع في شِعرِه من التعدِّي على الذَّات الإلهيَّة وغيرِ ذلك، فمن ذلك قولُه -والعياذ بالله-: (نامِي فعَينُ الله نائِمَةٌ عنَّا)، (عَسانِي أصيرُ إلهًا.. إلهًا أصيرُ)، (عُيونُكِ شَوكةٌ في القلبِ تُوجِعُني.. وأعبُدها)، (إنْ خُلِقْنَا غَلْطَةً في غفلةِ الزَّمانِ).

العام الهجري : 1438 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 2017
تفاصيل الحدث:

هو الشيخُ عُمَرُ عبد الرحمن: عالمٌ أزهريٌّ، وهو الزعيمُ الرُّوحيُّ للجماعةِ الإسلاميةِ في مصرَ. ولِدَ بمدينةِ الجمالية بالدقهليةِ عامَ 1938، فَقَدَ بَصَرَه بعدَ عشَرةِ أشهُرٍ من ولادتِه، حصَلَ على الثانويةِ الأزهريةِ عامَ 1960، ثم التحَقَ بكليَّةِ أصولِ الدينِ بالقاهرةِ، ودَرَسَ فيها حتى تخرَّجَ فيها سنةَ 1965 بتقديرِ امتيازٍ مع مرتَبةِ الشرَفِ، ثم حصَلَ على شهادةِ الماجستير، وعَمِلَ مُعيدًا بالكليَّةِ، أُوقِفَ عن العَمَلِ في الكليَّةِ عامَ 1969م ونُقِلَ من الجامعةِ من مُعيدٍ بها إلى إدارةِ الأزهرِ بدونِ عمَلٍ، واستمرَّ ذلك حتى اعتُقِل في 13 أكتوبر 1970 بعد وفاةِ الرئيسِ المِصريِّ جمال عبد الناصر. وبعد الإفراجِ عنه تمكَّنَ من الحصولِ على الدكتوراه بتقديرِ امتيازٍ مع مَرتبةِ الشرَفِ، وعُيِّنَ مدرسًا بكليةِ البناتِ وأُصولِ الدِّينِ بأسيوطَ، ومكَثَ بالكليةِ أربعَ سنَواتٍ حتى عامِ 1977، ثم أُعيرَ إلى كليَّةِ البناتِ بالرياضِ بالمملكةِ العربيةِ السعوديةِ حتى سنةِ 1980، ثم عادَ إلى مصرَ. وفي سبتمبر 1981 اعتُقِل وحُوكِمَ في قضيةِ اغتيالِ الساداتِ أمامَ المحكمةِ العسكريَّةِ ومَحكمةِ أمنِ الدولةِ العليا، وحصَلَ على البراءةِ في القضيتَينِ، وخرَجَ من المُعتقَلِ في 2 أكتوبر 1984. ثم سافرَ إلى الولاياتِ المتحدةِ ليُقيمَ في ولايةِ نيوجرسي، واعتُقِلَ هناك بتهمةِ التورُّطِ في تفجيراتِ نيويورك عامَ 1993، وحُكِمَ عليه بالسَّجنِ المُؤبَّدِ. وفي آخرِ عُمرِه أصيبَ الشيخُ بعِدَّةِ أمراضٍ وعَدمِ القدرةِ على الحركةِ إلا على كرسيٍّ مُتحرِّكٍ، إلى أنْ تُوفِّيَ داخلَ السجونِ الأمريكيةِ في الثامنَ عشَرَ من فبراير في عامِ 2017 عن عمرٍ 78 عامًا.

العام الهجري : 1400 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1980
تفاصيل الحدث:

هو الدكتور يَحيى أمين المشد؛ عالِمُ ذَرَّةٍ مصريٌّ وأستاذٌ جامعيٌّ، وُلِد يحيى المشد في مصرَ في مدينةِ بَنْها سنة 1932، وتعلَّم في مدارسِ طنْطا، وتخرَّج من قِسم الكهرباء في كُلِّية الهندسة جامعة الإسكندريةِ سَنة 1952، اختِيرَ لِبَعثة الدكتوراه إلى لَندنَ سنة 1956، لكنَّ العُدوانَ الثُّلاثي على مصرَ حوَّلها إلى مُوسكو، ثم عاد بعدها سَنة 1963 متخصِّصًا في هَندسة المفاعِلات النَّووية. وعندَ عَودتِه انضمَّ إلى هَيئة الطاقة النَّووية المصريةِ؛ حيث كان يقومُ بعمَلِ الأبحاثِ، وانتقَلَ إلى النرويجِ بيْن سَنتيْ 1963 و1964، ثم عاد بعْدَها وعمِلَ أستاذًا مساعدًا بكُلِّية الهندسة بجامعة الإسكندرية، وما لَبِثَ أن تمَّت ترقيتُه إلى دَرجةِ "أستاذ"؛ حيث قام بالإشرافِ على الكثيرِ من الرَّسائل الجامعيةِ، ونشَرَ أكثرَ مِن (50) بحثًا. وبعد حَرْب يونيو 1967 تمَّ تَجْميد البرنامج النَّوويِّ المصري؛ مما أدَّى إلى إيقافِ الأبحاث في المجالِ النَّووي، وأصبح الوضعُ أصعَبَ بالنسبةِ له بعد حرْبِ 1973؛ حيث تمَّ تحويلُ الطاقات المصريةِ إلى اتِّجاهات أُخرى. وكان لِتَوقيع صدَّام حسين في 18 نوفمبر 1975 اتِّفاقية التَّعاون النووي مع فَرنسا أثَرُه في جَذْب العُلماء المصريين إلى العراقِ؛ حيث انتقَلَ للعمَلِ هناك، ودرَّسَ في الجامعة التِّكنولوجية في قِسم الهندسةِ الكهربائية. وقام برَفْضِ بعضِ شُحنات اليورانيوم الفَرنسية؛ حيث اعتَبَرها مُخالِفةً للمواصفات، وأصرَّت بعدها فَرنسا على حُضوره شخصيًّا إليها لتَنسيقِ استلام شُحنة اليورانيوم. وفي يومِ السبت 30 رجب / 14 يونيه، وفي حُجرة رقم (941) بفندق المريديان بباريسَ؛ عُثِر على الدكتور يحيى المشد جُثةً هامدةً مهشَّمةَ الرأسِ، ودِماؤه تغطِّي سَجادةَ الحُجْرة. وقد أُغلِقَ التحقيقُ الذي قامت به الشُّرطة الفرنسيَّة على أنَّ الفاعل مَجهولٌ!