في ليلةِ أوَّلِ المحَرَّم أخرَجَ مَن في الجُبِّ مِن الأمراء، وقد كان اعتقَلَهم قبل ذلك لأمورٍ رآها منهم، ومنهم من اعتُقِلَ قبل هذا وأُطلِقَ ثمَّ اعتُقِلَ ثانيًا، وهم سنقر الأشقر وجرمك والهاروني وبكتوت وبيبرس وطقصوا ولاجين، وأمر بخَنقِهم أمامَ السلطان، فخُنِقوا بأجمعِهم حتى ماتوا، وتولى خنقَ لاجين الأميرُ قرا سنقر، فلمَّا وضع الوتَرَ في عنقِه انقطع، فقال: "يا خوند، مالي ذنب إلا حميي طقصوا وقد هلك، وأنا أطَلِّقُ ابنته، وكان قرا سنقر له به عناية، فتلطَّف به ولم يعجَلْ عليه، لما أراد الله من أن لاجين يقتُلُ الأشرفَ ويَملِكُ مَوضِعَه، وانتظر أن تقَعَ به شفاعة، فشفَعَ الأمير بدر الدين بيدرا في لاجين، وساعَدَه مَن حضر من الأمراء، فعفا عنه ظنًّا أنه لا يعيشُ!
قام مئاتٌ من العُمَّال الصينيين بأحدِ المصانعِ الواقِعَةِ بجنوب الصِّين في منتصف الليل باقتحامِ مساكنِ العُمَّال المسلمين التُّركستانيين هناك، وانهالوا عليهم ضَربًا بالعِصِيِّ والسَّكاكين، ممَّا أدَّى إلى مَقتلِ ثلاثمئةٍ، وجَرحِ المئاتِ. وقد تظاهَرَ عَشَراتُ الآلافِ من التركستانيين في شوارعِ "أورومتشي" مُطالِبين ببَيانِ أسبابِ الحادثِ، ومُعاقبةِ المُجرمين، ووَقفِ التميِيزِ العُنصريِّ ضدَّهم. وقامَت السلطاتُ الصينيةُ بقَمعِ المُتظاهِرين بإطلاقِ الرَّصاصِ الحيِّ عليهم، واتَّهم الإيجور السُّلطاتِ الصينيةَ بتَحريضِ الصِّينيِّين على المسلمين، وأنَّها تقومُ بإبادةِ هذا الشعبِ المسلِمِ على أيدي الجنودِ المتنكِّرة بالزيِّ المدنيِّ. وقد تظاهَر الآلافُ من الإيجور المسلمين في مدينة "ألما أتا" في كازاخستان، احتجاجًا على القَمعِ الذي تمارِسُه السُّلطاتُ الصينيةُ ضدَّ الإيجور المسلمين في إقليم شينجيانج (تركستان الشرقية).
بعد مُكاتَبةِ الحُسَينِ بنِ خرميل، والي هراة، خوارزمَ شاه، ومراسَلَتِه في الانتماءِ إليه والطاعة له، تَرَكَ طاعةَ الغورية، وخِداعه لغياث الدين، ومغالطته له بالخُطبة له والطاعة؛ انتظارًا لوصولِ عسكر خوارزم شاه، ووصل عسكَرُ خوارزم شاه، فلَقِيَهم ابن خرميل، وأنزلهم على بابِ البلد، فقالوا له: قد أَمَرنا خوارزم شاه ألَّا نُخالِفَ لك أمرًا، فشَكَرَهم على ذلك، وكان يخرج إليهم كلَّ يَومٍ، وأقام لهم الوظائِفَ الكثيرةَ.
كان محمد التاسع الملقب بالأيسر هذا منفيًّا في المغرب، ثم عاد بتقوية ملك قشتالة له فأزاح محمد الثامن الملقب بالصغير وحَلَّ محلَّه، لكِنَّ الفتنَ لم تنتهِ، وكان له عدةُ خصوم، فاستطاع الأميرُ محمد العاشر بن عثمان بن يوسف المعروف بالأحنف أن يتزعَّمَ خصوم محمد الأيسر ويستولي على قصر الحمراء والحصون المجاورة له، ويقبِضَ على الأيسر هذا وينُهيَ ملكَه ويزجَّه وآلَه في السجن، ويخلُفَه في ملك بني نصر.
اجتمع أهلُ سدير والوشم ومعهم آل ظفير، واتجهوا إلى رغبة، وكان أهلها قد اهتَدَوا إلى التوحيد, فحصرتهم تلك الجموعُ في البلد أيامًا، فجنح بعض أهلها إلى الضَّلالِ فأدخلوا تلك الأجناد فنَهَبوا جميع الأموال، ولكِنَّ الله حقن دماء المسلمين, ثم اتجهت تلك الجموع ومعهم جلوية ضرمى إلى ضرمى- الذين دخل أهلها في طاعة الدرعية- فحصَروا أهلها أيامًا ونصبوا السلالم على أسوارها، وصعد منهم السور نحو ثلاثين رجلًا قُتلوا جميعًا, ثم رجعوا بعد ذلك خائبين.
هو أحمد طوسون بن محمد علي باشا المعروف بـ"طوسون باشا" الابن الأكبر لمحمد علي باشا والي مصر، وُلِدَ سنة 1208هـ، قاد الحملة الأولى جهةَ نجدٍ ضِدَّ الدولة السعودية الأولى، وخاض فيها عدة معارك انتصر في بعضِها وهُزِم في البعض الآخرِ منها. أصيبَ بجراحٍ في معركة تربة التي هُزم فيها, فنُقِل إلى جُدَّة للعلاج, ثم نُقِل إلى مصر, ومات فيها متأثرًا بجراحِه عن عمر 33 سنة.
تمكَّن الإمام فيصل بن تركي من الهروبِ مِن سِجنِه في مصر متدلِّيًا بحبل، ونزل معه ابنه عبد الله، وأخوه جلوي بن تركي، وابن أخته عبد الله بن إبراهيم، وكان ذلك ليلًا، ثم غادروا مصر حتى وصلوا جبل شمر، فاستقبلهم عبدُ الله بن علي بن رشيد -والي جبل شمر مِن قِبَل فيصل- فأكرمهم ووعدهم بالمساعدةِ بالمال والرِّجالِ، والقتال معهم.
لَمَّا حشد سعودٌ حشوده في الجنوب خرج إلى الرياض، فالتقى مع قوات أخيه عبد الله التي كان يقودها أخوه محمد بن فيصل في معركة المعتلا، وهي أول معركة بين أبناء الإمام فيصل عبد الله وسعود، وقد قُتِلَ فيها عددٌ كبير من الطرفين، وخاصة أتباع سعود، وجُرِحَ فيها سعود جروحًا بليغة، وأصيب في إحدى يديه، فلجأ إلى آلِ مرة في شرق البلاد، وبقي عندها للتداوي حتى بَرِئت جراحُه.
عادَت العَلاقات الدُّبلوماسيةُ بين السُّعودية والجُمهورية اليمنيةِ، وقام رَئيس وُزراء الجُمهورية العربيَّة اليَمَنيةِ عبد الله الحجريُّ بزِيارة الرياضِ. ونصَّ بلاغٌ سُعودي يَمَنيٌّ مشترَك على أنَّ الحُدودَ بين البلدينِ ثابتةٌ ونهائيةٌ، كما نصَّت عليها معاهدةُ الطائفِ عام 1353هـ / 1934م. وأدَّى تقارُب صَنعاءَ مع الرِّياضِ إلى تَحسين عَلاقات اليمنِ الشماليِّ بالولايات المتحِدةِ وبريطانيا وألمانيا الغربيةِ، وإلى إضْعاف روابطِ التعاوُنِ مع البُلدانِ الاشتراكيةِ.
صادَقَ البرلمانُ الكُويتي في جولةٍ أُولَى من التصويتِ على تعديلاتٍ قانونيَّةٍ تنصُّ على تطبيقِ عُقوبةِ الإعدامِ على كلِّ مَن يُدان بسبِّ الذاتِ الإلهيَّةِ أو النبيِّ محمدٍ صلى الله عليه وسلم وزوجاتِه الكَريماتِ. وجاء تحرُّكُ البرلمانِ لتشديدِ العُقوباتِ على التَّجاوُزات الدينية بعد أنْ أوقَفَت السُّلطاتُ الشَّهرَ الماضيَ شَخصًا بتُهمةِ سبِّ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم وزَوجاتِه الكريمات وبعضِ الصَّحابةِ عَبْرَ موقِعِ تويتر للتواصُل الاجتماعي.
انتَخَب المجلِسُ الأعلى لاتحادِ الإماراتِ بالإجماعِ الشَّيخَ محمَّدَ بنَ زايدٍ رئيسًا لدَّولةِ الإماراتِ العربيَّةِ المتَّحدةِ بعد وفاةِ أخيه خليفةَ بنِ زايدٍ؛ ليُصبِحَ الرَّئيسَ الثَّالِثَ لدولةِ الإماراتِ العربيَّةِ المتَّحِدةِ منذُ قيامِ الاتحادِ سنة 1971م، وبصِفتِه وَليَّ عهدِ إمارةِ أبوظبي فقد تولَّى أيضًا حُكمَ الإمارةِ؛ ليُصبحَ بذلك الحاكِمَ السَّابِعَ عَشَرَ لإمارةِ أبوظبي من أُسرةِ آل نَهْيان.
خرج خمسةٌ من بطارقة الروم في ثلاثين ألفًا من الروم إلى أذنة- وهي مدينة بالشامِ بناها الرشيدُ، وأتمها الأمينُ، بين طرسوس والمصيصة- وأهلُ أذنة أخلاطٌ من موالي الخلفاء وغيرِهم، وهي مدينةٌ جليلة عامرة ذاتُ أسواقٍ وصناعاتٍ وصادرٍ ووارد، وهي ثغرُ سيحان، فصاروا إلى المصلَّى وأسَروا أرخوز، كان واليَ الثُّغورِ، ثم عُزِلَ فرابَطَ هناك- فأُسِرَ وأسِرَ معه نحوٌ من أربعمائة رجلٍ، وقَتَلوا ممَّن نفر إليهم نحوًا من ألف وأربعمائة رجلٍ، ثم انصرفوا.
قُبَيل انتهاء المؤتمر القبطي بمصر نشرت بعضُ الصحفِ أنباءً عن تكوينِ لجنةٍ بالإسكندرية تضُمُّ بعضَ الأعيان في الأقاليم، مكلَّفةً بعقد مؤتمر ديني يضمُّ مندوبين عن المسلمين واليهود المصريين والنصارى؛ للنظر في المسألة القبطية. وفي ذات الوقت دارت اجتماعاتٌ في القاهرة بين عددٍ كبيرٍ مِن المشتغلين بالمسائل العامة، ومنهم فريق من حزب الأمة؛ لمناقشة المسألة القبطية ونتائج انعقاد المؤتمر القبطي في أسيوط، ودعا هؤلاء لجنةَ الإسكندرية لمشاركتهم في عقد اجتماع عام. وفي 8 ربيع الأول تم عقدُ اجتماع ضم عددًا من الشخصيات العامة، وقرَّروا تأليف وفد من 12 شخصية للتوجُّه إلى منزل مصطفى فهمي باشا رئيس الوزراء المصري الأسبق؛ ليعرضوا عليه رئاسة المؤتمر، وقرَّر هؤلاء تسميةَ المؤتمر بالمؤتمر المصري. وقد أرادت الشخصياتُ التي دعت إلى المؤتمر أن يدورَ في إطار الوحدة الوطنية، وأن يبحثَ المؤتمر الشؤون المصريةَ جميعًا بما فيها مطالب القبط. وعقدت اللجنةُ التحضيريةُ للمؤتمر أولى جلساتها بمنزل "علي شعراوي"، وقرَّرت حصرَ مقاصد المؤتمر في النظر في الشؤون العامة والاقتصادية والاجتماعية والأدبية، ومناقشة مطالب القبط وتمحيصها، وقرَّرت أنه لا يجوز للمؤتمر الاشتغالُ بالمسائل السياسية. وعُقِدَ المؤتمر المصري يوم السبت 30 ربيع الآخر -أي: بعد انعقاد المؤتمر القبطي بـ52 يومًا- في القاهرة بضاحية مصر الجديدة. وتم عقدُ جَلستين تحضيريتين في منزل "علي شعراوي" اتفق فيهما على الأُطُر الأساسية التي سيناقشها المؤتمر، واتفقوا أنَّ هناك رابطًا يجمع المسلمين والأقباط هو رابِطُ المصرية، وأن هذا الرابط هو المعيار الأصيل في المحاسبة!!! وأنَّ هذا الرابط يفرِضُ على الجميع البحثَ عن السبل التي تقود إلى الوفاق الوطني بين عنصرَيِ الأمة المصرية. وأشيرَ في تقريرٍ أعدَّته اللجنةُ التحضيرية لهذا المؤتمر، إلى أنَّ الحضور في مؤتمر أسيوط القبطي يستصغرون ما في أيديهم من السلطةِ ويستكثرون ما في أيدي المسلمين، وأن هؤلاء عوَّلوا وحدهم على أن يكونوا أمةً مستقلَّةً من دون المصريين، وتذرَّعوا بتلك المطالب حتى يَصِلوا بمعونة بريطانيا وفرنسا إلى أن تكون لهم السيادةُ على الأكثرية المسلِمة. وقد كان انعقادُ المؤتمر بتشجيع من المعتمد البريطاني في القاهرة "إلدن جورست"، وكان هدفُ الإنجليز منه هو إشعالَ الفتنة بين المسلمين والأقباط في الوقت الذي يكسبُ فيه الإنجليز الطرفين معًا؛ ولذا أصدر "جورست" تعليماتِه بعقد المؤتمر المصري. واستفاد الاحتلالُ مِن عقد المؤتمرين القبطي والمصري كمؤتمرين انقساميَّين، إلا أنَّ استفادته من المؤتمر المصري كانت أكبر؛ لأنَّ تجميع كل هذه الأحزاب والقوى المصرية دون أن يكونَ لها موقِفٌ من الاحتلال أو حتى معارضة له هو انتصارٌ لسياسة الاحتلال التي حرصت على ألَّا يأخذ المؤتمر أيَّ طابع سياسي، وأنَّ الوقيعة بين المسلمين والأقباط ما هي إلا زيادةٌ في قبضة الاستعمار على الجميع، ولجوء الجماهير إلى الهدوء والاستكانة حتى لا تُتَّهمَ بالتعصُّبِ والإرهاب!
هو الأميرُ الكبيرُ سَيفُ الدين الحاج آل ملك الجوكندار الناصري، نائِبُ السَّلطنة بالديار المصرية، أصله من كسب الأبلستين في الأيام الظاهريَّة بيبرس في سنة 676، واشتراه قلاوون ومعه سلَّار النائب، فأنعم بسلار على ولَدِه علي، وأنعم بآل ملك هذا على ولَدِه الآخر, وقيل قدَّمَه لصِهْرِه الملك السعيد بركة خان ابن الملك الظاهر بيبرس، فأعطاه الملك السعيد لكوندك, وترقَّى آل ملك في الخَدَم إلى أن صار من جملةِ أمراء الديار المصرية. وتردَّد للملك الناصر محمد بن قلاوون في الرسليَّة لَمَّا كان بالكرك من جهة المَلِك المظفَّر بيبرس الجاشنكير، فأَعجَبَ الملِكَ الناصِرَ عَقلُه وكلامُه، فلمَّا أن عاد الملك الناصر إلى مُلكِه رقَّاه وولَّاه الأعمالَ الجليلة إلى أن وَلِيَ نيابة السلطنة بديار مصر في دولة الملك الصالح إسماعيلَ بعد أن شَرَط على السلطان ألا يفعَلَ شيئًا في المملكة إلا برأيِه وأنه يمنَعَ الخَمرَ مِن البيع ويقيم منار الشَّرعِ وأنَّه لا يعارَضُ فيما يفعَلُه. فقَبِلَ السلطان شروطه، فكانت له أيادٍ بيضاءُ في الاحتسابِ وإقامةِ مَنارِ الشَّرعِ في مِصرَ والشَّامِ, وأنشأ المدرسة الملكية سنة 719 بالقاهرة وتُعرَفُ بجامع الجوكندار, فلمَّا وليَ الملك الكامل شعبان عَزَله من نيابة مصر, وأخرجه لنيابة صفد، ثمَّ طَلَبه وقَبَض عليه وقتَلَه. وقيل وُجِدَ مقتولًا بالإسكندرية، وأُحضِرَ مَيِّتًا إلى القاهرة في يوم الجمعة تاسِعَ عشر جمادى الآخرة.
الأميرُ خالد بن سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود أميرٌ مِن آل سعود، وهو مِن أمٍّ حبشية. نشأ بمصرَ بعد حرب إبراهيم باشا للدرعية, ولما قَوِيَ أمر الإمام فيصل بن تركي في الديار النجدية أرسل محمد علي باشا خالدًا مع قوة عسكرية يقودُها إسماعيل بك سنة 1252 هـ لقتال فيصل بن تركي، فنشبت بينهما معاركُ انتهت باستسلام فيصل لخورشيد باشا في رمضان 1255 1838 م ووجَّهه خورشيد إلى مصر، ومعه ولداه عبد الله ومحمد وأخوه جلوي بن تركي. وتولى خالدٌ الإمارة، فسيَّرَ حملة بقيادة سعد بن مطلق إلى الأراضي المجاورة لنجد، وخضعت له عددٌ من بلدان نجد عدا الخرج وبلدة الحلوة، رفض أهلها الخضوع له؛ لعِلمِهم أن حُكمَه صوريٌّ والحكم الحقيقي لمحمد علي باشا. كتب خالدُ بن سعود إلى إمام مسقط سعيد بن سلطان يطالِبُه بالجزية التي كان يؤدِّيها من قبل لأجداده آل سعود. ومال خالدُ بن سعود إلى اللَّهوِ، فنفر منه أصحابُه، وثار عليه عبد الله بن ثنيان بن إبراهيم بن ثنيان ابن سعود، فرحل خالد إلى الأحساء، فلما دخل ابن ثنيان الرياضَ واجتمع عليه أهلُ نجد مضى خالد بن سعود إلى الدمَّام ثم الكويت، ومنها إلى مكة. وتوفي بجُدة محمومًا.