الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3515 ). زمن البحث بالثانية ( 0.009 )

العام الهجري : 278 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 891
تفاصيل الحدث:

هو الموفَّقُ بالله أبو أحمد محمد بن جعفر المتوكِّل على الله بن محمد المعتصم بن هارون الرشيد, وقيل: إن اسمه طلحة، الأميرُ العباسي وقائِدُ جيش الخليفة المعتَمِد على الله. ولِدَ في بغداد عام 227ه من أمِّ ولَدٍ للخليفة المتوكِّل على الله، وتربَّى تربيةً عِلميَّةً، وكان عالِمًا بالأدب والنَّسَب، والفِقه والقضاءِ، غزيرَ العَقلِ، حسَنَ التدبيرِ، كريمًا حازمًا، ذا مَقدِرةٍ في سياسةِ المُلْك، اعتبَرَه البعضُ بأنَّه المنصورُ الثاني. كان الموفَّقُ وليَّ عَهدِ المعتَمِد على الله، إلَّا أنه كان الخليفةَ الفعليَّ. كان الموفَّقُ عادِلًا حسَنَ السِّيرةِ، يَجلِسُ للمظالمِ وعنده القُضاة وغيرُهم، فينتصِفُ النَّاسُ بعضُهم من بعض. كما يعتبَر الموفَّقُ أبا الخلفاء الثاني بعد المنصورِ؛ إذ إنَّ الخلافةَ العباسية استمَرَّت في عَقِبِه حتى سقوطِها على يد هولاكو خان عام 656ه. كما أنَّه بعث الحياةَ في الخلافة العباسية بعد أن أشرَفَت على السقوطِ بسبب حالةِ الفوضى التي سادت على يدِ الأتراك بين عامي 247 - 256 بعد مقتل الخليفةِ المتوكِّل واستبداد الأتراكِ وقادتِهم بالأمرِ وقَتْلِهم للخُلَفاء: المنتصِر، والمُستعين، والمعتَزِّ، والمهتدي، واستقلال أمراء الأطراف بولاياتهم كالصَّفَّاريين في المشرق، والطولونيين في مصر. فقد تحمَّلَ الموفَّقُ بالله أعباءً كبيرةً في سبيل تثبيت الخلافة؛ إذ تمكَّنَ من القضاءِ على ثورةِ الزِّنجِ كما تمكَّنَ من إيقاعِ الهزيمةِ بجُموعِ الصَّفَّاريين وزعيمِهم يعقوبَ بنِ الليث، الذي كان قد اقتَرَب من بغداد في محاولةٍ لإرغام الخليفة على الاعترافِ بسُلطانه على المَشرِق، كما تمكَّنَ أيضًا من الحَدِّ من توسع الطولونيِّين غربًا. أُصيبَ الموفَّقُ بمرض النقرِس في بلاد الجبل، فانصرف وقد اشتَدَّ به وجع النقرس، فلم يقدِرْ على الركوب، فعُمِل له سريرٌ عليه قُبَّة، فكان يقعد عليه، وخادِمٌ له يُبَرِّد رجلَه بالأشياء الباردة، حتى إنَّه يضعُ عليها الثلج، ثم صارت عِلَّة داء الفيل برِجلِه، وهو ورَمٌ عظيمٌ يكون في السَّاق، يسيل منه ماء، ثم بقِيَ في داره مريضًا عِدَّةَ أيام حتى توفي. لَمَّا مات الموفَّقُ اجتمع القواد وبايعوا ابنه أبا العباس بولايةِ العَهدِ، بعد المفَوِّض بن المعتَمِد، ولُقِّبَ المُعتَضِدَ بالله.

العام الهجري : 669 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1271
تفاصيل الحدث:

بلغ السلطان الظاهر بيبرس وهو مخيِّم على حصن الأكراد أنَّ صاحب جزيرة قبرص قد ركِبَ بجيشه إلى عكا لينصُرَ أهلها خوفًا من السلطان، فأراد السلطان أن يغتَنِمَ هذه الفرصة فبعث جيشًا كثيفًا في اثني عشرة شيني - نوعا من المراكب- ليأخذوا جزيرة قبرص في غيبةِ صاحِبِها عنها، فسارت المراكِبُ مسرعة فلما قاربت المدينة جاءتها ريحٌ عاصف فصدم بعضها بعضًا فانكسر بعضُها, وغَرِقَ خلقٌ وأسَرَ الفرنج من الصناع والرجال قريبًا من ألف وثمانمائة، ثم سار السلطانُ فنصب المجانيق على حِصنِ عكا فسأله أهلُها الأمان على أن يخَلِّيَهم فأجابهم إلى ذلك، ودخل البلدَ يوم عيد الفطر فتسَلَّمه، وكان الحِصنُ شديد الضرر على المسلمين، وهو وادٍ بين جبلين.

العام الهجري : 84 العام الميلادي : 703
تفاصيل الحدث:

هو عبدُ الرَّحمن بن محمَّد بن الأشعث بن قَيْس الكِنْدِيُّ، أَميرُ سِجِسْتان كان قائدًا أُمَوِيًّا مِن أهلِ الكوفَة وأَشرافِها، بَدَأ عبدُ الرَّحمن كَأَيِّ قائِدٍ لِبَنِي أُمَيَّةَ، وضَمَّ عددًا كبيرًا مِن البُلدان لِصالِح الدَّولَةِ الأُمويَّة، ولم تكُن أسباب خُروجِه دِينيَّة على الإطلاق. وُلِدَ عبدُ الرَّحمن في الكوفَة في بَيتٍ مِن أَشرافِها، فأَبُوه محمَّدُ بن الأشعث، أَحَدُ وُجوهِ كِنْدَة. كانت عِلاقَةُ الحَجَّاج بن يوسُف به سَيِّئَةً للغايَةِ، وكان الحَجَّاج كلمَّا رأى عبدَ الرَّحمن قال: يالِخُيَلائِه! أنظُر إلى مِشْيَتِه، والله لهَمَمْتُ أن أَضرِب عُنُقَه. فلمَّا انْهَزَم ابنُ الأشعث وَفَرَّ إلى رتبيل مَلِك التُّرْك كَتَب الحَجَّاجُ إلى رتبيل يَقول له: والله الذي لا إله إلَّا هو، لَئِن لم تَبْعَث إِلَيَّ بابنِ الأشعثِ لَأَبْعَثَنَّ إلى بِلادِك ألفَ ألفَ مُقاتِل، ولَأُخَرِّبَنَّها. فلمَّا تَحَقَّق الوَعيدُ مِن الحَجَّاج اسْتَشار في ذلك بعضَ الأُمراء فأشار عليه بِتَسليم ابن الأشعث إليه قبل أن يُخَرِّب الحَجَّاجُ دِيارَه، ويأخذ عامَّة أَمْصارِه، فأرسَل إلى الحَجَّاج يَشترِط عليه أن لا يُقاتِل عشرَ سِنين، وأن لا يُؤَدِّي في كُلِّ سَنة منها إلَّا مِائَة ألف مِن الخَراجِ، فأجابه الحَجَّاجُ إلى ذلك، وقِيل: إنَّ الحَجَّاج وَعَدَه أن يُطلِق له خَراجَ أَرضِه سبعَ سِنين، فعند ذلك غَدَر رتبيل بابن الأشعث، فقَبَضَ عليه وعلى ثلاثين مِن أَقرِبائِه فَقَيَّدَهم في الأَصفادِ، وبَعَث بهم مع رُسُلِ الحَجَّاج إليه، فلمَّا كانوا بِبَعضِ الطَّريق بِمَكان يُقالُ له: الرُّخَّج، صَعَد ابنُ الأشعث وهو مُقَيَّد بالحَديدِ إلى سَطْحِ قَصْرٍ، ومعه رجل مُوكل به; لِئَلَّا يَفِرَّ، وألقى نَفْسَه مِن ذلك القَصْر، وسَقَطَ معه المُوكل به فماتا جَميعًا، فعَمَد الرَّسول إلى رأسِ ابن الأشعثِ فاحْتَزَّهُ، وقَتَل مَن معه مِن أصحابِ ابن الأشعث، وبَعَث بِرُؤوسِهم إلى الحَجَّاج، فأَمَرَ فَطِيفَ بِرَأْسِه في العِراق، ثمَّ بَعَثَه إلى أميرِ المؤمنين عبدِ الملك فَطِيفَ بِرَأْسِه في الشَّام، ثمَّ بَعَث به إلى أَخيهِ عبدِ العزيز بِمِصْرَ فَطِيفَ بِرَأْسِه هُنالِك، ثمَّ دَفَنوا رَأْسَه بِمِصْرَ وجُثَّتَه بالرُّخَّج, وقِيلَ إنَّه مات عامَ 85 هـ. قال عنه ابنُ كثير: "والعَجَبُ كُلُّ العَجَب مِن هؤلاء الذين بايَعُوه بالإمارَةِ وليس مِن قُريشٍ، وإنَّما هو كِنْدِيٌّ مِن اليَمَن، وقد اجْتَمَع الصَّحابَةُ يومَ السَّقِيفَة على أنَّ الإمارَة لا تكون إلَّا في قُريشٍ، واحْتَجَّ عليهم الصِّدِّيقُ بالحديث في ذلك، حتَّى إنَّ الأنصار سألوا أن يكون منهم أَميرٌ مع أَميرِ المُهاجرِين فأَبَى الصِّدِّيقُ عليهم ذلك. فكيف يَعْمِدون إلى خَليفَة قد بُويِعَ له بالإمارةِ على المسلمين مِن سِنين فيَعْزِلونه وهو مِن صُلْبِيَّةِ قُريشٍ ويُبايِعون لِرَجُلٍ كِنْدِيٍّ بَيْعَةً لم يَتَّفِق عليها أَهلُ الحَلِّ والعَقْدِ؟! ولهذا لمَّا كانت هذه زَلَّة وفَلْتَة نَشَأ بِسَبَبِها شَرٌّ كَبيرٌ هَلَكَ فيه خَلْقٌ كَثيرٌ، فإنَّا لله وإنَّا إليه راجِعُون".

العام الهجري : 704 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1304
تفاصيل الحدث:

حضر جماعةٌ من المغول وافدينَ إلى بلاد الإسلام بعد إسلامِهم، نحو مائتي فارس بنسائِهم وأولادهم، وفيهم عِدَّةٌ من أقارب غازان وبعض أولاد سنقر الأشقر، الذي كتب يحُثُّ على إكرامهم، فقَدِموا إلى القاهرة في جمادى الأولى وقَدِمَ معهم أخوا سلار، وهما فخر الدين داود، وسيف الدين جبا، وقَدِمَت أيضًا أم سلار، فرُتِّبَت لهم الرواتب، وأُعطوا الإقطاعات، وفُرِّق جماعةٌ منهم على الأمراء، وأنشأ سلار لأمِّه دارًا بإسطبل الجوق الذي عَمِلَه العادل كتبغا ميدانًا، ثم عرف بحكر الخازن، ورقَّى أخويه وأعطاهما الإمريات، وقدم الأمير حسام الدين أزدمر المجيري، وعماد الدين على بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عبد العلي بن معرف بن السكري، من بلاد الشرق إلى دمشقَ في الرابع عشر من شعبان، ودخلا القاهرةَ أول رمضان، ومعهما كتابُ خربندا وهديته، فتضَمَّن كتابُه جلوسَه على تخت الملك بعد أخيه محمود غازان، وخاطب السلطانَ بالأخوة، وسأل إخماد الفتن، وطلب الصلحَ، وقال في آخر كلامه: {عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ}، فأُجيبَ وجُهِّزَت له الهَديَّةُ، وأُكرِمَ رَسولُه.

العام الهجري : 584 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1188
تفاصيل الحدث:

لَمَّا أقام صلاح الدين تحت حِصنِ الأكراد، أتاه قاضي جبلة، وهو منصورُ بن نبيل، يستدعيه إليها ليسَلِّمَها إليه، حمَلَتْه الغيرةُ للدينِ على قَصدِ السُّلطان، وتكَفَّل له بفتح جبلة واللاذقية والبلاد الشماليَّة، فسار صلاح الدين معه رابِعَ جمادى الأولى، فنزل بأنطرطوس سادسه، فرأى الفرنجَ قد أخلَوا المدينة، واحتموا في برجَينِ حَصينينِ، كلُّ واحد منهما قلعةٌ حصينةٌ ومَعقِلٌ منيع، فخرَّب المسلمونَ دُورَهم ومساكِنَهم وسورَ البلد، ونَهَبوا ما وجدوه من ذخائِرِهم، وكان الداوية بأحَدِ البرجين، فحصَرَهما صلاح الدين، فنزل إليه مَن في أحد البرجين بأمانٍ وسَلَّموه، فأمَّنَهم، وخرب البرجَ وألقى حجارتَه في البحر، وبَقِيَ الذي فيه الداوية لم يُسَلِّموه، فخَرَّب صلاح الدين ولاية أنطرطوس، ورحل عنها وأتى مرقية، وقد أخلاها أهلُها، ورحلوا عنها، وساروا إلى المرقب، وهو من حصونِهم التي لا تُرام، وهو للإسبتارية، فاجتاز المسلمونَ وعَبَروا المضيقَ ووصلوا إلى جبَلة ثامِنَ عشر جمادى الأولى. وتسَلَّمها وقت وصولِه، وكان قاضيها قد سبقَه إليها ودخلها. فلما وصل صلاح الدينِ رفَعَ أعلامَه على سورها وسلَّمَها إليه، وتحصَّنَ الفرنجُ الذين كانوا بها بحِصنِها، واحتَمَوا بقلعتها، فما زال قاضي جبَلة يُخَوِّفُهم ويُرَغِّبُهم، حتى استنزلهم بشَرطِ الأمان، وأن يأخُذَ رهائنَهم يكونون عنده إلى أن يُطلِقَ الفرنجُ رهائن المسلمين من أهلِ جبلة. وكان بيمند صاحِبُها قد أخذ رهائِنَ القاضي ومُسلمي جبلة، وتركهم عنده بأنطاكيَّةَ، فأخذ القاضي رهائِنَ الفرنج فأنزلهم عنده حتى أطلق بيمند رهائِنَ المسلمين فأطلق المسلمونَ رهائِنَ الفرنج، وجاء رؤساءُ أهل الجبل إلى صلاح الدين بطاعةِ أهله، وصار الطريقُ في هذا الوقت عليه من بلادِ الإسلام إلى العسكَرِ، وقرر صلاحُ الدين أحوالَ جَبَلة، وجعل فيها لحِفظِها الأميرَ سابق الدين عثمان بن الداية، صاحِبَ شيزر، وسار عنها.

العام الهجري : 724 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1324
تفاصيل الحدث:

هو الزاهِدُ محمد بن عبد الرحيم بن عمر الجزري، ابن المفتي الكبير جمال الدين الباجربقي، نسبةً إلى باجربق قرية بين النهرين، هو رأسُ الفرقة الضالة المعروفة بالباجربقيَّة، كان والده فاضلًا عالِمًا، انتقل إلى دمشق وجلس للإفادةِ والإفتاء. نشأ ابنُه محمد هذا بدمشق، فاشتغل أولًا بالفقه، ثم عدل إلى السلوكِ فتزهَّدَ وحصل له حالٌ وكَشفٌ، وبدأ ينحَرِفُ حتى أنكر وجود الله تعالى، ثم انقطع فصَحِبَه جماعةٌ من الرذالة، وهَوَّن لهم أمرَ الشَّرائِعِ وأراهم بوارِقَ شيطانيَّة، وكان له قوةُ تأثير، وقد ألَّفَ كتابه المعروف بالملحمة الباجربقيَّة ونُقل عنه انتقاصُه للأنبياء صلواتُ الله عليهم، وتَرْكُ الشرائع، فحكم عليه القاضي الزواوي المالكي بإراقةِ دَمِه، فهرب إلى الشرقِ، ثمَّ أثبت أنَّ بينه وبين الشهود عداوةً، فحُقِنَ دَمُه بذلك فرجع إلى دمشق وبَقِيَ في القابون إلى أن توفي فيها ليلة الأربعاء سادس عشر ربيع الآخر، ودفن بالقرب من مغارة الدم بسفح قاسيون في قبة في أعلى ذيل الجبل تحت المغارة، وله من العمر ستون سنةً.

العام الهجري : 1400 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1980
تفاصيل الحدث:

أرسَلَ الاتِّحادُ السُّوفيتي الجيشَ الأربعينَ لِدَعْمِ نِظام بابرك كارمل الشيوعي في كابُل، والذي قام بانقلابٍ اغتِيلَ فيه الرئيسُ الشيوعي حفيظ الله أمين الذي اتُّهِم بأنه "عميل لِلأمريكانِ". جاء كارمل إلى السُّلطة بعد عِدَّة انقلاباتٍ شَهِدتها أفغانستانُ على إثر سُقوط الملَكِيَّة في يوليو 1973م، بعد انقلاب عسكريٍّ قام به محمدُ داود ابن عم الشاه محمد ظاهر وزَوْج شَقيقته، الذي أعلَنَ جُمهورية أفغانستانَ الديمقراطيةَ، وفي 1978م انقلَبَ تراقي على محمد داود وقتَلَه، ثم وقَعَ انقلابٌ على تراقي بقيادةِ رئيسِ الوزراء حَفيظ الله أمين سنة 1979م وقتَلَه، ثم قام كارمل بالانقلابِ الأخيرِ على حَفيظ الله. وقد لقِيَ التَّدخُّل السوفيتي إدانةً دوليةً -خُصوصًا من قِبَل الولايات المتحدة- تجسَّدت في مُقاطعة الألعابِ الأولمبيَّةِ التي جَرَت في مُوسكو في 19 يوليه 1980م، ولم تَنسحِبِ القوَّات السوفيتية إلا في 15 فبراير 1989م بموجِب اتِّفاقِ جِنيف في 14 إبريل 1988م.

العام الهجري : 584 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1188
تفاصيل الحدث:

لَمَّا فرغ  صلاحُ الدينِ مِن أمرِ قلعةِ صهيون، سار في ثالث جمادى الآخرة، فوصلَ إلى قلعة بكاس فرأى الفرنجَ قد أخلَوها، وتحصَّنوا بقلعة الشغر، فمَلَك قلعةَ بكاس بغيرِ قتالٍ، وتقَدَّمَ إلى قلعة الشغر وحصَرَها، وهي وبكاس على الطريقِ السَّهلِ المسلوكِ إلى اللاذقيَّة وجبلة، والبلاد التي افتتحها صلاحُ الدين من بلاد الشام الإسلاميَّة، فلما نازلها رآها منيعةً حصينة لا تُرام، ولا يُوصَلُ إليها بطريقٍ من الطرق، إلَّا أنَّه أمر بمزاحفتِهم ونَصْبِ منجنيقٍ عليهم، ففعلوا ذلك، ورمى بالمنجنيقِ، فلم يَصِلْ من أحجاره إلى القلعةِ شَيءٌ إلا القليل الذي لا يؤذي، فبقي المسلمونَ عليه أيامًا لا يَرَونَ فيه طمعًا، وأهلُه غير مهتمِّينَ بالقتال لامتناعِهم عن ضررٍ يتطَرَّقُ إليهم، وبلاءٍ ينزل عليهم، فبينما صلاحُ الدين جالِسٌ، وعنده أصحابُه إذ أشرف عليهم فرنجيٌّ ونادى بطَلَبِ الأمان لرسولٍ يحضُرُ عند صلاح الدين، فأجيبَ إلى ذلك، ونزل رسول، وسأل إنظارَهم ثلاثة أيام، فإن جاءهم من يمنَعُهم وإلَّا سَلَّموا القلعةَ بما فيها من ذخائِرَ ودوابَّ وغير ذلك، فأجابهم إليه وأخذ رهائِنَهم على الوفاءِ به، فلما كان اليوم الثالث سلموها إليه، واتَّفق يوم الجمعة سادس عشر جمادى الآخرة؛ وكان سبب استمهالتهم أنَّهم أرسلوا إلى البيمند، صاحِبِ أنطاكيَّةَ، وكان هذا الحِصنُ له، يُعَرِّفونَه أنهم محصورون، ويَطلُبونَ منه أن يدفَعَ عنهم المسلمين، فإن فعل وإلَّا سَلَّموها، وإنما فعلوا ذلك لرعبٍ قَذَفه اللهُ تعالى في قلوبهم، وإلَّا فلو أقاموا الدهرَ الطويلَ لم يصِلْ إليهم أحد، ولا بلغ المسلمونَ منهم غَرَضًا، فلمَّا تسلم صلاح الدين الحِصنَ سَلَّمه إلى أميرٍ يقال له قلج، وأمَرَه بعمارتِه ورحَلَ عنه.

العام الهجري : 593 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1197
تفاصيل الحدث:

هو المَلِكُ سَيفُ الإسلام أبو الفوارِسِ طغتكين بن أيوب بن شاذي بن مروان المنعوتُ بالملك العزيز ظهير الدين، صاحِب اليمن بزبيد، أخو صلاح الدين الأيوبي، لَمَّا ملك صلاحُ الدين الدِّيارَ المصريَّةَ سَيَّرَ أخاه شمسَ الدولة توران شاه إلى بلادِ اليمن، فمَلَكَها واستولى على كثيرٍ مِن بلادها، ورجع عنها، ثمَّ سَيَّرَ السلطان إليها بعد ذلك أخاه سيفَ الإسلام، وذلك في سنة 577, وكان رجلًا شجاعًا شديدَ السيرة، مُضَيِّقًا على رعيَّتِه، يشتري أموالَ التجار لنفسه ويبيعُها كيف شاء، وأراد مِلكَ مَكَّةَ، فأرسل الخليفةُ الناصر لدين الله إلى أخيه صلاح الدين في المعنى، فمَنَعَه من ذلك، وجمعَ مِن الأموال ما لا يحصى، حتى إنَّه مِن كثرته كان يَسبِكُ الذهب ويجعلُه كالطاحون ويدَّخِرُه، لما قدم للديارِ المصرية وسلطانها يومئذٍ ابنُ أخيه  الملك العزيز عماد الدين عثمان بن السلطان صلاح الدين، ألزمه أربابُ ديوان الزكاة بدَفعِ الزكاة من المتاجِرِ التي وصلت بصُحبتِه، حارب الزيدية في اليمن، وبعد أعوامٍ أخَذَ صنعاء, وكانت دولتُه أربع عشرة سنة، ولَمَّا توفي مَلَكَ اليَمنَ بعده ابنُه المعز إسماعيل، وكان أهوج كثير التخليط، بحيث إنَّه ادَّعى أنه قُرَشيٌّ من بني أمية، وخَطَب لنفسه بالخلافة، وتلقَّبَ بالهادي، فلمَّا سَمِعَ عمُّه الملك العادل ذلك ساءه وأهمَّه، وكتب إليه يلومُه ويوبِّخُه، ويأمُرُه بالعود إلى نسَبِه الصحيح، وبتَرْك ما ارتكبه ممَّا يُضحِكُ الناس منه، فلم يلتَفِت إليه ولم يرجِعْ، وبقي كذلك، وحارب رأسَ الزيديَّة وهزمه، وأنشأ بزبيد مدرسة، ولَمَّا أساء السيرة مع أجناده وأمرائه، وثَبَوا عليه فقتلوه، وملَّكوا عليهم بعده أميرًا من مماليك أبيه.

العام الهجري : 748 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1348
تفاصيل الحدث:

هو السُّلطانُ المَلِكُ المظَفَّر سيف الدين حاجي بن الناصر محمد بن قلاوون، تولَّى السلطنةَ بعد قَتْلِ أخيه السلطان الكامل شعبان، وعُمُرُه خمس عشرة سنة، وقد حلف للأمراءِ ألَّا يؤذيَهم وحَلَفوا له على الطاعةِ، لكِنْ لَمَّا كَثُرَ اشتِغالُه في اللَّعِبِ بالحَمامِ وتقريب الأوباش واللعَّابين وغيرِهم من أرباب الملاهي والفساد، أنكر عليه الأمراءُ أكثَرَ مِن مَرَّة، حتى حصل بينه وبينهم جفاءٌ, وعمل السلطان على التدبيرِ لقَتلِ بَعضِهم، وهم كذلك عَمِلوا على تدبير قَتْلِه، فتحادث الأمراءُ فيما بينهم واتفقوا وتواكدوا جميعًا في يوم الخميس تاسِعَ رمضان على الركوبِ في يوم الأحد ثاني عشر، فما ارتفع النهار حتى وقفوا بأجمَعِهم لابسين آلةَ الحرب، عند قُبَّة النصر ومعهم النائِبُ أرقطاي، فأرسل السلطان المظفَّر الرَّسولَ إليهم يستخبِرُه عمَّا يريدونَه منه حتى يفعَلَه لهم، فأعادوا جوابَه أنَّهم لا بُدَّ أن يُسلطِنوا غيره، فقال: ما أموتُ إلَّا على ظَهرِ فَرسي، فقَبَضوا على رسولِه، وهمُّوا بالزحف إليه، فمنعهم الأميرُ أرقطاي النائب، فبادر السلطانُ بالركوب إليهم، وأقام أرغون الكاملي وشيخو في الميسرة، وأقام عِدَّةَ أمراء في الميمنة، وسار بمماليكِه حتى وصل إلى قريبِ قُبَّة النصر، فكان أوَّلَ من تركه الأمير أرغون الكاملي والأمير ملكتمر السعيدي، ثمَّ الأمير شيخو، وأتوا الأمير أرقطاي النائب والأمراء، وبقي السلطانُ في نحو عشرين فارسًا، فبَرَز له الأميرُ بيبغا روس والأمير ألجيبغا، فولى فرَسَه وانهزم عنهم، فأدركوه وأحاطوا به، فتقَدَّمَ إليه بيبغا روس، فضربه السلطانُ بطير، فأخذ الضربةَ بتُرسِه، وحمل عليه بيبغا بالرمح، وتكاثروا عليه حتى قَلَعوه مِن سَرجِه، فكان بيبغا روس هو الذي أرداه، وضرَبَه طنيرق فجرح وجهَه وأصابِعَه، وساروا به على فَرَسٍ إلى تربة آقسنقر الرومي تحت الجبل، وذبَحوه من ساعته قبل العَصرِ، وكانوا لَمَّا أنزلوه وأرادوا ذبحه توسَّل إلى الأمراء، وهو يقول: بالله لا تستعجِلوا على قتلي، وخَلُّوني ساعة، فقالوا: فكيف استعجَلْتَ على قتل الناس، لو صَبَرْتَ عليهم صبَرْنا عليك، وصَعِدَ الأمراء إلى القلعة في يومِهم، ونادوا في القاهرة بالأمانِ والاطمئنان، وباتوا بها ليلةَ الاثنين، وقد اتفقوا على مكاتبةِ الأمير أرغون شاه نائب الشام بما وقع، وأن يأخذوا رأيَه فيمن يقيمونَه سلطانًا، فأصبحوا وقد اجتمع المماليكُ على إقامة حسن بن الناصر محمد بن قلاوون في السلطة، ووقعت بينه وبينهم مُراسَلات، فقَبَض الأمراء على عِدَّةٍ مِن المماليك، ووكلوا الأميرَ طاز بباب حسن، حتى لا يجتَمِعَ به أحد، وغَلَّقوا باب القلعة، وهم بآلة الحرب يومَهم وليلة الثلاثاء، وقَصَد المماليك إقامةَ الفتنة، فخاف الأمراء تأخير السلطة حتى يستشيروا نائِبَ الشام أن يقَعَ مِن المماليك ما لا يُدرَكُ فارِطُه، فوقع اتفاقُهم عند ذلك على حسن بن الناصر محمد بن قلاوون، فتَمَّ أمره، فكانت مُدَّةُ المظَفَّر حاجي سنة وثلاثة أشهر واثني عشر يومًا، وعُمُره نحو عشرينَ سنة، فقام الأمراءُ بسلطنة حسن هذا، وأركبوه بشعار السلطنة في يوم الثلاثاء رابع عشر رمضان، سنة 748، وأجلسوه على تخت الملك بالإيوان، ولَقَّبوه بالملك الناصر سيفِ الدين قمارى، فقال السلطان للأمير أرقطاى نائب السلطة: يا بة! ما اسمي قمارى، إنَّما اسمي حسن، فقال أرقطاى: يا خوند- يا سيد- واللهِ، إن هذا اسم حَسَنٌ على خيرة الله، فاستقرت سلطنتُه، وحلف له الأمراء على العادة، وعمره يومئذ إحدى عشرة سنة.

العام الهجري : 1009 العام الميلادي : 1600
تفاصيل الحدث:

بعد أن فرَّ كثيرٌ من الجند من معركة كرزت، قام السلطان العثماني محمد الثالث بنفيهم إلى الأناضول، فقام أحدُهم واسمه قره يازجي وادَّعى أنَّه رأى الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام، وأنه وعده بالنصرِ على آل عثمان، فأعلن التمرُّد بعد أن تبِعَه كثيرٌ من المرتزقة من الجنود المنفيِّين، فدخل عينتاب فحاصرته الجيوشُ العثمانية، فأعلن الاستسلامَ على أن يُعطَى ولايةَ أماسيا، فوافق العثمانيون على ذلك، فلما ابتعدت عنه الجيوشُ أظهر العصيانَ ثانيةً وساعده أخوه دلي حسن والي بغداد يومَها، فعاد الجيشُ العثماني بقيادة صقلي حسن باشا فانتصر على قره يازجي الذي توفِّي متأثرًا بجراحه، وجاء أخوه فانتصر على صقلي حسن باشا وقتلَه عام 1010.

العام الهجري : 1293 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1876
تفاصيل الحدث:

ظنَّ السلطان عبد العزيز بن محمود الثاني أنَّه إذا تقرَّب إلى الروس فإن ذلك سيؤثِّرُ على الدول الأوربية الغربية لتقديمِ تساهلاتٍ أكثَرَ للدولة العثمانية، فخافت الدولُ الأوربية فأشاعت عنه التبذيرَ والإسرافَ، وتولى رئيسُ مجلس الشورى أحمد مدحت باشا فكرةَ عَزلِه، كما تواطأ معه شيخُ الإسلام حسن خير الله أفندي -المنتمي لحركة تركيا الفتاة- فأصدر فتوى شرعية تفيدُ بعَزلِه, فعُزِلَ السلطان عبد العزيز في هذا العام بعد أن أمضى في الحكم ست عشرة سنة وأربعة أشهر كان يسعى خلالها إلى تقويةِ الدولةِ، ثم قُتِلَ بعد ذلك وأُشيعَ أنَّه انتحر، وتولى الخلافةَ بعده ابنُ أخيه مراد الخامس بن عبد المجيد في اليوم السابع من هذا الشهر في هذه السنة.

العام الهجري : 363 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 974
تفاصيل الحدث:

هو شيخُ الحنابلةِ أبو بكر عبدُ العزيز بن جعفر بن أحمد بن يزداد البغدادي الفقيهُ، تلميذُ أبي بكرٍ الخَلَّال. ولِدَ سنة 285. وسمِعَ في صِباه من مُحمَّد بن عثمان بن أبي شيبةَ، وموسى بن هارون، والفضلِ بنِ الحُباب وجماعة, وقيل: إنَّه سَمِعَ مِن عبد الله بن أحمد بن حنبل، ولم يصِحَّ ذلك؛ قال الذهبي: " كان كبيرَ الشَّأنِ، من بحورِ العِلمِ، له الباعُ الطويل في الفِقهِ, ومَن نظَرَ في كتابه " الشافي " عَرَف محَلَّه من العِلمِ لولا ما بشَّعَه بُغضُ بعضِ الأئمَّة، مع أنَّه ثِقةٌ فيما ينقُلُه "، قال القاضي أبو يعلى: " كان لأبي بكر عبد العزيز مُصنَّفاتٌ حَسَنةٌ؛ منها: كتاب " المقنع " وهو نحو مائةِ جزءٍ، وكتاب " الشافي " نحو ثمانين جزءًا، وكتاب " زاد المسافر " وكتابُ " الخلاف مع الشافعي " وكتاب " مختصر السُّنَّة "  ورُوِيَ عنه أنَّه قال في مرضه: أنا عندكم إلى يومِ الجُمُعة، فمات يومَ الجمعة وله ثمانٍ وسبعون سنة, في سِنِّ شَيخِه الخَلَّال, وسنِّ شَيخِ شَيخِه أبي بكرٍ المروذيِّ، وسِنِّ شيخِ المروذي الإمامُ أحمد، ويُذكَرُ عنه عِبادةٌ وتألُّهٌ، وزُهدٌ وقنوعٌ, وذكَرَ أبو يعلى: "أنَّه كان معظَّمًا في النُّفوسِ، متقَدِّمًا عند الدولة، بارعًا في مذهَبِ الإمامِ أحمد ". قال الذهبي: " ما جاء بعد أصحابِ أحمَدَ مِثلُ الخَلَّال، ولا جاء بعد الخَلَّالِ مثلُ عبد العزيز, إلَّا أن يكونَ أبا القاسم الخِرَقيَّ "

العام الهجري : 483 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1090
تفاصيل الحدث:

قدم الحَسنُ بن الصَّبَّاحِ، رَئيسُ الطائفةِ الباطِنيَّةِ من الإسماعيليةِ، إلى مصر في زِيِّ تاجرٍ، واتَّصلَ بالمُستَنصِر واختَصَّ به، والتَزَمَ أن يُقيمَ له الدَّعوةَ في بلادِ خراسان وغيرِها من بلادِ المَشرِق. وكان الحسنُ هذا كاتِبًا للرَّئيسِ عبدِ الرَّزَّاق بن بهرام بالرَّيِّ، فكاتَبَ المُستَنصِر، ثم قَدِمَ عليه، ثم إن المُستَنصِر بَلغَه عنه كلامٌ، فاعتَقَلَه، ثم أَطلَقَه. وسَألهُ ابنُ الصَّبَّاحِ عن عِدَّةِ مَسائلَ مِن مَسائلِ الإسماعِيليَّة فأَجابَ عنها بِخَطِّهِ. ويُقالُ: إنه قال له: يا أَميرَ المؤمنين، مَن الإمامُ مِن بَعدِك؟ فقال له: وَلَدِي نزار. ثم إنه سار من مصر بعدَ ما أَقامَ عند المُستَنصِر مُدَّةً وأَنعمَ عليه بِنِعَمٍ وافِيَةٍ. فلمَّا وَصلَ إلى بِلادِه نَشَرَ بها دَعوةَ المُستَنصِر وبَثَّهَا في تلك الأَقطارِ، وحَدَثَ منه مِن البَلاءِ بالخَلْقِ ما لا يُوصَف، وأَخذَ ابنُ الصَّبَّاح أَصحابَه بجَمْعِ الأَسلِحَةِ ومُواعَدتِهم، حتى اجتَمَعوا له في شعبان سنة 483هـ، ووَثَبَ بهم فأَخذَ قَلعةَ ألموت، وكانت لِمُلوكِ الديلم قبلَ ظُهورِ الإسلام، وهي مِن الحَصانَةِ في غايةٍ، واجتَمعَ الباطِنيَّةُ بأصبهان مع رَئيسِهم وكَبيرِ دُعاتِهم أحمدَ بن عبدِ المَلِكِ بن عطاش، ومَلَكوا قَلعَتَينِ عَظيمَتينِ؛ إحداهما يُقال لها: قَلعةُ الدر. وكانت لأبي القاسم دلف العجلي، وجَدَّدَها وسَمَّاها ساهور؛ والقَلعةُ الأُخرى تُعرَف بقَلعَةِ جان، وهما على جَبلِ أصبهان. وبَثَّ الحَسنُ بنُ الصَّبَّاح دُعاتَه، وأَلقَى عليهم مَسائلَ الباطِنيَّة، فساروا من قَلعةِ ألموت، وأَكثروا من القَتلِ في الناسِ غَيْلَةً، وكان إذ ذاك مَلِكُ العِراقِيِّين السُّلطانَ ملكشاه المُلَقَّبُ جَلالُ الدِّين بن ألب أرسلان، فاستَدعَى الإمامُ أبا يوسف الخازن لِمُناظَرَةِ أَصحابِ ابنِ الصَّبَّاح؛ فناظَرَهم؛ وأَلَّفَ كِتابَه المُسَمَّى بـ((المستظهري))، وأَجابَ عن مَسائِلِهم. واجتَهَدَ ملكشاه في أَخذِ قَلعَتِهم فأَعياهُ المَرضُ وعَجَزَ عن نَيْلِها.

العام الهجري : 311 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 924
تفاصيل الحدث:

سار يوسُفُ بنُ أبي الساج من أذربيجان إلى الرَّيِّ، فحاربه أحمدُ بن عليٍّ أخو صعلوك، فانهزم أصحابُ أحمد وقُتِلَ هو في المعركة، وأنفذ رأسَه إلى بغداد؛ وكان أحمدُ بن عليّ قد فارق أخاه صعلوكًا، وسار إلى المقتَدِر فأُقطِعَ الريِّ، ثمّ عصى، وهادن ماكان بنَ كالي وأولاد الحسن بن علي الأطروش، وهم بطبرستان، وجُرجان، وفارق طاعةَ المقتَدِر وعصى عليه، ووصل رأسُه إلى بغداد، وكان ابنُ الفرات يقعُ في نصر الحاجب، ويقول للمقتَدِر إنَّه هو الذي أمر أحمدَ بنَ عليٍّ بالعصيان لمودَّةٍ بينهما، وكان قتلُ أحمدَ بنِ عليٍّ آخر ذي القعدة، واستولى ابنُ أبي الساج على الرَّيِّ، ودخلها في ذي الحجَّة، ثمَّ سار عنها في أوَّل سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة إلى همذان، واستخلف بالريِّ غُلامَه مُفلحًا، فأخرجه أهل الريِّ عنهم، فلَحِقَ بيوسُف، وعاد يوسفُ إلى الريِّ في جُمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة واستولى عليها.