الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2032 ). زمن البحث بالثانية ( 0.006 )

العام الهجري : 462 العام الميلادي : 1069
تفاصيل الحدث:

أبو بكرِ بن عُمرَ بن تكلاكين اللَّمتوني، أَميرُ المُلَثَّمِين، وهو ابنُ عَمِّ يُوسفَ بنِ تاشفين أَميرِ المُرابطين، كان في أَرضِ فرغانة، خَلَفَ أَخاهُ يحيى بن عُمرَ في زَعامةِ صنهاجة وتَقَلَّدَ أُمورَ الحَربِ، اتَّفقَ له مِن النَّاموسِ ما لم يَتَّفِق لِغيرهِ مِن المُلوكِ، كان يَركَبُ معه إذا سار لِقِتالِ عَدُوٍّ خمسُمائةِ ألفِ مُقاتلٍ، كان يعتقد طاعته، لمَّا قَدِمَ عبدُالله بن ياسين للصحراء لصحراء أفريقية لِدَعوةِ قَبائلِها وتَعليمِهم أُمورَ دِينِهم وإقامةِ شَرعِ الله فيهم؛ فلمَّا قَدِمَ على لتمونة لمتونة قَبيلةِ يُوسفَ بنِ تاشفين, فأَكرَموه، وفيهم أبو بكرِ بن عُمرَ، فذَكَر لهم قواعدَ الإسلامِ، وفَهَّمَهُم، فقالوا: أمَّا الصلاةُ والزَّكاةُ فقَريبٌ، وأمَّا مَن قَتَلَ يُقتَل، ومَن سَرقَ يُقطَع، ومَن زَنَى يُجلَد، فلا نَلتَزِمُه، فذَهَبَا في تلك الصحارى المُتَّصِلَةِ بإقليمِ السُّودانِ حتى انتَهَيَا إلى جدالة، قَبيلةِ جوهر، فاستجابَ بَعضُهم، فقال ابنُ ياسين للذين أَطاعُوه: قد وَجَبَ عليكم أن تُقاتِلوا هؤلاء الجاحِدين، وقد تَحَزَّبُوا لكم، فانْصُبوا رايةً وأَميرًا. قال جوهر: فأنت أَميرُنا. قال: لا، أنا حامِلُ أَمانةِ الشَّرعِ؛ بل أنت الأميرُ. قال: لو فعلتُ لَتَسَلَّطَت قَبيلَتِي، وعاثُوا. قال: فهذا أبو بكر بن عُمرَ رَأسُ لَمتونَة، فسِرْ إليهِ وعرض واعرض عليه الأَمرَ، فبايَعُوا أبا بكرٍ، ولَقَّبُوه أَميرَ المُسلمين، وقام معه طائفةٌ مِن قَومهِ وطائفةٌ مِن جدالة، وحَرَّضَهم ابنُ ياسين على الجِهادِ، وسَمَّاهُم المُرابِطين، فثارت عليهم القَبائلُ، فاستَمالَهم أبو بكرٍ، وكَثُرَ جَمعُه، وبَقِيَ أَشرارٌ، فتَحَيَّلُوا عليهم حتى زَرَبوهُم في مكانٍ، وحَصَرُوهُم، فهَلَكوا جُوعًا، وضَعُفُوا، فقَتَلوهُم، وقَوِيَ أَمرُ أبي بكر بن عُمرَ وظَهرَ، ودانت له الصحراءُ، ونَشأَ حول ابنِ ياسين جَماعةٌ فُقهاءُ وصُلَحاءُ، وظَهرَ الإسلامُ هناك، وكان مع هذا يُقيمُ الحُدودَ ويَحفظُ مَحارِمَ الإسلامِ، ويَحوطُ الدِّينَ ويَسيرُ في الناسِ سِيرَةً شَرعِيَّةً، مع صِحَّةِ اعتِقادِه ودِينِه، ومُوالاةِ الدولةِ العبَّاسِيَّةِ، في سَنةِ 453هـ قام أبو بكر بن عُمرَ بِتَوْلِيَةِ ابنِ عَمِّهِ يُوسف بن تاشفين شُؤونَ المُرابِطين، وتَوَجَّهَ هو إلى الجنوبِ على رَأسِ جَيشٍ مُختَرِقًا بِلادَ سجلماسة ثم قَصدَ بِلادَ السُّودانِ السِّنغالَ مُتَوَغِّلًا فيها ناشِرًا للإسلامِ إلى أن أَصابَتهُ نُشَّابَةٌ في بَعضِ غَزَواتِه في حَلْقِه فقَتَلَتْهُ وهُم في قِتالٍ مع السُّودانِ السِّنغالِ.

العام الهجري : 7 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 629
تفاصيل الحدث:

قال ابنُ عبَّاسٍ رضِي الله عنهما: قَدِمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابُه مكَّةَ، وقد وَهَنَتْهُم حُمَّى يَثْرِبَ، قال المشركون: إنَّه يَقدُمُ عليكم غَدًا قومٌ قد وَهَنَتْهُم الحُمَّى، ولَقوا منها شِدَّةً، فجلسوا ممَّا يَلِي الحِجْرَ، وأَمرَهُم النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يَرمُلوا ثلاثةَ أَشواطٍ، ويَمشوا ما بين الرُّكنَينِ، لِيَرى المشركون جَلَدَهُم، فقال المشركون: هؤلاء الذين زَعمْتُم أنَّ الحُمَّى قد وَهَنَتْهُم، هؤلاء أَجلدُ مِن كذا وكذا. قال ابنُ عبَّاسٍ: ولم يَمنعْهُ أن يَأمُرَهُم أن يَرمُلوا الأشواطَ كُلَّها إلَّا الإبْقاءُ عليهم. وفي هذه العُمرَةِ تَزوَّجَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بمَيمونَةَ بنتِ الحارثِ رضي الله عنها.

العام الهجري : 234 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 849
تفاصيل الحدث:

هو عليُّ بنُ عبدالله بن جعفر المعروفُ بابنِ المديني، إمامُ عَصرِه في الجرحِ والتَّعديلِ والعِلَل، وُلِدَ سنةَ إحدى وستين ومائةٍ، أحدُ الأعلامِ، وصاحبُ التصانيفِ، روى عنه الأئمَّةُ: البُخاري، وأحمد، والنَّسائي، وغيرُهم، قال ابن عُيَينة: "لولا ابنُ المدينيِّ ما جَلَستُ"، وقال النَّسائيُّ: "كأنَّ اللهَ خلَقَ عليَّ بن المديني لهذا الشأنِ"، وقيل للبخاريِّ ما تشتهي؟ قال: "أقدَمُ العِراقَ وعَلِيُّ بنُ عبدالله حيٌّ فأجالِسُه". وقال البخاري: "ما استصغَرْتُ نفسي عند أحدٍ إلَّا عند عليِّ بنِ المَدِيني" له كتابُ العِلَل، وقَولُه في الجرحِ والتَّعديلِ مُقَدَّمٌ، توفِّيَ في سامرا، فرَحِمَه الله تعالى وجزاه عن الإسلامِ والمسلمينَ خَيرًا.

العام الهجري : 341 العام الميلادي : 952
تفاصيل الحدث:

سار يوسُفُ بنُ وجيه، صاحِبُ عمان، في البحرِ والبَرِّ إلى البصرة فحَصَرها، وكان سببُ ذلك أنَّ معِزَّ الدولة لَمَّا سلك البريَّةَ إلى البصرة، وأرسل القرامِطةُ يُنكِرونَ عليه ذلك، فعَلِمَ يوسف بن وجيه استيحاشَهم مِن مُعِزِّ الدولة، فكتب إليهم يطَمِّعُهم في البصرة، وطلب منهم أن يُمِدُّوه من ناحية البَرِّ، فأمدُّوه بجمعٍ كثير منهم، وسار يوسفُ في البحر، فبلغ الخبَرُ إلى الوزير الحسَن المهلَّبي وقد فرغ من الأهواز والنظرِ فيها، فسار مجِدًّا في العساكرِ إلى البصرة، فدخلها قبل وصولِ يوسُفَ إليها، وشحَنَها بالرجال، وأمدَّه مُعِزُّ الدولة بالعساكرِ وما يحتاج إليه، وتحارَبَ هو وابنُ وجيه أيامًا، ثم انهزم ابنُ وجيه، وظَفِرَ المهَلَّبي بمراكبه وما معه من سلاحٍ وغَيرِه.

العام الهجري : 694 العام الميلادي : 1294
تفاصيل الحدث:

ورد الخبَرُ بأن كيختو بن أبغا بن هولاكو، الذي تسلطنَ بعد أخيه أرغون في سنة تسعين، قُتِل في سنة ثلاث وتسعين، وملَك بعده ابنُ عمه بيدو، وهو ابن طرغاي بن هولاكو، فخرج عليه قازان بن أرغون بن أبغا نائبُ خراسان، وكسَرَه وأخذ المُلكَ منه، ويقال: إن قازان أسلم على يدِ الشيخ صدر الدين بن حمُّويه الجويني، وقيل: على يد نائبه الأمير توزون، ودخلَت التتار أو أكثرُهم في الإسلام، ونثر قازان الذهبَ والفضَّةَ واللؤلؤ على رؤوس النَّاسِ يوم إسلامه، وتسَمَّى بمحمود، وشهِدَ الجمعةَ والخُطبة، وخَرَّب كنائسَ كثيرةً، وضرب على النصارى الجزيةَ ورَدَّ مظالمَ كثيرةً ببغداد وغَيرِها من البلادِ.

العام الهجري : 759 العام الميلادي : 1357
تفاصيل الحدث:

هو السُّلطانُ أبو عنان فارس بن أبي الحسن علي: حاكِمُ دولة بني مرين في أفريقية، اغتاله وزيرُه الحسن بن عمر الفودوي، ثم تولى بعدَه ابنُه أبو بكر محمد السعيد خلفًا لأبيه وله من العمر فقط خمس سنوات، وكان أبو سالم إبراهيم أخو أبي عنان منفيًّا في الأندلس عند بني الأحمر، فلما علم بما حصل لأخيه طلب من سلطانِ بني الأحمر مساندَتَه، فلم يجِبْه، فطلب من مَلِك قشتالة الأسباني فأنجده بأسطولٍ اجتاز به البحر إلى المغرب، وتمكَّنَ بمن تبعه من أنصاره من الاستيلاءِ على المُلْك، وخَلَعَ ابن أخيه محمد السعيد ونفاه إلى الأندلس التي لم يصِلْ إليها، بل غَرِقَ في البحر في الطريقِ.

العام الهجري : 796 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1394
تفاصيل الحدث:

لَمَّا تيقَّن السلطان برقوق من عودة تيمورلنك إلى بلاده وجَّه في يوم الاثنين أول شعبان القان غياث الدين أحمد بن أويس من دمشق إلى بغداد، بعد أن قدم له جميع ما يحتاج إليه، وعند وداعه خلع عليه أطلسين بشاش متمر، وسيف بسقط ذهب، وأعطى تقليدًا بنيابة السلطنة ببغداد، ولما وصل إلى ظاهر بغداد خرج إليه نائب تيمور بها، وقاتله فانكسر النائب، ودخل بغداد، وأطلق المياه على عسكر ابن أويس ليُغرقه، فأعانه الله وتخلَّص منها بعد يومين، وعبر أويس بغداد، وقد هرب نائب تيمورلنك منها، فاستولى عليها ابن أويس، واستخدم جماعةً من التركمان والعربان، فلما بلغ ذلك تيمور جهَّز أمراءه بالأموال إلى سمرقندي.

العام الهجري : 969 العام الميلادي : 1561
تفاصيل الحدث:

هو الأمير بايزيد (بالتركية شاهزاده بايزيد) بن سليمان بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح, هو الابنُ الرابع من أبناء سليمان القانوني، والابن الثالث من زوجته الثانية روكسلان. قاد جيشًا متمردًا على الدولة اعتراضًا على ولاية العهد لأخيه سليم الثاني الذي يصغُرُه بسنة ونصف، فهُزم في معركة قونية الميدان سنة 966, فاضطرَّ بايزيد أن يلجأ لإيران عند شاه, ولكن بموجب المعاهدة بين الطرفين قام الشاه طهماسب الصفوي بتسليم بايزيد وأبنائه مقابل مال دُفع له أيضًا، فقام سليمان القانوني بقتل ولده بايزيد وقَتَل معه أبناءَه الخمسة في قزوين, وكان بايزيد يبلُغُ من العمر سبعًا وثلاثين سنة!!

العام الهجري : 1290 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1873
تفاصيل الحدث:

هو الشيخُ عثمان بن عبد الله بن عثمان بن أحمد بن بشر, من الحراقيص من قبيلة بني زيد، النجدي مسكنًا، الحنبلي مذهبًا، السلفي اعتقادًا، من رؤساء بني زيد القبيلة المعروفة المشهورة أهل شقراء وغيرها، والمعروف باسم ابن بِشر، وهو مؤرخ وأديب عاصرَ الدولة السعودية الأولى والثانية، ودوَّن أحداثهما في كتابه: (عنوان المجد في تاريخ نجد). ولِدَ ابن بشر في جلاجل سنة 1194هـ ونشأ فيها يتيمًا، وتعلم القراءة والكتابة، وحفظ القرآن، وكان شغوفًا بالعلم محبًّا للعلماء، وتنقل في سدير والوشم والرياض؛ طلبًا للعلم، ثم انتقل إلى الدرعية عام 1224هـ، وفيها تلقى العلمَ عن علمائها، ثم عاد إلى جلاجل وتوفي فيها.

العام الهجري : 1433 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 2012
تفاصيل الحدث:

تُوفِّي في الجزائرِ أوَّلُ رئيسٍ عرفَتْه البلادُ بعد مرحلةِ الاستقلالِ أحمدُ بن بلَّة، وذلك عن عمر ناهز (96) سنة. وُلد ابن بلَّة لأُسرةٍ من الفلَّاحين في الخامسِ والعشرينِ من ديسمبر (1916)، ونشأ في غربيِّ البلادِ قُربَ الحدودِ مع المغرِبِ، ويُعَدُّ من أبرزِ الشَّخصيات في حربِ الاستقلال ضدَّ الاستعمار الفرنسيِّ بعدَ الحرب العالميَّة الثانية، وقَضَى عدةَ سنواتٍ في السُّجون الفرنسية. وفي (27 سبتمبر 1962) أصبح ابنُ بلَّة رئيسَ المَجلسِ الوطنيِّ للثَّورةِ الجزائريَّة ورئيسَ الحُكومةِ، وفي الخامِسَ عشرَ من سبتمبر عامَ (1963) انتُخِب رئيسًا للجُمهورية ورئيسًا للحكومة، وفي عام (1965) انقَلَب عليه وزيرُ الدفاع هواري بومدين وأطاح به في انقلابٍ عسكريٍّ، وزَجَّ به في السِّجن.

العام الهجري : 919 العام الميلادي : 1513
تفاصيل الحدث:

عيَّن السلطان سليم الأول ابنَه سليمان حاكمًا على إستانبول؛ ليتفرغ لأموره، فانتقل إلى أدرنة، فعقد معاهدات مع البندقية والمجر وموسكو ومماليك مصر.

العام الهجري : 432 العام الميلادي : 1040
تفاصيل الحدث:


كان مَلِكُ الرومِ قد هادنَه المُستَنصِرُ بالله الفاطميُّ صاحِبُ مصر، ثمَّ أخذ يراسِلُ ابنَ صالحِ بن مرداس ويستميلُه، وراسله قبله صالحٌ ليتقَوَّى به على الدزبري صاحب دمشق للفاطميين؛ خوفًا أن يأخُذَ منه الرقَّةَ، فبلغ ذلك الدزبري فتهَدَّد ابنَ صالح فاعتذر وجَحَد، ثمَّ إنَّ جمعًا من بني جعفرِ بنِ كلاب دخلوا ولايةَ أفامية، فعاثوا فيها، ونهَبوا عدَّةَ قُرًى، فخرج عليهم جمعٌ مِن الروم فقاتَلوهم وأوقعوا بهم، ونكَّلوا فيهم، وأزالوهم عن بلادِهم، وبلغ ذلك الناظِرَ بحَلَب، فأخرج مَن بها من تجَّار الفرنج، وأرسلَ إلى المتولِّي بأنطاكيةَ يأمُرُه بإخراجِ مَن عِندَهم مِن تجَّار المسلمين، فأغلظ للرَّسولِ، وأراد قتْلَه، ثمَّ ترَكَه، فأرسل الناظِرُ بحَلَب إلى الدزبري يعَرِّفُه الحال، وأنَّ القومَ على التجهُّزِ لقصد البلاد، فجَهَّزَ الدزبري جيشًا وسيَّرَه على مقَدِّمته، فاتَّفَق أنَّهم لقُوا جيشًا للرُّوم وقد خرجوا لِمثلِ ما خرج إليه هؤلاء، والتقى الفريقانِ بين مدينة حماة وأفامية، واشتَدَّ القتالُ بينهم، ثمَّ إنَّ الله نصرَ المسلمينَ، وأذلَّ الكافرين، فانهزموا وقُتِلَ منهم عِدَّةٌ كثيرة، وأُسِرَ ابنُ عمٍّ للمَلِك، بذلوا في فدائِه مالًا جزيلًا، وعِدَّةً وافرةً مِن أسرى المسلمين، وانكَفَّ الرومُ عن الأذى بعدها.

العام الهجري : 473 العام الميلادي : 1080
تفاصيل الحدث:

مَلَكَ شَرفُ الدولةِ مُسلمُ بن قُريشٍ العقيليُّ، صاحبُ المَوصِل، مَدينةَ حَلَب؛ وسَببُ ذلك أنَّ تاجَ الدولةِ تتش بن ألب أرسلان حَصرَها مَرَّةً بعدَ أُخرى، فاشتَدَّ الحِصارُ بأَهلِها، وكان شَرفُ الدولةِ يُواصِلُهم بالغَلَّاتِ وغَيرِها. ثم إنَّ تتش حَصرَها هذه السَّنَةَ، وأَقامَ عليها أيامًا ورَحلَ عنها ومَلَكَ بزاعة والبيرة، وأَحرقَ ربض عزاز، وعادَ إلى دِمشقَ. فلمَّا رَحلَ عنها تاجُ الدولةِ استَدعَى أَهلُها شَرفَ الدولة لِيُسلِّموها إليه، فلمَّا قارَبَها امتَنَعوا من ذلك، وكان مُقدِّمُهم يُعرفُ بابنِ الحتيتي العباسيِّ، فاتَّفقَ أنَّ وَلَدَهُ خَرجَ يَتصيَّد بِضَيْعَةٍ له، فأَسَرَهُ أَحدُ التُّركمان، وهو صاحبُ حِصنٍ بنواحي حَلَب، وأَرسلَه إلى شَرفِ الدولةِ، فقَرَّرَ معه أن يُسلِّم البلدَ إليه إذا أَطلقَه، فأَجابَ إلى ذلك، فأَطلَقَه، فعادَ إلى حَلَب، واجتَمعَ بأَبيهِ، وعَرَّفَه ما أَقَرَّ به لشَرفِ الدولةِ، فأَذعَن إلى تَسليمِ البلدِ، ونادَى بشِعارِ شَرفِ الدولةِ، وسَلَّمَ البلدَ إليه، فدَخلَه سَنةَ 473هـ، وحَصرَ القَلعةَ، واستَنزلَ منها سابقًا ووَثَّابًا ابني محمودِ بن مرداس، فلمَّا مَلَكَ البلدَ أَرسلَ وَلدَه -وهو ابنُ عَمَّةِ السُّلطانِ- إلى السُّلطانِ يُخبِرُه بمُلْكِ البلدِ، وأَنفذَ معه شَهادةً فيها خُطوطُ المعدلين بحَلَب بضَمانِها، وسألَ أن يُقرِّر عليه الضَّمانَ، فأَجابهُ السُّلطانُ إلى ما طَلَبَ، وأَقطعَ ابنَ عَمَّتِه مَدينةَ بالس.

العام الهجري : 610 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1214
تفاصيل الحدث:

هو السلطانُ أبو عبد الله الملك الناصر محمد بن يعقوب المنصور بالله يوسف بن عبد المؤمن بن علي القيسي, أميرُ الموحدين، وأمُّه رومية اسمها زهر. بويعَ له بعد أبيه سنة 595 بعهدٍ من أبيه، وكان أشقَرَ أشهَلَ أسيل الخَدِّ مليح الشكل، كثير الصمتِ والإطراق، شجاعًا مَهيبًا بعيدَ الغور، حليمًا عفيفًا عن الدماء، وفي لسانه لثغةٌ، وكان بخيلًا، وله عِدَّة أولاد. استوزر أبا زيد بن يوجان، ثم عزله، واستوزر الأمير إبراهيم أخاه، وكتب سرَّه ابن عياش، وابن يخلفتن الفازازي، وولي قضاءَه غير واحد. وكان قد استرد تونس والمهدية وما كان استولى عليه عليُّ بن غانية من إفريقيا، كما استولى على طرابلس الغرب وانتزعها من الأميرِ بهاء الدين قراقوش قائد الأيوبيين المصري، كما انتزع جزيرة ميورقة وما حولها من الجزر جزر الباليار من بني غانية، وكانوا نواب المرابطين فيها، وقاتل الأسبان فهزموه في وقعة العقاب عام 609, ولما عاد الناصرُ إلى مراكش أخذ البيعة لولده يوسف الملقب بالمستنصر بالله، ثمَّ احتجب في قصره إلى أن مات في هذا العامِ بعد أن أصيب بمرضٍ أيامًا، ومات في شعبانَ مِن هذه السنة، وكانت أيامُه خمسة عشر عامًا، وقام بعده ابنه المستنصرُ يوسف عشرة أعوام.

العام الهجري : 986 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1578
تفاصيل الحدث:

هو السلطان أبو مروان عبد الملك ابن السلطان محمد الشيخ السعدي ملك السعديين، تولى حكم المغرب بعد أن انتزعَه من ابن أخيه محمد الثاني، الذي أعلن من بداية حكمِه العداءَ لأعمامه أبي مروان وأبي العباس، فاستعانا بالعثمانيين، فقَدَّموا لهما الدعم حيث تمكن عبد الملك من حكم المغربِ وأخوه أبو العباس ساعِدُه الأيمن. كان أبو مروان خلافَ أخيه الغالب بالله وابنه محمد الثاني في التعاون مع الإسبان والبرتغال ضِدَّ الدولة العثمانية؛ فقد دخل عبد الملك في حلف مع العثمانيين الذين قدَّموا له الدعم العسكري في حربه مع الإسبان. توفي في أرض المعركة؛ معركةِ وادي المخازن، فخلفه أخوه المنصور أحمد أبو العباس المعروف بالذهبي، واستمَرَّ أحمد المنصور على منهج أخيه في بناء المؤسسَّات، واقتناء ما وصلت إليه الكشوفاتُ العلمية، وتطويرِ الإدارةِ والقضاء والجيشِ، وترتيبِ الأقاليم وتنظيمها، وكان أحمد المنصور يتابِعُ وزراءه وكبار موظفيه ويحاسِبُهم على عدم المحافظة على أوقات العمل الرسمية، أو التأخير في الردِّ على المراسلات الإدارية والسياسية، وأحدث حروفًا لرموز خاصة بكتابة المراسلات السرية، حتى لا يعرِفَ فحواها إذا وقعت في يد عدوٍّ، وهذا يدل على اهتمامِه الشخصي بجهاز الأمن والاستخبارات التي تحمي به الدولة من الأخطار الداخلية والخارجية.