الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 1185 ). زمن البحث بالثانية ( 0.01 )

العام الهجري : 1431 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 2010
تفاصيل الحدث:

أعلَنت وسائلَ إعلامٍ أمريكية متعددةً خُطَط كنيسةٍ أمريكية للإعلان عن يوم عالميٍّ يُسمَّى اليومَ العالميَّ لحَرقِ القرآنِ؛ بحيث يصادِفُ اليومُ المذكورُ الذكرى التاسعةَ لهجمات (11 سبتمبر 2001). وقد نَصَبت الكنيسةُ أمامَ مدخلِها الرئيسِ لوحةً مكتوبًا عليها: الإسلامُ من الشيطانِ، وقد وُجِّهَت إلى الكنيسةِ انتقاداتٌ شديدةٌ وردودُ أفعالٍ غاضبةٍ ومن جهاتٍ مختلفة. وادَّعى القَسُّ تيري جونز من فلوريدا الذي دعا إلى حرقِ القرآن على نطاقٍ واسعٍ أنَّ نصوصَ الكتابِ المقدَّس تدعوه للإعلان عن ذلك. والتاريخُ المخطَّط له بحَرقِ القرآن هو (11 سبتمبر)، ولكنَّ الله أحبط خُطَطَ هذا القَسِّ وحَفِظ كِتابَه، ولو فَعَل لأَحرَقَ وَرَقًا، أمَّا كلامُ الله ففي صدورِ رجالٍ مؤمنين لا تصل إليها أيديهِم.

العام الهجري : 356 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 967
تفاصيل الحدث:

هو السُّلطانُ مُعِزُّ الدولة أبو الحسين, أحمدُ بنُ بُوَيه بن فنا خسرو بن تمام بن كوهي الديلمي الفارسي الشيعي, كان أبوه سمَّاكًا, وهو ربَّما احتطب. تملَّك العراق نيفًا وعشرين سنة بلا كُلفةٍ، ودانت له الأُمَم, ولَمَّا تغَلَّب على بغداد سنة 334 لقَّبَه الخليفةُ المستكفي بمعزِّ الدولة، وتولى منصِبَ أميرِ الأمراء، وبدا بتسَلُّطه على الخليفة فأصرَّ أن يُذكَرَ اسمُه مع اسمِ الخليفةِ في خُطبة الجمعة، وأن يُسَكَّ اسمُه على العملة مع الخليفة. ورتَّبَ للخليفة نفقاتِه خمسة آلاف درهمٍ في كل يوم. وكذلك كان الخليفةُ المطيع لله مقهورًا معه، أظهر أبو الحُسَين الرَّفضَ ودعَمَ التشَيُّع. وهو أوَّلُ من أجرى السُّعاةَ بين يديه ليبعثَ بأخبارِه إلى أخيه ركن الدَّولةِ سريعًا إلى شيراز، وحظِيَ عنده أهلُ هذه الصناعةِ, وكان عنده في بغداد ساعيان ماهران، وهما فضل وبرغوش، يتعصَّبُ لأحدهما عوامُّ أهلِ السُّنَّة، وللآخر عوامُّ أهلِ الشيعة، وجَرَت لهما مَناصِفُ ومواقف، ولَمَّا كان الثالث عشر من ربيع الأول توفي أبو الحسن بعِلَّة الذَّرَب، فصار لا يَثبُت في مَعِدتِه شَيءٌ بالكُليَّة، فلمَّا أحسَّ بالموت قيل: إنه أظهر التَّوبةَ وأناب إلى الله عزَّ وجَلَّ، وترضَّى عن الصحابةِ, وأراق الخمورَ, ونَدِمَ على ما ظلم, وردَّ كثيرًا من المظالم، وتصَدَّق بكثيرٍ مِن ماله، وأعتق طائفةً كثيرةً مِن مماليكه، وعَهِدَ بالأمر إلى ولده بختيار عز الدولة، وقد اجتمع ببعضِ العُلَماءِ، فكَلَّمَه في السُّنَّة وأخبره أنَّ عليًّا زوَّجَ ابنَتَه أمَّ كُلثوم مِن عُمَرَ بنِ الخطاب، فقال: واللهِ ما سَمِعتُ بهذا قطُّ، فقيل إنَّه رجع إلى السُّنَّة ومتابعتِها- والله أعلم, ولَمَّا مات مُعِزُّ الدولة دُفِنَ بباب التبن في مقابر قريش، فبَعَث ابنُه عِزُّ الدولة ووليُّ عَهدِه إلى رؤوس الأُمَراءِ في هذه الأيام بمالٍ جزيلٍ لئلَّا يجتمعوا على مخالفتِه قبل استحكامِ مُبايعتِه، وهذا مِن دهائِه، وكانت مُدَّة ولاية معز الدولة إحدى وعشرين سنة وإحدى عشر شهرًا ويومين.

العام الهجري : 403 العام الميلادي : 1012
تفاصيل الحدث:

اجتمع البربَرُ فقَدَّموا على أنفُسِهم سُلَيمانَ بنَ الحَكَمِ بنِ سُلَيمانَ بنِ عبد الرحمن الناصرِ، فنهض بالبربَرِ إلى الثَّغرِ واستجاش بالنَّصارى وأتى بهم إلى بابِ قُرطبةَ فبرَزَ إليه جماعةُ أهلِ قُرطبةَ، فلم تكُنْ إلَّا ساعةٌ حتى قُتِلَ مِن أهلِ قُرطبةَ نَيِّفٌ وعشرونَ ألفَ رجُلٍ في جبَلٍ هنالك يُعرَفُ بجبلِ قنطش، وهي الوقعةُ المشهورة، ذهب فيها من الخِيارِ والفُقَهاءِ وأئمَّةِ المساجِدِ والمؤذِّنينَ خَلقٌ كثيرٌ، واستتَرَ مُحمَّدُ بنُ هشام المهديُّ أيامًا ثمَّ لحِقَ بطُلَيطِلة، وكانت الثغورُ كُلُّها من طرطوشة إلى الأشبونة باقيةً على طاعتِه ودَعوتِه، واستجاش بالإفرنجِ وأتى بهم إلى قُرطبةَ، فبَرَز إليه سُلَيمانُ بنُ الحَكَمِ مع البربر إلى موضعٍ بقُربِ قُرطُبةَ على نحوِ بضعةَ عشر ميلًا يُدعَى دارَ البَقَر، فانهزم سُلَيمانُ والبربَرُ، واستولى المهديُّ على قُرطُبةَ ثمَّ خرج بعد أيَّامٍ إلى قتالِ جمهورِ البربر، وكانوا قد عاثُوا بالجزيرةِ، فالتَقَوا بموضعٍ يُعرَفُ بوادي أره، فكانت الهزيمة على مُحمَّدِ بنِ هشامٍ المهديِّ، وانصرف إلى قُرطُبةَ، فوثب عليه العَبيدُ مع واضحٍ الصَّقلبيِّ فقتلوه ورَدُّوا هِشامًا المؤيَّدَ، فكانت مدَّةُ ولاية المهديِّ منذ قام إلى أن قُتِلَ سبعة عشر شهرًا مِن جُملتِها السِّتَّة الأشهر التي كان فيها سُلَيمانُ بقُرطُبة، وكان هو بالثَّغرِ، وانقَرَض عَقِبُه فلا عَقِبَ له، فقام سُلَيمانُ بنُ الحكم يوم الجمعة لسِتٍّ خَلَونَ مِن شَوَّال سنة 399هـ وتلقَّبَ بالمُستعين بالله، ثمَّ دخل قُرطُبةَ في ربيع الآخر سنة 400ه، فتلقَّبَ حينئذ بالظَّافِرِ بحَولِ الله، مضافًا إلى المستعين بالله، ثمَّ خرج عنها في شوال مِن السنة بعينها، فلم يزل يجول بعساكِرِ البربَرِ معه في بلاد الأندلُسِ يُفسِدُ وينهَبُ ويُقفِرُ المدائِنَ والقُرى بالسَّيف والغارةِ، لا يُبقي البربرُ معه على صغيرٍ ولا كبيرٍ، ولا امرأةٍ، إلى أن دخل قُرطبةَ في صدر شوال سنة 403، وأُحضِرَ هِشامٌ المُؤَيَّدُ فخَلَعَه من الخلافةِ، وأمره بمبايعتِه، فبويع لسليمانَ هذا، ثمَّ قَبَض على القائِدِ واضحٍ قائِدِ هِشامٍ المُؤَيَّدِ وقَتَلَه.

العام الهجري : 414 العام الميلادي : 1023
تفاصيل الحدث:

كان القاسِمُ بنُ حَمُّود بقُرطبةَ تَولَّى الحُكمَ بعد أخيه عليِّ بنِ حَمُّود, ثمَّ قام عليه ابنُ أخيه يحيى بنُ علي بن حمود بمالقةَ، فهرب القاسِمُ مِن قُرطبةَ بلا قتالٍ، وصار بأشبيليَّةَ، ثم عاد إليها مرَّةً أخرى، فبقي القاسِمُ بقُرطبةَ شُهورًا واضطَرَب أمرُه، وغَلَب ابنُ أخيه يحيى على المدينةِ المعروفةِ بالجزيرةِ الخضراءِ، وهي كانت مَعقِلَ القاسِمِ، وبها كانت امرأتُه وذخائِرُه، وغلب ابنُ أخيه الثاني إدريسُ بنُ علي صاحِبُ سبتةَ على طنجةَ، وهي كانت عُدَّةُ القاسِمِ يلجأُ إليها إن رأى ما يخافُه بالأندلس، ثمَّ إنَّ أهلَ قُرطبةَ زَحَفوا إلى البربرِ، فانهزم البربرُ عن القاسمِ وخَرَجوا من الأرباضِ كُلِّها في شعبان سنة 414، ولَحِقَت كلُّ طائفةٍ مِن البربرِ ببلَدٍ غَلَبَت عليه، وقصَدَ القاسِمُ أشبيليَّةَ وبها كان ابناه محمَّدٌ والحسن, فلمَّا عَرَفَ أهلُ أشبيليَّةَ خُروجَه عن قُرطُبة ومَجيئَه إليهم، طردوا ابنَيه ومن كان معهما مِن البربرِ وضَبَطوا البلَدَ وقَدَّموا على أنفُسِهم ثلاثةً مِن أكابِرِ البَلَدِ. لَحِقَ القاسِمُ بشَرِيش، واجتَمَعَ البَربرُ على تقديمِ ابنِ أخيه يحيى، فزَحَفوا إلى القاسِمِ فحاصروه حتى صار في قبضةِ ابنِ أخيه، وانفرَدَ ابنُ أخيه يحيى بولايةِ البربر. وبَقِيَ القاسِمُ أسيرًا عنده وعند أخيه إدريسَ بعده إلى أن مات إدريسُ، فقُتِلَ القاسمُ خَنقًا سنة 431، وحُمِلَ إلى ابنه محمَّدِ بنِ القاسم بالجزيرة، فدَفَنَه هناك. فكانت ولايةُ القاسِمِ منذ تسمَّى بالخلافةِ بقُرطبةَ إلى أن أسَرَه ابنُ أخيه سِتَّةَ أعوامٍ، ثم كان مقبوضًا عليه ستَّ عشرةَ سَنةً عند ابني أخيه يحيى وإدريس، إلى أن قُتِلَ. مات القاسِمُ وله ثمانون سنة، وله مِن الولد محمد والحسن، أمُّهما أميرةُ بنتُ الحَسَنِ بن قَنُّون بن إبراهيم بن محمد بن القاسم بن إدريس بن إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب.

العام الهجري : 456 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1064
تفاصيل الحدث:

الوَزيرُ عَميدُ المُلْكِ، أبو نَصرٍ محمدُ بن منصورِ بن محمدٍ الكندريُّ، وَزيرُ السُّلطانِ طُغرلبك. كان أَحَدَ رِجالِ الدَّهرِ شَهامةً وكتابةً وكَرَمًا. وُلِدَ سنة 415هـ بقَريةِ كندر في نيسابور. تَفَقَّهَ لأبي حنيفةَ، وتَأَدَّبَ، ثم صَحِبَ رَئيسًا بنيسابور، فاستَخدَمهُ في ضِياعِه، ثم استَنابَهُ عنه في خِدمَةِ السُّلطانِ طُغرلبك، فطَلَبَه منه، فوَصَل في خِدمَتِه، وصار صاحِبَ خِبْرَةٍ. ثم وَلَّاهُ خوارزم، وعَظُمَ جاهُهُ. وعَصَى بخوارزم، ثم ظَفَرَ به السُّلطانُ، ونَقَمَ عليه أنَّه تَزَوَّج امرأةَ مَلِكِ خوارزم فخَصاهُ, ثم رَقَّ له فدَاوَاهُ وعُوفِيَ, واستَوْزَرهُ وله إحدى وثلاثون سنةً, فقَدِمَ بغداد، وأقامَ بها مُدَّةً، ولَقَّبَهُ الخليفةُ بسَيِّدِ الوُزراءِ, ونالَ من الجاهِ والحُرْمَةِ ما لم يَنَلْهُ أَحَدٌ. قال الذهبيُّ: "كان كَريمًا جَوادًا، مُتَعَصِّبًا لِمَذهَبِه، مُعتَزِليًّا، مُتكَلِّمًا له النَّظْمُ والنَّثْرُ". قال ابنُ الأثيرِ: "كان شديدَ التَّعَصُّبِ على الشافعيَّةِ، كَثيرَ الوَقيعَةِ في الشافعيِّ رضي الله عنه، بَلَغَ مِن تَعَصُّبِه أنه خاطَبَ السُّلطانِ في لَعْنِ الرَّافِضَةِ على مَنابر خُراسان، فأَذِنَ في ذلك، فأَمَرَ بِلَعْنِهِم، وأَضافَ إليهم الأَشعريَّة، فأَنِفَ من ذلك أَئمَّةُ خُراسان، منهم الإمام أبو القاسم القشيري، والإمام أبو المعالي الجويني، وغيرُهما، ففارقوا خُراسان، وأقامَ إمامُ الحَرمينِ بمَكَّةَ أربعَ سنين إلى أن انقَضَت دَولتُه، فلما جاء الوزيرُ نِظامُ المُلكِ، أَحضرَ مَن انتَزحَ منهم وأَكرَمَهم، وأَحسنَ إليهم, وقيلَ: إن الكندريَّ تابَ مِن الوَقيعةِ في الشافعيِّ، فإن صَحَّ فقد أَفلحَ، وإلَّا فَعَلَى نَفسِها براقش تَجنِي" في هذه السَّنَةِ قَبَضَ عليه ألب أرسلان، وسَجنَهُ ببَيتِه ثم أرسل إليه مَن قَتَلهُ. قُتِلَ بمروالروذ في ذي الحجَّةِ. وكان قد قُطِعَت مَذاكِرُه ودُفِنَت بخوارزم، فلمَّا قُتِلَ حُمِلَ رَأسُه إلى نيسابور. ولهذا قال ابنُ الأثير: "ومِن العَجَبِ أن ذَكَرَهُ دُفِنَ بخوارزم لمَّا خُصِيَ، ودَمُهُ مَسفوحٌ بمرو، وجَسَدُه مَدفونٌ بكندر، ورَأسُه مَدفونٌ بنيسابور، فاعتَبِروا يا أولي الأبصار".

العام الهجري : 488 العام الميلادي : 1095
تفاصيل الحدث:

الإمامُ، القُدوَةُ، الأَثَرِيُّ المُتقِنُ، الحافِظُ، شَيخُ المُحَدِّثينَ، أبو عبدِ الله محمدُ بنُ أبي نَصرٍ فتوح بن عبدِ الله بن فتوحِ بن حُميدِ بن يصل الأزديُّ، الحُمَيدِيُّ، الأندلسيُّ؛ الميورقيُّ، الفَقِيهُ، الظاهِريُّ، مُؤَرِّخٌ ومُحَدِّثٌ أَندلسيٌّ من أَهلِ الجَزيرَةِ، صاحِبُ ابنِ حَزمٍ وتِلميذُه. وُلِدَ قبلَ سَنةِ 420هـ، بَدأَ بِطَلَبِ العِلمِ صَغيرًا قال عن نَفسِه: "كُنتُ أُحمَلُ للسَّماعِ على الكَتِفِ، وذلك في سَنةِ 425هـ، فأَوَّلُ ما سَمِعتُ مِن الفَقيهِ أَصبغَ بنِ راشِدٍ، وكُنتُ أَفهمُ ما يُقرأُ عليه، وكان قد تَفَقَّهَ على أبي محمدِ بن أبي زَيدٍ، وأَصلُ أبي من قُرطبة مِن مَحِلَّةٍ تُعرفُ بالرصافة، فتَحوَّل وسَكَنَ جَزيرةَ ميورقة، وميورقة جَزيرةٌ فيها بَلدَةٌ حَصينَةٌ تِجاهَ شَرقِ الأَندلسِ، فوُلِدتُ بها". رَحلَ إلى مكَّةَ ومصر والشامِ والعِراقِ واستَوطَنَ بغداد وفيها تُوفِّي، له تَصانيفٌ أَشهرُها: ((الجَمْعُ بين الصحيحين))، و((تاريخ الأندلس)) المُسَمَّى ((جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس)) و((الذهب المسبوك في وعظ الملوك)) وغَيرُها من المُصنَّفاتِ، قال يحيى بنُ إبراهيمَ السلماسيُّ: قال أبي: "لم تَرَ عَيناي مِثلَ الحُميديِّ في فَضلِه ونُبلِه، وغَزارَةِ عِلمِه، وحِرصِه على نَشرِ العِلمِ، وكان وَرِعًا تَقِيًّا، إمامًا في الحَديثِ وعِلَلِهِ ورُواتِه، مُتَحَقِّقًا بعِلمِ التَّحقيقِ والأُصولِ على مَذهبِ أَصحابِ الحَديثِ بمُوافَقَةِ الكِتابِ والسُّنَّةِ، فَصيحَ العِبارَةِ، مُتَبَحِّرًا في عِلمِ الأَدبِ والعَربيَّةِ والتَّرَسُّلِ" قال القاضي عِياض: "محمدُ بنُ أبي نَصرٍ الحُمَيدِيُّ الأَزديُّ الأَندلسيُّ، سَمِعَ بميورقة من ابنِ حَزمٍ قَديمًا، وكان يَتَعَصَّب له، ويَميلُ إلى قَولِه، وأَصابَتهُ فِيه فِتنَةٌ، ولمَّا شُدِّدَ على ابنِ حَزمٍ، خَرجَ الحُميدِيُّ إلى المَشرقِ" تُوفِّي الحُميديُّ: في سابع عشر ذي الحجَّةِ، عن 68 عامًا، وصَلَّى عليه أبو بكرٍ الشاشيُّ، ودُفِنَ بمَقبرَةِ بابِ أبرز، ثم إنهم نَقَلوهُ بعدَ سَنتَينِ إلى مَقبرَةِ بابِ حَربٍ، فدُفِنَ عندَ بِشْرٍ الحافي.  وقد اختُلِفَ في تاريخِ وَفاتِه؛ فقِيلَ: في هذه السَّنَةِ. وقِيلَ: 491هـ.

العام الهجري : 795 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1393
تفاصيل الحدث:

هو منطاش الأشرفي نسبةً إلى الأشرف شعبان بن حسين، كان اسمُه تمربغا، ويقال له أخو تمربيه، وكانت لتمربيه منزلةٌ من الأشرف، وتنقل منطاش إلى أنْ ولاه الظاهر برقوق نيابةَ السلطنة بملطية في سنة 788 فجمع كثيرًا من التركمان وأظهر العِصيانَ وانضوى إليه كثيرٌ مِن الأشرفيَّة الذين شَرَّدَهم برقوق لَمَّا تسَلْطَنَ في البلادِ، فلما بلغ الظاهِرَ ذلك جهَّزَ إليه عسكَرَ حلب مع أربعة أمراء من مقَدَّمي الألوف بالقاهرة، فانضوى منطاش إلى برهان الدين صاحب سيواس فحوصر، ثم آل الأمر إلى رجوع العسكر وقد فر منطاش، واتفق أنَّ الناصريَّ عصى على برقوق وكاتبَ نواب البلاد، فوافقوه فراسَلَ منطاش فجمع من أطاعَه، وحضر إلى حلب وذلك سنة 91 فجهَّزَه الناصري إلى حماة فمَلَكَها إلى أن قَدِمَ الناصري بالعسكر، فتوجهوا إلى القاهرة واستولى الناصريُّ على المملكة وأعاد السلطان حاجي، واستقر منطاش أميرًا كبيرًا، ثم استولى منطاش على المملكة، فطاش وكان أهوجَ كثيرَ العطايا، كما قيل نهابًا وهَّابًا، فاعتقل الناصِرَ والجوباني وغيرَهما بالإسكندرية، وفي غضون ذلك بعد دخول سنة 92 بلغه أن الظاهرَ برقوق خلَصَ مِن سجن الكرك وانضَمَّ إليه جماعة، فجهز العسكر وتوجَّه إلى جهته، فوقعت لهم الوقعة الشهيرة، فانهزم منطاش واحتوى الظاهِرُ على المملكةِ وعلى غالب من كان معه مِن رؤوس المملكة, وفي سنة 93 توجه منطاش من جهة العمق إلى أن وصل إلى قربِ دمشق، ولما لم يحصُلْ للعسكر السلطاني منه غَرَضٌ رجعوا إلى أوطانهم، ونازل منطاش دمشقَ فجَهَّزَ له الناصريُّ من هزمه، فتوجه إلى بلاد نعير فأقام عنده ثم راسَلَ الظاهِرُ نعيرًا في أمر منطاش واسترضاه ورَدَّ عليه إمرتَه، وأوسَعَ له في الوعدِ، فغدر بمنطاش وقَبَضَ عليه وجَهَّزَه إلى حلب فاعتقل بقلعَتِها إلى أن جاء الأمرُ بقَتلِه وتجهيز رأسِه، ففُعِلَ به ذلك في سنة 795 وطِيفَ برأسِه بالقاهرةِ، ثم عُلِّقَ على باب زويلة، وكان شجاعًا قَتَّالًا عاليَ الهِمَّة كثيرَ البَذلِ، أهلك جميعَ ما كان الظاهِرُ حَصَّلَه من الأموال في أيسَرِ مُدَّةٍ.

العام الهجري : 1112 العام الميلادي : 1700
تفاصيل الحدث:

كان فيض الله أفندي معلم السلطان قبل جلوسه على كرسي السلطنة، وكان السلطان ولَّاه مسند المشيخة الإسلامية وصار يستشيره في كل الأمور، فأغاظ ذلك الصدر الأعظم حسين باشا كوبريلي لتدخُّل شيخ الإسلام في الأحوال السياسية التي ليست من متعلقات وظيفته أصلًا، وكان القبودان ميزه مورتو حسين باشا مدة حياته يجتهد في التأليف بينه وبين الصدر ويزيل النفور من قلوبهما، إلا أنه بعد وفاة القبودان استبدَّ الشيخ فيض الله أفندي في آرائه وأظهر العظمة، فلم يتحمل الصدر ذلك وقدم استعفاءه من الصدارة سنة 1114هـ, ثم أقام حسين باشا كوبريلي في ضيعة له منفردًا حتى مات بعد سبعة عشر يومًا ونُقلت جثته إلى إستانبول، ودفن في مدرسته المشهورة. وبعد أن استقال الصدر حسين باشا كوبريلي وجه السلطان الصدارة إلى دال طبان مصطفى باشا الذي التزم السير على الخطة التي يرسمها له شيخ الإسلام أفندي، ولما كان هذا الصدر يميل للحرب والقتال في الوقت الذي كانت فيه الدولة في أشد الاحتياج للمسالمة والراحة بعد الحروب الطويلة لتلتفت لإصلاح أحوالها الداخلية اختلت بذلك أحوال السياسة، وارتبكت العلاقات الخارجية حتى خيف على روابط السلم أن تنقطع, فلما تحقق للسلطان وبقية الوزراء أن الصدر دال طبان بخطته هذه سيوقع الدولة فيما تخافه من الحروب, وبعد أن وقع اضطراب وشغب بين صفوف الجنود، تم عزل الصدر دال طبان مصطفى باشا ثم قُتل، وعُين للصدارة رامي محمد باشا، وكان عالِمًا بالأمور الإدارية والأحوال السياسية، وقد تمكن بمساعدة محاميه شيخ الإسلام من تحسين الأحوال وإصلاحها، إلا أن شيخ الإسلام كان يميل إلى التغلب والتحكم في كافة الأمور، والصدر يريد مراعاة حقوق مقام الصدارة العظمى، أخذ يفكر في منع تسلط الشيخ الذي لما أحس بذلك أشعل نار الفتنة حتى استفحل أمر الهياج بين الجنود، وكان السلطان في ذلك الوقت بأدرنة -مدينة في إقليم تراقيا شمال غرب تركيا- لتولعه بالقنص كأبيه، ثم انتهت الفتنة بقتل شيخ الإسلام فيض الله أفندي.

العام الهجري : 1332 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1914
تفاصيل الحدث:

استغَلَّت بريطانيا المشكلةَ التي بدأت تحدُثُ بين الأتراك والعرب، فعملت بريطانيا لإغراء الشريف حسين وإعداده نفسيًّا للثورة على الدولة العثمانية، وأبدَوا استعدادهم لمساعدته في قضيته، فبدأ الشريف حسين بإرسال رسالته الأولى إلى السير هنري مكماهون نائب ملك بريطانيا في مصر في 14 تموز 1915م ثم تبِعَتْها رسائل أخرى، وكلها خمس رسائل، كان آخرها رد مكماهون في آذار 1916م، وكان الإنجليز يزيدون في تبجيل الشريف ويداهنونه ويجارونه في مطامِعِه وأحلامه، ولا يبذلون رغمَ كُلِّ ذلك أيَّ وعد صريح، ولا يجيبونه إجاباتٍ واضحةً صريحة، ويكتفون بجواب شفوي من حامل الرسالة فيما لا يريدون أن يتقيَّدوا فيه بوعد مكتوب، وكانت نظرةُ الشريف حسين إسلامية؛ مما جعل الإنجليز ينصرفون عنه إلى ابنه فيصل في زعامة الثورة، حتى سماه لورنس نبيَّ الوطنية، وتمَّت جميع تلك المراسلات باللغة العربية وبأسلوب غامض معقَّد، وكانت المراسلات من الطرفين تُترجَم إلى لغة الطرف الآخر، ورفضت بريطانيا نشرَ نسخة معتمدة رسمية للنصوص كاملةً باللغة الإنجليزية؛ بحجة أن ذلك يضرُّ بالمصلحة العامة؛ وذلك لأن هذه المراسلات أصبحت الخلافَ الأساسي حول فلسطين؛ إذ لم يثبت أن فلسطين قد نُصَّ عليها صراحةً أو ضمنًا في تحفُّظات مكماهون رغم أنَّ بريطانيا كانت ترى أن فلسطين من ضمن المناطق المستثناة من سوريا، ونصب الشريف حسين نفسَه ممثلًا للعرب في آسيا، وتعهدت بريطانيا له بأن يكون ملكُهم بخلافة إسلامية، وكأنها صاحبة الحَلِّ والعقد، وتنازل حسين عن ولايتَي إسكندرون ومرسين والمناطق الشمالية السورية، ووافق على مصالح فرنسا في ولاية بيروت لِما بعد الحرب، وعلى مصالح بريطانيا في البصرة وبغداد، وقَبِلَ بكوادر استشارية من دُول الحلفاء لتشكيل هيئة إدارية قومية من الإنجليز، وكانت النتيجةُ أن سَخَّرت بريطانيا العربَ لقتال العثمانيين في بلاد الشام بدل أن يخوضَ هذه الحرب الإنجليزُ والفرنسيون، وكان من غايات الإنجليز من ثورة الحسين تعطيلُ الجهاد الإسلامي الذي أعلنه الأتراكُ باسم السلطان في استانبول، فعندما يعلِنُ الشريف حسين الثورة سيسمع له المسلمون أكثَرَ مِن سماعهم للسلطان التركي بحُكمِ نسب حُسين الشَّريف.

العام الهجري : 1409 العام الميلادي : 1988
تفاصيل الحدث:

بدأت مُشكلة إقليم (كوسوفو-كوسوفا) في 1989م بإلغاء الحُكم الذاتي الذي كان يَحظى به الإقليمُ في الوقتِ الذي كانت فيه الغالبية الألبانية الشابَّة تُطالب بتوسيع الحُكم الذاتي حتى تتحوَّل كوسوفو إلى جمهوريةٍ مُتساويةٍ مع بقيَّة الجُمهوريات. فقد كانت كوسوفو ولايةً عُثمانيَّةً لها كِيان إداريٌّ وسياسيٌّ؛ مما مهَّد إلى دخول الألبان في صِراع مُسلَّح مع الحُكم العثماني. ونتيجةً لإعلان الدُّوَل البَلقانيَّة الحربَ على الدَّولة العثمانية، فقد سارعت الصِّرب والجبلُ الأسود إلى تقاسُم كوسوفو بينهما خلال 1912، 1913م إلا أن هذا الوضعَ لم يستمِرَّ، فمع اندلاع الحرب العالمية الأُولى سيطرت النمسا على الإقليم، ومنحته نوعًا من الحُكم الذاتي، ومع نهاية الحرب 1918م دخلت كوسوفو مع صربيا في إطار الدولة الجديدة (يوغسلافيا) والتي تمَّ استثناؤها من اتفاقية الأقليَّاتِ. فاندلعتِ المقاومةُ المُسلَّحة ضدَّ الصِّرب في الإقليم. ومع تولِّي (تيتو) قيادة الحزب 1936م اعترف بخصوصية (كوسوفو-كوسوفا) كإقليمٍ له شخصيَّة تاريخيَّة وأغلبيَّة ألبانيَّة. وبعد التحرُّر من الوجود الألماني بقي مصيرُ الإقليم مُعلَّقًا بين ألبانيا ويوغسلافيا إلى أن انضمَّت إلى صربيا (يوغسلافيا)، وبناءً على ذلك جاء دُستور صربيا يُحدِّد بشكلٍ أوضحَ وضعَ الحكم الذاتي، فقد اعتبر هذا الدُّستور الإقليم مِنطَقة أقلَّ شأنًا من بقيَّة الأقاليم مُقارنة بغيرها مثل: (فويفودنيا) والتي اعتُبرت إقليمًا. ومع صُدور الدُّستور الصربي في 1953م توسَّع مفهوم الحكم الذاتي في كوسوفو، وأصبح مُساويًا للحكم الذاتي في إقليم (فويفودنيا)، مع افتقاد (كوسوفا) للمحكمة العليا، ومع مُنتصف الستينيات، دخلت يوغسلافيا مرحلةَ تحوُّلٍ ديمقراطيٍّ، الأمرَ الذي انعكس على كوسوفو حيث توسَّع الحُكم الذاتيُّ حتى أصبح وَحْدة فيدراليةً تكاد تكون مُتساويةً مع الجمهورية التي كانت في إطارها. وبعد إلغاء أو تحجيم الحُكم الذاتي 1989م، وإعلان الاستقلال في كوسوفو من جانبٍ واحدٍ 1990م أخذ الوضع ينعكسُ على التعليم. فقد كانت بلغراد تُريدُ تعديلَ المناهج التعليميَّة بعد إلغاء الحُكم الذاتي. بينما كانت حكومةُ كوسوفو تُريدُ أن يبقى المنهجُ التعليميُّ ضِمنَ صلاحيَّتِها.

العام الهجري : 569 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1174
تفاصيل الحدث:

هو المَلِكُ العادِلُ، ناصِر أمير المؤمنين، تقيُّ الملوك، ليثُ الإسلام، أبو القاسِم نور الدين محمود بن الأتابك قسيم الدولة أبي سعيد زنكي بن الأمير الكبير آقسنقر التركي، السلطاني، الملكشاهي. ولِيَ جدُّه آقسنقر نيابةَ حَلَب للسلطان ملكشاه بن ألب آرسلان السلجوقي. وُلِدَ نور الدين يوم الأحد سابع عشر شوال سنة 511؛ وكان أسمَرَ اللَّونِ طويلَ القامةِ حَسَنَ الصورة، ليس بوجهِه شَعرٌ سوى ذقنه. كان ملكًا عادلًا، زاهدًا عابدًا وَرِعًا، متمسكًا بالشريعةِ، مائلًا إلى أهل الخير، مجاهدًا في سبيل الله. لما حاصر أبوه قلعةَ جعبر كان نور الدين في خدمته، فلما قُتِلَ أبوه سار نور الدين بعساكرِ الشام إلى مدينة حلب فمَلَكَها. وملك أخوه سيفُ الدين غازي مدينةَ الموصل. قال الذهبي فيه: " كان نور الدين حامِلَ رايتي العدل والجهاد، قلَّ أن ترى العيونُ مِثلَه، حاصر دمشق، ثمَّ تمَلَّكَها، وبَقِيَ بها عشرين سنة. افتتح أولًا حُصونًا كثيرة، منها فامية، والراوندان، وقلعة إلبيرة، وعزاز، وتل باشر، ومرعش، وعين تاب، وهزم البرنس صاحِبَ أنطاكية، وقتله في ثلاثة آلافٍ من الفرنج، وأظهر السُّنَّةَ بحلب، وقمع الرافِضةَ. وبنى المدارسَ بحلب وحمص ودمشق وبعلبك، والجوامع والمساجد، وسُلِّمَت إليه دمشق للغلاء والخوف، فحَصَّنها، ووسَّعَ أسواقها، وأنشأ المارستان ودارَ الحديث، والمدارس، ومساجد عدة، وأبطل المكوسَ مِن دار بطيخ، وسوق الغنم، والكيالة، وضمان النهر والخمر، ثم أخذ من العدوِّ بانياس والمنيطرة، وكسر الفرنجَ مَرَّات، ودَوَّخهم وأذَلَّهم. وكان بطلًا شجاعًا وافِرَ الهيبة، حسَنَ الرَّمي، مليح الشكل، ذا تعبُّد وخوف ووَرَع، وكان يتعرَّضُ للشهادة، سمعه كاتبه أبو اليسر يسأل الله أن يحشُره من بطون السباع وحواصل الطير. وبنى دار العدل، وأنصف الرعيَّةَ، ووقف على الضعفاء والأيتام والمجاورين، وأمر بتكميلِ سور المدينة النبويَّة، واستخراج العين بأُحُدٍ دفَنَها السَّيلُ، وفتح درب الحجاز، وعَمَرَ الخوانق والربُطَ والجسور والخانات بدمشق وغيرها، وكذا فعَلَ إذ ملك حران وسنجار والرَّها والرقة ومنبج وشيزر وحمص وحماة وصرخد وبعلبك وتدمر, ووقف كتبًا كثيرة, وكسر الفرنجَ والأرمن على حارم وكانوا ثلاثين ألفًا، فقل من نجا، وعلى بانياس." جهَّز نور الدين جيشًا لجبا مع نائبه أسد الدين شيركوه، فافتتح مصر، وقهَرَ دولتها الرافضيَّة، وهربت منه الفرنجُ، وقتل شاورَ الذي غدر به وبشيركوه، وصَفَت الديار المصرية لشيركوه نائبِ نور الدين، ثم لصلاح الدين، فأباد العُبَيديين، واستأصلهم، وأقام الدَّعوة العباسية. وكان نور الدين مليحَ الخط، كثيرَ المطالعة، يصلي في جماعةٍ، ويصوم ويتلو ويُسَبِّح، ويتحَرَّى في القوت، ويتجنب الكِبرَ، ويتشبَّه بالعلماء والأخيار. قال أبو الفرج بن الجوزي: "وليَ نور الدين الشامَ سنين، وجاهد الثغور وانتزع من أيدي الكفار نيفًا وخمسين مدينةً وحِصنًا، منها: الرها، وبنى مارستان في الشام أنفق عليه مالًا، وبنى بالموصل جامعًا غرم عليه ستين ألف دينار، وكانت سيرته أصلح من كثير من الولاة، والطرق في أيامه آمنة، والمحامد له كثيرة، وكان يتديَّنُ بطاعة الخلافة، وتَرَك المكوسَ قبل موته، وبعث جنودًا افتتحوا مصر، وكان يميل إلى التواضع ومحبة العلماء وأهل الدين, وأحلفَ الأمراء على طاعة ولده الصالح إسماعيل بعده, وعاهَدَ ملك الإفرنج صاحِبَ طرابلس وقد كان في قبضته أسيرًا على أن يطلقه بثلاثمائة ألف دينار وخمسين ومائة حصان وخمسمائة زردية، ومثلها تراس إفرنجية ومثلها قنطوريات وخمسمائة أسير من المسلمين، وأنه لا يعبر على بلاد الإسلام سبع سنين وسبعة أشهر وسبعة أيام، وأخذ منه في قبضته على الوفاء بذلك مائةً من أولاد كبراء الإفرنج وبطارقتهم, فإن نكث أراقَ دماءَهم، وعزم على فتح بيت المقدس، فوافته المنية في شوال هذه السنة" وقال الموفق عبد اللطيف: كان نور الدين لم ينشف له لبدٌ من الجهاد، وكان يأكلُ مِن عَمَل يده، ينسخ تارةً، ويعمَلُ أغلافًا تارة، ويلبَسُ الصوف، ويلازم السجادة والمصحَف، وكان حنفيًّا، يراعي مذهبَ الشافعي ومالك, وكان ابنُه الصالح إسماعيل أحسَنَ أهل زمانه." قال ابنُ خَلِّكان: "افتتح من بلاد الفرنجة عدَّة حصون، منها مرعش وبهسنا، وحارم، وأعزاز وبانياس وغير ذلك ما تزيد عدتُه على خمسين حصنًا. ثم سيَّرَ الأمير أسد الدين شيركوه إلى مصر ثلاث دفعات، وملكها السلطان صلاح الدين في الدفعة الثالثة نيابة عنه، وضرب باسمِه السكَّة والخطبة بمصر، وكان زاهدًا عابدًا متمسِّكًا بالشرع، مجاهِدًا كثير البر والأوقاف، له من المناقب ما يستغرق الوصفَ". توفي يوم الأربعاء حادي عشر من شوال، بعِلَّة الخوانيق، وأشار عليه الأطباء بالفصد فامتنع، وكان مهيبًا فما رُوجِعَ, ودُفِنَ بقلعة دمشق, فقد كان يلازم الجلوسَ والمبيت فيها، ثم نُقل منها إلى المدرسة التي أنشأها بدمشق، عند سوق الخواصين، وكانت ولايته ثمانية وعشرين سنة وأشهرًا, وكان لموته وقعٌ عظيم في قلوب الناس، وتأسفوا عليه؛ لأنه كان محسنًا محمود السيرة، ولَمَّا توفي نور الدين قام ابنه الملك الصالح إسماعيل بالمُلك بعده، وكان عمرُه إحدى عشرة سنة، وحلف له الأمراء والمقَدَّمون بدمشق، وأقام بها، وأطاعه الناس بالشام وصلاحُ الدين بمصر، وخُطِبَ له بها، وضرب السكة باسمه، وتولى تربيتَه الأميرُ شمس الدين محمد بن عبد الملك المعروف بابن المقدم، وصار مدبِّرَ دولته؛ فقال له كمال الدين بن الشهرزوري ولِمَن معه من الأمراء: "قد علمتُم أن صلاح الدين صاحِبَ مصر هو من مماليك نورِ الدين ونوَّابه أصحاب نور الدين، والمصلحة أن نشاورَه في الذي نفعله، ولا نُخرِجُه من بيننا فيَخرُج عن طاعتنا، ويجعل ذلك حُجَّة علينا، وهو أقوى منا؛ لأنه قد انفرد اليوم بملك مصر، فلم يوافِقْ هذا القولَ أغراضَهم، وخافوا أن يدخُلَ صلاح الدين ويُخرِجَهم، فلم يمضِ غيرُ قليل حتى وردت كتُبُ صلاح الدين إلى المَلِك الصالح يُعَزِّيه ويهنئه بالمُلك، وأرسل دنانيرَ مِصريَّةً عليها اسمه ويُعَرِّفُه أنَّ الخطبة والطاعة له كما كانت لأبيه".

العام الهجري : 1411 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1990
تفاصيل الحدث:

ما أن استقَلَّت الكويت عام 1381هـ / حزيران 1961م حتى أخذت العراق تُطالِب بالكويت، وتَعُدُّها جزءًا منها، ولكنْ بعد أيام من الاستقلال نزلَت قوات بريطانية في الكويت، وأصبحت العراق تُطالب بضرورة انسحاب القوات الأجنبية من أرض الوطن، ثم تقدَّمت الكويت إلى الجامعة العربية لتكون عضوًا فانسحبت القوات البريطانية، وحلَّت محلَّها قوات عربية من سوريا والأردُنِّ، ومصرَ والسعوديةِ، التي بَقيَت فيها سنةً، ثم رجعَت، فرجَع العراقُ بالمطالَبة من جديد، وقد تأجَّجَت الفكرة عند قيام الاتحاد العربي بين الأردُنِّ والعراقِ، وحاوَل نوري السعيد رئيسُ الحكومة العراقية في عام 1376هـ / 1957م أنْ يُقنِعَ أميرَ الكويت بالانضمام، وكان الأمر وشيكًا، إلَّا أنَّ الثورة التي قامت في العراق قَضَت على الاتحاد من أصله، وكان هذا قبلَ أيام عبد الكريم قاسم، وفي عهد صدَّام حُسين، وبعد أن انتهت حروبه مع إيرانَ وخرج بمظهَر المنتصِر، طالَب الكويت بتعويضاتٍ عمَّا خَسِره من نِفط الرُّمَيلةِ، ولكنَّ الكويت لم يوافِق؛ لأنه قدَّم الكثير للعراق أيام الحرب، وقامت بريطانيا بتأجيج الفكرة في رأس صدَّام حُسين، وفي الوقت نفسِه حرَّضت الكويت على عدم الدفع للعراق ما يَطلُبه، واطمأنَّت الكويت أيضًا بحماية أمريكا لها، ثم تقدَّمت الجيوش العراقية في الحاديَ عشَرَ من محرم 1411هـ 2 آب 1990م، واحتلَّت الكويت، ولم تستطِع الكويت مقاومةَ العراق، وقامت القوات العراقية بارتكابِ الكثير من الجرائم، وشُرِّد الكثيرون من الكويت، عَقَدت جامعة الدول العربية اجتماعًا لمناقَشة الوضع، فأيَّدت اثنتا عشرة دولةً دخول القوات الأجنبية، وعارَض ذلك ثمانيةُ دولٍ، وأسهمت بعض الدول كسوريا ومصر في إرسال قوات مساعدة للقوات الأجنبية، واجتمع مجلس العلماء في مكَّة المكرَّمة، وأعطى تأييده المباشر للسعودية، ثم بعد اجتماع القوات فُرض الحصارُ على العراق بكل المستويات برًّا وبحرًا وجوًّا، ثم إنَّ مجلس الأمن قرَّر إلزام العراق بالانسحاب، وأُعطيَ مهلةً وإلَّا أُخرجَ بالقوة، ولم يُبالِ العراق بذلك، وغيَّر اسم الكويت إلى كاظمة، وأنها عادت للأم، وبعد انتهاء المُهلةِ بيومَينِ بدأت القوات المتحالِفة بالهجوم على العراق والكويت بالطائرات في الساعة الخامسة صباحًا من يوم الخميس الثاني من رجب 1411هـ / 17 كانون الثاني 1991م، وأُذيع بأنَّ القوات الجويَّة العراقيَّة قد أُبيدت، وكذلك الحرس الجمهوري، وبدأت العراق تهرُب طائراتُها العسكرية والمدنيةُ إلى إيرانَ، واستمرَّ القَصفُ على العراق والكويت خمسةَ أسابيعَ، وخلال ذلك قامت عدةُ مبادَرات سِلمية، آخِرُها كانت من روسيا، فوافَقَت العراق على الانسحاب خلال ثلاثة أسابيعَ، إلَّا أنَّ أمريكا أصرَّت على أسبوع واحد فقطْ، وحاوَل العراق أنْ يُشرِكَ اليهودَ في الحرب، فأطلَق عدَّةَ صواريخَ عليها، فربما لو اشتركت ينسحِب العرب منَ التحالُف، ولكنَّ هذا ما لم يتمَّ، وأطلقَ كذلك صواريخَ على الرياض عاصمةِ المملكة العربية السعودية، وعلى الجُبيل البحْرية، والظِّهران، وحَفْر الباطن، وعلى البحرَينِ أيضًا، ثم أسرعت روسيا بمبادَرةٍ جديدةٍ، والعراق يُصرُّ على شروط للانسحاب، وأمريكا تُصرُّ على عدم وجود أي شرطٍ، واستطاعت قوات التحالف أن تُكبِّد العراق خسائرَ كبيرة على كافَّة المستويات، ثم بدأت المعارك البريَّة في الساعة الرابعة صباحًا من يوم الأحد العاشر من شعبان 1411هـ / 24 شباط 1991م، بعد ثلاثة أيام من الرمي التمهيدي المكثَّف، وبعد أن قام العراق بإحراق ما يقرُب من 150 بئرًا للنفطِ في الكويت، ممَّا شكَّل طبقة كثيفةً من الدخان الأسود، ليعوق عمل الطائرات، ودفعت بالنفط إلى البحر، بعد تفجير بعض الآبار، وذلك ليعوق محطات تحلية المياه السعودية، وكان العراق يُذيع دائمًا بأنه ينتظر المعارك البريَّة لينتقِمَ من قوات التحالُف، ثم إن قوات التحالُف تقدَّمت على حدود الكويت، واخترقت التحصينات العراقية، وقامت بإنزال بحْري على سواحل الكويتِ، وآخَر جوي في شمال العراق، ووافَق العراق على وَقف إطلاق النار، ولكنَّ أمريكا رفضت، وطالبت بالانسحاب مع ترك كافَّة الأسلحة، ثم وافَق العراق على الانسحاب بناءً على قرار مجلس الأمن، إلَّا أنَّ أمريكا أصرَّت على أن يتعهَّد العراق بدفع الخسائر، وفي الليلة الخامسة من الهجوم البري شهِدت بغدادُ أعنفَ الغارات الجوية، وجرى إنزال جوي خلفَ الوَحْدات العراقية من القوات الأمريكية والفرنسية، وجرت معاركُ بالدبابات، وأذاع كل طرفٍ النصرَ، وفي منتصَف الليل أذاع العراق أنه موافِق على كل شروط الانسحاب، فقام الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب بوقف إطلاق النار بدءًا من الساعة الثامنة صباحًا حسَبَ توقيت بغدادَ ضمنَ شروط منها: إعادةُ الأسرى والكويتيِّين، وإرشاد قوات التحالف على الألغام المزروعة، وغيرها من الشروط، ويتحمَّل صدَّام حُسين كل هذه الخسائر والمآسي بسبب قراراته الخَرْقاء.

العام الهجري : 64 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 684
تفاصيل الحدث:

لمَّا مات يَزيدُ بن مُعاوِيَة أَقْلَع جَيشُه عن مكَّة، وهم الذين كانوا يُحاصِرون ابنَ الزُّبيرِ وهو عائِذٌ بالبيتِ، فلمَّا رجَع حُصينُ بن نُميرٍ السَّكونيُّ بالجيشِ إلى الشَّام بعدَ أن عرَض الحُصينُ على ابنِ الزُّبيرِ أن يُبايِعَه بالخِلافَة شَرْطَ أن يَأتِيَ معهم للشَّامِ؛ لكنَّ ابنَ الزُّبيرِ رفَض الذِّهابَ إلى الشَّام, كان يَزيدُ قد أَوْصى بالخِلافَة لابنِه مُعاوِيَة؛ لكنَّه لم يكُن راغِبًا فيها فترَكَها وجعَلَها شُورى للمسلمين. اسْتَفْحَل أَمْرُ ابنِ الزُّبير بالحِجازِ وما والاها، وبايَعَهُ النَّاسُ في العِراق وما يَتْبَعُه إلى أقصى مَشارِق دِيارِ الإسلامِ، وفي مِصْرَ وما يَتْبَعُها إلى أقصى بِلادِ المغربِ، وبايَعَت الشَّامُ أيضًا إلَّا بعضَ جِهاتٍ منها، ففي دِمشقَ بايَع الضَّحَّاكُ بن قيسٍ الفِهرىُّ لابنِ الزُّبيرِ، وفي حِمْص بايَع النُّعمانُ بن بَشيرٍ، وفي قِنَّسْرين زُفَرُ بن الحارثِ الكِلابيُّ، وفي فِلَسْطين بايَع ناتِلُ بن قيسٍ، وأَخرَج منها رَوْحَ بن زِنْباع الجُذاميَّ، ولم يكُن رافضًا بَيْعَة ابنِ الزُّبيرِ في الشَّام إلَّا مِنطقةُ البَلْقاءِ وفيها حَسَّان بن مالكِ بن بَحْدَل الكَلبيُّ. وقد كان الْتَفَّ على عبدِ الله بن الزُّبيرِ جَماعةٌ مِن الخَوارِج يُدافِعون عنه، منهم نافعُ بن الأزرقِ، وعبدُ الله بن إباض، وجَماعةٌ مِن رُؤوسهم, فلمَّا اسْتَقَرَّ أَمْرهُ في الخِلافَة قالوا فيما بينهم: إنَّكم قد أَخْطأتُم لأنَّكم قاتَلتُم مع هذا الرَّجُلِ ولم تَعْلَموا رَأيَه في عُثمان بن عفَّان -وكانوا يَنْتَقِصون عُثمانَ- فاجْتَمَعوا إليه فسألوه عن عُثمانَ فأجابهم فيه بما يَسُوؤهُم، فعند ذلك نَفَرُوا عنه وفارقوه وقَصَدوا بِلادَ العِراق وخُراسان، فتَفَرَّقوا فيها. صَرَّح العديدُ مِن العُلماءِ والمُؤَرِّخِين بأنَّ بَيْعَة ابنِ الزُّبير بَيْعَة شَرْعِيَّةٌ، وأنَّه أَوْلى بها مِن مَرْوان بن الحكمِ, فيَروِي ابنُ عبدِ البَرِّ، عن مالكٍ أنَّه قال: إنَّ ابنَ الزُّبيرِ كان أفضل مِن مَرْوان وكان أَوْلى بالأمرِ منه، ومِن ابنِه عبدِ المَلِك. ويقولُ ابنُ كثيرٍ عن ابنِ الزُّبيرِ: ثمَّ كان هو الإمام بعدَ مَوتِ مُعاوِيَة بن يَزيدَ لا مَحالَة، وهو أَرْشَدُ مِن مَرْوان بن الحكمِ، حيث نازَعَهُ بعدَ أن اجْتَمَعت الكَلِمَةُ عليه، وقامَت البَيْعَة له في الآفاقِ، وانْتَظَم له الأمرُ، والله أعلم.

العام الهجري : 1263 العام الميلادي : 1846
تفاصيل الحدث:

أُسِّستِ المَملَكاتُ القُعَيْطيَّةُ في حَضرَموتَ على يَدِ عُمَرَ بنِ عَوَضِ بنِ عبدِ اللهِ القُعَيْطيِّ، والأسرةُ القُعَيْطيَّةُ تَرجعُ جُذورُها إلى قَبيلةِ يافِعٍ، فبَعدَ مَوتِ السُّلطانِ بَدرٍ أبي طُوَيرِقٍ الكَثيريِّ، دخَلَ حُلَفاؤُه مِنَ السَّلاطينِ في تَطاحُنٍ على السُّلطةِ، حتى إنَّ بَعضَ السَّلاطينِ الكَثيريِّينَ استَنجَدَ بالجيشِ الإماميِّ في صَنعاءَ، فكانَ أنْ تلاشَت تَدريجيًّا السُّلطةُ الكَثيريةُ، وأصبَحتِ الشِّحرُ وحَضرَموتُ ضِمنَ الحُكومةِ المركزيةِ في صَنعاءَ، فاضطُرَّ الكَثيريونَ إلى الاستِنجادِ بقَبائِلِ يافِعٍ ضِدَّ السُّلطةِ الإماميةِ، فتمكَّنوا مِن إخراجِها مِن حَضرمَوتَ، ولكنَّ المنطقةَ وقعت في يَدِ يافِعٍ، وانتَهتِ الدولةُ الكَثيريةُ الأولى، وظهرَ حُكمُ الطوائفِ اليافعيةِ بساحِلِ حَضرمَوتَ على أنقاضِ الكَثيريِّينَ، وبَعدَ أن قامتِ الدولةُ الكَثيريةُ الثانيةُ في القرنِ التاسعِ الهِجريِّ كانَ تركيزُ سَلاطينِها على استِعادةِ تِرْيَمَ وسَيْئُونَ مِن يَدِ اليافعيِّينَ، واستَولى أيضًا الكَثيريونَ على الشِّحرِ مِنَ اليافعيِّينَ، لكنِ استَطاعَ التحالُفُ القُعَيْطيُّ بقيادةِ عَوَضِ بنِ عُمَرَ مع الكَسَاديِّ إخراجَ الكَثيريِّينَ منها، وأصبَحتِ الشِّحرُ منذُ ذلك الحينِ جُزءًا مِنَ السَّلطنةِ القُعَيْطيَّةِ، ووُقِّعتِ اتفاقيةٌ اعتَرفوا فيها لِآلِ كَثيرٍ بتِرْيَمَ وسَيْئُونَ.
ثم وَقَعت خِلافاتٌ بينَ القُعَيْطيِّينَ والكَسَاديِّينَ، ورأت بريطانيا أنْ تَمنحَ حمايَتَها للقُعَيْطيِّ بَدَلًا مِنَ الكَسَاديِّ، وحَذَّرتِ الكَثيريِّينَ مِن مُساعدةِ الكَسَاديِّ، وسمَحَت للقُعَيْطيِّ بشَنِّ هُجومٍ على المُكَلَّا، وانتهى أمرُ الكَسَاديِّ، واعترفَت انجِلتِرا بسَلطنةِ القُعَيْطيِّ على الشِّحرِ والمُكَلَّا، ووَقَّعوا اتفاقيةَ حِمايةٍ، وكذلك فَعَلوا مع السَّلطنةِ الكَثيريةِ في حَضرَموتَ، حَكَمتِ الدولةُ الكَثيريةُ سَيْئُونَ وتِرْيَمَ، وتريس والغرف ومريمة والغَيْل، في الوقتِ الذي حَكمت فيه الدولةُ القُعَيْطيَّةُ المُكَلَّا والشِّحرَ وغَيْل أبا وزير وجميعَ بُلدانِ الشواطئِ، وتمت مُحاولاتٌ لِتَهدئةِ الوَضعِ المُحتَدِمِ بينَ الدولةِ الكَثيريةِ، والدولةِ القُعَيْطيَّةِ، لِيَتسَنَّى تنظيمُ شُؤونِ بِلادِ حَضرَموتَ، فكانت مُعاهدةُ عَدَنٍ عامَ 1336هـ، ثم كانَ في عامِ 1346هـ مؤتمرُ سِنغافورةَ، الذي أذاعت فيه الدولتان القُعَيْطيَّةُ والكَثيريةُ بَلاغًا رَسميًّا إلى أهالي حَضرَموتَ كافةً بتَجديدِ الاتِّحادِ وتَوثيقِ عُرى الصَّداقةِ والتَّعاونِ.

العام الهجري : 1404 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1984
تفاصيل الحدث:

مُحمَّد نجيب يوسف نجيب قُطب القشلانُ سياسيٌّ وعَسكريٌّ مِصريٌّ، وُلد بالخُرطوم، والتحَقَ بالكُليَّة الحربيَّةِ في مِصرَ في إبريل عام 1917م وتخرَّج فيها في 23 يناير 1918م، ثم سافَرَ إلى السُّودان في 19 فبراير 1918م، والتحَقَ بذات الكَتيبةِ المِصريَّةِ التي كان يعملُ بها والدُهُ؛ ليبدأ حياتَهُ كضابطٍ في الجيش المِصريِّ، حصل على شَهادةِ الكفاءةِ، ودخَلَ مدرسةَ البوليسِ لمُدَّةِ شهرَينِ، واحتكَّ بمُختلِف فِئات الشَّعبِ المِصري، وتخرَّج وخدَمَ في مِصرَ القديمةِ، وعاد مرَّة أخرى إلى السودان عام 1922م.
انتقل بعد ذلك إلى الحَرَس المَلَكيِّ بالقاهرة في 28 إبريل 1923م، ثم انتقل إلى الفِرقةِ الثامنةِ بالمعادي بسبب تأييدِهِ للمُناضِلينَ السُّودانيينَ. حصَلَ على شَهادةِ البكالوريا عام 1923م، والتحَقَ بكُليَّةِ الحُقوقِ، ورُقِّيَ إلى رُتبة الملازِمِ أوَّل عام 1924م.
في عام 1927 كان مُحمَّد نجيب أوَّلَ ضابطٍ في الجيش المِصريِّ يحصُلُ على ليسانس الحُقوقِ، ودُبلوم الدراساتِ العُليا في الاقتصاد السياسيِّ عام 1929م ودُبلوم آخَرَ في الدراسات العُليا في القانون الخاصِّ عام 1931م.
رُقِّيَ إلى رُتبة اليوزباشي (نقيب) في ديسمبر 1931م، ونُقل إلى سِلاح الحُدودِ عام 1934م، ثم انتقَلَ إلى العريشِ. كان ضِمنَ اللجنة التي أشرفت على تنظيم الجيشِ المِصريِّ في الخُرطومِ بعد مُعاهدةِ 1936م، ورُقِّيَ لرُتبةِ الصاغ (رائد) في 6 مايو 1938م، ورفَضَ في ذلك العام القيام بتدريباتٍ عسكريَّةٍ مُشتركةٍ مع الإنجليز في مرسى مطروح. قاد ثَورة 23 يوليو 1952م وعرَضَ عليه المَلِك فاروق منصبَ وزير الحربيَّةِ، ومنحه رُتبة فريقٍ مع مُرتَّبِ وزيرٍ، لكنَّه تنازل عنها بعد خُروج المَلِك فاروق إلى المنفى.
وهو أوَّلُ رئيسٍ لجُمهورية مِصرَ العربيَّةِ (1953 - 1954)، لم يستمرَّ في سُدَّة الحُكم سوى فترةٍ قليلةٍ بعد إعلانِ الجُمهوريَّةِ (يونيو 1953 - نوفمبر 1954)، حيث أُقيل من جميع مناصِبِهِ في 14 نوفمبر 1954م وعزله مجلسُ قيادةِ الثَّورةِ، ووضَعَهُ تحت الإقامةِ الجَبْريَّةِ بقَصرِ زينب الوكيل حَرَمِ مُصطفى النَّحَّاس باشا بضاحية المَرْجِ شرق القاهرة. تُوُفِّيَ مُحمَّد نجيب في هُدوءٍ عن عُمر يُناهز 82 عامًا بتاريخ 28 أغسطس 1984م في مُستشفى المعادي العسكري بالقاهرة، لم يكن يعاني من أمراضٍ خطيرةٍ، لكنها كانت أمراضَ الشَّيخوخةِ.